{الحديث السابع}سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في الإسناد والمتن جميعا:
55- حدثنا أبو بكر حدثنا أبو خالد عن أيمن عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: بسم الله وبالله والتحيات لله.. ([1] )
قال أبو الحسين: هذه الرواية غير المشهورة من التشهد غير ثابتة الإسناد والمتن جميعا، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد -فتابع فيه في بعضه([2] )- فيما:
56- حدثنا قتيبة حدثنا الليث، وحدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حميد: حدثني أبو الزبير عن طاووس عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن([3] ).
سمعت مسلما يقول: فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن أبي الزبير عن طاووس.
وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وكل واحد من هذين([4] ) عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن.
ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد "بسم الله وبالله".
فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث([5] ) بخلاف الليث وعبد الرحمن في حفظهما إياه.. دخل الوهم أيضا في زيادته في المتن فلا يثبت ما زاد فيه.
وقد روي التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منها ما روى أيمن في روايته قوله: "بسم الله وبالله" ولا ما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار" والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم([6]). ([7])
([1]) وتمامه: والصلوات والطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار. أخرجه ابن ماجه (902).
([2]) أي تابع عبد الرحمن الليث في بعضه؛ وذلك أن الليث رواه عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس ، وتابعه عبد الرحمن عن أبي الزبير عن طاووس، ولم يذكر سعيد بن جبير، كما أن عبد الرحمن اقتصر على" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن" ولم يذكر ألفاظ التشهد بينما ذكرها الليث فقال: كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات المباركات الصلوات... ولم يذكر بسم وبالله.
([3]) أخرجه مسلم 1/302-303 (403).
([4] ) الليث وعبد الرحمن بن حميد.
([5] ) حيث جعله عن أبي الزبير عن جابر وهو من حديث ابن عباس.
([6] ) وليس كذلك أيمن بن نابل.
([7] ) التلخيص: روى أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر حديث التشهد وفيه زيادة ألفاظ ليست في مشهور الحديث.
وخالفه الليث وعبد الرحمن فروياه عن أبي الزبير عن ابن عباس وهما أثبت في الرواية منه، فيكون أيمن قد أخطأ في جعله من مسند جابر، هذا وليس في حديث الليث تلك الزيادة في التشهد، وقد ورد التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح ولم يذكر في شيء منها تلك الزيادة فلا تثبت، ويكون أيمن قد أخطأ في الإسناد والمتن معا.