-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
2 ـ النهي عن سب أئمة الهدى
من علماء هذه الأمة
يلي الصحابة في الفضيلة والكرامة والمنزلة:
أئمة الهدى من التابعين
وأتباعهم من القرون المفضلة،
ومن جاء من بعدهم
ممن تبع الصحابة بإحسان،
كما قال تعالى:
{ وَالسَّابِقُو َ الأَوَّلُونَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُواْ عَنْهُ }
[التوبة/100]. الآية.
فلا يجوزُ تنقّصهم وسبّهم؛
لأنهم أعلام هدى،
فقد قال تعالى:
{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ
مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا }
[النساء/115].
قال شارح الطحاوية:
( فيجبُ على كل مسلم بعد مُوالاة الله ورسوله:
موالاة المؤمنين،
كما أطلق القرآن،
خصوصًا الذين هُم ورثة الأنبياء،
الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم،
يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر،
وقد أجمعَ المسلمون على هدايتهم ودرايتهم.
فإنهم خُلفاء
الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته،
والمحيون لما مات من سنته،
فبهم قام الكتاب وبه قاموا،
وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا،
وكلهم متفقون اتفاقًا يقينًا
على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولكن:
إذا وجد لواحد منهم
قول قد جاء حديث صحيح بخلافه،
فلابد له في تركه من عذر ).
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وجماع الأعذار
ثلاثة أصناف:
أحدها:
عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
الثاني:
عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول.
الثالث:
اعتقاده أن الحكم منسوخ.
فلهم الفضل علينا والمنة؛
بالسبق وتبليغ ما أُرسل به
الرسول صلى الله عليه وسلم إلينا،
وإيضاح ما كان منه يخفى علينا،
فرضي الله عنهم
وأرضاهم
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
[الحشر/10].
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
والحطّ من قدر العلماء ؛
بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي
من بعضهم،
هو من طريقة المبتدعة،
ومن مُخططات أعداء الأمة؛
للتشكيك في دين الإسلام،
ولإيقاع العداوة بين المسلمين،
ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها،
وبثّ الفُرقة بين الشباب والعلماء،
كما هو الواقع الآن،
فليتنبه لذلك بعض الطلبة المبتدئين؛
الذين يحطون من قدر الفقهاء؛
ومن قدر الفقه الإسلامي،
ويزهدون في دراسته،
والانتفاع بما فيه من حق وصواب،
فليعتزوا بفقههم،
وليحترموا علماءهم؛
ولا ينخدعوا
بالدعايات المضللة والمغرضة.
والله الموفق.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
الباب السادس:
البـدع
ويتضمن الفصول التالية:
الفصل الأول:
تعريف البدعة - أنواعها - أحكامها.
الفصل الثاني:
ظهور البدع في حياة المسلمين،
والأسباب التي أدَّت إليها.
الفصل الثالث:
موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة،
ومنهج أهل السنة والجماعة
في الرَّدِّ عليهم.
الفصل الرابع:
في الكلام على نماذج
من البدع المعاصِرة وهي:
1- الاحتفال بالمولد النبوي.
2- التّبرُّك بالأماكن والآثار والأموات،
ونحو ذلك.
3- البدع في مجال العبادات
والتّقرُّب إلى الله.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
الفصل الأول:
تعريف البدعة،
أنواعها وأحكامها
1 ـ تعريفها: البدعة في اللغة
مأخوذة من البَدْع،
وهو الاختراع على غير مثال سابق،
ومنه قوله تعالى:
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }
[البقرة/117].
أي مخترعها على غير مثال سابق،
قوله تعالى:
{ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ }
[الأحقاف/9].
أي: ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد،
بل تقدمني كثير من الرسل.
ويقال:
ابتدع فلان بدعة،
يعني: ابتدأ طريقة لم يسبق إليها.
والابتداع على قسمين:
ابتداع في العادات
كابتداع المخترعات الحديثة،
وهذا مباح؛
لأن الأصل في العادات: الإباحة.
وابتداع في الدين،
وهذا مُحرَّم؛
لأن الأصل فيه التوقيف،
قال صلى الله عليه وسلم:
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو رَدٌّ )
[رواه البخاري ومسلم]،
وفي رواية:
( من عمل عملًا
ليس عليه أمرنا
فهو رَدٌّ )
[في صحيح مسلم].
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
2 ـ أنواع البدع
البدعة في الدين نوعان:
النوع الأول:
بدعة قوليّة اعتقاديّة
كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة،
وسائر الفرق الضّالّة،
واعتقاداتهم.
النوع الثاني:
بدعة في العبادات
كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها،
وهي أقسام:
القسم الأول:
ما يكون في أصل العبادة:
بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع،
كأن يحدث صلاة غير مشروعة
أو صيامًا غير مشروع أصلًا،
أو أعيادًا غير مشروعة
كأعياد الموالد وغيرها.
القسم الثاني:
ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة،
كما لو زاد ركعة خامسة
في صلاة الظهر أو العصر مثلًا.
القسم الثالث:
ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة؛
بأن يؤديها على صفة غير مشروعة،
وذلك كأداء الأذكار المشروعة
بأصوات جماعية مُطربة،
وكالتشديد على النفس في العبادات
إلى حد يخرج
عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
القسم الرابع:
ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة؛
لم يخصصه الشرع
كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته
بصيام وقيام،
فإن أصل الصيام والقيام مشروع،
ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات
يحتاج إلى دليل.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
3 ـ حكم البدعة في الدين
بجميع أنواعها
كل بدعة في الدين
فهي محرمة وضلالة،
لقوله صلى الله عليه وسلم:
( وإياكم ومحدثات الأمور،
فإن كل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة )
[رواه الترمذي
وقال: حديث حسن صحيح]،
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو رَدٌّ )
[متفق عليه]،
وفي رواية:
( من عمل عملًا
ليس عليه أمرنا
فهو رَدٌّ )
[رواه مسلم].
فدل الحديثان على أن كل مُحْدَث في الدين
فهو بدعة،
وكل بدعة ضلالة مردودة،
ومعنى ذلك
أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة،
ولكن التحريم يتفاوت
بحسب نوعية البدعة،
فمنها ما هو كفر صُراح،
كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها،
وتقديم الذبائح والنذور لها،
ودعاء أصحابها،
والاستغاثة بهم،
وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة.
ومنها ما هو من وسائل الشرك،
كالبناء على القبور
والصلاة والدعاء عندها،
ومنها ما هو فسق اعتقادي
كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة
في أقوالهم واعتقاداتهم
المخالفة للأدلة الشرعية،
ومنها ما هو معصية
كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس،
والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع .
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
تنبيـه
من قَسَّمَ البدعة
إلى بدعة حسنة، وبدعة سيئة؛
فهو مخطئ
ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم:
( فإن كل بدعة ضلالة )
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
حكم على
البدع كلها بأنها ضلالة،
وهذا يقول:
ليس كل بدعة ضلالة؛
بل هناك بدعة حسنة.
قال الحافظُ ابنُ رجب
في شرح الأربعين:
( فقوله صلى الله عليه وسلم:
( كل بدعة ضلالة )
من جوامع الكلم؛
لا يخرج عنه شيء،
وهو أصل عظيم من أصول الدين،
وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم:
( من أحدث
في أمرنا
ما ليس منه
فهو رَدٌّ )
فكل من أحدث شيئًا
ونسبَهُ إلى الدين،
ولم يكن له أصل من الدين
يرجع إليه
فهو ضلالة،
والدين بريء منه،
وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات،
أو الأعمال
أو الأقوال الظاهرة والباطنة )
انتهى.
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة،
إلا قول عمر رضي الله عنه
في صلاة التراويح:
( نعمت البدعة هذه ).
وقالوا أيضًا:
أنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف،
مثل جمع القرآن في كتاب واحد،
وكتابة الحديث وتدوينه.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
والجواب عن ذلك
أن هذه الأمور لها أصل في الشرع،
فليست مُحدثة،
وقول عمر:
( نعمت البدعة )
يريدُ البدعة اللغوية
لا الشرعيّة،
فما كان له أصل في الشرع يُرجَعُ إليه،
إذا قيل: إنه بدعة،
فهو بدعةٌ لغةً لا شرعًا؛
لأن البدعة شرعًا:
ما ليس له أصل في الشرع .
وجمع القرآن في كتاب واحد
له أصل في الشرع؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يأمر بكتابة القرآن،
لكن كان مكتوبًا متفرقًا،
فجمعه الصحابة رضي الله عنهم
في مصحف واحد
حفظًا له.
والتراويح
قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم
بأصحابه ليالي،
وتخلَّفَ عنهم في الأخير
خشية أن تفرض عليهم،
واستمرّ الصحابةُ رضي الله عنهم يصلونها
أوزاعًا متفرقين
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
وبعد وفاته،
إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
على إمام واحد
كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم،
وليس هذا
بدعة في الدين.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وكتابةُ الحديث
أيضًا لها أصل في الشرع،
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه؛
لما طلب منه ذلك،
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يكتب الحديث
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان المحذور من كتابته
بصفة عامة في عهده:
خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه،
فلما تُوفّي صلى الله عليه وسلم
انتفى هذا المحذور؛
لأن القرآن قد تكامل،
وضُبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم،
فدوَّنَ المسلمون الحديثَ بعد ذلك
حفظًا له من الضياع،
فجزاهُمُ الله
عن الإسلام والمسلمين
خيرًا؛
حيث حفظوا كتاب ربهم
وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
من الضياع وعبث العابثين.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
الفصل الثاني:
ظهور البدع في حياة المسلمين
والأسباب التي أدت إليها
1 ـ ظهور البدع في حياة المسلمين،
وتحته مسألتان
المسألة الأولى:
وقت ظهور البدع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
واعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات
إنما وقع في الأمة في أواخر عهد الخلفاء الراشدين،
كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
حيث قال:
( من يعش منكم،
فسيرى اختلافًا كثيرًا،
فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين )
[رواه أبو داود والترمذي
وقال: حديث حسن صحيح]
وأول بدعة ظهرت:
بدعةُ القدر،
وبدعة الإرجاء،
وبدعة التشيع والخوارج،
ولما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان
ظهرت بدعة الحرورية،
ثم في أواخر عصر الصحابة،
حدثت القدرية
في آخر عصر ابن عمر وابن عباس وجابر
وأمثالهم من الصحابة
- رضي الله عنهم -
وحدثت المرجئة قريبًا من ذلك،
وأما الجهمية فإنما حدثوا في أواخر عصر التابعين
بعد موت عمر بن عبد العزيز،
وقد روي أنه أنذر بهم،
وكان ظهور جهم بخُراسان
في خلافة هشام بن عبد الملك.
هذه البدع ظهرت في القرن الثاني،
والصحابةُ موجودون،
وقد أنكروا على أهلها،
ثم ظهرت بدعة الاعتزال،
وحدثت الفتن بين المسلمين،
وظهر اختلاف الآراء
والميل إلى البدع والأهواء،
وظهرت بدعة التصوف،
وبدعة البناء على القبور
بعد القرون المفضلة،
وهكذا كلما تأخر الوقت
زادت البدع وتنوعت.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
المسألة الثانية:
مكان ظهور البدع
تختلف البلدان الإسلامية في ظهور البدع فيها،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
( فإن الأمصار الكبار التي سكنها
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وخرج منها العلمُ والإيمان خمسة:
الحرمان، والعراقان، والشام،
منها خرج القرآن والحديث،
والفقه والعبادة،
وما يتبع ذلك من أمور الإسلام،
وخَرجَ من هذه الأمصار بدع أصولية،
غير المدينة النبوية،
فالكوفة خرج منها التشيع والإرجاء،
وانتشر بعد ذلك في غيرها،
والبصرة خرج منها القدر والاعتزال والنسك الفاسد،
وانتشر بعد ذلك في غيرها،
والشام كان بها النصب والقدر،
وأما التجهم فإنما ظهر في ناحية خراسان،
وهو شر البدع.
وكان ظهور البدع
بحسب البعد عن الدار النبوية،
فلما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان
ظهرت بدعة الحرورية،
وأما المدينة النبوية،
فكانت سليمة من ظهور هذه البدع،
وإن كان بها من هو مضمر لذلك،
فكان عندهم مهانًا مذمومًا،
إذ كان بها قوم من القدرية وغيرهم،
ولكن كانوا مقهورين ذليلين،
بخلاف التشيع والإرجاء في الكوفة،
والاعتزال وبدع النساك بالبصرة،
والنصب بالشام،
فإنه كان ظاهرًا،
وقد ثبت في الصحيح
عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن الدّجَّالَ لا يدخلها،
ولم يزل العلم والإيمان ظاهرًا
إلى زمن أصحاب مالك،
وهم من أهل القرن الرابع ) .
فأما العصور الثلاثة المفضلة
فلم يكن فيها بالمدينة النبوية
بدعة ظاهرة البتة،
ولا خرج منها بدعة في أصول الدين البتة،
كما خرج من سائر الأمصار.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
2 ـ الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع
مما لا شك فيه
أن الاعتصام بالكتاب والسنة
فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال،
قال تعالى:
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ
وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }
[الأنعام/153].
وقد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فيما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - قال:
( خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا فقال:
"هذا سبيل الله"
ثم خطَّ خطوطًا عن يمينه، وعن شماله
ثم قال:
"وهذه سُبُلٌ،
على كل سبيل منها
شيطان يدعو إليه"
ثم تلا:
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ
وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }
[رواه أحمد وابن حبان
والحاكم وغيرهم].
فمن أعرضَ عن الكتاب والسنة؛
تنازعته الطُرُق المضللة،
والبدع المحدَثَة.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
فالأسباب التي أدَّت إلى ظهور البدع
تتلخص في الأمور التالية:
الجهلُ بأحكام الدين،
اتباع الهوى،
التعصب للآراء والأشخاص،
التشبه بالكفار وتقليدهم،
ونتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل:
أ ـ الجهل بأحكام الدين
كلما امتد الزمن،
وبَعُدَ الناس عن آثار الرسالة؛
قَلَّ العلمُ وفشا الجهل،
كما أخبرَ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
( من يَعِش منكم
فسيرى اختلافًا كثيرًا )
[من حديث رواه أبو داود والترمذي
وقال: حديث حسن صحيح]،
وقوله:
( إنَّ الله لا يقبضُ العلم انتزاعًا
ينتزعه من العباد،
ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العلماء؛
حتى إذا لم يُبْق عالمًا
اتخذ الناس رؤوسًا جُهّالًا،
فسئلوا
فأفتوا بغير علم،
فضلّوا وأضلّوا )
[جامع بيان العلم وفضله
لابن عبد البر
(1/180)].
فلا يُقاومُ البدعَ إلا العلم والعلماء،
فإذا فُقد العلم والعلماء
أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر،
ولأهلها أن ينشطوا.
ب ـ اتباع الهوى
من أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه،
كما قال تعالى:
{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ
بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ }
[القصص/50].
وقال تعالى:
{ أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَن يَهْدِيهِ
مِن بَعْدِ اللَّهِ }
[الجاثية/23].
والبدع
إنَّما هي نسيجُ الهوى المتَّبع.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
جـ ـ التعصب للآراء والرجال
التعصب للآراء والرجال
يحول بين المرء واتّباع الدليل،
ومعرفة الحق،
قال تعالى:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ
قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ
مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا }
[البقرة/170].
وهذا هو الشأن في المتعصبين اليوم،
من بعض أتباع المذاهب
الصوفية والقبوريين،
إذا دُعوا إلى اتباع الكتاب والسنة،
ونبذ ما هُم عليه مما يُخالفهما؛
احتجوا بمذاهبهم،
ومشائخهم
وآبائهم
وأجدادهم.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
د ـ التشبه بالكفار
وهو من أشد ما يوقع في البدع،
كما في حديث أبي واقد الليثي قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى حُنين،
ونحن حدثاء عهد بكفر،
وللمشركين سِدرة يعكفون عندها
وينوطون بها أسلحتهم،
يقال لها: ذاتُ أنواط،
فمررنا بسدرة فقلنا:
يا رسولَ الله:
اجعل لنا ذات أنواط
كما لهم ذات أنواط،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الله أكبر،
إنها السنن!
قلتم - والذي نفسي بيده -
كما قالت بنو إسرائيل لموسى:
{ اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا
كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }
[الأعراف/138]
لتركبُنَّ سُنَنَ من قبلكم )
[رواه الترمذي وصححه].
ففي هذا الحديث:
أن التشبه بالكفار
هو الذي حمل بني إسرائيل
أن يطلبوا هذا
الطلب القبيح،
وهو أن يجعل لهم
آلهة يعبدونها،
وهو الذي حمل بعض
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
أن يسألوه أن يجعل لهم
شجرة يتبركون بها من دون الله،
وهذا نفس الواقع اليوم،
فإنَّ غالب الناس من المسلمين؛
قلَّدوا الكفار
في عمل
البدع والشركيات،
كأعياد الموالد،
وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة،
والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات،
وإقامة التماثيل،
والنصب التذكارية،
وإقامة المآتم،
وبدع الجنائز،
والبناء على القبور،
وغير ذلك.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
الفصل الثالث:
موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة،
ومنهج أهل السنة والجماعة
في الرّدّ عليهم
1 ـ موقف أهل السُّنَّة والجماعة من المبتدعة
ما زال أهل السنة والجماعة يردون على المبتدعة،
ويُنكرون عليهم بدعهم،
ويمنعونهم من مزاولتها،
وإليك نماذج من ذلك :
( أ ) عن أم الدرداء قالت:
( دخل عليَّ أبو الدرداء مُغضَبًا،
فقُلتُ له: ما لكَ؟
فقال:
والله ما أعرفُ فيهم شيئًا من أمر محمدٍ
إلا أنهم يصلون جميعًا )
[رواه البخاري].
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
( ب ) عن عمر بن يحيى قال:
( سمعتُ أبي يُحَدِّثُ عن أبيه قال:
كنا نجلسُ على باب عبد الله بن مسعود
قبل صلاة الغداة،
فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد،
فجاءنا أبو موسى الأشعري،
فقال: أخرجَ عليكُم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا: لا، فجلس معنا حتى خَرجَ،
فلما خرجَ قُمنا إليه جميعًا،
فقال: يا أبا عبد الرحمن،
إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرتُهُ،
ولم أرَ - والحمد لله - إلا خيرًا،
قال: وما هو؟
قال: إن عِشْتَ فستراه،
قال: رأيتُ في المسجد قومًا حلقًا جلوسًا
ينتظرون الصلاة،
في كل حلقة رجل،
وفي أيديهم حصى فيقولُ:
كبروا مائة، فيكبرون مائة،
فيقول: هللوا مائة، فيهللون مائة،
فيقول: سبّحوا مائة، فيسبحون مائة،
قال: فماذا قلتَ لهم؟
فقال: ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك،
أو انتظار أمرك،
قال:
أفلا أمرتَهُم أن يعدوا سيئاتهم،
وضمنتَ لهم
أن لا يَضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه؛
حتى أتى حلقة من تلك الحلق،
فوقف عليهم فقال:
ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن،
حصى نعدُّ به
التكبير والتهليل
والتسبيح والتحميد،
قال: فعدوا سيئاتكم،
فأنا ضامنٌ
أن لا يضيعَ من حسناتكم شيء،
ويحكم يا أمة محمد،
ما أسرع هلكتكم،
هؤلاء أصحابه متوافرون،
وهذه ثيابه لم تبل،
وآنيته لم تُكسر،
والذي نفسي بيده:
إنكم لعلى ملةٍ هي أهدى
من ملة محمد،
أو مُفتتحوا باب ضلالة.
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن،
ما أردنا إلا الخير،
قال:
وكم مريد للخير لن يُصيبه !
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أن قومًا
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
وايمُ الله لا أدري
لعل أكثرهم مِنكُم.
ثم تولَّى عنهم.
فقالَ عمرو بن سلمة:
رأينا عامة أولئك يطاعنوننا
يومَ النهروان مع الخوارج )
[رواه الدارمي].
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
(جـ) جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس - رحمه الله -
فقال:
من أين أُحْرِمُ؟
فقال:
من الميقات الذي وَقَّتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأحرم منه،
فقال الرجل:
فإن أحرمتُ من أبعد منه،
فقال مالك:
لا أرى ذلك،
فقالَ:
ما تكرهُ من ذلك،
قال:
أكره عليك الفتنة،
قال:
وأي فتنة في ازدياد الخير؟
فقالَ مالك:
فإنّ الله تعالى يقول:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
[النور/63].
وأي فتنة أعظم
من أنك خُصِّصْتَ بفضل
لم يُختَصّ به
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
[ذكره أبو شامة في كتاب:
الباعث على إنكار البدع والحوادث
نقلًا عن أبي بكر الخلال ص14]؟!
هذا نموذج،
ولا زال العلماءُ
يُنكرونَ على المبتدعة
في كل عصر،
والحمد لله.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
2 ـ منهج أهل السنة والجماعة
في الرد على أهل البدع
منهجهم في ذك مبني على الكتاب والسنة،
وهو المنهج المقنع المفحم،
حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها،
ويستدلون بالكتاب والسنة
على وجوب التمسك بالسنن،
والنهي عن البدع والمحدثات،
وقد ألَّفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك،
وردُّوا في كتب العقائد
على الشيعة والخوارج والجهمية
والمعتزلة والأشاعرة،
في مقالاتهم المبتدعة
في أصول الإيمان والعقيدة،
وألفوا كتبًا خاصّة في ذلك ،
كما ألَّفَ الإمام أحمد
كتاب الرد على الجهمية،
وألَّف غيره من الأئمة في ذلك
كعثمان بن سعيد الدارمي،
وكما في كتب
شيخ الإسلام ابن تيمية
وتلميذه ابن القيم،
والشيخ محمد بن عبد الوهاب،
وغيرهم،
من الرد على تلك الفرق،
وعلى القبورية والصوفية،
وأما الكتب الخاصة
في الرد على أهل البدع،
فهي كثيرة،
منها على سبيل المثال
من الكتب القديمة:
1- كتاب الاعتصام
للإمام الشاطبي.
2- كتاب اقتضاء الصراط المستقيم
لشيخ الإسلام ابن تيمية،
فقد استغرق الرد على المبتدعة
جزءًا كبيرًا منه.
3- كتاب إنكار الحوادث والبدع
لابن وضَّاح.
4- كتاب الحوادث والبدع
للطرطوشي.
5- كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث
لأبي شامة.
ومن الكتب العصرية:
1- كتاب الإبداع في مضار الابتداع
للشيخ علي محفوظ.
2- كتاب السنن والمبتدعات
المتعلقة بالأذكار والصلوات
للشيخ محمد بن أحمد الشقيري الحوامدي.
3- رسالة التحذير من البدع
للشيخ عبد العزيز بن باز.
ولا يزالُ علماء المسلمين
- والحمد لله -
يُنكرون البدعَ
ويردون على المبتدعة
من خلال الصحف والمجلات
والإذاعات وخطب الجُمع
والندوات والمحاضرات،
مما له كبير الأثر في توعية المسلمين،
والقضاء على البدع،
وقمع المبتدعين .
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
الفصل الرابع:
في بيان نماذج من البدع المعاصرة
وهي:
1- الاحتفال بالمولد النبوي.
2- التبرك بالأماكن والآثار والأموات ونحو ذلك.
3- البدع في مجال العبادات والتقرب إلى الله.
البدع المعاصرة كثيرة؛
بحكم تأخر الزمن،
وقلة العلم،
وكثرة الدعاة إلى البدع والمخالفات،
وسريان التشبه بالكفار
في عاداتهم وطقوسهم؛
مصداقًا
لقوله صلى الله عليه وسلم:
( لتتبعُنَّ سُنَنَ من كان قبلكم )
[رواه الترمذي وصححه].
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
1 ـ الاحتفال بمناسبة المولد النبوي
وهو تشبه بالنصارى
في عمل ما يسمَّى بالاحتفال
بمولد المسيح،
فيحتفل جهلةُ المسلمين،
أو العلماء المضلون
في ربيع الأول أو في غيره
من كل سنة بمناسبة مولد الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم.
فمنهم من يقيم هذا الاحتفال في المساجد،
ومنهم من يقيمه في البيوت،
أو الأمكنة المعدة لذلك،
ويَحضُرُ جموعٌ كثيرة
من دهماء الناس وعوامهم،
يعملون ذلك تشبهًا بالنصارى
في ابتداعهم
الاحتفال بمولد المسيح،
عليه السلام،
والغالبُ أن هذا الاحتفال علاوة على كونه بدعة،
وتشبهًا بالنصارى،
لا يخلو من وجود الشركيات والمنكرات،
كإنشاد القصائد التي فيها الغلو
في حق الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى درجة دعائه من دون الله،
والاستغاثة به،
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن الغُلوِّ في مدحه
فقال:
( لا تُطروني
كما أطرت النصارى ابنَ مريم؛
إنما أنا عبد،
فقولوا:
عبدُ الله ورسولُه )
[رواه الشيخان].
وقد يصحب هذا الاحتفال
اختلاط بين الرجال والنساء
وفساد الأخلاق
وظهور المسكرات
وغير ذلك.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
الإطراءُ معناه:
الغُلُوّ في المدح،
وربما يعتقدون أن
الرسول صلى الله عليه وسلم
يحضُرُ احتفالاتهم،
ومن المنكرات التي تصاب هذه الاحتفالات:
الأناشيد الجماعية المنغمة وضربُ الطبول،
وغيرُ ذلك من عمل الأذكار
الصوفية المبتدعة،
وقد يكون فيه اختلاط بين الرجال والنساء،
مما يُسبّب الفتنة،
ويجرّ إلى الوقوع في الفواحش،
وحتى لو خلا هذا الاحتفال
من هذه المحاذير،
واقتصر على الاجتماع وتناول الطعام،
وإظهار الفرح - كما يقولون -؛
فإنه بدعة محدثة
( وكل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة )،
وأيضًا هو وسيلة إلى أن يتطور،
ويحصل فيه
ما يحصل في الاحتفالات الأخرى من المنكرات.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وقلنا:
إنه بدعة؛
لأنه لا أصل له في الكتاب والسنة
وعمل السلف الصالح
والقرون المفضلة،
وإنما حدث متأخرًا بعد القرن الرابع الهجري،
أحدثه الفاطميون الشيعة،
قال الإمام أبو حفص تاج الدين الفاكهاني
- رحمه الله -:
( أمَّا بعدُ:
فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين
عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس
في شهر ربيع الأول،
ويسمونه المولد،
هل له أصل في الدين،
وقصدوا الجواب عن ذلك مبيّنًا،
والإيضاح عنه معينًا،
فقلت - وبالله التوفيق -:
لا أعلم لهذا المولد أصلًا
في كتاب ولا سنة،
ولا يُنقلُ عملُه
عن أحد من علماء الأمة،
الذين هم القدوة في الدين،
المتمسكون بآثار المتقدمين،
بل هو بدعة
أحدثها البطّالون،
وشهوة نفس
اغتنى بها الأكَّالون ) .
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله:
( وكذلك ما يحدثه بعض الناس،
إما مضاهاة للنصارى
في ميلاد عيسى عليه السلام،
وإما محبة
للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا.. .
من اتخاذ مولد النبي
صلى الله عليه وسلم عيدًا،
مع اختلاف الناس في مولده،
فإنَّ هذا لـم يفعله السلف،
ولو كان هذا خيرًا محضًا،
أو راجحًا؛
لكان السَلفُ
- رضي الله عنهم -
أحقَّ به منَّا،
فإنهم كانوا
أشد محبة للنبي
صلى الله عليه وسلم
وتعظيمًا له منا،
وهم على الخير أحرص،
وإنما كانت محبته وتعظيمه
في متابعته وطاعته،
واتباع أمره
وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا،
ونشر ما بُعثَ به،
والجهادُ على ذلك
بالقلب واليد واللسان،
فإن هذه طريقة السابقين الأولين
من المهاجرين والأنصار
والذين اتبعوهم بإحسان ) ...
انتهى ببعض اختصار.
وقد أُلِّفَ في إنكار هذه البدعة
كتب ورسائل قديمة وحديثة،
وهو علاوة على كونه بدعة وتشبهًا،
فإنه يجرُّ إلى إقامة موالد أخرى
كموالد الأولياء
والمشائخ
والزعماء؛
فيفتح أبواب شرٍّ كثيرة.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
2 ـ التبرك بالأماكن والآثار والأشخاص
أحياء وأمواتًا
من البدع المحدثة:
التبرك بالمخلوقين،
وهو لونٌ من ألوان الوثنية،
وشبكة يصطاد بها المرتزقة
أموال السذج من الناس،
والتبرك: طلب البركة
وهي: ثبوت الخير في الشيء وزيادته،
وطلبُ ثبوت الخير وزيادته
إنما يكونُ ممن يَملك ذلك
ويقدر عليه،
وهو الله سبحانه،
فهو الذي ينزل البركة ويثبتها،
أما المخلوق
فإنه لا يقدر على منح البركة وإيجادها،
ولا على إبقائها وتثبيتها،
فالتبرك بالأماكن والآثار والأشخاص
- أحياء وأمواتًا -
لا يجوز؛
لأنه إما شرك،
إن اعتقد أنَّ ذلك الشيء يمنحُ البركة،
أو وسيلة إلى الشرك
إن اعتقد أن زيارته وملامسته
والتمسح به،
سبب لحصولها من الله.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وأما ما كان الصحابة يفعلونه
من التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وريقه
وما انفصل من جسمه صلى الله عليه وسلم،
خاصة كما تقدَّم ؛
فذلك خاص به صلى الله عليه وسلم
ولم يكن الصحابة
يتبركون بحجرته
وقبره بعد موته،
ولا كانوا يقصدون الأماكن التي صلَّى فيها
وجلس فيها؛
ليتبركوا بها،
وكذلك مقامات الأولياء من باب أولى،
ولم يكونوا يتبركون بالأشخاص الصالحين،
كأبي بكر وعمر
وغيرهما من أفاضل الصحابة،
لا في الحياة ولا بعد الموت،
ولم يكونوا يذهبون إلى غار حراء
ليصلوا فيه أو يدعو،
ولم يكونوا يذهبون إلى الطور
الذي كَلَّم الله عليه موسى
ليصلوا فيه ويدعو،
أو إلى غير هذه الأمكنة من الجبال
التي يُقالُ إنَّ فيها مقامات الأنبياء أو غيرهم،
ولا إلى مشهد مبني
على أثر نبي من الأنبياء.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وأيضًا
فإن المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصلي فيه بالمدينة النبوية دائمًا
لم يكن أحد من السلف يستلمه ولا يُقبّلُه،
ولا الموضع الذي صلى فيه بمكة وغيرها،
فإذا كان الموضع الذي كان يطؤه
صلى الله عليه وسلم
بقدميه الكريمتين،
ويُصلي عليه،
لم يشرع لأمته التمسح به
ولا تقبيله،
فكيف بما يقال
إن غيره صلى فيه
أو نام عليه ؟
فتقبيل شيء من ذلك
والتمسّح به
قد علم العلماء بالاضطرار
من دين الإسلام:
أن هذا
ليس من شريعته
صلى الله عليه وسلم .
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
3 ـ البدع في مجال العبادات
والتقرب إلى الله
البدع التي أحدثت في مجال العبادات
في هذا الزمان كثيرة،
والأصل في العبادات التوقيف،
فلا يشرعُ شيء منها إلا بدليل،
وما لم يدل عليه دليلٌ فهو بدعة؛
لقوله صلى الله عليه وسلم:
( من عمل عملًا
ليس عليه أمرنا
فهو رَدٌّ )
[رواه مسلم].
والعبادات التي تمارس الآن
ولا دليل عليها كثيرة جدًّا،
منها:
الجهر بالنية للصلاة:
بأن يقول:
نويت أن أصلي لله كذا وكذا،
وهذه بدعة؛
لأنه ليس من سنة النبي
صلى الله عليه وسلم،
ولأن الله تعالى يقول:
{ قل أُتعلِّمونَ اللهَ بِدِينِكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
[الحجرات/16].
والنية محلها القلب،
فهي عمل قلبي
لا عمل لساني.
ومنها:
الذكر الجماعي بعد الصلاة؛
لأن المشروع أن كل شخص
يقول الذكر الوارد منفردًا.
ومنها:
طلب قراءة الفاتحة في المناسبات،
وبعد الدعاء،
وللأموات.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
ومنها:
إقامة المآتم على الأموات،
وصناعة الأطعمة واستئجار المقرئين،
يزعمون أن ذلك من باب العزاء،
أو أن ذلك ينفع الميت،
وكل ذلك بدع لا أصل لها،
وآصار وأغلال
ما أنزل الله بها من سلطان.
ومنها:
الاحتفال بالمناسبات الدينية،
كمناسبة الإسراء والمعراج،
ومناسبة الهجرة النبوية،
وهذا الاحتفال بتلك المناسبات
لا أصل له في الشرع.
ومن ذلك :
ما يفعل في شهر رجب،
وما يفعل فيه من العبادات الخاصة به،
كالتطوع بالصلاة والصيام فيه خاصة،
فإنه لا ميزة له على غيره من الشهور،
لا في الصيام والصلاة
والذبح للنسك فيه،
ولا غير ذلك.
ومن ذلك :
الأذكار الصُّوفية بأنواعها،
كلها بدع ومحدثات؛
لأنها مخالفة للأذكار المشروعة
في صيغها وهيئاتها وأوقاتها.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
ومن ذلك :
تخصيصُ ليلة النصف من شعبان بقيام،
ويوم النصف من شعبان بصيام،
فإنه لم يثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك شيء خاص به.
ومن ذلك :
البناء على القبور،
واتخاذها مساجد،
وزيارتها لأجل التبرك بها،
والتوسل بالموتى،
وغير ذلك من الأغراض الشركية،
وزيارة النساء لها؛
مع أن
الرسول صلى الله عليه وسلم
لعن زوارات القبور،
والمتخذين عليها المساجد والسرج.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
وختامًا نقول:
إنَّ البدعَ بريد الكفر،
وهي زيادة دين
لم يشرعه الله ولا رسوله،
والبدعة شر من المعصية الكبيرة،
والشيطانُ يفرحُ بها
أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة؛
لأنَّ العاصي يفعل المعصية
وهو يعلم أنها معصية فيتوب منها،
والمبتدع يفعل البدعة
يعتقدها دينًا يتقرب به إلى الله،
فلا يتوب منها،
والبدع تقضي على السُّنن،
وتُكَرِّه إلى أصحابها فعل السنن
وأهلَ السنة.
والبدعة تباعد عن الله،
وتُوجبُ غضبه وعقابه،
وتسبب زيغ القلوب وفسادها.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
ما يعامل به المبتدعة
تحرُمُ زيارة المبتدع ومجالسته
إلا على وجه النصيحة له
والإنكار عليه؛
لأن مخالطته تؤثر على مخالطه شرًا،
وتنشر عداوته إلى غيره،
ويجب التحذير منهم،
ومن شرهم،
إذا لم يمكن الأخذ على أيديهم،
ومنعهم من مزاولة البدع،
وإلا فإنه يجب على علماء المسلمين
وولاة أمورهم
منع البدع،
والأخذ على أيدي المبتدعة،
وردعهم عن شرهم؛
لأن خطرهم على الإسلام شديد،
ثم إنَّهُ يجب أن يُعلمَ
أن دول الكفر تشجع المبتدعة
على نشر بدعتهم،
وتساعدهم على ذلك بشتى الطرق؛
لأن في ذلك القضاء على الإسلام،
وتشويه صورته.
نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه،
ويُعلي كلمته،
ويخذل أعداءه،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وآله وصحبه.
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
قائمة المصادر والمراجع
ملحوظة:
(رتبت هذه القائمة على حسب أسبقية ذكرها في الكتاب).
ـ القرآن الكريم
ـ شرح العقيدة السفارينية
ـ مسند الإمام أحمد
ـ صحيح البخاري
ـ صحيح مسلم
ـ إغاثة اللهفان لابن القيم
ـ مدارج السالكين لابن القيم
ـ مجموع الفتاوى لابن تيمية
ـ مجموعة التوحيد النجدية
ـ سنن الترمذي
ـ الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء االشافي
لابن القيم
ـ معجم الطبراني
ـ شرح السنة للبغوي
ـ سنن النسائي
ـ المستدرك للحاكم
ـ النهاية لابن الأثير
ـ كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية
تحقيق الدكتور ناصر العقل
ـ سنن أبي داود
ـ موطأ الإمام مالك
ـ سنن ابن ماجه
ـ مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ـ منهاج السنة النبوية
ـ شرح العقيدة الطحاوية
ـ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
ـ تفسير ابن جرير الطبري
ـ ردة ولا أبا بكر لها لأبي الحسن الندوي
ـ صفات المنافقين لابن القيم
ـ حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد
ـ جلاء الأفهام لابن القيم
ـ جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي
ـ الاعتصام للشاطبي
ـ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
ـ صحيح ابن حبان
ـ الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة
ـ سنن الدارمي
ـ رسالة المورد في عمل المولد
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
فهرس الموضوعات
· المقـدمـة
· الباب الأول: مدخل لدراسة العقيدة
الفصل الأول:
في بيان العقيدة وبيان أهميتها باعتبارها أساسًا يقوم عليه بناء الدين.
العقيدة لغة.
والعقيدةُ شرعًا
الفصل الثاني: في بيان مصادر العقيدة ومنهج السلف في تلقيها
الفصل الثالث: في بيان الانحرافِ عن العقيدة وسبل التوقي منه.
· الباب الثاني: في بيان معنى التوحيد وأنواعه
1 ـ توحيد الربوبية.
الفصل الأول: في بيان معنى توحيد الربوبية وإقرار المشركين به.
الفصل الثاني: مفهومُ كلمةِ الربِّ في القرآن والسُّنَّة وتصوُّرات الأمم الضّالَّة.
1 ـ مفهوم كلمة الرّبِّ في الكتاب والسنة.
2 ـ مفهوم كلمة الرب في تصورات الأمم الضالة.
3 ـ الرد على هذه التصورات الباطلة.
الفصل الثالث: الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله..
الفصل الرابع: في بيانِ منهج القرآن في إثبات وُجُودِ الخالقِ ووحدانيَّته.
1 ـ من المعلوم بالضرورة أن الحادث لابد له من محدث..
2 ـ انتظام أمر العالم كله وإحكامه.
3 ـ تسخيرُ المخلوقاتِ لأداء وظائفها، والقيام بخصائصها
الفصل الخامس: بيانُ استلزامِ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ لتوحيد الأُلوهيَّة.
2 ـ توحيد الألوهية.
الفصل الأول: في بيانِ معنى توحيدِ الألوهيَّةِ وأنه موضوعُ دعوةِ الرُّسل.
الفصل الثاني: في بيان معنى الشَّهادتين وما وقعَ فيهما من الخطأ
أولًا: معنى الشَّهادتين.
ثانيًا: أركان الشهادتين.
ثالثًا: شروط الشهادتين.
¬ الشرط الأول: العلم.
¬ الشرط الثاني: اليقين.
¬ الشرط الثالث: القبول.
¬ الشرط الرابع: الانقياد.
¬ الشرط الخامس: الصدق..
¬ الشرط السادس: الإخلاصُ...
¬ الشرط السابع: المحبة.
رابعًا: مقتضى الشهادتين.
¬ أ ـ مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله...
¬ ب ـ ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله...
خامسًا: نواقض الشهادتين.
الفصل الثالث: في التشريع.
التشريع حق لله تعالى..
الفصل الرابع: العبادةُ: معناها، شُمولها
1ـ معنى العبادة.
2 ـ أنواع العبادة وشمولها
الفصل الخامس: في بيانِ مفاهيمَ خاطئةٍ في تحديد العبادة.
العبادات توقيفية.
الفصل السادس: في بيان ركائز العبودية الصحيحة.
3 ـ توحيد الأسماء والصفات..
أولًا: الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات..
أ ـ الأدلة من الكتاب والسنة.
ب ـ وأما الدليل العقلي..
ثانيًا: منهجُ أهل السّنَّة والجماعة في أسماء الله وصفاته.
ثالثًا: الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ، أو أنكر بعضها
الوجه الأول:
الوجه الثاني:
الوجه الثالث:
الوجه الرابع:
الوجه الخامس:
· الباب الثالث:
في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية.
الفصل الأول: الانحراف في حياة البشرية.
الفصل الثاني: الشرك: تعريفه، أنواعه.
أ ـ تعريفـه.
ب ـ أنواع الشرك.
الفصل الثالث: الكفر: تعريفه - أنواعه.
أ ـ تعريفـه.
ب ـ أنواعه.
الفصل الرابع: النفاق: تعريفه، أنواعه.
أ ـ تعريفـه.
ب ـ أنواع النفاق..
الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر.
الفصل الخامس:
بيان حقيقة كل من الجاهلية - الفسق - الضلال - الردة: أقسامها، أحكامها-
1 ـ الجاهليـة.
2 ـ الفسـق..
3 ـ الضـلال.
4 ـ الردة وأقسامها وأحكامها
· الباب الرابع:
أقوال وأفعال تُنافي التوحيد أو تُنقِصُه.
الفصل الأول: ادِّعاء علم الغيب في قراءة الكف والفنجان وغيرهما
المراد بالغيب..
الفصل الثاني: السحرُ والكهانةُ والعِرافة.
1 ـ فالسحرُ عبارةٌ عما خفي ولَطُفَ سببُهُ.
2 ـ الكهانة والعرافة.
الفصل الثالث: تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها
الفصل الرابع: في بيان حكم تعظيم التماثيل والنصب التذكارية.
الفصل الخامس: في بيان حكم الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته.
الفصل السادس: الحكم بغير ما أنزل الله...
حكم من حكم بغير ما أنزل الله...
الفصل السابع: ادعاء حق التشريع والتحليل والتحريم.
الفصل الثامن: حكم الانتماء إلى المذاهب الإلحادية والأحزاب الجاهلية.
الفصل التاسع: النظرية المادية للحياة ومفاسد هذه النظرية.
أ ـ فالنظرة الماديّة للحياة معناها
ب ـ النظرة الثانية للحياة: النظرة الصحيحة.
الفصل العاشر: في الرقى والتمائم.
أ ـ الرقى..
2 ـ التمائم.
النوع الأول من التمائم.
النوع الثاني من التمائم.
الفصل الحادي عشر:
في بيان حكم الحلف بغير الله والتوسل والاستغاثة والاستعانة بالمخلوق..
أ ـ الحلف بغير الله...
ب ـ التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى..
القسم الأول: توسل مشروع، وهو أنواع.
¬ 1ـ النوع الأول: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته.
¬ 2ـ النوع الثاني: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة.
¬ 3ـ النوع الثالث: التوسل إلى الله تعالى بتوحيده.
¬ 4ـ النوع الرابع: التّوسُّلُ إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف..
¬ 5ـ النوع الخامس: التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء
¬ 6ـ النوع السادس: التّوسُّلُ إلى الله بالاعتراف بالذنب..
القسم الثاني: توسل غير مشروع.
¬ 1ـ طلب الدعاء من الأموات لا يجوز
¬ 2ـ والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه غيره لا يجوز
¬ 3ـ والتوسل بذوات المخلوقين لا يجوز
¬ 4ـ والتوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين.
جـ ـ حكم الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق..
النوع الأول: الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه.
النوع الثاني: الاستغاثة والاستعانة بالمخلوق..
· الباب الخامس:
في بيان ما يجب اعتقاده في
الرسول صلى الله عليه وسلم
وأهل بيته وصحابته.
الفصل الأول: في وجوب محبة الرسول وتعظيمه،
والنهي عن الغلو والإطراء في مدحه.
1 ـ وجوب محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم.
2 ـ النهي عن الغُلوّ والإطراء في مدحه.
الغلو.
والإطراءُ
3 ـ بيان منزلته صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثاني: في وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.
الفصل الثالث: في مشروعية الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع: في فضل أهل البيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غُلُوّ.
الفصل الخامس: في فضل الصحابة وما يجب اعتقاده فيهم.
ما المراد بالصحابة، وما الذي يجب اعتقاده فيهم.
فأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة.
2 ـ مذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بين الصحابة من القتال والفتنة.
سبب الفتنة.
ومذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل.
¬ الأمر الأول: أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابة.
¬ الأمر الثاني: الإجابة عن الآثار المروية في مساويهم.
الفصل السادس: في النهي عن سب الصحابة وأئمة الهدى..
1ـ النهي عن سب الصحابة.
2 ـ النهي عن سب أئمة الهدى من علماء هذه الأمة.
· الباب السادس: البـدع
الفصل الأول: تعريف البدعة، أنواعها وأحكامها
1 ـ تعريفها: البدعة في اللغة.
2 ـ أنواع البدع.
النوع الأول: بدعة قوليّة اعتقاديّة.
النوع الثاني: بدعة في العبادات..
¬ القسم الأول: ما يكون في أصل العبادة.
¬ القسم الثاني: ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة.
¬ القسم الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة.
¬ القسم الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة.
3 ـ حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها
الفصل الثاني: ظهور البدع في حياة المسلمين والأسباب التي أدت إليها
1 ـ ظهور البدع في حياة المسلمين، وتحته مسألتان.
المسألة الأولى: وقت ظهور البدع.
المسألة الثانية: مكان ظهور البدع.
2 ـ الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع.
أ ـ الجهل بأحكام الدين.
ب ـ اتباع الهوى..
جـ ـ التعصب للآراء والرجال.
د ـ التشبه بالكفار
الفصل الثالث:
موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة،
ومنهج أهل السنة والجماعة في الرّدّ عليهم.
1 ـ موقف أهل السُّنَّة والجماعة من المبتدعة.
2 ـ منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع.
الفصل الرابع: في بيان نماذج من البدع المعاصرة.
1 ـ الاحتفال بمناسبة المولد النبوي..
2 ـ التبرك بالأماكن والآثار والأشخاص أحياء وأمواتًا
3 ـ البدع في مجال العبادات والتقرب إلى الله...
ما يعامل به المبتدعة.
· قائمة المصادر والمراجع
{ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ
أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ
وَكَذَٰلِكَ
نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
(رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله
وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله)
المعروف بكتاب: (العبادة)
للشيخ العلامة المحدِّث المحقق
-- عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني
رحمه الله تعالى
http://majles.alukah.net/t133038/
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
-
رد: عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع