زيادة توضيح و تفصيل لو سمحتم ؟
مرت علي عبارة لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى اشكلت علي من حيث اطلاق اسم المسلم على من يعبد غير الله و يستعينه و ان كان سياقها في الشرك الاصغر و ما هو مضمن من المعنى في حديث " تعس عبد الدرهم....."
يقول رحمه الله/
اما ان يعبد غير الله و يستعينه و ان كان مسلما فالشرك في الامة اخفى من دبيب النمل .
و جه الاشكال ان المقرر عندنا ان عبادة غير الله شرك اكبر .
و قد جاء في حديث عبد الدرهم و الخميصة تسمية المتعلق بهما عبد لهما
فهل هذا النوع من التعبد يصح ان يقال في المتعلق بالمخلوق يعبد غير الله ؟
و ما هو الضابط في مثل هذا التعبد الذي لا يجعله يلحق بالعبادة التي يكون صارفها لغير الله مشرك كافر ؟
رد: زيادة توضيح و تفصيل لو سمحتم ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
تكفيني هذه اخي الكريم
" فيه شعبة من العبادة لغير اللّه، وشعبة من التوكل على غير اللّه "
بارك الله فيك أخى الطيبونى
قال ابن القيم رحمه الله
لمَّا كان الإيمان أصلًا، له شعبٌ متعدِّدةٌ، وكُلُّ شعبةٍ منها تُسَمَّى إيمانًا، فالصَّلاة من الإيمان، وكذلك الزَّكاة، والحج، والصِّيام، والأعمال الباطنة؛ كالحياء، والتوكُّل، والخشية من الله، والإنابة إليه، حتَّى تنتهي هذه الشُّعَب إلى إماطة الأذى عن الطَّريق؛ فإنَّه شعبةٌ من شعب الإيمان.
وهذه الشُّعَب منها ما يزول الإيمان بزوالها، كشُعْبة الشَّهادة،
ومنها ما لا يزول بزوالها، كترك إماطة الأذى عن الطَّريق،
وبينهما شُعَبٌ متفاوتةٌ تفاوتًا عظيمًا؛ منها ما يلحق شُعْبة الشَّهادة ويكون إليها أقرب،
ومنها ما يلحق شعبة إماطة الأذى، ويكون إليها أقرب.
وكذلك الكفر ذو أصلٍ و شُعَبٍ ،
فكما أنَّ شُعَب الإيمان إيمانٌ فشُعَب الكفر كفرٌ؛
فالحياء شُعْبةٌ من شُعَب الإيمان وقِلَّة الحياء شُعْبةٌ من شعب الكفر
ر. والصِّدْق شعبةٌ من شعب الإيمان، والكذب شعبةٌ من شعب الكفر
والصَّلاة والزَّكاة والحج والصِّيام من شعب الايمان
**********
والكفر والإيمان متقابلان، فإذا زال أحدهما خلفه الآخر،
فأصل التوحيد و الشهادتين أعلى شعب الايمان وتزول بنواقض التوحيد والاسلام والايمان بفعل الشرك الاكبر والكفر الاكبر المنافى لأصل الايمان
فإذا زالت شعبة التوحيد التي هي أصل الإيمان زال كل إيمانه
وكذلك الكفر ذو أصلٍ و شُعَبٍ ،
فأصل الكفر يزول به الايمان كله
وشعب الكفر وهى ما دون الكفر الاكبر يزول بها كمال الايمان الواجب وينتفى
**
فالكفر ما يضاد الإيمان من الأقوال والأفعال والاعتقادات.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى(20/86):
(الكفر: عدم الإيمان -باتفاق المسلمين- سواء اعتقد نقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئاً ولم يتكلم"
ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/533) (والكفر تارة يكون بالنظر إلى عدم تصديق الرسول والإيمان به، وتارة بالنظر إلى عدم الإقرار بما أخبر به، ثم مجرد تصديقه في الخبر، والعلم بثبوت ما أخبر به، إذا لم يكن معه طاعة لأمره، لا باطناً ولا ظاهراً، ولا محبة لله ولا تعظيماً له، لم يكن ذلك إيماناً)
**
ومن أدنى شعب الكفر
ترك إماطة الأذى عن الطريق ، فهى من شعب الكفر بل من أدنى شعبه ولا يزول الايمان معها وينقص إيمانه بحسب ترك هذه الشعب، فالحياء شعبة من شعب الإيمان، وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر،
**
وما بين أعلى شعب الايمان وأدناها شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً.
ما بين شهادة التوحيد وإماطة الأذى عن الطريق شعب تتفاوت تفاوتاً عظيماً،
فمن هذه الشعب ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب،
ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب.
**
كذلك الكفر له أصل وشعب، فتكذيب الرسول من شعب الكفر التى يزول اصل الايمان معه
وقلة الحياء -أو الزنى أو السرقة من شعب الكفر ولا يزول الايمان معها- بل يزول الايمان الواجب - او ما يسمى بالايمان المطلق
فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر.
فالحياء شعبة من شعب الإيمان، وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر،
يقول ابن القيم في رسالة الصلاة :
" وها هنا أصل آخر، وهو أن الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود وعناد، فكفر الجحود: أنه يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه،
وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه،
**
وأما كفر العمل، فينقسم إلى ما يضاد الإيمان،
وإلى ما لا يضاده،
فالسجود للصنم، والإستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان "
و هذا كله يضاد الإيمان، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجتمع الإيمان مع وجود شيء من هذه الأفعال
****
فللكفر فروع دون أصله : " لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام ،
كما أن للإيمان من جهة العمل فرعًا للأصل ، لا ينقل تركه عن ملة الإسلام "
وعلى هذا فإنه يجتمع في الإنسان كفر عملي لا ينقل عن الملة وإيمان ؛
وهذا من أصول أهل السنة ، وخالفهم المبتدعة على اختلاف أصنافها في هذا
وعلى هذا الأصل فبعض الناس يكون معه شعبة من شعب الكفر ، ومعه إيمان ؛ فلا يلزم من
قيام شعبة من شعب الكفر [كفر دون كفر] بإنسان ما أن يكون كافرًا الكفر المطلق ، حتى تقوم به حقيقة الكفر . |
وقد ورد عن سلف الأمة تقسيم الكفر إلى
ما يخرج عن الملة ،
وإلى ما لا يخرج عن الملة ،
ومن هؤلاء : ابن عباس رضي الله عنهما ، وطاوس ، وعطاء ، وغيرهم . واختلف العلماء : هل يسمى مرتكب الكبائر كافرًا كفرًا أصغر ، ورد في كثير من نصوص الكتاب والسنة تسمية بعض الذنوب كفرًا ، وأجمع أهل السنة على أن صاحبها لا يكفر الكفر الناقل من الملة ، |
ومن هذه النصوص :
الأول : قال صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم : لا ترجعوا بعدى كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض .
والكفر الوارد في هذين النصين هو الكفر الأصغر ، الذي لا يخرج عن الملة ،
لأن الله تعالى لم يخرج القاتل من الذين آمنوا ، وجعله أخًا لولي القصاص أخوة الدين ،
وذلك في قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فتح الله عليك أخى الكريم
اللهم افتح علينا وعليك أخى الفاضل الطيبونى بركات من السماء والارض و افتح لنا ابواب رحمتك - آمين
رد: زيادة توضيح و تفصيل لو سمحتم ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فما دام ان ذلك درجات و مقامات
فقد يكون التعلق بالمخلوق شرك اصغر
كما انه قد يصل بصاحبه الى الشرك الاكبر
و يهمنا هذا في ابواب كثيرة من مسائل التوحيد
في ان تلك الاعمال و التعلقات ليست على درجة واحدة
فقد يكون الرجاء و التوكل و المحبة الى غير ذلك داخلة في الشرك الاصغر
كما انها قد تكون من الشرك الاكبر
أحسنت بارك الله فيك اخى الطيبونى على هذا الفصيل المهم
وهذا
زيادة توضيح و تفصيل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
في ان تلك الاعمال و التعلقات ليست على درجة واحدة
نعم
قال الشيخ صالح ال الشيخ
الذنب يُطْلِقُ عليه بعض العلماء أنه لا يصدر ذنب -يعني كبيرة من الكبائر أو ذنب من الذنوب- إلا وثَمَّ نوع تشريك؛ لأنه جعل طاعة الهوى مع طاعة الله - عز وجل - فحصلت المعصية، وطاعة الهوى وسيلة للشرك الأكبر، والذنوب عدد كبير منها وسيلة إلى الشرك الأكبر، ومع ذلك لم تُسَمَّ شركَاً أصغر وإن دخلت في مسمى مطلق التشريك، لا التشريك المطلق، مطلق التشريك، لا الشرك، فلهذا لا يَصْدُقُ عليه هنا أنها شرك أصغر مع كونها وسيلة في عدد من الذنوب والآثام إلى الشرك الأكبر.
*********************
التعظيم درجتان تعظيم العباده وتعظيم يسميه علماء التوحيد [نوع تعظيم
فالاول وهو تعظيم العبادة هذا شرك اكبر -
والنوع الثانى وهو ما يسميه اهل العلم [نوع تعظيم لا يصل الى رتبة العبادة] فهذا شرك اصغر(مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ) لماذا كفر أو أشرك؟ لأنه عظم هذا المخلوق كتعظيم الله جل وعلا في الحلف به، وكُفره وشركه شرك أصغر، وقد يصل إلى أن يُشرك بالحلف شركا أكبر إذا عظَّم المحلوف به كتعظيم الله جل وعلا في العبادة.
فإذن صار حقيقة الحلف بغير الله أنه تعظيم لذلك المحلوف به في الحلف،
فإذا انضاف إلى ذلك أن المحلوف به معظم في العبادة صار شركا أكبر؛
كحلف الذين يعبون الأوثان بأوثانهم فإنه شرك أكبر؛ لأنه يعظم ذلك الوثن أو ذلك القبر أو تلك البقعة أو ذلك المشهد أو ذلك الولي يعظمه كتعظيم الله في العبادة، فيكون حلفه حلفا بمعظم به في العبادة
وكذلك يكون الحلف شركا اكبر اذا اعتقد الحالف أن المحلوف به يستحق من التعظيم مثل ما يستحق الله ، فهذا شرك أكبر--وان لم يعتقد ذلك فهو شرك اصغر
وكذلك اذا اعتقد ان المحلوف به مساوى لله فى التعظيم كان شركا اكبر
اذا عًرِفَ الفرق بين تعظيم العبادة ونوع التعظيم الذى يسميه العلماء شرك دون شرك --فهو تعظيم دون تعظيم--
يعنى هو تعظيم دون تعظيم العبادة كما بيناه سابقا
والقاعدة -ان التنديد يكون في الألفاظ، كالحلف بغير الله -
والتنديد هنا المراد به التنديد الأصغر الذي هو شرك أصغر في الألفاظ، وليس التنديد الذي هو الشرك الأكبر، وقوله جل وعلا (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) هذا عام يشمل اتخاذ الأنداد في الشرك الأكبر
و يشمل أيضا اتخاذ الأنداد بأنواع الإشراك التي دون الشرك الكبر؛ لأن قوله (أَندَادًا) هذا يعم جميع أنواع التنديد، والتنديد منه ما هو مخرج من الملة، ومنه ما لا يخرج من الملة.
ولهذا ساق عن ابن عباس أنه قال (الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل) فجعل مما يدخل في هذه الآية الشرك الخفي أو شرك الألفاظ التي تخفى على كثير من الناس.
******
للمناقشة بارك الله فيكم ؟ ( الحلف بغير الله )
https://majles.alukah.net/t166470/
******
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فقد يكون التعلق بالمخلوق شرك اصغر
كما انه قد يصل بصاحبه الى الشرك الاكبر
نعم
العبودية درجات، منها:
عبودية الشرك الأصغر، ومنها عبودية الشرك الأكبر، فالذي يشرك بغير الله - جل وعلا - الشرك الأكبر هو عابد له، كأهل الأوثان، وعبدة الأصنام، وعبدة الصليب،
وكذلك من يعمل الشرك الأصغر، ويتعلق قلبه بشيء من الدنيا فهو عابد،
لذلك يقال: عبد هذا الشيء؛ لأنه هو الذي حرك همته، ومعلوم أن العبد مطيع لسيده، أينما وجهه توجه،
فهذا الذي حركته همته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها
؛ لأن همته معلقة بتلك الأشياء، وإذا وجد لها سبيلا تحرك إليها بدون النظر هل يوافق أمر الله - جل وعلا - أم لا يوافق أمر الله - جل وعلا - وشرعه؟ ![التمهيد]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
ان ذلك ليس خاصا بالمحبة فيقال نفس الكلام في الرجاء و التوكل و غير ذلك من اعمال القلوب
فما دام ان ذلك درجات و مقامات فقد يكون التعلق بالمخلوق شرك اصغر كما انه قد يصل بصاحبه الى الشرك الاكبر
وسئل الشيخ صالح ال الشيخ
س6/ ذكر الشيخ سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد
أنَّ الخوف الذي يحمل على ترك الواجب وفعل المحرم هذا خوفٌ محرم،
والشيخ عبدالرحمن في فتح المجيد قال إنَّه شرك أصغر؟
ايه نعم، وش ظهر لك؟، أنَّه محرم، محرم ما هو بشرك أصغر، وهو توسع، الشرك الأصغر فيه نوع تشريك لأنه ما ترك الأمر والنهي خوفاً، يعني ما هو مصلحة، بس مجرد خوف، إلا أنَّه إيش؟، خاف منهم كخوف، أو قدَّمَ خوفه منهم على خوفه من الله، فيه نوع تشريك، بس الأظهر التعبير بالمحرم.
رد: زيادة توضيح و تفصيل لو سمحتم ؟