قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف... ونحوهما.
ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.