يختلف الناس في إدراك كنه العيد ويتباينوا ، كل بحسب علمه به ، و فهمه له مما نتج عن ذلك بلورة أفعال مبنية على فهم العيد ، أفعال جسدت سلوكا لأصحابها.
فمنهم من يرى العيد ذات طابع تاريخي صرف ، ومنهم من ينظر للعيد على اعتبار أنه ظرف للفرح والسرور ليس إلا ، ومن الناس من يتشرب العيد بلونه الاجتماعي فحسب ، بل وربما من ينظر للعيد على أنه لا يختلف وسائر الأيام إلا بطقوسه ، في نظرة قد تتفق ونظرة صاحب عيد بأية حال عدت يا عيد ... ، إلى غير ذلك مما لا يحيط به خاطري ، أفهام انعكست بمجملها على تصرفات أصحابها. فمنهم المصيب و قليل ماهم ، ومنهم بين ذلك ، ومنهم المسرف إلى حد الإضرار بالدين . والصواب والله أعلم في فهم العيد أنه مشتمل على جل ذلك جمله ، فالعيد بقدر ما هو ابتسامة الدهر وتنفس الزمان وفرحة الأوان ، كذلك فيه العبر والعظات والدروس والهبات ، فهو أمل من به ألم ، وفرحة من نزلت به ترحه ، وفرجة من حلت به كربه ، تلتقي القلوب وتتصافح قبل إلتقاء الأيدي بالتصافح ، فكم قد أنار درب المتفهمين له فصحت بذلك بصائر و ألباب ، وكم قد أرشد مهيع المستبصرين به نحو سنن وآداب ، لا يجد المتأمل كدا لإدراكها ، و لا نصبا في قطفها ، ولا كللا في سبيل الإحاطة بجزء منها . وفق الله الجميع لعبادته في الأفراح والأتراح .
كتبه / ياسر شعبين
yassershobin@gmail.com