الدرس السابع عشر
أَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ
164 كَكَانَ كَادَ وَعَسَى لكِنْ نَدَرْ
غَيْرُ مُضَارِعٍ لِهذَيْنِ خَبَرْ
165 وَكَوْنُهُ بِدُونِ أَنْ بَعْدَ عَسَى
نَزْرٌ وَكَادَ الأَمْرُ فِيْهِ عُكِسَا
166 وَكَعَسَى حَرَى وَلكِنْ جُعِلاَ
خَبَرُهَا حَتْمَاً بِأَنْ مُتَّصِلاَ
167 وَأَلْزَمُوا اخْلَوْلَقَ أَنْ مِثْل حَرَى
وَبَعْدَ أَوْشَكَ انْتِفَا أَنْ نَزُرَا
168 وَمِثْلُ كَادَ في الأَصَحِّ كَرَبَا
وِتَرْكُ أَنْ مَعْ ذِي الْشُّرُوع وَجَبَا
169 كَأَنْشَأَ الْسَّائِقُ يَحْدُو وَطَفِقْ
كَذَا جَعَلْتُ وَأَخَذْتُ وَعَلِقْ ([1])
170 وَاسْتَعْمَلُوا مُضَارِعَاً لأَوْشَكَا
وَكَادَ لاَ غَيْرُ وَزَادُوا مُوْشِكَا ([2])
171 بَعْدَ عَسَى اخْلَوْلَقَ أَوْشَكَ قَدْ يَرِدْ
غِنًى بِأَنْ يَفْعَلَ عَنْ ثَانٍ فُقِدْ
172 وَجَرِّدَنْ عَسَى أَوْ ارْفَعْ مُضْمَرَا
بِهَا إذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا
173 وَالْفَتْحَ وَالْكَسْر أَجِزْ فِي الْسِّيْنِ مِنْ
نَحْوِ عَسَيْتُ وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ ([3])
س17- ما الفرق بين الأفعال الناسخة ، وأفعال المقاربة المذكورة هنا ؟
ج17- أولاً : أفعال المقاربة تشبه الأفعال الناسخة في كونها تدخل على المبتدأ والخبر ، فترفع المبتدأ اسما لها ، ويكون خبره خبرا لها ، وهو المراد بقوله :" ككان كاد وعسى .." .
أما الفرق فالخبر هنا لا يكون إلا مضارعا ويندر أن يكون اسما .
مثال :
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ}
{عسى} : فعل ماض من أفعال الرجاء .
{ رَبُّكُمْ} : اسم "عسى" .
{أَنْ يَرْحَمَكُمْ} : مصدر مؤول في محل نصب خبر لـ"عسى " .
تنبيه : سميت هذه الأفعال بالمقاربة من باب التغليب؛لأن بعضها للمقاربة ، وبعضها للرجاء ، وبعضها للإنشاء .
والحمد لله .
انتهى الدرس السابع عشر
([1]) ابن بونا :
وارفعْ ضميرَ الاسم حتما بالخبرْ
ورفعُه ذا سَبَبيةٍ نَدرْ
وأخِّر الخبرَ عنها ويَقِلْ
معْ غير كادَ النفيُ لكنْ قد قُبل
ونَكّروا الاسمَ هنا تَنكيرا
مَحضاً وفي لكنّ لا كثيرا
([2]) ابن بونا :
وتمِّمنْ عسى كثيراً وكرَبْ
واجعلهُما كاشتدّ معنى وقرُبْ
([3]) ابن بونا :
ورُبّما ضَميرُ نصبٍ اتّصَلْ
اسماً بها وهيَ حرفٌ كلعلْ
واقتصروا عليه نَزراً وتَرِدْ
زائدة كادَ وضَعْفَهُ اعْتَقِدْ
وأثْبتَنْ كاد إذا ما أُثبِتَتْ
على الأصحّ وانْفِها إنْ نُفِيَتْ