المَسَار في زواج المسيار - بحث مصغر -

[أبو يحيى الشامي]

أخاطبكم بالواقع والعقل الصريح .
والله أعلى وأعلم

أخي الكريم.. العلم قال الله قال رسوله.. لا (الواقع) (العقل) وغيرها من العبارات التي حادت بأصحابها الى جادة الهلاك..
ولو وافق الامر الشرع وقضيَّ بنص .. أتخالفه لأنك تأباه لاختك مثلاً.. هذا تحكيم للعواطف (والنفسيات)..التي أفضل من يراعيها - النفسيات - الإسلام بأحكامه وحدوده.. فعلاجه لنفسية السارق القطع ولنفسية الزاني الرجم..وهكذا..فتأ مل..
لا نستطيع ربط النفسيات المريضة بالحكم الشرعي المجرد..فتنبه..
أقول ولا تخلط بين الحكم ومطبقيه..فالحكم من رب العباد ظاهر والتطبيق من مؤمنٍ ومنافقٍ وضعيفٍ وصادقٍ وكاذب..
وحذار حذار وهيَّ نصيحة محب..من العقل لما يناظر الشرع ومنالعواطف لما تحكم عليه..
والحمدلله..

[أبو مروان]

أبعدت النجعة أخي
سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان بين مشرق ومغرب
أولا أخي : لست ممن يرفضون النصوص أو الأحكام المستنبطة من النصوص بالعقل ، وأعلمك أني ولله الحمد والمنه وله الفضل أولا وآخرأ أنني سلفي المنهج والعقيدة ، لست معتزليا ولا حركيا ولا حزبيا.
ثانيا أن في نصيحتك مغالطات كثيرة وكلام ناشز عن السياق.
ثالثا : استشهادك بقول ابن القيم العلم قال الله قال رسوله توظيف في غير محله وفهم قاصر له.
رابعا : موقفك من العقل غير مكتمل البنيان.
خامسا في نصيحتك وردك دليل على استعجال في القراءة معيب ، وحماس في غير محله غير سديد.
وللتفصيل أقول: أنني في بداية كلامي قررت أن ديننا الحنيف هو خير من راعى النفسيات ، بل أقول أحيانا تراعى النفسيات مقابل النصوص و الأحكام إذا كانت مصالح ذلك أكثر من المفاسد الدليل هو امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل المنافقين حتى لا يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه.
ثم إنني لما رأيت بعض الإخوة ذكروا كلام أهل العلم في المسألة وما استدلوا به ، أردت أن أضيف ما يتعلق بالعادات والأعراف والواقع الغير مصادم للنصوص الشرعية.
النبي صلى الله عليه وسلم خاطب في بعض الناس عقولهم وأفئدتهم دون الإشارة إلى النصوص الشرعية الدليل على ذلك : قال أترضاه لأمك ، وقال لآخر : استفت قلبك ، وقال : الإثم ما حاك في النفس وخشيت أن يطلع عليه الناس أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
العلم غير مقتصر على قال الله قال رسوله فقط و إنما بزيادة قال أو العلم بالعرفان ، وإلا لزمك أن تأتي لنا عن " زواج مسيار في كلام الله وكلام رسوله " ودونه خرط القتاد ، العلماء اتفقوا على وجود أدلة أخرى غير القرآن والسنة كالقياس والإجماع والاستصحاب والمصلحة المرسلة والعادة ، وغيرها كثير وفي بعض نزاع قليل.
العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح ، والعادة محكمة ، والمعروف عرفا كالمشروط شرطا ، والعقل نعمة وليست نقمة وهذا لايدل ولا يفهم من كلامي أنني أقدم العقل على النقل كما تقول المعتزلة وما اقتفى أثرهم من الأصوليين وغيرهم.
ولم أخلط في كلامي بين الحكم ومطبقيه أبدا ولا يفهم من كلامي إلا بلي المفاهيم ، والتعسف في التأويل البعيد.
آفتنا عندما نسمع أحدا يتحدث عن العقل تتبادر إلى ذهننا النظرة السوداء إلى العقلانيين وننزلها على صاحب الكلام. ونتسرع في إصدار الأحكام وهذا غلط.
ما رأيك في قول السلف من الأئمة والعلماء في بعض الأشياء : لا يعجبني ، لا أراه ، غيره أحب إلي وما شابه ذلك هل استخدموا عقولهم في رد النصوص ، أم أن نفسياتهم مريضة ؟ حاشاهم
العلماء يقررون أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، وأتحدى كل باحث أن يجد لنا " زواجا مسيارا عند السلف " ألا يسعنا ما وسع السلف أم أننا أكثر فطنة منهم لاختيار صور من العقود تحت مسمياة ما أنزل الله بها من سلطان.
اللهم إني أشهد أني على سنة نبيك ، وفقه أصحابه.
هذا غيض من فيض مما في صدري ، أعتذر عن الإطالة.
نصيحة محب إلى أخي الشامي ألا تكون متسرعا في الأحكام.

[أبو يحيى الشامي]

أخي الكريم.. لن أعلق لأرد وذلك أني وجدتُ في نفسي منك..ولن انتصر لها..
وأنبئك بأنني أدين الله بأن مصادر التلقي هي الكتاب والسنة.. وأردُّ الإجماع والقياس والاستحسان والاعراف وغيرها..
وكنت تركت فتح هذا الباب لحينٍ آخر.. وأخرت الكلام بهذه المعتقدات لوقتها.. على كل حال أسأل الله ان لا تكون ممن يغضب لنفسه فيسفِه غيره..وان لا أكون ذاك.. وشكراً لمرورك ( المؤذي ) على كل حال...

[سعد سليمة]

وأردُّ الإجماع والقياس والاستحسان والاعراف وغيرها..

أرجو منك أخي - أبو يحيى - إفادتي بأسماء لعلماء سلفيّين قالوا بهذا ولك الشّكر .