تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: خروج الريح من القُبُل ، هل ينقض الوضوء ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,713

    افتراضي خروج الريح من القُبُل ، هل ينقض الوضوء ؟

    الأصل أن الإنسان يبني على الأصل ، ذلك داخل الصلاة وخارجها على الراجح . دليل المسألة خارج الصلاة ، في صحيح مسلم 831 ، من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا، فأشكل عليه أخَرَجَ منه شىء أم لا، فلا يخرُجنَّ من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا) ، فهذا الحديث يرد قول مَن فرق بين داخل الصلاة وخارجها.


    ، فلو أن إنسانًا متيقن الطهارة وشكَّ في الحدث ، فهو باقٍ على طهارته ، وهو قول جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة والحنفية ، وقول الأوزاعي ، والثوري ، والليث بن سعد ، وإسحاق بن راهويه ، وأبي ثَوْر ، والطبري ، وغيرهم

    إلا أن مالكًا فرَّق بين ما إذا كان في الصلاة وخارجها ، فقال : يبقى على الطهارة إذا كان داخل الصلاة ، وأما إذا كان خارج الصلاة ، فقال : يبدأ الوضوء ، ولم يتابعه على هذا غيره ، وقد روي هذا عن الحسن البصري . المغني 1/262 بتصرف .


    • خروج الريح من الدُّبر ناقض للوضوء بالإجماع، قال ابن المنذر : (أجمع أهل العلم على أن خروج الغائط من الدبر ، وخروج البول من ذَكَر الرجل وقُبُل المرأة ، وخروج المَذْي، وخروج الريح من الدُّبُر ، وزوال العقل بأي وجهٍ زال عقله - أحداثٌ ينقُضُ كلُّ واحد منها الطهارةَ، ويجب الوضوء) . الإجماع 3.


    قلت (أبو البراء) :ويدل على ذلك حديث عن أبي سعيد الخدري، قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبه في الصلاة، فقال: (لا ينصرف حتى يسمعَ صوتًا، أو يجد ريحًا) . حسن لغيره: ابن ماجه 514 ، كتاب الطهارة ، واللفظ له ، وأحمد 11912 - 11913، ولفظ أحمد : (إن الشيطان يأتي أحدَكم وهو في صلاته ، فيأخذ شعرةً من دبرِه ، فيمدها ، فيرى أنه قد أحدث، فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا ، أو يجد ريحًا) ؛ قال البوصيري - رحمه الله - في مصباح الزجاجة 1/74: هذا إسناد رجاله ثقات ، إلا أنه معلٌّ برواية الحفَّاظ من أصحاب الزهري عنه ، عن سعيد، عن عبدالله بن زيد ؛ اهـ.
    وذكر العُقيلي عن الإمام أحمد أنه كان ينكر حديث المحاربي عن معمر ، وقال العلائي في المراسيل : قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : لم نعلم أن عبدالرحمن بن محمد المحاربي سمع من معمر شيئًا، وبلغنا أنه كان يدلس؛ اهـ.
    قلت (أبو البراء) : تابع الزهريَّ عليُّ بن زيد بن جدعان ، كما عند أحمد متابعة تامة ، ولكن لا يفرح بها كثيرًا ؛ فعلي بن جدعان ضعيف ، زِدْ على ذلك أنه زاد في بعض طريق الحديث عند أحمد : أبو نضرة ، وهو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي ، بينه وبين سعيد بن المسيب .
    وهناك متابعة أخرى قاصرة عند أحمد 11082 وغيره من إسماعيل بن عُلَيَّة ، حدثنا هشام الدستوائي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثنا عياض ، قال : قلت لأبي سعيد الخدري مرفوعًا وفيه : ((وإذا جاء أحدَكم الشيطانُ ، فقال : إنك قد أحدثت ، فليقل : كذبتَ إلا ما وجد ريحَه بأنفه أو سمِع صوتَه بأُذنه)).
    وفي إسناده ضعف ؛ لجهالة عياض ، فقيل : هو هلال بن عياض ، وقيل : عياض بن عبدالله وقيل : عياض بن أبي زهير الأنصاري ، قال محمد بن يحيى الذُّهلي : الصواب : عياض بن هلال ، وبقية رجاله ثقات ، رجال الشيخين .
    ورواه الحاكم في المستدرك 1/134، من طريق حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي كثير به ، لكنه قال : عن عياض بن عبدالله بن سعد بن أبي سرح ، وحكم بصحة الحديث ووافقه الذهبي ، وكذا قال ابن حجر في التلخيص الحبير 1/226 قال : أما حديث أبي سعيد : فرواه الحاكم من طريق عياض بن عبدالله عنه .
    قلت (أبو البراء) : على أي حال، فالحديث على أقل أحواله حسن لغيره ، وله شواهد منها :
    1- حديث عبدالله بن زيد عند البخاري 137، ومسلم 361.2- حديث أبي هريرة عند مسلم 362.
    والحديث صححه لغيره الألبانيُّ - رحمه الله.

    وحديث أبي هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا يقبل الله صلاةَ مَن أحدث حتى يتوضَّأ) ، قال رجل من حضرموت : ما الحدث يا أبا هريرة ، قال : فُسَاء أو ضراط) . البخاري 135، ومسلم 225.


    • أما خروج الريح من القُبُل : ففيه خلاف بين أهل العلم على قولين :


    الأول : أنه ينقُض الوضوء :

    وبه قال الشافعي، وإسحاق ، وابن المبارك ، وبعض الحنابلة . بداية المجتهد 1/40، والأم 1/17.


    واستدلُّوا بعمومما ورد في الحديث عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ((الوضوء مما خرج وليس مما دخل) ضعيف : البيهقي في السنن الكبرى 580 ، وضعفه بشعبة مولى ابن عباس ، قال الذهبي في المهذب : وشعبة ضعفوه ، والفضل واهٍ ، وصوابه موقوف؛ اهـ،
    وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، وقال ابن عدي : لعل البلاء فيه من الفضل بن المختار ، وقال ابن حجر : فيه الفضل بن المختار ، وهو ضعيف جدًّا ، وشعبة مولى ابن عباس ، وهو ضعيف ، ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة ، وسنده أضعف من الأول؛ اهـ، وقال الغرياني في حاشية مختصر الدارقطني : فيه الفضل بن المختار ، مجهول ، يحدِّث عن ابن أبي ذؤيب بالأباطيل ؛ فيض القدير 6/375.
    وكذا رواه البيهقي عن علي بن أبي طالب 761، وقال : وروينا عن علي بن أبي طالب وابن عباس : (الوضوء مما خرج وليس مما دخل) ، وإنما قالا ذلك في ترك الوضوء مما مسَّت النار .



    وقالوا : إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

    وأجيب : بأن الحديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به والاستدلال .


    وقالوا : إن القاعدة: (إن الحدث ما خرج من أحد السبيلين) .
    وأجيب : بأن القاعدة ليس على إطلاقها ، فليس كل خارج ناقضًا للوضوء ، مثل رطوبة فرج المرأة على الراجح .


    الثاني: لا ينقض الوضوء :

    وبه قال أبو حنيفة، وابن حزم ، وابن عَقِيل ، وقالوا : لأن الفُساء والضراط اسمانِ لا يقعان على الريح إلا إن خرجت من الدبر. المبسوط 1/83، والمحلى 1/232، والمغني 1/230.


    قلت (أبو البراء) وهو الراجح ؛ لعدم وجود دليل صحيح يدل على نقض الوضوء بخروج الريح من القُبل
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: خروج الريح من القُبُل ، هل ينقض الوضوء ؟

    جزاك الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,713

    افتراضي رد: خروج الريح من القُبُل ، هل ينقض الوضوء ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الصديق مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    وجزاكم مثله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. افتراضي رد: خروج الريح من القُبُل ، هل ينقض الوضوء ؟

    سئل أحد العلماء عن ريح قبل المرأة هل ينقض الوضوء فأجاب بالنفي والعلة أن ريح القبل لا تخرج من مكان نجس كالدبر ،

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,713

    افتراضي رد: خروج الريح من القُبُل ، هل ينقض الوضوء ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زايد بن زايد مشاهدة المشاركة
    سئل أحد العلماء عن ريح قبل المرأة هل ينقض الوضوء فأجاب بالنفي والعلة أن ريح القبل لا تخرج من مكان نجس كالدبر ،
    بارك الله فيك وفي العالم الذي سئل ، لكن الأولى أن يقال بعدم نقض الوضوء بخروج الريح من القُبل لعدم وجود الدليل الصحيح ، وإلا فالبول والحيض يخرجوا من القبل .

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •