قال البخاري في "صحيحه" ، كتاب الجهاد (3/1033) : " باب عمل صالح قبل القتال ، وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم "
وقال ابن حجر في الفتح : (6/24) : " وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم هكذا وقع عند الجميع ولعله كان قاله أبو الدرداء وقال إنما تقاتلون بأعمالكم وإنما قلت ذلك لأنني وجدت ذلك في المجالسة للدينوري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد أن أبا الدرداء قال أيها الناس عمل صالح قبل الغزو فإنما تقاتلون بأعمالكم ثم ظهر لي سبب تفصيل البخاري وذلك أن هذه الطريق منقطعة بين ربيعة وأبي الدرداء وقد روى بن المبارك في كتاب الجهاد عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن بن حلبس بفتح المهملة والموحدة بينهما لأم ساكنة وآخره سين مهملة عن أبي الدرداء قال إنما تقاتلون بأعمالكم ولم يذكر ما قبله فاقتصر البخاري على ما ورد بالإسناد المتصل فعزاه إلى أبي الدرداء ولذلك جزم به عنه واستعمل بقية ما ورد عنه بالإسناد المنقطع في الترجمة إشارة إلى أنه لم يغفله " . اهـ
وما وقفت عليه عند ابن المبارك في "الجهاد" (ص/30) حديث رقم (5) نصه هكذا : عن سعيد بن عبد العزيز قال حدثني ربيعة بن يزيد أو بن حلبس أن أبا الدرداء قال: (عمل صالح قبل الغزو فإنكم إنما تقاتلون بأعمالكم ) .
وعليه :
1- إن لفظ رواية ابن المبارك كنحو لفظ الدينوري .
2- إن رواية ابن المبارك على الشك فقال : ربيعة بن يزيد أو بن حلبس .
3- نص ابن حجر على أن هذه الرواية موصولة مع أنها منقطعة بين ابن حلبس وأبي الدرداء فابن حلبس هو يزيد بن ميسرة بن حلبس - كما اختاره العيني في عمدة القاري - وهو يروي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء .
4- ظاهر كلام ابن حجر تصحيح الأثر ؛ وموافقته للبخاري على تعليقه بصيغة الجزم ، ولسكوته عنه مع أن إسناده ضعيف ففيه مع الانقطاع جهالة حال ابن حلبس فلم يوثقه غير ابن حبان ، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا" .
فهل وقف أحدا على الرواية التي ذكرها ابن حجر ، ومن يناقش ببيان حال الإسناد .