" من المعروف ان بدر الدين العيني والحافظ ابن حجر -ر حمهما الله - متعاصران ومتقاربان في السن ومن طبائع البشر غالبا التنافس بين الأقران وخصوصا إذا كانوا مما يشار إليهم بالبنان كما كان الإمامن رحمهما الله لذلك رأينا
تنافسا شديدا وهذا أمر طبيعي لأن دواعي التنافس بينهما متوفرة " فكلاهما من المبرزين في علم الحديث والفقه واللغة والتاريخ بل وومن عقد لهم اللواء في علوم الدين على الإطلاق " وكل منهما مختلف في المذهب الفقهي عن الآخر فالعيني
حنفي المذهب وابن حجر شافعي المذهب وكل منهما متأثر بمذهبه " وتعاقبهما في المناصب السياسية في الدولة "
" كتب العيني رحمه الله خطبة كمقدمة لشرحه حينما عزم على شرح صحيح البخاري وتعرض فيها للحافظ ابن حجر ببعض الانتقادات فرد عليه الحافظ في جزء سماه ( الاستنصار على الطاعن المعثار )
قال السخاوي رحمه الله : عمل شيخنا قديما حين رآه يقصد العيني - تعرض في خطبته له جزءا سماه ( الاستنصار على الطاعن المعثار ) بين فيه ما نسبه إليه مما زعم انتقاده في خصوص الخطبة ووقف عليه الأكابر من سائر المذاهب كالبيلقيني
والبرماوي وابن الديري وغيرهم فبينوا فساد انتقاده وصوبوا صنيع شيخنا وأنزلوه منزلته " أ ه
" قال القسطلاني : ولشيخ الاسلام الحافظ ابن حجر ( انتقاض الاعتراض ) يجيب فيه عما اعترضه عليه العيني في شرحه طالعته لكنه لم يجب عن اكثرها لعله كان يكتب الاعتراضات ويبين لها ليجيب عنها فاخترمته المنية . ا ه
" إرشاد الساري " ( ص 1/43-44 )
المصدر : " بين الإمامين العيني وابن حجر " دراسة مقارنة لمنهجيهما في شرح صحيح البخاري "
المؤلف : د / جاد الرب أمين عبد المجيد .
( ص 45- 55 )
.............................. ...
( ومن نفس المرجع :
( ص 69 )
( فتح الباري وعمدة القاري شرح صحيح البخاري دراسة مقارنة " د جار الرب أمين
قال ابن فهد في لحظ الألحاظ : ولما ظهر شرح البدر أصلح ابن حجر بعض مواضع من كتابه وحاول الرد على البدر في
كتابه ( انتقاض الأعتراض ) لكنه ما اجاد ولا بلغ المراد . أ ه .
قال الشيخ جاد الرب في " الهامش " : وأري في قول ابن فهد حنفي ( ما اجاد ولا بلغ المراد ) تجنيا على الحافظ ابن حجر فإن من يطالع الانتقاض يحده أجاد وبلغ المراد في ردود كثيرة .