بسم الله الرحمن الرحيم
1- قال أبو داود: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نا حَمَّادٌ قَالَ: أنا ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ أَنَّ كَعْبًا قَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ بُيُوتِي فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ وَإِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ ثُمَّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ فِيهِ {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ. .} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ مَحَبَّةٌ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ يُنَزِّلُهَا اللَّهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ثُمَّ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَمْ يَكُنْ بُغْضُهُ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ثُمَّ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ثُمَّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ فِيهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} وَوَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ مَنْ قَالَ مِنْ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ فَقَدِ اجْتَهَدَ وَمَنْ قَالَ هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَلَبَهَا وَجَعَلَ ظُهُورَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي السَّمَاءَ فَقَدِ ابْتَهَلَ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرُدَّ يَدِينِ خَاسِئَتَيْنِ يُسْأَلُ بِهَا خَيْرًا. ه
الزهد لابي داود 465
قلت: هذا اسناد صحيح إلى كعب. وحماد بن سلمة من أثبت الناس في ثابت البناني.
2- قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا محمد بن يحي أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَهِيَ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ أَذِنَ اللَّهُ فِي بِنَائِهَا وَرَفْعِهَا وَأَمَرَ بِعِمَارِتِهَا وَتَطْهِيرِهَا.
وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنْ كَعْبًا كَانَ يَقُولُ: إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: أَلا إِنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ وَأَنَّهُ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أَكْرَمْتُهُ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ كَرَامَةُ الزائر. ه
تفسير ابن أبي حاتم (8/2605)
3- قال يحيى بن سلام: سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ كَعْبًا قَالَ: إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: إِنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدَ فَمَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أَكْرَمْتُهُ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ كَرَامَةُ الزَّائِرِ. ه
تفسير يحيى بن سلام (1/451)
4- قال يحيى بن سلام: حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدَ فَمَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أَكْرَمْتُهُ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ وَوَجَدْتُ فِي الْقُرْآنِ {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ. رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ. لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ه تفسير يحيى بن سلام 1/452
قلت: يحيى بن سلام له أوهام وقد رواه هنا عن حماد عن ثابت عن مطرف عن كعب. ولعل هذا من أوهامه وقد رواه أبو سلمة التبوذكي (ثقة ثبت) عن حماد عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن كعب وهو أصح.
5- قال ابن حبان: عبيد اللَّه بْن الْأَصَم الْهُذلِيّ يروي عَن شهر بن حَوْشَب عَنْ كَعْب قَالَ من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء وخلل أَصَابِعه ثمَّ دخل مَسْجِدا من الْمَسَاجِد كَانَ زَائِرًا لله فِي بَيته وَحقّ على المزور أَن يكرم الزائر. رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْن عبيد الْكِنْدِيّ. ه الثقات (9403)
مقارنة ودراسة:
1- قال الطبراني: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ الْأَصْبَهَانِي ُّ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ بُيُوتَ اللهِ فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ وَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا. ه المعجم الكبير (10/161)
قلت: عبد الله بن إسحاق الكرماني ضعيف متهم. (ميزان الاعتدال 2/392)
ورواه ابن المبارك في الزهد والرقائق (2/2) عن المسعودي ويونس بن أبي إسحاق.
ورواه عبد الرزاق في تفسيره (2/442) ومن طريقه الطبري (19/189) والبيهقي في الشعب (2682) عن معمر بن راشد.
ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون قال: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: إِنَّ بُيُوتَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ وَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكرِمُ مَنْ زَارَهُ فِيهَا. ه
فرواه من كلام الصحابة لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تنبيه:
ورد في جامع معمر ط. الأعظمي (20584) عن معمر عن أبي إسحاق عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا سقط وتصحيف والصواب (أخبرنا أصحاب رسول الله) فهذه هي رواية عبد الرزاق عن معمر في التفسير وكذا رواها الطبري والبيهقي عنه.
وفي ط. التأصيل لجامع معمر (21508) تم تصحيح السقط والحمد لله.
قلت: أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن.
ورواه البيهقي في الشعب برقم (2683) من طريق شعبة قال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ.
لكن في اسناده محمد بن يونس الكديمي وهو ضعيف واتهم بالكذب. (ميزان الاعتدال 4/74)
ورواه مسدد كما في المطالب العالية (349) عن يحيى القطان عن شعبة به مختصراً وهو اسناد صحيح إلى شعبة وقد صح عنه أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة.
ورواه هناد بن السري في الزهد (2/471) عن أبي الأحوص الكوفي عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون من قوله ولم يرفعه.
قلت: ولعل هذا الاختلاف من أبي إسحاق السبيعي نفسه فإنه اختلط بآخرة والله أعلم.
ورواه ابن أبي شيبة (34615) عن أبي أسامة عن مسعر عن الوليد بن عيزار عن عمرو بن ميمون عن عمر.
وخالفه سفيان بن عيينة فرواه عن مسعر عن الوليد بن عيزار عن عمرو بن ميمون من قوله موقوفاً عليه. رواه أحمد بن حنبل في الزهد (2048) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/149)
2- قال الطبراني: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثنا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَهُوَ زَائِرُ اللهِ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ. ه
المعجم الكبير (6/253) وأمالي ابن بشران الجزء الثاني (1188-1566)
قلت: سعيد بن زربي منكر الحديث. (تقريب التهذيب 2304)
قال أبو موسى: رواه سُلَيْمَان التيمي وداود بْن أَبِي هند وعوف عَن أَبِي عُثْمَان عَن سلمان موقوفاً لا مرفوعاً. وسعيد بن زربي فِيهِ ضعف.
(فتح الباري لابن رجب 6/54)
3- قال أبو الحسين ابن جميع: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّمِيمِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَعَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ وَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ. ه
معجم الشيوخ لابن جميع (1/324)
قلت: اسناده ضعيف جداً ورفعه منكر.
محمد بن سنان القزاز وعمر بن حبيب القاضي كلاهما من الضعفاء وكلاهما اتهما بالكذب من بعض أهل العلم. (تهذيب الكمال 25/324 و21/292)
ورواه قوام السنة في الترغيب والترهيب (3/24) من طريق القاسم بن غصن عن داود بن أبي هند به. والقاسم بن غصن ضعيف. قال أحمد: حدث بأحاديث مناكير. (ميزان الاعتدال 3/377)
4- قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَغْدَادِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ شُعْبَةَ الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ إِلَّا كَانَ زَائِرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ. ه
المعجم الكبير (6/255) وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب (23/412)
قوله (حدثنا عمي) هو محمد بن سعيد بن أبان سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم ووثقه الدارقطني وقال أحمد بن حنبل: رأيته ولم أكتب عنه شيئاً. (العلل 4599)
قلت: لم يكتبوا عنه بسبب عمله مع السلطان وهو صدوق لكنه خالف من هو أوثق منه.
فرواه هناد في الزهد (2/471) عن أبي مُعَاوِيَةَ (ثقة حافظ) والقاسم بن سلام في الطهور (9) من طريق أبي شهاب الحناط كلاهما عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمان موقوفاً عليه واسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة (34617) عن حفص بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَاصِمٍ الأحول (ثقة حافظ) عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ من قوله كذلك واسناده صحيح.
ورواه القاسم بن سلام في الطهور (6) من طريق يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان من قوله كذلك واسناده صحيح.
قال أبو طاهر السلفي: والمحفوظ من حديث أبي عثمان موقوفا على سلمان. (السلسلة الصحيحة 3/158)
الخلاصة:
الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام سلمان الفارسي وكعب الأحبار والله أعلم.
كتبه
أحمد فوزي وجيه
5/10/2020