**** بُعِثَ الرسولُ - صلّى اللهُ عليه وسلّم - ليتمّمَ مكارمَ الأخلاقِ ...
وفي التّراث العربيّ القديم كنوزاً من الأدب الوعظي التّهذيبي الحِكمي الذي يُصوّر الخلقَ العربيّ المحمودَ الذي أبرزه الإسلام وأصّله وكرّسه بمبادئ العقيدة العظيمة ... من ذلك الأمثال العربيّة الرّائعة في معانيها واسلوبها الفنيّ المميّز ... وفيما يلي نُقدّم بعض النّماذج الدَّلة من هذه الأمثالِ ...
*** قالَ العربُ في أمثالِهِم :
* 1 - الحُرُّ حرٌّ وإنْ مَسَّهُ الضُّرُ ... والعبدُ عبدٌ وإنْ حالَفَهُ الجَدّ ...!
هذا المثل يؤكّد أنّ أحداث الدنيا وتقلباتها لا تُغيّر من طبائع الأنفسِ ومعادنها ؛ فالحُرّ الكريم النّفس صاحبُ الهمّة والإباء يظلّ حرّا وإن نالت منه أحداثُ الليالي وأضاعت ما كان فيه من مجدٍ أو مكانةٍ أو مال ... وكذلك العبدُ يظلُ في نفسه وأخلاقه عبداً لئيم الطبع عديم الهمّة وإن حالَفَهُ الجِدّ أي الحظّ والفرصُ المواتية ...
** 2 - تجَشَّأَ لقمانُ منْ غيرِ شبعٍ ...
وهذا المثلُ يُقالُ في وصف الإنسانِ المُتَعَفّف الذي يتظاهرُ بالغنى رغمَ احتياجه ، ويُظهرُ الاستغناء وهو مُعوزٌ شديدُ الحاجة ؛ فالتجشُّؤ حركةٌ في المعدة لا تنتج إلاّ عن امتلائها بالطّعام .
*** 3- بَقِّ نَعلَيكَ وابْذِلْ قدميك ...
يُضرب هذا المثل في النصح للإنسان بأن يبذل نفسه في سبيل قضاء أموره على ألاَّ يضحّي بمالِه لئلاَّ يفتقرُ إلى الآخرين ...
**** 4 - إِرْضَ من المركُوبِ بالتَّعلُّقِ ...
يُقالُ هذا المثلُ للتحريض على القناعة والرّضا بالأقلّ من الرزق أو الأماني المتحققّة بعد أن يبذل الإنسانُ ما في وسعه ...
*** 5 - آكُلُ لحمي ، ولا أدَعُهُ لآكِلٍ ...
المقصودُ باللّحم هنا : الأهل والعِرض وكل ما يُمثّل شرفَ الإنسان ونسبِه وقرابته ... ويُضربُ المثل للرجل صاحب المروءة الذي يُفضّل - إذا ما اضّظرتُه الأمورُ أن يمسّ أهلُه السوء على يديه لا على يدِ الغرباء ...
*** 6- لم يذهبْ منْ مالِكَ ما وعظَكَ ...!
يقالُ هذا المثل في تهوين أمر المالِ وما يُشبهه إذا كانَ فقدُه قد أدّى إلى الحكمة والخبرة والموعظة وتجنّب الوقوع في الزّللِ ...
***7 - ليسَ من العدلِ سرعةُ العذْلِ ...
العذل هو اللوم ... والمثل يحضّ على التّسامح وإتاحة الفرصة للمخطئ كي يبسطَ أعذاره وأسباب خطئه أو يعلن اعتذاره وندَمه على ما فعلَ ...
***8 - أَجِعْ كلبَكَ يتْبَعَك ...
يقالُ المثل على سبيلِ النصيحة في كيفية التعامل مع لئام النّاس الذين لا يُقدّرون المعروف والإحسان ولا تأسرهم المروءة ، بل لا ينقادُون لنا إلاّ بأن نُطمعهم في مالٍ أو نفوذٍ أو غير ذلك على ألاّ نُشبعه ممّا معنا بل نعطي لهم القليل ونطمعهم في خيرٍ آخر لنأَمنَ شرَ لؤمهم ...
**************
بقلم : جاميليـــــــــ ــــــــــا حفني