أكملي
متااااااااااااا بعة
أكملي
متااااااااااااا بعة
جزاكن الله خيرا جميعا وأحسن إليكن آمين
(4)- ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي**بصبح وما الإصباح منك بأمثــــلِ (1)
تقــــول صاحبتنـــــا :-
آهٍ من ليل المريض ، يطول يطول بلا حدود
بالليل تتزايد الآلام (2) ، وتُحاط الروح بالقلق والأسقام
فيفارق المريض كل شعور بالطمأنينة والسلام
أما النهار ففيه نوع فرج واستبشار...
فـكان يسلّيني - نوعا ما - : تردد الأطباء ، و عيادة الأهل والأقرباء :
فمن راقٍ ، ومن سائلٍ ، ومن زائرٍ ...
فإذا جنّ على الكون الظلام ، وانصرف من حولي الأنام
رفعت ناظري باكية إلى السماء ، أكثر المناجة والدعاء :
اللهم منّ علي بالعافية والشفاء ، وأذن اللهم لليلي هذا
بالانقشاع والانجلاء ...
يتبــــــــــــ ـــــــــــــع .
------------------------------------------------------
(1)- يقول امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله..**علي بأنواع الهموم ليبتلـــــي
فقلت له لما تمطى بصلبــــه ** وأردف إعجازاً وناء بكلكــــلي
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي**بصبح وما الإصباح منك بأمثــــلِ
(2)- ثم قدر الله وعلمت بعد سنوات أن الله أمتن على العباد
بمادة يفرزها الجسم بالنهار تخفف من الشعور بالآلام
ويقل إفرازها إذا جنَ الظلام ؛ لذا يزداد الشعور فيه بالألم والأسقام .
5- من مشفى إلى مشفى ....
تقــــول صاحبتنـــــا :-
ولما أسقط في يدي القوم ، وتدني حالي من يوم إلى يوم
قرر الأطباء أن لا يمكنهم الزيادة على محاولاتهم المبذولة
وأعلنوا أن مشفاهم عن تدهور حالتي غير مسئولة
وبعد ستين يوما بالتمام ، تحتم الانتقال من هناك في سلام
فحملوني إلى سيارة الإسعاف مابين دموع و تأسف وهتاف
وكم جرت من العيون العبرات ، والسيارة تشق بنا في سرعة الطرقات
و كنت أطيل من النافذة النظرات ، رافعة بقلبي إلى ربي عميق الدعوات
وفي الأخير وصلنا إلى المشفى العتيد ، يحدونا أمل جديد
ولكــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــن :
هناك بدأ اللقاء بشديد خشونة وجفـــاء ....
يتبــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــع .
6-... وفي قسم الحالات الحرجة*
تقــــول صاحبتنـــــا :-
كان اللقاء بطاقم المشفى خاليا من المودة والجمال
؛ فقد كان الأهل لسوء حالتي في شديد الانفعال
وقد أنهكني تماما كثير النزف وشديد السعال
واجتمع الأطباء يقرءون تقارير المشفى السابق عن الداء
فطال وطال الانتظار ، حتى انفجر أبي باكيا وأساء لهم المقال
وفي الأخير أذن الله بالفرج ، وأدخلوني في قسم ما نعتوه بالحرج
وهنــــــــــــ اك كان العجب العجاب ... و كان موعدا مع أقرب الأصحاب ...
يتبــــــــــــ ــــــع .
--------------------------------------------------------------------------
* وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
أرجوووووووكِ يا أم هانيء أكملي روووووووعة بارك الله فيكِ..
متابعة معكم الأحداث حتى النهاية إن شاء المولى
.
روائع .. تنثرها أم هانىء على مسامعنا تترى (تبارك الرحمن)
الرائع حقا أن هذه الذكريات ماهي إلا رسائل تمررها إلينا أختنا الفاضلة ..
والجميل والأروع حين نتعظ ونتدبر فنعتبر من تلك الرسائل ،،
جزيتِ خيرا
7 - والتقيتُ بـــ ... ســــــامية
تقــــول صاحبتنـــــا :-
وادخلوني قسم الحالات الحرجة ...
فكانت المريضات حولي : مابين غائبة عن وعيها ، أم مدمر كبدها
أو قاصرة كُلاها ، مجلوط دماغها ، أو متضخم قلبها ، أو ...
وكانت ساميتي عليلة رئتها ، لا تتنفس إلا عبر جهاز ملاصق لفراشها
جمعتني بها حجرة واحدة ، فكنت وإياها في معزل على حدة
كانت في السابعة والعشرين من عمرها ، بالكاد أتمت جامعتها
درست الطب ولما تتخصص ، لازمت المشفى لمشقة التنفس
كانت لا تتحرك لقلة جهدها من الفراش ، ولو فعلت فكانت حركتها بمقدار
طول الأنبوب الموصول بالحائط و الجهاز .
كانت ذكية زكية ، طيبة آنسة* و نقية
اجتمعنا ستين ما بين ليلة ويوم ... وكان ما كان من شأننا مالم أنسه إلى اليوم ...
يتبــــــــــــ ـــــــــــــع .
----------------------------------------------------------------
* من الأنس والإيناس
8- وبكيـــــــنا معا ...
تقــــول صاحبتنـــــا :-
كنت وساميتي الطبيبة في حالة متدنية وعصيبة ..
فتسلت كل منا بصاحبتها ، وحمدت الله على قربها
وكانت ساميتي لا تصلي ؛ فسألتها عن السبب لتُجَلِّي
فقالت : أنا لا أكاد أغتسل تطهرا من الحيض أبدا
والوضوء لكل صلاة مشقة كذا بدا ...!
فقلت : أخيتي لمثلك التيمم حكما ..
ثم بعد أن صلـتْ بكـتْ طويلا ، وقالت : كم أضعتُ من الأيام كثيرا!
ليتني لم أدرس الطبّ ، وكنت درست ما به يسلم القلب ...
ضاع عمري في هدر ، فهل سيطول عمري في القدر ؟!
فشاركتها البكاء ...وكذا تشاركنا سويا الضراء ...
يتبــــــــــــ ـــــع .
9- و ضحكنا معا .........
تقــــول صاحبتنـــــا :-
أكثر الأطباء من معالجتي بالحقن في الوريد والعضل
محاولة منهم للحد والتخفيف ؛ من كثيرة الدماء المفقودة بسبب النزيف
فكانت الممرضات يحقنني بكثرة ، ويستسهلن الحقن في العضلة
وبسبب ما في يوم ما أصابني خُرَاجٌ(1) بتقدير من الإله
فأصابتني بسببه حُمّة ، وكانت تؤلمني في الفراش أدنى حركة
فكانت ساميتي تواسيني ، وتحاول في مصابي أن تضحكني علّها تسليني
فقمتُ لحاجة ومررتُ بجوار فراشها ، فداعبتني بضربة خفيفة من كفها
فأصابت بلا قصد موضع الألم ، فصرختُ وانفجر بركان من القيح كالحمم
فهبتْ إلى نجدتي ، وقد أفزعتها دموعي وشدة لوعتي
فكشفتْ طبيبتي عن المكان ، وهالها من شديد القيح ما كان ...!!
فأسقط في يدينــا ، وقد بَعُـد الباب وأُغلق كالعادة علينا ..
فرفعتْ عن فمها وأنفها كمامة التنفس ؛ لتصرخ وإياي : الغوث الغوث
صرخنا وهذا حالنا ، حتى انقطعت أنفاسنا ، و بُحّ من الصراخ أصواتنا..
والعاملات عن الصرخاتنا منشغلات غافلات لاهيات ..
وفي الأخير : ساق الله إحدى الممرضات ؛ لا إجابة لصراخنا بالذات
وتولت الأمر ، وحضرتْ كبيرة الممرضات على الفور ..
فلما عاتبناها ، اتسعت من الدهشة عيناها ، ثم قالت كلمات مفداها :
أنتما أفضل الحالات ما شاء الله ، تبارك الإله
فكيف ننشغل بالأفضل عن الأسواء ممن سواه !!!
فتبادلتُ وساميتي النظرات ولم نستطع أن نكتم ما غلبنا من الضحكات !!!
------------------------------------------------------
(1)- ( والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بالبدن من ذاته، والجمع أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غيره:
والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يخرج بداية أَو غيرها من الحيوان. الصحاح:
والخُرَاجُ ما يَخْرُجُ في البدن من القُرُوح. ) انتهى لسان العرب .
و.........يتبع
متابعين إن شاء الله.
10- وحـــدث أن ...
تقــــول صاحبتنـــــا :-
هال كل من رأى الخُرَاج مدى سوئه ...
فأصرّ طبيبي المعالج على ضرورة استئصاله
وحوّلني إلى قسم الجراحة لاختصاصه
فأخبرتني إحدى الممرضات :
أن طبيبا من أهل الكتاب سيراني بعد ساعات
وكنت ساعتئذ بكامل الحجاب ، فانزعجت لاضطراري لجرّاح من أهل الكتاب !!
فحاولت الاعتراض ، فقُوبل الاعتراض بكثير من الدهشة والامتعاض
وأخذت ساميتي تهون عليّ الحال ، معللة ذلك أنه جائز من باب الاضطرار
فبكيت وقلت : ألا يكفيني غمٌّ وهمٌّ أن الطبيب رجلٌ..!
ثم بعد ساعات من الترقب والبكاء والآهات : جاءتني إحدى العاملات
وألقت إليّ الزّي المخصص لإجراء الجراحات :
ارتديه لأنك حُولّت إلى حجرة العمليات ..
وهنا انتابني الهلع و مسني الجنون ، وأقسمت بالله ألا أرتديه وليكن ما يكون
فلما رأت المسكينة حالتي ، تركتني وذهبت لتحكي للجرّاح قصتي
ثم جاءت وقالت بصوت متردد خائف : فضلا أجيبي الطبيب على الهاتف ؟
فأمسكت الهاتف ، ولم أشأ البدء بإلقاء السلام
فإذا بصوت قريب بمنتهى السمو والتهذيب : وبعد أن ألقى تحية الإسلام قال
معك الطبيب مصطفى ابن فلان
فسعدت بتحية الإسلام ، وبدأت أتقبل منه الكلام
قال : علمت أنك ترفضين لبس زيّ الجراحة ،
لا عليك البسي ما تشعرين فيه بالراحة
وانزلي فضلا لأطلع على الحال ، علّنا نستغني عن جراحة الاستئصال ؟
فلم أستطع إلا شكره ، والوعد بإجابة طلبه
ثم تمددت في الفراش ، وتحت الغطاء كنت بكامل ثيابي : حتى جوربي ونقابي
وأنزلني العاملون في المصعد ، وبعد لحظات وصلتُ إلى القسم المحدد
وما إن دفع العاملون الفراش إلى الداخل ... حتى صرخت طبيبة بصوت
مستنكرٍ وحافل !!!
ومن قولها ارتجف العاملون : كيف تدخل المريضة بثيابها ..و كيف تسمحون ؟!!
فأوقفها صوت الطبيب : أنا من أمرتُ ، وبذا المريضة وعدتُ .
فصمتت الطبيبة على مضض ... وقد كنت تحفزت لها بالرد .
وكان جمع من الحضور ، فأخذني الطبيب إلى غرفة بعيدة عن المرور
واطلع بحرص شديد على موطن الداء والصديد
ففزع مما رأى وقال بصوت أسيف : لابد من استئصال عاجل و عنيف
فبكيت أتوسل بصراحة : والله لا أخشى الجراحة ،
فقط أخشى التكشف ، فالستر من آلامي يخفف ...
فسكتَ برهة ثم سألني في رقة : أأتحملين جراحة بلا تخدير؟
ثم أضاف بلهجة الخبير : أحذرك بأن الألم ليس بالقليل !
فقلت وقد عاودني الرجاء : نعم نعم نعم أتحمل مهما كان العناء ..
فباشر بالعمل وقد سترني - أكرمه الله - ما استطاع بكل حرص ووجل
وكنت أكتم الآهات ، فقط تحت غطاء وجهي تجري مني العبرات...
وبعد تمام الجراحة قال : حقا أتعجب كيف طِقتِ يا أختنا صبرا !!!
وكنت طوال الوقت أسعل وبشدة ، ثم حين أنهى عمله انتابني نزف بحدة
فأدهشه ما شاهد من سوء حالتي .. فأشرتُ إليهم أن اصعدوا بي إلى غرفتي
فأعادوني في الحال .. والحق كنت سعيدة بستر الله وحسن المآل
وسعدتْ لسعادتي صديقتي ، وتعجبتْ بشدة من غرابة قصتي .
ومازلتُ إلى اليوم أذكر ذلك الطبيب بكل خير ... وأدعو له بتمام العافية والستر...
يتبــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــع .
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر،
متابعين إن شاء الله