قال تعالى :{ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون( 17) وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون ( 18) } [سورة الروم ]
قال ابن كثير رحمه الله :
" هذا تسبيح منه تعالى لنفسه المقدسة ، وإرشاد لعباده إلى تسبيحه وتحميده ، في هذه الأوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه : عند المساء ، وهو إقبال الليل بظلامه ، وعند الصباح ، وهو إسفار النهار عن ضيائه .
ثم اعترض بحمده مناسبة للتسبيح وهو التحميد ، فقال : ( وله الحمد في السماوات والأرض ) أي : هو المحمود على ما خلق في السماوات والأرض .
ثم قال : ( وعشيا وحين تظهرون) فالعشاء هو : شدة الظلام ، والإظهار : قوة الضياء . فسبحان خالق هذا وهذا ، فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا ، كما قال : ( والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها) ، وقال ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) ، وقال : (والضحى والليل إذا سجى ) ، والآيات في هذا كثيرة . " ا.هـ