يفترض أن هذا السؤال موجه إليك حين قبلت رواية سالم البصري!
ليس هذا استدلالي انظر كلامي جيدًا:
أنت لن تستطيع أن تنكر شيئين
-أنه قد أخذ عنه جماعة قد يكون فيهم الثقة والثقتان.
- ولن تستطيع أن تنكر أن أسد السنة قد غمزه.
وأضيف أن
- توثيقه من قبل البعض + ورواية الثقة ابن وضاح عنه = تعديل يبلغ به الصدوق غير متهم.
وانظر هذه القاعدة:
- رواية الراوي الثقة تنفع المجهول وإن لم يرو عنه إلا واحد.
قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته، وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه». [الجرح والتعديل: 2 /36].
وقال: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما تقوي حديثه؟ فقال: أي لعمري. قلت: الكلبي روى عنه الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه..» [الجرح والتعديل: 2 /46].
وبين أيدينا محمد بن سعيد بن أبي مريم لم يتكلم فيه أحد، وقولك:
أنا لن أكذب عليك لو قلت لك: لم يروِ أحد حديثًا عن سالم البصري إلا سفيان.
بل هذا الدليل ضدك فإن عدم رواية الضبي والأنصاري عن سالم البصري فلسًا من الحديث لدلالة كافية على أنهم رأيا عدم أهليته للحديث ولا أهلية الحمل عنه في الحديث.
وانظر كيف علماء الرجال كانوا ينظرون هل يتأهل الذي أمامهم أن يرووا عنه حديث؟!! = يعني هناك شيء اسمه أهلية حمل الحديث فانتبه!
بل لم يبعد علينا منذ قليل أنهم لم يقبلوا من سيار بن حاتم إلا الرقائق من الحديث فما بالك بأحاديث الغيب والأمور العظام؟!!!
وقولك: "وقد نص المزي فى تهذيب الكمال على ذلك"، رحمك الله، المزي هذا يذكر كل شيء، فمنهجه ليس التحقيق والتمحيص بل التجميع.
وخير دليل على ذلك فانظر ترجمة عبد الله بن جعفر مولى بني أمية لا مولى المعيطي وهناك مشاركة لي في ذلك فلينظر.
مما ظهرلي الحقيقة أن الذهبي فيما صنعه في ترجمة نعيم أنه اتبع المزي اتباعًا لا تحقيقا منه ولا تمحيصًا - رحمه الله - كعادته.
هذه علة أخرى، سننظر هل روى سفيان عن سالم البصري بواسطة الحسين الجعفي؟!
وقد أوردت من قبل ما يدل على أن مثل هذا ليس بغريب على سفيان فإنه سفيان يدلس ولكن عن ثقة وهو هنا حسين الجعفي وقد أوضح هنا في رواية أحمد بن حنبل أنه دلس.
بل وهناك فائدة أخرى جليلة أن سفيان أظهر أنه لا يعرفه بل ذهب ليسأل الجعفي عن حال أسلم ! ولا نعلم لماذا يذكر أحمد أو ابنه ماذا قال حسين الجعفي وكأن أمر سالم البصري يملؤه الغموض والجهالة أكثر.
ففي وهذا دليل بين واضح على عدم إيراد أحمد الحديث في مسنده من مسند أنس رضي الله عنه لظهوره عنده أنه مرسل أو بالأحرى منكر.
وكأن أحمد هنا في موقف مشابه في ترجمة أحد الرواة على ما أذكر أنه كان يقول فيما معناه: "كان سفيان لا يحدثنا عنه إلا قليلا، كأنه يستضعفه".
وإن قلتَ: فلماذا سفيان يروي عنه؟ لقلت لك سفيان معروف بالتساهل في هذا الباب فإنه يقبل من الراوي ما لم يظهر في دينه بدعة أو فساد.
لكن بالطبع على حذر من التكثير من مروياته لذا تجد في قول أحمد: "إلا قليلا" = قول أحمد: "كأنه يستضعفه" وهذا فهم أحمد بمراد سفيان.
ودعنا نصحح عبارتنا بأنه لم يروِ حديثا عن سالم إلا حسين الجعفي.
وإن قيل لماذا دلس سفيان بن عيينة؟
قلت: حسين الجعفي في طبقة تلاميذه، وليس من المحبوب عند المحدثين النزول والرواية عمن هم دونهم.
بل ولم يروِ سفيان بن عيينة فيما أعلم عن حسين الجعفي غير هذا الموضع.
كيف بك على قبول رواية ليث بن أبي سليم الضعيف يعني ليس بمجهول؟!
فإن قلتَ: قد توبع - مع أني لا أرى ذلك - فلماذا لا تقبل متابعة الرواية المرسلة عند ابن أبي الدنيا؟ ولماذا لا تتكلم عنها؟! قل لي إنها خطأ على الأقل ولا تدارِ علينا بها.
تمام، وهل قلتُ شيئا غير ذلك؟ بل قلتُ: قد عاصره لكن ربما لم يسمع منه حديث أو لم يرو عنه حديث وهذا منطقي غير منكر.من الذي جاء يا حبيب؟ ابتسامة.
عمران بن داور العمي؟! ألم تنتبه ماذا قال البخاري في الأوسط [264] قال: "والمحفوظ من رواه عن أبي هريرة، وهو مرسل"، وأسقط من رواه عن سعيد بن أبي الحسن عن أنس؟!
بل هل تعلم كيف عمران وهو في صحيح ابن حبان يروي هذا الحديث - وهو ليس حديث مجاهد كما زعمت - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وليس أنس.
بل هل تعلم من هو عنران القطان؟!
قال أبو داود: "ضعيف"، وقال النسائي: "ضعيف الحديث ، ليس بالقوي في الحديث"، وقال البخاري: "صدوق يهم"، قال الدارقطني: "كثير المخالفة والوهم"، ويحيى بن سعيد القطان لم يحدث عنه، وقال يحيى بن معين: "ليس بالقوي"، ومرة: "ليس هو بشيء " ومرة: "ضعيف"، ومرة: "كان يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية"، وقال يزيد العيشي: "حروري يرى السيف على أهل القبلة".
بل إن روايات عمران منها ما تخالف الصحيح أعني صحيح البخاري يعني لو سلمنا جدلا قبول رواية عمران قبولا تاما فإن الحديث الذي في صحيح البخاري سيسقط وسنحتمل كذب قتادة بسمع الحديث الذي في صحيح البخاري من أنس رضي الله عنه.
فائدة قولك: "سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ"، هذا اللفظ: "يذكر"، فقط فقط في حديث (إنكم على بينة ...) يعني لم تأتِ بشيء جديد.
فلقد مر الذهبي كعادته في التمحيص والتحقيق على توهيم البخاري لمن جعل سعيدًا عن أنس رضي الله عنه، وأورد ترجمة البخاري له في كتابه ولم ينص على أن من شيوخه أنس رغم احتمال تلاقيه وإدراكه؟
ابتسامة
فبارك الله فيك والصحيح حديثه مرسل مع ضعف الإسناد إليه = حديث ضعيف جدًّا.
والله أعلم.