المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عزالدين المعيار
لقد تطورت اليوم الحمامات وتعددت فمنها الراقي جدا المزدان بالصهاريج والمبلط بالفسيفساء والرخام والمتوفر على مختلف وسائل الراحة والاستجمام و هناك من الحمامات فعلا الرديء الوسخ وكل ذلك يستحق الدراسة والوصف الدقيق خصوصا من الجوانب : المعمارية والوظيفية والأخلاقية والاجتماعية والصحية والاقتصادية ...
بارك الله فيك أخي الكريم، واسمح لي بإضافة هذا النقل من رحلة ابن بطوطة (ت779):
"وحمامات بغداد كثيرة وهي من أبدع الحمامات، وأكثرها مطلية بالقار مسطحة به، فيخيل لرائيه أنه رخام أسود، وهذا القار يجلب من عين بين الكوفة والبصرة تنبع أبداً به، ويصير في جوانبها كالصلصال، فيجرف منها، ويجلب إلى بغداد. وفي كل حمام منها خلوات كثيرة كل خلوة منها مفروشة بالقار مطلي نصف حائطها مما يلي الأرض به، والنصف الأعلى مطلي بالجص الأبيض الناصع، فالضدان بها مجتمعان، متقابل حسنهما. وفي داخل كل خلوة حوض من الرخام فيه أنبوبان أحدهما يجري بالماء الحار والآخر بالماء البارد فيدخل الإنسان الخلوة منها منفرداً لا يشاركه أحد إلا إن أراد ذلك، وفي زاوية كل خلوة أيضاً حوض آخر للاغتسال فيه أيضاً أنبوبان يجريان بالحار والبارد وكل داخل يعطى ثلاثاً من الفوط إحداهما يتزر بها عند دخوله والأخرى يتزر بها عند خروجه، والأخرى ينشف بها الماء عن جسده. ولم أر هذا الإتقان كله في مدينة سوى بغداد، وبعض البلاد تقاربها في ذلك."