تنبيه وتصحيح مفهوم حول قول المأموم "سبحانك" في الدعاء
الشيخ صالح الفوزان: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، يُذكر أن بعض الإخوة الأفاضل من المشائخ يستنكر قول المأمومين : (سبحانك) إذا قال الإمام في دعاء القنوت : (إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت) فيما رواه الحسن بن علي رضي الله عنهما مما علمه النبي صلى الله عليه وسلم من دعاء القنوت.
يقول هؤلاء الإخوة إن قول سبحانك بعد كل جملة معناه تنزيه الله عما جاء فيها -هكذا بلغني عنهم- وأقول ليس لهذا الاستنكار وجه لأمرين:
الأمر الأول: أن قول سبحانك ثناء على الله والله تعالى أمر بتسبيحه فقال : {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:42]، وقال: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم:17]، فالتسبيح من أنواع الذكر لله فالمأموم إذا قاله إنما يذكر الله به حينما يثني الإمام بهذه الألفاظ على الله سبحانه فهو ذكر ابتدائي ليس تنزيها لله عما قاله الإمام.
الأمر الثاني: وحتى لو قلنا إنه تنزيه لله فإنه يعود إلى تنزيه الله عن ضد ما قاله الإمام، فإذا قال: (لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت) فمعناه تنزيه الله عن أن يذل من والاه أو يعز من عاداه، وكذلك في قوله: (إنك تقضي ولا يُقضى عليك) فإن التسبيح معناه تنزيه الله من أن يقضى عليه فينبغي التنبيه لذلك وعدم التسرع في الإنكار قبل التثبت. وفق الله الجميع ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه :
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
في 1432/9/15هـ