السؤال:
♦ الملخص:
رجل في حيرة بين أمرين: أن يأخذ حماته للحج معه ويحصل على الأجر والثواب الجزيل، وبين أن يذهب دونها لتحصُلَ له متعة الحج، ولا يكون ملزَمًا بها، فهي أول حجة له، ويسأل: ماذا يفعل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم، جزاكم الله خيرًا، وأرجو منكم الرد عليَّ بأسرع وقت؛ فأنا في حيرة من أمري.
حماتي تريد الذهاب معي للحج وعمرها خمسون عامًا، وليس لديها أحدٌ يذهب معها هذه السنة غيري باعتبار أني مَحْرَمٌ وزوج ابنتها، وأنا في حيرة من أمري: هل أسجلها معي أو لا؟ والدي رفض أن أسجلها، وقال لي: إنها كبيرة في السن، وأنت شابٌّ، فإذا ما أخذتها معك، فلن تستمتع بالحج، يقصد بذلك أني سأكون ملزمًا بأن أكون معها في كل لحظة، باعتبار أن الحج مزدحم وهي كبيرة، وقال لي بأني سأكون مجبرًا أن أطوف وأسعى معها، وأنا محتار، فكلام أبي صحيح أني سأفقد المتعة، وهذه أول حَجَّة لي، وكما يقولون: أريد أن تكون حجة العمر، وأستمتع أكثر، لكن من ناحية أخرى أخاف أن أكون سببًا في قطع نصيبها من أداء فريضة الحج، والأجر والثواب الذي يحصل لي بسبب حجها، وكذلك لا أريد أن أُحزنها؛ حيث إن حماتي قد قامت بادخار المال اللازم لأداء الحج، ومن الممكن ألَّا تَسنَحَ لها الفرصة مرة أخرى؛ باعتبار أن أوضاعها المادية ضعيفة، لذا أرجو أن تنصحوني وترشدوني، فأنا عقلي مشوش، هل إذا ذهبت معي سأفقد متعة الحج ولن آخذَ راحتي كما قال لي أبي؟ أرجو نصحي بهذا الشأن.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
اعلم أخي الكريم أن المتعة الحقيقية والسعادة الباقية إنما تكون في طاعة الله تعالى، والقيام بالأعمال التي تحصِّل بها الحسنات، وإعانتك هذه المرأة الكبيرة في السنِّ على طاعة الله تعالى من الطاعات العظيمة لله تعالى؛ لأن من أعان شخصًا على طاعة الله، كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئًا؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبًا بالرَّوحاء، فقال: مَنِ القوم؟ قالوا: المسلمون، فقالوا: من أنت؟ قال: رسول الله، فرفعت إليه امرأة صبيًّا، فقالت: ألهذا حَجٌّ؟ قال: نعم، ولكِ أجر))[1].
وأنت إذا وجدتَ مشقةً في هذا، فلك في هذه المشقة أجرٌ كبير عند الله تعالى.
فحاول أن تقنع أباك بهذا، ثم لا تتردد في مساعدة هذه المرأة على القيام بفريضة الحج، ثم إنه سيكون لك أجر من جهة أخرى بإدخال السرور على زوجتك وعلى والدتها، وفَّقنا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
[1] أخرجه مسلم (1336).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6Zcg5I4DB