تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: لعنة الشهرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    92

    افتراضي لعنة الشهرة



    لعنة الشهرة
    لعلي أجد مدخلاً لما أود قوله باستذكار أحد القصص التي لاتزال (محفورة) في ذاكرتي؛ ففي أحد حملات جمع التبرعات التي أقامتها الحكومة السعودية (وفقها الله) لإغاثة إخواننا المسلمين في فلسطين (إن لم تخني الذاكرة)، حيث أن الناس حُثوا على التبرع لصالح إخوانهم المسلمين عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأكثر ماكان الناس يتفاعلون مع التلفاز، حيث أن عدداً من الدعاة وطلبة العلم يسعون في حث الناس إلى بذل المزيد من أموالهم، استوقفتني ماأرسلت به امرأة لتتصدق به، ألا وهو خاتمين وأقراط لابنتيها، خاتمة رسالتها بقولها: والله لاأملك من هذه الدنيا شيئاً ذا قيمة إلا هذين الخاتمين والأقراط، ولكني أجود به لصالح إخواننا، وبطبيعة الحال سعى من في التلفاز بوضع هذه المرأة أنموذجاً لبذل المزيد من المال لصالح هذه التبرعات، وكان الأخوة في التلفاز (حيث أن النقل كان مباشرًا) مسرورون لما وصل إليه المبلغ، عندها تلقوا اتصالاً من الشيخ عبدالمحسن العبيكان (حفظه الله)، ظانين أن الشيخ سيسعى في التطبيل كغيره لبذل المزيد من المال، ولكنه بدأ بقوله: سأنحو مسارًا آخرًا في حديثي، ثم ذكر أنه لا يسوغ أن نحمس الناس على التصدق بكل مايملكون، ثم ذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خير لك أن تترك ذريتك أغنياء من أن تذرهم فقراء ... هذا الرأي من الشيخ حفظه الله لم يعجب الأخوة في التلفاز، وحاولوا تسريع إنهاء الاتصال، لئلا تتأثر أرقامهم!

    ربما أن هناك الكثير من الناس في ذلك الحين لم يعجبهم ماذهب إليه العبيكان من رأي، ولكن عندما تتضح لنا الأمور، ونعلم أن بعضاً من أولئك الذين يطبلون للناس في الخروج من أموالهم، إنما هم يقولون مالايفعلون، يدعون الناس إلى الزهد، وهم يمتلكون البيوت الفارهة، ويركبون المراكب الفاخرة، وأرصدتهم في البنوك ربما أنها تعادل أضعاف أضعاف عشرات أولئك المتبرعين (فاللهم لاحسد)، فقلت في نفسي: ربما أن هذا الذي دعى الشيخ العبيكان لأن يقول ماقاله!

    طبعًا ذكرت القصة السابقة لتكون تمهيداً لما أود إيصاله للقارئ الكريم، ولعلي أمهد أكثر من ذلك بذكر قصة أخرى وقعت مع صديقي سالم المحترف في تصميم مواقع الإنترنت، حيث أنه طُلب منه أن يصمم موقعاً إليكترونياً دعوياً باسم شخص من الناس والإشراف الفني عليه، فرد الأخ سالم: وكم الميزانية الشهرية التي حددتموها لهذا الأمر؟ فأُنكر الأمر عليه، وكيف أن هذا الأمر لايُراد منه إلا الأجر من الله وحده! فأتبع صديقي رداً عفوياً: كلنا نريد الأجر من الله عز وجل، ولكن أجر الدنيا مطلوب أيضاً، فكما أن أصحابكم يريدون دين ودنيا، فنحن كذلك نريد دين ودنيا!

    لعلكم فطنتم إلى من أقصد بحديثي هذا! وربما يرد علي أحدٌ بأنهم بشر يصيبون ويخطئون، وقد يرد آخر بأن هناك أناسٌ آخرين من غير هذه الفئة من المفترض أن تتحدث عنهم. فأقول وبالله التوفيق: إن تركيزي في الحديث عن فئة الدعاة وطلبة العلم الشرعي وإن شئت فقل المشائخ، وذلك لخطورة اتخاذ الدين سلعة، وإثارة عواطف الناس واستغلالهم باسم الدين، وحين يعلم الناس بحقيقة المسيئون منهم يجعلونهم ينفرون من الدين. فبدون أن نحدد هذا أوذاك، فهناك من الدعاة من له شهرة وصيت ذائع يحسبهم الناس أولياء الله، وأكثر من يعرف حقيقتهم هم الناس من حولهم. إخواني الكرام؛ نعم هم بشرٌ يصيبون ويخطئون، ولكن ويلٌ للذين يقولون مالايفعلون، فمنهم من لايكاد أن يلقي موعظة إلا وبكى فيها، بينما تجده مضيعاً لأمانة عمله في الجامعة وإعطاءه المحاضرات لطلابه في الجامعة، فكيف يريد لطلابه أن يقبلوا منه البكاء في مواعظه! أخشية أم نفاق؟! ومنهم من يعظ الناس عن الحياة الزوجية وأن على الرجل أن لايظلم زوجته... بينما تجده مزواجاً (مطلاقاً) يعبث في بنات الناس وأكثر مايتخير الصغيرات منهن اللاتي لم يتجاوزن العشرين، يزوجهم الناس لشهرتهم باسم الدين، بينما هم أبعد مايكونون عن تطبيق تعاليم رب العالمين.

    إخواني الكرام؛ ماأهدف إلى أن أصل إليه، هو أن علينا أن نبتعد عن ثقافة تقديس الأشخاص، فكل بشر ينبغي علينا أن نقيمه ونوزنه بعيداً عن شهرته (فهناك من تلعنه الشهرة وتصيبه بسخطها، وهناك من يمن الله عليه بفضله ويتغلب عليها)، كما أن علينا أن نبين للناس حقيقة من يتلاعب بهم ويستغلهم باسم الدين، حتى ولو كانوا من كانوا في الشهرة والصيت. والحمد لله رب العالمين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    5

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    جزاك الله خيرا يا أخي "رائد",
    وموضوعك هذا قد تناول أمرا واقعا و خطيرا.
    تحذيرك من تقديس الأشخاص طيب جدا وهي وصية العلماء الذين خلوا من قبل.
    كذلك تنبيهك على أنه ينبغي ألا نجعل الشهرة هي مقياس الإيمان بمعنى : ليس كل من اشتهر وطبقت شهرته الآفاق فهو أتقاهم و أزهدهم .
    كذا من اشتهر بخلق يأمر به ولا يأتيه كآمر بالزهد وهو غير زاهد , و كآمر بالإحسان وهو غير محسن , ونحو ذلك.
    لكن عندي أسئلة (وليست اعتراضات) ,إنما مجرد أسئلة حتى تتضح الصورة لدي فقط , لأن كلامك
    كان واضحا وجميلا إلا النقطة الأخيرة و هي:
    قولك :كما أن علينا أن نبين للناس حقيقة من يتلاعب بهم ويستغلهم باسم الدين، حتى ولو كانوا من كانوا في الشهرة والصيت.
    السؤال الأول :ما هو ضابط التلاعب بالناس واستغلالهم باسم الدين ؟ هل هو من كان فعله يخالف أمره كما سبق في الأمثلة؟ أم أنه الذي يريد أكل أموال الناس بالباطل؟ أم أنه الذي يظهر للناس الإصلاح ولكنه في باطنه يريد إفسادهم ؟ هذا السؤال الأول.
    السؤال الثاني :هل كل من اشتهر بالدعوة وكانت عنده معصية كأن يأمر بخصلة و لا يأتيها,هل هذا متلاعب بالناس ويستغلهم باسم الدين؟ أم أن نفسه غلبته ؟وشهوته طغت عليه؟
    السؤال الثالث :هل الحل الوحيد (والأسلم) هو أن نبين للناس تلاعب المتلاعبين بهم؟ أليس هناك طرقا أخرى يمكن فيها أن نحتوي هذه المصيبة؟
    هذه هي الأسئلة ,وأكرر شكري لك على طرح هذا الموضوع لاحرمناك و لا حرمك الله الأجر,جعلك الله رائدا في الحق وسددك ووفقك.

  3. #3

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    جزاك الله خيراً..
    كم سمعنا ورأينا من جماعة: (اصبر واحتسب) في بعض الجهات الإسلامية، يحثون الشباب الطيب الحريص ويبخسونهم حقوقهم ويستغلونهم، ثم هم أبعد الناس عن ذلك الصبر والاحتساب مع الأسف، يتزيدون من الدنيا، ولا يرضون بنقص في المرتبات الضخمة والمكاتب الفارهة والأسفار المترفة، ويبيعون الكلام لمن عليهم التعب والشقاء والإنتاج.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    حبيبي أنس؛
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكر لك تعقيبك وإضافتك القيمة، وتعقيباً على أسئلتك فيما يتعلق بآخر عبارة، فهي على النحو الآتي:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس السويلم مشاهدة المشاركة
    السؤال الأول :ما هو ضابط التلاعب بالناس واستغلالهم باسم الدين ؟ هل هو من كان فعله يخالف أمره كما سبق في الأمثلة؟ أم أنه الذي يريد أكل أموال الناس بالباطل؟ أم أنه الذي يظهر للناس الإصلاح ولكنه في باطنه يريد إفسادهم ؟ هذا السؤال الأول.
    لاأستطيع أن أضع ضابطاً محدداً نقيم الناس عليه، ولكن كل من سميتهم أنت في سؤالك، وكل من ذكرتهم أنا في أمثلتي، وكل من يكرههم الناس من حولهم لمعرفتهم بحقيقة واقعهم المسيء، فهم مستغلون باسم الدين. ولك أن ترصد مثالاً قريباً في حملات الحج التي تتنافس في استقطاب وإغراء أمثال هؤلاء الدعاة؛ لأن مقدسي الأشخاص لو علموا أن الداعية فلان في الحملة الفلانية، فسيتسابقون إليها، ولك أن ترصد حال بعض هؤلاء الدعاة في حجه المدفوع الثمن مسبقاً، حيث أنهم لايتوانون في ترفيه أنفسهم واصطحاب عائلاتهم وأحبابهم مجاناً (على حساب الحملات)، وبعضهم بشكل سنوي، إذ أنهم استغلوا شهرتهم بالدعوة أسوأ استغلال. نسأل الله الصلاح لنا ولهم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس السويلم مشاهدة المشاركة
    السؤال الثاني :هل كل من اشتهر بالدعوة وكانت عنده معصية كأن يأمر بخصلة و لا يأتيها,هل هذا متلاعب بالناس ويستغلهم باسم الدين؟ أم أن نفسه غلبته ؟وشهوته طغت عليه؟
    هم بشر مثلهم مثلنا، ولكن شهرتهم لها ضريبة، فمحاسبة أنفسهم والتدقيق على أنفسهم يجب أن يكون أكثر من غيرهم، لأنهم دوماً مايأمرون الناس بالتقوى والهدى، فعليهم أن يدققوا على أنفسهم، كما أن مقدسيهم يتخذونهم قدوة، وبعض الجهلاء يحتج بما يفعلون (سواءً خطأً أم صواب). وإذا لم يقدروا على هذا، فاعتزالهم مواقع الشهرة أمر ضروري، لئلا تفسدهم، ومن أراد أن يستمر في هذا مصراً على أخطاءه، فهو امرء سوء.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس السويلم مشاهدة المشاركة
    السؤال الثالث :هل الحل الوحيد (والأسلم) هو أن نبين للناس تلاعب المتلاعبين بهم؟ أليس هناك طرقا أخرى يمكن فيها أن نحتوي هذه المصيبة؟
    ربما أن هناك طرقاً أخرى للعلاج، ولكن ماذا لو لم أستطع الوصول إليهم أو الاتصال بهم، فمنهم من يضع مراسيم ملكية للمقابلات معه، أو تجد من بعضهم المكابرة والعناد وكأنه ولي الله في أرضه أرسله وصياً على العالمين؛ فما أستطيع فعله حينئذ هو تحذير الناس منهم، وبيان خطر مايفعلون، ولو على أقل تقدير، أسعى في تحرير عقولهم من التقديس!

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زياد التكلة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً..
    كم سمعنا ورأينا من جماعة: (اصبر واحتسب) في بعض الجهات الإسلامية، يحثون الشباب الطيب الحريص ويبخسونهم حقوقهم ويستغلونهم، ثم هم أبعد الناس عن ذلك الصبر والاحتساب مع الأسف، يتزيدون من الدنيا، ولا يرضون بنقص في المرتبات الضخمة والمكاتب الفارهة والأسفار المترفة، ويبيعون الكلام لمن عليهم التعب والشقاء والإنتاج.
    حبيبنا المشرف؛
    شكر الله لك ماكتبت.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    5

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,
    ماشاءالله يا أخي رائد , جوابك مثل الماء البارد في اليوم الصائف .
    الصورة اتضحت لدي وزال الإشكال.
    بالنسبة لنفس الفكرة فأنا معك فيها , أعني على الدعاة أن يتورعوا عن الدنايا و الرزايا و ألا يتصارعوا لأجل الترهات و كأنه سيموت جوعا ,وهي لا تليق بأصحاب المروءات.
    و أعرف بعض القصص التي تحرق القلب ألما و قهرا ليس على الداعية و إنما على تلكم الأفعال .
    فمثلا يخبرني أحد المشايخ أن أحدهم إذا استضيف لمحاضرة وكانت المدينة خارج بلده يشترط فندقا ذا خمس نجوم و تذكرة سفر درجة أولى شاملة له ولأبنائه و تستأجر له سيارة , ولا يبدي موافقته حتى يرى ثمن الطلبات في حسابه . هل هذا يرجى له قبول في محاضرته؟
    بل يحدثني أصحاب مركز الدعوة أنهم يأخذون من مال الزكاة لكي يوفروا له ثمن المجيء.؟!
    أما بالنسبة لمناصحتهم فقد يكون المقدم من طرق النصح هو مناصحتهم مباشرة فإن لم تستطع فبالكتابة و لا أظن أن هذه الطريقتين ممتنعتان , فممكن يحضر الإنسان أحد محاضراتهم ويخاطبهم أو غيرها من الوسائل .
    ثم يأتي بعد ذلك مخاطبة العلماء والمشايخ إن تعذر الأمر , أو إن شئت قدم هذه الطريقة , أما تبليغ الناس عنهم و فضحهم فأشعر (من وجهة نظر شخصية و قاصرة) أنها قد تسبب فتنة ولا تحقق المصلحة المرجوة , لأن الناس قد تظن أن هذا المُبَلّغ مغرض , وأيضا هذا الأمر قد يهز ثقة الناس بعلمائها , وقد يحتج شخص ويقول :أن هذا ليس مبتدعا حتى تشهر به , وقد تثير شماتة الأعداء من العلمانيين "أعزكم الله" وغيرهم من أعداء الدين , ونحن مأمورون بالستر .
    أنا لست أقول أن هذا حرام أو ما إلى ذلك , بل أنا معك في أن هؤلاء ينبغي إيقافهم عند حدهم , ولكن بالتي هي أحسن , وبالتي هي أسلم , ليس مراعاة لمشاعرهم فقط و إنما حتى لا تتأثر الدعوة , فيأتي رجل و يرى من وجهة نظره أن الشيخ الفلاني يستغل الدين فيفضحه , ثم يصبح الجميع بعضهم يفضح بعضا و كلٌ يرى من جهة نظره أنه صائب و أن الآخر مستغل و هكذا.
    هي رؤية يا أخي المبارك رائد , بالإمكان استشارة العلماء في هذا , فإن أنا أخطأت فلا أسهل من أن أمد لك يد المساعدة في هذا المشروع , وإن لم يتبين ذلك فلا أبخسك الدعاء بالتوفيق في الدنيا و الآخرة ,وأنا أكبر فيك هذه الغيرة و الحرقة لأجل الدين آجرك الله على نيتك .لا حرمناك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    ان كان بعضهم يقول ما لايفعل في خاصة نفسه فقد يهون الأمر لأن ضرره على نفسه فان تاب قد تقبل توبته و ينمحي أثر ضرره ..الأصعب قبولا هم ممن يتعدون ذلك الى الاضرار بالغير...رجال تراهم يخطبون في التلفاز و لهم منابر دعوية بل و مناصب دينية و كتب و أشرطة سائرة ...و في ميدان العمل الدنيوي هم أجلاف أكثر قسوة و غلظة و جفاءا و خداعا و مكرا و جشعا من كثير من ارباب العمل الرأسماليين ...لا يرعون في العامل المسلم دع عنك الكافر الا و لاذمة ..خداع في احترام العقود و معاملة أحط من معاملة الرقيق بل البهائم..دون الكلام عن ظروف العمل و الأجور البخسة التي لا يوفون بما اشترطوا على أنفسهم منها حتى بالنصف يستخسرون في عرق الناس عشر معشار ما لا يستخسرونه في شفط دهون أجسامهم ..ما لو رآه مستخدمه في التلفاز يلقي درس وعظه "المشهور" يود لو يكسر التلفاز على أم رأسه من هول ما أجراه عليه...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,254

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد الغامدي مشاهدة المشاركة
    ومنهم من يعظ الناس عن الحياة الزوجية وأن على الرجل أن لايظلم زوجته... بينما تجده مزواجاً (مطلاقاً) يعبث في بنات الناس وأكثر مايتخير الصغيرات منهن اللاتي لم يتجاوزن العشرين، يزوجهم الناس لشهرتهم باسم الدين، بينما هم أبعد مايكونون عن تطبيق تعاليم رب العالمين.

    لا فض فوك ..
    أعرف أحد الدعاة يعظ الشباب في إحدى الفضائيات ، ويحذرهم من الاستعجال في الطلاق ، وأن الحب لا يأتي في أول يوم ، ولا أسبوع ولا حتى شهر ووو إلخ وهو من أكثر الدعاة الذين يتزوجون ويطلقون في زمن قياسي .
    فحسبنا الله يمهلهم ولا يهمل .
    اتخذوا الزواج هزوا ، وبنات المسلمين دمى .
    ولن ينجو هؤلاء الدعاة الظلمة من دعوات المظلومات ولو بعد خمسين عام .
    ولقد كتبت فيهم مقالة وفي اغترارهم بالشهرة والسمعة وثناء الناس عليهم ونشرتها في المجلس قبل عام أو أقل وهذا نصها :
    بسم الله الرحمـن الرحيـم
    نامتْ عيونُه ، بعد أن أجرى مدامَعها . . لقدِ استراحَ ! لسواد قلبٍ بين أضلعِهِ تَوَهَّم أنها أنثى بـ ( قلب ) تمسَاح !
    لا بأس . . فالشهوةُ أحيانا تستحق التضحيةَ من لدن أشباهِ الرجال . . التضحيَة بالمبادئ ، والدوْس على الضعفاء بدعوى الرَّحمَةِ والحكمةْ .
    يخادع نفسَهُ ومَن حولَه . . لا ضيْر ! لقد ظل سنوات يبني لنفسه مجْدًا ليسحر ذوي الألباب الـ ... الفارغة ! .
    نامتْ عيونُه . . بعد أن ضمن البقاء محلقا كالصقر و ( البركة في المقدسين العميان ) . . ظن الحياة ستستمر ، ويظل جبلا لا تهزه الأرياح يوما . .
    هكذا الجبابرة يظنون وبغير المتع الزائلة لا يفكرون ، ولأجلها يناضلون . .
    نامتْ عيونُه . . غير أن ثمةَ مظلومٍ لمْ يغمض له جَفن . .
    يارب إني مظلومٌ فانتصرْ . .
    نامت عيونُ الظالم . . وطفِقْتُ أشربُ من مرارةِ ظلمِهِ ، ولبِسْتُ رغما عني ثوبَ خطيئةٍِ لم أرتكبْها . . لكنه حكمُ البشرْ ، لو كان يمضي لظللتُ في سجنِ الخطيئة حتى أوسد القبر . !
    يا رب ومن أصدق منكَ قيلا . . وعدتَ بنصرة المظلوم فانصرني ، وخذ بثأري ممن ظلمني !
    يارب تمادى الظالمُ في ظلمِهْ .. وعلا صوتُه يبشرُ نفسه بالرضوان ! فلقد داسَ على ماضيهِ وحاضرِهِ بدعوى العدلِ . . ولا عليه ممّن يتضرر بقرارته الطائشة . . فالمجد الذي بناه كفيلٌ بأن يحفظَ له مكانَتَهْ . . ويرمي بخطيئته على الخصم الأضعف . . هكذا يظن .
    نامت عيون اللئام . . وارتضوا دار الفناء دارا لهم . . أغراهم تصفيق الإمعات . . وأعمتهم شهواتهم عن العدل ، وعن الإنصاف . . ونسوا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . . فلْتهنأ يا ظالم بظلمك . . فسوف يأتيك يومٌ تذوق فيه مرارة جرمك . . وعندها : لا تقل : سامحيني !
    ==
    والله حسبنا وكفى .
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: لعنة الشهرة

    شكر الله لك أخي أنس، وأتفق معك على أن إطلاق الأمر (في التحذير من مثل هؤلاء) غير صحيح، وخصوصاً أن هناك من يتربص بأهل الفضل الخير سوءًا.

    وأحسنت يابن الرومية فيما أضفت.

    ولعل الله تعالى أراد لك خيرًا عظيمًا أختي الأمل الراحل، ولن يفلت ظالم من قدرة الله سبحانه وتعالى، فإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه؛ أخذه أخذ عزيز مقتدر.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •