الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن اتبع هداه .
مع خرافة أخرى من الخرافات التي روج لها السحرة والمشعوذون وتابعهم فيها الجهال من المرتزقة أصحاب مهنة إرقاء الغير هي ما يسمى بالتابعة من الجن أو أم الصبيان .
وجعلوا لها أعراضا يشخصون بها وجودها ومن ثم علاجات خاصة بها وما هي إلا خرافة وكذبة لا أصل لها . فكانت أعراضها وعلاجاتها الخاصة بها خرافة ومضيعة لعقيدة الناس وأموالهم وأوقاتهم وعافيتهم .
والله المستعان .
وفيما يلي كلام أهل العلم :
الإمام ابن باز رحمه الله :
السؤال :
( تسأل عن الحجاب، وعن أم الصبيان، -لعلها تقصد الحجاب من أم الصبيان- وتقول: إنها قرأت كلاماً طويلاً عن أم الصبيان مروي عن سليمان عليه السلام، وترجو من سماحة الشيخ التوجيه، وهل لهذه المسميات تأثير على الإنسان؟ جزاكم الله خيرًا ) .
فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ( بسم الله، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد..
فهذه الأشياء التي يقولها الناس عن أم الصبيان كلها لا أصل لها ولا تعتبر، وإنما هي من خرافات العامة ويزعمون أنها جنية مع الصبيان، وهذا كله لا أصل له .وهكذا ما ينسبون إلى سليمان كله لا أساس له ولا يعتبر ولا يعتمد عليه، كل إنسان معه ملك وشيطان كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، كل إنسان معه قرين ليس خاصاً بزيد ولا بعمرو، فمن أطاع الله واستقام على أمره كفاه الله شر شيطانه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قيل له: وأنت يا رسول الله معك شيطان؟ قال: (نعم، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم). أما أم الصبيان فلا أساس لها ولا صحة لهذا الخبر ولهذا القول .
ولا يجوز اتخاذ الحجاب من أجلها يعني كأن يضع الإنسان على ولده أو على بنته كتاباً يكتب فيه كذا وكذا، تعوذاً بالله من أم الصبيان أو طلاسم أو أسماء شياطين أو ملوك الشياطين أو غير ذلك لا يجوز اتخاذ ذلك، ولا تعليقه على الصبية ولا على الصبي كل هذا منكر؛لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التمائم وهي الحُجُب وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) .
وقال: (إن الرقى والتمائم والتولة من الشرك) فالتمائم هي ما يعلق على الأولاد ذكورهم وإناثهم أو على المرضى لدفع المرض أو دفع الجن تسمى تميمة وتسمى حجاب، وقد يكون من الطلاسم وقد يكون من أسماء شياطين وقد يكون من حروف مقطعة لا يعرف معناها، وقد يكون من آيات معها غيرها .
فلا يجوز اتخاذ هذه الحجب لا مع الصبي ولا مع الصبية ولا مع المريض، ولكن يُقرأ عليه الرقى الجائزة، والرقى الممنوعة هي التي رقى مجهولة أو رقى فيها منكر، أما الرقى بالقرآن العظيم وبالدعوات الطيبة فهي مشروعة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرقي أمته، وقد رقاه جبرائيل عليه الصلاة والسلام وقال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً) .
فكون الصبي يقرأ عليه إذا أصابه مرض أو الصبية يقرأ عليه أبوه أو أمه أو غيرهما بالفاتحة بآية الكرسي (قل هو الله أحد) المعوذتين بغير ذلك يدعون له بالعافية أو على المرضى يقرأ عليهم ويدعى لهم بالعافية، أو على اللديغ كما قرأ الصحابة على اللديغ فعافاه الله، كل هذا لا بأس به هذا مشروع .
أما أن يقرأ عليه برقى شيطانية لا يعرف معناها أو بأسماء شياطين أو بدعوات مجهولة هذا لا يجوز، وكذلك الحُجُب التي يسمونها الحروز، وتسمى الجوامع، ولها أسماء، هذه لا يجوز تعليقها والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تعليق التمائم وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) .
ويروى عن حذيفة -رضي الله عنه- أنه رأى رجلاً بيده خيط من الحمى فقطعه، يعني خيط علقه في يده لدفع الحمى، فقطعه وتلا قوله تعالى: ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (106) سورة يوسف، وثبت عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجد في يد إنسان حَلْقة من صُفْر، فقال: (ما هذا؟) قال: من الواهنة! فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (انزعها فإنها لا تزيد إلا وهناً – لا تزيدك إلا وهناً يعني إلا ضعفاً- فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحتَ أبداً) .
وهذا وعيد فيه، التحذير من تعليق الحجب والحلقات وأشباه ذلك مما يعلقه الجهلة، أو الخيوط تعلق على المريض أو على غيره كل ذلك ممنوع .
ولا يجوز تعليقه من أجل ما يدعون أنه أم الصبيان ولا غير ذلك،ولكن الإنسان يتحرز بما شرع الله، فقد شرع لنا تعوذات، فإذا أصبح الإنسان وقرأ آية الكرسي بعد فريضة الفجر وقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات، هذا من التعوذات الشرعية، وهكذا إذا قال: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات، صباحا ومساء، فهذا من التعوذات الشرعية .
هكذا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء) كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها صباحاً ومساءً، هكذا (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) يقولها كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوذ بها الحسن والحسين، فإذا استعملها الإنسان هذه تعوذات شرعية .
وهكذا لو قال: "أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"، "بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" هذا أيضاً جاء .
هكذا "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن"، هذا أيضاً جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه تعوذ به عندما هجم عليه بعض الشياطين فأعاذه الله من شرهم .
فهذه تعوذات شرعية ينبغي للمؤمن أن يفعلها في صباحه ومسائه وعند نومه، وهكذا قراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة فهي من التعوذات الشرعية مع آية الكرسي، ولكنها تكرر بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، (قل هو الله أحد) والمعوذتين تكرر بعد الفجر والمغرب، وتقال عند النوم ثلاث مرات كل هذا جاءت به السنة، وهذه حروز شرعية ليس فيها تعليق شيء ولكنه يقولها المؤمن والله جل وعلا ينفعه بها ويحفظه بها من شر كثير من شر الدنيا والآخرة ) .
http://www.binbaz.org.sa/mat/17711
وجاء في موقع اسلام سؤال وجواب ما يلي :
149869: حقيقة ما يسمَّى "أم الصبيان" أو "القرينة" ومدى نفع الذبح في دفع الأذى عن الجنين
السؤال: إذا كانت المرأة عندها قرينة - أم الصبيان - هل ذبح العقيقة يفيدها في رد القرينة ؟ .
تم النشر بتاريخ: 2010-07-24
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
ما يطلق عليه " أم الصبيان " أو " القرينة " ويعنون به : التابعة من الجن ، والتي تتسلط على المرأة الحامل فتسقط لها حملها : هذا من خرافات العامَّة وأوهامهم ، وليس له وجود في الواقع .
وقد يقع إسقاط الجنين من أمه الحامل به بسبب سحرٍ قدَّر الله له أن يقع ، فالسحر إذا قُصدت به المرأة وجنينها بعد تخلقه ، أو قُصد به الجنين وحده ، أو قُصد به المرأة لئلا تلد - وقدَّر الله تعالى وقوع ذلك - : فإنه يكون له تأثير على الجنين ، سواء بعد تخلقه ، أو لئلا يتخلَّق تخلُّقاً كاملاً ويُولد .
وتفصيل هذا تجدينه في جواب السؤال رقم ( 149291 )
وأما ما يُطلق عليه " أم الصبيان " أو " القرينة " وهي التابعة من الجن : فلا أصل لذلك .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
عن الحجاب ، وعن " أم الصبيان " - لعلها تقصد الحجاب من أم الصبيان- وتقول : إنها قرأت كلاماً طويلاً عن " أم الصبيان " مروي عن سليمان عليه السلام ، وترجو من سماحة الشيخ التوجيه ، وهل لهذه المسميات تأثير على الإنسان ؟ .
فأجاب :
فهذه الأشياء التي يقولها الناس عن " أم الصبيان " : كلها لا أصل لها ، ولا تعتبر ، وإنما هي من خرافات العامة ، ويزعمون أنها جنية مع الصبيان ، وهذا كله لا أصل له .
وهكذا ما ينسبون إلى سليمان : كله لا أساس له ، ولا يعتبر ، ولا يعتمد عليه ، كل إنسان معه ملك وشيطان كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، كل إنسان معه قرين ليس خاصّاً بزيد ولا بعمرو ، فمن أطاع الله واستقام على أمره : كفاه الله شر شيطانه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له : وأنت يا رسول الله معك شيطان ؟ قال : ( نعم ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ) ، أما " أم الصبيان " : فلا أساس لها ، ولا صحة لهذا الخبر ، ولهذا القول .
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط 594 ) .
ثانياً:
المرأة التي تريد الحفاظ على جنينها في بطنها ، أو بعد ولادته : فعليها بالرقية الشرعية وقاية وعلاجاً ، وقاية قبل أن يصيبه مكروه ، وعلاجاً إن أصابه مرض ، ولا يجوز استعمال الحجب والتمائم .
وفي تتمة جواب الشيخ ابن باز السابق قال – رحمه الله - :
فلا يجوز اتخاذ هذه الحجب ، لا مع الصبي ولا مع الصبية ولا مع المريض ، ولكن يُقرأ عليه الرقى الجائزة ، والرقى الممنوعة هي : رقى مجهولة ، أو رقى فيها منكر ، أما الرقى بالقرآن العظيم وبالدعوات الطيبة : فهي مشروعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي أمَّته ، وقد رقاه جبرائيل عليه الصلاة والسلام وقال : ( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ) .
فكون الصبي يُقرأ عليه إذا أصابه مرض ، أو الصبية ؛ يقرأ عليه أبوه أو أمه أو غيرهما بالفاتحة ، بآية الكرسي ، ( قل هو الله أحد ) ، المعوذتين ، بغير ذلك ، يدعون له بالعافية أو على المرضى يقرأ عليهم ويدعى لهم بالعافية ، أو على اللديغ - كما قرأ الصحابة على اللديغ فعافاه الله - : كل هذا لا بأس به ، هذا مشروع .
أما أن يقرأ عليه برقى شيطانية لا يُعرف معناها ، أو بأسماء شياطين ، أو بدعوات مجهولة : هذا لا يجوز ، وكذلك الحُجُب التي يسمونها " الحروز " ، وتسمَّى " الجوامع " - ولها أسماء - : هذه لا يجوز تعليقها ، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تعليق التمائم وقال : ( من تعلق تميمة فلا أتم الله ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ) ....
وهذا وعيد فيه التحذير من تعليق الحجب ، والحلقات ، وأشباه ذلك مما يعلقه الجهلة ، أو الخيوط تعلق على المريض أو على غيره ، كل ذلك ممنوع .
ولا يجوز تعليقه من أجل ما يدعون أنه " أم الصبيان " ، ولا غير ذلك ، ولكن الإنسان يتحرز بما شرع الله ، فقد شرع لنا تعوذات ، فإذا أصبح الإنسان وقرأ آية الكرسي بعد فريضة الفجر وقرأ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، ثلاث مرات : هذا من التعوذات الشرعية ، وهكذا إذا قال : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ثلاث مرات ، صباحاً ومساءً : فهذا من التعوذات الشرعية ... .
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط 594 ) .
ثالثاً:
وقد ورد ذِكر " أم الصبيان " في حديث فيه أن الأذان في أذُن المولود والإقامة في أذنه الأخرى تنفعه في أن لا يصاب بـ " أم الصبيان " ، والحديث موضوع لا يصح ، فلا يصلح الاستدلال به على إثبات ما يسمَّى " أم الصبيان " ، وليس فيه مشروعية الأذان مع الإقامة في أذن المولود .
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ حُسَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ وُلِدَ لَهُ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ ) .
رواه أبو يعلى في " المسند " ( 12 / 150 ) .
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 321 ) : موضوع .
رابعاً:
وإذا تبين أنه لا أصل لما يسمى بـ " أم الصبيان " ، وأن ذلك من خرافات العوام ، تبين أنه لا حاجة إلى دفع ذلك الوهم بذبح أو بغيره ، وإنما يكون دفعه بتعلم العقيدة الصحيحة ، وترك الوساوس والأوهام ، والاستعانة بالله تعالى ، والإكثار من ذكره ، فما حصن المرء نفسه بشيء مثل ذكر الله تعالى ، كما في حديث يحي بن زكريا عليهما السلام ، في الأوامر التي أمره الله أن يبلغها لبني إسرائيل ، قال : ( وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا ، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ ؛ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ ) رواه الترمذي (2863) وصححه .
هذا ، مع أن ذبح عقيقة عن المولود في يوم سابعه : من السنَّة ، ونرجو أن يكون تطبيق تلك السنَّة نافعاً لذلك المولود ، فيحفظه ربُّه تعالى من شرور الإنس والجن ، ويقدَّر له بسبب تلك العقيقة خيرٌ عظيم ، لكن لا علاقة لذلك بخرافة أم الصبيان ، كما سبق ذكره .
وينظر جواب السؤال رقم ( 12448 ) .
والله أعلم