قال الآجُري في كتابه الماتع: (الشريعة) (91)، بسند صحيح: وأخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي، قال: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: سمعت أبا إدريس الخولاني، يقول: أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه، وأدركت عبادة بن الصامت ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه، وفاتني معاذ بن جبل، فأخبرني يزيد بن عميرة، أنه كان يقول في كل مجلس يجلسه: (الله حكم عدل قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنًا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذ الرجل والمرأة، والحر والعبد، والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول: قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني، وقد قرأت القرآن، ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، اتقوا زيغة العالم، فإن الشيطان يلقي على فيّ الحكيم كلمة الضلالة، ويلقي المنافق كلمة الحق، قال: قلنا: وما يدرينا -رحمك الله- أن المنافق يلقي كلمة الحق، وأن الشيطان يلقي على فيّ الحكيم كلمة الضلالة؟ قال: اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متشابه، الذي إذا سمعته قلت: ما هذه؟ ولا ينئينك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع، ويلقي الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورًا).