بسم الله الرحمن الرحيممن مفردات العقيدة عند أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات هو قولهم أن السؤال عن الكيف بدعة ،
وهو مقولة مأخوذة من موقف العالم الرباني ؛ مالك بن أنس
الأصبحي ـ رحمه الله ، ومنهم من يعلي سندها إلى الحسن البصري ، وبعضهم يوقفها على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها .
لكن السؤال لم كان السؤال عن الكيف بدعة ؟
ما هو المانع الشرعي والعقلي ؟ للخوض في هذا الباب " كيفية صفات الله سبحانه"؟
والجواب هو :
إن أهل السنة والجماعة يؤمنون حقا أن لله تعالى صفات تليق بجلاله وكماله سبحانه ،
وهم يجرون هذه الصفات على ظاهرها ، وظاهرها هو الإثبات على وجه الكمال،
مع علمهم التام أن لهذه الصفات كيفيات وحقيقة لا يعلمها إلا الله تعالى ، , قال تعالى :"ولا يحيطون به علما ".
والعلم بكيفية الشيء تثبت بأحد ثلاثة أشياء لا رابع لها؛ وهي :
أولا : رؤية الشيء ، فإني حين أسألك : ما كيفية بيت
زيد ؟
فإنك تريني إياه ؛ فأعرف كيفيته .
ثانيا : رؤية المثيل والشبيه ، فإني حين أسألك : ما كيفية
بيت زيد ؟ فإنك تقول مثل بيت عمرو ، فأعرف الكيفية
بسبب معرفتي للمثيل والشبيه .
ثالثا : خبر الصادق ، فإني حين أسألك ما كيفية بيت زيد
فإنك تخبرني ـ وأنت صادق عندي ـ أنه كذا وكذا ..فأعرف
كيفيته .
هذا هو التقسيم العقلي لمعرفة كيفية الشيء لا رابع غيره ،
فإذا ما طبقنا هذه القاعدة العقلية على كيفية صفات الله
سبحانه ، نجد أننا لم نره ـ سبحانه ، وليس له مثيل ولا شبيه
فنقيس عليه ـ سبحانه ـ ، ولم يخبرنا الصادق ( الكتاب والسنة )
عن كيفية الصفات ، بل أخبرنا فقط عن وجودها وإثباتها ؛
على الوجه الذي يليق به سبحانه .
بهذا يتحرر الجواب . وليس هذا الكلام من باب ضرب الأمثال لله
سبحانه ، كلا . ولكن هو من باب تفصيل المعرفة وتقريبها ؛ كما
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه :" هل تضامون في
رؤية القمر ".والحديث يعرفه الجميع ، والله أعلم .