تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إن الله تعالى يقول : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا ، فحمدني و صبر على ما ابتليته به ، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي إن الله تعالى يقول : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا ، فحمدني و صبر على ما ابتليته به ، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته

    2009 - " إن الله تعالى يقول : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا ، فحمدني و صبر على
    ما ابتليته به ، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا ، و يقول
    الرب للحفظة : إني أنا قيدت عبدي هذا و ابتليته ، فأجروا ( له ) من الأجر ما
    كنتم تجرون له قبل ذلك و هو صحيح " .


    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 20 :
    أخرجه أحمد ( 4 / 123 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 309 - 310 ) و ابن
    عساكر في " التاريخ " ( 8 / 8 / 2 ) عن إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود عن أبي
    الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق و هجر بالرواح ، فلقي شداد بن أوس
    و الصنابحي معه ، فقلت : أين تريدان رحمكما الله ؟ فقالا : نريد ههنا ، إلى أخ
    لنا مريض نعوده ، فانطلقت معهما حتى دخلنا على ذلك الرجل ، فقالا له : كيف
    أصبحت ؟ قال أصبحت بنعمة الله و فضله ، فقال شداد : أبشر فإني سمعت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى رجاله ثقات و في راشد بن داود - و هو
    الصنعاني الدمشقي - خلاف ، وثقه ابن معين و دحيم و ابن حبان . و قال البخاري :
    " فيه نظر " . و قال الدارقطني : " ضعيف لا يعتبر به " . و قال الحافظ في
    " التقريب " : " صدوق له أوهام " .
    قلت : فمثله حسن الحديث إذا لم يرو منكرا ، و هذا الحديث له شواهد معروفة و قد
    مضى بعضها فانظر مثلا الحديث ( 272 ) .
    ( تنبيه ) : قال المناوي : قال الهيثمي : " خرجه الكل من رواية إسماعيل بن عياش
    عن راشد الصنعاني ، و هو ضعيف عن غير الشاميين . اهـ .
    و لم يبال المصنف بذلك فرمز لحسنه " .
    قلت : و قد فات الهيثمي ثم المناوي أن راشدا هذا ليس من صنعاء اليمن ، و إنما
    هو من صنعاء دمشق ، و لذلك ذكروا أنه دمشقي ، فإعلال الحديث بما ذكروا وهم محض
    ، فتنبه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: إن الله تعالى يقول : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا ، فحمدني و صبر على ما ابتليته به ، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم و

    الشيخ محمد ناصر الالباني / متفرقات
    شرح كتاب الترغيب والترهيب-149
    تتمة لباب : " الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره " شرح حديث شداد رضي الله عنه قال : ( إن الله يقول: إذا ابتليت عبداً مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا ... ). حفظ

    الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
    (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
    (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً )) .
    أما بعد :
    فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    لا نزال في باب " الترغيب في الصبر على البلاء " من كتاب * الترغيب والترهيب * للحافظ المنذري، وقد وصل بنا الدرس السابق إلى الحديث السادس والأربعين من نسختي وهو حديث حسن وهو قوله .
    وعن أبي الأشعث الصنعاني : ( أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر ما راح فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه فقلت : أين تريدان يرحمكما الله تعالى ؟ فقالا : نريد هاهنا إلى أخ لنا من مضر نعوده، فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له : كيف أصبحت ؟ فقال أصبحت بنعمة، فقال شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن الله يقول إذا ابتليت عبداً مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه كيوم ولدته أمه من الخطايا ويقول الرب عز وجل أنا قيدت عبدي وابتليته فأجروا له كما كنتم ترجرون له وهو صحيح ) رواه أحمد من طريق إسماعيل بن عياش، عن راشد الصنعاني، والطبراني في الكبير والأوسط، وله شواهد كثيرة .
    قبل التعليق على هذا الحديث أريد أن أذكر بأن في نسختي سقطا عجيباً فمن كان عنده نسخة من الترغيب فلينظر إن كان هذا السقط فيها أيضاً فليستدركه.
    هذا السقط يبدأ بعد قوله في نسختي هنا: ( فحمدني على ما ابتليته ) الزيادة الآن: ( فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الرب عز وجل : أنا قيدت عبدتي وابتليته ) كل هذا سقط من نسخة الترغيب طبع منير الدمشقي، وما أظن النسخ الأخرى إلا مثلها .
    نعود الآن إلى الحديث: راوي هذا الحديث رجل ثقة من التابعين هو أبو الأشعث الصنعاني وهو من ثقات رجال مسلم، والآن لو يحسن التنبيه أن الصنعاني هنا ليس نسبة لصنعاء اليمن وإنما هنا في الشام بلدة تعرف أيضاً بصنعاء ، هذا أبو الأشعث دمشقي صنعاني ، يقول أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر الرواح يعني بكر في الذهاب إلى مسجد دمشق، فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه وهذا رجل من التابعين وقيل إن له صحبة الصنابحي هذا، أما شداد فهو صحابي مشهور ، قال أبو الأشعث الصنعاني : فقلت أين تريدان يرحمكما الله تعالى فقالا : نريد هاهنا إلى أخ لنا من مضر نعوده، قال: فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له : كيف أصبحت ؟ فقال : أصحبت بنعمة، فنلاحظ بأن هذا الرجل المريض الذي عاده شداد بن أوس ومن معه من صاحبيه لم يشك ولم يتضجر من مرضه، وإنما قال : أصحبت بنعمة وهذه حقيقة، لأن الإنسان مهما أصيب بمصيبة ومهما ابتلي ببلاء فما أبقى الله عز وجل له من نعم أكثر وأكثر كما أشار إلى ذلك قول ربنا عز وجل: (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) فمن أجل ذلك أي من أجل قول هذا المريض جواباً لمن سأله كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بنعمة بشره شداد بهذا : أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإن سمعت رسول الله صلىى الله عليه وآله وسلم يقول : ( إن الله يقول : إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته ) هنا الشاهد من الحديث يعني أنه صبر على بلواه وحمد الله عز وجل على ما أبقى فيه من نعم أخرى بما يدل على أنه راض بقضاء الله عز وجل وقدره عليه.
    يقول في الحديث وهو حديث قدسي كما سمعتم: ( إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا ) أي إن مرضه المقرون بالصبر والحمد لله عز وجل يكون سبباً لتكفير ذنوبه كلها ويعود بسبب ذلك كيوم ولدته أمه.
    هذا من فضل المرض الذي يبتلى به الإنسان فيصبر عليه ، وليس هذا فقط بل إن الله عز وجل يقول كما في تمام الحديث يقول الرب عز وجل : أنا قيدت عبدي وابتليته أنا أسرته وأنا ابتليته قيدته منعته من الانطلاق من أن يتصرف في أموره الدينية والدنيوية، ولكن الله عز وجل لفضله الذي لا منتهى له يقول لملائكته : ( أجروا له كما كنتم ترجون له وهو صحيح ) قد مر أحاديث معنا في الدروس السابقة ما يشهد لهذه الجملة بصورة خاصة، أي أن الله عز وجل إذا ابتلى عبداً بمرض أو سافر عبد من عباده فالله عز وجل يتفضل على هذا العبد بأن يكتب له ما كان يفعله من الأعمال الصالحة في صحته وفي حال إقامته، فقوله عز وجل : ( فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح ) أيضاً يؤكد هذا المعنى، وهذا من فضائل الابتلاء الذي يبتلى به الإنسان فيصبر عليه فهو بالإضافة إلى أنه يرجع مغفوراً له كيوم ولدته أمه بالإضافة إلى ذلك أنه تكتب له أجور الأعمال الصالحة التي كانت يأتي بها قبل مرضه وفي حال صحته.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •