.............................. .............................. ...........
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب، كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب، كيف أسقيك، وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي، رواه مسلم.
قال النووي في شرح صحيح مسلم ،الجزء السادس عشر كتاب البر والصلة والآداب باب فضل عيادة المريض :
قوله عز وجل: (مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ).
قال العلماء: إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي: وجدت ثوابي وكرامتي، ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث: (لَو أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي… لَو سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي) أي: ثوابه، والله أعلم. انتهى .
الكثير من أهل السنة عندما يتكلم على هذا الحديث يتعرض للشبهة التي يثيرها أهل الكلام في محاولة إلزام أهل السنة بتأويل نصوص الصفات على وفق ما جاء في هذا الحديث . و لا يخفى عليكم أن الظاهر هنا يؤخذ من جملة الحديث بسياقه و سياقه .
و ليس هذا الذي أردت أن أتكلم عليه هنا
إنما أردت أن أنبه من يسلك منهج الخلف في تأويل نصوص الصفات أن ذاك العبد المذكور في الحديث الذي قال بين يدي الله عز وجل
كيف أعودك و أنت رب العالمين ؟
سلفي العقيدة لم يمشي على منهجكم في التأويل و لا التفويض لأن وجه استغرابه كان من حمله للكلام على ظاهره .
فإذا كان هذا الموطن من أشنع المواطن و أبشعها - استطعمتك - استسقيتك - في حمل النصوص على ظاهرها
فلم يكفر العبد و لم يعنفه الرب عز وجل على ذلك . فحجة العبد في فهمه من نفس كلام مولاه
و لم يطالبه ربه أن يكون عقله كعقل الرازي و لا الزمخشري
و إنما زاده من كلامه ما يفهم به مراده .
فسبحان من وفق أهل السنة لمنهج و دين يصلح في الدنيا و بين يديه سبحانه و تعالى
و الله أعلم