تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    37

    افتراضي ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    السلام عليكم
    فى رائعته الهمزية النبوية (وُلد الهدى ) يقول أمير الشعراء رحمه الله
    بك ياابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
    بُنيت على التوحيد وهى حقيقة نادى بها سقراط والقدماء
    ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادى النيل والعرفاء
    إيزيس ذات الملك حين توحدت أخذت قوام امورها الاشياء

    قلت
    هو يمدح الشريعة الغراء وكيف بنيت على التوحيد وهذه حقيقة ولكن الاشكالية فى زعمه ان سقراط وقدامى فلاسفة اليونان بل وكهان وادى النيل وايزيس كانوا من الدعاة للتوحيد ومن المعلوم ان الفراعنة تعددت آلهتم المزعومة كالشمس وآمون وعجل ابيس ونحو ذلك وماكان سقراط واخوانه موحدين
    وسؤالى
    الم ينبه احد ويعقب على هذه الابيات مبينا خطأ امير الشعراء ؟
    وان لم يكن مخطئا والعيب فى فهمى القاصر فمامعنى هذه الابيات

    بارك الله فيكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    هو خطأ يا أخي الكريم..لَقِفَهُ شوقي من دهاقين الأدب الشائه الذي عَلِقَ غبارُه بسنِّ كلِّ كاتبٍ في تلك الأيام- إلا مَن رحم الله تعالى ، وهو أدب قائمٌ أصالةً على تمجيد التراث المغرق في المجهول ، المحتجب خلفَ سدول الأساطير..ويزعمو ن أن ديانة الفراعين كانت قائمة على توحيد الإله آمون..وهذا غريب!
    ومعلومٌ من كلام أئمة العلم ما كانت اليونان عليه من الوثنية وتعدد الآلهة والغرق في الشهوات...ولم يكن شوقي -رحمه الله وعفا عنه- من المتحققين بعقيدة أهل السنة والجماعة..وكثير من الأدباء التوت أقلامهم في هذا الميدان فجاء كلامهم مترنحا يميد من حُمَيّا البدعة..!
    والله المستعان
    وجزاكم الله خيرا وعفا الله عن شوقي ، وأماتنا على الإسلام والسنة...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    108

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    شوقي من الناحية الدينية متقلب لأنه عاش في قصر الخديو سنوات عديدة فعلي الرغم من مدحه للرسول نجده يقول في أبياته رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق فهو يتحدث عن الخمر بصورة تدل علي حبه لها ، و لذا يتضح بالفعل أنه من الناحية الدينية متقلب وقوله أيضا حف كأسها الحبب فهي فضة ذهب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اهل العلم أدلاء مشاهدة المشاركة
    شوقي من الناحية الدينية متقلب لأنه عاش في قصر الخديو سنوات عديدة فعلي الرغم من مدحه للرسول نجده يقول في أبياته رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق فهو يتحدث عن الخمر بصورة تدل علي حبه لها ، و لذا يتضح بالفعل أنه من الناحية الدينية متقلب وقوله أيضا حف كأسها الحبب فهي فضة ذهب
    أظن - والله أعلم - أنه ما ينبغي توسيع الدائرة، السؤال كان عن شيء محدد.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  5. افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    أظن - والله أعلم - أنه ما ينبغي توسيع الدائرة، السؤال كان عن شيء محدد.

    كيف تنهانا عن الخروج من الدائرة ونحن لم نخرج منها

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    توسيع الدائرة غير الخروج منها ... بارك الله فيك.
    توسيع الدائرة يكون بإطالة قُطرِها، فيطول بالتالي محيطها (ابتسامة).
    أما الخروج منها فلا علاقة له بإطالة محيطها، وإنما - فقط - أن يكون الشيء خارج المحيط.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    أخي المصري السلفي بارك الله فيك:
    أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه !!..و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق !!، الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع ، أو فاضح شامت ..فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ..
    فهو لم يوظف تلك الأعلام التّاريخية في شعره، ليتبجّح بمعرفة أسمائها اليونانية والمصرية القديمة، ويزهو بإغرابها على أدباء العربية، العارين من معرفة الآداب الأجنبية ..
    لم يوظفها إلا بعد معرفته بمذاهبها و مقالاتها ..فالرجلُ لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة.. ، يورد منه في شعره ليخبط خبط عشواء، و يُذبح بدون سكين !!
    فسُقراط (ومعه القدماء: كأفلاطون-تلميذ سقراط- و أرسطوطاليس-تلميذ أفلاطون-) الذي ذكر عنه أنه نادى بحقيقة التوحيد؛ يذكره المتكلّمون والمؤلّفون في الملل والنحل ضمن: "الفلاسفة الإلهيين"، و يُسمون أيضا: "الفلاسفة الموحدون" أو "دُعاةالتوحيد" لأنهم أثبتوا في الجملة أن للكون مبدعا و خالقا واحدا، ويصفونه بأنه عالم، قادر.. فهم من هذه الحيثية من دعاة التّوحيد إجمالا .وإن غلطوا في التّفصيل: كقولهم إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.. أو قولهم إن الأجساد لا تحشر و العقاب و الثواب روحاني لا جسماني ..و قولهم بقدم العالم و أزليته..
    و يقابلهم في قضية الإلاهية (إثبات الصانع و ألوهيته) صنفان من الفلاسفة و هما:
    - الدّهريون الذين جحدوا الصّانع المدبر و زعموا أن العالم قديم لم يزل موجودا بنفسه و بلا صانع ..
    و- الطبيعيون: وهؤلاء و إن اعترفوا بفاطر حكيم إلا أنهم جحدوا البعث و المعاد.. وأنكروا الآخرة و الجنة و النار و العقاب و الثواب..
    و اعلم أن كل هؤلاء الأصناف الثلاثة يشملهم الكفر..و إن كان الصنف الأول منهم أقرب إلى الدين الإسلامي.. كما قرب منه أهل الكتاب بمقارنتهم مع المجوس.
    بعد هذا التمهيد الموجز عن أصناف الفلاسفة و مقالتهم أظنك لا تستوحش قول شوقي :
    بك ياابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
    بُنيت على التوحيد وهى حقيقة نادى بها سقراط والقدماء
    و لا أظنك -وأنت العارف بمذاهب الشعر و أساليبه- أن تنقد قوله السابق بـتوحيد الرسل و الأنبياء .
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم كلام جميل في سقراط و أتباعه المتفلسفين الباحثين عن الحكمة و الحقيقة.. وأنه كان في عصر لقمان، و تلقف منه بعض الحكمة ..لكن خلطها بحكمته و لو اقتصر على الحكمة التي جاءت بها الأنبياء و الرسل لأغناهم عما أتعبوا فيه أنفسهم و عقولهم من البحث عن الحكمة.. (أظنه في "إغاثة اللهفان" لابن القيم -فليراجع)

    أما قوله:
    ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادى النيل والعرفاء
    إيزيس ذات الملك حين توحدت أخذت قوام امورها الاشياء

    فلعل شاعر الألوكة: القارئ المليجي يجيبك عنهما فإني لا أدري ما "إزيسا" و لم أسمع بـ"كهان وادي النيل" و"العرفاء" .. فهو شاعر و مهندس من بلاد النيل

  8. افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    أخي المصري السلفي بارك الله فيك:


    أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه !!..و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق !!، الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع ، أو فاضح شامت ..فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ..
    فهو لم يوظف تلك الأعلام التّاريخية في شعره، ليتبجّح بمعرفة أسمائها اليونانية والمصرية القديمة، ويزهو بإغرابها على أدباء العربية، العارين من معرفة الآداب الأجنبية ..

    لم يوظفها إلا بعد معرفته بمذاهبها و مقالاتها ..فالرجلُ لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة.. ، يورد منه في شعره ليخبط خبط عشواء، و يُذبح بدون سكين !!

    أجدني مخالفاً لك أخي أبا عبد الإله ,
    إذ أن شوقي -أمير شعراء عصره- وقع في شعره ما هو أعظم من هذا , مما لا يحمل محملاً غير الشرك , والاستهانة ببعض المصطلحات الدينية !
    وقد فحصتُ عن شعره مرات وكرات عديدة , وأنا من المولعين بما قرضه , ولكن هذا , وفضله , وأدبه , وإمارته للشعر كلها كانت بمناظير أدبية بحتة , لم يدّع المنصبون له أنه من أعلم أهل عصره فلسفة وديانة , ولم تقع عيني على أديب في العصر الحديث سلم من هذه الترهات , حتى ممن يدعون بالإسلاميين , إلا من رحم ربك ! وجلهم على جهل بتطبيق علوم الشريعة ؛ لأن كثيراً منهم أخذها من أبواق الكتب الصامتة , ولم يعِ ما فيها حق الوعي !
    والأمثلة على مقولتي أكثر من أن تحصى ...

    بقي أن أعرض عليك جملة من أبيات شوقي , لتنظر فيها وتعلم أن هذا الذي جرى عليه هنا هو ديدن له , فدونك بعضها :

    في المهد يستسقى الحيا برجائه :: وبقصده تستدفع البأساء
    -
    ورثى أحدهم فقال :
    طفنا بقبرك, واستلمنا جندلاً :: كالركن أزكى, والحطيم مطهّراً
    بين التشـرف والخشوع, كأنما :: نستقبل الحرم الشـريف منوّرا
    لو أنصفوك جنادلاً وصفائحاً :: جعلوك بالذكر الحكيم مسوّرا
    الموت قبلك في البرية لم يهب :: طه الأمين, ولا يسوع الخيّرا
    -
    وقال :
    وجه الكنانة ليس يغضب ربكم أن تـجعـلـوه كوجهـــه معبـــوداً
    -
    وقال :
    يا أيها الدمع الوفي بدارِ :: نقضـي حقوق الرفقة الأخيار
    ما ذا رأيت من الحجاب وعسـره :: فدعوتنا لترفّقٍ ويسارِ
    رأي بدا لك لم تجده مخالفاً :: ما في الكتاب وسنّة المختارِ
    إن الحجاب سماحة ويسارة :: لولا وحوشٌ في الرجال ضواري
    جهلوا حقيقته وحكمة حُكْمِهِ :: فتجاوزوه إلى أذىً وضرار


    والناظر بميزان الشرع يدرك جهل أمير الشعراء بالثقافة الشرعية , وهو يخبط خبط عشواء , ويذبح بغير سكين !

    والمقام في هذا يطول , ولكن حسبي هذا , وكفى .

    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  9. افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    وللاستزادة أخي المصري السلفي ,
    إقرأ كلا من الكتب التالية :
    1. الكافي في التحذير من مضلات القوافي (وهو في الرد على أمير الشعراء) , للشيخ الزاهد: عبد الكريم بن صالح الحميد.
    2. شعر شوقي , بين التدين والمجون , لمحمد بن عبد الرحمن الربيع .
    3. التدين والمجون في شعر شوقي , لعائض الردادي .
    4. الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر , للدكتور : محمد محمد حسين .
    5. ولي بحث بعنوان: النظرة الفكرية الفنية في أدب "أحمد شوقي" سأحاول تزويدك به لاحقاً إن شاء الله.
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالليث الشيراني مشاهدة المشاركة
    والناظر بميزان الشرع يدرك جهل أمير الشعراء بالثقافة الشرعية , وهو يخبط خبط عشواء , ويذبح بغير سكين !
    لو كان الشّعر يُوزن بميزان الشّرع، ويُنتقدُ بالكتابِ والسّنة و الإجماع و ... ومذهب السّلف ما سَلَكْنَا في عقده شاعراً واحداً.. لا أستثني إلا شعراء الرسول ..
    فالعجبُ ممن يقصد إلى شعرٍ فيخطّئَ صاحبَه (شعريا-أدبيا) لأنه تغنى بمحاسن امرأة أجنبية، أو تشبّب بجارته التي لا تحل له، أو تعلّق بغلام أمرد صبوح الوجه.. أو وصف الخمرة وأثنى عليها ..أو ذهب إلى قبر و تبرك به.. أو غلا في مدح الرسول ..أو كره من المرأة احتجابها فذمّ الحجاب و نادى بالسّفور ..أو..أو..
    فيتعقبه قائلا هذا لا يجوز شرعا ..و النظر إلى الأجنبية منهي عنه ..و لا يحل شرب الخمر و مدحها ..و القبورية هدمها الدين الإسلامي..و الحجاب مأمور به في الكتاب و السنة ومن جحده فهو كافر زنديق ..
    ليس من مهمّة الناقد الأدبي-في نظري- الحكم على عقيدة الشاعر أو مذهبه في الحياة.. ولا يهمّه إن تزندق أو كفر أو ابتدع أو خالف السّنة و السلف الصالح ..ليس هذا من صناعته و اختصاصه ولو وضع هذا في حسبانه و هو يدرس شعره لظلمه ولم ينصفه..
    هذا الميزان(=الميزان الشرعي و الأخلاقـي) يُستعمل-في نظري- في الدّراسات الشرعية (العقدية والفقهية) و يوزن به من تكلّم في الشرع و اندرج في زمرة العلماء الشرعيين ..أما الشعراء الهائمون في كل واد ؛ فليسوا من العلماء الشرعيين؛ المتفقهين أوالمتكلمين في العقائد ..
    أخطاءُ الشّعر و عيوبه معروفة.. ألّف الناس فيها كتباً و بسطوا القول فيها .. وما رأيتُ أحدهم خطّأ شاعرا لأنه قال:
    فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ * فَأَلْهَيْتُهَـ ا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ

    إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ * بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
    فتعقبه بقوله الزنا حرام و هو أشد حرمة بالمتزوجة المحصنة ..إنما عابوا عليه ذكره للحبلى و المرضع في سياق شعره ..ولم يولوا ما فيه من البداءة و الفحش..و أنصفوه عندما قالوا ليس فحاشة المعنى في نفسه مما يزيل جودة الشعر فيه.

    هذا.. وكلامنا مع شوقي ليس كلاما في الأخلاق و التّدين و الالتزام.. أو كلاما في مذهبه الأخلاقي وآرائه العقدية و الفلسفية.. إنما هو فيما استشكله أخونا السلفي المصري من قوله أن سقراط نادى بحقيقة التوحيد ..و سقراط كما يقول الأخ مشرك غير موحد؛ فاستشكلَ ذلك و خطّأه في هذا التمثيل.. فأجبته بأن شوقي عارف بمذهب سقراط لا تخفى عليه مقالته ..ثم وجّهت كلامه بما يوافق قصده و يقرره التّاريخ ولا يتناقض مع فهم أخينا السلفي، وهي النكتة التي غفل عنها.
    وليس فيما قلته دفاعٌ عن شعره الإباحي، أو المجوني، أو مخالفاته الشرعية أو وقوعه في الشّركيات فوالله لا أحفظ لشوقي إلا أبيات معدودة ولم أقرأ عنه إلا ما قرأته في الصف الثانوي..
    وإني لم أقل عنه أنه كان عالما بالشرع متشبعا بالثقافة الشرعية و إنما ذكرت أنه لم يكن عاريا من علم التاريخ و الفلسفة و الديانات =(أقصد تاريخ الأديان و الديانات القديمة) ..لأنه يوظف هذه العلوم كثيرا في شعره ..مما ينبئ عن تشبعه بها.
    و اعلم أخي الكريم: أن كاتب هذه الكلمات ليس الشّعر و النقد من بضاعته..إنما هو تاجر متنقل يجلب البضائع و يمشي في الأسواق.. و إنما علقت ما علقته لأني كنت قديما قرأت أشياء عن الفلاسفة القدماء و قرأت لمن نقدهم كالغزالي و ابن تيمية فعلق بذهني مذهب سقراط و أصحابه ..فلما قرأت استشكال الأخ الفاضل، ذكرت تلك النكتة. فإن أصبت فمن توفيق الله و حسن عونه و إن أخطأت فمن نفسي البعيدة عن نَفَسِ الشعراء و الأدباء.

  11. افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    لو كان الشّعر يُوزن بميزان الشّرع، ويُنتقدُ بالكتابِ والسّنة و الإجماع و ... ومذهب السّلف ما سَلَكْنَا في عقده شاعراً واحداً.. لا أستثني إلا شعراء الرسول ..
    فالعجبُ ممن يقصد إلى شعرٍ فيخطّئَ صاحبَه (شعريا-أدبيا) لأنه تغنى بمحاسن امرأة أجنبية، أو تشبّب بجارته التي لا تحل له، أو تعلّق بغلام أمرد صبوح الوجه.. أو وصف الخمرة وأثنى عليها ..أو ذهب إلى قبر و تبرك به.. أو غلا في مدح الرسول ..أو كره من المرأة احتجابها فذمّ الحجاب و نادى بالسّفور ..أو..أو..
    فيتعقبه قائلا هذا لا يجوز شرعا ..و النظر إلى الأجنبية منهي عنه ..و لا يحل شرب الخمر و مدحها ..و القبورية هدمها الدين الإسلامي..و الحجاب مأمور به في الكتاب و السنة ومن جحده فهو كافر زنديق ..
    ليس من مهمّة الناقد الأدبي-في نظري- الحكم على عقيدة الشاعر أو مذهبه في الحياة.. ولا يهمّه إن تزندق أو كفر أو ابتدع أو خالف السّنة و السلف الصالح ..ليس هذا من صناعته و اختصاصه ولو وضع هذا في حسبانه و هو يدرس شعره لظلمه ولم ينصفه..
    هذا الميزان(=الميزان الشرعي و الأخلاقـي) يُستعمل-في نظري- في الدّراسات الشرعية (العقدية والفقهية) و يوزن به من تكلّم في الشرع و اندرج في زمرة العلماء الشرعيين ..أما الشعراء الهائمون في كل واد ؛ فليسوا من العلماء الشرعيين؛ المتفقهين أوالمتكلمين في العقائد ..
    أخطاءُ الشّعر و عيوبه معروفة.. ألّف الناس فيها كتباً و بسطوا القول فيها .. وما رأيتُ أحدهم خطّأ شاعرا لأنه قال:
    فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ * فَأَلْهَيْتُهَـ ا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ


    إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ * بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
    فتعقبه بقوله الزنا حرام و هو أشد حرمة بالمتزوجة المحصنة ..إنما عابوا عليه ذكره للحبلى و المرضع في سياق شعره ..ولم يولوا ما فيه من البداءة و الفحش..و أنصفوه عندما قالوا ليس فحاشة المعنى في نفسه مما يزيل جودة الشعر فيه.


    هذا.. وكلامنا مع شوقي ليس كلاما في الأخلاق و التّدين و الالتزام.. أو كلاما في مذهبه الأخلاقي وآرائه العقدية و الفلسفية.. إنما هو فيما استشكله أخونا السلفي المصري من قوله أن سقراط نادى بحقيقة التوحيد ..و سقراط كما يقول الأخ مشرك غير موحد؛ فاستشكلَ ذلك و خطّأه في هذا التمثيل.. فأجبته بأن شوقي عارف بمذهب سقراط لا تخفى عليه مقالته ..ثم وجّهت كلامه بما يوافق قصده و يقرره التّاريخ ولا يتناقض مع فهم أخينا السلفي، وهي النكتة التي غفل عنها.
    وليس فيما قلته دفاعٌ عن شعره الإباحي، أو المجوني، أو مخالفاته الشرعية أو وقوعه في الشّركيات فوالله لا أحفظ لشوقي إلا أبيات معدودة ولم أقرأ عنه إلا ما قرأته في الصف الثانوي..
    وإني لم أقل عنه أنه كان عالما بالشرع متشبعا بالثقافة الشرعية و إنما ذكرت أنه لم يكن عاريا من علم التاريخ و الفلسفة و الديانات =(أقصد تاريخ الأديان و الديانات القديمة) ..لأنه يوظف هذه العلوم كثيرا في شعره ..مما ينبئ عن تشبعه بها.

    و اعلم أخي الكريم: أن كاتب هذه الكلمات ليس الشّعر و النقد من بضاعته..إنما هو تاجر متنقل يجلب البضائع و يمشي في الأسواق.. و إنما علقت ما علقته لأني كنت قديما قرأت أشياء عن الفلاسفة القدماء و قرأت لمن نقدهم كالغزالي و ابن تيمية فعلق بذهني مذهب سقراط و أصحابه ..فلما قرأت استشكال الأخ الفاضل، ذكرت تلك النكتة. فإن أصبت فمن توفيق الله و حسن عونه و إن أخطأت فمن نفسي البعيدة عن نَفَسِ الشعراء و الأدباء.
    أما شقّ كلامك الأول , فمكرور لا يضيء الموضوع هنا بضياء , ولست أخالفك فيه بتاتا ..
    وليس في كلامي ما ينقضه أصلاً وفرعاً !
    ***
    وأما شقه الآخر فطويل يختصر فيما علمت عليه بالحمرة ..
    ولم أردّ على ردك هذا إلا عندما زعمت أنت , فقلت :
    (أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه !!..و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق !!، الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع ، أو فاضح شامت ..فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ..
    فهو لم يوظف تلك الأعلام التّاريخية في شعره، ليتبجّح بمعرفة أسمائها اليونانية والمصرية القديمة، ويزهو بإغرابها على أدباء العربية، العارين من معرفة الآداب الأجنبية ..
    لم يوظفها إلا بعد معرفته بمذاهبها و مقالاتها ..فالرجلُ لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة.. ، يورد منه في شعره ليخبط خبط عشواء، و يُذبح بدون سكين !!)
    وفي كلامك السابق من التهافت ما أجمله في نقطتين:
    - أنت الذي قرنت فضل إمارته بالشعر في عباراتك الأول , وجمعت بين الفضل الشخصي, والحقيقة العلمية .
    - وقلت أنه لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة!
    وهذا الكلام كبير , وهو الذي سبب معارضتي لك.

    أشكرك على روحك العذبة .
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    أبا اللّيث الشيراني حفظك الله، و بلّغك الأمـاني و بعد:
    فهذه حاشيةٌ لطيفة أحلّ بها عبارات تعليقي الأول..إذا قرأتها و تدبرتها، فتحتْ لك ما استغلقتَهُ من كلامي، وعصي على فهمك بلوغه.
    ص:أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه !!..و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق !!
    ش: قوله "هذا الضائق المضيق" إشارة إلى الخطأ الكبير الذي أراد صاحب الموضوع أن يُوقعه فيه والمتمثّل في أن سقراط -ومعه الفلاسفة القدماء- لم يكن موحدا، فكيف يقول عنه شوقي أنه نادى بحقيقة التوحيد؟؟
    و إنما وصفه (الماتن) بالضائقة؛ لأنه خطأ فادح تقصم ظهره و تذبحه بغير سكين و تنزله من عرش إمارة الشعر مذموما مدحورا .. فالمفترض في الشّاعر فضلا عن أميرهم وقائدهم أن يكون له بعض الإلمام بالتاريخ و أحداثه قديمه وحديثه ، لأنه لا محالة سيحتاج إلى توظيفه في شعره ، و إلا سيضطر للافتضاح و يكون شعره ملهاة للناس يتفكهون به و يتضاحكون منه..
    مثل هذا الخطأ الواقع في شعره -لو سلمنا به- يكون مثل لو قال:
    بك ياابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
    بُنيت على التوحيد وهى حقيقة نادى بها المجوس والقدماء !!
    سواء بسواء ..فهل يبقى شوقي مع هذا الخطأ متربعا على عرش الشعر ؟؟ و هو يجهل أن المجوس لم يكونوا في يوم من الأيام موحدين ..إن العاقل لا يفوه بكلام لا يعرف معناه أو ما يؤول إليه لأنه يحترس أن يفتضح بين سامعيه ويتهم بالكذب و التخليط ..فما بالك بمن تصدر النوادي و ارتقى المنابر ووضع على رأسه تاج القوافي ؟؟
    فلو فرضنا أن سقراط كان فيلسوفا دهريا يجحد الصانع ..بمعنى أنه يستحيل أن نصفه بشوبٍ من التوحيد ..ثم وجدنا اسمه في سياق البيتين السابقين ..أتظن أن المصريين في ذلك العهد سيفوتونها لشوقي ويغضون عنها الطرف؟؟ و العصر عصر الانبهار بالآداب الأجنبية و القوم يتطلعون إلى كل ما هو أجنبي و حركة الترجمة و التأليف الفلسفي قائمة على أشدها فسقراط عندهم كان معروفا مثله مثل تلميذه أرسطو يعرفون مذهبه و أقواله و فلسفته ..ثم الذي قالها ليس آحاد الناس أو الشعراء ..الذي قالها هو شوقي ؟؟الذي تتلقف الأدباء كلماته و تترصد النقاد هناته.. شوقي الذي شغل مصرأم الدنيا، وشغل الدنيا كلها بقوافيه و موضوعات شعره..
    ص: الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع ، أو فاضح شامت ..فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ..
    ش: الضمير في "معه" يعود على "الضائق المضيق" و قد تقدّم شرحه قبل قليل.. و صاحب الاصل أراد أن يذّكر بقوله هنا بالمثل القائل: "من ألف فقد استشرف" و الشعراء لا يسلمون من نقاد وهم صنفان ناقد منصف و ناقد متعسف ، فلو كان مثل هذا الخطأ الذي جعل من سقراط المشرك غير الموحد مناديا بالتوحيد وقع فيه آحاد الشعراء لما سلم من ناقد ..فكيف بمن تربع على كرسي الشّعر و دعي له بخلافته.؟؟
    انتهت الحاشية اللطيفة ، مؤقتاً..فإن أشكلت معانيها على مُستدعيها حشيناها بحاشية أخرى بسيطة..ما عليه إلا أن يستدعيها ثانية.

  13. افتراضي رد: ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب

    أيها الشيخ المبارك ...
    أرجعتنا لعصر الحواشي , والحواشي على الحواشي

    بوركت , ولا حاجة للإكثار .
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •