تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 56 من 56

الموضوع: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

  1. #41

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث السابع}
    سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في الإسناد والمتن جميعا:
    55- حدثنا أبو بكر حدثنا أبو خالد عن أيمن عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: بسم الله وبالله والتحيات لله.. ([1] )
    قال أبو الحسين: هذه الرواية غير المشهورة من التشهد غير ثابتة الإسناد والمتن جميعا، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد -فتابع فيه في بعضه([2] )- فيما:
    56- حدثنا قتيبة حدثنا الليث، وحدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حميد: حدثني أبو الزبير عن طاووس عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن([3] ).
    سمعت مسلما يقول: فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن أبي الزبير عن طاووس.
    وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
    وكل واحد من هذين([4] ) عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن.
    ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد "بسم الله وبالله".
    فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث([5] ) بخلاف الليث وعبد الرحمن في حفظهما إياه.. دخل الوهم أيضا في زيادته في المتن فلا يثبت ما زاد فيه.
    وقد روي التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منها ما روى أيمن في روايته قوله: "بسم الله وبالله" ولا ما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار" والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم([6]). ([7])



    ([1]) وتمامه: والصلوات والطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار. أخرجه ابن ماجه (902).

    ([2]) أي تابع عبد الرحمن الليث في بعضه؛ وذلك أن الليث رواه عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس ، وتابعه عبد الرحمن عن أبي الزبير عن طاووس، ولم يذكر سعيد بن جبير، كما أن عبد الرحمن اقتصر على" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن" ولم يذكر ألفاظ التشهد بينما ذكرها الليث فقال: كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات المباركات الصلوات... ولم يذكر بسم وبالله.

    ([3]) أخرجه مسلم 1/302-303 (403).

    ([4] ) الليث وعبد الرحمن بن حميد.

    ([5] ) حيث جعله عن أبي الزبير عن جابر وهو من حديث ابن عباس.

    ([6] ) وليس كذلك أيمن بن نابل.

    ([7] ) التلخيص: روى أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر حديث التشهد وفيه زيادة ألفاظ ليست في مشهور الحديث.
    وخالفه الليث وعبد الرحمن فروياه عن أبي الزبير عن ابن عباس وهما أثبت في الرواية منه، فيكون أيمن قد أخطأ في جعله من مسند جابر، هذا وليس في حديث الليث تلك الزيادة في التشهد، وقد ورد التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح ولم يذكر في شيء منها تلك الزيادة فلا تثبت، ويكون أيمن قد أخطأ في الإسناد والمتن معا.

  2. #42

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    55- حدثنا أبو بكر حدثنا أبو خالد عن أيمن عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: بسم الله وبالله والتحيات لله.. ([1] )
    قال أبو الحسين: هذه الرواية غير المشهورة من التشهد غير ثابتة الإسناد والمتن جميعا، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد -فتابع فيه في بعضه([2] )- فيما:
    56- حدثنا قتيبة حدثنا الليث، وحدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حميد: حدثني أبو الزبير عن طاووس عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن([3] ).
    سمعت مسلما يقول: فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن أبي الزبير عن طاووس.
    وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
    وكل واحد من هذين([4] ) عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن.
    ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد "بسم الله وبالله".
    فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث([5] ) بخلاف الليث وعبد الرحمن في حفظهما إياه.. دخل الوهم أيضا في زيادته في المتن فلا يثبت ما زاد فيه.
    وقد روي التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منها ما روى أيمن في روايته قوله: "بسم الله وبالله" ولا ما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار" والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم([6]). ([7])


    قلتُ: حديث البصريين عن أيمن بن وائل على الوهم، وما تابعهم إلا أبو خالد الأحمر الكوفي ولعله سمعهم معهم بالبصرة.
    وخالفهم وكيع بن الجراح الكوفي فيما أخرجه أحمد في مسنده [22565]، فقال:
    حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بنُ نَابلٍ، عَنْ أَبي الزُّبيْرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ. اهـ.
    وهذا الصحابي المبهم هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما بينت رواية الليث، فدلس عنه أبو الزبير مرة، فتكون العلة ها هنا من أبي الزبير المعروف بالتدليس.
    وأما لفظ التشهد وزيادة التسمية في أولها، وزيادة الدعاء، فقد توبع فيها من طاوس راوي هذا الحديث.
    فيما أخرج السراج في مسنده [826]، فقال: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
    وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاؤُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ فِي التَّشَهُّدِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
    وَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ كَلِمَاتٍ كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ جِدًا،
    قُلْتُ فِي الْمَثْنَيَيْنِ كِلاهُمَا، قَالَ: بَلْ فِي الْمَثْنَى الآخِرِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ قُلْتُ: مَا هُوَ؟
    قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ،
    قَالَ: كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ، وَأَخْبَرَ بِهِنَّ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    لذلك دافع الحافظ ابن حجر في هدى الساري عن أيمن، وقال: وتكلموا فيه لزيادة في حديث واحد لعلها مدرجة. اهـ.
    وأما زعم الدارقطني بقوله: ليس بالقوي خالف الناس، ولو لم يكن إلا حديث التشهد، وخالفه الليث بْن سعد، وعمرو بْن الحارث، وزكريا بْن خَالِد، عن أبي الزبير. اهـ.
    فليس كذلك وإنما لا يثبت إلا من حديث الليث بن سعد، فأما حديث عمرو بن الحارث فالإسناد إليه مسلسل بالضعفاء أخرجه الطبراني في معجمه والدارقطني في سننه.
    وأما زكريا بن خالد، وكناه مرة بأبي الهيثم بياع القصب، فلم أجد له ترجمة، ولم أقف على إسناده، فإن كان كذلك فهو مجهول.
    والله أعلم.
    .

  3. #43

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    جزاك الله خيرا.

  4. #44

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث الثامن}
    سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي رويت على الغلط والتصحيف:
    57- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قَبيصة حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عَياض عن أبي سعيد قال: كنا نورِّثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني الجد([1] ).
    سمعت أبا الحسين يقول: هذا خبر صَحَّف فيه قَبيصة، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض([2]) قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني الطعام في زكاة الفطر. ([3] ).
    فلم يقم قراءته([4] ) فقلب قوله "نؤديه" إلى أن قال: "نورثه" ثم قلب له معنى فقال يعني الجد.([5] )



    ([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (31216).

    ([2]) عن أبي سعيد.

    ([3]) أخرجه أحمد (11698) قال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم حدثنا عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله صاعا من شعير، صاعا من تمر، صاعا من زبيب، صاعا من أقط.

    ([4]) أي أنه كان يقرأ من كتابه أثناء التحديث فقلب قوله "نؤديه" إلى أن قال: "نورثه" ثم قلب له معنى من رأسه توهما فقال يعني الجد.

    ([5]) التلخيص: روى قبيصة عن سفيان عن زيد بن أسلم عن عياض عن أبي سعيد قال كنا نورِّثه على عهد رسول الله يعني الجد، وهو تصحيف؛ فإن المحفوظ بهذا السند عن عياض هو "كنا نؤديه على عهد رسول الله " فصحفه قبيصة.
    وقد رواه البخاري عن قبيصة على الصواب (1505) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير. اهـ. وكأن قبيصة رواه على الخطأ مدة ثم نبه عليه فتنبه فرواه عنه البخاري على الصواب، وهكذا البخاري يتخير صحيح حديث الناس. أو لعله سمع الحديث من سفيان بلفظين: "نؤدي" و "نطعم" فتصحف عليه الأول وضبط الثاني.

  5. #45

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث الثامن}
    سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي رويت على الغلط والتصحيف:
    57- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قَبيصة حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عَياض عن أبي سعيد قال: كنا نورِّثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني الجد([1] ).
    قلتُ: ِعياض بكسر العين قولا واحدا، لا بفتحها، كما ذكر ابن نقطة في التكملة (4/224)، ولم يحكِ فيه خلافا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    سمعت أبا الحسين يقول: هذا خبر صَحَّف فيه قَبيصة، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض([2]) قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني الطعام في زكاة الفطر. ([3] ).
    فلم يقم قراءته([4] ) فقلب قوله "نؤديه" إلى أن قال: "نورثه" ثم قلب له معنى فقال يعني الجد.([5] )
    ـــــــــــ
    وقد رواه البخاري عن قبيصة على الصواب (1505) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير. اهـ. وكأن قبيصة رواه على الخطأ مدة ثم نبه عليه فتنبه فرواه عنه البخاري على الصواب، وهكذا البخاري يتخير صحيح حديث الناس. أو لعله سمع الحديث من سفيان بلفظين: "نؤدي" و "نطعم" فتصحف عليه الأول وضبط الثاني.
    ذكر بعضهم احتمال الخطأ من ابن أبي شيبة.
    قلت: هو منتفٍ بمتابعة غير واحد له، فيما أخرج البزار في مسنده كما في كشف الأستار [1387]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
    كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: الْجَدَّ.
    قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَحْسَبُ أَنَّ قَبِيصَةَ أَخْطَأَ فِي لَفْظِهِ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدِي: كُنَّا نُؤَدِّيهِ، يَعْنِي: زَكَاةَ الْفِطْرِ، وَلَمْ يُتَابَعْ قَبِيصَةُ عَلَى هَذَا غَيْرِهِ. اهـ.
    وحكاه عنه كذلك أبو زرعة وجزم بنسبة الخطأ إلى قبيصة، فيما ذكر ابن أبي حاتم في العلل [1641]، فقال:
    وَسئل أبو زرعة عَنْ حديث رَوَاهُ قُبَيْصَةُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ". يَعْنِي الْجَدَّ.
    فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا خطأ، أخطأ فيه قبيصة، إنما هو كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم. اهـ.
    والقول بتنبيه قبيصة أولا بتقديم ابن أبي شيبة عن البخاري في سماعه منه، ففيه نظر؛ لأن ابن هياج شيخ البزار - وهو في طبقة البخاري - رواه مصحفا عن قبيصة كذلك.
    ورواه أبو زرعة الرازي رحمه الله وهو متأخر عن البخاري.
    فيقال بأنه من انتقاء البخاري، وإلا فقد اختصر البخاري الخبر عن قبيصة اختصارا ظاهرا، فكأنه رواه بالمعنى كما أشار البيهقي.
    فأسنده بتمامه في السنن الكبير [4 : 172] من طريق مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَهَّابِ، قال:
    أنبأ قَبِيصَةُ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قال:
    " كُنَّا نُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ زَمَنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ ". اهـ.
    أخرجه الطحاوي في شرح معاني الأثار [1990]، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، بمثله.
    قلتُ: وسماع قبيصة المصحف عن سفيان الثوري مع عبد الرزاق بلفظ: "نؤديه"، فربما أصابته الغفلة هذه المرة عن الثوري.
    وما سمعه بلفظ: "نعطيه" فقد ضبطه، يدل على ذلك ما أخرجه الدارمي في سننه، فقال:
    أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا نُعْطِي عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
    وتوبع فيما أخرج البيهقي من طريق تَمْتَام، قال: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ:
    كُنَّا نُعْطِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه، وزاد قصة معاوية رضي الله عنه.
    ورواه الترمذي والنسائي في سننيهما
    من طريق وَكِيع، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قال:
    كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ، فذكر الحديث، وزادا: إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وزاد الترمذي وحده في آخره قول أبي سعيد: فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ. اهـ.

    والله أعلم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    وجزاكم مثله وزيادة، أخي الفاضل، وفقك الله.
    .

  6. #46

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    أحسن الله إليك.

  7. #47

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث التاسع}
    سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي في متنه وهم:
    58- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حجاج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق نصيبا له في عبد ضَمِن لأصحابه في ماله إن كان موسرا وإن لم يكن له مال بذل العبدُ([1] ). ([2] )
    وروى هذا الخبر غير واحد هذه الرواية [عن حجاج] ([3] ) عن نافع في استسعاء العبد فأعتق.
    والدليل على خطئه اتفاق الحفّاظ من أصحاب نافع على ذكرهم في الحديث المعنى الذي هو ضد السعاية، وخلاف الحفاظ المتقنين لحفظهم يبين ضعف الحديث من غيره.
    وسنذكر إن شاء الله ما روى الحفاظ من أصحاب نافع بخلاف من قدمنا روايته في هذا الخبر:
    59- حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق شِركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قُوِّم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه حصصهم وعَتَقَ عليه العبد وإلا فقد عَتَقَ منه ما أعتَق ([4] ). ([5] )
    وروى عبيد الله عن نافع بهذا([6] ).
    وأيوب([7] ).
    ويحيى بن سعيد([8] ).
    وجرير بن حازم([9] ).
    والليث([10] ).
    [وابن جريج] ([11] ).
    ومعمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر([12] ).
    وسفيان بن عيينة عن عمرو عن سالم([13] ).
    وحبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر([14] ).
    وعبد العزيز عن أهل مكة عن ابن عمر([15] ).
    قد ذكرنا جملة من رواة هذا الخبر عن ابن عمر وليس في حديث واحد منهم ذكر السعاية إلا الذين قدمنا حديثهم من قبل([16] ) .
    وفيما ذكر مالك وعبيد الله وأيوب وجرير بن حازم في حديثهم "فإن لم يكن له مال عتق منه ما عتق" بيان أن السعاية ساقطة عن العبد.
    وليس حجاج، وأشعث، والدالاني عن الصائغ([17]) بشيء يعتبر بهم مع الرواية من أحد هؤلاء([18] ) إذا خالفوه فكيف بهم جميعا وقد أطبقوا على الخلاف لهم.
    فأما ابن أبي ذئب([19] ) فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره وهو سماع الحجازيين. فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه([20] ) السعاية كان([21] ) قد لقن اللفظ ([22])؛لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق -فيما نرى- وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير([23] ). ([24] )


    ([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى 10/ 479.

    ([2]) والمعنى هو إذا كان العبد مملوكا لسيدين فأكثر فأعتق أحدهما نصيبه كالنصف، فهذا الذي أعتق يدفع المال لباقي الشركاء ليكتمل العتق إن كان موسرا؛ فإن لم يكن له مال ليدفعه لهم فعلى العبد أن يعمل ويسعى لسداد باقي نصيب الشركاء فتكتمل حريته، وهذا الذي يسمى الاستسعاء والسعاية.

    ([3]) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع، وهي زيادة لا بدّ منها لأن الذي روى عنه هذه الرواية غير واحد هو حجاج لا نافع. اهـ من تحقيق صالح ديّان.

    ([4]) أي صار النصيب الذي أعتقه حرا، والنصيب الآخر تحت الرق.

    ([5]) أخرجه البخاري (2522) ومسلم 2/1139 (1501).

    ([6]) أخرجه البخاري (2523) ومسلم 2/1139 (1501).

    ([7]) أخرجه البخاري (2524) ومسلم 2/1139 (1501).

    ([8]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501).

    ([9]) أخرجه البخاري (2553) ومسلم 2/1139 (1501).

    ([10]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501).

    ([11]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501)، وابن جريج إنما يرويه عن إسماعيل بن أمية عن نافع، وذكر صالح ديان أن هذا تصحيف وأن الصواب [جويرية] وحديثه في البخاري (2503).

    ([12]) أخرجه مسلم 2/1287 (1501) قال: وحدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.

    ([13]) أخرجه البخاري (2521) ومسلم 2/1287 (1501).

    ([14]) أخرجه النسائي في الكبرى (4917) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن عبد العزيز، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر.

    ([15]) أخرجه النسائي في الكبرى (4919) قال: وعن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، عن جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أشياخ من أهل مكة، عن ابن عمر.

    ([16]) لم يذكر من قدم روايتهم سوى الحجاج بن أرطاة عن نافع، ولعله من تصرف المختصر.

    ([17]) أما حديث الحجاج بن أرطاة فقد تقدم، وأما حديث أشعث بن سوار فلم أقف عليه إلا من روايته عن الحسن موقوفا عليه لا عن نافع فقد أخرجه ابن أبي شيبة (21858) قال: حدثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، قال: إن كان موسرا ضمن، وكان الولاء له، وإن كان معسرا سعى العبد، وكان الولاء بينهما.
    وحديث الدالاني عن الصائغ عن نافع أخرجه ابن أبي شيبة (21857) قال: حدثنا عبد السلام، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر، في عبد بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه قال: عليه أن يعتق بقيته، فإن لم يكن عنده سعى العبد في بقية ثمنه، وكانوا شركاء في الولاء.

    ([18]) كمالك وعبيد الله وأيوب وجرير بن حازم.

    ([19]) وهو من الحفاظ الكبار وقد رواه عنه ابن أبي فديك- كما تقدم في صحيح مسلم- بدون ذكر السعاية، ورواه عنه ابن أبي بكير كما في سنن البيهقي الكبرى (21327) قال: حدثنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق شركا مملوكا وعند الذي أعتقه ما يبلغ ثمنه ضمن نصيب صاحبه. فلم يذكر فيه السعاية. أما ذكر السعاية عن فلم أقف عليه.

    ([20]) أي ابن أبي ذئب.

    ([21]) أي ابن أبي ذئب.

    ([22]) أي ذكر له بعضهم لفظ السعاية على أنه من حديثه فحدث به وقد كان في غير بلده.

    ([23]) فتحصّل أن حديث ابن أبي ذئب الوارد عنه من طريق الحجازيين أصحّ مما ورد عنه من طريق العراقيين.

    ([24]) التلخيص: روى حديث السعاية عن نافع: حجاج بن أرطاة وأشعث بن سوار الكندي، وإبراهيم الصائغ- رواه عنه أبو خالد الدالاني- وخالفهم الحفاظ المتقنون من أصحاب نافع كمالك، وعبيد الله، وأيوب، ويحيى بن سعيد، وجرير بن حازم، والليث، وإسماعيل بن أمية، وتابع نافعا على عدم ذكر السعاية، سالم، وحبيب بن أبي ثابت، وأشياخ من أهل مكة فلا تكون محفوظة في حديث ابن عمر، وأما ابن أبي ذئب فتترجح رواية الحجازيين عنه التي ليس فيها ذكر السعاية. والله أعلم.

  8. #48

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث التاسع}
    سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي في متنه وهم:
    58- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حجاج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق نصيبا له في عبد ضَمِن لأصحابه في ماله إن كان موسرا وإن لم يكن له مال بذل العبدُ([1] ). ([2] )
    وروى هذا الخبر غير واحد هذه الرواية [عن حجاج] ([3] ) عن نافع في استسعاء العبد فأعتق.
    ـــــــــــــــ ـــــــ
    ـ([3]) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع، وهي زيادة لا بدّ منها لأن الذي روى عنه هذه الرواية غير واحد هو حجاج لا نافع. اهـ من تحقيق صالح ديّان.
    قلتُ: وبدون ذكر ما بين المعكوفتين، فهو سليم لا شيء في ذلك، فقد رواه غير الحجاج، ثم إنه عين في آخر الكلام، فذكر معه إبراهيم الصائغ، وأشعث بن سوار.
    ثم إنه خولف محمد بن نمير في أبيه من ابن أبي شيبة في مصنفه [5 : 201]، فقَالَ:
    حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي عَبْدٍ ضَمِنَ لِأَصْحَابِهِ فِي مَالِهِ إنْ كَانَ لَهُ مَالٌ ".
    وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ سَعَى الْعَبْدُ ". اهـ.
    وقد وافقه أشعث بن سوار وإبراهيم الصائغ كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا عليه كما سيأتي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    ([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى 10/ 479.
    لم يسندها البيهقي، إنما أسند حكاية إعلال ابن مهدي هذا الحديث لمن سأله.
    وقد أسندها محمد بن الحسن الشيباني في كتابه الأصل (5/97)، عن أبي يوسف، قال:
    عن الحجاج بن أرطأة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الرجل يعتق نصيبه في المملوك: فذكر نحوه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    [وابن جريج] ([11] ).
    ـــــــــــ
    ([11]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501)، وابن جريج إنما يرويه عن إسماعيل بن أمية عن نافع، وذكر صالح ديان أن هذا تصحيف وأن الصواب [جويرية] وحديثه في البخاري (2503).

    قلتُ: لا مانع أنه أراد أن يقول: وحديث ابن جريج في ذلك، وجاء بذكره؛ لكونه أشهر من إسماعيل بن أمية.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    وليس حجاج، وأشعث، والدالاني عن الصائغ([17]) بشيء يعتبر بهم مع الرواية من أحد هؤلاء([18] ) إذا خالفوه فكيف بهم جميعا وقد أطبقوا على الخلاف لهم.

    ذكر ابن حبان كلاما مثله في كتابه المجروحين في ترجمة الحجاج بعدما أسند الخبر عنه، فقال:
    ذِكْرُ الاسْتِسْعَاءِ فِي خَبَرِ ابْنِ عُمَرَ بَاطِلٌ، رَوَى هَذَا الْخَبَرَ مَالِكٌ، وَأَيُّوبُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ نَافِعٍ شَبِيهًا، بِعشْرين نفسا مِنَ الثِّقَاتِ لَمْ يَذْكُرُوا فِي خَبَرِهِمْ ذِكْرَ الاسْتِسْعَاءِ، وَلَيْسَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، لَوْ كَانَ ثِقَةً بِالَّذِي يُحْكَمُ لَهُ عَلَى جَمَاعَةِ عُدُولٍ خَالَفُوهُ. اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    ([17]) أما حديث الحجاج بن أرطاة فقد تقدم، وأما حديث أشعث بن سوار فلم أقف عليه إلا من روايته عن الحسن موقوفا عليه لا عن نافع فقد أخرجه ابن أبي شيبة (21858) قال: حدثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، قال: إن كان موسرا ضمن، وكان الولاء له، وإن كان معسرا سعى العبد، وكان الولاء بينهما.
    وحديث الدالاني عن الصائغ عن نافع أخرجه ابن أبي شيبة (21857) قال: حدثنا عبد السلام، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر، في عبد بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه قال: عليه أن يعتق بقيته، فإن لم يكن عنده سعى العبد في بقية ثمنه، وكانوا شركاء في الولاء.

    حديث أشعث فيما أخرج سعيد في سننه كما في المحلى لابن حزم (8/177)، فقال:
    نا هُشَيْمٌ نا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذَا أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي عَبْدٍ فَعَلَى الَّذِي أَعْتَقَ أَنْصِبَاءُ شُرَكَائِهِ إنْ كَانَ مُوسِرًا، وَإِنْ كَانَ مُعْسِرًا اسْتَسْعَى الْعَبْدَ. اهـ.
    ولكن كما ترى موقوف مثل رواية إبراهيم الصائغ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    فأما ابن أبي ذئب([19] ) فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره وهو سماع الحجازيين. فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه([20] ) السعاية كان([21] ) قد لقن اللفظ ([22])؛لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق -فيما نرى- وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير([23] ). ([24] )
    ـــــــــــــــ ــــــــ
    ([19]) وهو من الحفاظ الكبار وقد رواه عنه ابن أبي فديك- كما تقدم في صحيح مسلم- بدون ذكر السعاية، ورواه عنه ابن أبي بكير كما في سنن البيهقي الكبرى (21327) قال: حدثنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق شركا مملوكا وعند الذي أعتقه ما يبلغ ثمنه ضمن نصيب صاحبه. فلم يذكر فيه السعاية. أما ذكر السعاية عن فلم أقف عليه.
    قلتُ: هذا الكلام يحتاج إلى نظر إن نظر مسلم القاعدة من هذا الحديث وحده.
    فقد رواه أهل العراق عن ابن أبي ذئب بدون ذكر السعاية كرواية الجماعة.
    فيما أخرج الطحاوي في مشكل الآثار
    [3023]، فقال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ:
    أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، وَكَانَ لِلَّذِي يَعْتِقُ نَصِيبُهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَهُ، فَهُوَ عَتِيقٌ كُلُّهُ ". اهـ.
    توبع فيما أخرج البيهقي في سننه الكبير [10 : 276] من طريق يَزِيد بْن هَارُونَ، قال: أنبأ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به مرفوعا.
    والله أعلم.
    .

  9. #49

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    جزاك الله خيرا.

  10. #50

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث العاشر}
    سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي نقل على الوهم في متنه ولم يحفظ:
    60- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سعيد بن عبيد حدثنا بُشير بن يسار الأنصاري عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره: أن نفرا منهم(([1] انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا: ما قتلنا ولا علمنا. فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أتينا خيبر فتفرقنا فيها فوجدنا أحدنا قتيلا فقلنا للذين وجدناه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا ما قتلنا ولا علمنا. قال: تجيئون بالبينة على الذين تدعون عليهم. قالوا: ما لنا بينة. قال: فيحلفون لكم. قالوا: لا نقبل أيمان يهود. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُطَلَّ دمُهُ(([2] فَوَداه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من إبل الصدقة(([3].
    [وروي عن سعيد بن عبيد من رواية أبي نُعيم](([4]. (([5].
    قال أبو الحسين: هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته، ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهته؛ وذلك أنّ في الخبر(([6]: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالقسامة أن يحلف المدعون خمسين يمينا ويستحقون قاتلهم فأبوا أن يحلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبرئكم يهود بخمسين يمينا فلم يقبلوا أيمانهم فعند ذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عقله(([7].
    وسنذكر هذا الخبر بخلاف ما روى سعيد.
    61- حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يحيى عن بشير بن يسار(([8].
    وحماد بن زيد عن يحيى(([9].
    وبشر بن المفضل عن يحيى(([10].
    وعبد الوهاب عن يحيى. وسفيان بن عيينه عن يحيى(([11].
    وسليمان بن بلال عن يحيى(([12].
    وهشيم عن يحيى(([13].
    وعن ابن اسحاق(([14]حدثني بشير بن يسار(([15].
    وابن شهاب أخبرني أبو سلمة وسليمان بن يسار عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية.
    وروى هذا يونس عن ابن شهاب(([16].
    62- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن حُوَيِّصَة ومُحَيِّصَة أبناء مسعود، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا فلان خرجوا.. وساقه(([17].
    63- حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني الفضل عن الحسن أنه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بيهود فأبوا أن يحلفوا فرد القسامة على الأنصار فأبوا أن يحلفوا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العقل على يهود(([18].
    قال أبو الحسين: فقد ذكرنا جملة من أخبار أهل القسامة في الدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها مذكور فيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا وليس في شيء من أخبارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم البينه إلا ما ذكر سعيد بن عبيد في خبره، وترك سعيد القسامة في الخبر فلم يذكره(([19].
    وتواطؤ هذه الأخبار التي ذكرناها بخلاف رواية سعيد يقضي على سعيد بالغلط والوهم في خبر القسامة.
    وغير مشكل على من عقل التمييز بين الحفاظ من نقلة الأخبار ومن ليس كمثلهم أن يحيى بن سعيد أحفظ من سعيد بن عبيد وأرفع منه شأنا في طريق العلم وأسبابه؛ فلو لم يكن إلا خلاف يحيى إياه حين اجتمعا في الرواية عن بُشير بن يسار لكان الأمر واضحا في أن أولاهما بالحفظ يحيى بن سعيد و[أنه](([20] دافع لما خالفه(([21].
    غير أن الرواة قد اختلفوا في موضعين من هذا الخبر سوى الموضع الذي خالف فيه سعيد:
    وهو أن بعضهم ذكر في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ المُدَّعين بالقسامة(([22] وتلك رواية بشير بن يسار ومن وافقه عليه وهي أصح الروايتين.
    وقال الآخرون بل بدأ بالمدعى عليهم لسؤال ذلك(([23].
    والموضع الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم وداه من عنده وهو ما قال بشير في خبره ومن تابعه.
    وقال فريق آخرون بل أغرم النبي صلى الله عليه وسلم يهود الدية.
    وحديث بشير-يعني ابن يسار- في القسامة أقوى الأحاديث فيها وأصحها (([24]. (([25]



    ([1] ) أي الأنصار.

    ([2] ) أي يبطل.

    ([3]) أخرجه مسلم 3/1294 (1669) ساق السند ولم يذكر المتن.

    ([4]) أخرجه البخاري (6898) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سعيد بن عبيد، عن بشير بن يسار: زعم أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره: أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرقوا فيها.. الحديث.

    ([5]) في الأصل: وروى سعيد بن عبيد ثم من رواية أبي نعيم.

    ([6]) أي الثابت.

    ([7]) فموضع الوهم من سعيد بن عبيد أنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تجيئون بالبينة" بينما الرواة الآخرون لم يذكروا هذا بل ذكروا الأيمان الخمسين دون ذكر المطالبة بالبينة؛ فيكون ذكر البينة وهما.

    ([8]) أخرجه مسلم 3/1291 (1669) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن يحيى (وهو ابن سعيد)، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة- قال يحيى: وحسبت قال- وعن رافع بن خديج؛ أنهما قالا: خرج عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن زيد. حتى إذا كانا بخيبر تفرقا في بعض ما هنالك.. الحديث.

    ([9]) أخرجه البخاري (6143) ومسلم 3/1292 (1669) قال: وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري. حدثنا حماد بن زيد. حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج؛ أن محيصة بن مسعود وعبد الله بن سهل انطلقا قبل خيبر. فتفرقا في النخل. فقتل عبد الله بن سهل. فاتهموا اليهود.. الحديث.

    ([10]) أخرجه البخاري (2702) ومسلم 3/1293 (1669) قال: وحدثنا القواريري. حدثنا بشر بن المفضل. حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

    ([11]) أخرج حديثهما مسلم 3/1293 (1669) قال: حدثنا عمرو الناقد. حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبد الوهاب (يعني الثقفي) جميعا عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة.

    ([12]) أخرجه مسلم 3/1293 (1669) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار؛ أن عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن زيد الأنصاريين، ثم من بني حارثة.. الحديث.

    ([13]) أخرجه مسلم 3/1293 (1669) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار؛ أن رجلا من الأنصار من بني حارثة يقال له عبد الله بن سهل بن زيد. انطلق هو وابن عم له يقال له محيصة بن مسعود بن زيد. وساق الحديث بنحو حديث الليث إلى قوله: فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده.

    ([14]) متابعا يحيى.

    ([15]) أخرجه أحمد (16096) قال: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، قال: خرج عبد الله بن سهل أخو بني حارثة يعني في نفر من بني حارثة إلى خيبر... الحديث.

    ([16]) أخرجه مسلم 3/1295 (1670) حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى (قال أبو الطاهر: حدثنا. وقال حرملة: أخبرنا) ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار، مولى ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية.

    ([17] ) أخرجه ابن ماجه (2678) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو خالد الأحمر به.

    ([18] ) أخرجه عبد الرزاق (18255). وفي هذا الخبر مخالفة في قوله: أنه بدأ بأيمان اليهود، وفي جعله الدية على اليهود.

    ([19] ) فتفرد بذكر البينة ولم يذكر القسامة التي هي حلف خمسين يمينا.

    ([20]) أي ما رواه يحيى عن بشير، وهي زيادة من عندي يقتضيها المعنى.

    ([21]) فكيف إذا ضم لرواية يحيى ما سبق من المتابعة والشواهد.

    ([22]) وهم الأنصار.

    ([23]) أي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا.

    ([24]) فيتحصل أن الصحيح في خبر القسامة خلوه من ذكر البينة خلافا لسعيد بن عبيد، وأن الأصحّ أنه صلى الله عليه وسلم بدأ المدعين بالقسامة، وأنه وداه من عنده صلى الله عليه وسلم.

    ([25]) التلخيص: روى سعيد بن عبيد عن بشير عن سهل حادثة الأنصار في خيبر وذكر في حديثه أنه صلى الله عليه وسلم سأل عن البينة وخالفه يحيى بن سعيد الأنصاري وهو أحفظ منه وقد تابعه ابن إسحاق ولخبره شواهد فتترجح روايته على رواية سعيد. ورواية يحيى عن بشير بن يسار في القسامة أقوى الأحاديث فيها وأصحها.

  11. #51

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث العاشر}
    سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي نقل على الوهم في متنه ولم يحفظ:
    60- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سعيد بن عبيد حدثنا بُشير بن يسار الأنصاري عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره: أن نفرا منهم(([1] انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا: ما قتلنا ولا علمنا. فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أتينا خيبر فتفرقنا فيها فوجدنا أحدنا قتيلا فقلنا للذين وجدناه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا ما قتلنا ولا علمنا. قال: تجيئون بالبينة على الذين تدعون عليهم. قالوا: ما لنا بينة. قال: فيحلفون لكم. قالوا: لا نقبل أيمان يهود. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُطَلَّ دمُهُ(([2] فَوَداه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من إبل الصدقة(([3].
    [وروي عن سعيد بن عبيد من رواية أبي نُعيم](([4]. (([5].
    ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،
    ([5]) في الأصل: وروى سعيد بن عبيد ثم من رواية أبي نعيم.
    ولعل توجيه العبارة التي في الأصل: وروى سعيد بن عبيد ثَمَّ - بفتح الثاء المثلثة وتشديد الميم - من رواية أبي نعيم.
    يعني أنه روى سعيد بن عبيد هنا من رواية أبي نعيم [بزيادة:
    فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا، فَقَالَ: " الْكُبْرَ الْكُبْرَ].
    وهذه الزيادة لم يذكرها عبد الله بن نمير، والحديث مشهور جدا من حديث أبي نعيم حتى تندر من يتابعه.
    ومما ندر متابعة أخرجها ابن خزيمة في صحيحه [2232]، ولم يسق المتن بتمامه فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ،
    حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِهِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي حَثْمَةَ، أَخْبَرَهُ، وذكر موضع الشاهد من الحديث.
    وروى بالمعنى مالك بن سعير - فيه كلام -، فقال: "ففداه"، بدلا من: "فوداه"، ولم يقل: قالوا: ما قتلنا ولا علمنا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    قال أبو الحسين: هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته، ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهته؛ وذلك أنّ في الخبر(([6]: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالقسامة أن يحلف المدعون خمسين يمينا ويستحقون قاتلهم فأبوا أن يحلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبرئكم يهود بخمسين يمينا فلم يقبلوا أيمانهم فعند ذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عقله(([7].
    قلتُ: لا يظهر لي الوهم الذي يقصده أبو الحسين، إنما زاد سعيد بن عبيد زيادة في أول الخبر، ونقص في آخر الخبر، فكان ماذا؟
    ولا زال الثقات يزيد بعضهم على بعض في الروايات، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
    قوله: (تَأتُونَ بِالبَيِّنَةِ عَلَى مَن قَتَلَهُ، قالُوا: ما لَنا بَيِّنَة)، كَذا فِي رِوايَة سَعِيد بن عُبَيد، ولَم يَقَع فِي رِوايَة يَحيَى بن سَعِيد الأَنصارِيّ، ولا فِي رِوايَة أَبِي قِلابَةَ الآتِيَة فِي الحَدِيث الَّذِي بَعده لِلبَيِّنَةِ ذِكرٌ، ..
    كَذا فِي رِوايَة سَعِيد بن عُبَيد لَم يَذكُر عَرض الأَيمان عَلَى المُدَّعِينَ كَما لَم يَقَع فِي رِوايَة يَحيَى بن سَعِيد طَلَب البَيِّنَة أَوَّلاً، وطَرِيق الجَمع أَن يُقال حَفِظَ أَحَدُهُم ما لَم يَحفَظ الآخَر، فَيُحمَل عَلَى أَنَّهُ طَلَبَ البَيِّنَة أَوَّلاً فَلَم تَكُن لَهُم بَيِّنَة، فَعَرَضَ عَلَيهِم الأَيمان فامتَنَعُوا، فَعَرَضَ عَلَيهِم تَحلِيف المُدَّعَى عَلَيهِم فَأَبَوا. اهـ.

    قلتُ: وقد أخرج البخاري حديث سعيد بن عبيد في الصحيح مسندا، ورجحه النسائي وصوبه وغير واحد من أهل العلم.
    وتوبع فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [5628]، والدارقطني في سننه [3164]، من طريق عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيّ، قال: نَا أَبِي، نَا قَيْسٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: " خَرَجَ قَوْمٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى خَيْبَرَ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَيِّنَتُكُمْ، قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: فَتَنْفُلُكُمْ أَيْمَانُهُمْ، فَقَالُوا: إِذًا تَقْتُلُنَا الْيَهُودُ، قَالَ: فَأَيْمَانُكُمْ أَنْتُمْ، قَالُوا: لَمْ نَشْهَدْ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَالٍ أَتَاهُ ". اهـ.
    ويروى عن قيس من طريق آخر، وقد زاد الحافظ شاهدين أذكرهما فيما بعد.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    وسنذكر هذا الخبر بخلاف ما روى سعيد..
    62- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن حُوَيِّصَة ومُحَيِّصَة أبناء مسعود، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا فلان خرجوا.. وساقه(([17].
    قال أبو الحسين: فقد ذكرنا جملة من أخبار أهل القسامة في الدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها مذكور فيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا وليس في شيء من أخبارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم البينه إلا ما ذكر سعيد بن عبيد في خبره.
    قلتُ: الحجاج بن أرطأة المذكور في المثال السابق، قد زاد عليه من هو أوثق منه عن عمرو بن شعيب.
    فيما أخرج النسائي في سننه
    [4720]، فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ الْأَصْغَرَ أَصْبَحَ قَتِيلًا عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَقِمْ شَاهِدَيْنِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ أَدْفَعْهُ إِلَيْكُمْ بِرُمَّتِهِ "، وذكر الحديث بتمامه.
    قال الحافظ ابن حجر:
    وهَذا السَّنَد صَحِيح حَسَن وهُو نَصٌّ فِي الحَمل الَّذِي ذَكَرته فَتَعَيَّنَ المَصِيرُ إِلَيهِ.
    وقَد أَخرَجَ أَبُو داوُدَ أَيضًا مِن طَرِيق عَبايَة بن رِفاعَة عَن جَدّه رافِع بن خَدِيج قالَ: أَصبَحَ رَجُل مِنَ الأَنصار بِخَيبَر مَقتُولاً، فانطَلَقَ أَولِياؤُهُ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: شاهِدانِ يَشهَدانِ عَلَى قَتل صاحِبكُم، قالَ: لَم يَكُن ثَمَّ أَحَد مِنَ المُسلِمِينَ وإِنَّما هُم اليَهُود وقَد يَجتَرِئُونَ عَلَى أَعظَمَ مِن هَذا. اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    وترك سعيد القسامة في الخبر فلم يذكره(([19].
    ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،
    ([19] ) لم يذكر القسامة التي هي حلف خمسين يمينا.
    قلتُ: حلف خمسين يمينا بيان لمن لم يذكر عدد الحلف فلا يضر.
    إنما يريد أن سعيد بن عبيد لم يذكر القسامة للأنصار، وإلا فقد ذكر القسامة لليهود.
    والله أعلم.
    .

  12. #52

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    وجزاكم مثله وزيادة ونفع بكم.
    .

  13. #53

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    أحسن الله إليك.

  14. #54

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث الحادي عشر}
    سمعت مسلما يقول: ذكر خبر واه يدفعه الأخبار الصحاح:
    64- حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا سلمة بن وردان(([1] عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه فقال يا فلان هل تزوجت قال: لا... وساقه(([2].
    قال مسلم: هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس إنه خبر يخالف الخبر الثابت المشهور؛ فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الشائع من قوله "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" فقال ابن وردان في روايته "إنها ربع القرآن"، ثم ذكر في خبره من القرآن: خمس سور يقول في كل واحد منها "ربع القرآن" وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه. (([3]
    ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الإخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة بلفظه باللسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن روايته، وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة، ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا.
    وسنذكر إن شاء الله ما صحّ من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة "قل هو الله أحد" أنها تعدل ثلث القرآن:
    فرواه مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد عن قتادة بن النعمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها تعدل ثلث القرآن (([4].
    ورواه يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن سالم عن معدان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا (([5].
    وجرير بن حازم عن قتادة عن أنس (([6].
    والزهري عن حميد عن أمه أم كلثوم عن النبي صلى الله عليه وسلم (([7].
    وسويد بن سعيد(([8] حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن ربيع بن خُثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا (([9].
    وعن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (([10].
    وزكريا عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (([11].
    وعمرو بن عثمان أخبرني موسى بن طلحة قال سمعت أبا أيوب (([12]. (([13]



    ([1]) سلمة بن وردان أبو يعلى، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي - وسئل عن سلمة بن وردان - فقال: ليس بقوي، تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات إلا في حديث واحد، يكتب حديثه. وقال أيضا: سمعت أبي وأبا زرعة - وذكرا سلمة بن وردان - فقالا: لا نعلم أنه حدث حديثا عن أنس شاركه فيه غيره إلا في حديث واحد: حديث أنس عن معاذ " من مات لا يشرك بالله شيئا " فإن هذا قد شاركه فيه غيره. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/175.

    ([2]) وتمامه: وليس عندي ما أتزوج به قال: أليس معك قل هو الله أحد؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك يا أيها الكافرون؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت الأرض؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا جاء نصر؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك: آية الكرسي الله لا إله إلا هو؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: تزوج، تزوج، تزوج، ثلاث مرات. أخرجه أحمد (13309).

    ([3]) إذْ كيف تكون خمس سور كل منها ربع القرآن، والربع جزء من أربعة؟!

    ([4]) أخرجه النسائي (995) عن قتيبة عن مالك به.

    ([5]) أخرجه مسلم 1/556 (811) قال: وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار، قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد به.

    ([6]) أخرجه ابن ماجه (3788) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس فذكره.

    ([7]) أخرجه أحمد (27274) قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.

    ([8]) هو شيخ مسلم.

    ([9]) أخرجه أحمد (23554) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، من الأنصار، عن أبي أيوب.

    ([10]) أخرجه أبو داود الطيالسي (651) قال: حدثنا شعبة به.

    ([11]) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (689) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق الكوفي قال حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن أبي اسحق عن عمرو بن ميمون قال حدثني بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي قال: "قل هو الله أحد" ثلث القرآن.

    ([12]) أخرجه النسائي في الكبرى (10463) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن عمرو بن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة: أن أبا أيوب، كان يقول: إن الله الواحد الصمد تعدل بثلث القرآن.

    ([13]) التلخيص: روى سلمة بن وردان حديثا جاء فيه أن سورة الإخلاص ربع القرآن وذكر أربعة أرباع أخرى من القرآن، وهو مخالف للخبر الثابت المشهور من أن "قل هو الله أحد" ثلث القرآن فيكون خبر سلمة منكرا.

  15. #55

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث الحادي عشر}
    سمعت مسلما يقول: ذكر خبر واه يدفعه الأخبار الصحاح:
    64- حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا سلمة بن وردان(([1] عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه فقال يا فلان هل تزوجت قال: لا... وساقه(([2].
    سبحان الله، مع أن هذا إسناد ثلاثي عالٍ عزيز أن يقع مثله لمسلم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    قال مسلم: هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس إنه خبر يخالف الخبر الثابت المشهور؛ فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الشائع من قوله "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" فقال ابن وردان في روايته "إنها ربع القرآن"، ثم ذكر في خبره من القرآن: خمس سور يقول في كل واحد منها "ربع القرآن" وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه. (([3]
    ([3]) إذْ كيف تكون خمس سور كل منها ربع القرآن، والربع جزء من أربعة؟!
    يمكن أن يؤول الحديث على أنها ربع القرآن في الجزاء لا الإجزاء كما في الصحيح من حديث أبي سعيد رضي الله عنه في فضل قل هو الله أحد.
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
    وفيه استعمال اللفظ في غير ما يتبادر للفهم لأن المتبادر من إطلاق ثلث القرآن أن المراد ثلث حجمه المكتوب مثلا، وقد ظهر أن ذلك غير مراد.
    تنبيه: أخرج الترمذي والحاكم وأبو الشيخ من حديث بن عباس رفعه إذا زلزلت تعدل نصف القرآن والكافرون تعدل ربع القرآن.
    وأخرج الترمذي أيضا وبن أبي شيبة وأبو الشيخ من طريق سلمة بن وردان عن أنس أن الكافرون والنصر تعدل كل منهما ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن.
    زاد بن أبي شيبة وأبو الشيخ وآية الكرسي تعدل ربع القرآن.
    وهو حديث ضعيف لضعف سلمة وإن حسنه الترمذي.
    فلعله تساهل فيه لكونه من فضائل الأعمال وكذا صحح الحاكم حديث بن عباس وفي سنده يمان بن المغيرة وهو ضعيف عندهم. اهـ.
    قلتُ: ولعل التحسين لشواهده؛ وأيضا لرواية الثوري لبعضه عن سلمة بن وردان، والحديث تواتر بين أوساط التابعين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الإخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة بلفظه باللسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن روايته، وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة، ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا.

    قلتُ: رواه بعضهم عن سلمة بلفظ ثلث القرآن.
    فيما أخرج الترمذي في سننه [2895] وحسنه، فقال: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ مَعَكَ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: ثُلُثُ الْقُرْآنِ، وساق الحديث.
    وذكر بعضهم أنه اختلف على ابن أبي فديك، وذكر ما أخرجه ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٣٣٦ من طريق:
    سريج بن يونس، عن ابن أبي فديك، عن سلمة بن وردان، عن أنس بلفظ: «ربع القرآن».
    قلتُ: وتوبع الترمذي فيما أخرج المستغفري في فضائل القرآن (١٠٢٦)، من طريق:
    حاجب بن سليمان، قال: حدثنا ابن أبي فديك حدثنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك بلفظ: «ثلث القرآن».
    وقد توبع على التثليث فيما أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن [297]، فقال: أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا فُلانُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ فَقَالَ: لا، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: ثُلُثُ الْقُرْآنِ، وساق الحديث.
    فهو محفوظ عن القعنبي على الوجهين مثل ابن أبي فديك.
    فيظهر أن هذا اضطراب من سلمة نفسه؛ لضعفه، والشواهد تقوي لفظة التثليث.
    أما بقية الحديث في التزويج بالقرآن، فله أصل متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    وجرير بن حازم عن قتادة عن أنس
    قلتُ: أنكره ابن عدي، وقال: وهذه الأحاديث عَن قتادة، عَنْ أَنَسٍ الَّتِي أمليتها لا يتابع جريرا أحد إلا حديث.
    قلتُُ: توبع فيما أخرج أبو الشيخ في الطبقات [653]، فقال:
    حَدَّثَنَـا ابْنُ الْجَارُودِ، قال: ثنا الْحَسَنُ، قال: ثنا التَّبُوذَكِيُّ ، قال: ثنا أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَفَعَهُ مَرَّةً، قَالَ: فذكره.
    وتوبع فيما أخرج الطبراني في الأوسط [7287]، من طريق ابن التل عن أبيه، قال:
    حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " أَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ؟ " قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكَ؟ قَالَ: " يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ". اهـ.
    قلتُ: خولف في وصله فيما أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن، فقال:
    أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
    والله أعلم.
    .

  16. #56

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    أحسن الله إليك.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •