دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
[B]بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد العربي التباني في رسالته " تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري " ( ص 78-86) :
" كلام ابن خلدون الذي توكأ عليه الكوثري في تحقير المالكية عموماً خاص بمالكية المغرب والأندلس.
قال : ولذا ترى ابن خلدون يقول عن مذهب مالك مالفظه: وأيضاً فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق ، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة، ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضاً عندهم لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها اهـ(مقدمة علم الفقه) .
مؤاخذة حضرته في تجاوزه عما قاله ابن خلدون في حيف المالكية والإلمام بحال ابن خلدون باختصار.
زاد حضرته في طنبور ابن خلدون نغمات ، خص ابن خلدون كما يرى القارئ مذهب مالك الذي لم يزل غضاً ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها بمالكية المغرب والأندلس ولم يتجاوز إلى مذهب مالك المنتشر في مصر والشام والعراق وخليج فارس من بلاد العرب الأحساء والبحرين وعمان إذ ذاك ، ولا زال إلى الآن عليه جل سكان القطر المصري والسودان أجمع وأكثرية سكان الأحساء والبحرين والكويت وساحل عمان وبقايا منه في العراق البصرة وبغداد ، فحكمه وإن كان بغياً خاص بجزء من هذا المذهب ، وحضرته عم المذهب كله فقال : ولذا ترى ابن خلدون (يقول عن مذهب مالك) ويزيد فيقول (مالفظه) وهذا من أقبح التصرف المكشوف لكلام ابن خلدون ، ولا نظنه يجهل اتساع مذهب مالك فيما ذكرناه ولا جهله بمدلول كلام أبي زيد وكلام ابن خلدون هذا في مقدمة تاريخه التي يُعجب بها كثير من أهل العصر وله فيها مجازفات كثيرة ومؤاخذات ، وقد نقدها العلماء : فمنها - وهو ما لا نظن الكوثري لم يطلع عليه - زعمه أن الإمام أبا حنيفة لم يرو من السنة إلا سبعة عشر حديثاً، ومنها طعنه في الأحاديث الكثيرة المروية في المهدي، وزعمه أن ذلك من خرافات الرافضة ، ومنها تخطئته للحسين بن علي، ومدحه ليزيد بن معاوية، وتفنيده لخلافة علي بكلام معسول بزعمه أن بني أمية هم أهل العصبية في قريش، وغير هذه كثير تدل المطلع الممارس على أنه رحمه الله مزجى البضاعة في الرواية والدراية معاً، ويدل لذلك أيضاً عدم لحوقه في جريه في مضمار الطريقة العلمية لأقرانه المشاركين له في المشايخ كالعلامتين الشريف أبي عبدالله ، وأبي عثمان العقباني ، والحافظ المقري الكبير بتلمسان ، والقباب بفاس، والشيخ ابن عرفة بتونس، وقد مالت نفسه إلى خدمة الملوك، فتولى رياسة قلم الإنشاء عند بني مرين وغيرهم من أمراء المغرب، وتنقل في ذلك بينهم ومدحهم، ومع ذلك لم تصف له الحياة، فرحل إلى غرناطة بالأندلس فوجدها مشحونة بجلة العلماء مثل شيخ الشيوخ أبي سعيد بن لب، والعلامة أبي إسحاق الشاطبي، ولم يكن له في صنعة الإنشاء بها نصيب مع وزيرها لسان الدين بن الخطيب، فرجع إلى مسقط رأسه مدينة تونس فلم يقر قراره فيها أيضاً، وبعد برهة نزح عنها إلى مصر القاهرة فاتخذها وطناً ونفق سوقه بها، فولى بها قضاء المالكية وبعض وظائف التدريس إلى أن توفي بها رحمه الله.
بطلان كلام ابن خلدون من عدة أوجه:
وكلام ابن خلدون هذا باطل من عشرة أوجه:
الأول : مذهب مالك شيء واحد ؛ عبارة عن كلية مسائل تلقاها عنه العراقيون والمصريون والمغاربة والأندلسيون مشاعاً بينهم ، فيلزم في كلامه التناقض، وهو أن يقال مذهب مالك لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، ونقحته الحضارة وهذبته لأن ما رواه المغاربة والأندلسيون لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، وما رواه العراقيون وغيرهم نقحته الحضارة وهذبته، والمفروض أن المذهب مجموع كلي مشترك بين الجميع.
الثاني : يقال مقصوده ما انفرد بروايته المغاربة والأندلسيون عن العراقيين والمصريين من المسائل هو الذي لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها كما يظهر من كلامه ، وهو فاسد أيضاً لأنه يقال عليه بعض مذهب مالك لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، ويلزم عليه حينئذ دعوى صعبة المرتقى ، وهي تمييز البعض الذي انفرد به المذكورون مسألة عن البعض الذي هذبته ونقحته حضارة المشارقة كذلك، وهو رحمه الله لم يكن فقيهاً في مذهب مالك فضلاً عن كونه حافظاً لأقوال مذهبه كلها، فضلاً عن إمكانه التمييز بين ما رواه هؤلاء وهؤلاء من الأقوال، فصعوده إلى قمة (افريست) أقرب إليه من هذا، فتحقق أن هذا الكلام من مجازفات كتاب الإنشاء، وهم والشعراء يتوسعون في قذف الكلام بدون مبالاة كما لا يخفى.
الثالث : يبطله أيضاً محور مذهب مالك ؛ فإنه يدور على كبار أصحابه المصريين ابن وهب وابن القاسم وأشهب وابن عبدالحكم وحضارة مصر بيت العلم فيها على يد هؤلاء وتلامذتهم طبقة بعد طبقة وغيرهم، وارتحال أهل العلم من العراق والمشرق والمغرب والأندلس للأخذ عنهم مما سارت به الركبان، وقد ضبط في بطون المجلدات، وأما ازدهار الحضارة المزعومة في مصر في عصر الطولونيين والاخشديين والفاطميين ومزاحمتها لبغداد فيها، وتفوقها عليها في عهد الأيوبيين والمماليك البحرية والجراكسة وهلم جرا إلى اليوم فلا يحتاج إلى دليل.
أصبح الملك بعـــد آل علي
مشرقا بالملوك من آل شـادي
وغداً الشرق يحسد الغرب للقوم
ومصر تزهو على بغـــداد
الرابع : نتيجة هذا الكلام حتماً تجهيل ساداتنا علماء الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم كانوا أبعد الناس عن الحضارة المزعومة، وهم قادة الأمة وسادتها في كل علم وخلق ، وقريب من كلام ابن خلدون هذا في سوء تعبيره وقلة أدبه مع سادة السلف وعلمائه قول القائل عصريه في حق الصحابة رضي الله عنهم : إنهم ليسوا ممن يفهم دقائق علم الهيئة بسهولة ! وقد أنكر حضرته في رسالته إحقاق الحق على إمام الحرمين (في مغيث الخلق) كلاماً في حق الصحابة يقرب من كلام ابن خلدون هذا أشد الإنكار، فما باله أحله هنا بكلام ابن خلدون ؟! قال في صفحة 9 من رسالته إحقاق الحق معلقاً على كلام إمام الحرمين (وقال في صفحة 15) (أصول الصحابة لم تكن كافية لعامة الوقائع) ولذا كان المستفتى في عصر الصحابة مخيراً في الأخذ يقول الصديق في مسألة وبقول الفاروق في أخرى بخلاف عهد الأئمة فإن أصولهم كافية) أقول: هذه الفلتة مستغنية عن الإفاضة في التعليق لأن معنى عدم كفاية أصول الصحابة رضي الله عنهم أنه ليس عندهم ما يبنون عليه جواب المسائل، فيستلزم هذا عدم جواز أن يفتوا لا تخيير المستفتى في الأخذ عمن شاء منهم، لأن القول بعدم كفاية أصولهم تجهيل لهم وسوء أدب نحوهم، وقلة معرفة بأحوالهم، وإلى الله نبرأ من ذلك كله اهـ كلام حضرته، وقد وقع فيما تبرأ منه باستسمانه لكلام ابن خلدون مع أنه على أقل تقدير صريح في تحقير وتجهيل أمة عظيمة من علماء المغرب والأندلس، وليس له ولا لغيره أن يقول كلامه خاص بمالكية المغرب والأندلس، فلا يتناول الصحابة وغيرهم. نقول: هو كذلك لفظاً ولكنه عام معنى فيشملهم كما هو ظاهر للمتأمل فيه.
الخامس : العلوم منح إلهية والإنسان ميزه الله على سائر الحيوان بالعقل، فالذكاء والبلادة متساويان في فطرة حضر أو بادية، وقد قال أمير المؤمنين حيدرة رضي الله عنه كما في الصحيح لما سئل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال : ما خصنا بشيء دون الناس إلا ما في هذه الصحيفة أو فهما أوتيه رجل، وهو هو رضي الله عنه باب مدينة العلم من أشد الصحابة تقشفاً وزهداً في الدنيا وخشونة؛ فهو على نظرية ابن خلدون من أعرق الناس في البداوة، بل هذا ابن مسعود رضي الله عنه جراب العلم الذي هو دعائم مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أعرق علماء الصحابة في البداوة لأنه من هذيل وهم بادية مكة أمضى شطراً من عمره في رعاية الغنم ثم أسلم وهو كبير ، فمكث مع الرسول عليه الصلاة والسلام تلك المدة الوجيزة يتغذى بمعارف المدرسة الإلهية، فأصبح أحد الأساطين الذين رفعوا قبة الإسلام العظيمة على المعمورة.
2 مرفق
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً على الموضوع الشيق الذي يظهر للمسلمين أن العلماء وطلاب العلم مهتمون بدينهم وبعلمائهم الكبار كابن خلدون وغيره .
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
الأبيات التي نقلها الشيخ ابن مانع جميلة، فهل هو قائلها؟
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي
نقلتُ ماسبق من نسخة الشيخ محمد بن مانع - رحمه الله ، وعلى غلافها :
( الكوثري ساعٍ مُجد في تعظيم الأحناف ، والعربي مناقض لغلو الكوثري ، وساعٍ مُجد في تقديم المالكية على الحنفية ، ونحن نقول : رحم الله الجميع ، ولقد أحسن القائل ، المصيب غير الفائل :
فجاهد وقلد كتاب الإله
لتلقى الإله إذا مت به
فقد قلد الناس أحبارهم
وكلٌ يجادل عن راهبه
وللحق مستنبط واحـد
وكلٌ يرى الحق في مذهبه )
بارك الله بك على تلك الفائدة. وقد رد أحد المغاربة على الكوثري فقال الكوثري: متعصب يرد على متعصب، والأمر كما قال. وما قيل عن ابن العربي وعن ذاك المغربي، يقال كذلك عن الشيخ محمد التباني. ومن تأمل عباراته وجد فيها العجب، مثل "زاد حضرته في طنبور ابن خلدون نغمات".
1- بالنسبة لانتشار المذهب المالكي فهو اليوم في غرب ووسط إفريقيا، أما مصر وشرق إفريقيا فعلى المذهب الشافعي. وأما من الناحية التاريخية فقد كان له وجود ضعيف في البصرة وبغداد، وهؤلاء أسسوا المدرسة العراقية، وبالرغم من تأثيرها الفكري، فثقلها العددي مقارنة مع إفريقيا يقارب الصفر.
2- قام بشن حملة شعواء على الإمام ابن خلدون محاولاً قدر الإمكان انتقاص كتابه الحافل "المقدمة" التي تعد من مفاخر المسلمين على باقي الأمم (كما يقر بذلك الكثير من الغربيين). فقال: "ومنها طعنه في الأحاديث الكثيرة المروية في المهدي، وزعمه أن ذلك من خرافات الرافضة" وهذا تلبيس فإن من هذه الأحاديث ما هو فعلاً من خرافات الرافضة لا يشك في ذلك أحد، وبعضها صحيح أو حسن، وقد أقر بذلك ابن خلدون، لكن صاحبنا يغير كلامه كما يريد.
3- ثم قال: "ومنها تخطئته للحسين بن علي" إن كان يريد من ناحية الاجتهاد والعدالة فابن خلدون لا يخطئ الحسين بن علي، وإنما يخطئه في أمر دنيوي وهو خطأه في تقدير العصبية وسماعه لوعود أهل الكوفة الذين غدروا به. وقد استشهد الحسين وهو عائد من الكوفة، أي أنه رجع عن رأيه بالخروج إليها بعدما رآى غدر أهلها. ولعل التباني يريد المزايدة على الحسين نفسه رضي الله عنه.
4- "ومدحه ليزيد بن معاوية، وتفنيده لخلافة علي بكلام معسول بزعمه أن بني أمية هم أهل العصبية في قريش" وهذا كذب على ابن خلدون، فهو يفسق يزيد ويذمه ويرى أن الصواب كان مع علي لا مع معاوية.
5- فقوله عن مفخرة المغرب "مزجى البضاعة في الرواية والدراية معاً" لا يحتاج بعدما ذكرنا إلى تعليق.
6- مشكلة الشيخ التباني هداه الله أنه لم يفهم مقولة العلامة ابن خلدون أصلاً قبل أن يخطئه بها. ولعل البب يرجع لعدم اطلاعه على كلام ابن خلدون إلا ما نقله الكوثري. فلا أجد بداً من نقل كلام ابن خلدون من مقدمته.
قال العلامة ابن خلدون المالكي في "مقدمته" الشهيرة (ص449، ط دار القلم): «وأما مالك رحمه الله تعالى، فاختص بمذهبه أهل المغرب والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم (كالبصرة وبعض أطراف الجزيرة). إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، لما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز، وهو منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار العلم، ومنها خرج إلى العراق. ولم يكن العراق في طريقهم، فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة يومئذ. وإمامهم مالك وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده. فرجع إليه أهل المغرب والأندلس وقلدوه، دون غيره ممن لم تصل إليهم طريقته. وأيضاً فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس، ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة. ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضّاً عندهم، ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، كما وقع في غيره من المذاهب» (وقريباً منه في طبعة دار الهلال).
ويقصد بذلك أن المذهب المالكي كان مجرد أسئلة وأجوبة مختصرة دون أدلة ومناظرات وقواعد وردود على الخصوم. ولم تكن له كتب أصول، وإنما كُتبت بعد عصور من وفاة الإمام مالك بالتدريج. وهو أمر لا ينكره إلا مكابر، فانظر إن شئت وقارن بين مدونة سحنون وبين كتاب الأم للإمام الشافعي. والأصول الفقهية عند مالك بلغت عشرين عند الهسكوري الفاسي، لكنها زادت إلى الألف والمئتين عند المَقًّرِي وغيره! وما أعلم إلى أي عدد وصلت إليه اليوم.
7- يتضح مما سبق صحة مقولة القاضي ابن خلدون، وأنه ليس فيها أدنى طعن بالإمام مالك، وحاشاه. ولو كان كذلك لأقيمت عليه القيامة في إفريقيا والأندلس مع كثرة خصومه ووفرة حساده. ولما كان قد عُيّن قاضي المالكية في "القطر المصري" الذي يزعم الشيخ أن "جل سكانه" مالكية. وكلام ابن خلدون في مدح الإمام مالك وتوقيره أشهر من أن يذكر، فتأمل كيف يتهمه الشيخ هداه الله بـ"تجهيل ساداتنا علماء الصحابة" وبـ"تحقير وتجهيل أمة عظيمة من علماء المغرب والأندلس" وبـ"سوء تعبيره وقلة أدبه مع سادة السلف وعلمائه". وليست شعري أين حسن الأدب في قوله أن علياً بن أبي طالب "على نظرية ابن خلدون من أعرق الناس في البداوة" لا لشيء إلا لزهده في الدنيا رضي الله عنه!!!
8- ثم يعود للطعن في قاضي المالكية ابن خلدون فيقول: "وهو رحمه الله لم يكن فقيهاً في مذهب مالك فضلاً عن كونه حافظاً لأقوال مذهبه كلها، فضلاً عن إمكانه التمييز بين ما رواه هؤلاء وهؤلاء من الأقوال، فصعوده إلى قمة (افريست) أقرب إليه من هذا". ويقول "فحكم ابن خلدون هذا عليهم بغي وجهل محض". وهو يجهل أو يتجاهل مراد ابن خلدون فيتكلم عن الهندسة العمرانية عن الأندلس كأن هذا الذي قصده ابن خلدون في كلامه، وكأن ابن خلدون لم يدخل الأندلس ولا شاهد شيئاً من قصورها!
9- ثم يقول عن شروحات صحيح البخاري: "وأظن ابن خلدون لم يطلع على أي شيء من شروح الأفاضل الذين سميناهم وإلا لم يرسل تلك الكلمة (شرح البخاري دين على الأمة) إن صحت عنه". فقوله "إن صحت عنه" يدل على أنه لم يقرأ المقدمة التي يعدها البعض من أعظم أعمال الإنسانية. وقوله "أظن" فإنه لا يجوز الحكم بالظن لأن الظن لا يغني من الحق شيئاً. وكان الواجب عليه إن كان ناقل الكلام من أمثال الكوثري أن يتحقق من القول قبل أن يحكم على العلماء بظنه، كما قال الله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. لكن الشيخ قام بسلخ جلد القاضي -رحمه الله- دون أن يحاول التحقق من القول مع يسر ذلك. وهكذا فليكن الحكم على الناس!
مع أن مقولة ابن خلدون قد جاءت في محلها، و"ظن السوء" الذي جاء به الشيخ لم يكن صحيحاً. وعبارة ابن خلدون كما في المقدمة: "فأما البخاري وهو أعلاها رتبة فاستصعب الناس شرحه واستغلقوا منحاه من أجل ما يحتاج إليه من معرفة الطرق المتعددة ورجالها من أهل الحجاز والشام والعراق ومعرفة أحوالهم واختلاف الناس فيهم ولذلك يحتاج إلى إمعان النظر في التفقه في تراجمه لأنه يترجم الترجمة ويورد فيها الحديث مسند أو طريق ثم يترجم أخرى ويورد فيها ذلك الحديث بعينه لما تضمنه من المعنى الذي ترجم به الباب وكذلك في ترجمة وترجمة إلى أن يتكرر الحديث في أبواب كثيرة بحسب معانيه واختلافها. ومن شرحه ولم يســــتوف هذا فيه فلم يوف حق الشرح كابن بطال وابن المهلب وابن التين ونحوهم. ولقد سمعت كثيرا من شيوخنا رحمهم الله يقولون شرح كتاب البخاري دين على الامة يعنون أن أحدا من علماء الامة لم يوف ما يجب له من الشرح بهذا الاعتبار".
وقد تبين بوضوح المقصود من تلك العبارة أن تلك الشروح المالكية لم توف ما يجب للصحيح من الشرح (وهذه العبارة صحيحة قبل كتابة فتح الباري). وابن خلدون ما أتى بشيء من عنده، بل هو ينقل هذا عن كثير من مشايخه المالكية. ولست معنياً بتبيين خطأ كل خطأ وقع فيه الشيخ، فهذا شيء قد يطول، لكن المراد الذب عن العلامة القاضي ابن خلدون رحمه الله. والله المستعان على ما يصفون.
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
بسم الله،
أمرنا الله، عز وجل، بالعدل والإنصاف:
هنا ملاحظات:
1- يتهم التباني الكوثري بأنه تصرف في عبارة ابن خلدون، مع أن الكوثري نقلها بنصها دون تغيير!
2- الموضوع برمته ردٌّ من التباني على ابن خلدون، فلا حاجة للزج بالكوثري في الموضوع.
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
بارك الله فيك وزادك يا اخ محمد امين وجعلك من المنصفين دائما
فابن خلدون يعتبر فلته من فلتات الدهر ومن يقرا مقدمته يتضح له ذلك
وهومع ذلك ليس معصوم من الخطا او النسيان
رضى الله عنه وارضاه
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
جزاكم الله خيرًا ..
يقول الأخ سعيد العباسي : ( الموضوع برمته ردٌّ من التباني على ابن خلدون، فلا حاجة للزج بالكوثري في الموضوع ) !!
وأقول :
اسم الكتاب المنقول منه : ( تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري ) !
وفقكم الله ..
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
الحمد لله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمّد الأمين
... ...
... والأصول الفقهية عند مالك بلغت عشرين عند الهسكوري الفاسي، لكنها زادت إلى الألف والمئتين عند المَقًّرِي وغيره! وما أعلم إلى أي عدد وصلت إليه اليوم... .
وصلت إلى قدر جهلك بمذهب مالك - رحمه الله - ومقدار عدم مُكنتك التفريقَ بين أصول الفقه وبين القواعد الفقهية.
هذه حقيقة لا يجد المرء بدًّا من قولها ... فالمقالات التي يقودها الجهل ... ويمليها الحقد لا بدّ أن تكون عليها أمارات ودلائل توضح مدى جهل صاحبها ... ومدى سعيه الحثيث على تقويل العلماء ما لم يقولوه ... بل السعي الحثيث في تحريف نصوصهم صراحة ... أو اتكاءا على خطأ مطبعي ... أو جهل ناشر ...
فانظر إلى هذا المسكين لا يفتأ في كل مناسبة ينقل هذا النص محرفًا - وقد نبهته لتحريفه، فلم يرجع عن غيه - لأنه يظن أنه يوافق هواه في الطعن على مالك .. :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمّد الأمين
... ...
قال العلامة ابن خلدون المالكي في "مقدمته" الشهيرة (ص449، ط دار القلم): «وأما مالك رحمه الله تعالى، فاختص بمذهبه أهل المغرب والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم (كالبصرة وبعض أطراف الجزيرة). إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، لما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز، وهو منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار العلم، ومنها خرج إلى العراق. ولم يكن العراق في طريقهم، فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة يومئذ. وإمامهم مالك وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده. ... » (وقريباً منه في طبعة دار الهلال).
... .
والنص كما هو في عدة طبعات محققة ... وآخرها نسخة الأستاذ عبد السلام شدادي ... التي اعتمد في قراءته لها على عدة نسخ خطية عتيقة ... :
(... فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة، وشيخهم يومئذ وإمامهم مالك وشيوخه من قبله، وتلميذه من بعده ...).
فظاهر هذا النص لا يريد أن يسمعه صاحبنا أبدًا ... لا يريد أن يقول الناس إن مالكا كان إمام المدينة الأوحد في زمانه بعد موت مشايخه وجلّ أقرانه ... ولكن هذه حقيقة ... وواقع عاشه الناس ... فلماذا السعي الحثيث لطمسها ...؟!!
بإمكان أي باحث أن يقول: إن هذا وقع فعلا في ذلك الزمان ... ولكنه خطأ استقر عليه الناس ... والسبب في ذلك كذا ... وكذا ... مثلما أقول بكل ثقة اليوم: محمد الأمين رجل مدحه بعض الناس ... بل جلس مجالس أهل العلم ... وتصدر للفتوى ... وهذا واقع غير منكور ... ولكنه خطأ ... فالرجل ليس له من العلم شئ يذكر ... بل ليس له من أدبياته نقير ولا قطمير ... ومن الدليل على هذا أنه إذا حاول الردّ على كلامي الآن ليس في قدرته إلا اتهامي بالتعصب فقط ... - وقد علم الله في عليائه أني لست بفضله ومنّه في طريق ذلك بسبيل ... وما تبييني لخطائه مدفوعا بذلك من أولُ ... وما هو إلا البحث المجرد ... ومحاولة دراسة تاريخ المذاهب عن علم وبصيرة لا غير ... - أو يقوم بمحاولة اللعب على وتر المذهبية ...وهذا أمر يدغدغ عواطف كثير من الولدان ... فيميلون ميلا عظيما لمنتحله ... فيزهو بنفسه وينتفخ ريشه .. ثم يكون هلاكه.
رد: دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
بارك الله فيكم شيخنا الباجي