تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تقييم طبعة دار التأصيل لسنن ابن ماجه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    5

    افتراضي تقييم طبعة دار التأصيل لسنن ابن ماجه

    ­­­بسم الله الرحمن الرحيم
    اطلعت على طبعة دار التأصيل لكتاب السنن لابن ماجة وسررت من المستوى الذي خرجت عليه حيث أن المتابع للطبعات التي سبقت طبعة دار التأصيل لكتاب سنن ابن ماجه يجد أنها لم تهتم بضبط النص كاهتماهم بالتخريج والحكم على الأحاديث، ورغم أن هذه الطبعات ذكر العاملون عليها أنهم حققوا وضبطوا، والتخريج فرع من الضبط والتحرير، ولما أمعنت النظر في هذه الطبعة وجدتها جيدة في ضبط النص، واستخدمت التخريج في بعض المواطن لخدمة ضبط النص ، وهذا جيد، فضلا عن أنهم اعتمدوا في طبعتهم على نسختين جيدتين، معتمدين فيهما على منهج أحسبه رصينا جيدا، فلم يخرجوا عنهما في شيء، وأتوا ببعض النسخ الأخرى حاكمة بينهما عند الاختلاف، من أهم هذه النسخ نسخة المكتبة الوطنية بباريس، ولو أنهم اهتموا بدراسة هذه النسخة كما فعلوا في نسختيهما المعتمد عليهما لكان الأمر جيد جدا، فإن أحدا ممن اعتمد على هذه النسخة لم يقدم للقارئ دراسة جيدة عنها، فإنك ترى في أول النسخة إسنادا للإمام الذهبي كتب بخط مغاير لخط النسخة، وكأنه كتب بعد نسخها، مما يشعر أنها ليست من أصل سماعه وروايته، وفي آخرها ما يفيد أنها قوبلت على أصل الإمام المنذري، وتجد في إسناد المنذري أنه يروي الكتاب من طريق ابن باقا، عن أبي زرعة المقدسي، وفي ترجمة ابن باقا تجد أنه لم يسمع الكتاب كله من أبي زرعة، فوقع في سماعه فوت، أخذ هذا الفوت بالإجازة، فهذه أمور تجعل النسخة تستحق المزيد من الفحص والدراسة، ولعل هذه الأسباب هي التي حدت إلى عدم اعتماد دار التأصيل عليها ، ومع ذلك فقد نظروا فيها واستفادوا منها فيما يفيد هم في ضبط رواية أبي الحسن القطان.
    وهذا يجعل طبعة دار التأصيل أجود من سابقاتها لأن من قاموا عليها تنبهوا لمثل هذه القضايا التي تتعلق بالروايات والنسخ الخطية ودورهما في ضبط النص، وهذا ما لا تجده في كثير من الطبعات التي سبقتهم.
    ويكفي ميزة لهذه الطبعة أنها خرجت على نسخة خطية لم يعمل عليها أحد ممن سبق له تحقيق ابن ماجه، وهي نسخة من القرن (485) عالية الإسناد جدا ، وموثقة من راويها وناسخها أحمد بن محمد الأسدباذي، وهي رواية نظر فيها وأخذ منها الإمام المزي في تحفة الأشراف.
    هذا فيما يخص ضبط النص، أما ما يخص ما تميزت به هذه الطبعة من خدمة النص : فقد اهتموا بشرح الكلمات الغريبة، وربطوا الكتاب بتحفة الأشراف، كما عارضوا نصهم عليها عند تفرد ابن ماجه عن باقي الستة، وقاموا بتعيين كل رواة الكتاب لخدمة فهرس الرواة مع تمييز كل راو تزيد مرواياته في الكتاب عن خمسين حديثا بذكر تلاميذه عنه وعدد كل مرويات هذه التلميذ عن هذا الشيخ، وهذا لاشك جهد كبير، وخدمة جيدة.
    وفي النسخة ما يزيد على ذلك من حيث الإخراج والدقة وكل ذلك يبشر بعهد جديد من العناية بكتب السنة النبوية .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    117

    افتراضي رد: تقييم طبعة دار التأصيل لسنن ابن ماجه


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •