-
وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
/// ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
/// وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
/// وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
/// فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
/// وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف... ونحوهما.
/// ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان
والباب كله واحد
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
/// ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
/// وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
/// وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
/// فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
/// وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف... ونحوهما.
/// ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.
الأخ عدنان وفقه الله
الرجاء مراجعة ما ذكرت ولعل في هذا النقل إفادة
يقول ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:
أن الصفات ثلاثة أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي كمالاً ولا نقصاً وإن كانت القسمة التقديرية تقتضي قسماً رابعاً وهو: مايكون كمالاً ونقصاً باعتبارين، والرب تعالى منزه عن الأقسام الثلاثة، وموصوف بالقسم الأول، وصفاته كلها صفات كمال محض، فهو موصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله.أهـ
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// الأخ المسمَّى بابن عقيل وفقك الله.
لم يتبيَّن لي وجه العلاقة بين ما استشكلتَهُ وبين ما نقلْتَهُ من كلام ابن القيِّم رحمه الله، فأرجو التوضيح كي أجيبك.
وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي فأجرِ ذلك على كلِّ الصفات في ذا الباب، وهو مخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك.
وإن كان غير ذلك فأفصح العبارة، لنستفيد.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// الأخ المسمَّى بابن عقيل وفقك الله.
.
الأخ عدنان وفقه الله
لست بمتسمي ولكنه أسم لي هداك الله
قلت عفا الله عنك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
///
وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي فأجرِ ذلك على كلِّ الصفات في ذا الباب، وهو مخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك.
.
إياك وإياك !!
دع عنك هذا الأسلوب وما نحن إلا طويلبة علم نتذاكر للوصول الى الحق ونتواصى به.
ثبت عندي حسب فهمي القاصر بأنك تثبت صفة التأذي لله تعالى الله عن كل نقص وجل سبحانه في علاه وتجريها مجرى الغضب (الأسف) والكراهية.
وقد أشكل كلامك عليّ وأحببت أن أستوضحك أكثر
(استفصال)
هل ما فهمه ابن عقيل غفر الله له صحيح ومتقرر عندك يا أخي عدنان ؟؟
وإن كان الجواب بنعم
فمن قال بهذا ممن سبقنا أو حتى ممن يعيش بيننا من العلماء السلفيين؟
ولا بد أن تفرق بين إجراء النصوص على ظواهرها وفهمها الفهم الصحيح بما يليق برب العزة والجلال وبين إثبات صفات الكمال منها.
أرجو أن تبحث وسأبحث معيناً لك عن سلف صالح يثبت صفة التأذي لله جل في علاه .
والسلام عليكم
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ (ابن عقيل)... وفقه الله
لا أدري ما الذي أغاظك من أسلوبي! فلعلَّك تحسن الظنِّ بأخيك، وتهديء من أعصابك قليلاً حتى نتحاور بهدوء.
أمَّا كلمة (إياك) فما أردت بها شيئًا يقرأ من داخلها غير ظاهرها! وأرضاها لنفسي منك، لو هدأت قليلاً...
/// نعود لمسألتنا فأقول: القانون العام للسَّلف في (فهمهم) للنصوص الصفاتية -لا مجرد التمسُّك بظاهرٍ متوهَّمٍ- =يقضي بإثبات هذه الصِّفة.
ولن تجد نصًّا من كلام السَّلف في كلِّ صفةٍ تثبتها.
/// أمَّا من ينكرها فهو المطالب بالدَّليل، ولا يُرضى بغير كلامٍ لأحدٍ السَّلف في نفيها، لأنَّه مخالفٌ للقاعدة المتَّبعة، والطريق المسلوكة.
ووفقني الله وإيَّاك لمحابِّه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الشيخ عدنان
اعذرني أخي الكريم، فصاحبك بطيء الفهم، قليله
أنت تقول: (وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي)
الذي يغلب على ظنك هنا = أن الأخ ابن عقيل قد اسثنى وصف الله بالتأذّي من الباب أوالقانون العام
ثم خاطبته (فأجرِ ذلك) أي صفة التأذّي
(على كلِّ الصفات في ذا الباب)
ثم تقول = وهنا الإشكال في الفَهم عندي: (وهومخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك).
ما علاقة هذه بما تقدَّم ؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ الكريم ابن المنير... وفقه الله
لستَ وفقك الله بطيء الفهم، ولكن علَّ في عبارتي إجمالاً.
الذي غلب على ((ظنِّي)) استنادًا لما نقله الأخ (ابن عقيل) من كلام ابن القيِّم رحم الله الجميع =هو ترك إجراء هذه الصِّفة على ظاهرها؛ بحجَّة كونها منقصة للربِّ تعالى.
وقد قصدتُ بارك الله فيك أنَّ ترك إمرار ما جاء بلا كيفٍ ((ممَّا يتوهَّم)) أنَّه نقصٌ في حقِّ الله تعالى كصفة ((التأذِّي)) والأسف والغضب والمقت و ... و.... = مخالفٌ لمذهب السَّلف، إذ ليست القضيَّة قضيَّة عقليَّة، وليست الصِّفة كالصِّفة حتى يتوهَّم النَّقص فيقع النفي.
بل هذه الحال هي حال مخالفي السَّلف، كما قال صاحب الجوهرة الأشعريَّة:
وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها * * * فوِّضه أو أوِّل ترم تنزيهًا
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// وقد ضممت إثبات هذه الصِّفة مع كونها في حقِّ الخالق لا كحالها في حق المخلوق بالحديث الآخر (لن تبلغوا ضري فتضروني)، وكون الله غنيًا عن العالمين... = حتى يستبعد سوء الظن به تعالى علوا كبيرا.
فتأذِّيه غير تأذي عباده، كسائر صفاته.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أحسنت أخي الكريم،
عُلِـمَ وفُهِـم ...
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
أما بعد,
الأخ عدنان أحسن الله إليك
حسنٌ منك وفقك الله الإلتزام بمنهج السلف وطريقتهم (وليس قانونهم) في إثبات صفات الباري جل في علاه وهذه هي الطريقة الأسلم الأحكم الأعلم في كل باب وحرياً بكل طالب علم يبتغي الحق والوصول إليه من سلوك هذا الطريق القويم.
ولكن وصلك الله بعفوه العبرة بالتطبيق وهو المهم لئلا نفسد ونحن مريدين للخير.
وأعتقد بأنه قد جانبك الصواب فيما طرحت والباب ليس هو الباب الذي تظن وإليك البيان وعلى الله التكلان:
يلزمك أخي في الله عند إثبات صفة لله جل في علاه عدة أمور ومنها:
الأمر الأول:
أن تكون الصفة صفة كمال محض كما نقلت لك عن ابن القيم رحمه الله وكما سأنقل لك عن ابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ( 6/71) : الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية ، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب - تبارك وتعالى - يستحقه بنفسه المقدسة " اهـ .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى:
القاعدة الأولى من قواعد في صفات الله:
صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.أهـ
فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!
الأمر الثاني:
أن تكون دلالة الأدلة من الكتاب أو السنة صريحة على ثبوت هذه الصفة لله جل في علاه, إما بالتنصيص على الصفة أو بالتصريح بفعل أو وصف دال عليها.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تحت القاعدة السابعة من قواعد في صفات الله تعالى:
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول:التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها - على الترتيب - قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث(100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(10 2).أهــ
الأمر الثالث:
تعلم وفقك الله بأن الصفات الثبوتية للباري جل في علاه تنقسم إلى قسمين:
أ*- صفات ذاتية وهي التي لا تنفك عنه سبحانه فلم يزل ولا يزال متصف بها.
ب*- صفات فعلية وهي التي يفعلها الله سبحانه وتعالى ويوقعها بمقتضى حكمته ومشيئته.
فيلزمك أن تصنف ما أثبته من أنه صفة (التأذي) أهي من الصفات الذاتية أو من الصفات الفعلية ؟!
فمن المستحيل أن تقول هي صفة ذاتية لا تنفك عن الباري سبحانه وتعالى عن ذلك.
وإما أن تقول هي صفة فعلية وهذا النوع إنما هو متعلق بأفعاله سبحانه كيف شاء ومتى شاء.
وإليك نقول مفيدة عن بعض الائمة في معنى الأذى المذكور:
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)(109) الآية.
في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله.أهــ
قلت: لاحظ قول الإمام المجدد (تسميته أذى لله) أي من باب الإخبار ولم يقل (إثبات صفة التأذي لله) فتنبه.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله:
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، لأن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأتي بيانه. ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه كما قال تعالى:{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور.أهـ
قلت: فيه نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى الحاصل بسب الدهر لتعظيم هذا الجرم.
وجاء في الفتح عن الحافظ ابن حجر رحمه الله عند تعليقه على الحديث القدسي: " قَالَ اللَّهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ....الحديث":
قَالَ الحافظ: والمراد به بعض بني آدم، وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله ولدا من العرب أيضا ومن اليهود والنصارى.أهـ
قلت: ألمح الحافظ بأن هذا الحديث من جنس حديث سب الدهر وذلك بذكره الدهرية وقد ذهب إلى هذا الشيخ الألباني وسيأتيك قوله رحمه لله.
ويؤكد هذا المعنى قول البغوي في تفسير قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه....الأ ية}:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم اليهود والنصارى والمشركون......
وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله سبحانه وتعالى: شتمني عبدي، يقول: اتخذ لله ولدا، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد .
وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" .
وقيل: معنى "يؤذون الله" يلحدون في أسمائه وصفاته.
وقال عكرمة: هم أصحاب التصاوير.
وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82) ، أي: أهل القرية.أهـ
قلت: وقول البغوي قال بعضهم أي يؤذون أولياء الله....الى أخره ,
هذا التفسير تطبيق لقاعدة مقررة عند أهل العلم نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عند القاعدة الرابعة من قواعد في أدلة الأسماء والصفات, قال رحمه الله:
ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى آخر على وجه.أهـ وأنظر تتمة الكلام مع الأمثلة فإنه مفيد جداً
وخرّج الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (3477): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ الله: استقرضتُ عَبدي فلم يُقرضني، وشتمني ولم يَنبغ له أن يشتُمني! يقول: وادَهراه! وأنا الدهر، أنا الدهر.
قال رحمه الله معلقاً: وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532) وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر:
" يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟....الحد يث "أهـ المقصود
يقول ابن عقيل عفا الله عنه: حديث رقم 531 في السلسلة هو حديث الباب " يؤذيني ابن آدم ....الحديث " فتنبه رعاك الله,
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
والغلط دخل عليك أخي عدنان عفا الله عنك حسب ظني من تفريقك الخاطئ بين معنى الآسف (وهو الغضب الشديد) في قوله تعالى { فلما آسفونا} وصفة الغضب الذي هو صفة فعلية ثابتة لله كما يليق بجلاله!!
فالآسف المذكور في الأية ليس بصفة مستقلة ولكنه يدخل في صفة الغضب الثابتة لله جل في علاه , والله أعلم.
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي الكريم ابن عقيل
لست في مقام الرادّ عليك، فلست صاحب الموضوع
ولكن هذه ملاحظات بدت لي
أكثر كلامك عموميات
وأمور خارج محل الاستدلال
وتستدل بإلماحة ابن حجر، وهو معلوم محله في هذا الباب
ابن عثيمين رحمه الله، يثبت صفة التأذّي، أنظر القول المفيد، ومنه: ( (أثبت الله الأذية في القرآن، قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله) ).
وشيخ الإسلام يثبت، قال في الصارم: (الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم، و لكن يؤذونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور). وفيه: (السب من أذى الله ورسوله باتفاق المسلمين).
وابن القيم يثبتها، قال في الصواعق: (وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين).
أخي الكريم
أراك قد أقحمت عقلك حفظك الله
وقوام هذا الباب (أمرّوها كما جاءت)
وإني سائلك أخي الكريم
عندما تسمع قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله).
ما موقفك من قوله: (يؤذون الله) ؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين غفر الله له :
هناك فرق بين الضرر والأذي، ولهذا قال الله تعالي في الحديث القدسي: " يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني " (1)، وقال سبحانه وتعالي: { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } [ الأحزاب: 57]، وفي الحديث القدسي: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر" (2)، فأثبت الأذي ونفي الضرر، وهذا ممكن، ألا ترى الرجل يتأذي برائحة البصل ونحوه، ولا يتضرر بها.
وقال في كتابه القول المفيد:
(يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛ فالأذية لله ثابتة ويجب علينا إثباتها؛ لأن الله أثبتها لنفسها، فلسنا أعلم من الله بالله، ولكنها ليست كأذية المخلوق؛ بدليل قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى: 11) وقدم النفي في هذه الآية على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه؛ فليس فيه احتمال للتمثيل؛ إذ لو كان احتمال التمثيل جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله فيما وصف به نفسه؛ لكان احتمال الكفر جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله.
وقال أيضا رحمه في جواب لسؤال :
" يؤذيني ابن آدم" أي إنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق، بدليل قوله تعالى { : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } (1) فقدم نفي المماثلة على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته، كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه ليس فيه احتمال للتمثيل، إذ لو أجزت احتمال التمثيل في كلامه سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في صفات الله، لأجزت احتمال الكفر في كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لأن تمثيل صفات الله تعالى بصفات المخلوقين كفر لأنه تكذيب لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة ، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص ، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال ، فعلى مستوى البشر ، ولله المثل الأعلى ، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور ، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة ، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي ، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به ؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// الأخ ابن عقيل هداك الله للحق
طريقتك في سرد ماذكرته ممَّا ظنَنْتَ أنَّه حُجَّة لك هو نفس منهاج المعطِّلة لو تأمَّلتَ، وقد حذَّرتك قبلُ بـ(إيَّاك).
/// وقد كفاني الأخوة بارك الله فيهم النَّقل عن الأئمَّة في إثبات ما قرَّرْتُه، ولا والله ما اطَّلَعتُ على قول ابن عثيمين ولا ابن تيميَّة ولا ابن القيم رحمهم الله إلاَّ السَّاعة، ولم أفعل غير أني عقلت (قانون) السَّلف في هذا الباب فأجريته، فإذا النتيجة هي النتيجة، والحمدلله على توفيقه.
/// وقد أقحمتَ -هداك الله- نفسك في شيء لم تنضج فكرته لديك، وقد كان في التأني لك السَّلامة.
وفقني الله وإيَّاك لمحابِّه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
كما قال صاحب الجوهرة الأشعريَّة:
وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها * * * فوِّضه أو أوِّل ترم تنزيهًا
/// ثم راجعت الجوهرة مع شرحها فإذا البيت هكذا:
وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها /// /// /// أوِّلْهُ أو فوِّض ورُم تنْزيهًا
/// ذكرت هذا للفائدة..
/// طلب من الأخوة، هل أجد عند أحدكم منظومة ابن عاشر في وورد أو Pdf؟ أومضمَّنة في شرحها؟
وفقني الله وإياكم لمحابِّه
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// طلب من الأخوة، هل أجد عند أحدكم منظومة ابن عاشر في وورد أو Pdf؟ أومضمَّنة في شرحها؟
وفقني الله وإياكم لمحابِّه
عفواً على سبق اليد، قصدت منظومة أم البراهين للسنوسي.
بارك الله فيكم
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان وفي الإخوة الفضلاء
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
وفق الله الجميع للخير
لا تثريب على الجميع
بل هي مدارسة أول من إستفاد منها أنا
وكلٌ قال بما يعتقد أنه صواب ولا يعني ذلك أن الحق مع الجميع ولكن بهذا النقاش
المبارك تبين الصواب وزالة الشبهة ...
اللهم احفظ إخوتي وبارك لهم في علمهم وحببهم لبعضهم واجعلهم شوكة في نحر كل أشعري ....
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
هل من نفى صفة التأذي يعتبر معطلا أم لا؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آل عامر
واجعلهم شوكة في نحر كل أشعري ....
أليسو مسلمين مثلك يا أخ آل عامر!؟؟
كيف يعقل أن يدعو المسلم على أخيه المسلم بهذاالدعاء!!؟؟
هل هذا ما أوصى به الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسلمين بعضهم ببعض!؟
ما سمعناك ولا قرأنا لك بدعوة مثل هذه على الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم.. فهل تعتبر المسلمين الذين يؤمنون بالله وسوله وكتابه على طريقة الأشعرية أسوأ حالا من الكفرة!؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
من أين فهمتَ هذا رعاك الله ؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
/// لا، ولعلَّك تتأمَّل الحوار جيِّدًا قبل السؤال.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
هل من نفى صفة التأذي يعتبر معطلا أم لا؟
/// لا، لايكون معطِّلًا؛ إذ المسألة مسألة منهج لا صفة واحدةٍ يقع في فهمها التجاذب، مع كون الخلاف فيها ضعيفًا.
وليس من وافق المعطِّلة في مسألة صار منهم.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
.
/// فالأذى أذى حقيقيٌّ
[/color][/size]
طيب اشرح لي فقط هذه الكلمة: حقيقي!؟
ما مقصودك بها إن كنت تقول كلاما ذا معنى...
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
طيب اشرح لي فقط هذه الكلمة: حقيقي!؟
ما مقصودك بها إن كنت تقول كلاما ذا معنى...
كلامي ذو معنى لمن هداه الله للفهم.
(حقيقي) أي ليس مجازيَّا كما يزعم المعطِّلة المشبِّهة.
لكن الحقيقة في ذات الله ليست كما هي في حق المخلوق.
لك يد، وللنملة يد، وللفيل يد ... معناها حقيقي واحد؛ لكن الكيفيَّة مختلفة.
وفي الصفة التي نتكلَّم عنها: يتأذَّى زيدٌ فيتكدِّر ويبكي وتظلم الدنيا في عينه، ويتأذَّى عمرو فيغضب ويكتم، ويؤذَى بكرٌ فلا يرعى اهتمامًا لتبلُّد إحساسه.
وكلُّ هذا الأذى حقيقيٌّ، لكن الكيفيَّة مختلفة.
هذا الاختلاف في جنس واحدٍ، وهو المخلوق، فكيف بالخالق الذي لا يشبه المخلوق ولا هو من جنسه، له المثل الأعلى في السماوات والأرض.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيك شيخ عدنان وحبذا لو يعقل الإخوة منهج أهل السنة والجماعة في هذا الباب جيدا قبل أن يصوبوا كلام غيرهم أو يخطؤوه.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
جزاكم اللَّهُ خيرًا ،وبارك فيكم يا شيخ عدنان .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
هداني الله وإياكم للحق..
يا أخ عدنان، الذي يفهم من كلامك وقولك حقيقي معنى واحد وهو أن التأذي صفة وجودية قامت بذات الله تعالى.. ويقابل ذلك عند من تسميهم معطلة أن التأذي عندهم ليس صفة وجودية تقوم بذات الله تعالى.
أجبني يرحمك الله: هل تعرف شيئا عن التأذي وراء كونه صفة وجودية حقيقية تقوم بذات الله تعالى إذا صدر من مخلوقاته ما يوجب قيام التأذي به؟؟
لو قلت: نعم أعرف ، فقد خضت في كيفيته، وليس بمنهج لك. ولو قلت: لا ليس معنى وجوديا خالفت أصلك.
وقطعا ستقول: نعم هو معنى وجودي ولا أعرف كيفيته..
طيب يا أخي.. أجبني يرحمك الله: هل تلك الصفة الوجودية المسماة بالتأذي كمال أو نقص أو ليست بكمال ولا نقص؟؟
إن قلت أن التأذي كمال، فقد خلا الله عنه قبل أن يتأذى، والإله لا يخلو ولو في لحظة من اللحظات من الكمال.. وإن قلت هو نقص فكيف يوصف الله بالنقص؟ وإن قلت ليس بكمال ولا نقص فما الفائدة من إثباته وكيف يتهم من ينفيه بالتعطيل؟
فكر بروية يا أخي.. ودع عنك الاسترسال مع "بعض القواعد" المسلمة..
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي شرف الدين ... هل لك أن تناقشني في شُبهاتك نقطة نقطة، بدل سردك للتساؤلات ثم الإجابة عنها نيابةً عني؟!
تنصحني بترك الاسترسال بالمسلَّمات وتسترسل أنت في الشبهات والرد على نفسك!
هلا لنفسك كان ذا التعليم؟
وسأقوم بذلك نيابةً عنك:
أمَّا قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
الذي يفهم من كلامك وقولك حقيقي معنى واحد وهو أن التأذي صفة وجودية قامت بذات الله تعالى.. ويقابل ذلك عند من تسميهم معطلة أن التأذي عندهم ليس صفة وجودية تقوم بذات الله تعالى
/// المعطَِّلة أنواع؛ منهم من ينفيها رأسًا، على حد وصفك بـ(العدميَّة)، فينفون قيامها بذات الربِّ سبحانه وتعالى.
/// ومنهم: -كبعض الصِّفاتيَّة، من الأشعريَّة- من يثبتها على تحريفٍ لنعانها، وتحريف لمسمَّى التحريف، إذ يسمُّونه تأويلًا، وكثيرٌ من صفات الفعل الاختياريَّة يحملونها على صفة الإرادة، فيغضب يعني: يريد أن يعاقب!! وهكذا.
/// ومنهم: -كبعض الصِّفاتيَّة، من الأشعريَّة- من يثبتها ويتجاهل معناها، ويجعل هذا التجاهل تفويضًا.
/// فكل هؤلاء معطِّلةٌ للصِّفة التي أثبتها الله بلسان عربي مبين، فهمه الصحابة المنزل عليهم ذلك الوحي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
هل تعرف شيئا عن التأذي وراء كونه صفة وجودية حقيقية تقوم بذات الله تعالى إذا صدر من مخلوقاته ما يوجب قيام التأذي به؟؟
لو قلت: نعم أعرف ، فقد خضت في كيفيته، وليس بمنهج لك. ولو قلت: لا ليس معنى وجوديا خالفت أصلك.
وقطعا ستقول: نعم هو معنى وجودي ولا أعرف كيفيته..
/// لا أعرف شيئًا عن الكيفيَّة، ولا يعلمها أحدٌ.
/// وبما أنَّا كلامك عن الوجود والعدم فأخبرني رحمك الله: هل الله موجودٌ عندك أم لا؟ وهل تعقل شيئًا عن كيفيَّة وجوده؟ وهل وجوده كوجود المخلوق أوهو غيره؟ فإن كان لوجوده كيفية، وكانت غير وجود المخلوق فكذا تأذِّيه تعالى.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
طيب يا أخي.. أجبني يرحمك الله: هل تلك الصفة الوجودية المسماة بالتأذي كمال أو نقص أو ليست بكمال ولا نقص؟؟
إن قلت أن التأذي كمال، فقد خلا الله عنه قبل أن يتأذى، والإله لا يخلو ولو في لحظة من اللحظات من الكمال.. وإن قلت هو نقص فكيف يوصف الله بالنقص؟ وإن قلت ليس بكمال ولا نقص فما الفائدة من إثباته وكيف يتهم من ينفيه بالتعطيل؟
/// سأجيبك -هداك الله ونوَّر بصيرتك بالحق-: صفات الفعل -ومنها التأذِّي- صفات كمالٍ كسائر صفاته؛ لكنَّها تقوم بالخالق متى شاء، وعدم فعله لها تكون كمالاً أيضًا.
ومع التمهيد بأنَّ لله المثل الأعلى فإنَّ قيام التأذِّي بالمخلوق في وقت الأذى كمالٌ له باعتبار أنَّه يستشعر، وصفة نقصٍ في حال عدم الأذى لأنَّه هلع وجزع لا معنى له غير نقص في أخلاقه.
/// فالله تعالى يفعل الشيء بحكمة ولا يفعلها كذلك لحكمة، والفعل وعدمه كمالٌ له، إذ لا يكون إلَّا بحكمة، تعالى في عليائه.
ففعل الفعل في حال يوجب فعله يكون كمالًا وتركه في حال يوجب تركه يكون كمالًا.
إذا عقلت هذا فأجرِهِ على سائر صفات الفعل التي ينكرها الأشعريُّون.
................ /// /// /// ولْيُقس ما لم يُقَلْ على ما قيل
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// لا أدري من لا يثبت هذه الصِّفة كيف يؤلِّها؟ وعلى أي معنى يحملها؟
/// معنى الأذى كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في معرض كلامه عن هذه الصِّفة: "ان الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرَر، فلذلك أُطْلِق على القول؛ لأنَّه لايضرُّ المؤذي في الحقيقة".
/// وأمَّا مسألة الكمال والنَّقص التي قد يُتَّكأُ عليها فجوابها من كلام ابن القيِّم رحمه الله؛ حيث قال في الصواعق المرسلة: "... بل جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك، ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه، وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه، ولا ضرَّه فيضرونه.
... وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين، كما أن سخطه وغضبه، وكراهته، ليست من جنس ما للمخلوقين.
الوجه الثالث: إنَّ ما وَصَفَ الله سبحانه به نفسه من المحبَّة، والرَِّضى، والفرح، والغضب، والبغض، والسَّخط =من أعظم صفات الكمال؛ إذ في العقول: أنَّا إذا فرضنا ذاتين:
إحداهما: لا تحبُّ شيئًا، ولا تبغضه، ولا ترضاه، ولا تفرح به، ولا تبغض شيئًا، ولا تغضب منه، ولا تكرهه، ولا تمقته.
والذات الأخرى: تحبُّ كلَّ جميلٍ من الأقوال والأفعال والأخلاق، والشِّيَم، وتفرح به، وترضى به، وتبغضُ كُلَّ قبيحٍ يسمى، وتكرهه، وتمقته، وتمقت أهله، وتصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به =كانت هذه الذَّات أكمل من تلك الموصوفة بصفات العَدَم، والموات، والجهل، الفاقدة للحِسِّ؛ فإنَّ هذه الصِّفات لا تُسْلَبُ إلَّا عن الموات، أو عمَّن فَقَدَ حِسَّه، أو بلغ في النِّهَاية والضَّعْف والعَجْز والجهل إلى الغاية التي لم تدع له حُبًّا ولا بُغْضًا ولا غَضَبًا ولا رِضىً.
بل اليهود الذين وصفوه بالغم والحزن والبكاء والندم أحسن حالا من الذين سلبوه هذا الكمال".
انتهى المقصود منه بتصرُّفٍ يسير لا يفسد المعنى، ويليه وقبله كلامٌ غايةٌ في الإفادة لا يسعني الوقت لنقله وتحريره، فلْيُنظَر.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// وإنَّما وصفت المعطِّلة بكونهم مشبِّهةً؛ لأنَّ التشبيه طريق التعطيل، هذا أوَّلًا.
وأمَّا ثانيًا: فلأنَّ من عطَّل الله من صفاته بنفيه وجحده فقد شبَّهه بالجمادات والعاجزات والمعدومات والمستحيلات.
تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذو الجلال الموصوف بالكمال والصلاة والسلام على أشرف الرجال نبينا محمد وعلى أصحابه والآل
أما بعد,
قد أحسن من قال:
وكم من عائباً قولا صحيحاً ***** وآفته من الفهم السقيم
وصدق شيخ الإسلام حين وصف داء الأمة في إختلافها بسببين وهما الظلم والجهل ؟!
فهذا الأخ المسمى بعدنان البخاري هداه الله وفقهه في الدين , ما أن وجد ما يحسب أنه له و يدعم قوله إلا وأصبح يرميني بالتعطيل والتشبية بدون حلم ولا آناءة.
سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم
ولله در عمر الفاروق حين أوصى أبو موسى رضي الله عنهما بقوله " الفهم الفهم ".
فأفهم يا عدنان أعانك الله بأني لست بمعطل ولا مشبه ولم اوافقهم في شيء دق أو كثر والعياذ بالله ولن تستطيع أن تثبت هذا الإدعاء الباطل غفره لك المولى جل في علاه.
ولا بد أن يعلم طالب العلم بأن هناك فرق بين نفي الصفة الثابتة والمتقررة عند أهل السنة والجماعة لله جل في علاه في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبين نفي إثبات صفة لله جل وعز بقول من لا يُعتبر قوله من طلبة العلم والذي لم يسبقه أحد بإثباتها من علماء الدعوة السلفية قديماً وحديثاً.
فأنا لم أنفي الأذى عن الله كما أخبر هو عن نفسه كما يليق به سبحانه ولكني أنفي إثبات عدنان للأذى صفة كمال ثابتة له جل في علاه.
وبسبب جهل الأخ عدنان أو تجاهله بما تقدم سولت له نفسه أن يجعلني من النفاة أو ممن وافق النفاة وهذا إما جهل أو ظلم وهما الداء والله المستعان.
وأعلم يا طالب العلم بأن الإثبات والنفي في باب الصفات المتعلقة برب الأرباب جل في علاه عند أهل السنة والجماعة لا يكون إلا بدليل سواء من المثبت أو النافي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 6/513-514):
أصل «هذا الباب» أن لا يتكلم الإنسان إلا بعلم...... وكما أن الإنسان لا يجوز له أن يثبت شيئاً إلا بعلم، فلا يجوز له أن ينفي شيئاً إلا بعلم؛ ولهذا كان النافي عليه الدليل؛ كما إن المثبت عليه الدليل.أهـ
ويظن بعض من قَصُر فهمه أن المقصود بالدليل هو الخبر فقط , وليس بصحيح بل هي قواعد درج عليها السلف والخلف من أهل المنهج الحق منهج أهل السنة والجماعة في هذا الباب وقد ذكرت بعضها فيما سبق وتجاهله المتجاهلون !!
ومن أهمها إتباع من سلف في هذا الباب خاصة وفي جميع أبواب الشريعة بعامة , لأن من يزعم أنه سيأتي بما لم يأتي به الأولون في باب توقيفي مثل هذا الباب هو أحد رجلان إما عالم يشار له بالبنان أو متعالم يُريد أن يشار له بالبنان.
على أن العالم لا يتكلف في هذه المسائل إلا أن يُسأل عنها فلا مناص له من الجواب بما يعلمه.
ويعتقد البعض من طلاب العلم أن عقيدة أهل السنة في الصفات تقوم على ثبوت الخبر ونفي التشبية وهما كافيان لإثبات الصفات اللائقة برب العزة والجلال وهذا قصور في الفهم وخطأ شائع.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى3/82):
وأما في طرق الإثبات: فمعلوم أيضاً أن المثبت لا يكفي في إثباته مجرد نفي التشبيه، إذ لو كفى في إثباته مجرد نفي التشبيه لجاز أن يوصف سبحانه من الأعضاء والأفعال، بما لا يكاد يحصى مما هو ممتنع عليه ـ مع نفي التشبيه، وأن يوصف بالنقائص التي لا تجوز عليه مع نفي التشبيه.
كما لو وصفه مفتر عليه بالبكاء والحزن، والجوع والعطش، مع نفي التشبيه.
وكما لو قال المفتري: يأكل لا كأكل العباد، ويشرب لا كشربهم، ويبكي ويحزن لا كبكائهم ولا حزنهم؛ ............... فإنه يقال لمن نفى ذلك مع أثبات الصفات الخبرية وغيرها من الصفات: ما الفرق بين هذا وما أثبته إذا نفيت التشبيه وجعلت مجرد نفي التشبيه كافياً في الإثبات، فلا بد من إثبات فرق في نفس الأمر.أهـ
ابن تيمية رحمه الله يلزم الأخ عدنان ومن على شاكلته وهم من أسماهم بـ(من نفى ذلك – أي صفات النقص كالأكل والشرب – مع إثبات الصفات الخبرية مع نفي التشبية) يلزمهم رحمه الله بالفرق بينهم وبين من إثبت الأكل والشرب والحزن والبكاء مع نفي التشبية ؟!
فسيقول الأخ عدنان الفرق بيننا وبينهم هو النقل ولا نقل مع من إثبت الحزن والبكاء والأكل والشرب !
فيجيبه شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى3/83) بقوله:
فإن قال: العمدة في الفرق هو السمع فما جاء به السمع أثبته دون ما لم يجىء به السمع.
قيل له أولاً: السمع هو خبر الصادق عما هو الأمر عليه في نفسه، فما أخبر به الصادق فهو حق من نفي أو إثبات؛ والخبر دليل على المخبر عنه، والدليل لا ينعكس؛ فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه، فما لم يرد به السمع يجوز أن يكون ثابتاً في نفس الأمر، وإن لم يرد به السمع: إذا لم يكن نفاه.
ومعلوم أن السمع لم ينف هذه الأمور بأسمائها الخاصة، فلا بد من ذكر ما ينفيها من السمع، وإلا فلا يجوز حينئذ نفيها كما لا يجوز إثباتها.أهـ
وحاصل معنى كلامه رحمه الله , إن عدم ورود الخبر من الكتاب أو السنة لا يكفي وحده في النفي كما أن ورود الخبر من الكتاب والسنة لا يكفي وحده في الإثبات إلا أذا كان صريحاً في نصه.
وقد أقتصر أخونا عدنان عفا الله عنه في إثباته لصفة (التأذي) كما يزعم بقوله تعالى { إن الذين يؤذون الله ورسوله.....الأية}[الأحزاب:57] وقوله عليه الصلاة والسلام: " يؤذيني أبن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " أو كما قال عليه الصلاة والسلام
مع نفي التشبية والتجسيم.
ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.
وقد طال هولاء الأئمة ما طالني من وصف بالتعطيل والتشبية بدون أن يدري البخاري جعل الله له من هذا الأسم أوفر الحظ والنصيب.
يقول عفا الله عنه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// الأخ ابن عقيل هداك الله للحق
طريقتك في سرد ماذكرته ممَّا ظنَنْتَ أنَّه حُجَّة لك هو نفس منهاج المعطِّلة لو تأمَّلتَ، وقد حذَّرتك قبلُ بـ(إيَّاك).
وابن عقيل لم يسرد غير أقوال من تقدم ذكرهم فهل هم على منهاج المعطلة عفا الله عنك.؟!!
وليعلم البخاري عدنان ومن أُعجب برأيه من إخواننا بأن النزاع هو في إثبات الأذى صفة كمال محض ولا يليق بربنا إلا صفات الكمال المحض التي لا تكون نقص بإي وجه من الوجوه في حال إثباتها لرب العزة والجلال.
وأما الأذية لله فإني أثبتها له سبحانه كما يليق بجلاله وعظمة سلطانه بدون ضرر كما بين ذلك العلماء السابق ذكرهم والفرق لمن لم يتبين له الفرق هو أنه لم ينص أحد ممن ذكرتهم ولا حتى من ذكرهم الأخ عدنان أو غيره ممن وافقه على ما ذهب إليه من أن الأذية صفة كمال لله جل في علاه.
فصفات الكمال الفعلية الثابتة لله جل في علاه هي إختيارية تتعلق بفعل الله ومشيئته لا بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك.
ومثل ذلك صفات الغضب والرضى والسخط وغيرها قال تعالى{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ }[الممتحنة:13] وقوله{ كُلُواْ مِن طَيبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ }[طه:81] وكما في صحيح مسلم (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله). وكما في قوله تعالى{ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } وقوله في الحديث القدسي في مسلم (سخطي) وقوله عليه الصلاة والسلام في مسلم (مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
فتجد صفة الكمال مصرحاً بها كقوله (غضبي) أو بإسناد الفعل له سبحانه كما في قوله (غَضِبَ الله).
ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!!
وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال.
يقول ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/38): فالرب سبحانه غني بنفسه، وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له بنفسه، واجب له من لوازم نفسه، لا يفتقر في شيء من ذلك إلى غيره؛ بل أفعاله من كماله: كَمُلَ فَفَعَلَ؛ وإحسانه وجوده من كماله، لا يفعل شيئاً لحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه؛ بل كلما يريده فعله؛ فإنه فعال لما يريد.أهـ
وأما ما أورده الإخوان من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وإن كان موهما لإثبات الأذية كصفة لله تعالى وسبب الإيهام إستدلال الشيخ رحمه الله بقوله تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }
فهذا خطأ في فهم من فهمه فالصفات الألهية لا تَثبُت إلا بالتصريح من المُثبِت لها بقوله إثبت الأذية صفة لله سبحانه وهو الذي لم يقوله الشيخ ابن عثيمين ولا ابن القيم ولا ابن تيمية فيما نقل عنهم وألصق بهم وهم منه براء .
مثل ما نقل عدنان غفر الله له بقوله:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
معنى الأذى كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في معرض كلامه عن هذه الصِّفة: "ان الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرَر، فلذلك أُطْلِق على القول؛ لأنَّه لايضرُّ المؤذي في الحقيقة".
فقولك يا عدنان (في معرض كلامه عن هذه الصفة) هو تجني وتقول على شيخ الإسلام لا يليق بطالب علم مثلك !!
فشيخ الإسلام لم يتعرض للأذى على أنه صفة مطلقاً ولكن حديثه كان على قضية كعب ابن الأشرف وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بسبب أذيته له بالسب والهجاء اللذان أسقطا حقه في العهد.؟!
وليس في قوله رحمه الله أي ذكر لإثبات الأذى كصفة لله سبحانه وتعالى فلماذا توهم وتتوهم؟
وأما ما نقلته عن شمس الدين ابن القيم رحمه الله هي قاصمة الظهر لدعوى إثبات الأذى صفة كمال لله جل في علاه.
قال ابن القيم رحمه الله فيما نقله عنه عدنان البخاري هداه الله وما لم ينقله:
بل جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه ولا ضره فيضرونه والذي نفاه هؤلاء يدرجون تحته ما وصف به نفسه وهو إبطال لما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب ولما خلق الخلق لأجله فإن الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليدعو الخلق إلى ما يحبه ويرضاه وينهوهم عما يبغضه ويسخطه وقد أخبر رسوله عنه من محبته ورضاه وفرحه وضحكه وتسليته لأوليائه وأحبائه وأهل طاعته وعن غضبه وسخطه وبغضه ومقته وكراهته لأعدائه.
وقد قال فيما يروي عن ربه تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار وقال لا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم وقال حاكيا عن ربه شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وقد فرق الله بين أذاه وأذى رسوله وأذى المؤمنين والمؤمنات فقال إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين ..... إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال إذ في العقول أنا إذا فرضنا ذاتين إحداهما لا تحب شيئا ولا تبغضه ولا ترضاه ولا تفرح به ولا تبغض شيئا ولا تغضب منه ولا تكرهه ولا تمقته
والذات الأخرى تحب كل جميل من الأقوال والأفعال والأخلاق والشيم وتفرح به وترضى به وتبغض كل قبيح يسمى وتكرهه وتمقته وتمقت أهله وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به.أهـ كلام ابن القيم
الذي يُفهم من كلام ابن القيم رحمه الله المتقدم من أنه أثبت الأذى كما ورد في الكتاب والسنة ولكنه وجهه كتوجية العلماء الذين ذكرتهم سابقاً ومنهم البغوي والألباني والدليل على ذلك أنه ذكر حديث (يؤذيني ابن آدم ) ثم سرد بعده حديث (شتمني عبدي , كذبني عبدي) وفي هذا دلالة على أنه يراها تجري مجرى واحد مع إثبات أن سب الدهر أذية له سبحانه وإدعاء الولد شتم له سبحانه.
فلا يجوز بحال أن نوصف ربنا سبحانه بأنه (يُشتَم) وأنه (يتأذي) وأنه (يُكَذب) كما لا يجوز أن نسميه (مشتوم) أو (متأذي) أو (مُكذب) مع ثبوت الأخبار بهذه المعاني فباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.
وما يدل على صحة هذا أن ابن القيم عندما قال (وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين ) فنفى رحمه الله أن تكون الأذية الثابتة له سبحانه تماثل أذية المخلوقين ومع هذا عندما سرد ما يستحقه ربنا من صفات الكمال بقوله (إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال) فتلاحظ أنه لم يُقرن الأذى مع صفات الكمال التي ذكرها بل عندما أتى على ذكرها قال رحمه الله (وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به) وفي موطن أخر قال (ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه ) فالكمال هو في الصبر على الأذى لا في التأذي نفسه و صفة الصبر ثابتة لله سبحانه كصفة كمال محض بل هاهو يصرح ابن القيم بها في قوله (ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه ) وهذا دليل واضح لمن رزق البصيرة في دينه بعدم إثبات التأذي صفة كمال لرب العزة والجلال, والله أعلم
ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال:
إن نفس الدليل الذي يحتج به المبطل هو بعينه إذا أعطى حقه، وتميز ما فيه من حق وباطل، وبين ما يدل عليه، تبين أنه يدل على فساد قول المبطل المحتج به في نفس ما احتج به عليه، وهذا عجيب! قد تأملته فيما شاء الله من الأدلة السمعية فوجدته كذلك!!!.أهـ
[مجموع الفتاوى6/288]
وأخيراً أنقل كلام ماتع للعلامة الشوكاني رحمه الله يبين فيه أسباب عدم الرجوع للحق والإصرار على التمسك بالخطأ وصعوبة التراجع عنه بعد معرفة للحق والصواب ومنها:
1- الخوف على سمعته ومكانته العلمية.
2- الكبر إذا كان صاحب الرأي الصواب أصغر منه سناً أو أقل شهرة.
3- ما يقع في مجالس العلم من الطلاب أو الشيوخ من المجاملة.
[أدب الطلب ومنتهى الأرب ص141-142]
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
ما ظننتك تنزل لهذا المستوى يا ابن عقيل، ولن أجاريك فيه ولكن أقول: (سبحانك هذا بهتان عظيم)
وطلبة العلم ههنا يعرفون حق كلامك من باطله.
ولعلِّي أعود بعدُ لمناقشة ما ذكرته من الناحية العلميَّة (فقط)، وأترك باقي كلامك وسبابك ليوم المعاد.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
وفقكم الله ونفع بكم .
الأخ ابن عقيل وفقه الله
كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا : لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
سبقني الشيخ عبدالرحمن -نفع الله به- لبعض ما كنت أريد أن أقوله
الشيخ عدنان لم يرمك بالتعطيل كما زعمت، بل لاحظ كلامه وفقه الله في المشاركة رقم (23)
والشيخ عدنان ليس جاهلاً كما تظن، ورميك له بذلك لا ينقص من قدره
كما لم أعرف عنه تجاهل كلام أهل العلم أو التعالم، بل أحسبه من طلاب العلم الباحثين عن الحق
كذا أحسبه، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً
وأشكر لأخي الشيخ عدنان إعراضه عن هذه الكلمات التي أطلقها الأخ ابن عقيل، والتي
لا تسيء إلا إلى قائلها
وأؤكد على ما ذكر الشيخ السديس من رفض كل ما يكدِّر صفو المباحثات الأخوية، أو يورث
التوتر والشحناء بين الأعضاء
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ عدنان وفقه الله
سأل الحائط الوتد لما تشقني
فأجابه الوتد قائلاً : سل من يدقني.
الأخ عبد الرحمن السديس أعانه الله:
أفعل ما تراه حق وصواب ولا عليك بابن عقيل ولا غيره ما دمتم تراقب الجبار جل في علاه
وهذه فائدة لك ولكل من أراد أن يتجرد لطلب الحق في المسائل الخلافية وهي من قول ابن القيم رحمه الله في المفتاح:
يقول رحمه الله:
فإذا اردت الاطلاع على كنه المعنى هل هو حق او باطل , فجرده من لباس العبارة وجرد قلبك عن النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظراً بعين الانصاف , ولا تكن ممن ينظر في مقالة اصحابه ومن يحسن ظنه به نظراً تاماً بكل قلبه , ثم ينظر في مقالة خصومه وممن يسيء ظنه به كنظر الشزر والملاحظة , فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ والناظر بعين المحبة عكسه , وما سلم من هذا الا من اراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق
وقد قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ...... كما ان عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر
نظروا بعين عداوة لو انها ...... عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
فإذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك الحسوسات ولا يتمكن من المكابرة فيها فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعاني التي هي عرضة المكابرة والله المستعان على معرفة الحق وقبوله ورد الباطل وعدم الاغترار به.أهـ المقصود من كلام ابن القيم أكرمه الله بمنازل الصديقين ...آمين
=======
جاء في لسان العرب:
نَظَرٌ شَزْرٌ : فـيه إِعراض كنظر الـمعادي الـمبغض، وقـيل: هو نظر علـى غير استواءٍ بمؤْخِرِ العين، وقـيل: هو النظير عن يمين وشمال. وفـي حديث علـيّ: الْـحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا الـيَسْرَ؛ الشَّزْرُ: النظر عن الـيمين والشمال ولـيس بمستقـيم الطريقة، وقـيل: هو النظر بمؤخر العين، وأَكثر ما يكون النظرُ الشَّزْرُ فـي حال الغضب.
وفقكم الله
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ الحمادي هداه الله
جوابي لك نفس جواب الأخ السديس
وفقكما الله لما يحبه ويرضاه
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أخي الحبيب أصلحك الله وهداك
لسنا نتكلم عن بحث المسألة الآن، إنما نتكلم عن أسلوبك مع إخوانك
ونحن هنا مشرفون نضبط مسيرة النقاش، ونؤدي واجب الإشراف
ومعلومٌ أنه لا تلازمَ بين البحث العلمي وسوء الأسلوب
لكن يبدو أنك -وبعض من شابهك- لا تحسنون النقاش إلا مع شيء من الغمز في المخالف
والكلام في المسألة العلمية وقبول الحق ممن جاء به بصرف النظر عن أسلوبه= لا علاقة له بما ذكرنا لك
سابقاً؛ فافهم هذا جيداً
ولذا لا مناسبة لما سقتَه من كلام الإمام ابن القيم
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
هداك الله وأصلح حالك يا حمادي
فقول الأخ عدنان بأن ما سقته من حجج وهي أقوال ائمة في العلم والعمل إنما هي من منهاج المعطلة ؟!!
ثم تزعم بأنه لم يخطأ وذلك بقوله إن من نفى صفة واحدة لا يسمى معطلاً !!؟
ما هذا الفتح !!
ثم إني أعيذك من الظلم وقولك (أنت ومن شابهك)
فأذهب إلى مشاركاتي ومع الأخ عدنان نفسه وأنظر هل فيها ما ترميني به
وأما في هذه المشاركة فحالي هو أمتثال قول الله تعالى {لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً}
ومع ذلك لم أزد عن وصف حال الأخ عدنان في هذا الموضوع مع الدعاء له بالعفو والمغفرة
والله المستعان
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اترك مثل الجدر والوتد، فإنَّما هو مثال فيه نفس التشفي والانتقام، وأجب على ما ذكرت لك من حجج دون نبزٍ أو لمزٍ يعود عليك بالشين.
وأمَّا مسألة اتهامك لي بأنَّي وصفتك بالتعطيل فأرجو منك إثباته، غاية ما ذكرته أنَّ نفيك للصِّفة بحُجَّة كونها ليست صفة كمال في مقابل النَّصِّ الصَّريح وكلام أهل العلم (السَّلفيين) =هو نفْسُ حُجَّة ومنهج المعطِّلة المؤِّولة، وبيَّنتُ في ردِّي على كلام (شرف الدين بن علي) أنَّه ليس مَن وافق المعطِّلة في شيءٍ صار منهم.
ولا إشكال في كلام (شرف الدِّين) عليه لأنَّه ارتضى منهجًا هو سائرٌ عليه، لكن الإشكال في من ينتسب لمذهب السَّلف ويسير على منهج غيرهم بتخليط وتلفيق يزعمه علمًا.
وأمَّا أنِّي وصفت أوقصدت أهل العلم -الذين لفَّقت عليهم قولَك- بالتعطيل =فهذا بهتان لا حُجَّة لك فيه.
ولو اختصرتُ لك الجواب فهل لك أن تذكر نصًّا عن أحد من السَّلف في نفي هذه الصِّفة.
وقد صبرت وغيري على تعقيبك وتخليطك الأخير أيامًا مديدة فهل لك أن تمهلني ليلة لأفرغ وأبين ما ذكرتَه من الخلط، الذي زعمته علمًا، ونسبته إلى أهل العلم، وحنى يتبيَّن من الجاهل في المسألة والظالم لأخيه!
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
هداك الله وأصلح حالك يا حمادي
آمين، أسأل الله الهداية لي ولك
لا أدري كيف تقرأ الكلام!
أنا لم أحكم بأن الشيخ عدنان لم يخطيء، إنما حكمت على ما في أسلوبك من التجاوز
وأما ما ذكرتُه لك من كون الشيخ لم يصفك بالتعطيل فهذا ظاهرٌ لا يحتاج إلى شرح
فأنصحك بقراءة الكلام مراراً قبل الرد
وأما زعمك أنك وصفتَ الشيخ عدنان بما هو فيه فدعوى باطلة
وأما وصفي لك بكثرة الغمز في مشاركاتك فأمثلته متوفرة، وقد حذفت لك مشاركات كثيرة
تضمنت إساءات لبعض المشايخ وبعض الأعضاء
المهم، لا أريد الإكثار من الخوض معك في هذا الكلام، وليواصل الكلام العلمي في هذه المسألة
بعيداً عن إساءة الأدب
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بسم الله الرحمن الرحيم
/// الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد.
فإنِّي كنت أحسن الظَّنَّ بهذا الرجل وكنت قد أعرضتُ عن تخليطاته في تعقيبه الأوَّل وعن الذي أضاع وقته فيه من كتابة كثيرٍ شيءٍ لا علاقة له بما نحن فيه، إذ أتعب نفسه في إلقاء محاضرةٍ في قواعد الصِفات لم ولن ولا نختلف فيها، وبما أنَّ الرَّجل قد زاد تعنُّته وتخليطه في تعقيبه الآخِر فلم أشأ ترك ما سطَّره من التَّخليط في تعقيباته كلها وأحببت كشف ذلك له وللأخوة حتَّى يرتدع غيره ممَّن يعجلون فيغلطون.
/// وسألتزم -إن شاء الله- في الغالب تعقُّب ما فيه النفع العلمي، مع غضِّ الطَّرف عن التنبيه على كثرة أخطائه النَّحويَّة والإملائيَّة التي ينبغي لطويلب العلم أن يصلحها قبل التأهُّل للكتابة، إذ هو أمرٌ معيبٌ، وكذا ما دوَّنه من الكلمات التي فيها نبز وهمز ولمز فسأكتفي فيها الآن بقوله تعالى: (سلامًا).
/// وسأجعل الرد على حلقات لضيق الوقت وطول الكلام والتخليط الذي ساقه:
/// وسأبدأ بأهم هذه النُّقاط، وهي مسألة (صفات الكمال والنَّقص)؛ لأنَّها الشبهة التي أوقعت هذا الرجل في تخليطه:
/// قال :
[/SIZE][/COLOR]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
يلزمك أخي في الله عند إثبات صفة لله جل في علاه عدة أمور ومنها: الأمر الأول: أن تكون الصفة صفة كمال محض كما نقلت لك عن ابن القيم رحمه الله وكما سأنقل لك عن ابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ( 6/71) : الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية ، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب - تبارك وتعالى - يستحقه بنفسه المقدسة " اهـ .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى: القاعدة الأولى من قواعد في صفات الله: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.أهـ
فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!
/// هذه النُّقول التي نقلها عن الشَّيخين خلاصتها في السَّطر الأخير وهو قوله: "فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!".
/// والجواب باختصار: (نعم).
/// ولو أشغل وقته بدراسة قواعد الإملاء والنَّحو بدل صرفه في سرد هذه النُّقول التي يعرفها طويلب علمٍ مبتديءٍ لكان أولى له، وله والحمدلله الآن متَّسعٌ لإدراك ذلك.
/// نعم.. قد تكون لنقوله تلك فائدة لو ذُكِر فيها نصُّ واحدٌ عن أيِّ إمامٍ سلفيٍّ في الدُّنيا يدلُ على كون التأذي صفة نقصٍ في حقِّه تعالى، ولكنَّه لم يفعل، ولن ولا؛ إذ فاقد الشيء لا يعطيه.
/// وأمَّا التَّشكيك بالتَّخليط في كون هذه الصِّفة من صفات الكمال أوليست كذلك فقد نقلت له عن الإمام ابن القيِّم كلامًا واضحًا يبيِّن كيفيَّة كونه صفة كمالٍ فقام طويلب العلم هذا بتحريف معناه وتفسيره على ما اشتهاه، ويأبى كلام ابن القيِّم ذلك، وإليكم برهان ذلك:
/// فممَّا نقلته لو كان ينفعه قولَ ابن القيِّم رحمه الله في الصَّواعق: "إنَّ ما وَصَفَ الله سبحانه به نفسه من المحبَّة، والرَِّضى، والفرح، والغضب، والبغض، والسَّخط =من أعظم صفات الكمال؛إذ في العقول: أنَّا إذا فرضنا ذاتين: إحداهما: لا تحبُّ شيئًا، ولا تبغضه، ولا ترضاه، ولا تفرح به، ولا تبغض شيئًا، ولا تغضب منه، ولا تكرهه، ولا تمقته.
والذات الأخرى: تحبُّ كلَّ جميلٍ من الأقوال والأفعال والأخلاق، والشِّيَم، وتفرح به، وترضى به، وتبغضُ كُلَّ قبيحٍ يسمى، وتكرهه، وتمقته، وتمقت أهله، وتصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به=كانت هذه الذَّات أكمل من تلك الموصوفة بصفات العَدَم، والموات، والجهل، الفاقدة للحِسِّ..." الخ كلامه، وانظرو باقيه في التعقيب السالف.
/// ومع هذا النَّصِّ الصَّريح والبيان الجميل في كيفيَّة كون التأذِّي -لا الضَّرر- صفة كمالٍ فهل نفع هذا النَّقل صاحبنا وكبح من جماح العجلة والتَّخليط عنده؟ كلاَّ بل زاد الطِّين بِلَّة بتحريف معنى كلام ابن القيِّم وليِّه على هواه ومبتغاه ممَّا يدركه الأصاغر قبل الأكابر.
/// انظروا بم علَّق هذا الرجل على هذا الكلام بعد أن قرأه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
"...لم ينص أحد ممن ذكرتهم ولا حتى من ذكرهم الأخ عدنان أو غيره ممن وافقه على ما ذهب إليه من أن الأذية صفة كمال لله جل في علاه.....
.
/// الإمام ابن القيَّم يقول إنَّ من أعظم صفات الكمال الصِّفات التي تتَّصف بها الذات التي: "تصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به"، وهو يتكلَّم عن صفات الله تعالى لا عن صفات زيد أوعمرو!
/// فكيف يريد صيغة النصَّ إن كان كلام ابن القيِّم ليس نصًّا ظاهرًا فيما طلبَ؟
/// ولو قلبت عليه حجَّته المتهاوية لقلت: ولم ينصَّ أحدٌ من (السَّلفيَّة) أنَّ التأذي صفة نقصٍ في حقِّه تعالى.
/// والحُجَّة في إثبات الصِّفة ابتداءً كما تقدَّم في تعقيب سابق لي، لا له، إذ لن يجد هو ولا أحدٌ نصًّا عن السَّلف في إثبات كلِّ الصِّفات، بلْه وجدانه لنصٍّ فيه أنَّها صفات كمال لا نقص، حتى يرضي ذلك ابن عقيل فيقبله؟!
/// ثم قال بعيد ذلك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فصفات الكمال الفعلية الثابتة لله جل في علاه هي إختيارية تتعلق بفعل الله ومشيئته لا بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك.
ومثل ذلك صفات الغضب والرضى والسخط وغيرها قال تعالى{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ }[الممتحنة:13] وقوله{ كُلُواْ مِن طَيبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ }[طه:81] وكما في صحيح مسلم (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله). وكما في قوله تعالى{ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } وقوله في الحديث القدسي في مسلم (سخطي) وقوله عليه الصلاة والسلام في مسلم (مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
/// رزقك الله الفهم والتأنِّي! قد لا يُدرى ابتداءًا ما علاقة هذه الخطبة بما نحن فيه؟
/// وقد يُقال: أقال أحدٌ من النَّاس ههنا إن صفة التَّأذي قامت بالمخلوق، أوبالله لكن بإرادة المخلوق ومشيئته؟! فلم هذه الخطبة العصماء ههنا؟
/// ولا عجبَ فسيأتي بعد قليل لم خطب هذه الخطبة وإلى أي شيءٍ ساقه هذا التَّخليط وإلامَ يرمي.
/// قال:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فتجد صفة الكمال مصرحاً بها كقوله (غضبي) أو بإسناد الفعل له سبحانه كما في قوله (غَضِبَ الله).
ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
/// لا أدري بأية لغة تتكلَّم؟ تقول: إنَّ مسند الفعل في الخبرين للعبد؟! يبدو أنَّك اختلطت فلم تعد تدري أتتكلَّم عن المؤذِي -بكسر الذال المعجمة- أو عمَّن حصلت له الأذية؟ إنَّ هذا لشيءٌ عجاب!
يا هذا نحن نتكلَّم عن (التَّأذي)، لا (فعل الأذى) فافهم ما تقرأ!
/// قد قامت صفة التأذي بالله تعالى في قوله: (يؤذيني)؟ الياء في (يؤذيني) ما موقعه من الإعراب وما معناه؟
/// المتكلِّم بهذا الخطاب هو الله تعالى وقد قال: (يؤذيني)، ولو بسَّطتُ لك الشَّرح -كما يُفعل مع من الناشئة في متن الآجروميَّة- لقلت: إنَّ معنى (يؤذيني) يعني: (يؤذي فلانٌ أنا)!
/// وأمَّا تخليطك بذكر مثال الغضب فأسألك: ما الفرق في الياء في (غضبي)، والياء في (يؤذيني)؟!
معناه على نفس الطريقة المبسَّطة (غضب أنا!)، (يؤذي هو أنا).
وكما أنَّه ليس المعنى في (غضبي) هو (غضب أنت!) فكذا ليس المعنى في (يؤذيني) هو (يؤذي أنت أنت؟!!!).
/// والحاصل: أنَّ الغضب منسوبٌ إليه، والتأذِّي منسوبٌ إليه.
/// واعذرونا على هذا التطريف فبه يحصل التَّفهيم!
/// وأيضًا.. فإنَّك تقول إنَّ في قوله تعالى: (يؤذون الله) مسند الفعل للعبد؟ وهذا من عجائبك أيضًا ! أتتكلَّم عن المؤذِي -بكسر الذال المعجمة- أو عمَّن حصلت له الأذية؟ ما موقع (الله) من الإعراب حتى تعرف معنى ما تتكلَّم عنه!
/// يا أخي ارفق بنفسك... فرَّق أوَّلًا بين مَن فعل الأذية ومن تأذَّى بها إن كنتَ تحسن الخطاب العربيَّ وتفهمه ثم تأهَّل لدخول نقاشٍ لا تحسنه.
/// ولهذا فقد سألت هذا الكاتب وغيره سؤالًا مختصرًا فلم يجبني بغير اللَّتِّ والعجن، وأعيده الآن: ما معنى (يؤذيني) و(يؤذون الله)؟
هل تفسِّره بما نقلته عن البغوي -تقليدًا- أي يؤذون عباد الله؟!!
/// ونأتي الآن إلى المنزلق الخطير الذي يهون بجانبه كل ما تقدَّم من التَّخليط حين قال:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
/// رزقك الله الفهم والتأنِّي في الكلام على صفات الله، وتعالى سبحانه عن هذا الكلام البدعي الذي سطرته ههنا، وقد حذَّرتك قبلُ لكن لا فائدة.
/// فالذي يظهر من كلامك جليًّا أنَّ قيام صفة التأذِّي بالله يوهم أنَّه كان بتأثيرٍ من العبد، لا بإرادة الرب وقدرته! وأنَّ هذا سبب امتناعك من إثباتها!
/// ولا معنى لكلامك غير هذا.
/// ولن أطيل معك في الرَّدِّ على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي لك سلفٌ من المبتدعة فيها، لكن ليس في هذه الصِّفة بل في كلِّها، ومن التزم قاعدة في الجميع خيرٌ ممَّن أعمل في بعض وأهمل في آخر، ولعلِّي أعود في مناسبةٍ أخرى لبيان هذه الشُّبهة البِدعيَّة وتفصيل القول فيها.
/// والآن ليزمك بناء على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي هي من أُسس نفيك لهذه الصِّفة أنْ تجريها على مثيلاتها إن كنتَ منصفًا غير متذبذبٍ في قواعدك المنخرمة التي سبقك بها المبتدعة المعطِّلة.
/// وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
/// وأيضًا.. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
/// وهكذا في بقيَّة صفات الأفعال التي هي على مثالٍ واحدٍ زلق فيه الصِّفاتيَّة، وتبعهم من حيث لا يشعر هذا الكاتب.
/// وتأمَّلُوا هذا التَّخليط: الرَّجل يتكلَّم مرَّةً عن صفة التأذِّي ويزعم أنَّها لا تثبت لله من منطلق أنَّها "بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك"، ومرَّةً لأنَّها: "متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه, بفعل الساب، وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
/// ما الممتنع يا أخي؟!
قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
/// إن كانت صفة التأذِّي فلِمَ لا تجري هذا الامتناع في بقيَّة الصَّفات التي مثَّلت لك بها، كالغضب والمحبَّة.
نسأل الله العافية والسَّلامة!
/// وقد ألمحت سلفًا أنَّ: التشبيه طريق التعطيل!
/// أكتفي بهذا القدر من الرَّدِّ على هذا التَّخليط، ولي وقفات أخرى في حلقات قادمة بحول الله وقوَّته، وصلَّى الله على نبيِّنا محمِّدٍ وآله وصحبه أجمعين.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
أحسنت أخي الحبيب الشيخ عدنان
وسنجتهد إن شاء الله تعالى في متابعة ما ستتفضل به من بيان
وإن كان ليس كل مَن خالف يُلتَفَت إلى خلافه ...
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيكم أخي الفاضل... ولعلَّك وبقيَّة الأخوة تشاركوني في الإفادة.
/// فصلٌ: تعقيب ونقلٌ عزيزٌ في الرَّد على شبهة ابن عقيل (الجهميَّة): ///
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// ونأتي الآن إلى المنزلق الخطير الذي يهون بجانبه كل ما تقدَّم من التَّخليط حين قال:
/// رزقك الله الفهم والتأنِّي في الكلام على صفات الله، وتعالى سبحانه عن هذا الكلام البدعي الذي سطرته ههنا، وقد حذَّرتك قبلُ لكن لا فائدة.
/// فالذي يظهر من كلامك جليًّا أنَّ قيام صفة التأذِّي بالله يوهم أنَّه كان بتأثيرٍ من العبد، لا بإرادة الرب وقدرته! وأنَّ هذا سبب امتناعك من إثباتها!
/// ولا معنى لكلامك غير هذا.
/// ولن أطيل معك في الرَّدِّ على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي لك سلفٌ من المبتدعة فيها، لكن ليس في هذه الصِّفة بل في كلِّها، ومن التزم قاعدة في الجميع خيرٌ ممَّن أعمل في بعض وأهمل في آخر، ولعلِّي أعود في مناسبةٍ أخرى لبيان هذه الشُّبهة البِدعيَّة وتفصيل القول فيها.
/// والآن ليزمك بناء على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي هي من أُسس نفيك لهذه الصِّفة أنْ تجريها على مثيلاتها إن كنتَ منصفًا غير متذبذبٍ في قواعدك المنخرمة التي سبقك بها المبتدعة المعطِّلة.
/// وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
/// وأيضًا.. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
/// وهكذا في بقيَّة صفات الأفعال التي هي على مثالٍ واحدٍ زلق فيه الصِّفاتيَّة، وتبعهم من حيث لا يشعر هذا الكاتب.
/// وتأمَّلُوا هذا التَّخليط: الرَّجل يتكلَّم مرَّةً عن صفة التأذِّي ويزعم أنَّها لا تثبت لله من منطلق أنَّها "بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك"، ومرَّةً لأنَّها: "متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه, بفعل الساب، وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
/// ما الممتنع يا أخي؟!
قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
/// إن كانت صفة التأذِّي فلِمَ لا تجري هذا الامتناع في بقيَّة الصَّفات التي مثَّلت لك بها، كالغضب والمحبَّة!
/// قال في مختصر الصواعق المرسلة (ص/207-208): "فصلٌ : في ذكر حُجَّة الجهميِّ على أنَّه سبحانه لا يرضى ولا يحبُّ ولا يسخطُ ولا يفرح، والجواب عنها:
احتجَّ الجهميُّ على امتناع ذلك عليه بأنَّ اهذا نفعالٌ وتأثيرٌ عن العبد، والمخلوق لا يؤثِّر في الخالق، فلو أغضبه أوفعل ما يفرح به لكان المحْدِثُ قد أثَّر في القديم تلك الكيفيَّات، وهذا محالٌ.
هذا الشُّبهة من جنس شبههم التي تدهش السَّامع أوَّل ما تطرق سمعَهُ، وتأخذ منه وتروعه، كالسِّحر الذي يُدهشُ النَّاظر أوَّل ما يراه.
والجواب من وجوه: ...".
/// ثمَّ ذكر رحمه الله هذه الوجوه وهي خمسٌ، ألخِّصُها لعضيق وقتي عن نقله، وللقاريء مراجعة ذلك بعدُ:
1- الوجه الأول: أنَّ الله تعالى خالق كلِّ شيءٍ وربِّه ومليكه، وكلُّ ما في الكون من أعيان وأفعالٍ وحوادث فهي بمشيئته وتكوينه... فالمخلوق أضعف وأعجز أن يؤثِّر فيه، بل هو الذي خلق ذلك كلَّه فيه على علمه...
2- الوجه الثاني: أنَّ التأثير لفظٌ فيه اشتباهٌ وإجمالٌ، أتريد به أنَّ غيرَه لا يعطيه كمالًا لم يكن له، ويُوجِِدَ فيه صفةً كان فاقدها؟ فهذا معلومٌ بالضَّرورة.
أم تريد أنَّ غيرَه لا يسخطهُ ولا يغضبه، ولا يفعل ما يفرح به أويحبَّه أو يكرهه، ونحو ذلك، وليس معك في نفيه إلَّا مجرَّد الدَّعوى بتسمية ذلك تأثيرًا في الخالق.
3- الوجه الثالث: أنَّ هذا يبطل محبَّته لطاعات المؤمنين، وبغضه لمعاصي المخالفين، وكراهته لظلم الظالمين إذا فعلوا ذلك.
4- الوجه الرابع: أنَّ هذا يُنْتَقض بإجابة دعواتهم، وإغاثة لهفاتهم، وسماع أصواتهم، ورؤية حركاتهم وأفعالهم، فإنَّ هذه كلها أمور متعلقة بأفعالهم.
فما كان جوابك عنها في محل الإلزام، فهو جواب منازعيك لك في هذا المقام.
/// وانظر أصل الكلام في الصَّواعق (4/1462).
/// وللحديث بقيَّة.. وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
الأخ ابن عقيل وفقه الله
كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا : لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه .
الأخ الشيخ عدنان وفقه الله
ليتك أخي الكريم
علقت على كلام الأخ وبينت ما فيه من غير تعرض لتحقيره وتجهليه والتزمت ما ذكرتَ في أول مشاركتك.
أقول هذا من باب العدل والنصيحة للجميع .
نسأل الله أن يهدينا جميعا وأن يؤلف بين قلوبنا.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بارك الله فيكم على النَّصيحة.
وإن كنت لا أراني حقَّرتُ الرجل بقدر ما بيَّنتُ خطأه ووصفت واقعه بتخليط المسائل والأقوال وعدم تحريره لها.
ووصف الشَّخص بكونه لا ينتبه للأخطاء في النحو والإملاء أويخلط بين المسائل ويحرِّف مقصود أهل العلم بالبرهان ليس كاتِّهامه بتهمٍ باطلةٍ.
ولم أصفه بظلمٍ وتعالم... ونحو ذلك من السِّباب كما فعل دون حجَّة ولا برهان، بل بيَّنت كلَّ ما ذكرته بالحُجَّة والبرهان، وما سيأتي في حلقات تالية يوضِّح ذلك بجلاء.
وأنت تعلم أنِّي قد أعرضت عنه أولًا وثانيًا لكنَّه أبى إلَّا هذا الأسلوب الذي ارتضاه لغيره فليرض شيئًا منه لنفسه.
وعلم الله أنِّي ما أردُّت ولا أريد في ذا الموضوع إلَّا الإفادة لا ما وقع ممَّا كان هو سببًا فيه.
وعلى كلٍّ... فأنا ملتزمٌ البيان، وآخذٌ بالنُّصح، شاكرًا لك فيه.
ثم إن أحببت أن أعود للمشاركة السَّابقة فأحذف منها تلك الكلمات التي فيها شدَّة فلا مانع عندي ألبتَّة، لكن أتيحوا لي المجال لأحرِّر وأحذف، وأسأل الله لنا العفو والتوفيق.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد,
اعلم يا عدنان عفا الله عنك بأن نوع العالم المحمود الذي قرنه الله تعالى مع نفسه وملائكته في قوله تعالى {شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَة وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ} إنما هو العالم الذي يخشى الله كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: إنما العلم الخشية.
والعكس بالعكس فقد حُذرنا من كل منافق عليم اللسان كما قد صح عند الألباني رحمه الله إن عمر خطب الناس فقال رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: : " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ".
وقد أحسنت بمحاولتك إهدائي عيوبي بخصوص الأخطاء النحوية والإملائية كما تزعم ولكنك قصرّت في البيان ولعلك إن بينت جعلناها منقبة لك ولكنك بؤت بالمنقصة لقصدك السيء نعوذ بالله من التعالي والكبرياء.
واعلم يا عدنان أصلحك الباري بأن إسماعيل بن أبي خالد وقد لقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فاحش اللحن، قال عبد الله ابن الإمام أحمد: كان إسماعيل يقول: حدثني فلان عن أبوه.
ورغم هذا قال الإمام أحمد : أصح الناس حديثًا عن الشعبي: إسماعيل ابن أبي خالد، وقال أبو حاتم: لا أقدِّم عليه أحدًا من أصحاب الشعبي، وهو ثقة. [ العلل ومعرفة الرجال (647)]
وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم النخعي في الميزان (1/ 75): " كان لا يُحكِم العربية، وربما لحن ".
فأين المسكين ابن عقيل من هولاء الجبال , ولكنني أحول تلمس أثارهم , والسير على دربهم , وتأكد بأنني قد عقلت نصيحتك ولم ألو جهداً في تحقيقها ومن سار على الدرب وصل.
ومع هذا فلتفهم يا عدنان بأن اللحن في العربية لا يعلو بخطره على خطر الجهل بالعقيدة بل وفي باب هو من أهم أبوابها وهو باب صفات الباري جل في علاه ابها إلا وهو صفات الله العُلى.
والأن عليّ بيان هذا الوصف القائم في جانبكم يا شيخ عدنان غفر الله لنا ولك:
أولاً: لازلت في بهتانك وتصميمك بأنني أنكر الأذية الثابتة لرب البرية بل وتدعي بأني أولتها تقليداً للإمام البغوي رحمه الله الذي أحسبك لا تعرف قدره عند أهل العلم.
وحتى لا يغتر المغترون بما تخطه يداك فلا يعرفوا لهذا الإمام قدره أقول:
الإمام البغوي رحمه الله لم يأول قول الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} ولكنه فسره في أحد أقواله على قاعدة المجاز التي يقول بها البغوي وبعض ائمة أهل السنة في اللغة ومنهم الخطيب البغدادي ومن المعاصرين الشيخ محمد على آدم الأثيوبي نزيل مكه.
فهم يجيزون المجاز في اللغة ولكنهم لا يجيزونه في باب الصفات مطلقاً , وقد خالفهم القسم الثاني من أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان فنفوا المجاز مطلقاً.
يقول الشيخ الشنقيطي في مذكرته في أصول الفقة:
وأما تفسيره " يؤذون الله" بقوله يؤذون أولياءه فليس بصحيح ، بل معنى ايذاءهم الله كفرهم به وجعلهم له الأولاد والشركاء ، وتكذيبهم رسله . ويوضح ذلك حديث (ليس أحد اصبر على أذى يسمعه " من الله انهم يدعون له ولداً وأنه ليعافيهم ويرزقهم) ، وأكثر المتأخرين على أن في الآيات التي ذكرها المؤلف مجازاً ، كما هو معروف ، وقد بينا منع القول بالمجاز في القرآن في رسالتنا التي ألفناها في ذلك.أهـ
وفي هذا النقل عن هذا الإمام صفعة لمن يزعم إثبات التأذي صفة كمال لله جل في علاه , حيث أن الشيخ رحمه الله أنكر تفسير الأية على قاعدة المجاز ولكنه فسرها بكفرهم بالله وتشريكهم معه غيره وتكذيبهم لرسله ولم يرى أن التأذى صفة قائمة بالمولى جل في علاه ثم أستدل بالحديث الذي في الصحيحين وسيأتي الكلام عليه.
خرّج البخاري رحمه الله في صحيحه: عن أبي موسى الأشعريِّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:ما أحدٌ أصبَرُ على أذًى سمعَهُ منَ اللَّه، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويَرزُقهم».
يقول ابن القيم رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث:
أما الصبر فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به وأعظمهم تنزيها له بصيغة المبالغة ففي الصحيحين من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل يدعون له ولداً وهو يعافيهم ويرزقهم).
وأما صبره سبحانه فمتعلق بكفر العباد وشركهم ومسبتهم له سبحانه وأنواع معاصيهم وفجورهم فلا يزعجه ذلك كله الى تعجيل العقوبة بل يصبر على عبده ويمهله ويستصلحه ويرفق به.
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه أصول الإيمان:
هذا الحديث فيه إثبات صفة الصبر لله سبحانه وتعالى .أهـ
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال: هل يوصف الله عز وجل بالصبر, مثلاً يقول: اليهود فعلوا كذا وكذا.. فصبر الله عليهم؟
الجواب: يوصف بأنه صابر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أصبر على أذىً سمعه من الله عز وجل) فجعل الله أصبر من كل الصابرين على أذىً سمعه، لكن لا يسمى بذلك، فلا يقال مثلاً: إن من أسمائه الصابر؛ لأن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء.
[الباب المفتوح مفرغ الموسوعة الشاملة(103/16)]
ويقول الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على كتاب التوحيد من صحيح البخاري عند هذا الحديث:
قوله: (ما أحد أصبر..) (ما) حجازية من أخوات كان ترفع الاسم، وتنصب الخبر، أما (ما) التميمية فلا تعمل. قوله: (يرزقهم) فيه إثبات صفة الرزق، أما صفة القوة، فدل عليها قوله: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله..) وهذا فيه إثبات صفة القوة له -سبحانه- بخلاف المخلوق، فإنه لا يصبر على من أساء إليه.
وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر، أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.
[http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?actio...0.Htm&docid=6]
من ما تقدم تفهم يا من رزقك الله الفهم وطهر قلبك من الكبر , بأن قول ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم عند وصف ربنا بأنه يصبر على الأذى بأن هذا ما يليق بربنا جل في علاه كيف لا وهو وصف أعلم الخلق بربه سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
وأما عدنان هداه الله الذي أزبد وأرعد ورماني بالنقائص من تعطيل وتشبيه وأخرها التجهم نعوذ بالله من الظلم والجهل صدق الله ومن أصدق من الله قيلا وهو القائل { وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}
فلو أني لم أوقن بجهل عدنان في هذا الباب لأتهمته بالفجور في الخصومة , ولكني أنزهه عن هذا لعلمي بحاله في هذا الباب بل يقيني بهذا الحال وإليكم البيان:
يدندن الأخ عدنان حول النحو والإعراب وليته كلف نفسه فأعرب ما أستند عليه في إثباته لصفة التأذي كما يزعم!!
(يؤذيني ابن آدم يسب الدهر):
يؤذيني: فعل مضارع والياء ياء المتكلم في محل مفعول به.
ابن آدم : فاعل.
الفعل هو الأذى وهو غالباً بالقول في صورة سب الدهر ويأتي في صورة إدعاء الولد لله ويأتي في صورة تكذيب الرسل وغير ذلك من الأذى في حق الله.
وابن آدم هو الفاعل لهذا الأذى الذي هو السب والإدعاء بالولد وتكذيب الرسل.
وأخبرنا الله سبحانه بأنه يتأذى بدون أن يلحقه ضرر كما يليق بربنا جل في علاه , من أفعال العباد المتقدمة , ولكن الكمال هو في صبر ربنا على أذية عباده وقوته على تحمل هذا الأذى الذي { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً }
هنا يكون الكمال الذي يوصف به رب العالمين وليس مجرد قيام الأذى به جل في علاه
وهذا هو قول كل من تقدم وتكلم عن هذا الحديث أو عن الأذى الذي يليق بالمخلوق.
فمن المستحيل أن يغفل كل هولاء الأئمة عن إثبات صفة الكمال المزعومة من عدنان دون أن يثبتوها له سبحانه وهم من هم في العلم والعمل.
وأما صفات الله الفعلية مثل الغضب والسخط والرضا فكل النصوص جاءت بأن يكون الفاعل هو ربنا جل في علاه كقوله (غَضِبَ الله ) أو (رضي الله عنهم)
غضب : فعل
الله: فاعل
رضي: فعل
الله: فاعل
عنهم: جار ومجرور في محل مفعول به.
قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين:
والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب مقتضى صفاته وظهور آثارها في العبد فإنه جميل يحب الجمال عفو يحب أهل العفو كريم يحب أهل الكرم عليم يحب أهل العلم وتر يحب أهل الوتر قوي والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف صبور يحب الصابرين.أهـ
فهل نقول أن الله يحب التأذي ؟!!
علماً بأن الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في الملخص لشرح كتاب التوحيد فسر معنى يؤذيني : يتنقصني !!
فهل نثبت التنقص صفة كمال لله تعالى عن ذلك وجل في علاه.
وأما ما رماني به عدنان زاده الله فهماً لعقيدة أهل السنة في هذا الباب وخصوصاً باب أفعال العباد التي لم يضبطها ؟!!
قال عدنان غفر الله له متهماً ومزمجراً:
وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
وأيضًا.. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
أقول ومن الله العون:
إما إنك لم تفهم وهذا الظن بك أو أنك تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهك وليست هذه بخلق من يبحث عن الحق والأولى الأقرب.
عندما أقول أن في قوله (يؤذيني ابن آدم) بأن الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد , فليس هذا من جنس قول الجهمية في الصفات الثبوتية الفعلية الإختيارية عند أهل السنة والجماعة , فالجهمية لا تقول أن العباد هم من يفعلون الفعل الذي بناءاً عليه تقوم صفة الكمال في الذات الألهية لأن النصوص تكذبهم ولكنهم يقولون أن العبد يؤثر بطاعته ومعصيته في حب الله وغضبه وهذا على أصلهم الفاسد في القدر وهو أن العبد يخلق فعله بنفسه والذي كاد أن يوافقهم فيه أخونا عدنان فهمه الله .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
والمقصود هنا: أن القائل إذا قال هذه التصرفات فعل الله أو فعل العبد؛ فإن أراد بذلك أنها فعل الله بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين وبصريح العقل، ولكن من قال هي فعل الله وأراد به أنها مفعولة مخلوقة لله كسائر المخلوقات [فهذا حق].أهـ
قول شيخ الإسلام: فإن أراد بذلك أنها فعل الله بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين وبصريح العقل.
فالظاهر هذا ما ذهب إليه عقل عدنان هداه وهو قوله: قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له،.
فكأن عدنان أصلحه الله يقول أن الله هو الذي قام بفعل الأذى بحكم أنه خلق العبد وفعله فجعل عدنان فعل الله بمعنى المصدر وهذا باطل بإتفاق المسلمين كما قال ابن تيمية.
والصحيح هو ما يقوله شيخ الإسلام هنا:
وأما من قال: خلق الرب تعالى لمخلوقاته ليس هو نفس مخلوقاته قال: إن أفعال العباد مخلوقة كسائر المخلوقات، ومفعولة للرب كسائر المفعولات، ولم يقل: إنها نفس فعل الرب وخلقه، بل قال إنها نفس فعل العبد، وعلى هذا تزول الشبهة.أهـ
فمن فرق بين فعل العبد وفعل الرب وهو يقصد هذا المعنى الصحيح لا يقال أنه جهمي أو وافق الجهمية في قولهم فالعبارات التي توهم معنى فاسداً: إن أطلقت باعتبار المعنى الصحيح، لم يضر ذلك إذا كان المعنى الصحيح معلوماً.
وأخيراً يقول شيخ الإسلام مبيناً أن الأفعال القبيحة مثل السب وفعل الأذى والظلم وإن كان خلقها الله في العباد: [ فإنه يقال الكذب والظلم ونحو ذلك من القبائح يتصف بها من كانت فعلاً له، كما يفعلها العبد، وتقوم به، ولا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا كان قد جعلها صفة لغيره، كما أنه سبحانه لا يتصف بما خلقه في غيره من الطعوم والألوان والروائح والأشكال والمقادير والحركات وغير ذلك؛ فإذا كان قد خلق لون الإنسان لم يكن هو المتلون به، وإذا خلق رائحة منتنة أو طعماً مراً أو صورة قبيحة ونحو ذلك مما هو مكروه مذموم مستقبح لم يكن هو متصفاً بهذه المخلوقات القبيحة المذمومة المكروهة والأفعال القبيحة. ومعنى قبحها كونها ضارة لفاعلها، وسبباً لذمه وعقابه، وجالبة لألمه وعذابه. وهذا أمر يعود على الفاعل الذي قامت به؛ لا على الخالق الذي خلقها فعلاً لغيره].أهـ
(مجموع الفتاوى ج 8 عنوان سئل عن حسن إرادة الله لخلق الخلق وهل يخلق لعلة)
والله أعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
قرأت كلامك و(سبابك) يا أخي الفاضل! وعجبًا لك والله... حين ابتدأت برمي بالجهل والتعالم وعدم الفهم واتهامك وأهل العلم بالتعطيل...الخ وكلها لم تقم عليها دعوى غير تخليط الأقوال، ولم يكن ذلك كبرًا فيك، ولمَّا بيَّنت ما فيك بالحُجَّة صار كبرًا!
/// وانتظر ردك على سؤالي الذي كرَّرته لك مرَّات، ولم تجبني، ولم أرك تدفع عن نفسك -بالحُجَّة- أخذك بشبهة الجهميَّة في مشاركتي السَّابقة، فهلَّا فعلت ذلك، واختصرت فيما ليس له علاقة بما نحن فيه.
/// تنبيه: ما زلت أدعو المشرفين -إن أردتم- تمكيني من تحرير الكلمات التي فيها تجهيلًا للرجل في مشاركتي السَّابقة؛ إذ لا فائدة منها معه، وبيان الجهل بالحُجَّة أبلغ من بيان الجهل دعوىً.
/// نصيحة: لا يحتجُّ بالخطأ، فكون فلان أوفلان كان يخطئ في العربيَّة ليس ذا مسوِّغًا للاحتجاج به في مثل هذا.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
شكر الله لكم ..
شيخ الإسلام أشار إلى المسألة إشارة كافية في الصارم وغيره وقد أشار أخ فاضل إلى بعض كلامه في مشاركة فليراجع.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// لعلِّي أعجِّل بالرَّدِّ على بعض كلامه في مشاركته السَّابقة والتي شابهها التَّدليس:
قال:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
عندما أقول أن في قوله (يؤذيني ابن آدم) بأن الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد , فليس هذا من جنس قول الجهمية في الصفات الثبوتية الفعلية الإختيارية عند أهل السنة والجماعة , فالجهمية لا تقول أن العباد هم من يفعلون الفعل الذيبناءاً عليه تقوم صفة الكمال في الذات الألهية لأن النصوص تكذبهم ولكنهم يقولون أن العبد يؤثر بطاعته ومعصيته في حب الله وغضبه وهذا على أصلهم الفاسد في القدر وهو أن العبد يخلق فعله بنفسه والذي كاد أن يوافقهم فيه أخونا عدنان فهمه الله .
/// لم أقل في مشاركةٍ ما إنَّك قلت: "الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد".
إنَّما قلتَ أنت لا غيرك -وتتنصَّل الآن- في مشاركتين سابقتين:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
"فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال"....
/// وكتب هو أيضًا، لا غيره:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!!
وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال....
/// ما الفرق بين كلامك وكلام الجهميَّة؟!
الجهميَّة قالوا: فعل الربَّ قام لأنَّ فعل العبد يؤثِّر فيه.
/// وأنت قلت -لا غيرك- في مشاركتيك: (قيام الصِّفة متوقفة على فعل العبد، تعالى الله عن ذلك، وهو ممتنع)، ما الذي تعالى عنه الله، وما الممتنع؟
/// لافرق غير أنَّك تتنصَّل ولا تعتذر.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ الشيخ عدنان وفقه الله
شكر الله لك استجابتك .
حرر مشاركتك وأرسلها لي على الخاص وأنا أغيرها.
وكما أني أكرر دعواي للأخ ابن عقيل بتجنب هذا الأسلوب.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
ثم زعمت أيضًأ أنَّ البغوي لم يؤوِّل، وأنَّي اتهمته بذلك في قولك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
الإمام البغوي رحمه الله لم يأول قول الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} ولكنه فسره في أحد أقواله على قاعدة المجاز التي يقول بها البغوي وبعض ائمة أهل السنة في اللغة ومنهم الخطيب البغدادي ومن المعاصرين الشيخ محمد على آدم الأثيوبي نزيل مكه.
فهم يجيزون المجاز في اللغة ولكنهم لا يجيزونه في باب الصفات مطلقاً , وقد خالفهم القسم الثاني من أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان فنفوا المجاز مطلقاً.ً
/// دخلنا في باب آخر، أتحاول القول بأنَّ القول بالمجاز في الصِّفات هو مذهبٌ من مذاهب أهل السُّنَّة في العقيدة، أم ماذا تريد؟!
/// وأمَّا أنَّ تفسيره بالمجاز هو التأويل نفسه فانظروا إلى كلام الشيخ عبدالعزيز الرَّاجحي الذي نقله الأخ بنفسه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.
/// وكنتَ ترجِّح تأويل البغوي هذا، ولا ترى فيه ضيرًا في مشاركتين سابقتين والآن تحوِّر معنى كلامه، وهذا كلامك الذي كتبته أنت لا غيرك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
قلت: وقول البغوي قال بعضهم أي يؤذون أولياء الله....الى أخره , هذا التفسير تطبيق لقاعدة مقررة عند أهل العلم نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عند القاعدة الرابعة من قواعد في أدلة الأسماء والصفات, قال رحمه الله: ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى آخر على وجه.أهـ وأنظر تتمة الكلام مع الأمثلة فإنه مفيد جداً
/// وقلتَ أيضًا بعد ذلك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.
/// هل هذا تأييد وتوكيد أم ردٌّ على البغوي في قوله بالمجاز في هذه الصِّفة وتأويلها؟!
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث الهمام
شكر الله لكم ..
شيخ الإسلام أشار إلى المسألة إشارة كافية في الصارم وغيره وقد أشار أخ فاضل إلى بعض كلامه في مشاركة فليراجع.
الأخ الشيخ الفاضل (حارث)... وفقه الله ونفعنا بما يكتب
لم أفهم ما الذي أشار إليه الشيخ ابن تيميّه، فلعلَّك توضِّح مقصودك.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ عدنان هداه الله
حاشا الإمام البغوي رحمه الله من أن يستخدم المجاز في صفات الله وأتق الله في قولك هذا.
ولا بد أن تعرف أن البغوي تعامل مع هذا الأية في أحد أقواله وتنبه لكلمة أحد أقواله على أن الباب ليس باب صفات الله تعالى لذلك قال فيه بالمجاز وهذا ما يؤكده كلام الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله فقد رد التفسير بالمجاز للأية وفسر الأذى بالكفر والتكذيب ولم يتطرق إلى أنها من باب الصفات وهو من أبعد الناس عن المجاز والتأويل وكذلك كل من تكلم في الباب إما أن يثبتوا الصبر على الأذى أو يثبتوا القوة لله على إحتمال تنقص خلقه فلتفهم هذا هداك الله.
وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة ولكن هدفي كان بيان أن الباب ليس باب الصفات في قوله (يؤذون ) ثم ردك عن ظلم نفسك وإثبات ما لم يثبته أحد قبلك.
ولم يكن هدفي نفي الصفات أو متابعة الجهمية كما رميتني بذلك والله المستعان
وأعلم أن الحديث يتعلق بباب عظيم لا يجوز أن نلوكه بألسنتنا بدون علم ولو أني لست على يقين بما أقول لتوقفت ولو أعلم أنك على حق لصرحت بهذا فقد وفقني الله ورجعت عن كثير مسائل عندما يتبين لي الحق ولست بصاحب شأن.
وأنصحك بالرجوع لأهل العلم في هذا الباب العظيم وهو الفيصل بينك وبين ما تعتقد.
هذا ما عندي والله أعلم وأستغفر الله لي ولك
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
قال شيخ الإسلام: فبين أن الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم و لكن يؤذونه تبارك و تعالى إذا سبوا مقلب الأمور و جعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا و آذوا رسله و عباده المؤمنين ثم إن الأذى لا يضر المؤذى.
وقبلها إشارات وبعدها إشارات في الصارم.
ولعلي أتحفكم بهذا المقطع من تليقات الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
هذا رابط كلام الشيخ عبدالرحمن البراك من قراءة بعضهم في الصارم:
http://www.fileflyer.com/view/ECZagAy
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
جزاكم اللَّـهُ خيرًا يا شيخ حَارث الهمام،
وحفظ شيخنا العلاَّمة عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك ،ونفع بـه .
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أعجب لك لِمَ أعرضت عن بعض ما أوردُّته عليك وتكلَّمت عن بعض، فهل تتراجع عنه الآن أم ماذا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ولا بد أن تعرف أن البغوي تعامل مع هذا الأية في أحد أقواله وتنبه لكلمة أحد أقواله على أن الباب ليس باب صفات الله تعالى لذلك قال فيه بالمجاز.
/// أوَّلًا: ما نقلته عن البغوي رحمه الله من تأويل الصِّفة في الآية وقلتَ إنَّه أحد أقواله =ليس كذلك بل هو قولٌ نقله ونسبَه إلى بعضهم، قال: "وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82) ، أي: أهل القرية".
/// ولم أقل إنَّ البغوي قد أوَّل الصِّفة؛ وإنَّما قلتُ إنَّك قد وافقت ما نقلته عنه، وهو تأويلٌ بلا شكَّ.
/// وكان الأولى لك نقل كلامه هو لا نقله عن بعضهم، وهوالتالي بعد هذا الكلام مباشرة -دون بتر وتقيُّدًا بالأمانة العلميَّة-قال: "ومعنى الأذى: هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم، والله عز وجل منزَّهٌ عن أن يلحقه أذى من أحد".
/// ثانيًا: كون فلانٍ استعمل المجاز في الآية هو معنى قولي إنَّه أوَّل الكلمة التي في الآية (يؤذون الله).
إذا التأويل ههنا هو استخدام المجاز في اللفظة المتأوَّلة، وانظر إلى ضرب المثال: بـ(واسأل القرية) أي: أهلها.
/// ثالثًا: لا دليل عندك على كون الآية عند البغوي ليست من آيات الصِّفات، مع كون هذا القول لا يحتمله سياق الآية ومنطوقها، ولا أعلم أحدًا قاله قبلك.
/// ثمَّ قد حيَّرتنا من تناقض كلامك المتكرِّر، حين نقلت قول البغوي في الأول كنت تريد بذلك التأكيد والاستدلال بقوله على قولك بأنَّ لفظ الآية على سبيل الإخبار في باب صفات الله، والآن تقول إنَّ البغوي لا يراها من آيات الصِّفات! فأيُّ قوليك أرجح؟
/// وأخيرًا: إن لم تكن الآية من آيات الصِّفات عند البغوي -وعندك لزومًا- فيلزم عندئذٍ التأويل، وهو ما تتبرأ منه وتبريء البغوي منه!
والتأويل بدليلٍ يدل عليه السِّياق مقبولٌ عند أهل العلم، أمَّا بدونه كما هو حالك ونقلك عن البغوي فهو تأويل المعطِّلة كما ذكر ذلك الشيخ الرَّاجحي فيما نقلته عنه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وهذا ما يؤكده كلام الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله فقد رد التفسير بالمجاز للأية وفسر الأذى بالكفر والتكذيب ولم يتطرق إلى أنها من باب الصفات وهو من أبعد الناس عن المجاز والتأويل وكذلك كل من تكلم في الباب إما أن يثبتوا الصبر على الأذى أو يثبتوا القوة لله على إحتمال تنقص خلقه فلتفهم هذا هداك الله.
/// كرَّرت عليك كثيرًا أنَّك لا تفرِّق بين تفسير الأذى الذي فعله العباد وهو الكفر والتَّكذيب ...و.. الخ، والتأذِّي القائم به سبحانه من هذا الأذى المذكور وصبره تعالى عنه كما في الحديث، وما زلت تعيد عليَّ وتؤكِّد عدم فهمك له! بل زدت على عدم فهمك لكلام الأئَّمة كالأمين الشنقيطي وعزوت إليهم ما لم يريدوه، فما عساي أفعل؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة ولكن هدفي كان بيان أن الباب ليس باب الصفات في قوله (يؤذون ) ثم ردك عن ظلم نفسك وإثبات ما لم يثبته أحد قبلك.
/// قد تراجعت يا ابن عقيل الآن مجدّدًا! فأنت إنَّما سقت كلام البغوي في سياق الاحتجاج به والاعتماد على قوله، بل حتَّى سياقك لكلام الحافظ ابن حجر مع ما في كلامه في ذا الباب من الزلل.
/// أمَّا أني أثبتُّ ما لم يثبته أحدٌ فهذه مغالطة ومكابرةٌ، فقد تقدَّم كلام الأئمَّة سلفًا وخلفًا في إثباته، وأعدتُّ عليك بيان ذلك، ولكن كما قال الأول: ........... وما للشمس طالعة خفاءُ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ولم يكن هدفي نفي الصفات أو متابعة الجهمية كما رميتني بذلك والله المستعان
/// أولاً: كنتُ أتمنَّى أن تبيَّن لي جوابك عمَّا بيَّنتُه لك بالبرهان؛ من أنَّ قولك بعدم إثبات الصِّفة لسبب توهُّم تأثير فعل العبد على فعل الرَّب (وهو ممتنع، وتعالى الله عن ذلك) =مطابقٌ لمنهج وطريقة الجهميَّة، ليس غيره.
/// وذكرت نصَّ كلامك الواضح فلم تجب، ولا أظنُّك تجد جوابًا غير التنصُّل والتهرُّب، ولو اعتذرت عن الخطأ لكان خيرًا لك.
/// ثانيًا: قد أحسنتُ الظََّّنَّ بك وما زلتُ، فلم أقل إنَّ هدفك ومقصدك كان متابعة الجهميَّة أوالمعطِّلة عمدًا أوحبًّا لمنهجهم، كما تتَّهمني الآن.
/// لكنِّي أقول وما زلتُ إنَّك وافقتهم لعدم إتقانك لمذهب السَّلف في هذا الباب، وحسب.
/// وأخيرًا.. قد بقيت -والله- نقاط كثيرة في تعقيباتك الأولى لم تتح لي الفرصة في كتابتها فلعلَّ ذلك في مرات قادمة.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
فصلٌ: في بيان كون (التَّأذي) صفة لله عزَّوجلَّ وليس هو من باب الإخبار عنه:
/// بعد حمد الله والصَّلاة على رسوله والسَّلام =فقد أردت في هذا الفصل أن ألخِّص ما تقدَّم وأضع النُّقاط على الحروف وأزيل الغبش عن المقصود.
/// فأقول -وبالله التوفيق- يتبيَّن المراد بهذا في مسألتين:
1- المسألة الأولى: أنَّ ممَّا لا شكَّ أنَّ مذهب أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ أسماء الله وصفاته الحسنى توقيفيَّة، لا يثبت شيءٌ منها إلَّا بدليل.
/// وأمَّا يطلق عليه من الأخبار فلا يجب أن يكون توقيفيًّا, كالموجود، والقائم بنفسه, والدَّاري... ونحو ذلك.
/// فيجوز أن يطلق عليه منها ما لم يرد به النصُّ من الكتاب أوالسُّنَّة، من باب الإخبار ما جاز أن يطلق عليه منها.
/// والفرق المهم ههنا: أنَّ الخبر غير توقيفيٍّ، والاسم والصِّفة توقيفيَّان.
/// وممَّا يدلُّ على كون التأذِّي صفةً لله ما ثبَتَ بالدَّليل وصفه تعالى بذلك؛ فمن ذلك قوله تعالى: (يؤذون الله)، ومنه قوله تعالى فىمَّا أخبر به عنه (ص): "يؤذيني ابن آدم"، ومنه قوله (ص) في حديث قتل كعب بن الأشرف: "فقد آذى الله ورسوله"، ومنه حديث: (ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)، وغير ذلك.
/// فإن قيل: فهل لفظ الاسم والصِّفة توقيفيٌّ فجوابه في المسألة الثَّانية، وإليكموها.
2- المسألة الثانية: الشُّبه التي أوقعت بعض النَّاس في الخلط في هذه المسألة في وجوه:
* الشُّبهة الأولى: أنَّه لم يجد نصًّا بلفظ: (التأذِّي) فصار إذن خبرًا لاصفةً!
/// والجواب عن هذا أنَّه لا يلزم في إثبات الصِّفة صفةً لله أن تأتي بصيغة معيَّنةٍ، أوباشتقاقٍ أو وزنٍ معيَّن، بل كلُّ ما أفهم أنَّ الصِّفة قد قامت به سبحانه فهو صفةٌ له فيعبَّر بها، ولا محذور في ذلك.
/// وهذا بخلاف الاسم؛ فأسماؤه تعالى أضيق باباً من صفاته في التَّنصيص على اللَّفظ الذي جاء به كتاب الله وسُنَّة نبيِّه.
/// فلا يجوز أن يسمَّى الله إلَّا بنصِّ ما سمَّى به نفسه أوسمَّاه به نبيَّه (ص).
/// فيجوز أن يسمَّى الله بالسَّميع، ولا يجوز أنْ يسمَّى -مثلًا- بالسمَّاع، ويسمَّى بـ(البصير)، ولا يجوز تسميته بـ(المبصر)، وهكذا.
/// ويخرج من هذا طبعًا الإخبار الذي هو أوسع من التَّسمية، كأن يُقال الله مبصرٌ ما يفعله العاصون... وهكذا.
/// بخلاف الصِّفة فيُقال عند التعبير: الله يغضب وغضب وغاضب وسيغضب، ويُقال عند التعبير: الله يتأذَّى من كذا، وقد آذاه ، ويؤذيه، وهو متأذٍ، ويجمع هذا التأذِّي.
/// ولا يلزم أن تأتي كلُّ هذه الاشتقاقات منصوصًا عليها في نصوص الشَّرع عند التعبير؛ إذ المراد والمقصود إثبات الصِّفة لا نصُّ لفظها، كالحال مع الاسم.
/// والفرق بينهما والفائدة في التنصيص على نص لفظ الأسماء دون الأفعال فلأنَّه يتعبَّد بها في الدُّعاء والتعبيد ونحو ذلك.
/// تنبيهٌ: اختلاط الأمر عند بعض النَّاس بين التَّعامل مع الاسم له تعالى والصِّفة التي له أوقعه في هذا النفي الذي لا يعدُّه نفيًا!
* الشُّبهة الثَّانية: أنَّ التأذِّي جاء في سياق ذكر المؤذي والمؤذى منه، ولم يأت مجرَّدًا عنهما فيوهم أنَّه لا يمكن حدوثه إلَّا بتأثيرٍ منهما وانفعال، والله غنيٌّ عن التأثُّر والانفعال عن عباده!
/// وهذه شبهةٌ جهميَّةٌ قد تقدَّم الجواب عنها، وبيان خطرها لوجوب إجرائها على سائر الصِّفات التي تماثلها.
/// وأمَّا فلسلفة الأمر بأنَّه أُسند للعبد أوللرَّبِّ... ولم يأت إلَّا كذلك = فالجواب يحصل بسؤال: هل التأذِّي بسبِّ الدَّهر قام بالله أو بالسَّابِّ، بمعنى هل الذي (تأذَّى) بهذا السَّبِّ هو الخالق أم المخلوق؟
لا شكَّ أنَّه قد وقع به تعالى فإذن هو صفةٌ له يقع بمشيئته تعالى.
وهذا نظير الغضب؛ إذ مثَّلتُ به، ولم يُعقل معناه عند بعض النَّاس.
فالله قد غضب من اليهود، فهم من فعلوا ما أغضبه، فالغضب به قام لا بهم، بل قد يكونون في سهوٍ ولعبٍ وضحكٍ وهو غاضبٌ عليهم.
* الشُّبهة الثَّالثة: أنَّ صفات الله وأسمائه كلُّها في غاية الكمال، والتأذِي يوهم النَّقص والعجز.
/// وهذه شبهةٌ تقدَّم الجواب عنها أيضًا، وأنَّ التأذِي والصَّبر على ما يؤذي من أكمل الكمال، ولا نقص فيه، كما ظنَّه بعض النَّاس، بل سلبُه قد يكون نقصًا، وهو لا يقلُّ في هذه الحيثيَّة من صفات الغضب والكراهية ونحوهما.
/// وبهذا يحصل المقصود، وبالله تعالى التَّوفيق، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين ///
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
///
أوَّلًا: ما نقلته عن البغوي رحمه الله من تأويل الصِّفة في الآية وقلتَ إنَّه أحد أقواله =ليس كذلك بل هو قولٌ نقله ونسبَه إلى بعضهم، قال: "وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82) ، أي: أهل القرية".
/// ولم أقل إنَّ البغوي قد أوَّل الصِّفة؛ وإنَّما قلتُ إنَّك قد وافقت ما نقلته عنه، وهو تأويلٌ بلا شكَّ.
/// وكان الأولى لك نقل كلامه هو لا نقله عن بعضهم، وهوالتالي بعد هذا الكلام مباشرة -دون بتر وتقيُّدًا بالأمانة العلميَّة-قال: "ومعنى الأذى: هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم، والله عز وجل منزَّهٌ عن أن يلحقه أذى من أحد".
/// ثانيًا: كون فلانٍ استعمل المجاز في الآية هو معنى قولي إنَّه أوَّل الكلمة التي في الآية (يؤذون الله).
إذا التأويل ههنا هو استخدام المجاز في اللفظة المتأوَّلة، وانظر إلى ضرب المثال: بـ(واسأل القرية) أي: أهلها.
/// ثالثًا: لا دليل عندك على كون الآية عند البغوي ليست من آيات الصِّفات، مع كون هذا القول لا يحتمله سياق الآية ومنطوقها، ولا أعلم أحدًا قاله قبلك.
/// ثمَّ قد حيَّرتنا من تناقض كلامك المتكرِّر، حين نقلت قول البغوي في الأول كنت تريد بذلك التأكيد والاستدلال بقوله على قولك بأنَّ لفظ الآية على سبيل الإخبار في باب صفات الله، والآن تقول إنَّ البغوي لا يراها من آيات الصِّفات! فأيُّ قوليك أرجح؟
/// وأخيرًا: إن لم تكن الآية من آيات الصِّفات عند البغوي -وعندك لزومًا- فيلزم عندئذٍ التأويل، وهو ما تتبرأ منه وتبريء البغوي منه!
والتأويل بدليلٍ يدل عليه السِّياق مقبولٌ عند أهل العلم، أمَّا بدونه كما هو حالك ونقلك عن البغوي فهو تأويل المعطِّلة كما ذكر ذلك الشيخ الرَّاجحي فيما نقلته عنه.
يا عدنان أعانك الله
إيراد الإمام البغوي لقول بعضهم وهو التفسير بالمجاز هو إيراد تقريري.
أعني أن البغوي رحمه الله يقر بهذا المعنى فلذلك أورده.
لأنه يستخدم المجاز في اللغة في تفسيره إلا في باب الصفات وهذه طريقة لبعض ائمة أهل السنة فأعلم هذا.
فأذا قرأت في تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل وهو تفسير خالي من التأويل المذموم (تأويل الصفات) حسب علمي وهو تفسير على طريقة السلف تعلم ما أقول لك.
فإن عقلت ما تقدم تعلم أن البغوي رحمه الله لم يتعامل مع هذه الأية على أنها من آيات الصفات لذلك أورد القول المفسر للأية بالمجاز.
فأترك عنك الكلام في هذا الإمام حتى لا ترميه بالأشعرية أو غيرها ؟!
ثم أعلم هداك الله أن كلام الشيخ الراجحي وغيره في ردهم على المؤولة لا يلزم منه أن الخبر المؤول صفة لله جل في علاه ؟!
بل غاية ما في كلام الشيخ الراجحي وغيره من أهل العلم هو إثبات الخبر على حقيقته بما يليق بربنا جل في علاه.
كما قال الشيخ الراجحي في الميزان:
في الحديث إثبات الميزان وهو ميزان حقيقي له كفتان عظيمتان، وله لسان. وتأوله أهل الكلام بالعدل.أهـ المقصود
فليس كل من أنكر تأويل المتأولة وأثبت الخبر على ظاهره يستلزم أنه في باب الصفات فأفهم هذا أيضا.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث الهمام
قال شيخ الإسلام: فبين أن الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم و لكن يؤذونه تبارك و تعالى إذا سبوا مقلب الأمور و جعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا و آذوا رسله و عباده المؤمنين ثم إن الأذى لا يضر المؤذى.
وقبلها إشارات وبعدها إشارات في الصارم.
ولعلي أتحفكم بهذا المقطع من تليقات الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك
الموقر حارث همام وفقه الله
لا نزاع بارك الله فيك في إجراء الخبر على ظاهره ونؤمن بأن الله يتأذى من أذية الكفرة والفجرة سواء بإدعاء الولد أو بسب الدهر دون أن يلحقه ضرر كما يليق به سبحانه.
ولكن هل يجوز أن نوصفه سبحانه بالتأذي؟!!
ونقول أن التأذي صفة كمال ولا يليق بربنا سوى صفات الكمال المحض التي يحبها سبحانه ويحب أن يوصف ويدعى بها ؟؟
أو نصفه كما وصفه الأئمة بأنه يصبر على الأذى ويوصف بالقوة على احتمال أذية السفلة من الكفرة والفجرة مع استمرار إنعامه عليهم ورزقهم.
فهنا ثلاث صفات يدور حولها السؤال وهي:
1- التأذي كما يليق به سبحانه.
2- الصبر على هذا التأذي.
3- القوة على احتمال التأذي مع استمرار انعامه وكرمه.
فابن عقيل يقول:
أن الله سبحانه أخبرنا أنه يتأذي عندما يُسب الدهر وعندما يدعون له الولد تعالى عن ذلك
فمن باب الإخبار نقول أنه سبحانه يتأذى كما يليق به بسبب هذه الأفعال البشرية المخلوقة بإرادته الكونية وهي أفعال يبغضها جل في علاه وإن كان هو خالقها وله في ذلك حكمة سبحانه.
فالكمال يكون في صبره جل في علاه على ما يؤذيه وفي قوته على احتمال هذا الأذى مع إنعامه على من يؤذونه.
فصفات الله الفعلية هي اختيارية إن شاء فعلها وإن لم يشاء لم يفعلها ولا يحتاج سبحانه إلى غيره عند قيامها بذاته العلية مثال ذلك الغضب:
فهو يغضب جل في علاه متى شاء وكيف شاء على من شاء من مخلوقاته وقد جاء في حديث الشفاعة: " ربي غَضِبَ غَضَباً لم يَغضَبْ قبلَهُ مثلَه، ولا يَغضَب بعدَهُ مِثلَه " وهذا يكون وقد إنقطعت أعمال الخلائق وقد جاء في الأثر " الدنيا عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل "
وأما الشبهة الجهمية بأن الله لا يغضب إلا إذا أغضبه عبده بالمعصية فيكون مؤثراً في الصفة فهذا باطل والدليل على بطلانه حديث الشفاعة المتقدم.والله أعلم
السؤال والرجاء الإجابة يا أخ حارث:
هل يجوز أن نقول ما يقوله الاخ عدنان البخاري بإثبات التأذي صفة كمال محض لله جل في علاه؟
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
إيراد الإمام البغوي لقول بعضهم وهو التفسير بالمجاز هو إيراد تقريري................. الخ.
/// يا أخي لمَ تجتزيء من ردودي عليك ما تريد وتترك ما تريد؟
/// أهذا هو كلُّ ما رددت به عليك في ردودي السَّابقة؟
/// أهذه طريقة من يبحث عن الحق، أو من يسوِّغ لأخطائه؟
/// أجبني.. لم بترت كلام البغوي السَّابق ولم تورده كلَّه كما تقدَّم بيانه في تعقيبي السابق عليك.
/// ولم تأت بدليلٍ أوبرهانٍ على دعواك بأنَّ الآية ليست عنده من آيات الصفات، بل كان احتجاجك بقوله أولًا يبيِّن أنَّه يقرُّ ذلك، ثمَّ تغيَّرت الأحوال.
/// وعندما يقول الإمام البغوي رحمه الله عند : "والله عز وجل منزَّهٌ عن أن يلحقه أذى من أحد"، أهذا كلامٌ في الصِفات أوغيره؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
لأنه يستخدم المجاز في اللغة في تفسيره إلا في باب الصفات وهذه طريقة لبعض ائمة أهل السنة فأعلم هذا.
فأذا قرأت في تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل وهو تفسير خالي من التأويل المذموم (تأويل الصفات) حسب علمي وهو تفسير على طريقة السلف تعلم ما أقول لك.
فإن عقلت ما تقدم تعلم أن البغوي رحمه الله لم يتعامل مع هذه الأية على أنها من آيات الصفات لذلك أورد القول المفسر للأية بالمجاز.
/// مرَّةً أخرى.. لمَ تعيد وتكرِّر قضيَّةً رددت عليك فيها، إن كنت تريد الحق فناقش ما أوردُّته عليك، بدل تكرار شريط كلامك والتَّصامم عن الإيرادات عليه!
/// عدم اعتبار الآية من آيات الصِّفات -إن كان هذا مقصود الإمام كما تزعم- هو التأويل للصِّقة، ولكن دون دليلٍ أوسياقٍ يدلُّ عليه، وهو المجاز وهو...، سمِّه ما شئت، المهمُّ أنَّه ليس إثباتًا للصِّفة التي لم يبق مانعٌ من إثباتها، ودون دليلٍ، وهذا يظهر مع التَّقرير الذي لخَّصته، وردِّي على الشُّبه الموردة عليه في آخر مشاركة لي، ولكنَّك تصاممت عنه وردَّدت قولك الأوَّل، لتعيدنا إلى نقطة البداية؟!
/// ثمَّ إنَّك تنتصر لقول البغوي (وابن حجر) رحمها الله مرَّةً، وتورد نقله لا قوله على سبيل الاحتجاج، وتتبرأ منه أخرى، بحجَّة أنَّك لا تأهُّل لديك في التَّرجيح.
تقول:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة
/// إن لم تكن عندك الأهليَّة في ذلك فلم خضت هذا النِّقاش من أصله؟ ولم تكل الأمر إلى أهله ممَّن يدَّعيه؟
/// وإن كانت لك الأهليَّة فلِمَ رجَّحت -ثمَّ تبرَّات بعدُ- نقله عن بعضهم ثم إقراره أنَّ المقصود بـ(يؤذون الله)، أي: يؤذون أولياء الله؟ ما الدليل على هذا المجاز أوالتأويل أو كون الآية ليست من آيات الصِّفات إن كان ما قاله البغوي صحيحًا.
/// رجاءً.. هلَّا أجبتني عن سؤالاتي وتركت التِّكرار وملء الصَّفحة وإشغالها بإعادة كلامك المنقوض سلفًا، ونقل ما لا علاقة له بنقاشنا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فإن عقلت ما تقدم تعلم أن البغوي رحمه الله لم يتعامل مع هذه الأية على أنها من آيات الصفات لذلك أورد القول المفسر للأية بالمجاز.
فأترك عنك الكلام في هذا الإمام حتى لا ترميه بالأشعرية أو غيرها ؟!
/// أولًا لم أقل ولم أقصد ولا أعتقد أنَّ الإمام البغوي من المؤوَِّلة أوالأشعريَّة في الصِّفات، لكن قد أوَّل هذه اللَّقظة، وهذا لا يخرجه عن السُّنيَّة، و(السَّلفيَّة)، لأنَّه على طريقتهم في هذا الباب.
/// ثانيًا: من باب الفائدة العزيزة: فإنَّ مثل هذا التأويل قد يقع وقد وقع لبعض أئمَّة السُّنَّة في بعض النُّصوص والصِّفات، وغُلِّطوا في ذلك، ولم يخرجهم هذا من (السَّلفيَّة)، كمن أوَّل الصُّورة ونحوها.
/// ونصيحةً لك ولأمثالك فاترك الضَّرب على هذا الوتر، والتَّرهيب الفكري، والاستعداء بأعراض أهل العلم والسَّلف والتعلُّق بذلك، والبكاء على الدعوة السَّلفيَّة، ونحو ذلك، وأجب بحجَّة وبرهان فقط.
/// فإنَّا نعرف أقدار أهل العلم وفضلهم ومنزلتهم، ولسنا بحاجة إلى هذا التَّرهيب الذي يغلق باب البحث والنَّظر، على طريقة المقلِّدة، ولستَ وحدك حامي حمى السَّلفيَّة و الذَّابِّ عن أعراض أهل العلم وغيرك بخلافك.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ثم أعلم هداك الله أن كلام الشيخ الراجحي وغيره في ردهم على المؤولة لا يلزم منه أن الخبر المؤول صفة لله جل في علاه ؟!
بل غاية ما في كلام الشيخ الراجحي وغيره من أهل العلم هو إثبات الخبر على حقيقته بما يليق بربنا جل في علاه. كما قال الشيخ الراجحي في الميزان: في الحديث إثبات الميزان وهو ميزان حقيقي له كفتان عظيمتان، وله لسان. وتأوله أهل الكلام بالعدل.أهـ المقصود
فليس كل من أنكر تأويل المتأولة وأثبت الخبر على ظاهره يستلزم أنه في باب الصفات فأفهم هذا أيضا.
/// قد فهمت هذا لكنَّك لم تفهم إيرادي على فهمك الخاطيء وانتصارك له.
/// التأويل الباطل باطلٌ في الصِّفات وغيرها، والحُجَّة في كونه باطلًا عدم وجدان دليل على ذاك الصَّرف للَّفظ عن ظاهره، أكان ذلك في مثل: (يؤذون الله)، أو (الميزان) أو غير ذلك.
/// ظاهر اللَّفظ في (يؤذون الله) أي: يؤذونه هو تعالى لا غيرَه، والصَّرف قوله: (يؤذون أولياء الله؛ لأنَّ الله منزَّه عن ذلك)، فما الدليل على هذا الصَّرف؟
/// هلَّا أجبتني ما دمت مقتنعًا بهذا القول، وتركت التكرار ونقل ما لاعلاقة له.
/// وليس من الإنصاف ولا قرائن طلب الحقِّ أن أجيبك عن إيراداتك فتعرض عنها، أوتردُّدها كل مرَّةٍ وقد تمَّ نقضها من أوِّل.
/// إن لم ترد قراءاة هذه الإجابات فلم تشغل وقتنا بنقاشك أصلًا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
لا نزاع بارك الله فيك في إجراء الخبر على ظاهره ونؤمن بأن الله يتأذى من أذية الكفرة والفجرة سواء بإدعاء الولد أو بسب الدهر دون أن يلحقه ضرر كما يليق به سبحانه.
/// هذا غير صحيحٍ، وهو مغالطةٌ؛ بل النِّزاع موجود بيني وبينك، بحملك ظاهر الآية في (يؤذون الله) من تأذي الله إلى تأذِّي أوليائه، كمانقلت عن نقل البغوي (وإقراره) منتصرًا له، ثمَّ متبرأً بعد ذلك، بتحوير، ولا أدري ماذا ستقول غدًا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ولكن هل يجوز أن نوصفه سبحانه بالتأذي؟!!
ونقول أن التأذي صفة كمال ولا يليق بربنا سوى صفات الكمال المحض التي يحبها سبحانه ويحب أن يوصف ويدعى بها ؟؟
أو نصفه كما وصفه الأئمة بأنه يصبر على الأذى ويوصف بالقوة على احتمال أذية السفلة من الكفرة والفجرة مع استمرار إنعامه عليهم ورزقهم.
فهنا ثلاث صفات يدور حولها السؤال وهي: 1- التأذي كما يليق به سبحانه. 2- الصبر على هذا التأذي. 3- القوة على احتمال التأذي مع استمرار انعامه وكرمه.
/// تقدَّمت الإشارة إلى هذا، وما كنتُ أظنُّ أنَّ مثل هذا الأمر السَّهل يخفى عليك.
التأذي صفةٌ، والصَّبرعليها صفةٌ، والقوَّة على ذلك صفة أو لازم لها، ولا تعارض بين هذه الثلاث.
/// وتقدَّم مرارًا وتكرارًا أنَّ تفسير أذى الخلق بكفرهم وسبِّهم واتخاذهم الولد له هو تفسيرٌ لفعلهم لا لفعل الله، ففرِّق بينهما، إذ قد أعدُّت هذا عليك كثيرًا وما زلتَ تردُّده.
/// وممَّا يدلُّ على عدم فهمك لهذا التَّقرير قولك الآن:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فابن عقيل يقول:... فالكمال يكون في صبره جل في علاه على ما يؤذيه وفي قوته على احتمال هذا الأذى مع إنعامه على من يؤذونه.
/// تقول إنَّه ليس في تأذي الله كمالٌ، وفي صبره عليها وقوَّته وإنعامه كمالٌ؟ سبحان الله العظيم!
/// أيضًا ما زلتَ تكرِّر مسألة الكمال والنَّقص الذي قادك لكلِّ هذا.
/// قرَّرتُ لك وبيَّنتُ لك بالنَّقل والعقل كون التأذِّي كمالًا، وليس الصَّبر عليه -فقط- كمالًا و... الخ
/// فلِمَ تصرُّ على شبهتك وتعيدها بصورٍ وأشكال؟ بدل نقض بياني ونقلي عن ابن القيِّم من كونه كمالًا.
/// وبالمناسبة فحملك للتأذِّي ههنا على الصَّبر عليها والقوَّة والإنعام تأويل لها بصفةٍ أخرى أو بلازمٍ لها، وهو مذهب من مذاهب المعطِّلة، فانتبه لما تكتب.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فابن عقيل يقول: أن الله سبحانه أخبرنا أنه يتأذي عندما يُسب الدهر وعندما يدعون له الولد تعالى عن ذلك
فمن باب الإخبار نقول أنه سبحانه يتأذى كما يليق به بسبب هذه الأفعال البشرية المخلوقة بإرادته الكونية وهي أفعال يبغضها جل في علاه وإن كان هو خالقها وله في ذلك حكمة سبحانه.
/// كما بيَّنتُ لك أنَّك تتصامم عن تعقيبي وتكرِّر كلامك وتشغلنا بالإعادة.
قلتُ لك: إنَّها صفة.
قلتَ: الصفات توقيفيَّة، لابد من النَّصِّ عليها.
قلتُ لك: قد أوردُّت لك النُّصوص وأوقفتك على توقُّفي عند نصِّها، وبيَّنتُ لك أنَّه ليس بلازم التقيُّد بلفظ الصِّفة كالاسم.
/// فاشتبه عليك الأمر بالإخبار.
فبيَّنتُ لك إنَّ باب الإخبار يستعمل فيما ليس به نصٌّ، كالدَّاري والصَّانع... الخ، وليس التأذِّي منه.
/// فلم تعيد وتكرِّر بدل أن تنقض كلامي وإيرادي على شبهتك؟ لمه؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وأما الشبهة الجهمية بأن الله لا يغضب إلا إذا أغضبه عبده بالمعصية فيكون مؤثراً في الصفة فهذا باطل والدليل على بطلانه حديث الشفاعة المتقدم.والله أعلم
/// آلان اكتشفتَ أنَّ هذه الشُّبهة التي كنتَ تردُّدها جهميَّة؟
/// ثم لَم لا تجيبني عن بياني المتكرِّر في تعقيباتٍ سابقة من كلامك بالبرهان أنَّ من أُسس شبهك في نفي هذه الصِّفة هي نفس الشُّبهة التي وصفتها بـ(الجهميَّة)؟
/// ثمَّ كيف صارت شبهة جهميَّة في صفة الغضب فقط وليست كذلك في التأذِّي كما كنت تردِّد؟
/// بالله... أهذا إنصافٌ وقياسٌ مستقيمٌ؟
/// ثمَّ ما دام أنَّ هذه شبهة جهميَّة فما العلاقة فيما نحن فيه من قولك في نفس هذه المشاركة عند صفة التأذِّي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
فصفات الله الفعلية هي اختيارية إن شاء فعلها وإن لم يشاء لم يفعلها ولا يحتاج سبحانه إلى غيره عند قيامها بذاته العلية مثال ذلك الغضب
/// هل قال أحدٌ في هذا الموضوع إنَّ الله محتاجٌ إلى غيره في قيام صفاته الاختيارية المتعلِّقة بمشيئته به؟ أو أنَّك تتكلَّم بكلامٍ لا علاقة له بالسِّياق لكن تريد إتحافنا بفائدة عابرة؟
/// هلَّا بيَّنتَ مرادك؟!
/// أو مازلت تقول بهذه الشُّبهة الجهميَّة؟ لكن في بعض الصفات دون بعض كما بيَّنت لك من كلامك هذا وكما يظهر بقاءك عليه.
/// واقرأ ما في هذا الرَّابط فهو نافعٌ لك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=240
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
أو نصفه كما وصفه الأئمة بأنه يصبر على الأذى ويوصف بالقوة على احتمال أذية السفلة من الكفرة والفجرة مع استمرار إنعامه عليهم ورزقهم.
فهنا ثلاث صفات يدور حولها السؤال وهي:
1- التأذي كما يليق به سبحانه.
2- الصبر على هذا التأذي.
3- القوة على احتمال التأذي مع استمرار انعامه وكرمه.
هذا سؤالٌ مختصرٌ لك أرجو أن تجيبني عنه ولا تحيدَ:
أنت تثبتُ الصَّبرَ على الأذى -فقط- في قوله (يؤذون الله) ونحوه، ولا تثبت التأذِّي، وتنسب ذلك زورًا لأهل العلم الذين نقلتَ كلامهم ولم تفهمه كالعادة.
/// لكن.. العلماء الذين نقلت عنهم قالوا إنَّه تعالى يصبر على الأذى، فهم أثبتوا أذىً يلحقه إذن، وأنت تقول ببعض كلامهم.
/// فأجبني ولا تحد: كيف يقع الصَّبر بلا تأذٍّ؟
/// بمعنى: إن لم يكن التأذِّي موجودًا أصلًا بناءً على رأيك مع كثرة لفِّك ودورانك بالعبارات التي لا معنى لها سوى التمنُّع من إثباته =فعلاما يقع الصَّبر(1)؟
/// فمعنى قولك -شئتَ أم أبيتَ- إنَّ الله يصبر على لا شيء، إذ لا يؤذيه سبُّ الدَّهر ولا الكفر ولا اتخاذ الولد!
فهل هذا مدحٌ أو ذمٌّ!
/// وأودُّ إعلامك أنَّ في تعقيباتك السَّابقة من الأخطاء ما يحتاج منِّي لبيانه؛ لكنَّك لا تتيح لي المجال بكثرة التِّكرار لما تمَّ نقضه وإبطاله، فأجب حتَّى نفرغ لشيءٍ آخر.
--------------------------------------------------------------------------------------------------
(1): مثل هذا فيما يحدث للمخلوقين -على وجه التطريف والتلطيف- نحلةٌ -بالحاء المهملة- وقفَت على نخلةٍ -بالمعجمة من فوق- لتستريح من الطَّيران، فلمَّا آذن رحيلها نادت: يا أيتها النَّخلة، سامحيني فقد أثقلتُ عليك بالوقوف فوقك.
فقالت: النَّخلة، بل اعذريني، فلم أشعر بوقوفك أصلًا.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين بن علي
طيب يا أخي.. أجبني يرحمك الله: هل تلك الصفة الوجودية المسماة بالتأذي كمال أو نقص أو ليست بكمال ولا نقص؟؟
إن قلت أن التأذي كمال، فقد خلا الله عنه قبل أن يتأذى، والإله لا يخلو ولو في لحظة من اللحظات من الكمال.. وإن قلت هو نقص فكيف يوصف الله بالنقص؟ وإن قلت ليس بكمال ولا نقص فما الفائدة من إثباته وكيف يتهم من ينفيه بالتعطيل؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// سأجيبك -هداك الله ونوَّر بصيرتك بالحق-: صفات الفعل -ومنها التأذِّي- صفات كمالٍ كسائر صفاته؛ لكنَّها تقوم بالخالق متى شاء، وعدم فعله لها تكون كمالاً أيضًا.
ومع التمهيد بأنَّ لله المثل الأعلى فإنَّ قيام التأذِّي بالمخلوق في وقت الأذى كمالٌ له باعتبار أنَّه يستشعر، وصفة نقصٍ في حال عدم الأذى لأنَّه هلع وجزع لا معنى له غير نقص في أخلاقه.
/// فالله تعالى يفعل الشيء بحكمة ولا يفعلها كذلك لحكمة، والفعل وعدمه كمالٌ له، إذ لا يكون إلَّا بحكمة، تعالى في عليائه.
ففعل الفعل في حال يوجب فعله يكون كمالًا وتركه في حال يوجب تركه يكون كمالًا.
إذا عقلت هذا فأجرِهِ على سائر صفات الفعل التي ينكرها الأشعريُّون.
................ /// /// /// ولْيُقس ما لم يُقَلْ على ما قيل
/// من باب الإفادة بالتَّوثيق والعزو:
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في منهاج السُّنَّة النبوية (1/383-384): "والذات موصوفة بغاية الكمال الممكن؛ فإنْ كان كمالها في أنْ يكون ما فيها بالقوَّة هو بالفعل من غير إمكان ذلك، ولا كون دوام الإحداث =هو أكمل منْ أن لا يحدث عنها شيءٌ كما قد يقوله هؤلاء الفلاسفة =فيجب أن لا يحدث عنها شيءٌ أصلًا، ولا يكون في الوجود حادثٌ.
وإن كان كمالها في أن تحدث شيئًا بعد شيءٍ؛ لأنَّ ذلك أكمل من أن لا يمكنها إحداث شيءٍ بعد شيءٍ.
ولأنَّ الفعل صفة كمالٍ، والفعل لا يعقل إلَّا على هذا الوجه.
ولأنَّ حدوث الحوادث دائمًا أكمل من أن لا يحدث شيءٌ.
ولأنَّ هذا الذي بالقوَّة هو جنس الفعل، وهذا بالفعل دائمًا.
وأمَّا كون كُلٍّ من المفعولات أو شيءٌ من المفعولات أزليًّا فهذا ليس بالقوَّة، فيمتنع أن يكون بالفعل، فليس في مقارنة مفعولها المعين لها كمالٌ، سواءٌ كان ممتنعًا أو كان نقصًا ينافي الكمال الواجب لها.
لا سيما ومعلوم أنَّ إحداث نوع المفعولات شيئًا بعد شيءٍ أكمل من أن يكون منها ما هو مقارن الفاعل أزليًّا معه.
فعلى التقديرَيْن: يجب نفيه عنها فلا يكون لها مفعولٌ مقارنٌ لها فلا يكون في العالم شيءٌ قديمٌ، وهو المطلوب.
وهذا برهان مستقلٌّ متلقّىً من قاعدة الكمال الواجب له وتنزُّهِه عن النَّقص.
/// وممَّا يوضح ذلك أن يقال: من المعلوم بالضرورة أنَّ إحداث مفعولٍ بعد مفعولٍ لا إلى نهايةٍ =أكمل من أن لا يفعل إلَّا مفعولًا واحدًا لازمًا لذاته، إنْ قُدِّر ذلك ممكنًا.
وإذا كان ذلك أكمل فهو ممكنٌ؛ لأنَّ التقدير أنَّ الذات يمكنها أن تفعل شيئًا بعد شيءٍ، بل يجب ذلك لها، وإذا كان هذا ممكنًا -بل هو واجبٌ لها- وجب اتصافها به دون نقيضه، الذي هو أنقض منه.
وليس في هذا تعطيل عن الفعل بل هو اتصاف بالفعل على أكمل الوجوه". انتهى المقصود منه.
/// وقال ابن أبي العزِّ الحنفي رحمه الله في شرح الطَّحاويَّة (1/96-97): "الله سبحانه وتعالى لم يزل متَّصِفًا بصفات الكمال: صفات الذات وصفات الفعل.
ولا يجوز أنْ يعتقد أنَّ الله وُصِفَ بصفةٍ بعد أنْ لم يكن متَّصِفًا بها؛ لأنَّ صفاته -سبحانه- صفات كمال، وفقدها صفة نقصٍ، ولا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متَّصِفًا بضدِّه.
ولا يرد على هذا صفات الفعل والصفات الاختيارية ونحوها، كالخلق والتصوير، والإحياء والإماتة، والقبض والبسط والطي، والاستواء والإتيان والمجيء والنزول، والغضب والرضا.
ونحو ذلك ممَّا وصف به نفسه ووصفه به رسوله...
وإن كانت هذه الأحوال تحدث في وقت دون وقت، كما في حديث الشفاعة: «إنَّ ربِّي قد غضِبَ اليوم غضَبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثلَه»؛ لأنَّ هذا الحدوث بهذا الاعتبار غير ممتنعٍ.
ولا يطلق عليه أنَّه حدث بعد أن لم يكن.
ألا ترى أنَّ من تكلَّم اليوم وكان متكلِّمًا بالأمس لا يُقال: إنَّه حَدَث له الكلام، ولو كان غير متكلِّمٍ لآفةٍ كالصِّغر والخرس، ثم تكلَّم يُقال: حَدَثَ له الكلام.
فالساكت لغير آفةٍ يسمَّى متكلِّمًا بالقوَّة، بمعنى أنَّه يتكلَّم إذا شاء.
وفي حال تكلُّمِهِ يسمَّى متكلِّمًا بالفعل.
وكذلك الكاتب في حال الكتابة هو كاتب بالفعل، ولا يخرج عن كونه كاتِبًا في حال عدم مباشرته للكتابة.
وحلول الحوادث بالرب تعالى، المنفيُّ في علم الكلام المذموم =لم يرِد نفيُه ولا إثباته في كتابٍ ولا سنَّةٍ.
وفيه إجمالٌ؛ فإنٍ أُرِيْد بالنَّفي أنَّه سبحانه لا يحِلُّ في ذاته المقدسة شيءٌ من مخلوقاته المحدثة، ولا يحدث له وصف متجدِّدٌ لم يكن =فهذا نفيٌ صحيحٌ.
وإنْ أُرِيْد به نفي الصِّفات الاختيارية؛ من أنَّه لا يفعل ما يريد، ولا يتكلَّم بما شاء إذا شاء، ولا أنَّه يغضب ويرضى لا كأحدٍ من الورى، ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والإتيان كما يليق بجلاله وعظمته =فهذا نفيٌ باطِلٌ..." انتهى نقل المقصود منه، وبالله تعالى التوفيق.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
الأخ عدنان هداه الله للصواب
أحذرك مرة أخرى من التعرض لأهل العلم
وتحذير نصرة لك حتى ترجع عن هذا الفعل المشين
ولأني أعلم أن تعرضك لهم من باب عدم فهم أقوالهم لا من باب بغضهم
وهذه صور لهذا التعرض الذي لا يليق بمن يعظم السنة وأهلها
قلت هداك الله:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// أولًا لم أقل ولم أقصد ولا أعتقد أنَّ الإمام البغوي من المؤوَِّلة أوالأشعريَّة في الصِّفات، لكن قد أوَّل هذه اللَّقظة، وهذا لا يخرجه عن السُّنيَّة، و(السَّلفيَّة)، لأنَّه على طريقتهم في هذا الباب.
==============================
/// وبالمناسبة فحملك للتأذِّي ههنا على الصَّبر عليها والقوَّة والإنعام تأويل لها بصفةٍ أخرى أو بلازمٍ لها، وهو مذهب من مذاهب المعطِّلة، فانتبه لما تكتب.
[/SIZE][/COLOR]
في كلامك الأول ترمي الإمام البغوي رحمه الله بأنه مؤول لما زعمت بأنه صفة , وأنه على طريقة الأشاعرة في هذا الباب وهذا ظلم و قول بالباطل ؟!
ولو أنك معظماً لمن سبقك من أهل العلم لما تجرأت بهذا القول بل وجب عليك إن رزقت الفقه في الدين أن تقول: لعل هذه الصفة لم تثبت عند الإمام البغوي فأجرها مجرى تفسير المعنى من السياق أو بطريقة المجاز التي يقرها بعض أهل السنة في تفسير كتاب الله في غير باب الصفات.
لكنك معجب برأيك لدرجة مقارعة الائمة عفا الله عنك ؟!!
ومن باب الفائدة العلمية
أعلم أرشدك الله للحق بأن ائمة التفسير من أهل السنة والجماعة من أمثال البغوي لا يجزمون في تفسيرهم بأن مراد الله في هذه الأية كذا أو كذا بل هم يوردون عدة أقوال مما يرونه قريباً من مراد الله وأحياناً يرجحون أحدها وتارة لا يرجحون شيئاً.
وفي قولك الأخر وهو: وبالمناسبة فحملك للتأذِّي ههنا .....الخ
فهذا عين ما ذهب إليه الشيخ عبد العزيز الراجحي وفقه الله وذلك فيما نقلته لك سابقاً من شرحه لكتاب التوحيد في صحيح البخاري وهو قوله:
أما صفة القوة، فدل عليها قوله: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله..) وهذا فيه إثبات صفة القوة له -سبحانه- بخلاف المخلوق، فإنه لا يصبر على من أساء إليه.
وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر، أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.أهـ
فأترك عنك المجازفات التي سببها سوء فهمك للمسائل العلمية وتنزيل الصور على غير موضعها الصحيح.
فإنك يا أخي جيداً في التقرير ولكنك سيئاً في التطبيق وهذا بسبب الحفظ الخالي عن الفهم والله أعلم
وأما إتهامك لي بأني أنازع في صحة تفسير قوله تعالى {الذين يؤذون الله } بما نقلته عن البغوي في أخر أقواله.
فهذا لا يجوز منك وأتق الله فيه فقد بينت لك سابقاً بأني لم أعرض أقوال الائمة بما فيهم ابن حجر في معنى قوله تعالى {يؤذون الله} إلا لبيان خطأك في إثبات الصفة من هذه النصوص.
وأعلم بأني من نفاة المجاز في اللغة متابعاً لجحة شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل السنة بدون إنكار على أهل العلم المثبتين للمجاز من أهل السنة كالبغوي والخطيب البغدادي في غير باب الصفات.
وقد أوضحت ذلك في قولي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
وأما نقلي عن ابن حجر رحمه الله فليس بخطأ دام الباب ليس باب الصفات وأما الخطأ عند من فهم عكس هذا.
أذكرك بكلام ابن القيم الذي تزعم بأنه موافق لما تقول:
يقول رحمه الله:
جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه ولا ضره فيضرونه........
وقال رحمه الله:
وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين .......
وقال رحمه الله:
إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال إذ في العقول أنا إذا فرضنا ذاتين إحداهما لا تحب شيئا ولا تبغضه ولا ترضاه ولا تفرح به ولا تبغض شيئا ولا تغضب منه ولا تكرهه ولا تمقته
والذات الأخرى تحب كل جميل من الأقوال والأفعال والأخلاق والشيم وتفرح به وترضى به وتبغض كل قبيح يسمى وتكرهه وتمقته وتمقت أهله وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به .أهـ المقصود
أسألك وعليك أن تجيب نفسك
لماذا لم يقرن ابن القيم رحمه الله لفظ يتأذى في سياق ذكره لصفات الكمال كما زعمت أنت بأن الله يوصف بأنه يتأذى وهي صفة مستقله عن صفة الصبر على ما يؤذيه وهي صفة كمال مستقلة صرح بها ابن القيم مرتين في حديثه؟؟
وأعلم للمرة الأخيرة إن إثبات خبر التأذي لله كما يليق بجلاله لا يلزم منه إثباته كصفة له سبحانه ولكن نؤمن بأنه يتأذى بسب الدهر مثلاً ولكنه يصبر على ما يؤذيه وهنا الصفة المستحقة له جل في علاه
وأخيراً أسمح لي بالإعتذار عن إكمال المناقشة في هذا الموضع ليس عجزاً ولكنه قد جرك هداك الله إلى محذور عظيم ممنوع عند أهل السنة والجماعة وهو سؤالك عن الكيفية التي لا يعلمها إلا رب العالمين وذلك بقولك الشنيع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// فأجبني ولا تحد: كيف يقع الصَّبر بلا تأذٍّ؟
.[/SIZE][/COLOR]
لا أدري كيف فهمت أن صفة الصبر محصورة في التأذي ؟!!
فربنا يصبر على الظالمين وعلى الجاهلين وعلى المفسدين
فأستغفر الله لي ولك وللمؤمنين والمؤمنات
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
/// أهذا كل ما أقدرك الله عليه، رصُّ الخطب المعادة المكرَّرة، والبكاء والعويل وإظهار الغيرة على دين الله!
/// واعلم أنِّي أعدك والله إن شاء الله أنِّي سأكمل الموضوع للتنبيه على أغلاطك السَّابقة؛ لإفادة الإخوة بارك الله فيهم، ودون التفات لما ستكتبه بعد هذه المشاركة، عقوبةً لك عن المغالطة والمكابرة التي صارت بيِّنة لكلِّ ذي فهمٍ، وصيانةً وحفاظًا واحترامًا لمشاعر إخواني الأكارم من إضاعة أوقاتهم أوإشغالهم بقراءة مماراتك وجدلك البيزنطي وإملالهم بهذرك المكرور.
/// أمَّا اعتذارك الآن عن الكتابة فلن يغيِّر عندي في الأمر شيئًا كما أنَّه لم يغيِّر قبل ذلك غير محاولة تفهيمك المباديء.
/// فكتبتَ أولم تكتب فقد عرفتُ تخليطك وشين أسلوبك ومكابرتك من أولى مشاركاتك، ولن تأتي بجديدٍ غير الخطب الجوفاء، وقد علِمْتُ عجزك أوَّل ما بدأت تخاطبني بأسلوب العاجز، بالسَّبِّ والانتقاص ونحوهما من أساليب المفلسين.
/// ومع كثرة طلبي وسؤالي لك الإجابة عمَّا بيَّنته من تخليطك وتعالمك فلم تجب ولن ولا، فلن أجيبك عن شيءٍ إن شاء الله إن بدا لك أن تكتب مستقبلًا.
/// وأن لا تكتب خيرٌ لك وأحفظ لماء وجهك من أن تتمادى في الباطل والتعدِّي، والحياء شعبةٌ من الإيمان.
/// سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
وفقكم الله ونفع بكم .
الأخ ابن عقيل وفقه الله
كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا : لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه .
ألم يَأتِ هذا القرار بعدُ ؟!
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
-
التدليس وتحريف كلام أهل العلم.
/// سأبدأ بحول الله وقوَّته ببيان الأخطاء التي ارتكبها الكاتب فيما ذهب إليه.
وإنِّي لأعلمُ أنَّه ليس تتبُّع هذه الأخطاء من أخينا الكاتب بكبير شأنٍ لمن يكتب بمعرِّفٍ لا يُدرى صاحبه، لكن.. قد تُنقل ما احتوته مشاركاته -وخاصَّةً من منتدى علميٍّ كهذا المنتدى الذي يكتب فيه جمعٌ من أهل العلم- =إلى مواقع أومنتدياتٍ أخرى دون بيان وكشف ما فيها من أخطاء وتدليس، كما يفعل بعض العامَّة من الباحثين عن المعلومات بمحرِّكات البحث فيقف على كلامه ههنا وينقله دون التنبُّه لما فيه ممَّا تقدَّم وسيأتي بيانه، فلزم البيان.
/// سوء الفهم لكلام الشيخ الألباني رحمه الله والتدليس به:
/// قال:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وخرّج الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (3477): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ الله: استقرضتُ عَبدي فلم يُقرضني، وشتمني ولم يَنبغ له أن يشتُمني! يقول: وادَهراه! وأنا الدهر، أنا الدهر.
قال رحمه الله معلقاً: وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532) وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر: " يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟....الحد يث "أهـ المقصود
يقول ابن عقيل عفا الله عنه: حديث رقم 531 في السلسلة هو حديث الباب " يؤذيني ابن آدم ....الحديث " فتنبه رعاك الله.
/// أقول ههنا تلبيسٌ وعزوُ كلامٍ ملفَّقٍ لأهل العلم لم يقولوا به، والباحث عن الحقِّ لا يدفعه الهوى لتحميل أقوال أهل العلم ما لا تحتمل، فيتكلَّف ليَّ كلامهم وتوجيهه لمراده هو.
/// وبيان هذا: أنَّ القاريء لسرد هذا الكلام عن الشيخ الألباني بهذا الإجمال والتدليس يتوهَّم أنَّ الشيخ الألباني رحمه الله يوجِّه حديث: (يؤذيني ابن آدم) كما وجَّهه هذا الكاتب من نفي الصِّفة عن الله بطرقٍ ملتويةٍ.
/// ولا ريب أنَّ في هذا جرأةً على أهل العلم وتحميلهم ما لم يقولوه، وتدليسٌ على القرَّاء الكرام.
/// ولكي تتَّضح الصُّورة دعونا ننظر في كلام الشيخ الألباني رحمه الله، وهل أراد ما قصده هذا الكاتب.
/// عند الرجوع للموضعين المشار إليهما من السلسلة الصَّحيحة يتبيَّن أنَّه ليس ثَمَّ كلامٌ للشيخ الألباني رحمه الله في تفسير (التأذِّي) المنسوب لله في الحديث ألبتَّة!!
/// أمَّا الموضع الأوَّل -وانتبهوا لمتن الحديث جيِّدًا- وهو الصحيحة (3477) فذكر فيه حديث: ((يقول الله عزوجل: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، (وفي رواية: ولا ينبغي له شتمي يقول: وادهراه وادهراه [ثلاثا] وأنا الدهر)).
/// بعد أن حكم الألباني للحديث بالصِّحَّة علَّق في آخره فقال: "وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532).
وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر: (يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟!)..الحد يث بطوله".
/// الظَّاهر من كلام الشيخ رحمه الله أنَّه يعلِّق على الحديث الذي أخرجه باللَّفظ الذي لفتُّ انتباهكم إليه: ((يقول الله عزوجل: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، (وفي رواية: ولا ينبغي له شتمي يقول: وادهراه وادهراه [ثلاثا] وأنا الدهر)).
/// وانظروا وانتبهوا جيِّدًا.. هل في هذا لفظ هذا الحديث -دون الألفاظ الأخرى التي أشار إليها ولم يعلِّق عيها- الكلام عن مسألة التأذِّي؟
كلَّا.
/// وهذا يظهر من قراءة كلامه دون تحريفه معناه، فإنَّ الشيخ قال: "إنَّ الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر: (يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي...)، وليس في الحديث الآخر أيضًا الكلام عن التأذِّي.
/// فما هذا التَّدليس والتَّلفيق؟!
/// وشرح لفظ هذا الحديث الذي أخرجه (وليس فيه الكلام عن صفة التأذِّي) من الشِّيخ لا إشكال فيه، بل توجيهه فيه صحيحٌ، وبه نقول؛ لأنَّ لفظ الحديث ههنا ليس فيه المسألة التي نتكلَّم عنها.
/// أمَّا لفظة: (يؤذيني ابن آدم) فأشار إليها الشيخ (تخريجًا)، ولم يشرحها معنىً، ولم يؤوِّلها كما أوهم الكاتب!
/// وقد أكَّد الكاتب بأنَّ هذا هو معنى كلام الألباني حين قال:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.
/// وقال أيضًا عقب نقله لكلام الألباني السَّابق:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
/// هل تجدون في كلام الشَّيخ الألباني السابق نقله الكلام عن لفظة (يؤذيني ابن آدم)؟
/// وهل يمكن استنباط ما زعمه الكاتب من كلام الألباني وغيره له رصيدٌ من الواقع حين يقول: "لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة"؟!
/// أوهل له نصيبٌ من الصِّدق حين زعم أنَّه الألباني وغيره قد ذهب إلى: "عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص".
/// لقد خلق الكاتب من عنده كلامًا لم يتكَّمه الألباني، لا نفيًا ولا إثباتًا، وبنى عليه ما بنى!
/// يتلوه إن شاء الله تحريف الكاتب لمقصد شيخ الإسلام محمَّد بن عبدالوهَّاب، وحفيده.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرملة
جـــدل عـــقيم
تنبيه: مثل هذه النقاشات وإن كانت لا تثمر دومًا رجوع القائل بالخطأ عن رأيه، وقد تصرف فيه بعض الأوقات.
لكنَّ... يقع فيها أحيانًا فوائد جمَّة تتبيَّن في تفريعات النِّقاش، يستفيد منها طلبة العلم وبعض النبهاء من المبتدئين، دون العامَّة وأشباههم.
/// إذْ العوام وأشباههم لا ينبغي إدخالهم فيما لا تحتمله عقولهم رأسًا وينبغي الرِّفق بهم، فقد قال ابن مسعود: "ما أنت محدِّثًا قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلَّا كان لبعضهم فتنة".
/// وهذه القضيَّة عامَّة في كلِّ المواضيع والمسائل.
/// لكن.. لأنَّ واقع المنتديات لا يميِّز في الغالب بين هذا وذاك عند التَّسجيل، ولا يمكن حصر النت على أشخاصٍ دون غيرهم =فهذه نصيحةٌ لمن لا يفقه مثل هذه القضايا أن ينأ بنفسه ولمن يعرفه ممَّن ينتصح بقوله عن الدُّخول فيها ابتداءًا.
/// ولا ينبغي له أن يتَّكل على كونه قد أتيحت له الكتابة أويغترَّ بسماحه بالدخول إلى منتدىً علمي فوقه، فيظنُّ أنَّه حين أتيحت له الكتابة في مثل هذا المنتدى وتسمَّى فيه بـ(أبي فلان الفلاني) أو تلقَّب بـ(فلان) وكتب كتابتين ههنا وأخرى هناك، ووزَّع الشَّكر في المشاركات = أنَّه يمكنه الدُّخول فيما لا يحسن من المواضيع فلا ينتفع فيخلط ويتضرَّر، والسَّلامة لا يعدلها شيءٌ.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل
وإليك نقول مفيدة عن بعض الائمة في معنى الأذى المذكور:
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)(109) الآية.
في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله.أهــ
قلت: لاحظ قول الإمام المجدد (تسميته أذى لله) أي من باب الإخبار ولم يقل (إثبات صفة التأذي لله) فتنبه.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله:
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، لأن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأتي بيانه. ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه كما قال تعالى:{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور.أهـ
قلت: فيه نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى الحاصل بسب الدهر لتعظيم هذا الجرم.
...........
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
/// كما تقدَّم فإنَّ الكاتب -هداه الله- يحمِّل كلام العلماء مالا يحتمل، وينسب إليهم ما لم يقولوه، بتأويل أقوالهم البيِّنة.
/// فإنَّ مراد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب من قوله: (تسميته أذى لله) هو إثبات الصِّفة، إذ عبَّر عنها بالتَّسمية؛ ولو كانت خبرًا -كما زعم- لما صحَّ أن يقال عنها: (تسمية)، إذ لو كانت تسمية لما كانت إخبارًا!
/// وقد بيَّنتُ وشرحتُ مرارًا أنَّ (باب الإخبار عن الأسماء أوالصفات) إنَّما يكون على ما لم يرِد به نصٌّ من كتابٍ ولا سُنَّة.
والشيخ محمد بن عبدالوهَّاب إنَّما قال (تسمية) بعد إيراده حديث الباب، فكيف يعتبر ما ورد في الحديث المنصوص إخبارًا، إنَّ هذا لهو التَّناقض؛ إذ كيف يجمع بين كون (الصِّفة) قد ورد ذكرها في الحديث المنصوص الذي ذكره في الباب وسمَّاها تسميةً، وبين أن يكون إخبارًا لم يرد به نصٌّ فلا يصحُّ أن تكون تسميةً؟!
................... /// /// /// لعمر الله كيف يجتمعان؟؟!
/// وإنَّما يصحُّ التعبير عن الاسم أوالصِّفة بـ(الإخبار) فيما لم يرد به نصٌّ، كأنْ يقال مثلًا: (الله يدري -أو: الدَّاري- بما تكتب ههنا)، فالتعبير بلفظة (يدري) أو (الدَّاري) إخبارٌ لا صفة، لأنَّ المعنى صحيحٌ وإن كان التلفُّظ به لم يرد في نصٍّ من كتابٍ أوسُنَّة.
/// وأمَّا تحميل الكاتب كلام الشَّيخ ما لا يحتمل بأنَّه قصد به (الإخبار) ففي قوله: "نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى" =هذا تعبيرٌ من عنده، لا من عند الشَّيخ ولا من كلام حفيده فلْيُنتبه؟!
/// وعلى الأقل.. فإن الشيخ وحفيده لم يعبِّرا عن هذه اللفظة بـ(الإخبار) فلم نسب إليهما هذا المراد الخاطيء! لو نسبه إلى نفسه وبيَّنَ مخالفته لهما، وأنَّه اجتهادٌ منه لخفَّ الخطب.
/// وكذا قوله آخر نقوله: "اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص" هو من هذا الباب، في عزو كلامٍ لم يقله أهل العلم أو يقصدوه إليهم.
/// وممَّا يوضِّح هذا ويبيِّنه تفصيل شرحه من قبل حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله بمراد جدِّه حيث قال فيما نقله الكاتب عنه ولم يستفد منه للأسف: "ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه، قال تعالى:{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور".
/// فهذا كلامٌ بيِّنٌ من الحفيد الشَّارح رحمهما الله -وهو اقتباس من كلام الشيخ ابن تيمية في الصَّارم ممَّا تقدَّم نقله مجملًا وسيأتي نقله بطوله- = حيث فسَّر الأذى من جهة اللُّغة، إذ لو لم يكن مثبتًا لهذه الصِّفة فلِمَ يفسِّرُها بنفي ما يعارضها وهو الضَّرر؟! وكلا الأمرين، إثبات التأذِّي، ونفي الضَّرر عنه تعالى، قد ورد النَّصُّ بهما في كتابه، فما علاقة الإخبار بما جاء به النَّصُّ؟
/// هذا التَّقرير يؤكِّد ما ذكرته من وجوب مراجعة الكاتب -هداه الله- لقاعدة أهل السُّنَّة في التَّفريق بين الاسم والصفة والإخبار عنهما، حتَّى لا يتكرَّر منه مثل هذا الخطأ في صفات أخرى.
-
رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// /// وممَّا يوضِّح هذا ويبيِّنه تفصيل شرحه من قبل حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله بمراد جدِّه حيث قال فيما نقله الكاتب عنه ولم يستفد منه للأسف: "ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه، قال تعالى:{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور".
///.
وفقك الله, اسمح لي بسؤال من مستفهم يطلب الفائدة:
ما معنى " التأذي " ؟ فنحن عرفنا معنى الأذى ولكن ما معنى التأذي ؟