538 - " ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك ، فإذا تواضع قيل للملك : ارفع حكمته
و إذا تكبر قيل للملك : ضع حكمته " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 64 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 182 / 1 ) من طريق سلام أبي المنذر
عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير علي بن زيد و هو ابن جدعان و فيه ضعف من قبل
حفظه و بعضهم يجود حديثه أو يحسنه . فقد أخرج له الحاكم ( 2 / 591 ) حديثا آخر
بهذا السند ساكتا عليه ، و قال الذهبي : " إسناده جيد " ! و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 8 / 82 ) و قد ذكره عن ابن عباس : " رواه الطبراني و إسناده حسن "
. و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 16 ) : " رواه الطبراني و البزار بنحوه
من حديث أبي هريرة و إسنادهما حسن " ! كذا قال و فيه نظر يعرف بعضه مما سبق و
حديث ابن عباس خير إسنادا من حديث أبي هريرة فإن مدارهما على ابن جدعان غير أن
الأول يرويه عنه سلام أبو المنذر و أما الآخر فرواه المنهال بن خليفة عنه عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 )
و ابن عدي في " الكامل " ( 322 / 2 ) و الضياء في " المنتقى " من مسموعاته بمرو
" ( ق 142 / 1 ) و قال العقيلي : " منهال بن خليفة قال يحيى : ضعيف و قال
البخاري : " فيه نظر " و لا يتابع عليه إلا من طريق تقاربه و إنما يروى هذا
مرسلا " .
قلت : و كأنه يشير إلى الطريق الأولى و هي خير من هذه كما ترى ، فإن سلاما موثق
عند جماعة و هو حسن الحديث بخلاف المنهال ، فإن الجمهور على تضعيفه بل البخاري
ضعفه جدا بقوله المتقدم .
و أما المرسل الذي أشار إليه ، فلم أقف عليه و إنما وجدت له شاهدا موصولا من
حديث أنس و له عنه طريقان : الأول : عن علي بن الحسن الشامي عن خليد بن دعلج
عن قتادة عن أنس مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " مدح التواضع " ( ق 89 / 1 / 2 )
و قال : هذا حديث حسن غريب تفرد به علي بن الحسن عن خليد بن دعلج و قد روى عن
أنس من وجه آخر " .
قلت : أنى له الحسن و علي بن الحسن هذا متهم ، قال ابن حبان : " لا يحل كتب
حديثه إلا على جهة التعجب " و قال ابن عدي بعد أن أورد له عدة أحاديث : " كلها
ليست محفوظة و هي بواطيل هي و جميع حديثه هو ضعيف جدا " . و قال الدارقطني :
" يكذب يروي عن الثقات بواطيل " و قال الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " .
قلت : فمثله لا يستشهد بحديثه فضلا عن أن يحتج به أو يحسن حديثه .
ثم ساق ابن عساكر من الوجه الآخر و هو من طريق الزبير بن بكار : حدثنا أبو ضمرة
- يعني أنس بن عياض الليثي حدثنا عبيد الله بن عمر عن واقد بن سلامة عن الرقاشي
يزيد عن أنس مرفوعا نحوه . و أخرجه الدامغاني الفقيه في " الأحاديث و الأخبار "
( 1 / 111 / 2 ) من طريق أخرى عن أبي ضمرة به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يزيد و هو ابن أبان ضعيف و وافد ابن سلامة أورده
البخاري و العقيلي و ابن الجارود في " الضعفاء " و قال أبو محمد بن أبي حاتم عن
أبيه ( 4 / 2 / 50 ) : " هو يروي عن الرقاشي فما يقال فيه ؟ ! قال أبو محمد :
يعني أن الرقاشي ليس بقوي ، فما وجد في حديثه من الإنكار يحتمل أن يكون من يزيد
الرقاشي " .
قلت : هو رجل صالح متعبد و قد بين الساجي سبب تضعيفه فقال : كان يهم و لا يحفظ
و يحمل حديثه لصدقه و صلاحه . و قال ابن عدي له : أحاديث صالحة عن أنس و غيره
و أرجو أنه لا بأس به لرواية الثقات عنه .
قلت : فمثله قد يستشهد به ، فإذا انضم إليه المرسل الذي أشار إليه العقيلي صلحا
للاستشهاد بهما و بذلك يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى .