تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,511

    افتراضي لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون...

    2955 - " لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون،
    وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون، فإن كثرت فأربعون".
    قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
    أخرجه أحمد (5 / 67 - 68) : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: حدثنا ذيال بن عتبة ابن حنظلة قال: سمعت حنظلة بن حذيم (1) - جدي - أن جده حنيفة قال لحذيم:
    اجمع لي بني فإني أريد أن أوصي، فجمعهم، فقال: إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا
    الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية (المطيبة) . فقال
    حذيم، يا أبت إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عند (في المجمع: عين)
    أبينا، فإذا مات رجعنا فيه! قال: فبيني وبينكم رسول الله صلى الله عليه
    وسلم. فقال حذيم: رضينا. فارتفع حذيم وحنيفة، وحنظلة معهم غلام، وهو
    رديف لحذيم، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم سلموا عليه، فقال النبي صلى
    الله عليه وسلم: " وما رفعك يا أبا حذيم؟ ". قال: هذا. وضرب بيده على
    فخذ حذيم، فقال: إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت، فأردت أن أوصي أن
    ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية (المطيبة) ،
    فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعدا فجثا
    على ركبتيه، وقال: (فذكر الحديث) قال: فودعوه، ومع اليتيم عصا، وهو
    يضرب جملا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عظمت! هذه هراوة يتيم! ".
    قال حنظلة: فدنا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي بنين ذوي لحى
    ودون ذلك، وإن ذا أصغرهم فادع الله له، فمسح رأسه وقال: " بارك الله فيك
    ، أو بورك فيك ".قال ذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو
    البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول: بسم الله، ويضع يده على رأسه
    ، ويقول: على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه عليه. قال ذيال:
    فيذهب الورم. قلت: وهذا إسناد ثلاثي صحيح، وقال الهيثمي (4 / 210 - 211)
    : " رواه أحمد، ورجاله ثقات ". فأقول حنظلة صحابي صغير دعا له الرسول صلى
    الله عليه وسلم كما ترى، وذيال وثقه ابن معين وابن حبان، وقول الأزدي: "
    فيه نظر "، مما لا يجوز الالتفات إليه هنا على الأقل. وأبو سعيد مولى بني
    هاشم اسمه عبد الرحمن بن عبد البصري، ثقة من رجال البخاري وقد تابعه محمد بن
    عثمان: حدثنا ذيال بن عبيد به مع اختصار الطرف الأول من القصة. أخرجه
    الطبراني في " المعجم الكبير " (4 / 15 / 3499 و 3500) . ورجاله ثقات أيضا
    غير محمد بن عثمان وهو القرشي، وقد عرفت حاله مما سبق بيانه في الحديث الذي
    قبله.


    _________
    (1) الأصل هنا وفيما يأتي (جذيم) بالجيم، خطأ، والتصحيح من " المجمع "
    و" التقريب " وكتب الرجال. اهـ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,511

    افتراضي رد: لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون...

    20665 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بَنَ حِذْيَمٍ جَدِّي، أَنَّ جَدَّهُ حَنِيفَةَ، قَالَ لِحِذْيَمٍ: اجْمَعْ لِي بَنِيَّ، فَإِنِّي (1) أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي أَنَّ لِيَتِيمِي هَذَا الَّذِي فِي حِجْرِي مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، الَّتِي كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ : الْمُطَيَّبَةَ، فَقَالَ حِذْيَمٌ: يَا أَبَتِ، إِنِّي سَمِعْتُ بَنِيكَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا نُقِرُّ بِهَذَا عِنْدَ أَبِينَا، فَإِذَا مَاتَ رَجَعْنَا فِيهِ، قَالَ: فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ حِذْيَمٌ: رَضِينَا، فَارْتَفَعَ حِذْيَمٌ، وَحَنِيفَةُ، وحَنْظَلَةُ مَعَهُمْ غُلَامٌ، وَهُوَ رَدِيفٌ لِحِذْيَمٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " مَا رَفَعَكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ؟ " قَالَ: هَذَا، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ حِذْيَمٍ، فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَفْجَأَنِي الْكِبَرُ، أَوِ الْمَوْتُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ، وَإِنِّي قُلْتُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي أَنَّ لِيَتِيمِي هَذَا الَّذِي فِي حِجْرِي مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ : الْمُطَيَّبَةَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى رَأَيْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ قَاعِدًا فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: " لَا، لَا، لَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ، وَإِلَّا فَعَشْرٌ، وَإِلَّا فَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَإِلَّا فَعِشْرُونَ، وَإِلَّا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ، وَإِلَّا فَثَلَاثُونَ، وَإِلَّا فَخَمْسٌ وَثَلَاثُونَ، فَإِنْ كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ "، قَالَ: فَوَدَعُوهُ وَمَعَ الْيَتِيمِ عَصًا، وَهُوَ يَضْرِبُ جَمَلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ "، قَالَ حَنْظَلَةُ: فَدَنَا بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي بَنِينَ ذَوِي لِحًى، وَدُونَ ذَلِكَ، وَإِنَّ ذَا أَصْغَرُهُمْ، فَادْعُ اللهَ لَهُ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: " بَارَكَ اللهُ فِيكَ "، أَوْ " بُورِكَ فِيهِ "، قَالَ ذَيَّالٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ، " يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ، أَوِ بِالْبَهِيمَةِ الْوَارِمَةِ الضَّرْعُ، فَيَتْفُلُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُولُ عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَمْسَحُهُ عَلَيْهِ "، وَقَالَ ذَيَّالٌ: " فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ " (2)

    (1) في (ظ 10) و (ق) : بني فلان.
    (2) قال محققو مسند أحمد: إسناده صحيح. أبو سعيد مولى هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبيد البصري، وذَيّال بن عبيد، تحرف في (م) وأصولنا الخطية إلى: ذيّال ابن عتبة، وهو خطأ، صوابه ما أثبتنا، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" ومصادر ترجمته ومصادر التخريج، ولم يذكره أحد باسمه: ذيال بن عتبة.
    وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/64 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
    وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/203، والطبراني في "الأوسط" (2917) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، به. وليس عند ابن قانع قصة حنيفة مع أبنائه، ورواية الطبراني مختصرة بقوله: إن لي بنين ذوي لحى ...
    إلخ.
    وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية" (4527) ، وابن قانع 1/204، والطبراني في "الكبير" (3477) و (3500) و (3501) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/214، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/395-398 من طرق عن الذيال بن عبيد، به.
    وذكَر ابن عبد البر فى روايته اسمَ اليتيم، وهو: ضرس بن قطيعة، قال السندي: رواه الحسن ابن سفيان في "مسنده" وزاد أن اسم اليتيم: ضريس بن قطيعة.
    قال السندي: قوله: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما رفعك؟ " أي: قال لحنيفة ذلك، والمراد: ما رفعك إليَّ، أو ما جعلك راكباً، والمقصود: لأي شيء جئت؟ "هِراوة يتيم"، بكسر الهاء: هي العصا.
    لحىً: جمع لحية.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,511

    افتراضي رد: لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون...

    82 - مناقب حنظلة بن حِذْيَم (1) رضي الله عنه
    4084 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (2): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي حَنْظَلَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبِي حنيفةُ بْنُ حِذْيَم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رجل ذو بنين وهذا [أَخَصُّ] (3) بنيَّ فسمِّت [عليه] (4). فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا غُلَامُ -وَأَخَذَ بِيَدِي وَمَسَحَ رَأْسِي- بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ".
    قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَم رضي الله عنه يُؤْتَى بالإِنسان الْوَارِمِ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: بسم الله. فيذهب الورم (5).
    4084 - درجته:
    قال محقق كتاب المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ


    ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن عثمان القرشي، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ).
    تخريجه:
    رواه الطبراني في الكبير (4/ 13: 3501)، عن أحمد بن داود المكي، عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي به ولفظه عن الذيال قال: سمعت جدي يقول: قال أبوه حِذيَم: يا رسول الله، إني ذو بنين وهذا أصغر بنيّ فسمّت عليه فقال: تعال يا غلام فأخذ بيدي ومسح رأسي وقال: "بارك الله فيك" قال: فرأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوَرِم فيمسح يده عليه ويقول: بسم الله، فيذهب الورم.
    ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 67، 68)، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن ذيال بن عتبة ابن حنظلة قال: سمعت حنظلة بن حِذْيَم جدي أن جده حنيفة قال لحِذْيَم: اجمع لي بنيّ فأوصاهم فقال: إنّ ليتيمي الذي في حجري مائة من الإبل فقال حِذْيَم: يا أبت إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا لِتَقَرّ عين أبينا فإذا مات رجعنا فارتفعوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء حنيفة وحِذيَم ومن معهما ومعهم حنظلة وهو غلام وهو رديف أبيه حِذْيَم فقص على النبي -صلى الله عليه وسلم- قصته قال: فغضب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وقال: "لا لا الصدقة خمس وإلَّا فعشر وإلَّا فعشرون وإلَّا فثلاثون، فإن كثرت فأربعون".
    قال: فودعوه ومع اليتيم هراوة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عظمت هذه هراوة يتيم" فقال حِذْيَم: إن لي بنين ذوي لحى وإن هذا أصغرهم -يعني حنظلة- فادع الله له فمسح رأسه وقال: "بارك الله فيك" أو قال: "بورك فيك".
    قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإِنسان الوارم وجهه فيتفل على يديه ويقول: بسم الله ويضع يده على رأسه موضع كف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم.
    قال الهيثمي في المجمع (4/ 214): رواه أحمد ورجاله ثقات.
    ورواه يعقوب بن سفيان كما في المعرفة والتاريخ (3/ 462) به، بنحوه.
    ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 412: 3911)، عن إبراهيم، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، مختصرًا.
    وقال الطبراني: لا يروى عن حنظلة إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به أبو سعيد.
    ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (خ 40/ب)، عن أحمد بن حاتم الفاسي، عن محمَّد بن عبّاد، به بنحو رواية الطبراني.
    ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 1/ 187/ أ)، عن أبي عمرو بن حمدان عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، عن هانئ بن يحيى، عن الذيال بن عبيد، عن جده حنظلة بنحو لفظ أحمد في المسند.
    ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 395)، عن الحكم بن محمَّد، عن أبي بكر أحمد بن محمَّد بن إسماعيل، عن أبيه، عن شعيب بن صالح بن حكيم، عن هانئ بن يحيى السلمي، به، بنحو لفظ أحمد مع اختلاف يسير فيه أن اسم اليتيم ضرس بن قطيعة وأن الذي طلب الدعاء لحنظلة هو حنيفة.
    ونقل عن أبي سليمان الخطابي أنه قال: قوله: هراوة يتيم. يريد شخصه وجثته فشبهه بالهراوة وهي عصا تكون مع الرعاة وتجمع على الهراوى، قال الشاعر:
    وتضربه الوليدة بالهراوى ... ولا غيرٌ لديه ولا نكير
    ورواه محمَّد بن يحيى الذهلي كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 398)، عن هانئ بن لحي بن سعيد عن الذيال بن عبيد، عن جده بنحو لفظ ابن عبد البر.
    وقد ذكره البخاري رحمه الله في التاريخ معلقًا (3/ 37) فقال: قال يعقوب بن إسحاق: حنظلة ابن حنيفة بن حِذْيَم قال: قال حِذْيَم: يا رسول الله ... فذكره بنحوه مختصرًا.
    وعزاه ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 64) لابن منده.
    وعزاه الحافظ ابن حجر في الإِصابة (1/ 358)، للحسن بن سفيان والمنجنيقي في مسنديهما.
    والحديث يرتقي بمتابعة أبي سعيد مولى بني هاشم عند الإِمام أحمد إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.




    __________
    (1) حِذْيم: بكسر المهملة وسكون الذال المعجمة وفتح المثناة التحتية.
    (2) لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع فلعلَّه في الكبير.
    (3) في (مح) و (عم): "أخصص"، والصحيح ما أثبت، والمعنى؛ أنه أقرب بنيّ وأحبهم إليّ، والله أعلم.
    (4) هذه الزيادة من (عم)، وتقدّم أن التَّسميت هو الدعاء بالبركة. (ينظر: النهاية 2/ 397).
    (5) وهذا من باب الكرامة ببركة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والكرامة عند أهل السنَّة والجماعة ثابتة للأولياء وهي: أمر خارق للعادة يظهر على يد الرجل الصالح إكرامًا من الله له.
    ينظر: الاعتقاد للبيهقي (174)، فما بعدها، الفرقان لابن تيمية (182)، فما بعدها، شرح العقيدة الطحاوية (494)، وغيرها.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,511

    افتراضي رد: لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون...

    تخريج وتحقيق أَثَرَيْ ابن مسعود وحنظلة بن حِذْيَم -رضي الله عنهما - في رقية العجماوات (الدواب)


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين أما بعد
    فهذا تخريج وتحقيق لأثر ابن مسعود-رضي الله عنه- في رقية الفرس الذي يصيبه العين، وهكذا ما ورد عن حنظلة بن حِذْيَم -رضي الله عنه- في رقية الدواب.
    أسوق أولا لفظ أثر ابن مسعود-رضي الله عنه- ، قال محمد بن فضيل الضبي في كتابه الدعاء (ر 117) : حدثنا حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن سحيم بن نوفل قال : بينا نحن عند عبد الله إذ جاءت جارية إلى سيدها ، وقالت : ما يقعدك ؟ قم فابتغ راقيا ، فإن فلانا قد لقع فرسك ، فتركه يدور كأنه فلك.
    فقال عبد الله : « لا تبتغ راقيا ، ولكن ائته فاتفل في منخره الأيمن أربعا ، وفي الأيسر ثلاثا ، وقل : بسم الله ، لا بأس ، أذهب البأس ، رب الناس ، واشف ، أنت الشافي ، لا يكشف الضر إلا أنت » .
    قال : فما قمنا من عند عبد الله حتى جاء فقال : قلت الذي قلت ، فلم أبرح حتى أكل وشرب وراث وبال ا.هـ

    وهذا الأثر قد ورد على وجوه:
    الوجه الأول:
    أخرجه ابن فضيل في "الدعاء"(ر 117)، وأخرجه ابن أبي شيبة (ر30002) عن عبد الله بن إدريس ، وهكذا البيهقي في "الدعوات الكبير" (ر 614) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1107) و ابن عبد البر في "التمهيد" (6/23 و "الاستذكار"[8/ 402] وابن جرير في "تهذيب الآثار" كما أفاده الحافظ في "إتحاف المهرة" (ر 12606) أربعتهم عن الثوري ، وابن عبد البر في "الاستذكار" [8/ 401] أيضًا والطبري في "تهذيب الآثار" كما أفاده الحافظ عن شعبة، كلهم (ابن إدريس، وابن فضيل، والثوري، وشعبة) كلهم عن (حصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف عن سحيم بن نوفل قال كنا عند عبد الله بن مسعود...) بألفاظ متقاربة، ومدار طرق الأثر كما ترى على سحيم بن نوفل رحمه الله.

    الوجه الثاني:
    ورواه مجاهد بن موسى وهو الخوارمي الختلي ثقة رواه بإسقاط سحيم فقال: عن يزيد، عن أبي مالك الأشجعي، عن هلال بن يساف قال: جاءت جارية إلى مولى وهو عند عبد الله ا.هـ أفاده الحافظ في "إتحاف المهرة".

    الوجه الثالث:
    وقد وقفت على رواية أخرى تخالف ما سبق فقد روى ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (1/ 159) روايةً فيها الحكاية بالعطف قال ابن قتيبة: "حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية عن أبي إسحاق عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن (عن هلال بن إساف وعن سحيم بن نوفل ) (قالا): (كنا جلوساً) عند عبد اللّه بن مسعود ونحن نعرض المصاحف..ا.هـــ فهذه الرواية فيها أنهما كانا سويا عند ابن مسعود -رضي الله عنه- ، وسيأتي تحرير صواب الروايات فيما يأتي.

    فنبدأ بأشهر الأسانيد لهذا الأثر وهي التي انتشرت بين المسندين وهي الرواية الموصولة عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن سحيم بن نوفل قال كنا عند ابن مسعود..الأثر، ولهذه الطريق وجوه عديدة إلى حصين بن عبد الرحمن فهي صحيحة إليه وهو ثقة عالم وهلال بن يساف ثقة ويبقى الكلام في أصل راوي القصة وهو (سحيم بن نوف).
    وسحيم هذا قد ذكره البخاري في "التأريخ الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ، وابن سعد في "الطبقات" ولم يذكروا في ترجمته شيئا يُشعر بتوثيقه، وأما ابن حبان فقد أورده في ثقاته، وهذه الطبقة خصوصًا يتساهل فيها ابن حبان ثم هو لم يذكر فيه ما يدل على سبر حاله ، خاصة مع ما ذُكر من إقلاله في الرواية حيث قال ابن سعد " وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ"، وذكره مسلم في "الوحدان" مُعتمدًا تفرد هلال بن يساف بالرواية عنه، لكن وجدت غيره ، حيث روى عنه سُليم بن قيس العامري كما عند ابن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ قُلْتُ : وَيَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ أَصْنَعُ ، قَالَ : كُفَّ لِسَانَك وَأَخِفَّ مَكَانَك ، وَعَلَيْك بِمَا تَعْرِفُ ، وَلاَ تَدَعْ مَا تَعْرِفُ لِمَا تُنْكِرُ. ا.هــــ
    لكن سُليم هذا هو نفسه لا تكاد تقف له على توثيق، وظاهر كلام الزركلي في الأعلام أنّه ممن تشيعوا لعلي -رضي الله عنه- ولعل هذا سبب اهتمامه برواية هذا الأثر لما فيه من ذكر القتال الذي وقع بين الصحابة-رضي الله عنهم-


    فائدة: أخو سحيم (فروة بن نوفل) ممن أخرج له الجماعة سوى البخاري ، وكان ممن خرج على معاوية -رضي الله عنه- فليت هذه النصيحة في الاقتتال كانت له ولعل أخاه انتفع بها إن صحت الرواية، وأبوهما (نوفل الأشجعي) صحابي رضي الله عنه.

    ثم إني لم أجد لسحيم بن نوفل رواية في الكتب المسندة غير هذين الآثرين، وهناك ثالثة لكني في شك منها، حيث روى عبد الرزاق في مصنفه (ر3757) قال:
    عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «لَا تُبَادِرُوا أَئِمَّتَكُمْ بِالرُّكُوعِ وَلَا بِالسُّجُودِ، فَإِنْ سَبَقَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَلْيَضَعْ قَدْرَ مَا يَسْبِقُ بِهِ» ا.هـــ

    وهذا الأثر علقه البخاري في صحيحه فقال: وَقَالَ ابْن مَسْعُود إِذا رفع قبل الإِمَام يعود فيمكث بِقدر مَا رفع ا.هـــ

    وهذا كما ترى بصيغة الجزم لكن اعتماد البخاري على رواية ابن أبي شيبة فأخرجه من طريق هشيم (ر4654) وابن إدريس (ر4655) عن حصين عن هلال عن أبي حيان الأشجعي به.
    وهكذا جاءت رواية أبي عوانة عن حصين قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (14/29) : حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا سهل بن بكار ، حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن أبي حيان ، عن عبد الله بن مسعود قال. ا.هـ

    فهؤلاء ثلاثة رووه هكذا عن أبي حيان الأشجعي ، ورواه ابن عيينة كما عند عبد الرزاق ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (4 /192) عن (سحيم بن نوفل) ، ومما يزيدني ريبة في هذه الرواية أنّ كنية (سحيم بن نوفل) (أبو حبان) بالباء الموحدة والرواية مشهورة عن (أبي حيان) بالمثناة التحتية، والطريق واحدة في الإسنادين، فالتصحيف بينهما وارد جدًا فكأنها تصحفت من (حيان) إلى (حبان) ثم أبدل بالكنية الاسم، وهذا قد وقع لبعض الأئمة كما ذكره السيوطي في "التدريب"، فلذا أنّا في شك من كون هذا الأثر من حديثه أصلًا، ومع هذا لا أجزم بهذا فقد سكت عنه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" ولم يعقب والله أعلم.


    فتبقى لنا إذن روايتان عن سحيم بن نوفل - محل بحثنا، وأثر آخر فيه خبر اقتتال الصحابة، وهذا الأخير لم أجد أحدا رواه غير سحيم ، وقد ورد بنحوه من كلام حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كما عند ابن أبي شيبة والحاكم وظاهر إسناده الصحة.

    فليس عندنا مرويات أُخر لنتلمس ضبطه سوى ما ذُكر في بعض ألفاظ الحديث أنّه قال: وَنَحْنُ نَعْرِضُ مُصْحَفًا ا.هـ وفي هذا أنّه كان ممن يجلس عند ابن مسعود ويقرأ عليه، وفي هذا نوع تزكية لكنها في عدالته وعلمه، ومع أن النفس تميل إلى التساهل في باب الآثار إذا كانت في باب الترغيب والترهيب ونحوه، فالأمر بخلافه هنا، فهو يتضمن حكمًا شرعيًا بل كما قال الحافظ في "إتحاف المهرة" (10/ 212) عن هذا الأثر: وحكمه الرفع إذ مثله لا مجال للرأي فيه ا.هـ
    فلا اعتبار به إذن على هذا الوجه، أما قول الأخ خالد سنده صحيح ففيه بعد والله أعلم.

    تحرير الاختلاف في الرواية على هلال:
    أما الرواية التي أوردها الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" عن مجاهد بن موسى يرويه عن يزيد، عن أبي مالك الأشجعي، عن هلال بن يساف قال: جاءت جارية إلى مولى وهو عند عبد الله ا.هـ
    ففيه مخالفة أبي مالك الأشجعي لحصين بن عبد الرحمن بإسقاط سحيم من السند ، وأبو مالك الأشجعي وإن كان ثقة عالم إلا أنّ حصين بن عبد الرحمن السلمي أرفع منه علمًا وثقة لولا تغير حصين بأخرة، فإمّا أن نصحح الروايتين (مرسلة وموصولة) رجحنا رواية حصين لمنزلته.


    ثم هناك اختلاف آخر:
    فقد وجدت عند ابن قتيبة في "عيون الأخبار" [1/ 159] رواية فيها الحكاية بالعطف قال ابن قتيبة: "حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية عن أبي إسحاق عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن (هلال بن إساف) وعن (سحيم بن نوفل) (قالا): كنا جلوساً عند عبد اللّه بن مسعود ونحن نعرض المصاحف..ا.هـــ
    فهذه الرواية تحكي أنهما كانا سويا عند ابن مسعود -رضي الله عنه-، وهلال بن يساف قد قيل إنّه سمع من أبي الدرداء وقد توفي في سنة ابن مسعود (32هـ)، فعليه يمكن سماع هلال منه مباشرة وهذا احتمال، وبعضهم نفى سماعته منه بل نفى سماعه من حذيفة بن اليمان -رضي الله عن الجميع-، لكن يبقى هذه الرواية فيها إشكال من جهة:
    1- سماع حصين من سحيم بن نوفل! فهذا لا يعرف ، والمشهور عند المحدثين في كتبهم أنّ سحيمًا هذا إنما روى عنه هلال بن يساف.
    2- عنعنة أبي إسحاق

    ويبقى التأكد كذلك من صحة هذا الإسناد وانتفاء التصحيف، وقد حاولت الرجوع للمخطوط المنشور في الشابكة عن النسخة الأزهرية لكن لم أجد فيه إلا الجزء الثاني من "كتاب الحرب" من (عيون الأخبار) ، وتشتد الحاجة إلى التأكد من المخطوط حيث إنّ التصحيفات في الأسانيد تكثر في كتب الأدب واللغة لقلة عناية القائمين على تحقيقها بالأسانيد، وهكذا غالب مَن يتصدر لتحقيقها لهم عناية باللغة دون الحديث، فالله أعلم بصحة هذا الإسناد فضلا عن المغمز في العالم الكبير ابن قتيبة -رحمه الله- في باب الرواية قال الذهبي في ترجمته من "تأريخ الإسلام" (غير أن ابنُ قُتَيْبَةَ كثير النقل من الصُّحف كَدَأب الإخباريّين، وقلَّ ما روى من الحدَّيث) ا.هـ والأخذ من الصحف مظنة التصحيف، وزاد في "السير" قوله (وَالرَّجُلُ لَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيْثٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ المَشْهُوْرِيْن َ، عِنْدَهُ فُنُوْنٌ جَمَّةٌ، وَعُلُوْمٌ مُهِمَّةٌ) ا.هـ

    فعليه لا اعتماد على هذه الرواية مع قيام الاحتمال بثبوتها، فيبقى الأثر ضعيفًا لا سيّما وقد تضمن حكمًا شرعيًا بالنفث أربعا في الأنف اليمنى أو ثلاثًا كما في بعض الروايات، وثلاثا في اليسرى.


    * لكن قد يقوى عند الناظر ثبوت أصل القصة وهو جواز رقية الحيوان اعتمادًا على الأثر الوارد في المسند: قال: حَدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثنا ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ جَدِّي أَنَّ جَدَّهُ حَنِيفَةَ قَالَ لِحِذْيَمٍ اجْمَعْ لِي بَنِيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ -وفيه-:..قَالَ حَنْظَلَةُ فَدَنَا بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم فَقَالَ إِنَّ لِي بَنِينَ ذَوِي لِحًى وَدُونَ ذَلِكَ، وَإِنَّ ذَا أَصْغَرُهُمْ فَادْعُ اللهَ لَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، أَوْ بُورِكَ فِيهِ.
    قَالَ قَالَ ذَيَّالٌ فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالإِنْسَانِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ، أَوْ بِالْبَهِيمَةِ الْوَارِمَةِ الضَّرْعِ فَيَتْفُلُ عَلَى يَدَيْهِ وَيَقُولُ بِاسْمِ اللهِ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَقُولُ عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم فَيَمْسَحُهُ عَلَيْهِ.
    وَقَالَ ذَيَّالٌ فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ. حديث أَبِي غَادِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم. ا.هــ

    قلت: الذي تفل على يديه ورقى هو (حنظلة بن حِذيم) وهو صحابي صغير ، لا النبي-صلى الله عليه وسلم- كما يُوهم كلام مَن استدل بهذا الحديث وفهمه خطأً، ثم إنّه كان بعد أن ينفث ويُسمّي يضع يده على رأسه ؛ لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-مسح على رأسه بيديه ودعا له بالبركة فكان يرجو من ذلك بقاء البركة على رأسه، فهذا غايته فعل صحابي وليس من قبيل المرفوع، وليس المعنى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح بيده على ضرع الدابة فهذا فهم بعيد ولا يستقيم مع لفظ الروايات.

    تخريج الأثر وتحقيقه:
    - إسناد أحمد فيه ذيال بن عبيد وثقه ابن معين ، وقال ابن أبي حاتم سألت أبى عن الذيال بن عبيد فقال: تابعي، قلت يحتج بحديثه ؟ فقال: شيخ أعرابي ا.هـ ، فهو إلى الحُسن أقرب كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" : صدوق ا.هـ ، أما شيخ أحمد أبو سعيد فهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري نُقل عن أحمد توثيقه وفي موضع قوله : كان كثير الخطأ أ.هـ أسنده العقيلي عن شيخه الخضر بن داود، وأما أبو حاتم فقال:ما كان به بأس ا.هـ قال ابن حجر في "التقريب": صدوق ربما أخطأ ا.هـ

    - وقد أخرجه كذلك الطبراني في "الأوسط" وابن قانع في "معجم الصحابة" مختصرًا -وعندهما محل الشاهد - من طريق محمد بن عباد عن أبي سعيد مولى بني هاشم به.
    وقال الطبراني بعدما أخرجه : لا يروى هذا الحديث عن حنظلة إلا بهذا الإسناد تفرد به أبو سعيد ا.هـ
    قلت : بل قد أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (ر 2237) فقال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا هَانِئُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الذَّيَّالُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمِ بْنِ حَنِيفَةَ قَالَ ....
    فهذه متابعة تامة لأبي سعيد تابعه هانئ بن يحيى (جيد الحديث)، والسند إليه صحيح فكلهم ثقات أئمة، وقد علقه ابن سعد في الطبقات عن هانئ فساقه، وحُقّ أن تكون هذه الطريق هي المعتمدة ؛ فهي أقوى من طريق أحمد وسياقها أتم ، ومما فيها من الزيادات في محل بحثنا قوله:
    - فرفع يديه فوضعها على رأسه ، ثم قال : «بارك الله فيه» ا.هــ فيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم -مسح على رأسه بكلتا يديه.
    - فيتفل في كفه ، ثم يضعها على صلعته ا.هـ فيه أنّ حنظلة أصابه الصلع، وفي هذه التفاصيل دلالة على ضبط القصة.

    * ثم إنّ أبا نعيم قال بعد أنّ ساق الحديث: رواه زيد بن أبي الزرقاء عن الذيال ، نحوه ا.هـ فهذه متابعة ثانية.

    * وهناك متابعة ثالثة عند الطبراني في "الكبير" قال العلامة الألباني -رحمه الله- بعد أن أورده في "الصحيحة" من طريق أحمد (ر 2955) وقال : إسناده صحيح ا.هـ
    قلت : قد سبق بيان حال أبي سعيد مولى بني هاشم و ذيال بن عبيد-رحمهما الله- وأنّ فيهما بعض الكلام، ثم ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- متابعًا لأبي سعيد فقال:
    و قد تابعه محمد بن عثمان : حدثنا ذيال بن عبيد به مع اختصار الطرف الأول من القصة . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 / 15 / 3499 و 3500 ) . و رجاله ثقات أيضا غير محمد بن عثمان و هو القرشي ، و قد عرفت حاله مما سبق بيانه في الحديث الذي قبله . ا.هــ
    قلت: محمد بن عثمان هو الواسطي قال الدراقطني "مجهول".
    وليس عند الطبراني أول الحديث ولكن عنده محل الشاهد.

    وقد أتى الحديث من وجوه أُخر قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة "حنظلة بن حذيم" : ورواه الحسن بن سفيان في مسنده من وجه آخر، عَن الذيال وزاد أن اسم اليتيم ضريس بن قطيعة وأنّه كان شبيه المحتلم. ورواه الطَّبَرَانِيُّ بطوله منقطعا ورواه أَبو يعلى من هذا الوجه وليس بتمامه وكذا رواه يعقوب بن سفيان والمنجنيقي في مسنده وغيرهم. ا.هــــ

    الخلاصة:
    الحديث مع ما اتصل به من أثر حنظلة ثابت إن شاء الله، ومداره على الذيال بن عبيد وهو حسن الحديث إن شاء الله، ومحل الشاهد كذلك ثابت ، أما الأثر فقد بينت فيما سبق وجه ضعفه خاصة إن حكمنا عليه بالرفع حكما ، لكن يُستأنس بما فيه من جواز رقية العجماوات بالإضافة لأثر حنظلة وهو صحابي صغير -رضي الله عن جميع الصحابة- هذا والله تعالى أعلى وأعلم.


    منقول من أبوصهيب عاصم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •