بسم الله و الحمد لله و صلى الله و سلم على محمد و آله و بعد
السلام عليكم و رحمة الله
إخواني أخواتي و اهلي في مجلس الالوكة .. حياكم الله جميعا و عمّر أوقاتكم بالمسرات و بارككم حيثما كنتم.
و لقد سرني ما لمسته من صدق لهجتكم في النصح و المشورة و زاد ظني الحسن فيكم حسنا و ازددتم عندي رفعة فوق رفعة .. جعل الله لكم عنده مكانا عليّا و درجة رفيعة و سخر لكم في كل أمر عونا و هيأ لكم رشدا .
من السلوى أن تجد من اخوانك من يهتم لامرك حتى كأنه يسارع اليك بالنفَس و المعونة كما يسارع ذو الرحم الشفوق بالغذاء و الدواء الى مريضه, و كفى به فضلا و ثمرة لهذا الموضوع. و إني ان شكرتكم فلن أوفي شكركم فأكل الى الله جزاءكم و أن يعظمه و يضاعفه فمنّه و عطاؤه عطاء غنيّ منزه عن الفقر جلّ و تقدس ربي.
إخواني .. أما من دعاني الى الثبات فنِعم من يُشد بهم الأزر و يُربط بهم على القلب .. أسأل الله أن يجبر كسركم و أن يثبتكم على الحق و الاستمساك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها حتى تلقونه راضين مرضيين.
و اما من نصحني بالتنازل عن بعض الشروط خشية علي من ذهاب الزهرة أو قلة الصبر على الفتنة أو حتى لا أظلم نفسي بحرمانها من حقها أو غير ذلك مما يعد أصلا من الضغوط التي لا تفتأ أمثالي من النساء تخرج من وطأت احداها الا وقعت في أخرى .. فقد أدّوا النصيحة الغالية و بصّروا بالواقع و ان كان محبطا ، و لقد أصابني برد اخوتهم الحانية و بلغوا فجزاهم الله عني خيرا ... و أسأله تعالى أن يرفع منازلهم و أن يرزقهم الفقه في دينه و أن يجنبهم الفتن التي تضر دينهم أو دنياهم.
و من آزرني بدعائه في جهر أو غيب فاسال الله لكم المزيد فوق ما دعوتم و لكم مني في الغيب من جنس ما صنعتم و الله كفيل بجزائكم خير الجزاء .. وفقتم و الجنة بُلغتم.
و أقول و الله الموفق ..
فالله اعلم بالحال و المآل .. يعلم ألدنيا أطلب فتلك فانية ... يفنى مطلبها و منتهاه و الجسر الموصل اليه .. فالخسران لمن ضيع بعض زهرتها طلبا لبعضها الآخر ..
أو الاخرة .. فلا خسران .. فإما أنال من الدنيا مطية تُسرع بي اليها و تعين على ذلك .. و إما يمنعها الله بحكمته فالصبر جزاؤه بغير حساب و أمر المؤمن خير كله ... جعلني الله و اياكم من المؤمنين حقا ..
و لا يقولن قائل تلك العروض التي رفضتِ قد تكون مطايا موصلة للغاية .. فاني لا اعلم الغيب و لكن أحكم بالظاهر .. و هذا مبلغي من العلم و هذا ما أراه من حكم .. و الله وحده ولي التوفيق.
و قد اطلعت على واقع بعض اخواتي في الله ممن كنت لصيقة بهم و عاينت مرارة التفريط في جانب الدين و مرارة التفريط في الخلق مع دعوى التدين في أزواجهم .. فما أزداد الا اصرارا على قناعتي .. و اني لن أطيق مخالفتها الا اذا أُكرهت .. عافاني الله و اياكم من الاكراه فإنه موت قبل الموت.
و لا يقولن أحد انها شروط فاقت شروط البخاري .. كلا، ففي الرجال من فاقها و هي موجودة لا ريب و ليست بدعا من الصفات , و من قال بمسألة عرض المراة نفسها و جزاه خيرا على حرصه و باركه، فهذا بعيد تأباه نفسي .
قد قرأت الردود و تابعتها و ما زادتني الا ثباتا
و عزمت أن ألا أبدّل و الأمر لله و له الحكم و هو خير الحاكمين .
وفقكم الله و سددكم و آواكم و أيدكم و جعلكم راشدين هداة مهتدين.
اعذروني أني ما رددتم عليكم اسما اسما و لكني أدعوا لكم في ظهر الغيب باسمائكم .
دعاءكم ألا أبتلى في ديني بدنياي.
بارككم الله جميعا إخوتاه و رفع قدركم .
و السلام عليكم.