رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس ع ح
هل ذات النبي ينفعك عند الله عندما تدعو الله به !
ذات النبي لم ينفع عمه الذي كان يذب عنه ، قال الله ( إنك لا تهدي من أحببت ) ،
ولذلك ادعو الله بما ينفعك عنده من عمل صالح ، ومثال ذلك حبك لرسوله صلى الله عليه وسلم ,
هذا تعليل معارض للسنة فيما أرى
أما ذاته الشريفة فقد ثبت الاستشفاء بمس آثارها، وذلك قضاء حاجة بسبب ذاته
فأي تسبب للمتبرك يقتضي شفاءه بها سوى المس ؟!
وهل هو أقوى من قوله: ”أسألك بنبيك“ ؟!
وأما كون عمله الصالح صلى الله عليه وسلم أو عمل غيره من الصالحين هو الوسيلة لقضاء حوائج الناس فقد دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في رواية النسائي برقم (3178):
”إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم“
حيث ذكر أسباب النصر فعدَّ مع دعائهم ”صلاتهم وإخلاصهم“ وهذا نص في كون صلاتهم وإخلاصهم وسيلة كدعائهم.
والرواية التي بعدها ”إنما ترزقون وتنصرون بضعيفكم“، وكلاهما سنده صحيح
وقد جعل النسائي عنوانهما: ”الاستنصار بالضعيف“ وهما يوضحان أن عمل الغير حين يدعو لنا هو الوسيلة في الحقيقة
بوركت.
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
موقف أبى حنيفة من التوسل
جاء في الدر المختار وهو من أشهر كتب الحنفية ما نصه " عن أبى حنيفة قال : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به ، والدعاء المأذون فيه المأمور به : هو ما استفيد من قوله تعالى { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [ الأعراف 180 ] .
قال أبو حنيفة " وأكره أن يقول : بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك " . وقال أبو يوسف " لا يدعى الله بغيره " . الفتاوى الهندية 5 / 280 الفقه الأكبر شرح ملا علي قاري 110 .
وقال المرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين " وقد كره أبو حنيفة وصاحباه أن يقول الرجل : أسألك بحق فلان ، أو بحق أنبيائك ورسلك ، إذ ليس لأحد على الله حق " . إتحاف السادة 2 / 285 جلاء العينين 452 .
وهذا ما قاله البلدجي في شرح المختار. والقدوري في شرح الكرخي . ونقله العلائي في شرح التنوير عن التتارخانية عن أبي حنيفة . قال ابن عابدين في رد المحتار على الدر المختار" قوله: وكره بحق رسلك ... ) هذا لم يخالف فيه أبو يوسف ، بخلاف مسألة المتن السابقة كما أفاده الاتقاني . أ . هـ .
وقال تحت قوله ( لأنه لا حق للخلق على الخالق ) : ومجرد إيهام اللفظ ما لا يجوز كاف في المنع فلا يعارض خبر الآحاد ، فلذا والله أعلم أطلق أئمتنا المنع " أ. هـ.
" والمراد بالكراهة كراهة التحريم التي هي في مقابلة ترك الواجب ، وقد ذكروا من قواعدهم أن الكراهة حيث أطلقت فالمراد منها التحريم ، وممن نبه على ذلك : ابن نجيم في البحر الرائق وغيره ، حيث قال : وأفاد صحة إطلاق الحرمة على المكروه تحريماً " الرد على القبوريين 139 ..
وفي كتاب ( الهداية ) للمرغيناني الحنفي (593هـ) تحت عنوان مسائل متفرقة (4/96) قال : (( ويكره أن يقول الرجل في دعائه أسألك بمعقد العز من عرشك))....
و (( يكره أن يقول الرجل في دعائه بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك )) لأنه لاحق للمخلوق على الخالق )) . انتهى
ففي هذه النصوص عن أبي حنيفة أبلغ رد على ادعاء السبكي أنه لم ينكر التوسل أحد من السلف ولا من الخلف غير ابن تيمية.
فأما السلف : فأبو حنيفة منهم ، وقد أنكر التوسل .
وأما الخلف فحدِّث ولا حرج فيما خالفوا فيه سلفهم .
نرد اختلافهم إلى الكتاب والسنة
وإنما الخلاف في التوسل بالذوات وقد منعه أبو حنيفة وأصحابه . وأجازه ابن عبد السلام بشخص رسول الله e دون غيره فقال " ينبغي كون هذا مقصوراً على النبي لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون مما خص به تنبيهاً على علو رتبته وسمو مرتبته " . انظر ( حاشية الهيتمي على الإيضاح 452 فيض القدير للمناوي 2 / 135 ) وفتاوى العز بن عبد السلام ص 126 .
وهو جائز في إحدى الروايات عن أحمد. مع أن ابن تيمية يرويه عنه بصيغة التمريض ( رُوِيَ )
فما موقفنا نحن من اختلافهم . هل نترك المسألة هكذا من غير تصويب وترجيح أحد أقوالهم ؟
قال ابن تيميه " إن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه ، فتكون مسألة نزاع ، فيُردّ ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 121 .، كما قال تعالى { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } .
إننا نقول : قد توسل عمر بالعباس وترك التوسل برسول الله e بعد موته أمام جمهور الصحابة وأقروه بلا إنكار واحد منهم ، فنحن مع تقديرنا للعز بن عبد السلام رحمه الله نرغب عن فتواه تمسكاً بما أجمع عليه أصحاب محمد e . فإن عدولهم عن التوسل بالنبي e بعد موته إلى العباس (وكان آنذاك حياً) دليل واضح على أن المشروع ما سلكوه دون غيره .
لذا فمن لا يفرق بين التوسل بالحي وبين التوسل بالميت نحتج عليه بتوسل الصحابة بالنبي e وهو حي ، فلما مات تركوا التوسل به وعدلوا عن التوسل به إلى التوسل بالعباس .
فقد وردت روايتان متعارضتان عن أحمد إحداها تجيز التوسل والأخرى تمنعه ولكن تحريمه للاستغاثة بغير الله ثابت ولم يرد عنه جواز الاستغاثة بغير الله لا من طريق صحيح ولا ضعيف. ولذا فإن من يحتج بأحمد في جواز التوسل بالنبي e لا يستطيع الاحتجاج به في مسألة الاستغاثة .
وأهل العلم إذا تنازعوا لا يكون قول واحد منهم حجة على الآخر ممن يرى قول معارضه. وإنما الرد إلى الله والرسول ، فكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله e فإنهم إذا أجمعوا فإجماعهم حجة لا يجمعون على ضلالة ، وإذا تنازعوا فعليهم أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول .
لكن هؤلاء يتخذون من التوسل برسول الله e ذريعة يستحلون بها الاستغاثة بالأموات. وهم لا يتفقون مع ابن عبد السلام ولا مع أبي حنيفة في ذلك. وقد خالفوا أبا حنيفة في كراهية التوسل بذات النبي أو غيره ، وخالفوا ابن عبد السلام فعمّموا التوسل بعد أن قيده هو برسول الله e فقط دون غيره .
فلا العز بن عبد السلام ولا أبو حنيفة يوافقان على استغاثتكم بالرفاعي ووصفه بـ " غوث الأغواث " وقولكم مدد يا مشايخ يا أموات مدد ياجيلاني ؟
وقال الشيخ القدوري الحنفي في كتابه الكبير في الفقه المسمى بـ(شرح الكرخي) في (باب الكراهة) : (( قال بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف قال أبو حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به ، وأكره أن يقول : بمقاعد العز من عرشك ، أو بحق خلقك ، وهو قول أبي يوسف قال أبو يوسف : معقد العز من عرشه هو الله ، فلا أكره هذا ، وأكره أن يقول : بحق فلان ، أو بحق أنبيائك ورسلك ، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ، قال القدوري : المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لاحق للخلق على الخالق ، فلا تجوز وفاقاً )) . انتهى
والخلاف في هذه المسألة حادث بعد القرون المفضلة، فلم يكن في الصحابة ولا أتباعهم من يتوسل بجاه النبي ، كما ذكر هذا ابن تيمية وغيره.
وهذا الخلاف الحادث مردود غير مقبول لأمرين:
الأمر الأول: أنه حادث مخالف للإجماع قبله.
الأمر الثاني: أنه مصادم للنصوص الشرعية، وخطأ المخطئ لا يكون حجة في الشريعة.
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
أظن في السؤال خللاً، لأن التوسل بالذات يقتضي وجود صاحب الذات وحياته
من الذى قال ان التوسل بالذات يقتضى وجود صاحب الذات
فى الحقيقة انا اتعجب من القائلين انه يجوز التوسل الى الله بالحبيب فى حياته فقط
وكان النيى له القدرة على الفعل فى حياته وهو الذى يستجيب الدعاء.اما بعد موته ليس له قدره
اما نحن فنقول ان الامركله بيد الله وهو الفاعل لا احد غيره لذلك لا نفرق بين حياة الحبيب وموت الحبيب.فنتوسل الى الله بذاته الشريفة حيا او ميتا
وللعلم الانبياء احياء فى قبورهم وهذة عقيدة اهل السنة
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النووى الصغير
من الذى قال ان التوسل بالذات يقتضى وجود صاحب الذات
فى الحقيقة انا اتعجب من القائلين انه يجوز التوسل الى الله بالحبيب فى حياته فقط
وكان النيى له القدرة على الفعل فى حياته وهو الذى يستجيب الدعاء.اما بعد موته ليس له قدره
اما نحن فنقول ان الامركله بيد الله وهو الفاعل لا احد غيره لذلك لا نفرق بين حياة الحبيب وموت الحبيب.فنتوسل الى الله بذاته الشريفة حيا او ميتا
وللعلم الانبياء احياء فى قبورهم وهذة عقيدة اهل السنة
هل ثبت بالسند الصحيح أن الصحابة أو التابعين يقولون في دعائهم نتوسل إليك بجاه نبيك أو بذات نبيك
جاء في الدر المختار وهو من أشهر كتب الحنفية ما نصه " عن أبى حنيفة قال : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به ، والدعاء المأذون فيه المأمور به : هو ما استفيد من قوله تعالى { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [ الأعراف 180 ] .
قال أبو حنيفة " وأكره أن يقول : بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك " . وقال أبو يوسف " لا يدعى الله بغيره " . الفتاوى الهندية 5 / 280 الفقه الأكبر شرح ملا علي قاري 110 .
وقال المرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين " وقد كره أبو حنيفة وصاحباه أن يقول الرجل : أسألك بحق فلان ، أو بحق أنبيائك ورسلك ، إذ ليس لأحد على الله حق " . إتحاف السادة 2 / 285 جلاء العينين 452 .
وهذا ما قاله البلدجي في شرح المختار. والقدوري في شرح الكرخي . ونقله العلائي في شرح التنوير عن التتارخانية عن أبي حنيفة . قال ابن عابدين في رد المحتار على الدر المختار" قوله: وكره بحق رسلك ... ) هذا لم يخالف فيه أبو يوسف ، بخلاف مسألة المتن السابقة كما أفاده الاتقاني . أ . هـ .
وقال تحت قوله ( لأنه لا حق للخلق على الخالق ) : ومجرد إيهام اللفظ ما لا يجوز كاف في المنع فلا يعارض خبر الآحاد ، فلذا والله أعلم أطلق أئمتنا المنع " أ. هـ.
اقتباس:
وللعلم الانبياء احياء فى قبورهم وهذة عقيدة اهل السنة
وحياة الأنبياء فى قبورهم هي حياة غيبيه لا يدري كنهَها إلا الله سبحانه وتعالى
فحياته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته مخالفة لحياته قبل الوفاة ، ذلك أن الحياة البرزخية غيب من الغيوب ، ولا يدري كنهَها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن من الثابت والمعلوم أنها تختلف عن الحياة الدنيوية ، ولا تخضع لقوانينها ، فالإنسان في الدنيا يأكل ويشرب ويتنفس ويتزوج ويتحرك ويتبرز ويمرض ويتكلم ، ولا أحد يستطيع أن يثبت أن أحدا بعد الموت حتى الأنبياء عليهم السلام - وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - تعرض له هذه الأمور بعد موته.
ومما يؤكد هذا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يختلفون في مسائل كثيرة بعد وفاته ، ولم يخطر في بال أحد منهم الذهاب إليه صلى الله عليه وسلم في قبره ومشاورته في ذلك وسؤاله عن الصواب فيها لماذا ؟
إن الأمر واضح جدا وهو أنهم كلهم يعلمون أنه صلى الله عليه وسلم انقطع عن الحياة الدنيا ، ولم تعد تنطبق عليه أحوالها ونواميسها ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حي أكمل حياة يحياها إنسان في البرزخ ، ولكنها حياة خاصة لا تشبه حياة الدنيا ، ولعل مما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )، وعلى كل حال فإن حقيقتها لا يدريها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولذلك فلا يجوز قياس الحياة البرزخية أو الحياة الأخروية على الحياة الدنيوية ، كما لا يجوز أن تعطى واحدة منها أحكام الأخرى ، بل لكل منها شكل خاص ، وحكم معين ، ولا تتشابه إلا في الاسم ، أما الحقيقة فلا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" قوله تعالى: ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ ) الآية ، هذه الآية تدل بظاهرها على أن الشهداء أحياء غير أموات , وقد قال في آية أخرى لمن هو أفضل من كل الشهداء صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )
والجواب عن هذا :
أن الشهداء يموتون الموتة الدنيوية ، فتورث أموالهم ، وتنكح نساؤهم بإجماع المسلمين , وهذه الموتة التي أخبر الله نبيه أنه يموتها صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت في الصحيح عن صاحبه الصِّدِّيق رضي الله عنه أنه قال لما توفي صلى الله عليه وسلم : ( بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين , أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها ) وقال : ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ) ، واستدل على ذلك بالقرآن ورجع إليه جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وأما الحياة التي أثبتها الله للشهداء في القرآن ، وحياته صلى الله عليه وسلم التي ثبت في الحديث أنه يرد بها السلام على من سلم عليه : فكلتاهما حياة برزخية ، ليست معقولة لأهل الدنيا .
أما في الشهداء فقد نص تعالى على ذلك بقوله : ( وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ), وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم : ( تجعل أرواحهم في حواصل طيور خضر ترتع في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فهم يتنعمون بذلك )
وأما ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من أنه ( لا يسلم عليه أحد إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ) و ( أن الله وَكَّل ملائكته يبلغونه سلام أمته ) فإن تلك الحياة أيضا لا يعقل حقيقتها أهل الدنيا ؛ لأنها ثابتة له صلى الله عليه وسلم مع أن روحه الكريمة في أعلى عليين مع الرفيق الأعلى ، فوق أرواح الشهداء ، فتعلق هذه الروح الطاهرة التي هي في أعلى عليين بهذا البدن الشريف الذي لا تأكله الأرض يعلم الله حقيقته ، ولا يعلمها الخلق ، كما قال في جنس ذلك : ( وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ )، ولو كانت كالحياة التي يعرفها أهل الدنيا لما قال الصديق رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم مات ، ولما جاز دفنه ، ولا نصب خليفة غيره ، ولا قتل عثمان ، ولا اختلف أصحابه ، ولا جرى على عائشة ما جرى ، ولسألوه عن الأحكام التي اختلفوا فيها بعده ، كالعول ، وميراث الجد ، والإخوة ، ونحو ذلك .
وإذا صرح القرآن بأن الشهداء أحياء في قوله تعالى : ( بل أحياء ) ، وصرح بأن هذه الحياة لا يعرف حقيقتها أهل الدنيا بقوله : ( وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ), وكان النبي صلى الله عليه وسلم أثبت حياته في القبر بحيث يسمع السلام ويرده ، وأصحابه الذين دفنوه صلى الله عليه وسلم لا تشعر حواسهم بتلك الحياة ، عرفنا أنها حياة لا يعقلها أهل الدنيا أيضا , ومما يقرب هذا للذهن حياة النائم ، فإنه يخالف الحي في جميع التصرفات ، مع أنه يدرك الرؤيا ، ويعقل المعاني والله تعالى أعلم " انتهى.
" دفع إيهام الاضطراب " (24-25)
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاثر
هل ثبت بالسند الصحيح أن الصحابة أو التابعين يقولون في دعائهم نتوسل إليك بجاه نبيك أو بذات نبيك
اليك هذا الحديث
أخرج الطبراني في معجميه الكبير والصغير عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكى إليه ذلك فقال : ائت الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم قل :" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي عز وجل لتقضى لي حاجتي " وتذكر حاجتك ورح حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال عثمان له ثم أتى عثمان بن عفان ، فجاء البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على الطنفسة فقال: ما حاجتك ، فذكر له حاجته فقضاها له ، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال له: ما كان لك حاجة فأتنا ، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلّمته فيّ ، فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلّمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم :" أو تصبر" فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي :" ائت الميضئة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات "، قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط. قال الطبراني: والحديث صحيح.
لاحظ اخى الفاضل الاثر ان سيدنا عثمان بن حنيف علم الرجل التوسل بالحبيب فى عهد سيدنا عثمان بن عفان وخلافته
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحديث يدل على جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا بذاته كما يريد أن يفهمنا ، وهو واضح الدلالة على ما نقول ، فتأمل يا أخي الكريم بداية الحديث قال : (( أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني )) فنقول : ما الذي نفهمه من هذه العبارة ؟ الذي نفهمه أن الضرير رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من الدعاء له بالشفاء ، وهذا عين ما ندندن عليه وهو جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أو بدعاء الرجل الصالح ، ولذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن شئت صبرت وهو خير لك )) أي إن شئتَ دعوت لك وإن شئتَ صبرت فنلت الأجر ، فماذا كان جواب الضرير رضي الله عنه قال : (( فادعه )) ، ولا يمكن أن يخيره ثم لا يدعوا له ، وهذا واضح جدا أن الضرير أراد التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يختلف فيه اثنان . ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقدم العمل الصالح قبل أن يدعو له الله عز وجل وقبل أن يدعو الضرير الله عز وجل ليقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك أمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين لله تعالى . وأمره صلى الله عليه وسلم أن يدعو بهذا الدعاء : (( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة )) ودعاء لله عز وجل أن يقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهناك كلمة ضمن السياق مقدرة وهي : (( وأتوجه إليك بدعاء نبيك )) وهذا التقدير ليس تخرصا بل مفهوم من السياق العام للحديث وبدلالة تكلمة دعاء الضرير رضي الله عنه حيث يقول : (( اللهم شفعه في )) .
ومما يدل على أن العلماء الذين خرجوا هذا الحديث لم يفهموا منه أنه توسل بالذات إنما هو طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وأن شفاء الضرير كان بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا التوسل بذاته هو اكتب والأبواب التي يدرجون هذا الحديث تحتها :
1. الترمذي أورده في (( كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
2. الحاكم أورده في باب (( كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر )) ، وفي باب : (( كتاب صلاة التطوع ))
3. أما البيهقي فقد أخرجه في كتاب (( جماع أبواب دعوات نبينا صلى الله عليه وسلم المستجابة في الأطعمة والأشربة ، وبركاته التي ظهرت فيما دعا فيه ، وغير ذلك من دعواته على طريق الاختصار فلا سبيل إلى نقل جميعها لما فيه من الإكثار )) من كتابه الدلائل .
أقوال بعض أهل العلم
1. قال تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى : (( ... فإن في الحديث، أن الأعمى سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له، وأنه علم الأعمى أن يدعو وأمره في الدعاء أن يقول: "اللهم فشفعه فيَّ". وإنما يدعى بهذا الدعاء إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - داعياً شافعاً له بخلاف من لم يكن كذلك، فهذا يناسب شفاعته ودعاءه للناس في محياه في الدنيا ويوم القيامة إذا شفع لهم .... الخ )) [ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 114 ] .
وقال أيضا : (( وذلك أن قبول دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا هو من كرامة الرسول على ربه، ولهذا عد هذا من آياته ودلائل نبوته، فهو كشفاعته يوم القيامة في الخلق، ولهذا أمر طالب الدعاء أن يقول: "فشفعه في وشفعني فيه". بخلاف قوله: "وشفعني في نفسي". فإن هذا اللفظ لم يروه أحد إلا من هذا الطريق الغريب. وقوله: "وشفعني فيه". رواه عن شعبة رجلان جليلان: عثمان بن عمر، وروح بن عبادة. وشعبة أجل من روى هذا الحديث، ومن طريق عثمان بن عمر، عن شعبة رواه الثلاثة: الترمذي والنسائي وابن ماجه. رواه الترمذي، عن محمود بن غيلان، عن عثمان بن عمر، عن شعبة. ورواه ابن ماجه، عن أحمد بن يسار، عن عثمان بن عمر. وقد رواه أحمد في "المسند"عن روح بن عبادة، عن شعبة، فكان هؤلاء أحفظ للفظ الحديث. مع أن قوله: "وشفعني في نفسي"، إن كان محفوظاً مثل ماذكرناه، وهو أنه طلب أن يكون شفيعاً لنفسه، مع دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو لم يدع له النبي - صلى الله عليه وسلم - كان سائلاً مجرداً كسائر السائلين )) [ نفس المصدر ص 115 ] .
2. قال الشيخ المباركفوري رحمه الله في كتابه شرح سنن الترمذي المسمى بـ تحفة الأحوذي بشرح هذا الحديث قال : (( ( اللهم إني أسألك ) أي أطلبك مقصودي فالمفعول مقدر ( وأتوجه إليك بنبيك ) الباء للتعدية ( محمد نبي الرحمة ) أي المبعوث رحمة للعالمين ( إني توجهت بك ) أي استشفعت بك والخطاب للنبي ففي رواية بن ماجه يا محمد إني قد توجهت بك ( لتقضي لي ) بصيغة المجهول أي لتقضي لي حاجتي بشفاعتك ( فشفعه ) بتشديد الفاء أي اقبل شفاعته ( في ) أي في حقي )) [ ص 24 / 10 ] .
3. قال العلامة الألوسي في هذه المسألة قال : (( ..... دليله في ذلك ما رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن عثمان بن حنيف رضي الله تعالى عنه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله تعالى أن يعافيني فقال : إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك ، قال : فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء " اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه في " ، ونقل عن أحمد مثل ذلك . ومن الناس من منع التوسل بالذات والقسم على الله تعالى بأحد من خلقه مطلقاً وهو الذي يرشح به كلام المجد ابن تيمية؛ ونقله عن الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأبي يوسف وغيرهما من العلماء الأعلام وأجاب عن الحديث بأنه على حذف مضاف أي بدعاء أو شفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ففيه جعل الدعاء وسيلة وهو جائز بل مندوب ، والدليل على هذا التقدير قوله في آخر الحديث : «اللهم فشفعه في» بل في أوله أيضاً ما يدل على ذلك ، وقد شنع التاج السبكي كما هو عادته على المجد ، فقال : ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم وصار بين الأنام مثلة انتهى .
وأنت تعلم أن الأدعية المأثورة عن أهل البيت الطاهرين وغيرهم من الأئمة ليس فيها التوسل بالذات المكرمة صلى الله عليه وسلم ، ولو فرضنا وجود ما ظاهره ذلك فمؤل بتقدير مضاف كما سمعت؛ أو نحو ذلك كما تسمع إن شاء الله تعالى ومن ادعى النص فعليه البيان ، وما رواه أبو داود في «سننه» وغيره من " أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله تعالى عليك ، فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه ، فقال : ويحك أتدري ما الله تعالى؟ إن الله تعالى لا يشفع به على أحد من خلقه شأن الله تعالى أعظم من ذلك " لا يصلح دليلاً على ما نحن فيه حيث أنكر عليه قوله : «إنا نستشفع بالله تعالى عليك» ولم ينكر عليه الصلاة والسلام قوله : «نستشفع بك إلى الله تعالى» لأن معنى الاستشفاع به صلى الله عليه وسلم طلب الدعاء منه ، وليس معناه الإقسام به على الله تعالى ، ولو كان الإقسام معنى للاستشفاع فلم أنكر النبي صلى الله عليه وسلم مضمون الجملة الثانية دون الأولى؟ وعلى هذا لا يصلح الخبر ولا ما قبله دليلاً لمن ادعى جواز الإقسام بذاته صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً ، وكذا بذات غيره من الأرواح المقدسة مطلقاً قياساً عليه عليه الصلاة والسلام بجامع الكرامة وإن تفاوت قوة وضعفاً ، وذلك لأن ما في الخبر الثاني استشفاع لا إقسام ، وما في الخبر الأول ليس نصاً في محل النزاع ، وعلى تقدير التسليم ليس فيه إلا الإقسام بالحي والتوسل به ، وتساوي حالتي حياته ووفاته صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن يحتاج إلى نص ، ولعل النص على خلافه ، ففي «صحيح البخاري» عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس رضي الله تعالى عنه ، فقال : «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون» فإنه لو كان التوسل به عليه الصلاة والسلام بعد انتقاله من هذه الدار لما عدلوا إلى غيره ، بل كانوا يقولون : اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فاسقنا ، وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس إلى التوسل بعمه العباس ، وهم يجدون أدني مساغ لذلك ، فعدولهم هذا مع أنهم السابقون الأولون ، وهم أعلم منا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وبحقوق الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام ، وما يشرع من الدعاء وما لا يشرع ، وهم في وقت ضرورة ومخمصة يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير ، وإنزال الغيث بكل طريق دليل واضح على أن المشروع ما سلكوه دون غيره )) [روح المعاني ص 125 – 126 / 6 ] .
4. وقال الألباني في كتاب التوسل : (( وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه ليكون الأمر مكتملا من جميع نواحيه وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حول الدعاء - كما هو ظاهر - وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون ))
وقال أيضا في نفس الكتاب : (( سادسا : إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب . وما أظهر الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات فإنه بدعائه صلى الله عليه وسلم لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره ولذلك رواه المصنفون في ( دلائل النبوة ) كالبيهقي وغيره فهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده أنه لو كان السر هو في دعاء الأعمى وحده دون دعائه صلى الله عليه وسلم لكان كل من دعا به من العميان مخلصا إليه تعالى منيبا إليه قد عوفي بل على الأقل لعوفي واحد منهم وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبدا كما أنه لو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقدره وحقه كما يفهم عامة المتأخرين لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه صلى الله عليه وسلم .... الخ ))
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
و إن صح ذلك، فالإمام أحمد إجاز التوسل لا الإستغاثة، و هؤلاء غلاة الصوفية لا يفرقوا بينهما، و حتى التوسل بالذات غير الإستغاثة و هؤلاء يدرجون كل الأعمال و العقائد المخالفة لشرع المتعلقة بالقبور كطواف حول القبور و الإستغاثة و البناء فوق القبور و خروج الأرواح و عقائد مثل حاضر ناظر و الحقيقة المحمدية تحت المسمى الزائف، "التوسل" و عليكم الذهاب الى الشبه القارة الهندية لترى كيف يتعبد الصوفية مع إخوانهم الهندوس عند المزارات الصوفية!
ثما لدي سؤال لشريف باسم الكتبي. يبدو إنك من أتباع الشيخ علوي المالكي المعروف عنه تصوفه الغالي و الذي قال عن إمام البريلوية، أحمد رضا خان، الذي كان عميلا لإستعمار البريطاني في الهند، "من أحبه فهو مؤمن و من أبغضه فهو منافق"، فهل تتفق مع شيخك في هذا المقولة، مع العلم إن البريلوية من أشد الصوفية غلوا و كثيرا منهم عملاء لأعداء الإسلام كما إن كثير من تلاميذ المالكي أيضا عملاء لأعداء الإسلام:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=40532
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النووى الصغير
اليك هذا الحديث
أخرج الطبراني في معجميه الكبير والصغير عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكى إليه ذلك فقال : ائت الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم قل :" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي عز وجل لتقضى لي حاجتي " وتذكر حاجتك ورح حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال عثمان له ثم أتى عثمان بن عفان ، فجاء البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على الطنفسة فقال: ما حاجتك ، فذكر له حاجته فقضاها له ، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال له: ما كان لك حاجة فأتنا ، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلّمته فيّ ، فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلّمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم :" أو تصبر" فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي :" ائت الميضئة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات "، قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط. قال الطبراني: والحديث صحيح.
لاحظ اخى الفاضل الاثر ان سيدنا عثمان بن حنيف علم الرجل التوسل بالحبيب فى عهد سيدنا عثمان بن عفان وخلافته
القصة لم تصح
قصة الضرير مع عثمان رضي الله عنه تفرد بها شبيب والد أحمد وإسماعيل ، قال الطبراني بعد أن ذكر هذه القصة في المعجم الطبراني الصغير: قال : (( حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف .. الحديث )) وقال عقبه : (( لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث عنه ابنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي. وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة، تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة والحديث صحيح . وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه وهم فيه عون بن عمارة، والصواب حديث شبيب بن سعيد )) [ ص 306 / 1 ] .
قلت : أما رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي فقد أخرجها الحاكم في المستدرك قال : (( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافني .... الحديث )) [ ص 458 / 1 ] .
فشبيب خالف أمير المؤمنين بالحديث شعبة بن الحجاج ، فذكر هذه الزيادة ، وشبيب متكلم فيه ؛ إذن يحصر البحث في شبيب لأن هو الذي تفرد بقصة الضرير مع عثمان بن عفان رضي الله عنه.
شبيب بن سعيد المكي وثقه غير واحد من النقاد ، ولكنهم لا يحتجون بحديثه إلا بشرطين أن يكون الراوي عنه ابنه أحمد بن شبيب، وتكون روايته عن يونس الأيلي. والدليل على ذلك :
1. قال ابن عدي : (( ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس، عن الزهري أحاديث مستقيمة ، وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير )) [ الكامل ص 31 / 4 ] .
2. وقال ابن حجر في التهذيب : و لما ذكره ابن عدى و قال الكلام المتقدم قال بعده : (( ولعل شبيباً لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط و وهم، وأرجو أن لا يتعمد الكذب، وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر يعنى يجود )) [ ص 269 / 4 ] . وفي هذا دلالة على أن روايته ابنه صحيحة .
3- صنع البخاري نفسه في الصحيح قال ابن حجر في مقدمة الهدي وهو يذكر الرواة المتكلم فيهم وغالبا يدافع عنهم إذا وجد بداً : (( خ س شبيب بن سعيد الحبطي أبو سعيد البصري وثقه بن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والذهلي وقال ابن عدي عنده نسخة عن يونس عن الزهري مستقيمة وروى عنه بن وهب أحاديث مناكير فكأنه لما قدم مصر حدث من حفظه فغلط وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر لأنه يجود عنه قلت (القائل ابن حجر): أخرج البخاري من رواية ابنه عن يونس أحاديث ولم يخرج من روايته عن غير يونس ولا من رواية بن وهب عنه شيئا )) [ ص 546 – 547 ] .
4. قال أبو نصر الكلاباذي في كتاب رجال صحيح البخاري : (( شبيب بن سعد حدث عن يونس بن يزيد، روى عنه ابنه أحمد في الاستقراض ومناقب عمر مفراً وفي غير موضوعاً مقروناً )) [ ص 350 / 1 ] .
قلت : ولم أر حديثه في البخاري حديث إلا عن يونس عن الزهري، وعنه أحمد ابنه، وهذه النسخة صحيحة لا قدح فيها كما مر قول ابن عدي فيها، وأما ما عدا ذلك ففي كلام ، وهذه القصة من تفرد فيها شبيب بن سعيد عن روح بن قاسم ، ولو سلامنا أن رواية شبيب هي الصحيحة ، ففيها علة أيضا ذكرها الألباني في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه، فقال : (( ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص202) والحاكم (1/526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي.
وخلاصة القول : إن هذه القصة ضعيفة منكرة، لأمور ثلاثة: ضعف حفظ المتفرد بها، والاختلاف عليه فيها، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة، فكيف بها مجتمعة؟ )) [ ص 86 ] .
وقلت : وهي لا تصح متناً أيضاً ، وإلا لكان فيها طعنا في عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكيف بالخليفة الراشد يحتجب عن ضعفاء الرعية ولا يقبل أن يدخلوا عليه إلا بواسطة!! هل كان هذا خلق الخليفة الراشد ذو النورين صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اتفق أهل السنة والجماعة على أنه أفضل الصحابة بعد الشيخين!!
وقد ذكر الشيخ الألباني هذه العلة في كتاب التوسل فقال : (( هذا وفي القصة جملة إذا تأمل فيها العاقل العارف بفضائل الصحابة وجدها من الأدلة الأخرى على نكارتها وضعفها ، وهي أن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه كان لا ينظر في حاجة ذلك الرجل ، ولا يلتفت إليه فكيف يتفق هذا مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تستحي من عثمان ، ومع ما عرف به رضي الله عنه من رفقه بالناس وبره بهم ، ولينه معهم ؟ هذا كله يجعلنا نستبعد وقوع ذلك منه لأنه ظلم يتنافى مع كماله رضي الله عنه وأرضاه )) [ ص 89 ] .
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واجعلهم شفعاءنا يوم الدين
التوسل بالصالحين والتبرك بآثارهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
التوسل إلى الله عَزَّ وَ جَلَّ الذي هو طلب الإجابة من الله سبحانه لا من الوسيلة إليه كما ظن البعض مع تقديم ما يتقرب به إليه مما شرعه ليكون قربة يستجيب الله بسببها الدعاء، ومن القربات التي يتوسل بها إلى الله عَزَّ وَ جَلَّ الأعمال الصالحات، والتبرك هو طلب البركة من الله تَبَارَكَ وَتَعَالى في الشفاء من الأمراض أو طلب الرزق أو تيسير الأمور مع تقديم السبب بذلك كالتمسح بالصالحين أو تقبيلهم أو الاغتسال أو التمسح بفضل وضوءهم أو التمسح بنخاماتهم أو بتراب قبورهم أو بآثار آثارهم وأصابع أياديهم وغير ذلك مما ورد التبرك به في الأحاديث الصحيحة، وبذلك نعلم أن التبرك عمل له أركان: مُتَبَرِّكٌ وهو طالب البركة، ومُتَبَرَّكٌ منه وهو مالك البركة ومعطيها أو مانعها، ومُتَبَرَّكٌ به وهو الوسيلة، فإذا كان المُتَبَرِّكُ مسلمًا والمُتَبَرَّكُ منه الله عَزَّ وَ جَلَّ، والمُتَبَرَّكُ به(الوسيلة) أمرًا مشروعًا واجبًا كصلاة الفريضة أو مستحبًا كصلاة النافلة أو مباحًا كالتمسح بآثار الصالحين تعبيرًا عن خالص محبتهم التي أمر الله بها، والتوسل والتبرك بهذين المعنيين الصحيحين مستحبان في شريعة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل خائض في آيات الله بغير علم ومحرم بلا دليل، أو متأول تأويلاً فاسدًا أو سادًّا للذرائع عند خشية أن يؤدي ذلك إلى الشرك أو ارتكاب محرم، ويدل على هذين الحكمين أدلة كثيرة منها:
1- قول الله تبارك وتعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة:35].
2- قول الله تبارك وتعالى{أُولَئِك الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}[الإسراء:57].
3- عن محمود بن ربيع الأنصاري "أن عتبان بن مالك -وهو من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ممن شهد بدرًا من الأنصار- أنه أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: سأفعل إن شاء الله. قال عتبان: فغدا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فكبَّر، فقمنا فصففنا، فصلى ركعتين ثم سلم..."([1]).
4- قال عروة بن المسور ومروان "خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ زمن الحديبية فذكر الحديث، وجاء فيه "ثم إن عروة جعل يمرق أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بعينيه. قال: فـوالله ما تنخم رسـول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهـم فدلك بهـا وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه"([2]).
5- روى أبو بكر بن أبي شيبة وابن إسحاق وأحمد بن حنبل من طرق متعددة بألفاظ متقاربة "أن أبا أيوب رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال وهو يحدث عن أيام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عنده: لما نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في بيتي نزل في أسفل البيت وأنا وأم أيوب في العلو، فقلت له: يا نبي الله بأبي أنت وأمي إني أكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي فاظهر أنت فكن في الأعلى وننزل نحن فنكون في السفل، فقال: يا أبا أيوب إنه لأرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في أسفل البيت. قال: فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في سفله وكنا فوقه في المسكن، ولقد انكسرت جرة لنا فيها ماء يوما، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفًا أن يقطر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ منه شيء يؤذيه فنزلت إليه وأنا مشفق فلم أزل أستعطفه حتى انتقل إلى العلو. قال: وكنا نضع له العشاء ثم نبعث به إليه، فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة، حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له بصلاً وثومًا فرده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ولم أر ليده فيه أثرًا فجئته، فزعًا، فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك، وكنت حين ترد علينا فضل طعامك أتيمم أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغي بذلك البركة. فقال: إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجي، فأما أنتم فكلوه قال: فأكـلناه ثم لم نضع في طعامه شيئًا من الثوم والبصل بعد"([3]).
6- عن محمد بن عبد الله بن يزيد أن أباه حدثه "أنه شهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ على المنحر ورجلاً من قريش وهو يقسم أضاحي فلم يصبه منه شيء ولا صاحبه، فحلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في ثوبه فأعطاه فقسم منه على رجال وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم يعني شعره"([4]).
7- عن إسرائيل بن عثمان بن عبد الله بن وهب قال "أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء وقبض إسرائيل ثلاث أصابع من قصة فيها شعر من شعر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبة -إناء - فاطلعت في الجلجل -يشبه القارورة- فرأيت شعرات حمرًا"([5]).
8- عن أنس بن مالك قال "لما رمى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه، فأعطاه أبا طلحة، ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه فقال: أقسمه بين الناس"([6])، وفي رواية "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أمر الحلاق فحلق رأسه ودفع إلى أبي طلحة الشق الأيمن، ثم حلق الشق الآخر فأمره أن يقسمه بين الناس"([7]). وفي رواية ثالثة "لما رمى الجمرة ونحر نسكه ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فحلقه فأعطاه أباطلحة فقال:أقسمه بين الناس"([8]).وفي رواية رابعة"أنه قسم الأيمن في من يليه"([9])،وفي لفظ"فوزعه بين الناس الشعرة و الشعرتين وأعطى الأيسر أم سليم"([10])، وفي لفظ "أبا طلحة"، وأما الأيسر فأعطاه لأم سليم زوجته بأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، زاد أحمد في رواية له"لتجعلها في طيبها"([11]).
9- عن ابن سيرين قال "قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أصبناه من قبل أنس-أو من قبل أهل أنس- فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها"([12]).
10- عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر وكان خال ولد عطاء قال: أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة، العلم في الثوب وميثرة الأرجوان -الثوب الأحمر- وصوم رجب كله. وقال لي عبد الله أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد؟ وأما ما ذكرت من العلم في الثوب فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له فخفت أن يكون العلم منه، وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبد الله فإذا هي أرجوان. فرجعت إلى أسماء فخبرتها فقالت: هذه جبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، فأخرجت من جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج، وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها"([13]).
11- عن عمر بن الخطاب قال "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون"([14]).
12- روي "أن أعرابيًّا قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: جهدت الأنفس وجاعت العيال وهلك المال فادع الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. فسبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال: ويحك إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك..."([15])، فأنكر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قول الإعرابي نستشفع بالله عليك ولم ينكر نستشفع بك على الله بل أقره عليه فعلم من ذلك جوازه.
13- ما روي عن عثمان بن حنيف"أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في"([16])، وقد ظن قوم أن هذا الحديث لا يدل على جواز أو استحباب التوسل بذات الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بل هو دليل على جواز التوسل بدعائه عَلَيْهِ السَّلامُ فحسب، والحقيقة والله تعالى أعلم أن نص الحديث يدل على عكس هذا الفهم وذلك لأن الرجل الأعمى طلب من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أن يدعو له ولكن الحديث لم ينص أو يشر إلى أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قد دعا له بل ينص ويدل دلالة قاطعة على أنه أرشده إلى الدعاء بالدعاء المذكور في الحديث والذي يشمل التوسل بذاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ويؤكد هذا الفهم أن راوي الحديث نفسه عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وهو"عثمان بن حنيف" قد ذهب إليه وكان يدعو إلى التوسل إلى الله عَزَّ وَجَلَّ بذات الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ والدعاء بنفس الدعاء الوارد في الحديث لقضاء الحاجات بعد وفاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، فعن أبي أمامة سهل بن حنيف "أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، ثم اذكر حاجتك ثم رح حتى أروح معك. قال: فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى بعد عثمان بن عفان فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: انظر ما كانت لك من حاجة، فذكر حاجته فقضاها له. ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيَّ. فقال عثمان بن حنيف: ما كلمته ولكن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: وجاء ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: أو تصبر؟ فقال له: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني وقد شق علي، فقال: ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي فيجلي لي بصري اللهم فشفعه فيّ وشفعني في نفسي. قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا وما طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قَط"([17]).
-----------
- [COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري(فتح) ج1ص519 ومسلم(شرح النووي) ج5ص159- 160 وابن ماجةج1 ص249 رقم 754 والنسائي ج3ص57 والبغوي في شرح السنة ج2ص394- 396 والبيهقي في السنن الكبرى ج10ص1240 والطبراني في الكبير ج18ص30، 31 وابن خزيمة رقم 1653.[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري فتح الباري شرح صحيح البخاري. ج5ص335، ج1ص353.[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ج2ص90، سيرة ابن هشام ج1ص479، ترتيب مسند أحمد ج2ص292 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه أحمد ورواته ثقات، المسند ج4ص42ورواه مسلم ج2ص947 رقم1305 والترمذي ج3ص246 رقم 912 وقال حسن صحيح و ابن ماجة ج2ص1196 رقم 2623 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري.فتح الباري شرح صحيح البخاري ج10ص352 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52 الترمذي ج3ص246 وقال هذا حديث حسن صحيح و أبو داود (عون) ج5ص456 و البغوي في شرح السنة ج7ص206 و البيهقي في السنن الكبرى ج5ص134 [/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) أخرجه ابن عوانة في صحيحه. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52- 54. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52- 54. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52- 54. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) انظر فتح الباري ج1ص273 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج14ص42- 43، أحمد ج6ص348 وأبوداود ج4ص49 رقم 4054 و ابن ماجة ج2ص1188 رقم 3594[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري(فتح) ج2ص494 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) روا أبو داود وهو حديث صحيح 0.انظر عون المعبود ج13ص11 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر هو الخطكمي، وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف. الجامع الصحيح ج5ص569. وروا ابن ماجة وقال:قال أبو اسحق:هذا حديث صحيح. سنن ابن ماجة ج1ص442.ورواه البيهقي في كتاب الدعوات بإسناد صحيح عن روح بن عبادة عن شعبة. وقال في كنز العمال: رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح غريب و ابن ماجة والحاكم وابن السني عن عثمان بن حنيف. الكنز ج6ص521. حديث رقم 16816، ونص رواية الكنز "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في "ورواه النسائي وابن خزيمة وصححه، وقال الحاكم ج1ص313، 519، 526 صحيح على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي ورواه المنذري في الترغيب ج1ص473 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج2ص279:صحيح من طرق متعددة وهو عند ابن السني في عمل اليوم والليلة ص202 رقم622 ورواه أحمد ج4ص138 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه الطبراني في الكبير ج9ص18، 30وقال حديث صحيح وكذلك في الصغيرص183-184.[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
([1]) قاله ابن منظور في لسان العرب.
-
وصل اللهم على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
رد: هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العصاري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واجعلهم شفعاءنا يوم الدين
التوسل بالصالحين والتبرك بآثارهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
التوسل إلى الله عَزَّ وَ جَلَّ الذي هو طلب الإجابة من الله سبحانه لا من الوسيلة إليه كما ظن البعض مع تقديم ما يتقرب به إليه مما شرعه ليكون قربة يستجيب الله بسببها الدعاء، ومن القربات التي يتوسل بها إلى الله عَزَّ وَ جَلَّ الأعمال الصالحات، والتبرك هو طلب البركة من الله تَبَارَكَ وَتَعَالى في الشفاء من الأمراض أو طلب الرزق أو تيسير الأمور مع تقديم السبب بذلك كالتمسح بالصالحين أو تقبيلهم أو الاغتسال أو التمسح بفضل وضوءهم أو التمسح بنخاماتهم أو بتراب قبورهم أو بآثار آثارهم وأصابع أياديهم وغير ذلك مما ورد التبرك به في الأحاديث الصحيحة، وبذلك نعلم أن التبرك عمل له أركان: مُتَبَرِّكٌ وهو طالب البركة، ومُتَبَرَّكٌ منه وهو مالك البركة ومعطيها أو مانعها، ومُتَبَرَّكٌ به وهو الوسيلة، فإذا كان المُتَبَرِّكُ مسلمًا والمُتَبَرَّكُ منه الله عَزَّ وَ جَلَّ، والمُتَبَرَّكُ به(الوسيلة) أمرًا مشروعًا واجبًا كصلاة الفريضة أو مستحبًا كصلاة النافلة أو مباحًا كالتمسح بآثار الصالحين تعبيرًا عن خالص محبتهم التي أمر الله بها، والتوسل والتبرك بهذين المعنيين الصحيحين مستحبان في شريعة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل خائض في آيات الله بغير علم ومحرم بلا دليل، أو متأول تأويلاً فاسدًا أو سادًّا للذرائع عند خشية أن يؤدي ذلك إلى الشرك أو ارتكاب محرم، ويدل على هذين الحكمين أدلة كثيرة منها:
1- قول الله تبارك وتعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة:35].
2- قول الله تبارك وتعالى{أُولَئِك الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}[الإسراء:57].
3- عن محمود بن ربيع الأنصاري "أن عتبان بن مالك -وهو من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ممن شهد بدرًا من الأنصار- أنه أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: سأفعل إن شاء الله. قال عتبان: فغدا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فكبَّر، فقمنا فصففنا، فصلى ركعتين ثم سلم..."([1]).
4- قال عروة بن المسور ومروان "خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ زمن الحديبية فذكر الحديث، وجاء فيه "ثم إن عروة جعل يمرق أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بعينيه. قال: فـوالله ما تنخم رسـول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهـم فدلك بهـا وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه"([2]).
5- روى أبو بكر بن أبي شيبة وابن إسحاق وأحمد بن حنبل من طرق متعددة بألفاظ متقاربة "أن أبا أيوب رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ قال وهو يحدث عن أيام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عنده: لما نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في بيتي نزل في أسفل البيت وأنا وأم أيوب في العلو، فقلت له: يا نبي الله بأبي أنت وأمي إني أكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي فاظهر أنت فكن في الأعلى وننزل نحن فنكون في السفل، فقال: يا أبا أيوب إنه لأرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في أسفل البيت. قال: فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في سفله وكنا فوقه في المسكن، ولقد انكسرت جرة لنا فيها ماء يوما، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفًا أن يقطر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ منه شيء يؤذيه فنزلت إليه وأنا مشفق فلم أزل أستعطفه حتى انتقل إلى العلو. قال: وكنا نضع له العشاء ثم نبعث به إليه، فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة، حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له بصلاً وثومًا فرده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ولم أر ليده فيه أثرًا فجئته، فزعًا، فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك، وكنت حين ترد علينا فضل طعامك أتيمم أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغي بذلك البركة. فقال: إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجي، فأما أنتم فكلوه قال: فأكـلناه ثم لم نضع في طعامه شيئًا من الثوم والبصل بعد"([3]).
6- عن محمد بن عبد الله بن يزيد أن أباه حدثه "أنه شهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ على المنحر ورجلاً من قريش وهو يقسم أضاحي فلم يصبه منه شيء ولا صاحبه، فحلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في ثوبه فأعطاه فقسم منه على رجال وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم يعني شعره"([4]).
7- عن إسرائيل بن عثمان بن عبد الله بن وهب قال "أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء وقبض إسرائيل ثلاث أصابع من قصة فيها شعر من شعر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبة -إناء - فاطلعت في الجلجل -يشبه القارورة- فرأيت شعرات حمرًا"([5]).
8- عن أنس بن مالك قال "لما رمى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه، فأعطاه أبا طلحة، ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه فقال: أقسمه بين الناس"([6])، وفي رواية "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أمر الحلاق فحلق رأسه ودفع إلى أبي طلحة الشق الأيمن، ثم حلق الشق الآخر فأمره أن يقسمه بين الناس"([7]). وفي رواية ثالثة "لما رمى الجمرة ونحر نسكه ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فحلقه فأعطاه أباطلحة فقال:أقسمه بين الناس"([8]).وفي رواية رابعة"أنه قسم الأيمن في من يليه"([9])،وفي لفظ"فوزعه بين الناس الشعرة و الشعرتين وأعطى الأيسر أم سليم"([10])، وفي لفظ "أبا طلحة"، وأما الأيسر فأعطاه لأم سليم زوجته بأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، زاد أحمد في رواية له"لتجعلها في طيبها"([11]).
9- عن ابن سيرين قال "قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أصبناه من قبل أنس-أو من قبل أهل أنس- فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها"([12]).
10- عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر وكان خال ولد عطاء قال: أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة، العلم في الثوب وميثرة الأرجوان -الثوب الأحمر- وصوم رجب كله. وقال لي عبد الله أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد؟ وأما ما ذكرت من العلم في الثوب فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له فخفت أن يكون العلم منه، وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبد الله فإذا هي أرجوان. فرجعت إلى أسماء فخبرتها فقالت: هذه جبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، فأخرجت من جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج، وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها"([13]).
11- عن عمر بن الخطاب قال "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون"([14]).
12- روي "أن أعرابيًّا قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: جهدت الأنفس وجاعت العيال وهلك المال فادع الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. فسبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال: ويحك إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك..."([15])، فأنكر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قول الإعرابي نستشفع بالله عليك ولم ينكر نستشفع بك على الله بل أقره عليه فعلم من ذلك جوازه.
13- ما روي عن عثمان بن حنيف"أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في"([16])، وقد ظن قوم أن هذا الحديث لا يدل على جواز أو استحباب التوسل بذات الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بل هو دليل على جواز التوسل بدعائه عَلَيْهِ السَّلامُ فحسب، والحقيقة والله تعالى أعلم أن نص الحديث يدل على عكس هذا الفهم وذلك لأن الرجل الأعمى طلب من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أن يدعو له ولكن الحديث لم ينص أو يشر إلى أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قد دعا له بل ينص ويدل دلالة قاطعة على أنه أرشده إلى الدعاء بالدعاء المذكور في الحديث والذي يشمل التوسل بذاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ويؤكد هذا الفهم أن راوي الحديث نفسه عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وهو"عثمان بن حنيف" قد ذهب إليه وكان يدعو إلى التوسل إلى الله عَزَّ وَجَلَّ بذات الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ والدعاء بنفس الدعاء الوارد في الحديث لقضاء الحاجات بعد وفاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، فعن أبي أمامة سهل بن حنيف "أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، ثم اذكر حاجتك ثم رح حتى أروح معك. قال: فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى بعد عثمان بن عفان فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: انظر ما كانت لك من حاجة، فذكر حاجته فقضاها له. ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيَّ. فقال عثمان بن حنيف: ما كلمته ولكن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: وجاء ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: أو تصبر؟ فقال له: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني وقد شق علي، فقال: ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي فيجلي لي بصري اللهم فشفعه فيّ وشفعني في نفسي. قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا وما طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قَط"([17]).
-----------
- [COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري(فتح) ج1ص519 ومسلم(شرح النووي) ج5ص159- 160 وابن ماجةج1 ص249 رقم 754 والنسائي ج3ص57 والبغوي في شرح السنة ج2ص394- 396 والبيهقي في السنن الكبرى ج10ص1240 والطبراني في الكبير ج18ص30، 31 وابن خزيمة رقم 1653.[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري فتح الباري شرح صحيح البخاري. ج5ص335، ج1ص353.[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ج2ص90، سيرة ابن هشام ج1ص479، ترتيب مسند أحمد ج2ص292 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه أحمد ورواته ثقات، المسند ج4ص42ورواه مسلم ج2ص947 رقم1305 والترمذي ج3ص246 رقم 912 وقال حسن صحيح و ابن ماجة ج2ص1196 رقم 2623 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري.فتح الباري شرح صحيح البخاري ج10ص352 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52 الترمذي ج3ص246 وقال هذا حديث حسن صحيح و أبو داود (عون) ج5ص456 و البغوي في شرح السنة ج7ص206 و البيهقي في السنن الكبرى ج5ص134 [/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) أخرجه ابن عوانة في صحيحه. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52- 54. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52- 54. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص52- 54. فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) فتح الباري ج1ص274 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) انظر فتح الباري ج1ص273 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه مسلم(شرح النووي) ج14ص42- 43، أحمد ج6ص348 وأبوداود ج4ص49 رقم 4054 و ابن ماجة ج2ص1188 رقم 3594[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه البخاري(فتح) ج2ص494 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) روا أبو داود وهو حديث صحيح 0.انظر عون المعبود ج13ص11 0[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر هو الخطكمي، وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف. الجامع الصحيح ج5ص569. وروا ابن ماجة وقال:قال أبو اسحق:هذا حديث صحيح. سنن ابن ماجة ج1ص442.ورواه البيهقي في كتاب الدعوات بإسناد صحيح عن روح بن عبادة عن شعبة. وقال في كنز العمال: رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح غريب و ابن ماجة والحاكم وابن السني عن عثمان بن حنيف. الكنز ج6ص521. حديث رقم 16816، ونص رواية الكنز "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في "ورواه النسائي وابن خزيمة وصححه، وقال الحاكم ج1ص313، 519، 526 صحيح على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي ورواه المنذري في الترغيب ج1ص473 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج2ص279:صحيح من طرق متعددة وهو عند ابن السني في عمل اليوم والليلة ص202 رقم622 ورواه أحمد ج4ص138 0[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****]([COLOR=window****][1][/COLOR][COLOR=window****]) رواه الطبراني في الكبير ج9ص18، 30وقال حديث صحيح وكذلك في الصغيرص183-184.[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
([1]) قاله ابن منظور في لسان العرب.
-
وصل اللهم على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
لقد أشبعت هذه المسائل بحثاً
وليس فيما ذكرت دليل على ماتريد وإن كنت تريد حقاً فراجع هذه الروابط هداني الله وإياك
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=143
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6933