الحمد لله وحده، وبعد :
فقد قال ابن حزم في كتاب (مداوة النفوس) :
لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به ، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم ، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس ، لكان ذلك أعظم داع إليه ، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره ؟!
ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم،
وفي مثله أتعب ضعفاء الملوك أنفسهم ؛ فتشاغلوا عما ذكرنا بالشطرنج ، والنرد ، والخمر ، والأغاني ، وركض الدواب في طلب الصيد ، وسائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة ، وأما فائدة ، فلا فائدة .
فقلت في نفسي لعل ابن حزم له قول آخر يقول فيه بتحريم الغناء؛ لأنه وضع الغناء بعد الخمر والنرد، ثم وصف الغناء و..و.. بأنها أشياء تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة.