تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

  1. #1

    افتراضي عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :
    (
    فصل
    )
    وأما الصلاة على غير الأنبياء، فإن كانت على سبيل التبعية كما تقدم في الحديث: "
    اللهم صل على محمد وآله وأزواجه وذريته
    " فهذا جائز بالإجماع، وإنما وقع النزاع فيما إذا أفرد غير الأنبياء بالصلاة عليهم:
    فقال قائلون: يجوز ذلك، واحتجوا بقوله: {
    هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } وبقوله { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } [البقرة: 157]، وبقوله تعالى :{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } [التوبة: 103]، وبحديث عبد الله بن أبي أوْفَى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللهم صل عليهم". وأتاه أبي بصدقته فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى
    ". أخرجاه في الصحيحين.

    وبحديث جابر: أن امرأته قالت: يا رسول الله، صل عَلَيَّ وعلى زوجي. فقال: "
    صلى الله عليكِ وعلى زوجك
    " .
    وقال الجمهور من العلماء: لا يجوز إفراد غير الأنبياء بالصلاة؛ لأن هذا قد صار شعارا للأنبياء إذا ذكروا، فلا يلحق بهم غيرهم، فلا يقال: "قال أبو بكر صلى الله عليه". أو: " قال علي صلى الله عليه". وإن كان المعنى صحيحا كما لا يقال: "قال محمد عز وجل" وإن كان عزيزا جليلا؛ لأن هذا من شعار ذكر الله عز وجل.
    وحملوا ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لهم؛ ولهذا لم يثبت شعارا لآل أبي أوفى، ولا لجابر وامرأته
    . وهذا مسلك حسن.

    وقال آخرون: لا يجوز ذلك؛ لأن الصلاة على غير الأنبياء
    قد صارت من شعار أهل الأهواء
    يصلون على من يعتقدون فيهم فلا يقتدى بهم في ذلك والله أعلم.

    ثم اختلف المانعون من ذلك: هل هو من باب التحريم أو الكراهة التنزيهية أو خلاف الأولى؟ على ثلاثة أقوال:
    حكاه الشيخ أبو زكريا النووي في كتاب الأذكار. ثم
    قال: وا
    لصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه؛ لأنه شعار أهل البدع(1 ) وقد نهينا عن شعارهم، والمكروه هو ما ورد فيه نهي مقصود( 2).

    قال أصحابنا: والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في اللسان بالأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قولنا: "عز وجل"، مخصوص بالله سبحانه وتعالى، فكما لا يقال: "محمد عز وجل" وإن كان عزيزا جليلا لا يقال: "أبو بكر -أو: علي -صلى الله عليه". هذا لفظه بحروفه.
    قال: وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجُوَيني من أصحابنا: هو في معنى الصلا، فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء فلا يقال: "
    علي عليه السلام وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر فيخاطب به، فيقال: سلام عليكم أو سلام عليك أو السلام عليك أو عليكم.

    وهذا مجمع عليه. انتهى ما ذكره.

    قلت : " وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه،
    بأن يقال: "عليه السلام" من دون سائر الصحابة أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحا، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه رضي الله عنهم أجمعين".

    قال إسماعيل القاضي: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثني عثمان بن حكيم بن عَبَّاد بن حُنَيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:"
    لا تصح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة "
    .

    وقال أيضا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن بَرْقان قال: كتب عمر بن عبد العزيز، رحمه الله:"
    أما بعد، فإن أناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة، وإن ناسا من القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدْلَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جاءك كتابي هذا فمُرْهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة، ويدعوا ما سوى ذلك"
    . أثر حسن .

    قال إسماعيل القاضي: حدثنا معاذ بن أسد، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني خالد بن يَزيد عن سعيد بن أبي هلال، عن نُبَيه بن وهب؛ أن كعبا دخل على عائشة، رضي الله عنها، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب:"
    ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، سبعون ألفا بالليل، وسبعون ألفا بالنهار، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه "
    .

    [
    فرع
    ]
    قال النووي: إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم، فلا يقتصر على أحدهما فلا يقول: "صلى الله عليه فقط"، ولا "عليه السلام" فقط، وهذا الذي قاله منتزع من هذه الآية الكريمة، وهي قوله: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    } ، فالأولى أن يقال: صلى الله عليه وسلم تسليما"(3 ).

    وأما كرم الله وجهه فقد قال :
    العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى:" سبق سياق كلام ابن كثير - رحمه الله تعالى - في حرف الصاد ، عند قول : صلي الله عليه وسلم ، على غير الأنبياء . وقد ساقه السفاريني في غذاء الألباب ثم قال :
    ( قلت
    : قد ذاع ذلك وشاع وملأ الطروس والأسماع . قال الأشياخ : وإنما خُصّ علي - رضي الله عنه - بقول : كرم الله وجهه ؛ لأنه ما سجد إلى صنم قط ، وهذا إن شاء الله لا بأس به ، والله الموفق ) ا هـ .

    قلت : أما وقد اتخذته الرافضة أعداء علي - رضي الله عنه - والعترة الطاهرة -
    فلا
    منعاً لمجاراة أهل البدع . الله أعلم .
    ولهم في ذلك تعليلات لا يصح منها شيء ومنها : لأنه لم يطلع على عورة أحد أصلاً ، ومنها : لأنه لم يسجد لصنم قط . وهذا يشاركه فيه من ولد في الإسلام من الصحابة - رضي الله عنهم - علماً أن القول بأي تعليل لابد له من ذكر طريق الإثبات .
    تنبيه :
    في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الراية فهزها ، ثم قال :"
    من يأخذها بحقها " ، فجاء فلان فقال : أنا قال : أمط . ثم جاء رجل فقال : أمط ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفر هاك يا علي
    ..... . الحديث .

    وفي مسند سلمة بن الأكوع أنه قالها للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل .
    وفي سياق بعض الأحاديث تجد قولهم - كرم الله وجهه - عند ذكر علي - رضي الله عنه - ولا نعرف هذا
    في شيء من المرفوع ولا أنه من قول ذلك الصحابي
    ولعله من النساخ . و
    الأمر يحتاج إلى الوقوف على النسخ الخطية الأولى"( 4) .

    قال شيخنا علي الحلبي حفظه الله تعالى:" هذا الدعاء من تسربات بعض أفكار التشيع إلى بعض فضلاء أهل السنة فالواجب الحذر منه ومجانبته".
    ثم أحال على ما نقلته عن الشيخ بكر رحمه الله أعلاه( 5)
    .


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
    ( 1) كالرافضة قبحهم الله ولا رحم فيهم موضع إبرة.
    (2 ) أي لذاته .
    ( 3) تفسير ابن كثير ج6_ص478/ عند تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب :56) . ط دار طيبة الطبعة الثانية.
    (4 ) معجم المناهي اللفظية (ص 454)
    (5 ) انظر فوائد الفوائد (ص 422) حاشية رقم (1) ط دار ابن الجوزي.
    __________________

  2. #2

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    تكميل :
    قال العلامة الألباني في معرض رده على الغماري عند قوله :"وننبه هنا على خطأ وقع من جماهير المسلمين، قلد فيه بعضهم بعضاً ولم يتفطن له إلا الشيعة (!) ذلك أن النإس حين يُصَلّون على النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكرون معه أصحابهُ، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سأله الصحابةُ فقالوا: كيفَ نُصَلّي عليك؟ أجابهم بقوله: " قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد"، وفي رواية: "اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته
    "، ولم يأت في شيء من طُرُق الحديث ذِكْرُ أصحابه. مع كثرة الطرق وبلوغها حدَّ التواتر، فذكر الصحابة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - زيادة على ما علّمه الشارع واستدراك عليه وهو لا يجوز".
    قلتُ: ليس في هذا الكلام من الحق إلا قولك الأخير: أنه لا تجوز الزيادة على ما علمه الشارع..... إلخ، فهذا حق نقولُ به و نلتزمُه، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ولكن ما بالك أنت وأخوك خالفتم ذلك، واستحببتم زيادة كلمة (سيدنا
    ) في الصلاة عليه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولم تَرِدْ في شيء من طُرُق الحديث؟! أليس في ذلك استدراكٌ صريحٌ عليه صلى اللّه عليه وآله وسلم يا من يَدَّعي تعظيمه بالتقدُّم بين يديه؟! أمّا سائر كلامك فباطل لوجوه:
    الأول
    : انك أثنيت على الشيعة بالفِطْنة، ونَزَّهْتَهُمْ عن البِدعة، وهم فيها من الغارقين الهالكين، واتَّهَمْتَ أهلَ السنة بها وبالبلادة والغباوة، وهم- والحمد للّه- مُبَرَّؤن منها، فحسبُك قولُه - صلى الله عليه وسلم - في أمثالك: "إذا قال الرجل:" هَلَك الناس فهو أهلكُهم ". رواه مسلم.
    الثاني
    : أنك دلَّسْتَ على القُرّاء، فأوهمتهم أن الحديث بروايتيه هو مختصر كما ذكرته ليس له تتمة، والواقع يُكَذِّبك، فإنّ تتمتَه في "الصحيحين "
    وغيرهما: "كما صلَّيت على إبراهيم . . . ، اللهمّ بارك على محمد... " إلخ الصلوات الِإبراهيمية المعروفة عند كل مُصلٍّ، ومذكورة في "صفة الصلاة".
    الثالث
    : فإنْ قلتَ: فاتني التنبيه على تمام الحديث. قلنا لك : هَبْ أنّ الأمرَ كذلك- وما أظنّ- فاستدلالُكَ بالحديث حينئذ باطلٌ ، لأنّ أهل السنة جميعاً الذين اتَّهَمْتَهم بما سبق لا يذكرون أصحابه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الصلوات الإبراهيمية!
    الرابع
    : فإنْ قلتَ: إنّما أعني ذكرهم الصحابة في الصلاة على النبي وآله في الخُطب!
    قلنا: هذا وإن كنت قد صرحتَ به في آخر رسالتك (ص 21) ونقلتُه عنك فيما سبق (ص 10) - فإنه لا يساعدك على إرادةِ هذا المعنى استدلالُك بالحديث لكونه خاصّاً بالصلاة لا الخطبة كما بَيَّنْتُ آنفاً، وقولك في آخر تنبيهك المزعوم: "فذكر الصحابة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - زيادة على ما علمه الشارع، واستدراك عليه وهو لا يجوز". حقاً إن ذلك لا يجوز، ولكن أين تعليمه الصلاة عليه في خطبة الكتاب الذي ذُكر فيه هو- صلى الله عليه وسلم - وآله دون الأصحاب، حتى يكون ذكرهم زيادة واستدراكاً عليه صلى اللّه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين؟!
    الخامس
    : فإنْ قلتَ: إنما استدللتُ بالحديث لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: اللهم صل على محمد... "، فعَمَّ ولم يخص صلاة ولا غيرها.
    فأقول: هذا العموم المزعوم أنت أول مخالف له، لأنه يستلزم الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصلوات الِإبراهيمية كلما ذكر عليه الصلاة والسلام، وما رأيتك فعلت ذلك ولو مرة واحدة في خطبة كتاب أو في حديث ذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عَلِمْنَا أحداً من السَّلَف فعل ذلك، والخير كلُّه في الإتباع، والسرُّ في ذلك أنَّ هذا العمومَ المُدَّعى إنما هو خاصٌّ بالتشهُّد في الصلاة كما أفادَتْهُ بعضُ الأحاديث الصحيحة، ونبَّه عليه الِإمامُ البيهقيُّ فيما ذكره الحافظ في "فتح الباري " (11/154- 155- الطبعة السلفية) ، فَلْيراجِعْه مَن شاء، ولذلك كنت اخترتُ الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصلوات الِإبراهيمية في كل تشهُّد؛ وسط وأخير، وهو نصّ الِإمام الشافعي كما تراه في "صفة الصلاة" (ص 185) مشروحاً.
    وكيف يمكن أن يكون هذا الاستدلالُ صواباً وفيه ما سبق بيانه من المخالفاتِ والمنكراتِ؟ مع أنه لم يَقُلْ أحدٌ من أهل العلم ببدعيّة ذكر الصحابة معه - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة عليه تبعاً كما تزعم أنت، بل ما زالوا يذكرونهم في كُتُبهم سَلَفاً وخَلَفاً، كالِإمام الشافعي في "رسالته " على ما ذكره الحافظ السَّخَاوي في " القول البديع "، والرافعي والشِّيرازي والنَّووي وابن تيميّة وابن القَيِّم وابن حَجَر، وغيرهم كثير وكثير جداً لا يمكن حَصْرُهم، ما زال كل واحد منهم "يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبة كتبه، يصلي على أصحابه معه " كما أفعل أنا أحياناً. اقتداءً بهم، وبخاصة أن الحافظ ابن كثير نقل في "تفسيره " الِإجماع على جوازه، ومع ذلك كُلِّه رميتني بسبب ذلك بدائك
    وبدَّعتني، أفهؤلاء الأئمّة مبتدعةٌ عندك! ويحَك، أم أنت تزن بميزانين وتكيل بِكَيْلين؟! وماذا تفولُ في أخيك الشيخ أحمد فإنّه أيضاً يفعل مثلي في خُطب بعض كتبه، مثل كتابه "مسالك الدلالة" ورسالته في القبض، أتراه مبتدعاً أيضاً؟ يمكن إن يكون كذلك في غير هذه المسألة، أمّا فيها فلا، وكذلك فعل أخوك الآخر المُسَمّى عبد العزيز في خطبة كتابه "التحذير" وكتابه "تسهيل المَدْرَج إلى المُدْرَج " أمبتدعٌ هو أيضاً؟! بل هو ما حَقَّقْتَه أنت بذاتك في رسالتك " الأربعين الصدِّيقية" وخاتمة رسالتك الأخرى في " الاستمناء"! فما قولُ القراء في هذا الرجل المُتَقَلِّب كالحِرْباء؟!
    وخلاصة الكلام في هذا المقام: أن الغُماري اتفق مع أخيه على استحباب ذكر كلمة (سيدنا
    ) في الصلوات الِإبراهيمية، مع كونها زيادةً على تعليمه - صلى الله عليه وسلم - واستدراكاً عليه! وهو لا يجوزُ في صريح كلامه!!
    وتفرَّد هو خلافاً لأخويه وجماهير العلماء من قبل ومناقضةً لنفسه- على إنكار ذكر الصحابة مع النبي في الصلاة عليه في الخُطبة، وزعم أنه بِدعة، وأنّي لِفعلي ذلك مبتدعٌ عنده! وهو يعلم أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلّي على أصحابه بمناسبات مختلفة، ومن ذلك حديث "كان إذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: "
    اللهم صلِّ عليهم "، فأتاه أبو أَوْفى بصدقتهِ فقال: "اللهم صَلِّ على آل أبي أوفى
    ". رواه الشيخان وغيرهما، وهو مُخَرَّج في "الإِرواء" (853) وغيره.
    ولا دليل على أن ذلك من خصوصياته - صلى الله عليه وسلم -بل قد صح عن ابن عمر أنه كان يقول في الجنازة: "
    اللهم بارك فيه وصل عليه، واغفر له، وأورده حوض رسولك
    ... ". رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (10/414) ، وسنده صحيح على شرط الشيخين.
    وبعد هذا كله، فإني أرجو أن يكون ظهر للقراء جميعاً من هو (
    المبتدع) ؟ وأنه يجوز لي أن أتمثل بالمثل السائر: "رمتني بدائها وانسلّت ".
    ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ على الأمة _ج3_ص15) .

  3. #3

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    ثم وجدت هذا الحديث :
    قال الشيخ الألباني في الصحيحة رقم 59_ ( يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك ) .
    رواه أبو داود ( 3856 ) و الترمذي ( 2 / 2 ، 3 ) و ابن ماجه ( 2442 ) و أحمد ( 6 / 364 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 225 / 2 ) .
    من طريق فليح ابن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت :
    " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم و معه علي عليه السلام ، و علي ناقه1 و لنا دوالي2 معلقة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها ، و قام علي ليأكل فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي : مه إنك ناقه ، حتى كف علي
    عليه السلام ، قالت : و صنعت شعيرا و سلقا ، فجئت به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره " .
    و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح " .
    قلت : و هو مختلف فيه و قد ضعفه جماعة ، و مشاه بعضهم و احتج به الشيخان في " صحيحيهما " و الراجح عندنا أنه صدوق في نفسه و أنه يخطىء أحيانا فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يتبين خطؤه . و قد أخرج حديثه هذا الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 407 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و إنما هو حسن فقط كما قال الترمذي .
    و الله أعلم .
    1 ناقه: أي : حديث عهد بالإفاقة من المرض .
    2 لنا دوالي : جمع داليا وهي العذق من التمر يعلق حتى إذا أرطب أكل
    .

  4. #4

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : وفصل الخطاب في هذه المسألة أن الصلاة على غير النبي r إما أن يكون (على ) آله وأزواجه وذريته أو غيرهم فان كان الأول فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي وجائزة مفردة .
    وإما الثاني : فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عموما الذين يدخل فيهم الأنبياء وغيرهم جاز ذلك أيضا فيقال : "
    اللهم صل على ملائكتك المقربين واهل طاعتك اجمعين
    ", وان كان شخصا معينا أو طائفة معينة كره أن يتخذ الصلاة عليه شعارا لا يخل به .
    ولو قيل بتحريمه لكان له وجه ولا سيما إذا جعلها شعارا له ومنع منها نظيره أو من هو خير منه وهذا كما تفعل الرافضة بعلي رضي الله عنه فإنهم حيث ذكروه قالوا: " عليه الصلاة و السلام " ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه فهذا ممنوع لا سيما إذا اتخذ شعارا لا يخل به فتركه حينئذ متعين
    وإما إن صلى عليه أحيانا بحيث لا يجعل ذلك شعارا كما صلي على دافع الزكاة وكما قال ابن عمر للميت صلى الله عليه وكما صلى النبي على المرأة وزوجها وكما روي عن علي من صلاته على عمر فهذا لا بأس به وبهذا التفصيل تتفق الأدلة وينكشف وجه الصواب والله الموفق .

    "
    جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" (ص560) . ط شيخنا مشهور حسن حفظه الله تعالى .
    __________________

  5. #5

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......


    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,025

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    [هل يخص علي بقول كرم الله وجهه ؟]184-قال الإمام السمعاني : "قال البصيري: وكنت أقرأ يوما الحديث على أبي بكر أحمد بن محمد البرقي في آخر عمره أيام اعتقال لسانه حديث الخليل بن أحمد القاضي فجرى على لساني في ذكر علي بن أبي طالب: كرم الله وجهه، فمنعني بيده عن هذا الثناء وأشار إلى بويه لسانه وجعل يتلو * (رضي الله عنهم ورضوا عنه) * فعلمت أنه يأمرني بأن أقول: رضي الله عنه، ولا أقول: كرم الله وجهه".
    [الأنساب للسمعاني (1-326)- دار الجنان]

    السدحان
    http://www.a-alsadhan.com/fawaidilmi...------184.html


  7. #7

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    إطلاق " كرم الله وجهه " على علي بن أبي طالب

    السـؤال :
    أنا أعلم بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أحد عظماء الصحابة ، ورابع خليفة للمؤمنين ، وأنه لم يسجد لصنم ، ولذلك نقول عند ذكره : كرّم الله وجهه .
    والسؤال : من أول من استخدم عبارة ( كرّم الله وجهه ) عند ذكر علي بن أبي طالب ؟.

    الإجـابة :

    الحمد لله
    الظاهر أن أول من استعمل عبارة " كرم الله وجهه " في حق عليٍّ رضي الله عنه : هم الشيعة وقد تبعهم بعض الكتَّاب ممن انطلى عليهم قول الشيعة ، وكثير من النُّساخ الجهلة .

    1. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :
    قلت : وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد علي رضي الله عنه بأن يقال " عليه السلام " من دون سائر الصحابة أو " كرم الله وجهه " ، وهذا وإن كان معناه صحيحا لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك فإن هذا من باب التعظيم والتكريم والشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم .
    " تفسير ابن كثير " ( 3 / 517 – 518 ) .

    2. وقالت اللجنة الدائمة :
    تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه ، ويقال إنه من أجل أنه لم يطَّلع على عورة أحد أصلاً ، أو لأنه لم يسجد لصنم قط .
    وهذا ليس خاصّاً به بل يشاركه غيره من الصحابة الذين وُلدوا في الإسلام .
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

  8. #8

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    أحسنت وأفدت بارك الله فيك أخي الكريم ز رضي الله عنه هذا الذي علمناه من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

  9. #9

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمةالمصرى مشاهدة المشاركة
    [هل يخص علي بقول كرم الله وجهه ؟]184-قال الإمام السمعاني : "قال البصيري: وكنت أقرأ يوما الحديث على أبي بكر أحمد بن محمد البرقي في آخر عمره أيام اعتقال لسانه حديث الخليل بن أحمد القاضي فجرى على لساني في ذكر علي بن أبي طالب: كرم الله وجهه، فمنعني بيده عن هذا الثناء وأشار إلى بويه لسانه وجعل يتلو * (رضي الله عنهم ورضوا عنه) * فعلمت أنه يأمرني بأن أقول: رضي الله عنه، ولا أقول: كرم الله وجهه".
    [الأنساب للسمعاني (1-326)- دار الجنان]

    السدحان
    http://www.a-alsadhan.com/fawaidilmi...------184.html

    حياك الله أخي الكريم وجزاك الله خيرا على الاضافة .
    بوركتم.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  10. #10

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاذ البليدي مشاهدة المشاركة
    أحسنت وأفدت بارك الله فيك أخي الكريم ز رضي الله عنه هذا الذي علمناه من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    حياك الله أخي الفاضل .
    وفيك بارك الرحمن .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    جزاك الله خيرا ورضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين

  12. #12

    افتراضي رد: عليه السلام........أم كرم الله وجهه :......

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن رشيد مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا ورضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين
    وجزاك مثله اللهم آمين.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •