تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 9 من 31 الأولىالأولى 12345678910111213141516171819 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 161 إلى 180 من 603

الموضوع: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

  1. #161

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    جزاك الله خيرا.
    ذكر الترمذي أن الإمام البخاري لم يعرفه إلا من حديث يونس وهو إمام موثوق بنقله وكأن البخاري لم يعتد بمتابعة حفص للاختلاف عليه.
    وقال ابن حجر في التلخيص 3/406:
    وقال مهنا عن أحمد: حدث به عيسى، وليس هو في كتابه، غلط فيه وليس هو من حديثه.
    والقصد في هذا الكتاب هو توجيه كلام الأئمة بشكل مختصر.


  2. #162

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    ذكر الترمذي أن الإمام البخاري لم يعرفه إلا من حديث يونس وهو إمام موثوق بنقله وكأن البخاري لم يعتد بمتابعة حفص للاختلاف عليه.
    وقال ابن حجر في التلخيص 3/406:
    وقال مهنا عن أحمد: حدث به عيسى، وليس هو في كتابه، غلط فيه وليس هو من حديثه.
    والقصد في هذا الكتاب هو توجيه كلام الأئمة بشكل مختصر.

    وجزاكم آمين.

    نقل الإمام الترمذي إشارته، ولم ينقل مثلا نصا صريحا في تفرد عيسى بن يونس.

    وأيضا النقل في السنن أضبط منه في العلل، فهو نسب عدم المعرفة لنفسه لا للبخاري، فيحمل ما وقع في العلل من فهم الترمذي فحسب.

    وإلا فالبخاري لم يعلله بعيسى في كتابه التاريخ وهو يعد العلل للحديث.

    أما كلام الإمام أحمد رحمه الله إن صح، فهو عنده أن التحديث من الحفظ قد يخون إذا لم يكن في كتاب الراوي.
    فخشي الإمام أحمد رحمه الله حصول ذلك لعيسى بن يونس.

    وليس هذا بشرط لازم لكل راوٍ سيما أن عيسى بن يونس ثقة مأمون.
    ولعل سبب عدم كتابة عيسى هذا الحديث؛ لعلمه بنكارته إذ هو نقل عن أهل البصرة أصحاب هشام أنهم أنكروه على هشام، فامتنع هشام.
    وهذا النقل أو حكاية يونس للإنكار فيه دلالة على أنه ضبطه عن هشام.

    ولعل الإمام أحمد قد بلغه فيما بعد متابعة حفص، فأودع رواية عيسى بن يونس في مسنده.

    ثم لو كان على كلامك أنه خلاف على حفص، فما شأن المتابعات؟

    والأمر ليس هو بخلاف على الحقيقة، سيما أن حفص بن غياث من المكثرين الحاذقين باختلافات الروايات، فهو ليس كأي أحد بل هو يقظ ويفهم الحديث.

    بارك الله فيك ونفع بك.
    .

  3. #163

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك ونفع بك.
    آمين وإياكم.
    ونترك للباحث اختيار المناسب في توجيه كلام البخاري.

  4. #164

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ما جاء في القبلة للصائم
    ٢٠٠ -حدثنا خلاد بن أسلم, حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا هشام الدستوائي, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عروة, عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى شيبان هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عمر بن عبد العزيز, عن عروة, عن عائشة(([2].
    وروى الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة(([3].
    قال محمد: وكأن حديث شيبان عندي أحسن(([4].

    ٢٠١ -وسألت محمدا عن حديث إسرائيل, عن زيد بن جبير, عن أبي يزيد, عن ميمونة ابنة سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل قبّل امرأته وهما صائمان قال: قد أفطرا (([5].
    فقال: هذا حديث منكر لا أحدث به, وأبو يزيد لا أعرف اسمه, وهو رجل مجهول, وزيد بن جبير ثقة.
    قال محمد: أبو ميسرة سمع من عمر بن الخطاب, وابن مسعود(([6]. (([7]




    ([1]) أخرجه النسائي في الكبرى (3051 و 3052) عن هشام الدستوائي به.

    ([2]) أخرجه مسلم (1106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا الحسن بن موسى. حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة؛ أن عمر بن عبد العزيز أخبره؛ أن عروة بن الزبير أخبره؛ أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم.

    ([3]) أخرجه النسائي في الكبرى (3045) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، أنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم. تابعه معمر.

    ([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه يحيى بن أبي كثير واختلف عليه:
    فرواه هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة.
    ورواه شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى عن أبي سلمة عن عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة.
    وجاء من طريق آخر: عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مباشرة، فهذا اختلاف آخر على أبي سلمة بين حديث يحيى وحديث عقيل عن الزهري.
    والبخاري يقول: حديث شيبان عن يحيى عندي أحسن أي أصح؛ فإن الوهم في هذا السند- بذكر عمر بن عبد العزيز- نادر مما يدل على حفظه وتكون زيادة ثقة مقبولة لا سيما وأن شيبان صاحب كتاب -وهو مدعاة الضبط- كما سيأتي ذكره عن البخاري (487).
    وقال أبو حاتم في العلل (739): حديث يحيى بن أبي كثير أشبه من حديث عقيل. كان الزهري أضبط من أن يخفى عليه مثل هذا، ولكن أخاف أن يكون لم يضبط عقيل عنه. اهـ.

    ([5]) أخرجه ابن ماجه (1686) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن زيد بن جبير، عن أبي يزيد الضني، عن ميمونة، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان، قال: قد أفطرا.

    ([6]) يشير إلى حديث رواه الترمذي (728) قال: حدثنا *ابن أبي عمر، قال: حدثنا *وكيع، قال: حدثنا *إسرائيل، عن *أبي إسحاق، عن *أبي ميسرة، عن *عائشة قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشرني وهو صائم، وكان أملككم لإربه.
    حدثنا *هناد، قال: حدثنا *أبو معاوية، عن *الأعمش، عن *إبراهيم، عن *علقمة *والأسود، عن *عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه. هذا حديث حسن صحيح، وأبو ميسرة اسمه عمرو بن شرحبيل، ومعنى لإربه لنفسه. اهـ.

    ([7]) التلخيص: هذا الحديث رواه إسرائيل, عن زيد بن جبير, عن أبي يزيد, عن ميمونة ابنة سعد.
    وزيد بن جبير ثقة، وأبو يزيد مجهول، وهذا حديث منكر يخالف الأحاديث الصحيحة كحديث عروة عن عائشة السابق وحديث أبي ميسرة عن عائشة.
    وحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عائشة صحيح، وأبو ميسرة سمع من عمر وابن مسعود.

  5. #165

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل
    ٢٠٢ -سألت محمدا قلت: حدثنا إسحاق بن منصور, أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا يحيى بن أيوب, عن عبد الله بن أبي بكر, عن ابن شهاب, عن سالم بن عبد الله, عن أبيه, عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له(([1].
    فقال: عن سالم, عن أبيه, عن حفصة, عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، وهو حديث فيه اضطراب(([2]
    والصحيح عن ابن عمر موقوف(([3], ويحيى بن أيوب صدوق. (([4]



    ([1]) أخرجه الترمذي (730) قال: حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.
    وقد روي عن نافع عن ابن عمر قوله، وهو أصح.
    وهكذا أيضا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه إلا يحيى بن أيوب. اهـ. ولذا سأل الترمذي البخاري عنه فقال: صدوق.

    ([2]) ذكر الاضطراب فيه البخاري في التاريخ الأوسط 1/132-133-134 وقد اختلف فيه على الزهري اختلافا شديدا:
    فرواه ابن عيينة عن الزهري عن حمزة عن حفصة قالت: لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر.
    ورواه بشر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن حمزة عن ابن عمر عن حفصة قولها.
    ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن حفصة قولها.
    ورواه يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قوله.
    ورواه يحيى بن أيوب المصري عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ([3]) أخرجه مالك (788) والبخاري في الأوسط من طريقه (588) عن نافع عن ابن عمر قوله.

    ([4]) التلخيص: هذا الحديث لا يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه خطأ، وهو بعد حديث مضطرب الإسناد اضطرب فيه على الزهري، والصحيح عن ابن عمر موقوف.

  6. #166

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في إيجاب القضاء على المتطوع المفطر في صيامه
    ٢٠٣ - حدثنا أحمد بن منيع, حدثنا كثير بن هشام, حدثنا جعفر بن برقان, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعام فاشتهيناه فأكلنا منه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث فقال: اقضيا يوما آخر مكانه(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يصح حديث الزهري, عن عروة, عن عائشة في هذا.
    وجعفر بن برقان ثقة وربما يخطئ في الشيء. (([2]



    ([1]) أخرجه الترمذي (735) قال: حدثنا *أحمد بن منيع، قال: حدثنا *كثير بن هشام، قال: حدثنا *جعفر بن برقان، عن *الزهري، عن *عروة، عن *عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين، فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة، وكانت ابنة أبيها، فقالت: يا رسول الله، إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، قال: اقضيا يوما آخر مكانه.
    وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا.
    ورواه مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه عن عروة، وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج، قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث. حدثنا بذلك *علي بن عيسى بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا *روح بن عبادة ، عن *ابن جريج. فذكر الحديث.

    ([2]) التلخيص: لا يصح حديث جعفر بن برقان عن الزهري عن عروة عن عائشة في هذا، وهذا خطأ من جعفر بن برقان فهو وإن كان ثقة إلا أنه ربما أخطأ لا سيما في روايته عن الزهري، وتابعه على خطئه صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة والدليل على الخطأ هو أنه قد روى الترمذي (735) قال: حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغداي قال حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث.
    فدل على أن الزهري لم يحدث عن عروة وإنما كان يرسله عن عائشة فقد أخرج مالك (848) عن ابن شهاب أن عائشة وحفصة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أصبحتا صائمتين متطوعتين فأهدي لهما طعام.. الحديث. وتابع مالكا معمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ.

  7. #167

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    ما جاء في القبلة للصائم
    ٢٠٠ -حدثنا خلاد بن أسلم, حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا هشام الدستوائي, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عروة, عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى شيبان هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عمر بن عبد العزيز, عن عروة, عن عائشة(([2].
    وروى الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة(([3].
    قال محمد: وكأن حديث شيبان عندي أحسن(([4].
    وجاء من طريق آخر: عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مباشرة،
    فهذا اختلاف آخر على أبي سلمة بين حديث يحيى وحديث عقيل عن الزهري.
    قلتُ: ليس باختلاف بينهما؛ بل يقال اختلاف خاص على يحيى واختلاف خاص على الزهري، ثم إن الكل متابع.
    وأما قوله: "أحسن": يعني من جودة الإسناد، وليس بأن ما عداه ضعيف أو غير محفوظ.
    وكذلك استعمال الترمذي لمصطلح "أحسن" وتعبيره.
    ولذلك قال البخاري: "كأن" للتشبيه، ولم يجزم بقول: "كان" مثلا.
    أما الاختلاف الخاص بيحيى، فلم يتفرد هشام بل توبع من ثقة.
    فيما خرج الطحاوي في المشكل من طريق
    هَارُون بْن إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، قَالَ:
    ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مِثْلَهُ.
    رواه النسائي من طريق هارون، وقد رواه البعض عن إسحاق الأزرق عن هشام بدون ذكر عروة كما عند النسائي ولا يصح، خالفه أحمد وغيره بذكر عروة.
    وكذلك رواه القطيعي من طريق مسلم الفراهيدي عن هشام بدون عروة كما في تاريخ دمشق، وخالفه ابن الضريس وغيره كما في المساواة لابن عساكر أيضا.
    وأما طريق شيبان فتابعه معاوية بن سلام وآخران ضعيفان متروكان.
    فتساوت الكفتان، لكن وقع في رواية شيبان التصريح بسماع أبي سلمة من عمر بن عبد العزيز عن عروة وتسلسل السماع.
    وهذا وجه الحسن المقصود لدى البخاري، بخلاف رواية هشام ومن تابعه فلم يقع مثل هذا التصريح.
    قلتُ: عروة وأبو سلمة من الأقران ماتا في نفس السنة قبل عمر بن عبد العزيز بسنين.
    فكأن أبا سلمة بعدما سمع الحديث من عمر بن عبد العزيز، فذهب أبو سلمة ليسمعه من عروة بن الزبير، وسمع منه عدة أحاديث.
    وسمعه يحيى بن أبي كثير من أبي سلمة على الوجهين، فحدث قوما بعلو وقوما بنزول.
    ثم إنه رواه الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها مباشرة.
    ربما خص يحيى بن أبي كثير تلميذه الأوزاعي بهذا العلو، وهو متابع من الزهري كما سيأتي ذكره.
    هذا، فإنه لا يعلم لأبي سلمة رواية عن عمر بن عبد العزيز إلا في هذا الحديث.
    وكذلك لا يعلم حدث عمر بن عبد العزيز عن عروة إلا هذا الحديث.
    فلا يتحمل الاضطراب مثل هذا، بل يحتاج إلى قوة ضبط.
    سيما أن عمر بن عبد العزيز لم يكن منشغلا بالتحديث، ووقع هنا في طبقة بين راويين متوفيين قبل إمارته بسنين قليلة.
    وانتشر الحديث عن أصحاب عروة المعروفين به؛ فلذلك لم يحتاجوا إلى عمر بن عبد العزيز لانشغاله بإمارته.
    لذلك أورده البخاري في صحيحه عن مثل هشام بن عروة عن أبيه، طريق كالشمس لا لبس فيه ولا الاضطراب الحاصل هذا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    وقال أبو حاتم في العلل (739): حديث يحيى بن أبي كثير أشبه من حديث عقيل.
    كان الزهري أضبط من أن يخفى عليه مثل هذا، ولكن أخاف أن يكون لم يضبط عقيل عنه. اهـ.

    قلتُ: لم ينفرد به عقيل بل تابعه معمر وابن أبي ذئب وغيرهما.
    وأعجب من ذكر الدارقطني في العلل أن الأوزاعي، وابن عيينة، ومعمر، رووا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة.
    إنما رواه ابن عيينة ومعمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها.
    ولم أقف عليه من رواية الأوزاعي عن الزهري، إنما رواه مثل أسامة بن زيد كما عند النسائي وصالح بن أبي الأخضر رواه من طريقه ابن راهويه في مسنده.
    ووقع عند النسائي رواية عن عقيل عن الزهري عن عروة أيضا وجدها أبو الطاهر بن السرح في كتاب خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري.
    لكن خالفه الليث عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة وتابعه عليه معمر وابن أبي ذئب.
    فالله أعلم.
    .

  8. #168

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    جزاك الله خيرا.
    قال الدارقطني في العلل(3902): والقول: قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز.
    وإذا احتملنا أن الوجهين محفوظان عن يحيى فما قولك في حديث عقيل ومن تابعه عن الزهري هل هو محفوظ أيضا؟

  9. #169

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في الرخصة في ترك صوم يوم عاشوراء
    ٢٠٤ -حدثنا أبو موسى بن المثنى, حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة, عن الحكم, سمعت القاسم بن مخيمرة, يحدث عن عمرو بن شرحبيل, عن قيس بن سعد, كنا نصوم يوم عاشوراء ونعطي زكاة الفطر قبل أن ينزل علينا... الحديث(([1].
    ٢٠٥ -حدثنا محمد بن بشار, حدثنا ابن مهدي, حدثنا سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن القاسم بن مخيمرة, عن أبي عمار, عن قيس بن سعد قال: أمرنا بصوم عاشوراء(([2].
    سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: حديث الحكم عن القاسم بن مخيمرة, عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد أصح أو حديث سلمة بن كهيل, عن القاسم , عن أبى عمار عن قيس بن سعد؟
    فقال: لم أسمعْ أحدا يقضي في هذا بشيء, إلا أن حديث سلمة بن كهيل أشبه عندي, إلا أن هذا خلاف ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر، قال ابن عمر: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر(([3]. (([4]





    ([1]) أخرجه البزار (3745) والنسائي في الكبرى (2297).

    ([2]) أخرجه أحمد (23840) قال: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار، قال: سألت قيس بن سعد عن صدقة الفطر، فقال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت الزكاة، فلم ننه عنها، ولم نؤمر بها، ونحن نفعله "وسألته عن صوم عاشوراء فقال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، ثم نزل رمضان فلم نؤمر به، ولم ننه عنه ونحن نفعله.

    ([3]) أخرجه البخاري (1503).

    ([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه القاسم بن مخيمرة واختلف عليه:
    فرواه الحكم عن القاسم عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد.
    ورواه سلمة عن القاسم عن أبي عمار عن قيس بن سعد.
    فسئل البخاري عن أصحهما: فقال: لم أسمع أحدا من أهل العلم يقضي في هذا بشيء. وحديث سلمة أشبه بالصواب من حديث الحكم.
    قال البخاري في التاريخ الكبير (4847): حدثني ابن أبي الأسود، عن ابن مهدي: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، وأبو حصين، وسلمة بن كهيل، وعمرو بن مرة، وكان منصور أثبت أهل الكوفة. اهـ. هذا من جهة الإسناد.
    أما من جهة المتن فهو يدل على أن زكاة الفطر غير مأمور بها وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة كحديث ابن عمر فرض رسول الله زكاة الفطر.

  10. #170

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    قال الدارقطني في العلل(3902): والقول: قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز.
    وإذا احتملنا أن الوجهين محفوظان عن يحيى فما قولك في حديث عقيل ومن تابعه عن الزهري هل هو محفوظ أيضا؟
    وجزاكم آمين.
    وهو في الحقيقة ثلاثة أوجه، والوجه الثالث هو حديث الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها.
    فتحتمل كل هذه الأوجه، للقرائن التي ذكرناها والمتابعات، فقد يكون للراوي الواحد عدة طرق للحديث الواحد.

    وفي حديث الأوزاعي وقع عند النسائي من رواية محمود بن خالد عن الوليد بن مسلم التسلسل بالسماع في طول الإسناد، لكنه إسناد شامي على عادتهم في ذلك.
    وخالفه محمد بن ميمون الإسكندراني صاحب الوليد بن مسلم كما عند الطحاوي فرواه عن الوليد مصرحا بالسماع إلى أبي سلمة قال: عن عائشة رضي الله عنها هكذا بالعنعنة.

    ووقع السماع في حديث الزهري عند النسائي أيضا عن إبراهيم بن الحسن المقسمي عن الحجاج، أنه قَالَ:
    حَدَّثَنَا اللَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، بالحديث.
    قلتُ: قد خالفه أحمد [25338]، فقال: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ وذكر الحديث.
    وتوبع عند الطحاوي من طريق عَبْد اللَّهِ بْن صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وذكر الحديث.
    وهذه الأنأنة عند بعضهم أصرح في الإرسال.
    وقد رد ذلك الإمام مسلم رحمه الله هذا جازما بأن رواية الزهري محفوظة متصلة، فقال في صحيحه باب صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن:
    وَرَوَى الزُّهْرِيُّ وَصَالِحُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ". اهـ.
    وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٢/ ١٣٩:
    "روى هذا الحديث أبو سلمة عن عروة عن عائشة، وسماع أبي سلمة من عائشة صحيح وهو أسن من عروة". اهـ.



    وقد قال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه [3545] بعدما خرج حديث الزهري عن أبي سلمة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
    " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ "، قُلْتُ لِعَائِشَةَ: فِي الْفَرِيضَةِ وَالتَّطَوُّعِ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: " فِي كُلِّ ذَلِكَ، فِي الْفَرِيضَةِ وَالتَّطَوُّعِ ". اهـ.
    قال رحمه الله: "سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَسَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ نَفْسِهَا،
    وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّتِهِ: أَنَّ مَعْمَرًا، قَالَ: عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: فِي الْفَرِيضَةِ وَالتَّطَوُّعِ؟
    فَمَرَّةً أَدَّى الْخَبَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأُخْرَى أَدَّى الْخَبَرَ عَنْهَا نَفْسِهَا". اهـ.
    قلت: رواه ابن حبان من طريق ابن أبي السري صاحب عبد الرزاق، وهو ضعيف، وزيادته منكرة.

    والله أعلم.
    .

  11. #171

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    فتح الله عليك.

  12. #172

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في العمل في أيام العشر
    ٢٠٦ -حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك البغدادي, حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا صالح بن عمر, عن محمد بن عمرو, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من عشر ذي الحجة التحميد والتكبير والتسبيح والتهليل(([1].
    سألت محمدا وعبد الله بن عبد الرحمن عن هذا الحديث فلم يعرفاه من حديث محمد بن عمرو, عن أبي سلمة, عن أبى هريرة. (([2]


    ([1]) أخرجه البحيري في السابع من فوائده (15).

    ([2]) التلخيص: هذا الحديث تفرد به ابن نيزك البغدادي وهو شيخ للترمذي، وقد سئل عنه البخاري والدارمي فلم يعرفاه من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
    قال الدارقطني في العلل 9/202: روي عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، تفرد به أحمد بن محمد بن نيزك، عن الأسود بن عامر، عن صالح بن عمر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه. اهـ.
    قال ابن حجر في التقريب: (ترجمة 101) صدوق في حفظه شيء. اهـ ومثله لا يحتمل تفرده.

  13. #173

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في صوم الدهر
    ٢٠٧ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن هذا الحديث فقلت: حديث مطرف, عن عمران بن حصين قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلانا لا يفطر. قال: لا صام ولا أفطر.
    رواه الجريري, عن يزيد بن عبد الله بن الشخير, عن مطرف, عن عمران(([1].
    ورواه قتادة, عن مطرف, عن أبيه(([2].
    أيهما أصح؟ فقال: يحتمل عنهما كليهما. (([3]




    ([1]) أخرجه النسائي (2379) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل، عن الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف، عن عمران، قال: قيل: يا رسول الله، إن فلانا لا يفطر نهارا الدهر، فقال: لا صام ولا أفطر.

    ([2]) أخرجه النسائي (2381) قال: أخبرنا *محمد بن المثنى قال: حدثنا *أبو داود قال: حدثنا *شعبة، عن *قتادة قال: سمعت *مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن *أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صوم الدهر: لا صام ولا أفطر.

    ([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه مطرف واختلف عليه:
    فرواه الجريري-رواه عنه إسماعيل بن علية- عن يزيد بن عبد الله بن الشخير, عن مطرف, عن عمران.
    ورواه قتادة عن مطرف عن أبيه.
    يقول البخاري إنه يحتمل عنهما جميعا فيحتمل أنه سمعه من أبيه ومن عمران معا.

  14. #174

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    باب كراهية الحجامة للصائم
    208 -حدثنا محمود بن غيلان, ومحمد بن رافع قالا: حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن يحيى بن أبي كثير, عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ, عن السائب بن يزيد, عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفطر الحاجم والمحجوم(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو غير محفوظ.
    وسألت إسحاق بن منصور عنه فأبى أن يحدث به عن عبد الرزاق وقال هو غلط.
    قلت له: ما علته؟
    قال: روى هشام الدستوائي, عن يحيى بن أبي كثير, عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ, عن السائب بن يزيد, عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كسب الحجام خبيث, ومهر البغي خبيث, وثمن الكلب خبيث(([2]. (([3]
    وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من حديث شداد بن أوس وثوبان فقلت له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح.
    ٢٠٩ -لأن يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة, عن أبي أسماء, عن ثوبان(([4].
    ٢١٠ -وعن(([5] أبي الأشعث, عن شداد بن أوس, روى الحديثين, جميعا(([6].
    قال أبو عيسى: وهكذا ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث شداد بن أوس, وثوبان صحيحان. (([7]



    ([1]) أخرجه الترمذي (774) وقال: وحديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح. وذكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج.
    وذكر عن علي بن عبد الله أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس؛ لأن يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة الحديثين جميعا: حديث ثوبان، وحديث شداد بن أوس.

    ([2]) أخرجه مسلم (1658).

    ([3]) التلخيص: حديث رافع غير محفوظ عند البخاري وإسحاق بن منصور وإنما هو غلط من معمر قد دخل عليه حديث في حديث آخر توضيحه:
    روى يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم عن السائب عن رافع عن النبي
    : كسب الحجام خبيث.
    وروى يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي
    أفطر الحاجم والمحجوم.
    فاختلط على معمر حديث يحيى عن أبي قلابة بحديث يحيى عن إبراهيم فروى حديث أفطر الحاجم والمحجوم بسند كسب الحجام خبيث. قال ابن حجر في الفتح 4/177: فكأنه دخل لمعمر حديث في حديث والله أعلم. اهـ.
    والحاصل أنه لم يصح حديث رافع أفطر الحاجم والمحجوم.

    ([4]) أخرجه أبو داود (2367) قال: حدثنا مسدد، حدثنا يحيي، عن هشام )ح( وحدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا شيبان، جميعا عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء -يعني الرحبي- عن ثوبان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: أفطر الحاجم والمحجوم.

    ([5]) أي ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس، فرواه من الطريقين جميعا.

    ([6]) أخرجه أبو داود (2368) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا شيبان، عن يحيى، قال: حدثني أبو قلابة الجرمي، أنه أخبره أن شداد بن أوس بينما هو يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكره نحوه.
    وأخرجه (2369) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع، وهو يحتجم، وهو آخذ بيدي لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال :أفطر الحاجم والمحجوم.

    ([7]) التلخيص: قال البخاري عن حديثي ثوبان وشداد: كلاهما عندي صحيح، وكذا قال ابن المديني فيكون أبو قلابة قد رواه عن أبي اسماء عن ثوبان، وعن أبي الأشعث عن شداد، ويحيى رواه عنه بالطريقين معا فدل على انتفاء الاضطراب.

  15. #175

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ٢١١ -وسألت محمدا عن أحاديث الحسن في هذا الباب فقال: يروى عن الحسن قال: حدثني غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم(([1].
    قال محمد: ويحتمل أن يكون سمع من غير واحد.
    ٢١٢ -قلت له: حديث الحسن عن معقل بن يسار, أصح أو حديث معقل بن سنان(([2]؟
    فقال: معقل بن يسار أصح([3])
    ولم يعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، ولم يعرف حديث عاصم, عن الحسن(([4].
    ٢١٣ -حدثنا عمرو بن علي, حدثني سلم بن قتيبة, حدثنا شعبة قال: قلت ليونس بن عبيد: سمع الحسن, من أبي هريرة؟ قال: لا , ولا حرف. (([5]


    ([1]) قال علي بن المديني في العلل (68): وروى الحسن عن أسامة عن النبي أفطر الحاجم والمحجوم. [أخرجه أحمد 21826]
    ورواه يونس عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي . [أخرجه أحمد 8768]
    ورواه قتادة عن الحسن عن ثوبان عن النبي . [أخرجه النسائي في الكبرى 3148]
    ورواه عطاء بن السائب عن الحسن عن معقل بن يسار عن النبي . [أخرجه النسائي في الكبرى 3154]
    ورواه مطر عن الحسن عن علي عن النبي . [أخرجه النسائي في الكبرى 3152]
    أخبرنا علي قراءة عليه أخبرنا معتمر عن أبيه عن الحسن عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم. [أخرجه النسائي في الكبرى 3159] اهـ.

    ([2]) أخرجه النسائي في الكبرى (3155) قال: أخبرنا يحيى بن موسى، وأحمد بن حرب، واللفظ له قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، قال: شهد عندي نفر من أهل البصرة منهم الحسن بن أبي الحسن عن معقل بن سنان الأشجعي.

    ([3]) قال أبو زرعة فيما نقل عنه العلائي في جامع التحصيل ص 197: وسئل: الحسن عن معقل بن يسار أو معقل بن سنان؟ فقال: معقل بن يسار أشبه، والحسن عن معقل بن سنان بعيد جدا.

    ([4]) لم أقف عليه موصولا، قال الدارقطني في العلل (3413): وكذلك قيل: عن ابن فضيل، عن عاصم الأحول، عن الحسن، عن معقل بن يسار.
    والمقصود أن البخاري لم يعرف حديث الحسن عن معقل بن يسار إلا عن عطاء بن السائب ولم يعرفه من حديث عاصم الأحول عن الحسن عن معقل بن يسار فلا يثبت من طريقه.

    ([5]) التلخيص: روي عن الحسن عن غير واحد من الصحابة حديث أفطر الحاجم، فقال البخاري يحتمل أن يكون قد سمع عن غير واحد، ولم يعده اضطرابا، فالحديث ثابت عن الحسن عن غير واحد من الصحابة، ويبقى الكلام على سماع الحسن منهم فإنه لم يسمع من أبي هريرة، ولذا قال الدارقطني في علله (355): ورواه أبو حرة عن الحسن قال: حدثني غير واحد من أصحاب النبي فإن كان هذا القول محفوظا عن الحسن فيشبه أن تكون الأقاويل كلها تصح عنه، والله أعلم اهـ. وقال ابن حجر معلقا في الفتح 4/177: لكن نقل الترمذي في العلل الكبير عن البخاري أنه قال: يحتمل أن يكون سمعه عن غير واحد، وكذا قال الدارقطني في العلل إن كان قول الحسن عن غير واحد من الصحابة محفوظا صحت الأقوال كلها. قلت: يريد بذلك انتفاء الاضطراب، وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين. اهـ.

  16. #176

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    باب الرخصة في ذلك
    ٢١٤ -حدثنا علي بن حجر, أخبرنا شريك, عن ليث, عن عبد الوارث, عن أنس بن مالك قال: مر بنا أبو طيبة في رمضان فقلنا: من أين جئت؟ قال: حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم(([1].
    سألت محمدا عن عبد الوارث هذا؟ فقال: هو رجل مجهول(([2]. (([3]
    ٢١٥ - حدثنا إبراهيم بن سعيد, حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق, عن سفيان, عن خالد الحذاء, عن أبي المتوكل, عن أبي سعيد, أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم(([4].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث إسحاق الأزرق عن سفيان هو خطأ.
    قال أبو عيسى: وحديث أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفا أصح. هكذا روى قتادة, وغير واحد, عن أبي المتوكل, عن أبي سعيد قوله(([5].
    حدثنا إبراهيم بن سعيد, حدثنا ابن علية, عن حميد وهو الطويل, عن أبي المتوكل, عن أبي سعيد مثله ولم يرفعه(([6]. هذا هو موضع الإسناد(([7] والله أعلم. (([8]



    ([1]) أخرجه أبو يعلى (4225).

    ([2]) عبد الوارث الأنصاري مولى أنس بن مالك، قال الذهبي في ميزان الاعتدال 2/679: وقال الترمذي عن البخاري: عبد الوارث منكر الحديث. وقال ابن معين: مجهول. اهـ.

    ([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه شريك بن عبد الله النخعي، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الوارث مولى أنس بن مالك، عن أنس بن مالك. وفيه عبد الوارث الأنصاري قال البخاري: مجهول. وشريك وهو كثير الغلط.

    ([4]) أخرجه البزار (1012) وقال: لا نعلم أحدا رفعه إلا إسحاق عن الثوري.

    ([5]) أخرجه النسائي في الكبرى (3231) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: لا بأس بالحجامة للصائم إذا لم يجد ضعفا.

    ([6]) أخرجه النسائي في الكبرى (3227) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، عن حميد، عن أبي المتوكل، أنه سأل أبا سعيد عن الصائم يحتجم فقال: لا بأس به.

    ([7]) أي أصله وهو الوقف.

    ([8]) التلخيص: هذا الحديث يرويه أبو المتوكل واختلف عليه:
    فرواه إسحاق الأزرق عن الثوري عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل عن أبي سعيد مرفوعا. وهو خطأ من إسحاق الأزرق، والثابت وقفه عن الثوري.
    ورواه غير واحد كقتادة وحميد- فيما يرويه ابن علية وغيره عنه- عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفا من قوله. وهو الصحيح.

  17. #177

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في قضاء الحائض الصيام دون الصلاة
    ٢١٦ -حدثنا علي بن حجر, حدثنا علي بن مسهر, عن عبيدة, عن إبراهيم, عن الأسود, عن عائشة قالت: كنا نحيض عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصيام ولا يأمرنا بقضاء الصلاة (([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظا.
    قال محمد: وعبيدة بن معتب الضبي يكنى: أبا عبد الكريم وهو قليل الحديث وأنا أروي عنه. (([2]





    ([1]) أخرجه الترمذي (787) وقال: هذا حديث حسن. وقد روي عن معاذة عن عائشة أيضا.
    والعمل على هذا عند أهل العلم لا نعلم بينهم اختلافا؛ أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة.
    وعبيدة هو ابن معتب الضبي الكوفي، يكنى أبا عبد الكريم. اهـ.

    ([2]) التلخيص: حديث عبيدة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة في قضاء الحائض للصوم يرجو البخاري أن يكون محفوظا، وعبيدة بن معتب ذكره البخاري في التاريخ الكبير (7906) قال: قال علي بن مسلم: ثنا أبو داود، عن شعبة قال: أخبرني عبيدة قبل أن يتغير. اهـ وقال المزي في تهذيب الكمال (3760): استشهد به البخاري. اهـ أي تعليقا وقال هنا: هو قليل الحديث وأنا أوري عنه. وقال عن حديثه أرجو أن يكون محفوظا. والأكثرون على تضعيفه. والله أعلم.
    تنبيه: أصل الحديث في الصحيحين: البخاري (321) ومسلم (335) عن معاذة عن عائشة.

  18. #178

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم
    ٢١٧ - حدثنا بشر بن معاذ, حدثنا أيوب بن واقد الكوفي, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم (([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر, وأيوب بن واقد روى عنه محمد بن عقبة السدوسي. (([2]



    ([1]) أخرجه الترمذي (789) وقال: هذا حديث منكر، لا نعرف أحدا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة.
    وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من هذا.
    وهذا حديث ضعيف أيضا، وأبو بكر ضعيف عند أهل الحديث، وأبو بكر المديني الذي روى عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مبشر، وهو أوثق من هذا وأقدم. اهـ.

    ([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه أيوب بن واقد الكوفي, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة. وهو حديث منكر، قال البخاري في التاريخ الكبير (1365): أيوب بن واقد، أبو الحسن الكوفي .سمع عثمان بن حكيم. حديثه ليس بالمعروف. سمع منه محمد بن عقبة السدوسي. منكر الحديث. اهـ. وتابعه عليه أبو بكر المدني، أخرجه ابن ماجه (1763) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: حدثنا موسى بن داود، وخالد بن أبي يزيد، قالا: حدثنا أبو بكر المدني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا نزل الرجل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم.
    وأبو بكر بن عبد الله أبي سبرة هذا ضعيف عند أهل الحديث. وقال البخاري في الكنى المطبوع مع التاريخ الكبير 11/37: ضعيف. وقال في التاريخ الأوسط (2233): منكر الحديث.

  19. #179

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ما جاء في الصوم في الشتاء
    ٢١٨ -سألت محمدا عن حديث أبي إسحاق, عن نمير بن عريب, عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء(([1].
    فقال: هو حديث مرسل, وعامر بن مسعود لا صحبة له , ولا سماع من النبي صلى الله عليه وسلم. (([2]


    ([1]) أخرجه الترمذي (789) وقال: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري.

    ([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه سفيان , عن أبي إسحاق , عن نمير بن عريب-مقبول- عن عامر بن مسعود عن النبي . وهوحديث مرسل عامر بن مسعود ليس من الصحابة.
    وقال البخاري في التاريخ الكبير (3267): نمير بن عريب، الهمداني. عن عامر بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل روى عنه أبو إسحاق. اهـ.

  20. #180

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    باب
    ٢١٩ - حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا يحيى بن اليمان, عن معمر, عن محمد بن المنكدر, عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفطر يوم يفطر الناس, والأضحى يوم يضحي الناس(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ فقال: نعم روى مخرمة بن بكير, عن أبيه عن محمد بن المنكدر قال: سمعت عائشة(([2]. (([3]




    ([1]) أخرجه الترمذي (802) وقال: سألت محمدا قلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ قال: نعم، يقول في حديثه: سمعت عائشة.
    هذا حديث حسن غريب، صحيح من هذا الوجه. اهـ.

    ([2]) لم أقف على هذه الرواية التي فيها التصريح بالسماع.

    ([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه يحيى بن اليمان, عن معمر, عن محمد بن المنكدر, عن عائشة. وأثيت البخاري سماع ابن المنكدر من عائشة واستدل برواية مخرمة عن أبيه وفيها تصريحه بالسماع منها.
    وفي المسألة خلاف قال ابن حجر في التهذيب 12/360: وقد قال ابن معين وأبو بكر البزار لم يسمع من أبي هريرة وقال أبو زرعة: لم يلقه. وإذا كان كذلك فلم يلق عائشة لأنها ماتت ما قبله. اهـ.
    وذكره البخاري في التاريخ الكبير (691) وقال: سمع جابر بن عبد الله، وابن الزبير، وعمه ربيعة. سمع منه الثوري، وشعبة، وعمرو بن دينار. ثم قال.. وقال علي عن ابن عيينة بلغ سنه نيفا وسبعين. اهـ.
    وفي يحيى بن اليمان كلام وقد خولف فجعل من مسند أبي هريرة. فرواه أبو داود (2324) قال: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا حماد في حديث أيوب، عن محمد ابن المنكدر عن أبي هريرة، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال: وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف، وكل منى منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمع موقف.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •