{ ربنا ولا تحمل علينا إصرا } أي: تكاليف مشقة
{ كما حملته على الذين من قبلنا } وقد فعل تعالى
فإن الله خفف عن هذه الأمة في الأوامر
من الطهارات وأحوال العبادات ما لم يخففه على غيرها
{ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } وقد فعل وله الحمد
{ واعف عنا واغفر لنا وارحمنا }
فالعفو والمغفرة يحصل بهما دفع المكاره والشرور،
والرحمة يحصل بها صلاح الأمور
{ أنت مولانا }
أي: ربنا ومليكنا وإلهنا
الذي لم تزل ولايتك إيانا منذ أوجدتنا وأنشأتنا
فنعمك دارة علينا متصلة عدد الأوقات،
ثم أنعمت علينا بالنعمة العظيمة والمنحة الجسيمة،
وهي نعمة الإسلام التي جميع النعم تبع لها،
فنسألك يا ربنا ومولانا تمام نعمتك
بأن تنصرنا على القوم الكافرين،
الذين كفروا بك وبرسلك،
وقاوموا أهل دينك ونبذوا أمرك،
فانصرنا عليهم بالحجة والبيان والسيف والسنان،
بأن تمكن لنا في الأرض وتخذلهم
وترزقنا الإيمان والأعمال التي يحصل بها النصر،
والحمد لله رب العالمين.