اجعل آخر ما يهمك هو الإثقال يا أخي الكريم، فلا إثقال إن شاء الله.
ولكن ليكن أول ما يهمك هو صحة ما أقول، فلا تثق في كلامي حتى تسأل أهل العلم، فأنا لا أؤكد الثقة به.
وأما ما تفضلت بالسؤال عنه: كيف يتوهل في الذهن أن أصل يخاف هو يخوَف.
فالجواب أننا عرفنا ذلك بالسبر والتقسيم كما سبق إيضاحه؛ لأننا نعلم يقينا أن المضارع لا يخلو من أن يكون على وزن يفعَل أو يفعُل أو يفعِل، وقد أبطلنا كونه على يفعُل ويفعِل، فلم يبق إلا يفعَل.
وأما (يمات) و(يدام) فهي لغات في يموت ويدوم، وهي بفتح الياء فيهما من الثلاثي وليس بالضم كما تفضل أخونا الكريم صقر أبو زيد
وهذه الأفعال مسموعة من العرب وهي قليلة الاستعمال، ولكنها تفسر لنا استعمال (مِت) بكسر الميم و(دِمت) بكسر الدال؛ لأن العلماء اتفقوا على أنه لا يوجد في كلام العرب (فعِل يفعُل) باطراد، وما ورد من ذلك شذوذا يمكن تفسيره على تداخل اللغتين، ومعنى تداخل اللغتين أن تكون هناك لغة في كلام العرب من باب (فعِل يفعَل) وأن تكون هناك لغة أخرى من باب (فعَل يفعُل)، فجاء بعض العرب فاستعمل الماضي من اللغة الأولى والمضارع من اللغة الثانية؛ لأن العرب -كما هو معروف- تستعير الألفاظ من بعض، وبهذا نفسر استعمال كلمات منسوبة إلى بعض القبائل في أشعار وأقوال أشخاص من قبائل أخرى، فقبائل العرب ليست معزولة عن بعضها.
وأما سؤالك عن اختلاف تصريف الفعل في المضارع عن المصدر، فاعلم أن (ينام) ليست مخالفة لـ(نوم) لأننا على يقين أن الألف في (ينام) ليست أصلا وإنما هي منقبلة عن واو أو ياء؛ لأنه لا يوجد في كلام العرب إلا كذلك.
والله أعلم.