طويل عليه الليل إن بات مهملا ... قصير إذا للدرس بات مؤثراهذه كتب:
ضجيع كتــــاب لا يــــفارقه ولا ... يــوافق إلا عـــالما متبــــــحرا
أغلبها أصول في فنها
ملئت علما من أول ورقة إلى آخر ورقة
لا يشبع الطالب والعالم منها
ليست كباقي الكتب يكفي أن تقرأ مرة أو مرتين فتنقضي فوائدها أوجُلها
/ ومُصاحبُ أحد هذه الكتب إذا كان صاحب ذكاء أكسبته تلك المصاحبة التمكن في الفن وإن قصّر في الاشتغال بغيره من كتب الفن
وقد وقعت هذه المصاحبة من أهل العلم لبعض هذه الكتب ورأيت غيرها مثلها من الجهة التي ذكرت فألحقتها بها وجمعتها هنا نصحا للطالب بسلوك هذه الطريقة المنسية وتنبيها له على مكانة هذه الكتب وضرورة الاعتناء بها غاية العناية.
وقد يؤثر التخصص في الفنون وميول الطبع في اختيار الكتاب المناسب لهذه المصاحبة
وقد صاحب بعض أهل العلم كتبا معينة سنوات عدة وبعضهم عرف بالكتاب لكثرة اشتغاله به:
كالحافظ الفقيه أبي العباس الدغولي إذ لم يكن يفارق مختصر المزني وتاريخ البخاري والعين للخليل وكليلة ودمنة لا بن المقفع حضرا وسفرا
وكأبي الحسن الفالي إذ صاحبَ الجمهرةَ لابن دُرَيد عشرين سنة
وكابن الأسلمي الذي كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوما
وكإمام أهل الأندلس في اللغة بلا مدافعة أبي مروان ابن سراج كان عكف على الكتاب لسيبويه ثمانية عشر عاماً لا يعرف سواه
وكأبي حيان الأندلسي إذ لم يكن يفارق الممتع في الصرف لابن عصفور
وكأبي بكر الأبهري إذ طالع مختصر ابن عبد الحكم خمسمائة مرة وهذا يستلزم المصاحبة
وبعض أهل العلم كان لايفارق كتاب سيبويه بياض يومه وبعضهم ما دُخل عليه إلا وهو في يده يطالعه
وكأبي الطاهر السلفي مع كتاب المحدث الفاصل للرامهرمزي إذ لم يكن يفارق كُمّه
وبعض أهل العلم قرأ صحيح البخاري سبعمائة مرة
وكأبي إسماعيل المزني إذ لازم النظر في كتاب الرسالة لشيخه مدة خمسين سنة.
وكالباز الأشهب ابن سريج إمام الشافعية إذ لم يكن بفارق مختصر المزني وفيه يقول:
صديق فؤادي منذ عشرين حِجة ** وصيقل ذهني والمفرج عن همي
عزيز على مثلي إعارة مثله ** لما فيه من علم لطيف ومن فهم
جموع لأصناف العلوم بأسرها ** حقيق علىّ أن لا يفارقه كمي
وكالفقيه أحمد الهيتي الشافعي إذ كاد يستحضر شرح النووي على مسلم لكثرة اشتغاله والنظر فيه
وكأبي زكريا النووي والناشري اليمني مع الوسيط للغزالي
وكابن التبان الذي درس المدونة ألف مرة
وكابن فرحون اليعمري إذ لازم تفسير ابن عطية حتى كاد أن يستظهره.
وبعض أهل العلم كان يحفظ واحدا من مثل هذه الكتب ويطالع عليه شروحه وما كتب حولها ويتتبع ذلك تتبعا تاما حتى يقال عنه هو أعلم الناس بهذا الكتب وهو المرجع فيه
كما فعل موفق الدين البغدادي ابن اللباد مع كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي
وكابن الطراوة إذ كان واقفا على كتاب سيبويه لا يُعلم أحد من أهل عصره أعلم به منه.
وكابن هطيل النجرى اليمني إذ كان مديما لمطالعة شرح الرضى على كافية ابن الحاجب لا يفارقه في غالب أوقاته ويحكى أنه لما حضرته الوفاة أمر من يدفع إليه شرح الرضي فدفعه إليه فوضعه على صدره ثم أنشد :
تمتع من شَميم عَرار نجد *** فما بعد العشية من عرار
وعرف محي الدين محمد بن سليمان شيخ السيوطي بـ (الكافيجي) لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو لابن الحاجب
وعرف البدر الزركشي بالمنهاجي لحفظه وكثرة اشتغاله بمنهاج النووي الفقهي
وعرف الجمال الأشموني بالوجيزي لحفظه وكثرة اشتغاله بالوجيز للغزالي
وغير ذلك تجده مفرقا في كتب التواريخ والتراجم
ثم هذه قائمة ببعض الكتب من اختياري أراها تستحق أن تصاحب لتضمنها موجبات هذا الاستحقاق فدونك بعضها فصاحبه ولازمه:
بعد كتاب الله عز وجل
صحيح البخاري
سنن أبي داود
موطأ مالك
المدونة عنه
الأم للشافعي
الرسالة له
مختصر المزني
الكتاب لسيبويه
الخصائص لابن جني
البيان للجاحظ
الأمالي للقالي
أدب الكتاب لابن قتيبة
الكامل لابن المبرد
الأغاني لأبي الفرج
الفصيح لثعلب
إصلاح المنطق لابن السكيت
الإيضاح لأبي علي الفارسي
شرح الرضي على كافية ابن الحاجب
الممتع لابن عصفور
تفسير ابن جرير
الكشاف للزمخشري
السنن الكبرى للبيهقي
أحد المعاجم العمد : الجمهرة لا بن دريد أو ديوان الأدب للفارابي أو الصحاح للجوهري أو التهذيب للأزهري أو معجم المقاييس أو العباب للصاغاني أو لسان العرب أو القاموس المحيط.
الموافقات للشاطبي
الفروق للقرافي
لطلبة الشافعية من أراد منهم إتقان المذهب : تحفة ابن حجر أو نهاية الرملي أو البيان للعمراني أو الروضة للنووي أو الشرح الكبير للرافعي
للحنابلة الروض أو الإنصاف
للمالكية النوادر والزيادات أو المقدمات لابن رشد
للحنفية ابن عابدين أو الهداية للمرغيناني أو بدائع الصنائع
الأوسط لابن المنذر
المصنف لعبد الرزاق أو ابن أبي شيبة
المغني لابن قدامة
المحلى لأبي محمد ابن حزم
المستصفى للغزالي
مجموع الفتاوى لابن تيمية
زاد المعاد لابن القيم
النهاية لابن الأثير
الدلائل لقاسم السرقسطي
الغريب المصنف لأبي عبيد
ديوان المتنبي لمن لم يحفظه
ديوان البحتري
ديوان أبي تمام
العلل لابن أبي حاتم ، ليس لكل أحد.
الجرح والتعديل له
التاريخ الكبير للبخاري
وهذه بصيرة في الطلب مشابهة أردفتها هنا تتميما للفائدة:
اقترح عالما يُعتنى بعلمه وتراثه وتُصاحَب أنفاسُه الدهرَ..
والله أعز وأعلم وأحكم
وهو الموفق لا رب سواه