عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ قَالَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَمُودٍ وَلَا عُودٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا جَعَلَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ وَالْأَيْسَرِ وَلَا يَصْمُدُ لَهُ صَمْدًا
الحكم :(حديث ضعيف جداً)
التخريج :
روى هذا الحديث ،أحمد في المسند (23211)،ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (63/254)،والمزي في التهذيب (35/224)،وأبوداود في سننه (600)ومن طريقه البيهقي في الكبرى(3235)،والبغ وي في شرح السنة (1/397) ،والطبراني في الكبير(17402)،وفي مسند الشاميين له (2855)،ومن طريقه ،ابن عساكر في تاريخه (63/254)وابن قانع في معجمه (1703)،كلهم من طرقٍ عن علي بن عياش عن المهلب بن حجر عن ضباعة بيت المقداد بن الأسودعن أبيها مرفوعاً به .
وقد تابع علي بن عياش عن الوليد:(يحيى بن صالح الوحاظي)، أخرج حديثه الطبراني في مسند الشاميين (2855)ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (63/254)،والبيهقي في الكبرى (2/272)عن الوليد بن كامل به مرفوعاً .وفي رواية للبيهقي قال :( رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى إلى سترة جعلها على حاجبه الأيمن أو حاجبه الأيسر لم يتوسطها)،وفي رواية البيهقي عن يحيى بن صالح أيضاً،قال عن المقدام،ولم يقل المقداد ،وهذا اضطراب من الوليد بن كامل كما سيأتي
التحقيق :
وهذا إسنادٌ،له ثلاث علل :
الأولى:ضباعة بنت المقدام بن الأسود ،وقيل بنت المقدام بن معدي يكرب،وقيل ضبيعة،قال الحافظ في التقريب(لاتعرف).
الثانية :المهلب بن حجرالبهراني الشامي، روى عن ضباعة بنت المقداد ،روى عنه الوليد بن كامل ،وعلي بن عياش ،قال ابن القطان الفاسي :مجهول الحال انظر التهذيب .
الثالثة :الوليد بن كامل (أبو عبيدةابن أبي الوليد الشامي الحمصي)،وقيل الدمشقي،قال البخاري :عنده عجائب. وقال الأزدي :ضعيف.وقال ابن القطان :لاتثبت عدالته،وقال ابن حبان :يروى المراسيل والمقاطيع ،وقد ذكره في الثقات .انظر التهذيب (11/147) .ولخص الحافظ حاله في التقريب فقال:(لين الحديث)
-
وقد خالفهما بقية بن الوليد فجعل اسمها (ضبيعة) واسم أبيها : (المقدام بن معدي كرب) ،أخرج حديثه،أحمد في مسنده (23212)،ومن طريقه ابن عساكرفي تاريخه(63/254)،والمزي في تهذيبه(35/224)عن يزيد بن عبد ربه عن بقية قال حدثني الوليد بن عن الحجر أو أبي الحجر بن المهلب البهراني قال حدثتني ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها : أن رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ كان إذا صلى إلى عمودٍ أو خشبةٍ أو شبه ذلك، لا يجعله نصب عينيه ولكنه يجعله على حاجبه الأيسر .
وهذا إسناد اضُطرب في إسناده ومتنه:
فاضطراب الإسناد: أن بقية بن الوليد قال: عن الوليدبن كامل، عن الحجر أو أبي الحجربن المهلب ،وإنما الصواب:(المهلب بن حجر)،كماهو ثابت في المرويات ،وأقره الحافظ في التقريب،وجعله عن ضبيعة عن المقدام بن معدي يكرب،وإنما الصواب : ضباعة عن المقداد بن الأسود ،وإلى هذا أشار البيهقي عقب الحديث فقال:( ورواه محمد بن حمير وبقيه بن الوليد عن الوليد بن كامل فقال المقداد وقيل عن بقية في رواية أخري عنه المقدام والمقداد أصح فالله تعالى أعلم).وصوب المزي في تحفة الأشراف أنه المقداد بن الأسود ،وليس المقدام بن معدي.
وأمادليل الإضطراب في المتن:مارواه أبو علي بن السكن في سننه نقلاً عن الزيلعي في نصب الراية (3/83): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَلَبِيُّ ثَنَا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَامِلٍ ثَنَا الْمُهَلَّبُ بْنُ حُجْرٌ الْبَهْرَانِيُّ عَنْ ضُبَيْعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إلَى عَمُودٍ. أَوْ سَارِيَةٍ. أَوْ شَيْءٍ. فَلَا يَجْعَلُهُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، وَلْيَجْعَلْهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْسَرِ" ، انْتَهَى فالمتن الأول حكاية فعل،والمتن الثاني ،فإنه من قول النبي –صلى الله عليه وسلم-وأشار إلى هذا الاضطراب الزيلعي في نصب الراية فليراجع هناك .
والذي جعلنا نرجح أن الإضطراب فيه من الوليد ،لماقيل فيه من الضعف،وأشار الى ماذهبناإليه : أبوالحسن ابن القطان الفاسي،كمابينه الزيلعي،وكذلك الحافظ في كتابه الدراية (1/181)قائلاً: (أخرجه أَبُو دَاوُد وَأحمد وَالطَّبَرَانِي ّ وَابْن عدي فِي تَرْجَمَة الْوَلِيد بن كَامِل عَن الْمُهلب ابْن حجر عَنْهَا وَأخرجه ابْن السكن من وَجه آخر عَن الْوَلِيد فَقَالَ عَن ضبيعة بنت الْمِقْدَام بن معدي يكرب عَن أَبِيهَا والإضطراب فِيهِ من الْوَلِيد وَهُوَ مَجْهُول ).
وفي النهاية نقول :هذا حديث ضعيف جداً، قال النووي في خلاصة الأحكام (1/519) :( رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَضَعفه الْحفاظ ).
تنبيه :بعد أن نقل الحافظ في التهذيب عن ابن القطان قوله في ضباعة بنت المقداد ،قال:وأفاد ان النسائي أخرجه كما أخرجه أبوداود.
قلت :ولم أقف عليه في النسخ التي بين يدي الآن،سواءً في الكبرى أوالصغرى.والله أعلم.