تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: هكذا أسلموا

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,554

    Lightbulb قصة إسلام إميل بريس دافن، أو إدريس دافن

    قصة إسلام إميل بريس دافن، أو إدريس دافن
    كان عالم الحضارات والآثار إميل بريس دافن Emile presse Daphné من أكثر معاصريه الفرنسيين الذين درسوا مصر إسهامًا في التعريف بها، خصوصًا أنه شخصية متميزة متعددة المواهب؛ فهو لم يقتصر على الكشف عن الآثار الفرعونية، بل تعداها للاهتمام بدراسة الحضارة الإسلامية، وتُعَدُّ جرأة اكتشافاته وتهور مغامراته دليلاً على نفاذ بصره، وحدَّة ملاحظته، واتساع معارفه، ورغبته العارمة في بلوغ الحقيقة.

    وقد أثرى الأركيولوجيا بمؤلفات في غاية الأهمية، كرَّس لها سنوات عديدة من الجهد المتواصل، مضحيًا في سبيلها بثروة طائلة كان قد ورثها، إضافةً إلى ما شغله من مناصب، حتى استطاع أن يقدم أربعة عشر كتابًا غير المقالات والدراسات، يأتي في مقدمتها كتابه (الآثار المصرية، وتاريخ الفن المصري منذ فجر التاريخ حتى السيادة الرومانية)، وموسوعته الضخمة (الفن العربي من واقع آثار مصر من القرن السابع إلى نهاية القرن الثامن عشر).

    وتشكِّل مآثر وإنجازات إميل دافن أعمالاً جديرة بالتقدير والعرفان، ينبغي أن يقترن معها اسمه متألقًا إلى جانب أسماء شمبليون، ومارييت، وماسبيرو في ذاكرة عشاق تاريخ الفنون.

    جاء بريس دافن عام 1829م ليعمل مهندسًا مدنيًّا في خدمة إبراهيم باشا، ثم أستاذًا للطبوغرافيا في مدرسة أركان حرب بالخانقاه، ومربيًا لأولاد الباشا، غير أنه لشدة صلفه، واعتداده بنفسه، واستنكاره للتصرفات المستهجنة، كثيرًا ما انفعل وتهوَّر على رؤسائه، بلغ حدَّ الاعتداء عليهم؛ مما جرَّ عليه سخطهم حتى أمكن للوقيعة أن تنتهي إلى إثارة غضب الوالي عليه.

    وما لبث أن تحول المهندس إلى مستشرق وعالم مصريات، وعكف على تعلم اللغة العربية، ولهجاتها، وتجويدها، وحل رموز الهيروغلوفيات، وما إن لمس القدرة لديه على الاستقلال حتى استقال من منصبه عام 1837م مفضِّلاً حريته كرحَّالة مكتشف، وعالم آثار([1]).

    درس إميل بريس دافن الإسلام دراسة متأنية بدأت بدراسة القرآن، وحياة رسول الإسلام ودعوته، وكيف كان العرب مجرد قبائل متناحرة متقاتلة، واستطاع النبي أن يجعل منهم أمة مؤتلفة موحَّدة، انتصرت على أكبر إمبراطوريتين في العالم: الإمبراطورية الفارسية، والإمبراطورية البيزنطية، وخضوعهما لأحكام المسلمين.

    ويقول عن سبب إسلامه:
    إنه لاحظ أن شريعة الإسلام تتسم بالعدل، والحق، والتسامح، والعفو، وتنادي بالأخوة الإنسانية الكاملة، وتدعو إلى كل الفضائل، وتنهى عن كل الرذائل، وأن الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية سادت العالم القديم قرونًا متطاولة.
    درس إميل دافن ذلك كله، ووجد قلبه وعقله يجذبانه لاعتناق الإسلام، فأسلم وتسمَّى باسم إدريس دافن، وارتدى زيّ الفلاحين، وانطلق يؤدِّي رسالته في الصعيد والدلتا.

    إسهامات إميل بريس دافن
    يدين العرب لبريس دافن بالكثير في مجال الأركيولوجيا الإسلامية بأكثر مما يدينون له في مجال الأركيولوجيا الفرعونية، واستطاع عالم الحضارات والآثار إدريس دافن أن يعيد بعث الحضارة الفرعونية، والإسلامية لتنهض من سُبَاتها، وأن يردَّ إلينا الفن العربي الإنساني النابض بالحياة سهل المنال، وفي هذا يكمن ما يدين به الإسلام إلى هذا المستشرق الفرنسي المسلم.
    المصدر: كتاب (عظماء أسلموا)


    [1] ـ مفيد الغندور: الإسلام يصطفي من الغرب العظماء ص95، 96.
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,554

    Lightbulb قصة إسلام دافيد ليفلي " داود عبد الله التوحيدي"

    قصة إسلام دافيد ليفلي " داود عبد الله التوحيدي "
    ولد دافيد ليفلي David Lively في مدينة فيلادلفيا شمال شرق الولايات المتحدة، وأخذ في دراسة الرياضيات حتى تخرج في جامعة (ليهاي) متخصِّصًا في الكمبيوتر، ويقول عن نفسه: "في بداية الشباب كنت مواظبًا على ارتياد الكنيسة البروتستانتية أنا وأسرتي، والبروتستانتية مذهب غالبية الشعب الأمريكي، وطالعت مبكرًا النصوص والمعتقدات الدينية، إلا أنني لاحظت أن عقلي وقلبي لا يتقبلان أمرين أساسيين من معتقدات النصرانية، هما:
    - عقيدة التثليث (مرفوضة بأي شكل): لتعارضها مع العقل.
    - وعقيدة الخلاص: المنسوبة للمسيح عليه السلام؛ لما فيها من التناقض الديني في مجال الأخلاقيات.
    عند ذلك اندفعت للبحث عن معتقد جديد يعصمني من الانحراف والضياع، ويملأ الفراغ الروحي الذي يعانيه، ويشكو منه الشباب الأمريكي والأوربي([1]).

    يتحدث دافيد ليفلي عن نفسه فيقول: "تعرفت على صديق أمريكي سبقني للإسلام، وكانت لديه ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية، فأخذتها لأضيفها إلى ما لديَّ من كتب دينية، وما إن بدأت في قرأتها حتى استراح قلبي للمبادئ التي اشتمل الإسلام عليها، ثم اتجهتُ إلى الإسلام داعيًا الله بهذه الدعوات: يا صاحب الهداية، إذ لم يكن هذا الدين المسمَّى بالدين الإسلامي هو دينك الصحيح الذي ترضى عنه، فأبعدني عنه وعن أصحابي من المسلمين، وإذا كان هو دينك الحق فقربني إليه وفقهني فيه،
    ولم يمر أسبوع إلا واستقرَّ الإسلام في قلبي ورسخ في ضميري، فاطمأن قلبي، وعقلي، وسكنت نفسي، واستراحت إلى أن الإسلام هو دين الله حقًّا، وصدق القرآن عندما يقرِّر: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]"([2]).

    إسهامات دافيد ليفلي
    حاول داود عبد الله التوحيدي (وهذا اسمه بعد إسلامه) تنبيه المسلمين لما هم عليه، طالبًا منهم تغيير أوضاعهم فيقول: "ما أبعد الفرق بين الإسلام وما يشتمل عليه من قيم وأخلاقيات وعقائد سامية، وبين حال المسلمين من جهلهم بعقيدتهم، وفقدانهم لقيمهم، وابتعادهم عن قيم الإسلام وأخلاقياته!! فحكام المسلمين تباطئوا في العمل من أجل الإسلام، مع أنها رسالتهم السامية، وعلماء الإسلام تخلوا عن دورهم الحقيقي في الدعوة، وفي الاجتهاد، واستنباط الأحكام، والمطلوب من علماء الإسلام ألاّ يكتفوا بحفظ التراث فقط، بل عليهم العودة إلى إعمال الفكر الإسلامي، وعندئذٍ يعود إليهم نور النبوة والإيمان، والتطبيق والنفع لغيرهم، وإنه مما يثير الدهشة ابتعاد كثير من الشباب في العالم الإسلامي عن قيم الإسلام الروحية، وانصرافهم عن تعاليمه، في الوقت الذي نجد فيه شباب العالم الغربي، متعطشًا إلى هذه القيم، ولكنه لا يجدها في مجتمعاته العلمانية، التي لا تعرف عن الإسلام شيئًا"([3]).

    أما عن أمنية ذلك المسلم الأمريكي داود التوحيدي: "إن أمنيتي أن تتواصل دراساتي الإسلامية، والتخصص في مجال مقارنة الأديان؛ حتى أتمكَّن من الاشتراك في تربية الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين في أمريكا، والتصدي للغزو الفكري هناك، وحتى أعمل على نشر الإسلام بين غير المسلمين، كما أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه للإسلام تأثيرًا في إعادة صياغة المجتمع الأمريكي في المستقبل، وأن أشارك في نهضة الإسلام في أنحاء العالم؛ فالإسلام لا يعرف الأوطان، وإنما هو هداية مُرسلة إلى العالمين، والقرآن الكريم يقول عن رسول الإسلام: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
    المصدر: كتاب (عظماء أسلموا)


    [1] ـ مفيد الغندور: الإسلام يصطفي من الغرب العظماء ص175، 176.
    [2] ـ المصدر السابق ص176.
    [3] ـ السابق نفسه ص177، 178.

    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,554

    Lightbulb قصة إسلام دوجلاس آرشر

    قصة إسلام دوجلاس آرشر
    كان دوجلاس آرشر Douglas Archer يعمل مديرًا للمعهد التربوي في جامايكا([1])، واسمه الإسلامي عبد الله، وكان قبل أن يعتنق الدين الإسلامي بروتستنتيًّا من الطائفة المسماة (سفنت دي أدفنتست)، وأيضًا كان يعمل في جامعة إلينوي بأمريكا.
    بدأت قصته مع الإسلام عندما كان يلقي محاضرات حول علم النفس في الجامعة، وكان هناك بعض الطلاب المسلمين، وكانوا لا يتحدثون الإنجليزية جيدًا؛ مما اضطره للجلوس معهم بعد المحاضرات، ومن خلال تلك اللقاءات أثير في نفسه حب الفضول والاستطلاع لمعرفة المزيد عن معتقداتهم ومبادئهم، وقد أُعجب كثيرًا بهم.
    ومن الأمور المهمة التي أثارت انتباهه للإسلام دراسته للفلسفة، حيث قرأ من خلالها بعض الأمور عن الإسلام، وأيضًا من الأمور التي جعلته يعرف الإسلام عن قرب، طالب سعودي في قسم الدراسات العليا، كان يسكن بالقرب منه، وكان يتحدث معه كثيرًا عن الإسلام، وأعطاه الكثير من الكتب الإسلامية، وأيضًا عرَّفه على أستاذين مسلمين بالجامعة([2]).
    أما عن النقطة المهمة التي كانت سببًا في إسلامه، فيتحدث عنها قائلاً: "ونقطة مهمة أخرى هي أن بحثي لنيل إجازة الدكتوراه كان عن التربية وبناء الأمم، ومن هنا عرفتُ ما تحتاج إليه الأمم لبنائها الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، وكذلك البناء الروحي، واكتشفتُ أن أركان الإسلام الأساسية تقدِّم أساسًا عظيمًا، وقاعدة قيِّمة لإعادة بناء الأمة اجتماعيًّا، واقتصاديًّا، ورُوحيًّا؛ ولذلك فإذا سألتني: لماذا اعتنقت الإسلام؟ سأقول لك: لأنَّ الإسلام هو دين فريد من نوعه، تشكِّل فيه أركانه الأساسية قاعدةً للحكم تهدي كلاًّ من الضمير، وكذلك حياة المؤمنين به على حدٍّ سواء"([3]).
    إسهامات دوجلاس آرشر:
    لقد دافع دوجلاس آرشر عن الإسلام، وقال: إنه قادر على حل المشكلات، وتلبية الحاجات الاجتماعية والروحية والسياسية للذين يعيشون في ظل الرأسمالية والشيوعية؛ فقد فشل هذان النظامان في حلِّ مشكلات الإنسان، أما الإسلام فسوف يقدِّم السلام للأشقياء، والأمل والهُدَى للحيارَى والضالين.
    وأيضًا يحاول الدكتور دوجلاس آرشر من خلال رئاسته للمعهد التربوي في الكاريبي أن ينشر الإسلام في جزر الهند الغربية عن طريق البرامج العلمية للمعهد، كما قام بجولات في المملكة العربية السعودية، وفي الكويت لدعم قضيته الإسلامية.
    المصدر: كتاب (عظماء أسلموا)


    [1] ـ وهي جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي، تقع جنوب جزيرة كوبا، ويبلغ عدد سكانها مليونين ونصف المليون، 98٪ منهم من النصارى.
    [2] ـ عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا 5/52- 55.
    [3] ـ المصدر السابق 5/56.

    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,554

    Lightbulb قصة إسلام شوقي فوتاكي

    قصة إسلام شوقي فوتاكي
    فوتاكي Votaki هو طبيب ياباني، اعتنق الإسلام وعمره سبعة وستين عامًا، ذو شخصية اجتماعية محببة وجذابة، يؤثر في كل من له صلة به، أما ديانته قبل الإسلام فكانت البوذية، وكان مديرًا لمستشفى كبير في قلب مدينة طوكيو (عاصمة اليابان)، وكانت هذه المستشفى عبارة عن شركة مساهمة يملكها عشرة آلاف شخص، ولقد أعلن الدكتور فوتاكي منذ إسلامه أنه سيعمل كل ما في وسعه لإدخال العشرة آلاف مساهم في حظيرة الإسلام.

    وكان الدكتور فوتاكي -إضافةً إلى عمله مديرًا لمستشفى- رئيسًا لتحرير مجلة شهرية يابانية تُدعى (سيكامي جيب) في عام 1954م، وكان مهتمًّا بقضية القنبلة الذرية التي أُلقت على اليابان وتأثيرها، وحاول جمع التبرعات لذلك، ولما فشل في ذلك انتزع ستين مليون ينّ ياباني من عشر شركات يابانية؛ وذلك بعد تهديدها بنشر أخبار سرية تؤثر على مصالحها، وبعد محاكمات طويلة حكم عليه بالحبس ثلاث سنوات، كما سحبت رخصته الطبية.

    كانت بدايته مع الإسلام عندما دخل السجن، وبدأ يقرأ عدّة كتب فلسفية وسياسية وروحية، فبدأت فكرة الوحدانية تتفاعل في نفسه، وتأصلت هذه الفكرة لديه عندما اتصل بعدد من الشخصيات الإسلامية، من بينهم رجل مسلم يُدعى (أبو بكر موري موتو) الرئيس السابق لجمعية مسلمي اليابان، الذي كان يقول له: "كلما زاد عدد المسلمين في العالم انتهت مشكلة المستضعفين في الأرض؛ لأنّ الإسلام دين محبة وإخاء"؛ بعد أن وجد فوتاكي طريق الهداية في الإسلام، قرَّر هو وابنه، وصديق آخر اعتناق الإسلام، وأعلنوا إسلامهم في المركز الإسلامي بطوكيو([1]).

    إسهامات شوقي فوتاكي
    يعتبر إسلام شوقي فوتاكي إيذانًا بإسلام اليابان كلها! ولكن لماذا يعتبر إسلامه تحولاً كبيرًا في اليابان؟ لأنَّ هذا الرجل أعلن فور إسلامه عزمه على نشر الإسلام في اليابان كلها؛ فبعد إسلامه وفي شهر مارس 1975م جاء على رأس ثمانية وستين شخصًا ليعلنوا إسلامهم في مسجد طوكيو، وأيضًا قام بإنشاء (جمعية الأخوة الإسلامية)، إضافةً إلى أنه في 4/ 4/ 1975م جاء مسجد طوكيو على رأس مائتي شخص ياباني أعلنوا إسلامهم، وهكذا أخذ الدكتور شوقي فوتاكي يقود إخوانه اليابانيين للدخول في دين الله أفواجًا، حتى بلغ عدد أعضاء جمعية الأخوة الإسلامية التي يرأسها من هؤلاء المسلمين الجدد ما يقارب العشرين ألف مسلم ياباني، وكان ذلك في أقل من عام واحد، لذلك يعتبر إسلام شوقي فوتاكي نقطة تحول في تاريخ اليابان، بل في تاريخ منطقة جنوب شرق آسيا بأسرها.
    غير أن هناك ظاهرة برزت بين أولئك الذين لا يجيدون اللغة العربية، ولا يعيشون في بلاد المسلمين، وهي بعض الشوائب من أثر الجاهلية؛ فلقد كان الدكتور شوقي فوتاكي يتساهل مع المسلمين الجدد من أفراد جمعيته الإسلامية في مسألة تحريم لحم الخنزير، وشرب الخمور، ربما له بعض العذر في جهله، وربما كان يريد أن يأخذهم بالتدرج. ومن ثَمَّ فعلى الدول الإسلامية -وفي مقدمتها الدول العربية- أن تبعث بالدعاة لهذه البلاد([2]).
    المصدر: كتاب (عظماء أسلموا)


    [1] ـ عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا 4/36- 39.
    [2] ـ المصدر السابق 4/40- 42.

    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,554

    Lightbulb قصة إسلام روجيه جارودي

    قصة إسلام روجيه جارودي
    إن أحد أسباب انجذاب جارودي نحو الإسلام هي حياة المسلمين العاديين، وإخلاصهم لقيمهم، واحترامهم للإنسان؛ حيث يروي جارودي نفسه القصة التالية حينما كان مسجونًا في أحد المعتقلات النازية في الصحراء الجزائرية سنة 1941م: "الرابع من آذار مارس سنة 1941م كنا زُهَاء 500 مناضل من المعتقلين والمسجونين لمقاومتنا الهتلرية، وكنا هجرنا إلى جلفة في جنوب الجزائر، وكانت حراستنا بين الأسلاك الشائكة في معسكر الاعتقال مدعومة بتهديد رشاشين، وفي ذلك اليوم -بالرغم من أوامر القائد العسكري وهو فرنسي- نظمت مظاهرة على شرف رفاقنا من قدامى المتطوعين في الفرق الدولية الإسبانية، وقد أثار عصياننا حفيظة قائد المعسكر، فاستشاط غضبًا وأنذرنا ثلاثًا، ومضينا في عصياننا، فأمر حاملي الرشاشات -وكانوا من جنوب الجزائر- بإطلاق النار، فرفضوا، وعندئذٍ هددهم بسوطه المصنوع من طنب البقر، ولكنهم ظلُّوا لا يستجيبون، وما أجدني حيًّا إلى الآن إلا بفضل هؤلاء المحاربين المسلمين".

    ويضيف جارودي: "كانت المفاجأة عندما رفض هؤلاء تنفيذ إطلاق النار، ولم أفهم السبب لأوَّل وهلة؛ لأنني لا أعرف اللغة العربية، وبعد ذلك علمت من مساعد جزائري بالجيش الفرنسي كان يعمل في المعسكر أن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل، وكانت هذه أول مرة أتعرف فيها على الإسلام من خلال هذا الحدث المهم في حياتي، وقد علَّمني أكثر من دراسة 10 سنوات في السربون".

    لقد وَعَى جارودي عند دراسته للثقافة غير العربية الإمكانات الخاصة للإسلام، فالرجل لم يسلم بمحض الصدفة بل جاء إسلامه بعد بحث طويل في حضارات وديانات العالم كله؛ يقول جارودي: "أحب أن أقول: إن انتمائي للإسلام لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء بعد رحلة عناء وبحث، ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة، حتى وصلت إلى مرحلة اليقين الكامل، والخلود إلى العقيدة أو الديانة التي تمثل الاستقرار، والإسلام -في نظري- هو الاستقرار".

    وجد روجيه جارودي في الإسلام ما لم يجده في غيره من الأيديولوجيات، والمعتقدات، والأفكار والنظريات الفكرية التي تفرقت بين الكتب والمجلدات، وبكلمات أكثر بساطة وفي حوار آخر له في مجلة الأمة القطرية يلخِّص جارودي أسباب انجذابه للإسلام قائلاً:
    "إذا حكمت على الأمور في ضوء تجربتي الشخصية فإنني أقول: إن ما كان يشغلني هو البحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل، أو الإبداع الفني والشعري بالعمل السياسي العقيدي، وقد مكنني الإسلام -والحمد لله- من بلوغ نقطة التوحيد بينهما؛ ففي حين أن الأحداث في عالمنا تبدو عمياء متطاحنة وقائمة على النمو الكمي والعنف، يروضنا القرآن الكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة، يكتسب فيها الدور الذي يسهم به الإنسان معنى".

    لقد أشهر روجيه جارودي إسلامه يوم 11 من رمضان سنة 1402 هـ/ 2 من يوليو 1982م، وأدى العمرة، وكان لإسلام جارودي دويٌّ هائل في الأوساط الفكرية والثقافية، وكثرت التعليقات عليه في الإذاعة والصحافة العربية والعالمية.

    إسهامات روجيه جارودي
    لقد كرَّس هذا المفكر الكبير حياته منذ إسلامه عام 1982م في الدفاع عن الإسلام، وكان آخر أعماله كتابه (الأساطير التي قامت عليها السياسة الإسرائيلية) الذي حوكم من أجله.

    وقد اتجه في سياسته ثلاثة اتجاهات:
    أوَّلها: تقديم حقائق الإسلام الصحيحة للعالم الغربي، وتصحيح الصورة الذهنية المشوهة والباطلة عن الإسلام والمسلمين لدى الغرب.

    ثانيها: بيان أن نهوض حضارة إنسانية على عقيدة الإسلام وشريعته وقيمه وأخلاقه، هي الأمل في إنقاذ البشرية من الضياع والدمار الذي تعاني منه في العصر الحاضر.

    ثالثها: بيان الخطر الذي يمثله قيام دولة إسرائيل على العالم، وخطورة الدور الذي تمارسه الصهيونية العالمية.

    نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985-1986م عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه Promesses de l'Islam (وعود الإسلام) وL'Islam habite notre avenir (الإسلام يسكن مستقبلنا) ولدفاعه عن القضية الفلسطينية.

    حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995م.

    نال جائزة القذافي لحقوق الإنسان من الجماهيرية العربية الليبية عام 2002م.

    دور الصهيونية ضد الإسلام
    يتحدث جارودي عن الجهود التي بذلها من أجل إنشاء (المعهد الدولي للحوار بين الحضارات) في كل من باريس وجنيف، وأيضًا عن الدعاية الصهيونية بفاعليتها وتنظيمها في الغرب إلى حدٍّ مخيف باعتبارها تشكِّل أحد العوائق الخطيرة أمام فهم الغرب للعالم العربي، واستخدامهم الوسائل المتعددة لتحقيق هذا الغرض.

    ومن جهوده -أيضًا- تأليفه كتاب (الإسلام وأزمة الغرب)، وهو لا يتحدث فيه عن الإسلام عمومًا بل عن الإمكانات الجديدة لانتشاره في العالم الغربي، والأسباب التي ترجع إلى جوهر العقيدة الإسلامية وتشكل هذه الإمكانيات.

    ويقرر جارودي حقيقة تاريخية وإنسانية مستمرة وهي "أن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وأن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعي بالبُعد الإسلامي، ومنحهم روحًا جديدة".

    ويقدِّم جارودي في هذا الكتاب مثالاً بالأرقام لما وصل إليه العالم من استبعاد الروح الإنسانية، وتحطيم القيم الإنسانية، واتباع نموذج جنوني للتنمية؛ فيقول موضحًا انحطاط الحضارة الغربية من هذا الجانب، وأثر ذلك في البشرية كلها:

    "بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب هيمنة لا يشاركه فيها أحد، يمكن أن ننظر إلى الأرقام الثلاثة الآتية:
    عام 1982م تظهر لنا ملامح وقسمات الحضارة الغربية؛ فمع حوالي 600 مليار دولار من الإنفاق على التسليح، وصنع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات فوق رأس كل إنسان من سكان كوكب الأرض، مات حوالي 50 مليون نسمة في العالم من الجوع وسوء التغذية في نفس العام الذي أنفق الغرب ملياراته على أسلحة التدمير، ومن ثَمَّ فمن الصعب أن نُطلق كلمة تقدُّم على هذه المرحلة التي قطعتها الحضارة الغربية في تاريخ البشرية. ويرى جارودي أن الإسلام يمكن أن يقدِّم للعالم المعاصر ما ينفعه وما يفتقده عالم اليوم، وهو معرفة غاية الإنسان ومعنى الحياة".

    ومن مؤلفات روجيه جارودي أيضًا كتاب (الإرهاب الغربي Le Terrorisme occidental ) عام 2004م.

    وفاة روجيه جارودي
    توفي روجيه أو رجاء جارودي في 13 من يونيو 2012م في بلدية شينفيير في سور مارن، جنوب شرق باريس عن عمر يناهز 99 عامًا.

    المصدر: كتاب (عظماء أسلموا)
    صفحتي على الفيس بوك
    كتب خانة


  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: هكذا أسلموا

    جزاكم الله خيرا , قصص مؤثرة , لو كنا كلنا دعاة للإسلام بأخلاقنا , لما كان حالنا مثل ما نحن عليه اليوم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •