المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
هذا ردي كنت أريد أن أنشره في موضوع المقولات ففوجئت بالحذف عوض الله علينا
الأخ الكريم عبيد..ان تأملت كلامي فقد حاولت التزام الدقة من أن الرجل قد يقترب من دائرة الوحدة فيتكلام بكلام يظهر منه الشبه بكلام أهل الوحدة ما يظهر تناقضه مع موقفه منهم... و ذكرت سابقا ان هذا أثر من آثار التجهم القوي الذي يجعل السالك معرضا للزلل في مقام الفناء و قد قلت نفس الكلام من قبل و ذكرت أن نفس الداء سرى اليه من مشايخه الكبار و ان لابن مشيش كلام يصرح فيه بالوحدة بلا مواربة و لأبي العباس و الشاذلي كلام الا أن ظهور التوحد في كلامهم أقل و ظهوره في كلام الامام ابن عطاء الله أقل لأنه أقرب منهم الى السلف و الاشتغال بآثارهم ...والعبارة المذكورة من هذا القبيل فقد تحتمل و تحتمل الا أنها لها مخرجا صحيحا يخرج عى الفناء عن شهود السوى ذكره الشيخ ابن عجيبة في شرحه-و هو أقل تصريحا بالوحدة في شرحه من ابن عباد-من أن المقصود أن لاوجود الأشياء و لا قيام لها الا بوجود خالقها و لا نسبة لها معه من جهة الوجود اذ هي حادثة فانية فهي على هذه النسبة في حكم العدم المحض اذ لا تملك لنفسها شيئا من دونه فلم التعلق بها من دونه؟؟؟و مثل هذه العبارات المشكلة قد تتكرر لكثير من العباد فتشتبه عليهم المقامات خاصة من كان عقده فاسدا...ففي نفس الكلام ستجد في تأصيلهم لهذه العبارة ما ينقلونه عن علي "أن الخالق ليس من شيء ولا في شيء ولا فوق شيء ولا تحت شيء"...و هذا هو أصل تسرب الداء اليهم ..و قد توقف شيخ الصوفية و احد أئمة أهل السنة في عصره الامام ابن شيخ الحزاميين في كلام مشابه للشيخ الشاذلي ...و لكن المقصود أنهم لا يتقصدون وحدة الوجود و لا يعتقدونها و لا يصرحون بها كغيرهم و ان اقتربوا منها في بعض كلامهم عن المراتب الدقيقة للفناء لاشتباه الأمر عليهم و قدا اشتبه الأمر على كثير من أهل السنة في هذه المقامات كشيخ الاسلام عبد القادر أو شيخ الاسلام الهروي فكيف بمن هو دونهم ممن عقائده ملوثة بأصل التجهم كحجة الاسلام و غيره فلا عجب أن يقارب الحمى و أن يظهر أنه قد أوشك الوقوع فيه و ان لم يقع كغيره...و الكلام هنا عن الاستشهاد بما أصابوا الصواب فيه و هم من أئمة الاسلام و ان زلوا في ما زلوا كما قال الحبيب أبوالفداء و لا أحد يقول ان يترك الانكار عليهم و بيان أخطائهم بل ان ترك هذا أوشكنا ان نهلك..فان تكلمت عن الأخطاء الخطيرة عند الغزالي أو ابن عطاء الله او الهروي او بديع الزمان النورسي...فلاأحد ممن له مسكة عقل سيجادلك في أن فعلك هو الصواب كلما تحريت الانصاف فيما تفعل..و لكن أن تقعد في كل طريق يذكر فيه ذلك الامام أو ذاك مالئا الصفحات بأخطاءه بعيدا عن سياق الفائدة بل و مطالبا بايقاف الفائدة لمجرد أن ذاك الامام المخطئ قد استشهد بالصحيح من كلامه ...فحين يذكر ترجيح حجة الاسلام لنفي مفهوم المخالفة تقفز و تقول ...و لكن الغزالي له مشاركات في العلم الغنوصي و تسرد صفحات...و ان ذكر ترجيح ابن حبان للرواية عن المجهولين تقفز محذرا...و لكن ابن حبان قد قال قول الفلاسفة في النبوة و تسرد صفحات... و ان ذكر ترجيح لابن عطاء الله صحيح في الالتفات الى الخالق قبل المخلوق...قفزت و قلت و لكن الرجل له كلام في اسقاط التدبير مشين...و تسرد كل الصفحات....و ماذلك الا للخلط بين المقامات ما لم يكن فيمن قبلنا فلو تنزلنا كل الدرجات و قلنا حاضر يا سيدي ابن عطاء وحدوي جلد ..ومع ذلك هذا لن يمنع من الاستشهاد بكلام صدق قاله...فهؤلاء أئمة الكفر من أساطين الفلسفة الفارسية و اليونان و قد كان الأئمة قديما يضمنون ما صح من كلامهم في كتبهم في الآداب و الحكم و يكنون أحيانا عنهم بالحكماء و أحيانا لا يكنون...و هذا ابن القيم قد استشهد بكلام الناطق الرسمي لأهل الوحدة حين كان صدقا و حقا..و لكن في سياقه ...و كلا الفريقين ظنه تناقضا من ابن القيم الذي يغضون الطرف كليا عن كفر الرجل و الذي يظنون ان مجرد كفر أو بدعة الرجل يحرمان أخذ كل شيء منه...و هذا ما حدث في هذا الشريط ....فمجرد الاستشهاد بابن عطاء الله لا يستدعي كل هذه الجلبة و الا لم يقبل نصحك الا ان كان الانتقاد يمس نفس ما استشهد به الكاتب..آنذاك نعم و لو انتقدت بلطف كان أقرب لخصمك......أما ان تمضي في كل موضوع معروف او منكر محذرا محذرا محذرا...فلا فائدة ستصل و لانصحك سيجدي...لأنك تتكلم خارج السياق..و هذا ما طلبناه من الأخ الكريم فو الله بالنسبة لي أتتبع هذا الشريط و شريط موعظة و تذكرة و لاأجد غيرهما تجد صاحباهما مجدان في اثراء ساعة راحة كهذه...تقف مع نفسك و تحس بنفاقها و تجد أنها أعدى أعداءك حتى في النصح و المجادلة العلمية تحب أن تنتصر لنفسها و لا تقع الا ما هو دون اهمية بالمقارنة مع صلب الموضوع كالتركيز على الفرق بين الاتحاد و الحلول و من قال و متى قال....وهو عندي ليس بفرق كبير الأهمية لأنه سواء جعلت الاتحاد العام و الخاص و الحلول العام و الخاص أقساما بذاتها أو لا فلا فرق كبير اذ بينها خصوص و عموم من أوجه يتحكم فيها عامل الزمن و لكن الأصل التي تعتمد عليه على مستوى التنظير هو واحد وهو المباينة ...لهذا فهي كفر واحد و ان اختلفت مراتبه و تنوعت سراديبه فهي تفضي الى نفس الرحبة الضيقة فمن قال بالحلول افضى به للقول بالاتحاد كما أفضى بعامة نظار النصارى و اليهود و عبادهم و من قال بالوحدة لم يثقل عليه القول بالحلول الا من باب التنظير لأن المؤدى واحد و لهذا تجد الوحدويين يميلون النصارى و اليهود و غيرهم لما بينهم من الرحم... و لهذا تجد في كلام شيخ الاسلام و غيره انهم لا يعيرون كثير اهتمام لهذه التفرقة بل قد يصفون الواحد او الجماعة منهم بكل تلك الأوصاف و أحيانا يفرقون بحسب اقتضاء المقام ..فالقول أن الأشاعرة لا يكفرون الوحدويين و لكن يكفرون الاتحاديين و الحلوليين محض تحكم...بل يكفرون من قال بوحدة الوجود و عامة الأفاضل من الأشاعرة يكفرونهم و ان سقط بعضهم بسبب التجهم الحاصل في المذهب في لوازم قريبة مما انكره...فهذا هو ما تيسر و المقصود فقط أن يترك هذا الشريط بحاله فلم يذكر فيه منكر صريح و فائدته جيدة كما قال الاخوة فلا تؤدوا به الى أن يغلق فهذا الجانب نحتاجه و الله اعلم