الأفكار تحيى في ظروف معينة ولا تنشؤ من فراغ ودعاة الخروج وجدوا طريقهم إلى البربر لأسباب عدة من بينها:وقال :"لم تمت فكرة الخوارج بالنهروان شأن الأفكار لا تبلى بلاء الأجسام ولا يقضي عليها سنان ولا حسام، بل ظهرت من بعد ، وكانت لأهلها مع خصومهم حروب شهيرة و معارك مذكورة مع الأمويين و العباسيين ".(2/56)
تسلط سفهاء ولاة بني أمية على البربر بأمور لا يليق المقام بذكرها. حاول حينها وفد من أعيان البربر اللقاء بالخليفة الأموي للتظلم فرفض الحاجب إدخالهم عليه فاتخذوا قرارا بالمقاومة ودفع الذل والعار.
كذلك فعل بعض سفائهم (بني أمية) في الأندلس فقامت من أجلها حروب وسميت بفتنة البربر ولم تكن بفتنة البربر بل كانت فتنة الولاة الذين منعوهم حقهم في الغنائم وما شابه.
ولمن أراد مزيد الإطلاع فما عليه إلا بالسلسلة التاريخية الرائعة للأستاذ الموسوعة الشيخ أحمد الدعيج ـ حفظه الله ـ
سلسلة التأريخ السياسي للمغرب والأندلس
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=2385
بالمناسبة، الدولة الأموية عندها فضائل كبيرة وقد ازدهر الإسلام أيامها أيما ازدهار لكن مع الأسف حصلت فيها أخطاء رجعت على الأمة بعواقب وخيمة، وأظن أيضا أن السلطة المركزية الموجودة يومها في دمشق صعب عليها تتبع الأوضاع في أقاصي بلاد الخلافة ومن بينها بلاد المغرب والأندلس. لكن هذا ليس بعذر فقد كان الفاروق عمر ـ رضي الله عنه ـ يقوم بنفسه بزيارات فجائية لولاته وكان يعزل الولاة بشكل منتظم مع أنهم كانوا من خيار الصحابة حتى لا تسول لأحد نفسه بالطغيان. فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى. فنزعة تجاوز الحدود قوية عند الإنسان، نسأل الله السلامة.
وخلاصة القول:
الظروف التي تهيئ الخروج هي الظلم والجهل. ضف إلى ذلك الشجاعة. فالجبان لا يجرؤ على الخروج.
وهذا الذي حصل عندنا في الجزائر.
رحم الله الشيخ مبارك الميلي وبارك في ناقل درره وأحسن الله إليكم جميعا.