-
تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على النبى الأمين وعلى ءاله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أمابعد: فهذا بحث أعددته فى مسألة الاستشفاع بالميت عند قبره التى قد كثر حولها الاختلاف مابين مجيز ومانع ووقع التكفير بها بين المنتسبين إلى السلف خصوصا فى العصر الحاضر جمعت فيه أقوال أهل العلم فى المسألة لأبين بطلان قول من يدعى الإجماع على شركية المسألة
اولا: معنى الشفاعة:
قال ابن منظور فى لسان العرب: معنى الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه. وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛*انتهى.
وقال في (لسان العرب):
وقال الفارسيّ: اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له : كُنْ لي شافِعاً(الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب، يقال: تشفعت بفلان إلى فلان، فشفعني فيه).
حكم طلب الشفاعة من الغير
____
ينقسم طلب الشفاعة من الغير إلى جائز وغير جائز
فالجائز: هو : طلب الشفاعة من الحي الحاضر فهذا متفق عليه.
وغير الجائز ينقسم إلى شركي وبدعي.
فالاستشفاع الشركي ثلاثة أنواع وهي:
الاول: سؤال غيرالله حيا كان أوميتا مالايقدر عليه إلا الله بقصد شفاعته إلى الله كانزال المطر وشفاء المرضى وغير ذلك. فهذا شرك صريح ولاخلاف فيه.
وهو الذى ذكرالله عن المشركين فى قوله تعالى:(وَيَعْبُد ُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ*وَل ا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
وقوله تعالى:( قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا) الاسراء:56
الثاني: سؤال الغير حيا كان أوميتا الشفاعة باعتقاد أن الشافع من الله كالحاجب من الملك وأن الله إنما يقبل دعاء عباده بواسطة هؤلاء فهذا شرك أكبر لتشبيهه الخالق بالمخلوق.
الثالث: سؤال الغائب مايقدر عليه الحاضرباعتقاد أنه يسمع دعاء الداعي
ويعلم حوائجه، فهذا أيضا شرك أكبر ومناط شركه هو: صرف صفة السمع المطلق والعلم بالغيب لغيرالله.
والاستشفاع البدعي هو: سؤال الميت عند قبره الشفاعة اعتمادا على الأحاديث الواردة فى سماع الموتى ودعائهم للأحياء.
فهذا لم يرد به دليل صريح صحيح يبنى عليه هذا الحكم.
ولكنه لايصل إلى الشرك الأكبر، لأن الشرك الأكبر هو: صرف ماهو خاص بالله لغيرالله.
وليس هنا ماهو خاص بالله قدصرف هذاالمستشفع لغيرالله.
لأن طلب الدعاء حق خاص بالمخلوق وليس من حق الله فلايطلب من الله الدعاء .
ولم يعتقد فى الميت أن له السمع المطلق والعلم بالغيب.
فأي حق صرف هذا لغيرالله حتى يكون مشركا؟؟
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
ابن تيمية ينقل الخلاف في جواز ذلك ونسب القول بالجواز لبعض الأئمة يقصد به من المتأخرين كابن قدامة والنووى وأمثالهما ممن غلط في المسألة، قال: "وهكذا أهل الزيارات البدعية، منهم من يطلب من المزور دعاءه وسؤاله لربه، واستغفاره، واستنصاره، ودعاءه له بالرزق، وشفاعته، ونحو ذلك، وهذا وإن كان قد ذكر بعضه طائفة من العلماء، وجعلوا قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] يتناول من يأتيه بعد الموت، فيطلب منه الاستغفار له، كما كان أصحابه يطلبون منه الاستغفار في حياته، وذكروا في ذلك حكاية لبعض الأعراب، ومنامًا رآه العتبي، وقيل: بل رآه محمد بن حرب الهلالي، وهم مختلفون في الشعر المذكور فيها.....
يتبع
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
فجمهور الأئمة لم يستحبوا ذلك، وإنما ذكره بعض أصحابهم،
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
ولم يكن الصحابة يفعلون مثل هذا، ولا هو أيضًا معروف عن التابعين"
قاعدة عظيمة فى الفرق بين عبادات أهل الاسلام والايمان وعبادات أهل الشرك والنفاق.
لابن تيمية ١/ ١١١
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
المذهب الثاني: إنه شرك أكبر
وأول من رأيته ذهب إلى هذا صريحا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وأتباعه
ولكنهم لم يكفروا العلماء الذين ذهبوا إلى استحباب الاستشفاع بالرسول عند قبره.
فضلا عن الذين قالوا : إنه ذريعة إلى الشرك.، بل رأوهم أئمة فى الدين.
المذهب الثالث: إنه بدعة وذريعة إلى الشرك. وهو مذهب ابن تيمية رحمه الله.
والذريعة: ماكان وسيلة إلى الشىء لانفس الشىء.كماقال ابن تيمية:( والذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء لكن صارت في عرف الفقهاء عباره عما أفضت إلى فعل محرم، ولو تجردت عن ذلك الإفضاء لم يكن فيها مفسدة، ولهذا قيل: الذريعة الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم) الفتاوي الكبري1/172
يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
عندى صعوبة فى رفع البحث كاملا فهل يمكن رفعه كاملا ام لابد من تهيئته pdf
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
عندى صعوبة فى رفع البحث كاملا فهل يمكن رفعه كاملا ام لابد من تهيئته pdf
[quote=أبورملة;972160]يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
المذهب الثاني: إنه شرك أكبر
وأول من رأيته ذهب إلى هذا صريحا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وأتباعه
نعم
قال الامام عبد العزيز ابن باز رحمه الله
"طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات لا يجوز ، وهو شرك أكبر عند أهل العلم ؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما مات عليه الصلاة والسلام ، والله يقول : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) الزمر/44 .
فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك ، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : (صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة والسلام ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولهذا قال : (صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) .
وأما حديث إنه تعرض عليه الأعمال فما وجد فيها من خير حمد الله وما وجد فيها من شر استغفر لنا فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أننا نطلب منه الشفاعة .
فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز ،
وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر ؛
لأنه طلب من الميت شيئاً لا يقدر عليه ، كما لو طلب منه شفاء المريض ، أو النصر على الأعداء أو غوث المكروبين أو ما أشبه ذلك ،
فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر ،
ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من الشيخ عبد القادر ، أو من فلان أو فلان ،
أو من البدوي أو من الحسين أو غير ذلك ؛ طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز ،
وهو من أقسام الشرك .
وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلماً ، ويدعى له بالمغفرة والرحمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويدعو له ،
أما أن يطلبه المدد أو الشفاعة أو النصر على الأعداء كل هذا لا يجوز ،
وهذا من عمل أهل الجاهلية ومن عمل أهل الشرك ، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر مثل هذا" انتهى .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
: كثير من الطلبة يفهم من الشرك أنه طلب قضاء الحاجة من الأموات ، وأنه إذا طلب من الميت الشفاعة والدعاء ، يعني يدعو له ، فيقول هذا ليس من الشرك لكن يكون بدعة ؟
فأجاب رحمه الله :
(( هذا من الشرك الأكبر لا يستطيعون أن يدعوا له ولا يشفعوا له ، كلهم مرتهنون بأعمالهم ، والدعاء والشفاعة تكون في حياته ، ولهذا لما استسقى عمر بالصحابة لم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهم إنما استسقوا بالعباس وبيزيد بن الأسود وبالدعاء ، ولو كان هذا شرعيًا لاستسقوا بالنبي وقالوا : ادع لنا يا رسول الله ))
وسئل رحمه الله : صرح بعض الناس أن هذا قول ابن تيمية ؟
فأجاب : صرح ابن تيمية بأن هذا شرك أكبر.
قال شيخ الإسلام : (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ... فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك ... ))
هذا قول شيخ الإسلام الواضح الذي لا لبس فيه ، وهو الذي فهمه أهل العلم كما صرح بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله سوى بين طلب الدعاء من الغائب وطلب الدعاء من الميت عند قبره وطلب الشفاعة منه ، وجعل الثلاثة من أعظم أنواع الشرك ،
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" ومن الشبه التي تعلقوا بها : قضية الشفاعة ؛ حيث يقولون : نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله ، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله ؛ لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله ؛ فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم .
والجواب : أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تسويغ ما هم عليه ، وقد كفَّرهم الله ، وسمَّاهم مشركين ؛ كما في قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) انتهى .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في القسم الثالث من أقسام دعاء المخلوق :
( أن تدعو مخلوقاً ميتاً ، لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة ، فهذا شرك أكبر أيضاً ، لأنه لا يدعو من كان هذا حاله حتى يعتقد أن له تصرفاً خفياً في الكون ).
يقول الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كشف الشبهات
قال- أي شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب - (فإن قال- أي المشرك-:
النبي (ص) أُعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله تعالى.)
فالجواب:
أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا- يعني نهاك عن طلب الشفاعة -
فقال سبحانه ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[الجن: 18]، فإذا كنت تدعو الله أن يشفّع نبيّه فيك فأطعه في قوله: ﴿فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾)
وهذا دليل وبرهان سديد للغاية.كما ذكرت لك أن الشفاعة طلب والشفاعة هي الدعاء، فإذا طلب أحد من النبي (ص) وهو في البرزخ -مع حياته الكاملة عليه الصلاة والسلام أكمل من حياة الشهداء عليه الصلاة والسلام- إذا طُلب منه أن يشفع، فهذا الطالب سأله والسؤال دعاء، فحقيقة طلب الشفاعة أنها دعوة الميت -سؤال الميت-، سؤال النبي عليه الصلاة والسلام في قبره وهو في الرفيق الأعلى عليه الصلاة والسلام، سؤاله ودعاؤه وقد طلب منه، فإذا قال القائل: يا محمد، يا رسول الله اشفع لي. فقد دعاه وطلب منه، إذا قال: يا محمد، يا رسول الله اسأل الله لي. فقد سأله وطلب منه عليه الصلاة والسلام، وهذا طلب الدعاء ممن ليس في الحياة الدنيا ممن هو عند الله جل وعلا، والله سبحانه نهانا أن ندعوا أحدا غيرَه فقال جل وعلا (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، وقوله (فَلا تَدْعُوا) هذا نهي، نهانا عن الدعاء.
ومن المعلوم المتقرر في الأصول أنَّ الفعل المضارع لاشتماله على مصدر ينزل منزلة النكرة في سياق النهي أو النفي فتعم أنواع الدعاء، (فَلا تَدْعُوا) هذا يعم جميع أنواع الدعاء؛ لا يدعى مع الله أحدا؛ دعاء استغاثة، دعاء استعانة، دعاء استسقاء، دعاء شفاعة، دعاء نذر إلى آخره، فجميع هذه الأنواع داخلة في النهي في قوله جل وعلا (فَلا تَدْعُوا) دعاء العبادة ودعاء المسألة، وكذلك دلّت الآية على عموم آخر وهو قوله جل وعلا (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)؛ لأن (أَحَدًا) نكرة جاءت في سياق النهي فدلت على عموم كلِّ أحد، فالملائكة لا يدعون والأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه لا يُدعون، وكذلك الصالحون ممن انتقلوا عن الدنيا لا يُدعون، والأولياء الأموات لا يُدعون، والشهداء شهداء المعركة لا يُدعون أيضا.
س/ سئل الشيخ صالح ال الشيخ
: ما رأيك فيمن ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية أن سؤال الميت أن يدعو الله لك ليس من الشرك الأكبر بل هو بدعة؟
ج/ هذا جاء في كلام شيخ الإسلام صحيح لكن البدعة يريد بها البدعة الحادثة؛ يعني التي حدثت في هذا الأمة، وليس مراده رحمه الله بالبدعة أنها البدعة التي ليست شركا لأن البدع التي حدثت في الأمة منها بدع كفرية شركية ومنها بدع دون ذلك فإذن قوله: وأما سؤال الميت أن يدعو الله للسائل فإنه بدعة. يعني هذا حدث في هذه الأمة حتى أهل الجاهلية ما يفعلون هذا، ما يقولون أدعو الله لنا، إنما يقولون اشفع لنا.
فمسألة أن يطلب من الميت الدعاء هذه بدعة حدثت، حتى المشركين ليست عندهم، وأهل الجاهلية ليست عندهم بل حدثت في هذه الأمة، وإنما كان عند أهل الجاهلية الطلب بلفظ الشفاعة اشفع لنا، يأتون ويتقربون لأجل أن يشفع، يتعبدون لأجل أن يشفع أو يخاطبونه بالشفاعة ويقولون اشفع لنا بكذا وكذا، أما أدع الله لنا هذه بدعة حدثت في الأمة.
فكلام شيخ الإسلام صحيح أنها بدعة محدثة، وكونها بدعة لا يعني أن لا تكون شركا أكبر، فبناء القباب على القبور وسؤال أصحابها والتوجه إليها على هذا النحو الذي تراه من مشاهد والحج إلى هذه المشاهد وجعل لها مناسك كلها بدعة، نقول بدعة حدثت في هذه الأمة، وهي يعني سؤال أصحاب هذه المشاهد والذبح لها وعلى هذا النحو الموجود لم يكن موجودا في الجاهلية على هذا النحو، وإنما كانت عبادتهم للأموات على شكل أصنام وأوثان والتجاء للقبور وأشباه ذلك؛ لكن ليس على هذا النحو، فلم يكن أهل الجاهلية يحجون كالحج إلى بيت الله الحرام يحجون إلى مشهد أو إلى قبر أو ما أشبه ذلك.نقول هذه بدعة؛ لكن هل يعني أن هذا ليس شركا أكبر؛ لا؟ لأن البدع منها ما هو مكفِّر.
سئل فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله :
(( من سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له وأن يطلب له المغفرة من الله بعد موته هل هذا شرك ؟
فأجاب :
الجواب نعم هو شرك أكبر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعى بعد موته ، فطلب الدعاء من الميت وطلب الدعاء بالإغاثة أو الاستسقاء ، يعني أن يدعو الله أن يغيث أو أن يدعو الله أن يغفر أن يدعو الله أن يعطي ونحو ذلك ، هذا كله داخل في لفظ الدعاء ، والله عز وجل قال :) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا( [ الجن : 18 ] والذي يقول : إن هذه الصورة وهي طلب الدعاء يخرج عن الطلب الذي به يكون الشرك شركًا . فإنه ينقض أصل التوحيد كله في هذا الباب ، فكل انواع الطلب ، طلب الجعاء ، يعني طلب الدعاء من الميت ، طلب المغفرة من الميت ، أو طلب الإعانة أو نحو ذلك كلها باب واحد هي طلب ، والطلب جعاء فداخلة في قوله تعالى :}وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ** [ المؤمنون : 117 ] وفي قوله : }وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ** [ فاطر : 13 ] ونحو ذلك من الآيات ، فالتفريق مضاد للدليل . ومن فهم من كلام بعض أئمتنا التفريق ، أو أن هذا ـ طلب الدعاء من الميت ـ أنه بدعة ، لا يعني أنه ليس بشرك ، بل بدعة شركية يعني ما كان اهل الجاهلية يفعلونه ، وإنما كانوا يتقربون ليدعوا لهم لكن أن يطلب من الميت هذا بدعة ما كانت اصلا موجودة لا عند الجاهلين ولا عند المسلمين فحدثت فهي بدعة ولا شك ، ولكنها بدعة شركية كفرية ، وهي معنى الشفاعة ، إيش معنى الشفاعة التي من طلبها من غير الله فقد أشرك ؟
الشفاعة طلب الدعاء ، طلب الدعاء من الميت هو الشفاعة )
قال الشيخ صالح آل الشيخ
لأن "المشركين لم يكونوا يطلبون من آلهتهم الدّعاء، لم يكونوا يطلبون من أوثانهم لتشفع ولكن كانوا يتقربون إليها لتشفع.
فإذن صورة طلب الشفاعة من الميّت محدثة.
ولهذا يُعَبِّر كثير من أهل العلم عن طلب الشفاعة من الأموات بأنها بدعة محدثة؛ لأنّها لم تكن فيما قبل الزمان الذي أُحدثت فيه تلك المحدثات في هذه الأمة.
فإذاً تعبير بعض أهل العلم عنها بأنها بدعة، لا يعني أنها ليست بشرك؛ لأنَّ البِدَعَ منها ما هو كفري شركي ومنها ما هو دون ذلك".
شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
أخى محمد عبداللطيف
عندى كلام صريح لابن تيمية يقرر فيه أن طلب الدعاء من الميت ذريعة إلى الشرك
ولكن صعب علي وضعه هنا فلا أدرى ما المشكلة؟
وكذلك ذهب إلى ذلك ابن باز فى تعليقه على الفتح وابن عثيمين فى شرحه على اقتضاء الصراط المستقيم والشيخ بكر أبوزيد فى كتابه: تصحيح الدعاء، وكذلك أفتى الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك .
فالقول بأن المسألة شرك أكبر ليس بصواب.
لأن ضابط الدعاء الشركي هو: الطلب من غيرالله مالايقدر عليه إلا الله.
وليس هو: دعاء غيرالله فيما لايقدر عليه .
فسؤال غيرالله فيمالايقدر عليه ليس شركا فى كل حال. فلو أن غريقا استغاث بمن لايقدر السباحة فهل تقول بكفره؟
ولهذا لابد من إعادة النظر فى هذه المسألة لما يترتب عليها من التكفير
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وقال ابن تيمية:
وأما من يأتى إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات:
إحداها: أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل
القسم الثانى وهو: ألا يطلب منه الفعل ولا يدعوه، ولكن يطلب أن يدعو له. كما يقول للحى: ادع لى، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء، فهذا مشروع في الحى كما تقدم، وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا، ولا اسأل لنا ربك، ولا نحو ذلك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد فيه حديث، بل الذى ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر استسقى عمر بالعباس رضي الله عنهما، وقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون ". ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قائلين: يا رسول الله، ادع لنا واستسق لنا، ونحن نشكوا إليك ما أصابنا، ونحو هذا. لم يقله أحد من الصحابة قط، بل هو بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان.
مجموع الفتاوى كتاب الفقه/ الزيارة
قلت: انظر كيف فرق بين الطلب من الميت الفعل، وبين طلب الدعاء منه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
ويقول ابن تيمية في فى الفتاوى [1/179]:
وقال أيضا:
يَنْهَى أَنْ يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ ، لَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ ، وَلَا الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَا غَيْرِهِمْ ؛ فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ ؛ بِخِلَافِ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الدُّعَاءِ وَالشَّفَاعَةِ ، فَإِنَّهُ لَا يُفْضِي إلَى ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ لَمْ يُعْبَدْ فِي حَيَاتِهِ بِحَضْرَتِهِ ، فَإِنَّهُ يَنْهَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ ؛ بِخِلَافِ دُعَائِهِمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ ، وَكَذَلِكَ دُعَاؤُهُمْ فِي مَغِيبِهِمْ هُوَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ . فَمَنْ رَأَى نَبِيًّا أَوْ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَقَالَ لَهُ " اُدْعُ لِي " ، لَمْ يُفْضِ ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، بِخِلَافِ مَنْ دَعَاهُ فِي مَغِيبِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، كَمَا قَدْ وَقَعَ . فَإِنَّ الْغَائِبَ وَالْمَيِّتَ لَا يَنْهَى مَنْ يُشْرِكُ ، بَلْ إذَا تَعَلَّقَتْ الْقُلُوبُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ أَفْضَى ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، فَدَعَا وَقَصَدَ مَكَانَ قَبْرِهِ أَوْ تِمْثَالِهِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، كَمَا قَدْ وَقَعَ فِيهِ الْمُشْرِكُونَ وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمُبْتَدِعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
ملاحظة: فوله: ( بِخِلَافِ مَنْ دَعَاهُ فِي مَغِيبِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، كَمَا قَدْ وَقَع) خطأ لأن دعاءالغائب شرك أكبر اذا اعتقد سماعه وراء الأسباب.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اختلاف أهل العلم فى مسألة الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره.
المذهب الأول: الاستحباب
1) ويقول النووي الشافعي( ت: 676) هج: -في معرض حديثه عن آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم-: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتوسل به في حق نفسه، ويتشفَّع به إلى ربه سبحانه وتعالى" انتهى. [الأذكار ص/205].
2)وقال ابن قدامة في المغني فيما يقوله من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انك قلت وقولك الحق (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ... )المغني لابن قدامة
3)وقال ابن كثير فى قوله تعالى:( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك ...) وقد ذكر جماعة منهم : الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه " الشامل " الحكاية المشهورة عن العتبي ، قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبي ، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له اه
أقول: هكذا ذكره على وجه الاستحسان ولم ينكرها ولوكان يراها عدم الجواز فضلا عن شركيتها لأنكرها
ومما يستدل هؤلاء حديث الضرير الذى رواه الترمذي وأثر مالك الدار الذى رواه ابن ابى شيبة: الكوفي (159 هـ - 235 هـ)
-قال الحافظ ابن حجرالعسقلاني فى "فتح الباري - 2/397" ما نصه(وروى ابن أبى شيبة بإسناد صحيح من رواية أبى صالح السمّان عن مالك لدار - وكان خازن عمر - قال: أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاءَ رجل إلى قبر النبى فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِیلَ لَهُ: ائْتِ عُمَرَ..الحديث . اه
وتمامه: فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْقَونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَیك الْكَیسُ، عَلَیك الْكَیسُ، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَبَكَى عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: یا رَبِّ لاَ آلُو إلاَّ مَا عَجَزْت عَنْهُ.
وقال الحافظ ابن كثير عنه : ((*إسناد صحيح*)) [ البداية والنهاية ص 98 / 7 ]*
وضعفه بعض أهل العلم.
فإن قيل : قد ذكر ابن تيمية فى موضع ءاخر أن هذا النوع من الدعاء شرك أكبر،
كقوله: (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ...
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ...
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وكذلك ذهب إلى ذلك ابن باز فى تعليقه على الفتح وابن عثيمين فى شرحه على اقتضاء الصراط المستقيم والشيخ بكر أبوزيد فى كتابه: تصحيح الدعاء، وكذلك أفتى الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك .
فالقول بأن المسألة شرك أكبر ليس بصواب.
أين ذهبوا الى ذلك وقد نقلت اقوالهم فى الصفحة الاولى
واعيده عليك
قال الامام عبد العزيز ابن باز رحمه الله
"طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات لا يجوز ، وهو شرك أكبر عند أهل العلم ؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما مات عليه الصلاة والسلام ، والله يقول : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) الزمر/44 .
فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك ، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : (صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة والسلام ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولهذا قال : (صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) .
وأما حديث إنه تعرض عليه الأعمال فما وجد فيها من خير حمد الله وما وجد فيها من شر استغفر لنا فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أننا نطلب منه الشفاعة .
فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز ،
وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر ؛
لأنه طلب من الميت شيئاً لا يقدر عليه ، كما لو طلب منه شفاء المريض ، أو النصر على الأعداء أو غوث المكروبين أو ما أشبه ذلك ،
فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر ،
ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من الشيخ عبد القادر ، أو من فلان أو فلان ،
أو من البدوي أو من الحسين أو غير ذلك ؛ طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز ،
وهو من أقسام الشرك .
وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلماً ، ويدعى له بالمغفرة والرحمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويدعو له ،
أما أن يطلبه المدد أو الشفاعة أو النصر على الأعداء كل هذا لا يجوز ،
وهذا من عمل أهل الجاهلية ومن عمل أهل الشرك ، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر مثل هذا" انتهى .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
: كثير من الطلبة يفهم من الشرك أنه طلب قضاء الحاجة من الأموات ، وأنه إذا طلب من الميت الشفاعة والدعاء ، يعني يدعو له ، فيقول هذا ليس من الشرك لكن يكون بدعة ؟
فأجاب رحمه الله :
(( هذا من الشرك الأكبر لا يستطيعون أن يدعوا له ولا يشفعوا له ، كلهم مرتهنون بأعمالهم ، والدعاء والشفاعة تكون في حياته ، ولهذا لما استسقى عمر بالصحابة لم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهم إنما استسقوا بالعباس وبيزيد بن الأسود وبالدعاء ، ولو كان هذا شرعيًا لاستسقوا بالنبي وقالوا : ادع لنا يا رسول الله ))
وسئل رحمه الله : صرح بعض الناس أن هذا قول ابن تيمية ؟
فأجاب : صرح ابن تيمية بأن هذا شرك أكبر.
قال شيخ الإسلام : (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ... فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك ... ))
هذا قول شيخ الإسلام الواضح الذي لا لبس فيه ، وهو الذي فهمه أهل العلم كما صرح بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله سوى بين طلب الدعاء من الغائب وطلب الدعاء من الميت عند قبره وطلب الشفاعة منه ، وجعل الثلاثة من أعظم أنواع الشرك ،
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" ومن الشبه التي تعلقوا بها : قضية الشفاعة ؛ حيث يقولون : نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله ، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله ؛ لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله ؛ فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم .
والجواب : أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تسويغ ما هم عليه ، وقد كفَّرهم الله ، وسمَّاهم مشركين ؛ كما في قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) انتهى .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في القسم الثالث من أقسام دعاء المخلوق :
( أن تدعو مخلوقاً ميتاً ، لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة ، فهذا شرك أكبر أيضاً ، لأنه لا يدعو من كان هذا حاله حتى يعتقد أن له تصرفاً خفياً في الكون ).
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله...
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
أليس هذا الكلام صريحا فى موضع النزاع
فإنه جعل طلب الدعاء من الميت ذريعة إلى الشرك .
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
أما ما مانقلته من كلام الشيخ فجوابه:
لابد من جمع كلام العالم أن أمكن وإلا طرحنا ماخالف الأدلة وأخذنا ماوافقها.
لذلك اقول: لا تعارض بين أقوال الشيخ فحينما يقرر أنه شرك أكبر يريد حالة خاصة، وهي: اذا صرف المستشفع لغيرالله صفة خاصة بالله كالسمع المطلق والعلم بالغيب أو شبه المخلوق بالخالق.
قال الشيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/126) : " وإن أثبتم وسائط بين الله وبين خلقه - كالحجاب الذين بين الملك ورعيته - ؛ بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه ، فالله إنما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم ، فالخلق يسألونهم ، وهم يسألون الله ، كما أن الوسائط عند الملوك ، يسألون الملوك الحوائج للناس ، لقربهم منهم ، والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك ، أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك ، لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج .
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
......فمن أثبتهم وسائط على هذاالوجه فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل وهؤلاء مشبهون لله شبهوا المخلوق بالخالق وجعلوا له أندادا.
اه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
ويقول ابن تيمية رحمه الله أيضاً في مجموع الفتاوى أيضاً (1/134، 135) : " من أثبت وسائط بين الله وبين خلقه، كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية ، فهو مشرك، بل هذا دين المشركين عباد الأوثان ، كانوا يقولون : إنها تماثيل الأنبياء والصالحين وأنها وسائل يتقربون بها إلى الله ، وهو من الشرك الذي أنكره الله على النصارى "انتهى
وحينما يقرر أنه ذريعة إلى الشرك يريد حالة خاصة، وهي: اذا طلب من الميت الدعاء عندقبره، ظنا منه أنه يسمعه للأحاديث الواردة فى سماعهم.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وقال الشيخ بكر ابو زيد في كتابه تصحيح الدعاء صفحة 250 قال :
النوع الثاني : سؤال حي لميت بأن يدعو الله له
وفي هذا النوع فرعان :
1- سؤال حي لميت وهو غائب عن قبره , بأن يدعوا الله له .
وهذا النوع لايختلف المسلمون بأنه شرك أكبر ، وأنه من جنس شرك النصارى في مريم .... الخ .
2- سؤال حي لميت ( بحضرة قبره ) بأن يدعو الله له .
مثل قول عباد القبور مخاطبين لها : ( يافلان ادعو الله لي بكذا وكذا ) ...... فهذا لايختلف المسلمون بأنه واسطة بدعيه ، و وسيلة مفضية الى الشرك بالله ودعاء الاموات من دون الله وصرف القلوب عن الله ، لكن هذا النوع يكون ( شركا أكبر ) في حال ما إذا أراد الداعي من صاحب القبر ( الشفاعه ) والوساطه الشركيه على حد عمل المشركين ( ما نعبدهم الا ليقربونا اى الله زلفى اه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وكذلك ذكر الخلاف فى المسالة ابن باز فى تعليقه - على الفتح*(2/ 575)*معلقا على كلام الحافظ عند تصحيحه لأثر ابن ابى شيبة،فقال:
هذا الأثر على فرض صحته كما قال الشارح ليس بحجة على جواز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لأن السائل مجهول ولأن عمل الصحابة رضي الله عنهم على خلافه وهم أعلم الناس بالشرع ولم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها بل عدل عمر عنه لما وقع الجدب إلى الاستسقاء بالعباس ولم يُنكر ذلك عليه أحد من الصحابة فعُلم أن ذلك هو الحق وأن مافعله هذاالرجل منكر ووسيلة إلى الشرك بل قد جعله بعض أهل العلم من أنواع الشرك.
اه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
أما ابن عثيمين فماذكرته ليس صريحا فى محل النزاع وليس من قول الشيخ فى المسألة بل قصده أن يسأل الميت مباشرة لاطلب الدعاء منه عندقبره.
وانظر كلامه فى المسألة فى شرحه على اقتضاء الصراط المستقيم فله كلام صريح
يقول إنه ليس بكفر بهذه العبارة.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وأخيرا إلى كل من يقول بشركية هذه المسألة بينوا لنا ماهو ضابط الدعاء الشركى عندكم ؟
ليصح التنزيل على مسألة النزاع بعد الاتفاق على الضابط
نسأل الله التوفيق والسداد
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وأخيرا إلى كل من يقول بشركية هذه المسألة بينوا لنا ماهو ضابط الدعاء الشركى عندكم ؟
ليصح التنزيل على مسألة النزاع بعد الاتفاق على الضابط
نسأل الله التوفيق والسداد
قال الشيخ صالح ال الشيخ
الذي يقول إنّ هذه الصورة وهي طلب الدعاء تخرج عن الطلب الذي به يكون الشرك شركًا فإنه ينقض أصل التوحيد كله في هذا الباب، فكل أنواع الطلب؛ طلب الدعاء يعني طلب الدعاء من الميت، طلب المغفرة من الميت، أو طلب الدعاء من الميت أن يدعو الله أن يغفر، أو طلب الإغاثة من الميت أو طلب الإعانة أو نحو ذلك
كلها باب واحد هي طلب،
والطلب دعاء فداخلة في قوله تعالى {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
وفي قوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ،
وفي قوله {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} ، ونحو ذلك من الآيات،
فالتفريق مضاد للدليل،
ومن فهم من كلام بعض أئمتنا التفريق أو أن هذا طلب الدعاء من الميت أنه بدعة لا يعني أنه ليس بشرك بل هو بدعة شركية, يعني ما كان أهل الجاهلية يفعلونه، وإنما كانوا يتقربون ليدعوا لهم، لكن أن يُطْلَبَ من الميت الدعاء هذا بدعة ما كانت أصلًا موجودة لا عند الجاهليين ولا عند المسلمين فحدثت فهي بدعة ولاشك، ولكنها بدعة شركية كفرية وهي معنى الشفاعة، إيش معنى الشفاعة التي من طلبها من غير الله فقد أشرك؟الشفاعة طلب الدعاء،
طلب الدعاء من الميت هو الشفاعة
[شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ]
https://majles.alukah.net/t170372/
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
هذا رأي الشيخ صالح ولابأس أن يفتى ماأدى إليه اجتهاده ولكن الخطأ أن ينسب إلى العلماء مالم يقولوه.
على كل حال فهذه المسألة ليست وفاقية
بين أهل العلم ومن زعم ذلك فقد كابر.
ومن استحبها فقد أخطأ ومن جعلها من الشرك الأكبر فقد أخطأ، والراجح أنها بدعة وذريعة إلى الشرك الأكبر.
ومن يريد النقاش فيها فليستعد لنقاش هادئ مبني على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع فهم السلف الصالح.
فأناطالب حق ولا أحب أن أدافع عن الشرك والمشركين كمالا أحب أن أكفر مسلما بمالا ليس بكفر.
وأول مانبدأ به الحوار هو: تحديد ضابط الدعاء الشركى.
فالمشكلة من عدم تحديد هذا الضابط
وءافة الحوار القفز إلى التنزيل والتطبيق قبل التنظير والتأصيل موافقة أو مخالفة !
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وهاهنا أمر ءاخر يجدر لفت النظر إليه وهو: قصة مالك الدار التى رواها ابن أبى شيبة.
قال ابن أبي شيبة159-- 235هـ)
في مصنفه فى فضائل عمربن الخطاب:
حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال:*وكان خازن عمر على الطعام قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر،*فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:*يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا،*فأتي الرجل في المنام فقيل له:*ائت عمر فأقرئه السلام،*وأخبره أنكم مسقيون(١) وقل له:*عليك الكيس! عليك الكيس! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه.
وقد أخرجها البيهقي في دلائل النبوة*(7/ 47).
وصحح إسنادها الحافظ ابن حجر وابن كثير.
--------------------------------------------
١) مستقيمون، هكذا فى المكتبة الشاملة، ورأيت البعض نقلوها ( مسقيون)
___
وقد ضعفها بعض المعاصرين .
ولايهمنى صحتها أوضعفها بل الذى أريد أن ألفت أنظار الإخوة اليه هو: لماذا أودعها ابن أبى شيبة فى مصنفه فى فضائل عمربن الخطاب رضى الله عنه من غير نكير لها ، وابن أبى شيبة من السلف الصالح ومن علماء الحديث وحفاظهم
قال عنه الذهبى فى السير: (وهو من أقران*أحمد بن حنبل*،*وإسحاق بن راهويه*،*وعلي ابن المديني*في السن والمولد والحفظ .*) وممن روى عنه: الإمام أحمد بن حنبل وخلق كثير ذكره فى السير.
وأثنى عليه أهل عصره فقال الذهبي فى السير :* وقال*أحمد بن حنبل*:*أبو بكر*صدوق هو أحب إلي من أخيه*عثمان.
*وقال أحمد بن عبد الله العجلي*: كان*أبو بكر*ثقة ، حافظا للحديث .
وقال*عمرو بن علي الفلاس*: ما رأيت أحدا أحفظ من*أبي بكر بن أبي شيبة*، قدم علينا مع*علي ابن المديني*، فسرد*للشيباني*أر بعمائة حديث حفظا ، وقام .*
وقال الإمام*أبو عبيد*: انتهى الحديث إلى أربعة :*فأبو بكر بن أبي شيبة*أسردهم له ،*وأحمد بن حنبل*أفقههم فيه ،*ويحيى بن معين*أجمعهم له ،*وعلي ابن المديني*أعلمهم به. اه
أقول: مع جلالة قدر هذا المحدث كيف يمكن أن يودع فى مصنفه_-- بل فى صدد تعداد فضائل الخليفة عمر -- ماهو شرك أكبر من غير تنبيه عليه ؟ ثم كيف سكت علماء عصره-- وهم من الكثرة بمكان-- هذا الشرك الأكبر الذى أودع ابن أبى شيبة فى مصنفه؟ كمايزعمه المخالف
حتى يأتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب فى القرن الثانى عشر فيوضح شركية هذه المسألة،
ثم يدعى بعضهم إجماعات لا أساس لها من الصحة؟!!
لابد من تحقيق للمسألة من غير تعصب لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
هذا رأي الشيخ صالح ولابأس أن يفتى ماأدى إليه اجتهاده ولكن الخطأ أن ينسب إلى العلماء مالم يقولوه.
هذا ليس إجتهاد ولا رأى إنما هذا زبدة وأصل دين الانبياء والمرسلين وسأتجاوز عن هذه المسألة الآن لأن قبلها أصل ينبنى عليها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وأول مانبدأ به الحوار هو: تحديد ضابط الدعاء الشركى.
فالمشكلة من عدم تحديد هذا الضابط
قبل ذلك ضبط الدعاء وانواعه
الدعاء" نوعين :
1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .
2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ،ر ..... إلخ .
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .
"القول المفيد" (1/264) ،
والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛
لأنهما متلازمان
، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ،
فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" انتهى .
"القواعد الحسان" (رقم/51) .
وقد يكون أحد نوعي الدعاء أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - في قول الله عزّ وجلّ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف/55-56- :
" هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :
فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ، ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛ فإنّ دعاء المسألة : هو طلب ما ينفع الدّاعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،... فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ، ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛ فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛ فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ، وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .
وعلى هذا فقوله : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ)
يتناول نوعي الدُّعاء ... وبكل منهما فُسِّرت الآية . قيل : أُعطيه إذا سألني ، وقيل : أُثيبه إذا عبدني ، والقولان متلازمان .
وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ، أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ؛ بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعاً .
فتأمَّله ؛ فإنّه موضوعٌ عظيمُ النّفع ، وقلَّ ما يُفطن له ، وأكثر آيات القرآن دالَّةٌ على معنيين فصاعداً ، فهي من هذا القبيل .
ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ) الفرقان/77 أي : دعاؤكم إياه ، وقيل : دعاؤه إياكم إلى عبادته ، فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ، ومحل الأول مضافاً إلى الفاعل ، وهو الأرجح من القولين .
وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛ وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛ أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ، وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛ فالنّوعان داخلان فيه .
ومن ذلك قوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60 ، فالدُّعاء يتضمن النّوعين ، وهو في دعاء العبادة أظهر ؛ ولهذا أعقبه (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) الآية ، ويفسَّر الدُّعاء في الآية بهذا وهذا .
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وأول مانبدأ به الحوار هو: تحديد ضابط الدعاء الشركى.
قال تعالى:
" إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم "
وقال تعالى:
" ولا تدعُ من دون الله مالا ينفعك ولا يضرُّك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين"
وقوله تعالى:
" ومن أضلُّ ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون
وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتم كافرين" [قال الشيخ صالح ال الشيخ هذه الاية فى الاموات ]
وقال -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- :
" الدعاء هو العبادة "
فإن دعاء الأموات وطلب الحوائج منهم- دنيوية أو أخروية -شركٌ أكبر لا يغفره الله تعالى
وهذا الطلب لا يقدر عليه إلا الله ودعاء الأموات لطلب الدعاء منهم دعاء
والدعاء عبادة بل هو العبادة وصرفها لغير الله شرك أكبر
فدعاء الأموات عبادة مصروفة لغير الله ويدخل فيها الصورة التى تذكرها اخى ابو رملة
وإلاَّ فما هو الشرك إلم يكن هذا شركاً
ولافرق بين دعاء الأموات مباشرة وبين دعائهم لطلب دعائهم فكليهما دعاء للأموات
وأنَّ كليهما شرك أكبر
والأدلة الشرعية لاتفرّق بينهما ومن فرَّق بينهما فعليه الدليل
فالأدلة عامة في كلا الحالتين
ولاشك أن غرض الداعي لطلب الدعوة من هؤلاء هو تعظيمهم وظن أنَّ حاجته تقضى من طريق دعوتهم وشفاعتهم
وهذا هو الشرك الأكبر الذي وقع فيه مشركوا قريشٍ وأمثالهم
قال شيخ الإسلام ا بن تيمية رحمه الله في كتابه :
قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/18)
" والمشركون من هؤلاء قد يقولون إنا نستشفع بهم أى نطلب من الملائكة والأنبياء أن يشفعوا فإذا أتينا قبر أحدهم طلبنا منه أن يشفع لنا فإذا صوّرنا تمثاله كما يصورها النصارى فى كنائسهم
قالوا فمقصودنا بهذه التماثيل تذكُّر أصحابها وسِيَرهم ونحن نخاطب هذه التماثيل
ومقصودنا خطاب أصحابها ليشفعوا لنا إلى الله فيقول أحدهم :
يا سيدى فلان أو يا سيدى جرجس أو بطرس أو ياستى الحنونة مريم أو يا سيدى الخليل
أو موسى بن عمران أو غير ذلك(اشفع لى إلى ربك)
وقد يخاطبون الميت عند قبره( سل لى ربك) أو(يخاطبون الحى وهو غائب)
كما يخاطبونه لو كان حاضراً حياً
وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها :
يا سيدى فلان أنا فى حسبك أنا فى جوارك
اشفع لى إلى الله سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا
سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة
أشكوا إليك كذا وكذا
فسل الله أن يكشف هذه الكربة
أو يقول أحدهم :(سل الله أن يغفر لى)
ومنهم من يتأول قوله تعالى :
( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماً )
ويقولون :إذا طلبنا منه الإستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الإستغفار من الصحابة
ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين
فإن أحداً منهم لم يطلب من النبى بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً
ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين فى كتبهم
وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخرى الفقهاء وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضى الله عنه سيأتى ذكرها وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى .
فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفى مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود فى المشركين من غير أهل الكتاب وفى مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات مالم يأذن به الله تعالى
قال الله تعالى :( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )
فإن دعاء الملائكة والأنبياء- بعد موتهم -وفى مغيبهم وسؤالهم والإستغاثة بهم(( والإستشفاع بهم ))
فى هذه الحال ونصب تماثيلهم
بمعنى طلب الشفاعة منهم هو من الدين الذى لم يشرعه الله ولا ابتعث به رسولاً ولا أنزل به كتاباً وليس هو واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا أمر به إمام من أئمة المسلمين وإن كان ذلك مما يفعله كثير من الناس ممن له عبادة وزهد ويذكرون فيه حكايات ومنامات
فهذا كله من الشيطان وفيهم من ينظم القصائد فى دعاء الميت والإستشفاع به والإستغاثة أو يذكر ذلك فى ضمن مديح الأنبياء والصالحين فهذا كله ليس بمشروع ولا واجب ولا مستحب باتفاق أئمة المسلمين
ومن تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة فهو ضال مبتدع بدعة سيئة لا بدعة حسنة باتفاق أئمة الدين فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب
وكثير من الناس يذكرون فى هذه الأنواع من الشرك منافع ومصالح
ويحتجون عليها بحجج من جهة الرأى أو الذوق أو من جهة التقليد والمنامات ونحو ذلك ... " .
هل يكفيك هذا الكلام الصريح الواضح من كلام شيخ الاسلام ليبين المتشابهه من كلامه الذى يستدل به البعض فما اشتبه من كلام شيخ الاسلام موضح فى المواضع الاخرى وتابع المزيد فى المشاركة القادمة ان شاء الله
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
ولكن الخطأ أن ينسب إلى العلماء مالم يقولوه.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أيضاً في (27/72 ) :
"وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك
ويسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فهذا شرك صريح
يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل
وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه
فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاءيستشفعون بهم في مطالبهم وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا :
( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )الزمر آية 3 ".
وتابع المزيد من كلام شيخ الاسلام ليقضى ويبين المتشابه من كلامه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
ولكن الخطأ أن ينسب إلى العلماء مالم يقولوه.
قال ابن تيمية رحمه الله أيضاً في الفتاوى (27/87) :
" فإذا قال قائل :أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لى فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان .والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصا له الدين وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه
" .إلى أن قال رحمه الله (27/90) :
"فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى " .
إلى أن قال رحمه الله (27/98) :"
وبالجملة .. فقد علم المسلمون كلهم أن ما ينزل بالمسلمين من النوازل فى الرغبة والرهبة مثل دعائهم عند الإستسقاء لنزول الرزق ودعائهم عند الكسوف والإعتداد لرفع البلاء وأمثال ذلك
إنما يدعون فى ذلك الله (( وحده لا شريك له )) لا يشركون به شيئاً
لم يكن للمسلمين قط أن يرجعوا بحوائجهم إلى غير الله عز وجل
بل كان المشركون فى جاهليتهم يدعونه بلا واسطة فيجيبهم الله-انتهى
أفتراهم بعد التوحيد والإسلام لا يجيب دعاءهم إلا بهذه الواسطة التى ما أنزل الله بها من سلطان ؟! "
.قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/126) :
" وإن أثبتم وسائط بين الله وبين خلقه
بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه فالله إنما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج .
فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك
يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل
وهؤلاء مشبهون لله
شبهوا المخلوق بالخالق
وجعلوا لله أنداداً "
أيكفيك ذلك أخى ابو رملة أم تريد المزيد من نسبة كلام لشيخ الاسلام لم يقله؟؟؟؟
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
ولكن الخطأ أن ينسب إلى العلماء مالم يقولوه.
يقول ابن تيمية رحمه الله أيضاً في مجموع الفتاوى أيضاً (1/134، 135) :
" من أثبت وسائط بين الله وبين خلقه
كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية
فهو مشرك
بل هذا دين المشركين عباد الأوثان
كانوا يقولون :
إنها تماثيل الأنبياء والصالحين
وأنها وسائل يتقربون بها إلى الله
وهو من الشرك الذي أنكره الله على النصارى " .
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
حتى يأتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب فى القرن الثانى عشر فيوضح شركية هذه المسألة،
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
ثم يدعى بعضهم إجماعات لا أساس لها من الصحة؟!!
لابد من تحقيق للمسألة من غير تعصب لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نعم هنا مقام الشدة والانكار ما دام ظهرت مناوئة المخالف للملة الحنيفية بعدما كان متسترا بجلباب الشبهات
نعم يأتى الامام محمد ابن عبد الوهاب فى القرن الثانى عشر ليجدد الملة والدين ومن قبله شيخ الاسلام
وهذه الاجماعات هى أصل دين الانبياء والمرسلين وذبدة الرسالة المحمدية والملة الحنيفية
والمخالف لهذه الاجماعات فى الضلالة مرتكس وفى أرجاس الشرك وأوحاله منتكس
قال الشيخ الامام مجدد الملة والدين محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية (2/19) :
" فمن دعا غير الله طالباً منه ما لا يقدر عليه إلا الله
من جلب نفعٍ
أو دفع ضرٍ
فقد أشرك في عبادة الله
كما قال تعالى:
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ
وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ )
وقال تعالى :
( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
فأخبر تبارك وتعالى أن دعاء غير الله شرك
فمن قال :
يا رسول الله
أو يا عبد الله بن عباس
أو يا عبد القادر
أو يا محجوب
زاعماً أنه يقضي حاجته إلى الله تعالى
أو أنه شفيعه عنده أو وسيلته إليه
فهو الشرك الذي يهدر الدم
ويبيح المال إلا أن يتوب من ذلك "
********************
ومن المعلوم المتقين أن هؤلاء الأموات ما يستطيعون الدعاء لأحد
أو أن يشفعوا لأحد لأنهم مرتهنون بأعمالهم
ولو كانوا يستطيعون هذا لدعوا لأنفسهم بمغفرة الذنوب أو رفع الدرجات
وهيهات هيات
********
ما تتكلمون عنه من طلب الدعاء من صاحب القبر أن يدعوا له
ما هو إلا اتخاذ الوسائط الذي جاء التوحيد بنفيه
وهل صاحب القبر يملك ذلك
ثم الذي يقدم على صاحب القبر لايقدم عليه
إلا وهو معتقد تعظيمه وجعله واسطة بينه وبين الله
وهذا مانص عليه شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب أنه من نواقض الاسلام
وكما صدرنا المشاركات بكلام الشيخ صالح ال الشيخ حفيد الامام محمد ابن عبد الوهاب
الذي يقول إنّ هذه الصورة وهي طلب الدعاء تخرج عن الطلب الذي به يكون الشرك شركًا
فإنه ينقض أصل التوحيد كله في هذا الباب،
فكل أنواع الطلب؛ طلب الدعاء يعني طلب الدعاء من الميت،
طلب المغفرة من الميت،
أو طلب الدعاء من الميت أن يدعو الله أن يغفر،
أو طلب الإغاثة من الميت أو طلب الإعانة أو نحو ذلك
كلها باب واحد هي طلب،
والطلب دعاء فداخلة في قوله تعالى {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
وفي قوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ،
وفي قوله {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} ، ونحو ذلك من الآيات،
فالتفريق مضاد للدليل،
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
بسم الله
أخى محمد عبداللطيف
ألاحظ من ردك على كلامى هذه الأمور التالية:
أولا: أنك لاتجيب عن أسئلة خصمك .
ثانيا: ماتسرده من أقوال لابن تينية خارجة عن محل النزاع.
اذمحل النزاع هو: طلب الدعاء من الميت عند قبره كما يسأل الحي بحجة أنه يسمع قوله ويستطيع أن يدعو له ويعتمد على ءاثار وردت فى ذلك.
وليس محل النزاع :
▪︎من يدعوالغائب سواء كان حيا أوميتا فهذاكافر.
▪︎ولا من يعتقد أن الميت واسطة بينه وبين الله كالحجاب بين الملوك ورعيتهم.
فهذا أيضا كافر كما يكون كافرا لواعتقد ذلك فى الحي.
فانظر إلى نقولاتك عن الشيخ :
قُلتَ: يقول ابن تيمية رحمه الله أيضاً في مجموع الفتاوى أيضاً (1/134، 135) :
" من أثبت وسائط بين الله وبين خلقه
كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية
فهو مشرك
بل هذا دين المشركين عباد الأوثان
كانوا يقولون :
إنها تماثيل الأنبياء والصالحين
وأنها وسائل يتقربون بها إلى الله
وهو من الشرك الذي أنكره الله على النصارى "
أقول: هذا متفق عليه كما ذكرتُه فى مشاركتى التى قبل ردك هذا، فماوجه ايرادك لهذا الكلام ونحوه؟
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وأما قولك :وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أيضاً في (27/72 ) :
"وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك ويسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل*فهذا شرك صريح
يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل..... )
فهذا الكلام قد بترته لأن ءاخره لايوافق مذهبك وهذا دليل على أنك متعصب لرأيك ليس غرضك إلا أن تنتصر على مخالفك بأي كيفية ... وهذه ءافة تقطع الطريق على طالب الحق نعوذ بالله منها.
وقد نقلت تمام هذا الكلام فى مشاركاتى من قبل وهاأناذا أعيدها عليك مرة أخرى لعلك تستحي عن مثل هذه الصنيع مرة اخرى:
قال ابن تيمية:
وأما من يأتى إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، (يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات:
إحداها: أن) يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل
القسم الثانى وهو: ألا يطلب منه الفعل ولا يدعوه، ولكن يطلب أن يدعو له. كما يقول للحى: ادع لى، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء، فهذا مشروع في الحى كما تقدم، وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا، ولا اسأل لنا ربك، ولا نحو ذلك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد فيه حديث، بل الذى ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر استسقى عمر بالعباس رضي الله عنهما، وقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون ". ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قائلين: يا رسول الله، ادع لنا واستسق لنا، ونحن نشكوا إليك ما أصابنا، ونحو هذا. لم يقله أحد من الصحابة قط، بل هو بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان.
مجموع الفتاوى كتاب الفقه/ الزيارة
قلت: انظر كيف فرق بين الطلب من الميت الفعل، وبين طلب الدعاء منه وجعل الثانى قسيما للأول. فجعل الأول شركا يستتاب صاحبه وإلا قتل، واكتفى بجعل الثانى بدعة .
ثم من العجب العجاب أنك حذفت تقسيم الشيخ للمسألة الذى يدل على أن المسائل ليست سواء فى الحكم، وهوقوله:( على ثلاث درجات احداها..) وقد جعلته بين القوسين فى النص ليعلم الفرق بين العبارتين.
انظر هداك الله إلى ماتركبه من عدم الأمانة فى النقل للافتراء على العلماء والتلبيس على المتابعين!!!!
انالله وانا اليه راجعون
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
ثالثا: ثم إن كنت مريدا للحق فلماذا لاتجيب عن مثل هذا الكلام الصريح الذى أوردته عليك. يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله...
قل لى بربك مامعنى الذريعة؟
هل الذريعة إلى الشرك الأكبر شرك أكبر أيضا؟
أعطني الجواب من فضلك.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
بل فى كلام ابن تيمية مايدل على أن الاستشفاع بالميت أقل شأنا من تحرى الدعاء عند القبور
قال فى تفنيد ما ورد في استحباب الدعاء عند القبر --وان كنت لا أوافقه عليه--: قال: ( ولا يدخل في هذا الباب ما يروى من أن قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك فهذا كله حق ليس مما نحن فيه والأمر أجل من ذلك وأعظم وكذلك أيضا ما يروى أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الجدب عام الرمادة فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج فيستسقي الناس فإن هذا ليس من هذا الباب ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم وأعرف من هذا وقائع كثيرة، وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لغيره من أمته حاجة فتقضى له، فإن هذا قد وقع كثيراً، وليس هو مما نحن فيه وعليك أن تعلم:أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين، ليس مما يدل على استحباب السؤال، فإنه هو*" القائل صلى الله عليه وسلم: «إن أحدهم ليسألني المسألة فأعطيه إياها، فيخرج بها يتأبطها نارا "،
فقالوا:*يا رسول الله، فلم تعطيهم؟قال:" يأبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل»
وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال، لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم!!!! كما أن السائلين به في الحياة كانوا كذلك، وفيهم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة.!!!!
فهذا القدرإذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حسن حال السائل، فلا فرق بين هذا وهذا.
اقتضاء الصراط المستقيم:2/255
وهذا الكلام يناقض كلامه السابق الذى يقضى بأن طلب الحاجة من الميت مباشرة شرك أكبر. هذا لاشك فيه.
فالله أعلم قديكون هذاالقول قولا رجع عنه.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
خامسا: لماذا لم تجب عن سؤالى ( ماهو ضابط الدعاء الشركي؟)
أم أنت لست على بصيرة من أمر دينك؟
فإن كنت تعرف هذا الضابط فاذكره لى وللمتابعين لنبنى الحوار عليه.
وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح من القول على الله بلا علم.
وبالله التوفيق.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
لاتنس محل النزاع
محل النزاع هو: طلب الدعاء من الميت عند قبره كما يسأل الحي بحجة أنه يسمع قوله ويستطيع أن يدعو له ويعتمد على ءاثار وردت فى ذلك.
وليس محل النزاع :
▪︎من يدعوالغائب سواء كان حيا أوميتا فهذاكافر.
▪︎ولا من يعتقد أن الميت واسطة بينه وبين الله كالحجاب بين الملوك ورعيتهم.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
محل النزاع هو: طلب الدعاء من الميت عند قبره كما يسأل الحي بحجة أنه يسمع قوله
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن: ( إن جاز التعلق بالأموات, جاز أن يستظهر العبد بالحفظة والملائكة الذين هم لا يفارقونهم بيقين, وهذا لا يقوله مسلم أصلاً, بل لو فعله أحد لكان شركاً بالله, فإذا لم يجز ذلك في حق الملائكة الحاضرين فإنه لا يجوز في حق أرواح أموات قد فارقت أجسادها ) الرسائل4/385.
فسؤال الحي للميت وطلبه منه أن يدعو الله له ، هو حقيقة الدعاء لغة وشرعا ، من حيث إنه سأل وطلب ، والسؤال والطلب دعاء ، والدعاء عبادة ، وصرف العبادة لغير الله شرك
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله
( فمن جحد كون السؤال والطلب عبادة فقد صادم النصوص وخالف اللغة واستعمال الأمة سلفا وخلفا
فالسؤال والطلب من الاموات ، داخل في عموم النصوص الدالة على النهي عن دعاء غير الله ، وأن من فعل ذلك فقد أشرك بربه ، كقوله تعالى : { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعآءِهم غافلون ، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعدآءً وكانوا بعبادتهم كافرين }
{ والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعآءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
ليس محل النزاع :
▪︎من يدعو الغائب سواء كان حيا أوميتا فهذا كافر
ما الفرق بين دعاء الميت الغائب ودعائه عند قبره
هل الشرك يختلف فى القرب والبعد الشرك هو الشرك سواء كان قريبا او بعيدا ما دام سأل الميت الشفاعة بمعنى انه طلب من الميت ان يدعوا له فقد صرف العبادة لغير الله
قال شيخ الاسلام ( فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم ، هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب ن وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله )
اقتباس:
إن طلب الدعاء من الميت عند قبره ذريعة إلى الشرك وليس شركا أكبر،
قال شيخ الاسلام
ومثل هذا كثير في القرآن ، ينهى أن يُدعى غير الله ، لا من الملائكة ، ولا من الأنبياء ، ولا غيرهم ، فإن هذا شرك أو ذريعة إلى الشرك ، بخلاف ما يطلب من أحدهم في حياته من الدعاء والشفاعة ، فإنه لا يفضي إلى ذلك ، فإن أحداً من الأنبياء والصالحين لم يعبد في حياته بحضرته فإنه ينهى من يفعل ذلك ، بخلاف دعائهم بعد موتهم ، فإن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم ، وكذلك دعاؤهم في مغيبهم ، هو ذريعة إلى الشرك ، فمن رأى نبياً أو ملكا من الملائكة وقال له : ادع لي ، لم يفض ذلك إلى الشرك به ، بخلاف من دعاه في مغيبه ، فإن ذلك يفضي إلى الشرك به كما قد وقع ، فإن الغائب والميت لا ينهى من يشرك ، بل إذا تعلقت القلوب بدعائه وشفاعته أفضى ذلك إلى الشرك به فدعي وقصد مكان قبره أو تمثاله أو غير ذلك ، كما قد وقع فيه المشركون ومن ضاهاهم من أهل الكتاب ومبتدعة المسلمين ) .
هذا كلام شيخ الاسلام واضح فى معنى ذريعه الى الشرك
انظر لبعض الصور قال انها ذريعه الى الشرك مع انك تقول ان دعاء الميت الغائب من الشرك الصريح وسأقتبس لك دعاء الغائب فى كونه ذريعة مع انه من الشرك الاكبر
اقتباس:
وكذلك دعاؤهم في مغيبهم ، هو ذريعة إلى الشرك
هل يفهم احد هنا من كلمة ذريعة ان دعوة الميت الغائب من الشرك الاصغر لأنها ذريعة أو وسيلة مع انك أقررت ان دعاء الميت الغائب من الشرك الاكبر ومع ذلك قال شيخ الاسلام
اقتباس:
فمن رأى نبياً أو ملكا من الملائكة وقال له : ادع لي ، لم يفض ذلك إلى الشرك به ، بخلاف من دعاه في مغيبه ، فإن ذلك يفضي إلى الشرك به.....وكذلك دعاؤهم في مغيبهم ، هو ذريعة إلى الشرك
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
خامسا: لماذا لم تجب عن سؤالى ( ماهو ضابط الدعاء الشركي؟)
أم أنت لست على بصيرة من أمر دينك؟
فإن كنت تعرف هذا الضابط فاذكره لى وللمتابعين لنبنى الحوار عليه.
وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح من القول على الله بلا علم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - الدعاء نوعان؛ دعاء العبادة، ودعاء المسألة؛
وقال- رحمه الله -: إنَّ دعاء المسألة: هو طلبُ ما ينفعُ الداعي، وطلبُ كشْف ما يضرُّه ودفْعِه
قد أجمعَ العلماءُ على أنه إذا ثبتَ أنَّ الأمرَ عبادة، فصرْفُه لغير الله شِرْكٌ أكبرُ مُخْرِج من المِلَّة،
والآيات متضافرة قال تعالى:
ومن أضلُّ ممن يدعوا من دون الله
من لا يستجيب له إلى يوم القيامة
وهم عن دعائهم غافلون
وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً
وكانوا بعبادتم كافرين"
الدعاء عبادة بل هو العبادة وصرفها لغير الله شرك أكبر فدعاء الأموات بكل صورةٍ عبادة مصروفة لغير الله ولافرق بين دعاء الأموات مباشرة وبين دعائهم لطلب دعائهم فكليهما دعاء للأموات
والأدلة الشرعية لاتفرّق بين دعاء الميت الحاضر والغائب فمن فرق بين دعاء الميت الحاضر والغائب فعليه الدليل فغرض الداعي لطلب الدعاء من هؤلاء هو ظن أنَّ حاجته تقضى من طريق دعائهم وشفاعتهم
وهذا هو الشرك الأكبر الذي وقع فيه مشركوا قريشٍ وأمثالهم
وقد صدر شيخ الاسلام كلامه بوصفهم [بالمشركون]
قال شيخ الإسلام ا بن تيمية رحمه الله في كتابه :قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/18)
" والمشركون من هؤلاء قد يقولون إنا نستشفع بهم أى نطلب من الملائكة والأنبياء أن يشفعوا
فإذا أتينا قبر أحدهم طلبنا منه أن يشفع لنا فإذا صوّرنا تمثاله- والتماثيل إما مجسدة وإما تماثيل مصورة -كما يصورها النصارى فى كنائسهم قالوا فمقصودنا بهذه التماثيل تذكُّر أصحابها وسِيَرهم ونحن نخاطب هذه التماثيل ومقصودنا خطاب أصحابها ليشفعوا لنا إلى الله
فيقول أحدهم :يا سيدى فلان أو يا سيدى جرجس أو بطرس أو ياستى الحنونة مريم أو يا سيدى الخليل أو موسى بن عمران أو غير ذلك(اشفع لى إلى ربك) وقد يخاطبون الميت عند قبره ( سل لى ربك) أو (يخاطبون الحى وهو غائب)كما يخاطبونه لو كان حاضراً حياً وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها :يا سيدى فلان أنا فى حسبكأنا فى جوارك اشفع لى إلى الله سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا سل الله أن يكشف عنا هذه الشدةأشكوا إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة
أو يقول أحدهم :(سل الله أن يغفر لى) ومنهم من يتأول قوله تعالى :( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماً ) ويقولون :إذا طلبنا منه الإستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الإستغفار من الصحابة ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين فإن أحداً منهم لم يطلب من النبى بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين فى كتبهم وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخرى الفقهاء وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضى الله عنه سيأتى ذكرها وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى .
فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفى مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود فى المشركين من غير أهل الكتاب وفى مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات مالم يأذن به الله تعالى قال الله تعالى :( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )فإن دعاء الملائكة والأنبياء- بعد موتهم -وفى مغيبهم وسؤالهم والإستغاثة بهم(( والإستشفاع بهم ))فى هذه الحال ونصب تماثيلهم بمعنى طلب الشفاعة منهم هو من الدين الذى لم يشرعه الله ولا ابتعث به رسولاًولا أنزل به كتاباً وليس هو واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا أمر به إمام من أئمة المسلمين وإن كان ذلك مما يفعله كثير من الناس ممن له عبادة وزهد ويذكرون فيه حكايات ومنامات فهذا كله من الشيطان وفيهم من ينظم القصائد فى دعاء الميت والإستشفاع به والإستغاثةأو يذكر ذلك فى ضمن مديح الأنبياء والصالحين فهذا كله ليس بمشروع ولا واجب ولا مستحب باتفاق أئمة المسلمين ومن تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة فهو ضال مبتدع بدعة سيئة لا بدعة حسنة باتفاق أئمة الدين فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب وكثير من الناس يذكرون فى هذه الأنواع من الشرك منافع ومصالح ويحتجون عليها بحجج من جهةالرأى أو الذوق أو من جهة التقليد والمنامات ونحو ذلك ... "
فقول شيخ الاسلام يندرج تحته دعاء الميت بجميع انواعه ولم يخصص حاضر او غائب
قال شيخ الاسلام
قال ابن تيمية رحمه الله أيضاً في (27/72 ) :
"وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك ويسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم
وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا :( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )
إلى أن قال رحمه الله (27/90) :
"فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى " .[ما معنى اخى الكريم ببدعة تضاهى دين المشركين والنصارى لا شك انها البدعة الشركية ]
إلى أن قال رحمه الله (27/98) :" وبالجملة ..
فقد علم المسلمون كلهم أن ما ينزل بالمسلمين من النوازل فى الرغبة والرهبة مثل دعائهم عند الإستسقاء لنزول الرزق ودعائهم عند الكسوف والإعتداد لرفع البلاء وأمثال ذلك إنما يدعون فى ذلك الله (( وحده لا شريك له )) لا يشركون به شيئاً لم يكن للمسلمين قط أن يرجعوا بحوائجهم إلى غير الله عز وجل
بل كان المشركون فى جاهليتهم يدعونه بلا واسطة فيجيبهم الله[ معنى ذلك انهم فعلوا ما لم يفعله المشركين الاوائل وفاقول شرك المشركين ببدعتهم - كتبه محمد عبد اللطيف ].. أفتراهم بعد التوحيد والإسلام لا يجيب دعاءهم إلا بهذه الواسطة التى ما أنزل الله بها من سلطان ؟! " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/126) :
" وإن أثبتم وسائط بين الله وبين خلقه- كالحجاب الذين بين الملك ورعيته -بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه فالله إنما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج .ف
من أثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتلوه فهؤلاء مشبهون لله شبهوا المخلوق بالخالق وجعلوا لله أنداداً " هذا هو فهمنا لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح
استرح انت وخذ هذا القوس من كنانتى
قال جل وعلا (وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ) (مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ)
تشمل الملائكة والأنبياء والرسل ويُعنى بها الصالحون ويُعنى بها ما لا يعقل كالأصنام والأحجار والأشجار، وهذا من جهة دلالة اللغة.
(فَإِن فَعَلْتَ) يعني إن دعوت من دون الله أحدا،
وذلك الأحد موصوف بأنه لا ينفعك ولا يضرك
(فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ)،
وهذا إذا كان في حق النبي عليه الصلاة والسلام الذي كمّل الله له التوحيد إذا حصل منه الشرك فإنه يصبح ظالما ويصبح مشركا وحاشاه عليه الصلاة والسلام من ذلك،
قال (فَإِن فَعَلْتَ) يعني إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك،
(فَإِنَّكَ إِذاً) يعني بسبب تلك الدعوة من الظالمين، والظالمون جمع تصحيح للظالم والظالم اسم فاعل للظلم، والظلم المراد به هنا الشرك كما قال جل وعلا
?إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
ثم قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
ذكر الله جل وعلا القاعدة العامة في ذلك التي تقطع عروق الشرك من القلب
حيث قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)،
إذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر؟ يكشفه من قدّره ومن قضاه عليك،
فهذا يقطع التوجه لغير الله تعالى ولكن ما دام أنه أذن فيما يقدر عليه المخلوق أن يتوجه عليه بطلب الغوث أو طلب السُّقيا أو نحو ذلك يكون ممن رُخص به
قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ)، (بِضُرٍّ) هنا أيضا نكرة جاءت في سياق الشرط
فيعم جميع أنواع الضر، سواء كان ضُرا في الدين أو كان ضرا في الدنيا،
سواء كان ضرا في الدنيا من جهة الأبدان أو من جهة الأموال أو من جهة الأولاد أو من جهة الأعراض أو من أي شيء،
فـ(إن ِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) بأي نوع من أنواع الضر (فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
في الحقيقة الذي يكشف الضر هو الله جل وعلا، لا يكشف البلوى إلا الله سبحانه وتعالى، وإذا كان المخلوق يقدر على ذلك الكشف فإنما هو من جهة أنه سبب جعله الله سببا يقدر على أن يكشف بإذن الله جل وعلا، وإلا فالكاشف في الحقيقة هو الله جل وعلا،
والمخلوق ولو كان يقدر فإنما قدر بإقدار الله له إذ هو سبب من الأسباب،
فإذن ولا يكشف على الحقيقة إلا الله جل وعلا.
....... (وقوله (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) دلالة الآية ظاهرة في الدعاء؛
لأن الله قال (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ)
فهي ظاهرة في أن ثم داعي وثم مدعو والمدعو غير الله جل وعلا
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِِعِبَاَدِتِهم ْ كَافِرِينَ).
وجه دلالة من الآية أن استعمل كلمة (يَدْعُواْ) فجاء الوصف بأبشع الضلال على من دعا من دون الله أمواتا غير أحياء،
والدليل على أنه أراد الأموات ولم يرد الأصنام والأحجار
أنه قال (مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ)
فجعل غاية الاستجابة إلى يوم القيامة؛ المنع من الاستجابة إلى يوم القيامة،
وهذه في الأموات لأن الميْت إذا كان يوم القيامة نُشر وصار يسمع ورُبما أجاب من طلبه إذْ هو حي يكون في ذلك المقال حي وهو كان قادرا،
وأما الميْت -من هو في البرزخ-
فهو الذي يصدق عليه وصف الله جل وعلا بقوله (مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ).
(إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) وهذا الوصف ليس للأصنام إنما هو للأموات
[كفاية المستزيد ]
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وءاله وصحبه
وبعد:
قولك: (هل يفهم احد هنا من كلمة ذريعة ان دعوة الميت الغائب من الشرك الاصغر لأنها ذريعة أو وسيلة مع انك أقررت ان دعاء الميت الغائب من الشرك الاكبر ومع ذلك قال شيخ الاسلام......)
أخى هل نفسر كلام العالم بالمعنى الذى عرف أنه يريده من هذا اللفظ أم بمعنى أجنبى لم يرد فى أقواله أن هذا اللفظ يحتمل هذا المعنى ؟
طبعا سيكون جوابك بالأول ان كنت منصفا.
اذا فتعال نبحث فى أقوال ابن تيمية معنى كلمة( ذريعة) ماذا يعنيه بها؟ وبماذا يفسرها به؟
قال ابن تيمية:( والذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء لكن صارت في عرف الفقهاء عبارة عما أفضت إلى فعل محرم، ولو تجردت عن ذلك الإفضاء لم يكن فيها مفسدة، ولهذا قيل: الذريعة الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم) الفتاوي الكبري1/172
هاهو ابن تيمية يفسر الذريعة لغة ويبين اصطلاح الفقهاء فيها، وقد اتفق الكل على أن الذريعة ماتوصل إلى الشىء لانفس الشىء.
فمن أين أخذت أن الذريعة تطلق على نفس الشرك الأكبر.
أفدنا مشكورا.
أما كلام ابن تيمية هذا فقد يكون قولا رجع عنه فإنه بشر ليس بمعصوم،
وإن لم يرجع عنه فهو مردود عليه فالحق أحق أن يتبع.
وابحث هنا معنى كلمة الذريعة:
https://www.alukah.net/sharia/0/6987/
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
(قولك: ما الفرق بين دعاء الميت الغائب ودعائه عند قبره
هل الشرك يختلف فى القرب والبعد الشرك هو الشرك سواء كان قريبا او بعيد...)
أقول: نعم القرب والبعد له علاقة بالشرك وعدمه، فمن طلب من غائب الدعاء فهو مشرك، ومن طلبه من حاضر فليس بمشرك ولاعاص.
وهذا محل اتفاق بينى وبينك، فكذالك يأتى هذا الفرق بين طالب الدعاء من الميت بعيدا عن قبره وبين طالب الدعاء منه عند قبره، فالأول مشرك ومناط شركه صرف صفة السمع المطلق والعلم بالغيب لغيرالله.
أما الثانى الذى لم يعتقد في الميت أن له سمعا كسمع الله وعلما كعلم الله ولا يعتقد أنه واسطة بينه وبين الله كواسطة الحجاب بين الملوك والرعية، بل يعتقد أن الميت يسمع استنادا إلى الأحاديث التى وردت فى ذالك - ومسألة سماع الموتى مسألة اجتهادية كماهو معلوم لكل من له بحث فى الباب- أقول: هذا الثانى فمامناط شركه؟ هذه هى المسألة.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
فمن أين أخذت أن الذريعة تطلق على نفس الشرك الأكبر.
أفدنا مشكورا.
أخذت ذلك من سياق كلامه فكلام شيخ الاسلام يوضح بعضه بعضا ولا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
- أما تحديدك لضابط الدعاء الشركي بقول ابن تيمية-: (إنَّ دعاء المسألة: هو طلبُ ما ينفعُ الداعي، وطلبُ كشْف ما يضرُّه ودفْعِه.) فخطأ محض وسوء فهم لكلام الشيخ.
فابن تيمية هنا لايعرف الدعاء الشركي، بل يعرف دعاء المسألة عموما سواء كانت شركا أو توحيدا.
وجريا على تعريفك هذا سيكون كل من سأل غيرالله نفعا أو سأله كشف مايضره مشركا وهذا باطل لأنه بني على باطل.
وضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله)
هذا هو التعريف الجامع المانع للدعاء الشركي. ومن عرف بغيره تناقض عند التطبيق.
فهل توافقني على هذا الضابط أم تخالفنى فيه؟
لابد من تحديد هذا الضابط. قبل الاستدلال
والا يكون الحوار بلانتيجة.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
أقول: نعم القرب والبعد له علاقة بالشرك وعدمه، فمن طلب من غائب الدعاء فهو مشرك، ومن طلبه من حاضر فليس بمشرك ولاعاص.
وهذا محل اتفاق بينى وبينك،
محل الاتفاق فى الحى الحاضر أما الميت فليس محل اتفاق بيننا فلا فرق بين سؤال الميت عند القبر وسؤاله من بعيد
ولا تعجل على الآن لأن الوقت ضيق جدا وسأجيبك على بقية الاسئلة بعد الافطار إن شاء الله ولكن لا تسلك طريقه يحذف بسببها الموضوع كما أقحمت سابقا مسألة الالزام بالتكفير -فمسألتنا اختلاف العلماء فى طلب الدعاء من الميت ان يدعوا له وهى مسألة خلافية لا صلة بالتكفير بين المختلفين أما الفاعل فيصدق عليه الشرك الاكبر عندى -أما المختلِف معنا كحضرتك مستدلا بكلام أهل العلم فالخلاف قائم ولا تكفير للمخالف الا بما أجمع عليه اهل العلم -
الخلاف فى هذه المسألة كالخلاف فى كفر تارك الصلاة تماما ولكن لا تسحب ذلك على جميع انواع الشفاعة لغير الله -وتقول ببطلان الاجماعات التى ذكرها الامام محمد ابن عبد الوهاب وانها لا اساس لها من الصحة- هذا ليس مناط الخلاف
أراك لاحقا ان شاء الله
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
فابن تيمية هنا لايعرف الدعاء الشركي، بل يعرف دعاء المسألة عموما سواء كانت شركا أو توحيدا.
وجريا على تعريفك هذا سيكون كل من سأل غيرالله نفعا أو سأله كشف مايضره مشركا وهذا باطل لأنه بني على باطل.
وضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله)
هذا هو التعريف الجامع المانع للدعاء الشركي. ومن عرف بغيره تناقض عند التطبيق.
فهل توافقني على هذا الضابط أم تخالفنى فيه؟
لابد من تحديد هذا الضابط. قبل الاستدلال
والا يكون الحوار بلانتيجة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
فابن تيمية هنا لايعرف الدعاء الشركي، بل يعرف دعاء المسألة عموما سواء كانت شركا أو توحيدا.
اولا نحن نتكلم عن دعاء الاموات وتسمى هذه المسألة بالشفاعة
هذه الطريقة التى أَسْتَدِل بها - هى من الادلة المتنوعة على اثبات كون الدعاء عبادة وصرفها للاموات شرك
إذا ثبتَ أنَّ الأمرَ عبادة، فصرْفُه لغير الله شِرْكٌ أكبرُ مُخْرِج من المِلَّة
فيثبت كون تلك المسألة من العبادة ,فإذا ثبت أنّها من العبادة يستدل بالأدلّة العامة على أنّه لاتجوز ولا تسوغ العبادة لغير الله مثل { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } [الجن/18] وقوله صلى الله عليه وسلّم الدّعاء هو العبادة صحيح الجامع/ إلى غير ذلك من الأدلة العامة.
الثاني:خاص هوأنّ كل نوع من تلك الأنواع له دليل خاص يثبت أنّ صرفه لغير الله شرك وأنّه يجب إفراد المولى جلّ وعلا بذلك النوع من أنواع العبادة
فالاستدلال بكلام شيخ الاسلام فى كون ذلك عبادة لله ويستدل بعد ذلك على ان صرفه لغير الله شركا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله)
وما الذى يقدر عليه الميت حتى يدعى ويستجيب ويسمع سمع اجابة
فالمقطوع به ان الميت لا ينفع من يسأله ولا يشفع لمن يدعوه ولا يدعون الله من يسألوهم الدعاء
واعتقاد المستشفع بأن الميت يسمع سمع اجابة أو ينفع أو يضر أو يشفع هو اعتقاد المشركين
وهو ما يتعلق به جميع القبوريين فهل اعتقاد القبوريين وظنهم ان الميت يسمع عذرا لهم
هل اعتقاد القبوريين بأن الله هو النافع والضار لايجعل صرفهم العبادة لغير الله شركا
أم مجرد صرف العبادة بدون اعتقاد شركا
من الذى اشترط فى كون الاعتقاد لايجعل صرف العبادة شركا
بل الاعتقاد بكون الميت يعلم الغيب شركا مستقلا حتى ولم يصرف الدعاء لغير الله
قال الشيخ عبد العزيز الراجحى فى شرح تطهير الاعتقاد
فإن الاستغاثة بالمخلوقين الأحياء فيما يقدرون عليه لا ينكرها أحد لأن الناس حينما يستغيثون يوم القيامة بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى هذا وهم أحياء، والاستغاثة بالحي لا شيء فيها إذا كان يقدر على التنفيذ، كإنسان غريق في البحر وعنده سباح فقال للسباح: أغثني، والسباح عنده قدرة على إنقاذه فأنقذه، فمثل هذا لا شيء فيه، وكذا لو أن إنساناً عليه ديون فاستغاث بمن يعينه على قضاء دينه فأغاثه، فلا بأس في ذلك، وعلى هذا فقس،
وإنما الممنوع هو الاستغاثة بالميت؛ لانتهاء الأمل فيه، وكذا تمنع الاستغاثة بالغائب الذي لا يسمع، أو الاستغاثة بالحي في شيء لا يقدر عليه إلا الله، فهذا وأمثاله من الشرك.
وهنا مسألة مهمة وهو الفرق بين التوسل والشفاعة
سئل الشيخ صالح آل الشيخ – :
" سؤال: ما الفرق بين التوسل والشفاعة، نرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً.
الجواب: التوسل هو اتخاذ الوسيلة، والوسيلة: هي الحاجة نفسها، أو ما يوصل إلى الحاجة ، وقد يكون ذلك التوسل باستشفاع، يعني: بطلب شفاعة؛ بمعنى أنه يريد أن يصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بالاستشفاع، وقد يروم التوصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بغير الاستشفاع؛ فيتوسل مثلاً بالذوات ؛ فيسأل الله بذات فلان، أو بجاهه، أو بحرمته، مثل أن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك محمد –بعد وفاته عليه الصلاة والسلام- ، أو يقول: اللهم إني أسألك بأبي بكر، أو بعمر، أو بالإمام أحمد، أو بابن تيمية، أو بالولي الفلاني، أو بأهل بدر، أو بأهل بيعة الرضوان، أو بغيرهم. فهذا هو الذي يسمونه توسلاً، وهذا التوسل معناه: أنه جعل أولئك وسيلة، وأحياناً يستعمل في التوسل لفظ: الحرمة، والجاه، فيقول: أسألك بحرمتهم، أو أسألك بجاههم، ونحو ذلك .
أما الاستشفاع: فهو أن يسألهم الشفاعة أي: يطلب منهم أن يشفعوا له.
فتحصل من ذلك: أن التوسل يختلف عن الاستشفاع، في أنَّ المستشْفِع: طالب للشفاعة، وقد عُلم أن الشفاعة إذا طلبها من العبد يكون قد سأل غير الله، وأما المتوسل – بحسب عُرْف الاستعمال- فإنه يسأل الله، لكن يجعل ذلك بوسيلة أحدٍ.
فالاستشفاع: سؤال لغير الله، وأما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان، أو بحرمته، أو بجاهه: وكل هذا لا يجوز؛ لأنه اعتداء في الدعاء؛ ولأنه بدعة محدثة ووسيلة إلى الشرك، وأما الاستشفاع بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء، كالميت، أو الغائب، أو نحوهما: فهو شرك أكبر؛ لأنه طلب ودعاء لغير الله.
فالتوسل –بحسب العرف- هو من البدع المحدثة، ومن وسائل الشرك، وأما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله، وهو شرك أكبر.
لكنْ الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون جميع عباداتهم الشركية –من طلب الشفاعة، والذبح، والنذر، والاستغاثة بالموتى، ودعائهم- توسلاً ، وهذا غلط في اللغة، والشرع معًا ، فالكلام في أصله لا يصح؛ فإن بين التوسل والشفاعة فرقاً من حيث مدلول المعنى اللغوي، فكيف يسوَّى بينهما في المعنى؟! أما إذا أخطأ الناس وسموا العبادات المختلفة توسلاً فهذا غلط من عندهم، لا يتحمله الشرع، ولا تتحمله اللغة ) .
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
بل فى كلام ابن تيمية مايدل على أن الاستشفاع بالميت أقل شأنا من تحرى الدعاء عند القبور
كيف يكون طلب الشفاعة من الميت أقل شأناََ من تحرى دعاء الله عند القبر
كيف يكون الشرك أقل شأناََ من الوسيلة اليه ؟؟؟؟
قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كتاب التوحيد
قال رحمه الله (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح)، صورة ذلك: أن يأتي إلى قبر رجل صالح يعلم صلاحه -إما أن يكون من الأنبياء والمرسلين، أو أن يكون من صالحي هذه الأمة، أو صالحي أمة غير هذه الأمة- فيتحرّى ذلك المكان لكي يعبد الله وحده دون ما سواه، فيأتي إلى هذا القبر أو يأتي إلى هذه البقعة لكي يعبد الله فيها رجاء بركة هذه البقعة، وهذا يروج عند كثيرين في أنّ ما حول القبور -قبور الصالحين أو قبور الأنبياء- مبارك وأن العبادة عندها ليست كالعبادة عند غيرها، والنبي عليه الصلاة والسلام غلّظ في ذلك مع أن المغلَّظ عليه لم يعبد إلا الله جل وعلا ولم يعبد صاحب القبر؛ لكنه اتخذ ذلك المكان رجاء بركته ورجاء تنزل الرحمات -كما يقولون- ورجاء تنزل النسمات والفضل من الله عليه واختاره لأجل بركته؛ ولكنه لم يعبد إلا الله جل وعلا، ومع ذلك لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك الصِّنف الذين يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.
وقوله هنا (فيمن عبد الله) يعني لم يشرك بالله، عبد الله وحده، صلى لله مخلصا، أو دعا لله مخلصا، أو تضرّع واستغاث واستعاذ لله جل وعلا مخلصا عند قبر رجل صالح؛ لكنه تحرى القبر لأجل البركة.
والرجل الصالح -كما سبق أن ذكرنا- هو المقتصد الذي أتى بالواجبات وابتعد عن المحرمات، وأعلى منه درجة السابق بالخيرات، فالصالحون من الرجال والنساء مقامات هم درجات عند الله.
وبعض أهل العلم يعبرون بتعريف الرجل الصالح بقوله: الصالح من عباد الله هو القائم بحقوق الله القائم بحقوق عباده. وهذا صحيح؛ ولأن المقتصد قائم بحقوق الله قائم بحقوق عباده، أتى بالواجبات وانتهى عن المحرمات، وأعظم منه درجة السابق بالخيرات.
(فكيف إذا عبده؟) يعني هذا التغليظ جاء فيمن اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، ومن أسرج على القبور أو من عظم القبور وعظم من فيها وعبد الله جل وعلا عندها؛ عبد الله وحده، جاء فيه اللعن وجاء فيه أنه من شرار الخلق عند الله.
فكيف إذا توجّه ذلك العابد، إلى ذلك القبر يدعوه، أو يرجوه، أو يخافه، أو يأمل منه، أو يستغيث به، أو يصلي له، أو يذبح له، أو يستشفع به؟ لاشك أن هذا أعظم وأعظم في التغليظ من عبادة الله وحده عند قبر رجل صالح.
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم :
لكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول وهو تعظيم الأمكنة التي لا خصيصة لها إما مع العلم بأنه لا خصيصة لها أو مع عدم العلم بأن لها خصيصة إذ العبادة والعمل بغير علم منهي عنه كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه ولو كان ضبط هذه الأمور من الدين لما أهمل ولما ضاع عن الأمة المحفوظ دينها المعصومة عن الخطأ ، وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله
وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثير مثل أن رجلا دعا عندها فاستجيب له أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ونحو ذلك وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام فإن القوم كانوا أحيانا يخاطبون من الأوثان وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها ولذلك يجري لهم مثل ما يجري لأهل الأبداد من أهل الهند وغيرهم .
وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه والمساجد التي هي بيوته وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال : إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل . فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه ولا يأتي بخير فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع
وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدق التجائه وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي ، فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون وينصرون ويعافون . انتهى.
قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن فى منهاج التأسيس
فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهة المشركين أو هو الشرك بعينه؟ فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض سواء كانت البقعة شجرة أو عين ماء أو قناة جارية أو جبلا أو مغارة، وسواء قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه، أو ليتنسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادات التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به لا عينا ولا نوعا .. ـ ثم قال: هذه البقاع التي يعتقد لها خصيصة كائنة ما كانت، فإن تعظيم مكان لم يعظمه الشرع شر من تعظيم زمان لم يعظمه. فإن تعظيم الأجسام بالعبادة عندها أقرب إلى عبادة الأوثان من تعظيم الزمان، حتى إن الذي ينبغي تجنب الصلاة عندها وإن كان المصلي لايقصد تعظيمها؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى تخصيصها بالصلاة فيها، كما ينهى عن الصلاة عند القبور المحققة، وإن لم يكن المصلي يقصد الصلاة لأجلها. ـ إلى أن قال ـ: وهذه المشاهد الباطلة إنما وضعت مضاهاة لبيوت الله وتعظيما لما لم يعظمه الله وعكوفا على أشياء لا تنفع ولا تضر، وصدا للخلق عن سبيل الله. وهي عبادته وحده لا شريك له بما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، واتخاذها عيدا
والاجتماع عندها واعتياد قصدها؛ فإن العيد من المعاودة ـ إلى أن قال ـ: وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله، وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثير مثل: أن رجلا دعا عندها فاستجيب له، أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ونحو ذلك. وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام؛ فإن القوم أحيانا كانوا يخاطبون من الأوثان، وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها، وكذلك يجري لأهل الأبدال من أهل الهند وغيرهم، وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه. والمساجد التي هي بيوته، وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض.
قال الشيخ عبد اللطيف
فأين العراقي عن هذه العبارة التي فيها أن الاستدلال باستجابة الدعاء وقضاء الحاجة من الشبهات التي حدث الشرك في الأرض بسببها؟.
ثم قال الشيخ: وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدقه. وقد يكون سبه مجرد رحمة الله، وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي، فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم، فيسقون وينصرون ويعافون ويرزقون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم، وقد قال سبحانه وتعالى: {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا
وقال تعالى: {وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}
وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تعدادها. ليس هذا موضع تفصيلها، وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين، والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة،
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
الشفاعة الشركية
قال ابن القيم رحمه الله
﴿أَمِ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَاۤءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُوا۟ لَا یَمۡلِكُونَ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَعۡقِلُونَ ٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَـٰعَةُ جَمِیعࣰاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤﴾ [الزمر ٤٣-٤٤]
أخبر تبارك وتعالى أن الشفاعة لمن له ملك السماوات والأرض، وهو الله وحده.
فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده. فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه.
فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده.
وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم، وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه، بقوله تعالى:
﴿واتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٌ شَيْئًا ولا يُقْبَلُ مِنها عَدْلٌ ولا تَنْفَعُها شفاعَةٌ﴾ [البقرة: ١٢٣] وقوله ﴿يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا أنُفْقِوا مِمّا رَزَقْناكم مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يوْمٌ لا بَيْعٌ فِيه ولا خُلّةُ ولا شَفاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤] وقال تعالى: ﴿وَأنْذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إلى رَبهِمْ لَيْسَ لَهم مِن دُونِهِ ولِى ولا شَفِيعٌ لَعَلّهم يَتّقُونَ﴾ [الأنعام: ٥١] وقال: ﴿اللهُ الّذِي خَلَقَ السَّموات والأرْضَ بَيْنَهُما في سِتَّةِ أيّامٍ ثم اسْتَوى عَلى العَرْشِ مالَكم مِن دُونِهِ مِن ولِىٍّ ولا شَفِيعٍ﴾ [السجدة: ٤].
فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه. كما قال تعالى:
﴿ما مِن شَفِيعٍ إلا مِن بَعْدِ إذْنِهِ﴾ [يونس: ٣].
وقال: ﴿مَن ذا الّذِي يَشْفَعَ عِنْدَهُ إلا بِإذْنِه﴾ [البقرة: ٢٥٥] فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه، ولا الشافع شفيع من دونه، بل شفيع بإذنه.
والفرق بين الشفيعين، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور.
فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له. ويقول: اشفع في فلان. ولهذا كان أسعد الناس بشفاعته سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه، وهم الذين ارتضى الله سبحانه.
قال تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إلا لَمِنِ ارْتَضى﴾ [الأنبياء: ٢٨]، وقال: ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إلا مَن أذِنَ لَهُ الرَّحمنُ ورَضِى لَهُ قَوْلًا﴾ [طه: ١٠٩]
فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له، وإذنه للشافع فيه،
فأما المشرك فإنه لا يرتضيه، ولا يرضى قوله، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علقها
بأمرين: رضاه عن المشفوع له، وإذنه للشافع، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
وسر ذلك:
أن الله له الأمر كله وحده، فليس لأحد معه من الأمر شيء، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده: هم الرسل والملائكة المقربون، وهم عبيد محض، لا يسبقونه بالقول، ولا يتقدمون بين يديه، ولا يفعلون شيئًا إلا بعد إذنه لهم، وأمرهم. ولاسيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا، فهم مملوكون مربوبون، أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه.
فإذا أشرك بهم المشرك، واتخذهم شفعاء من دونه، ظنًا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله،
فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه
فإن هذا محال ممتنع، شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء،
حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج.
وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي.
والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق، والرب والمربوب، والسيد والعبد، والمالك والمملوك، والغنى والفقير، والذي لا حاجة به إلى أحد قط، والمحتاج من كل وجه إلى غيره.
فالشفعاء عند المخلوقين:
هم شركاؤهم، فإن قيام مصالحهم بهم، وهم أعوانهم وأنصارهم، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم، فتنتقض طاعتهم لهم، ويذهبون إلى غيرهم. فلا يجدون بدًا من قبول شفاعتهم على الكره والرضى.
فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته، وكل ما سواه فقير إليه بذاته. وكل من في السماوات والأرض عبد له، مقهورون بقهره، مصرفون. بمشيئته. لو أهلكهم جميعًا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة.
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إنَّ اللهَ هو المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إنْ أرادَ أنْ يُهْلِكَ الَمْسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ ومَن في الأرْضِ جَمِيعًا وللهِ مُلْكُ السَّمواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما يخلق ما يشاء واللهُ عَلى كَل شَئٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة: ١٧]، وقال سبحانه في سيدة آي القرآن: آية الكرسى: ﴿لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ مَن ذا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] وقال: ﴿قل لله الشّفاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ [الزمر: ٤٤].
فأخبر أن حال ملكه للسماوات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده،
وأن أحدًا لا يشفع عنده إلا بإذنه، فإنه ليس بشريك، بل مملوك محض، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض.
فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس، ويفعلها بعضهم مع بعض، ولهذا يطلق نفيها تارة، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه، فإنه الذي أذن، والذي قبل، والذي رضى عن المشفوع والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله.
فمتخذ الشفيع مشرك، لا تنفعه شفاعته، ولا يشفع فيه، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه، ومرجوه، ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده، ويطلب رجاءه، ويتباعد من سخطه هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه.
قال تعالى: ﴿أمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ شُفَعاءَ﴾، إلى قوله: ﴿قُلْ للهِ الشّفاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٤٣-٤٤]،
وقال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ ما لاَ يَضُرُّهم ولا يَنْفَعُهم ويَقُولُونَ هؤلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ الله قُلْ أتُنَبئُونَ اللهَ بما لا يعْلمُ في السَّماواتِ ولا في الأرْضِ سُبْحانَهُ وتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ [يونس: ١٨]،
فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم، وإنما تحصل بإذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع.
وسر الفرق بين الشفاعتين
: أن شفاعة المخلوق للمخلوق، وسؤاله للمشفوع عنده، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده، لا خلقًا، ولا أمرًا، ولا إذنًا، بل هو سبب محرك له من خارج، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب،
وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه،
وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه فى أمر يكرهه، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض،
فيقبل شفاعة الشافع. وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع، فيردها ولا يقبلها،
وقد يتعارض عنده الأمران، فيبقى مترددًا بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد، وبين الشفاعة التي تقتضى القبول، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح،
فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله: هي سعى في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به، ولو على كره منه،
فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يشفع يأمر غيره، أو يكرهه على الفعل، إما بقوة وسلطان، وإما يرغبه شفاعته، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع إما رغبة ينتفع بها، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته.
وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه،
فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع، ويأذن له فيها، ويحبها منه، ويرضى عن الشافع، لم يمكن أن توجد،
والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه، ولا لرهبته منه، ولا لرغبته فيما لزمه، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له، فهو مأمور بالشفاعة، مطيع بامتثال الأمر،
فإن أحدًا من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى، وخلقه،
فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره، وهو في الحقيقة شريكه، ولو كان مملوكه وعبده. فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع بالنصر، والمعاونة وغير ذلك، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه: من رزق، أو نصر، أو غيره، فكل منهما محتاج إلى الآخر.
ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته، تبين له حقيقة التوحيد والشرك، والفرق بين ما أثبته الله تعالى من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله، ﴿وَمَن لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نورًا فماله مِن نُورٍ﴾
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قولك:(أخذت ذلك من سياق كلامه فكلام شيخ الاسلام يوضح بعضه بعضا ولا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال)
أولا: يامحمد هنا كلام صريح للشيخ يفسر فيه معنى الذريعة لغة واصطلاحا.
هل نترك هذا التعريف المتفق عليه بين أهل اللسان وأهل الشرع بشهادة الشيخ ونؤول كلامه بتأويل لايحتمل اللفظ لاشرعا ولالغة؟
أليس هذا إنكارا سافرا للحقائق؟
ثانيا: حتى لوتنزلنا لك فالسياق ليس للشرك فقط بل للشرك وللذريعة، وهذا نص الشيخ الذى قلت ان سياقه فى الشرك الأكبر، قال : (ومثل هذا كثير في القرآن ، ينهى أن يُدعى غير الله ، لا من الملائكة ، ولا من الأنبياء ، ولا غيرهم ، فإن هذا شرك اوذريعة إلى الشرك...انظر: كيف غاير بين اللفظين ، قال: (شرك أو ذريعة إلى الشرك) فهل يقول عاقل ان معنى اللفظين واحد؟ فالشرك الأكبر وذريعته شرك أكبر؟ هل رأيت عربيا قال هذا فضلا عن عالم مثل ابن تيمية؟
ألا يكفيك هذا دليلا على خطإ ماتنسبه إلى الشيخ من أنه يطلق الذريعة على الشرك الأكبر؟
فإن كان هناك أحد- من أهل اللغة أو من علماء الشريعة-قال بهذا فأتنى به مشكورا، والا فلنتق الله فيما ننسبه إلى العلماء من أقوال.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قلت لك: ضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله) وسألتك هل توافقني عليه أم تخالفنى؟
فقلت: (وما الذى يقدر عليه الميت حتى يدعى ويستجيب ويسمع سمع اجابة)
أقول: أخى ماالذي يمنعك من أن تقول أوافقك أو لا أوافقك على هذا الضابط؟
والآن أعلمك بأننى لا أستطيع مواصلة الحوار على هذا النمط.
فإما أن تحدد لى ضابط الدعاء الشركي عندك ان كنت تخالفنى فيه واما أن تقول لى أوافقك عليه، ثم نشرع فى التنزيل على صورة الخلاف.
حددلى متى يكون دعاء غيرالله شركا ؟
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قولك:(كيف يكون طلب الشفاعة من الميت أقل شأناََ من تحرى دعاء الله عند القبر)
أخى
حينما نتكلم عن فهم ابن تيمية للمسألة لماذا تورد علي أقوال علماء يعبرون عن فهمهم للمسألة؟ ولماذا لاتحل الإشكال الذى فى كلامه؟ وتصور كأنى أنسب اليه مالم يقله؟
أنا لا اعتقد أن الاستشفاع اقل شأنا من تعظيم الأمكنة، بل هذا كلام ابن تيمية بين يديك فسره لى ان كنت فهمته خطأ.
ولاتورد علي أقوالا لغيره.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
فإما أن تحدد لى ضابط الدعاء الشركي عندك ان كنت تخالفنى فيه واما أن تقول لى أوافقك عليه، ثم نشرع فى التنزيل على صورة الخلاف.
حددلى متى يكون دعاء غيرالله شركا
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
فإما أن تحدد لى ضابط الدعاء الشركي عندك ان كنت تخالفنى فيه واما أن تقول لى أوافقك عليه، ثم نشرع فى التنزيل على صورة الخلاف.
حددلى متى يكون دعاء غيرالله شركا
تعريفك للدعاء الشركى غير جامع لجميع صور الدعاء الشركى
دعاء غير الله من الأموات في كشف غمة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك أو دعائهم ليدعوا له شرك؛ لأن هذا الدعاء عبادة وقربة
فالتوجه بها إلى الله وحده توحيد،
وصرفها لغيره شرك أكبر
قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ . وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ* فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ- وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 106، 107]،
وقال تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا} [الجن: 17]،
وقال سبحانه: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ* لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على اختصاص الله بالدعاء،
و قال تعالى{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}
وكما تقدم
طلب الدعاء من الميت، طلب المغفرة من الميت، أو طلب الدعاء من الميت أن يدعو الله أن يغفر، أو طلب الإغاثة من الميت أو طلب الإعانة أو نحو ذلك
كلها باب واحد هي طلب،
والطلب دعاء فداخلة في قوله تعالى {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
وفي قوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ،
وفي قوله {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} ، ونحو ذلك من الآيات،
فالتفريق مضاد للدليل،
فدعاء الأموات عبادة مصروفة لغير الله ويدخل فيها الصورة التى تذكرها اخى ابو رملة
************
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
قلت لك: ضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله) ..... ماالذي يمنعك من أن تقول أوافقك أو لا أوافقك على هذا الضابط؟
الذى يمنعنى من الموافقة أن الضابط لابد ان يكون شامل لا يخرج عنه صورة من الصور
فتعريفك أخى الكريم تريد أن تخرج به صورة من صورة الشرك وهى صورة ما لا يقدر عليه الاموات من الدعاء
فدعاء الاموات يدخل فيه دعائهم فيما لا يقدر عليه الا الله وما لا يقدر عليه الميت مما يقدر عليه الحى الحاضر القادر على الدعاء او الاعانة او غيرها مما يقدر عليه المخلوق
وسأوضح لك ان تعريفك وان كان صحيحا ولكن ليس جامعا لجميع انواع شرك دعاء الاموات
الأمور التي يطلب العون فيها نوعان:
منها ما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا تجوز الاستعانة فيه إلا بالله
كمغفرة الذنوب، والنجاة من النار، والتوفيق للإيمان، وصلاح الأولاد، وتيسير الأمور.
ومنها ما يقدر عليه المخلوق، كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث:
"وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه..." الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)، وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك الامر بالمعروف والتناهي عن المنكر. والنبي والولي هما من البشر، فهما في الحياة يقدران على بعض الأمور،
يقدران على الجهاد وعلى نصر المظلوم، والدعاء للمؤمنين عموماً وخصوصاً
فتجوز الاستعانة بهم في مثل هذه الأمور ما داموا في الحياة،
وأما بعد الموت فإنهم لا يقدرون على شيء من ذلك،
فلا يجوز طلب الدعاء منهم، ولا طلب قضاء الحوائج، فلا يقدرون على نصرِ مظلومٍ، ولا على جهادِ عدوٍ،
ولهذا عدل الصحابة رضي الله عنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء بالعباس رضي الله عنه، فكانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يستسقون به كما قال عمر رضي الله عنه: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، ولم يكن أحد من الصحابة رضي الله عنهم يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدعاء أو حاجة من الحوائج
فقولك اخى الكريم ان الدعاء الشركى هو سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله
فالسؤال الموجه اليك اخى أبو رملة فماذا اذا طلب المستشفع من الميت
ما يقدر عليه المخلوق، كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث:
"وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه..." الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)، وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك الامر بالمعروف والتناهي عن المنكر. والنبي والولي هما من البشر، فهما في الحياة يقدران على بعض الأمور،
يقدران على الجهاد وعلى نصر المظلوم، والدعاء للمؤمنين عموماً وخصوصاً
فما جوابك اخى ابو رملة اذا طلب من الميت ما يقدر عليه المخلوق الحى الحاضر ان يعينه على دابته او يدله على الطريق اليس ذلك مما يقدر عليه المخلوق - اظنك علمت الآن أن تعريفك غير جامع لانواع الدعاء الشركى
واذا قلت يدعوه ليدعوا الله لظنه انه كالحى الحاضر فيدعوه كالحى الحاضر
فالجواب ذلك ظن الذين كفروا- فظنونهم كثيرة يظنون ان النبى صلى الله حى فى قبره يغيث ويدعوا وينصر وغير ذلك من ظنونهم الجاهلية- وكذلك ظنهم فى الشهداء انهم احياء عند ربهم فيطلبون منهم ما يطلب من الاحياء فى الدنيا وهكذا - فظنون المشركين كالبحر الذى لا ساحل له من الاوهام التى لبس بها الشيطان عليهم يظنون ويظنون ويظنون الى أن غرقوا فى أوحال الشرك...الى أين هذا الظن أخى أبو رملة- فشبهات المشركين لا تنتهى ولا تقف على ساحل لابد من بر الامان وهو التوحيد
قال الله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) أي : هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك ، له ، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة ، المهتدون في الدنيا والآخرة .
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
أخى محمد عبداللطيف
ألاحظ من ردك على كلامى هذه الأمور التالية:
أولا: أنك لاتجيب عن أسئلة خصمك .
ثانيا: ماتسرده من أقوال لابن تينية خارجة عن محل النزاع.
أقول: هذا متفق عليه كما ذكرتُه فى مشاركتى التى قبل ردك هذا، فماوجه ايرادك لهذا الكلام ونحوه؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وأما قولك :وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أيضاً في (27/72 ) :
فهذا الكلام قد بترته لأن ءاخره لايوافق مذهبك وهذا دليل على أنك متعصب لرأيك ليس غرضك إلا أن تنتصر على مخالفك بأي كيفية ... وهذه ءافة تقطع الطريق على طالب الحق نعوذ بالله منها.
وقد نقلت تمام هذا الكلام فى مشاركاتى من قبل وهاأناذا أعيدها عليك مرة أخرى لعلك تستحي عن مثل هذه الصنيع مرة اخرى:
...
ثم من العجب العجاب أنك حذفت تقسيم الشيخ للمسألة الذى يدل على أن المسائل ليست سواء فى الحكم، وهوقوله:( على ثلاث درجات احداها..) وقد جعلته بين القوسين فى النص ليعلم الفرق بين العبارتين.
انظر هداك الله إلى ماتركبه من عدم الأمانة فى النقل للافتراء على العلماء والتلبيس على المتابعين!!!!
انالله وانا اليه راجعون
جزاك الله خيرا
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وإياك أخى المعيصفي جزاك ربي خيرا
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اولا: أخى محمد يبدو أنك خالفتنى فى الضابط ولم تأتنى أنت بضابط صحيح ولاسقيم، فهل تقول: إن الدعاء الشركي ليس له ضابط شرعي نرجع إليه فى فهمه بل هو سماعي، فماسمعناه عن الشرع أنه شرك اعتبرناه شركا، ومالا فلا ، فهل تقول بهذا؟
ثانيا: إن الضابط الذى أنكرته هو الضابط المنضبط الصحيح عنداهل العلم.
قال ابن تيمية فى الفتاوى:
وأما من يأتى إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، (يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات:
إحداها: أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك( مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل)، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل....)
وقال الشيخ محمد بشير السهسواني (المتوفى: 1326هـ) : "المانعون لنداء الميت والجماد ، وكذا الغائب ، إنما يمنعونه بشرطين:
الأول : أن يكون النداء حقيقياً ، لا مجازياً.
والثاني : أن يقصد ويطلب به من المنادَى ما لا يقدر عليه إلا الله ، من جلب النفع وكشف الضر. مثلاً يقال: يا سيدي فلان ؛ اشف مريضي وارزقني ولداً، ولا مرية أن هذا النداء هو الدعاء، والدعاء هو العبادة، فكيف يشك مسلم في كونه كفراً وإشراكاً وعبادة لغير الله؟ ".
ثم قال : " وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد".
انتهى من "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" (ص: 366).
وقال السهسوانى فى صيانة الانسان:( وإن كان المدعو حيا غير حاضر، أو ميتا وينادى من مكان بعيد من القبر، فهذا أيضا شرك، فإن فيه إثبات علم الغيب لغير الله تعالى وهو من الصفات المختصة به تعالى، وإن كان ذلك المدعو ميتا وينادى عند قبره، فهذا ليس بشرك ولكنه بدعة،)اه
وحتى الشيخ صالح آل الشيخ الذى أكثرت النقل عنه فى شركية هذه المسألة يقر أن الضابط الذى ذكرتُهُ هو الضابط الصحيح، مع أنه عند التطبيق يدخل صورة الخلاف فى الضابط مع أنها أجنبية عنه ، قال في شرح كتاب التوحيد مبينا ضابط الاستغاثة الشركية: ( قول من قال من أهل العلم: إن الاستغاثة شرك أكبر إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه، فإن هذا يَرِد عليه: أن ثمت أشياء قد يكون المخلوق في ظاهر الأمر قادرا عليها، ولكنه في الحقيقة لا يقدر عليها، لكن هذا الضابط غير منضبط؛ لأن من وقع في شدة - كغرق مثلا - وتوجه لرجل يراه بأن يغيثه فقال مخاطبا إياه: أستغيث بك، أستغيث بك، أستغيث بك، وذاك لا يحسن السباحة، ولا يحسن الإنجاء من الغرق، فهذا يكون قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق، فهل يكون شركا أكبر؟ لا يكون منه؟ لأن الإغاثة من الغرق ونحوه، يصلح - في الغالب - أن يكون المخلوق قادرا عليها، فيكون الضابط الثاني هو الصحيح، وهو أن يقال: الاستغاثة بغير الله شرك أكبر إذا كان قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما إذا استغاث به فيما يقدر عليه غير الله من المخلوقين، لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء المعيّن: فإنه لا يكون شركا؛ لأنه ما اعتقد في المخلوق شيئا لا يصلح إلا لله - جل جلاله - فالاستغاثة بغير الله إذا كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهي: شرك أكبر، وإذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق، فهي جائزة؛ كما حصل من صاحب موسى، إذ استغاث بموسى عليه السلام. اهـ
لكن قصدالشيخ هنا بالجواز فى الحي فقط.
فالمرجو منك أخى أن تأتى للمسألة بضابط صحيح لأناقشك عليه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
ثالثا: إن شرط كون الفعل أوالقول عبادة هو: أن يكون خاصا بالله فالتوحيدهو : افراد ماهو خاص بالله لله .
والشرك: صرف ماهو خاص بالله لغيرالله.
وعلى هذا فالاستشفاع ليس مماهو خاص بالله بل لايجوز صرفه لله لأنه مماهو خاص بالمخلوق.
فلايجوز أن يقال لله اللهم انى أسألك أن تشفع لى عندك أو عند فلان.
وفي سنن أبي داود وغيره:*(أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: جهدت الأنفس وجاع العيال وهلك المال، فادع الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه،*وقال:*وي ك! إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك ....الحديث.
فالشفاعة دليل على نقص الشفيع لأنه محتاج ولوكان كاملا غنيا لما احتاج الى دعاء غيره.
ولهذا لايجوز صرفها لله كمايصرف للمخلوق.
أما قول القائل فالشفاعة لله كماقال تعالى: (قل لله الشفاعة جميعا) فصرفها لغيره شرك.
فجوابه: نعم الشفاعة لله بمعنى أن له إذنها وقبولها.
فمن قال لأحد أطلب منك أن تأذن لفلان الشفاعة لى أو أن تُشَفِّع فلانا فِيَّ فى أمر لايقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر.
أما أن يكون الله شفيعا لأحد فحاشا وكلا فلله الكمال المطلق.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
رابعا: أما قولك: ( فالسؤال الموجه اليك اخى أبو رملة فماذا اذا طلب المستشفع من الميت ما يقدر عليه المخلوق،*كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها.. .. اظنك علمت الآن أن تعريفك غير جامع لانواع الدعاء الشركى)
فالجواب: هذا ممالايقدر عليه المخلوق، لأنه الإغاثة من وراء الأسباب الحسية التى شرع الله للناس إغاثة بعضهم بعضا.
وليس هذا خاصا بالميت بل لوطلب من حي حاضر شيأ لايقدر عليه باعتقاد أن له قدرة وراء الأسباب يستطيع بها هذا الشىء فهو كافر.
كمن استغاث بمشلول أو برضيع على حمل متاعه بهذا الإعتقاد فهذا شرك لأنه صرف ماهو خاص بالله لغير الله.
أما لواستعانه من غير هذا الإعتقاد فهو عبث وحماقة .
فالموت أخى الكريم ليس علة للشرك فعبادة غيرالله شرك أكبر سواء كان ذالك الغير حيا أو ميتا.
فإن قلت: فطلب الدعاء من الميت أيضا طلب للغوث بسبب وراء الأسباب الحسية، لأن الميت لايسمع السمع الحسي.
فالجواب: هذا باطل من وجهين:
الأول: إن سماع الميت وارد فى السنة النبوية والعلماء اختلفوا فيه فلم يقل أحد أن القول بسماعهم شرك.
الثانى: أن طلب الشفاعة من الميت بهذه الصورة خاص بالمخلوق فليس هنا صرف مالله لغيرالله.
فالامور التى هي من خصائص المخلوق لوصرف للمخلوق العاجز من غير اعتقاد أن له صفة خاصة بالله فلايكون شركا على حد تعريف الشرك الذى مر بنا.
وهذا كمثل قول الخليل عليه السلام للأصنام( ألا تأكلون؟) على وجه التهكم بها، وكخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحاب القليب .
أما الأمور التى هي من خصائص الله كإنزال المطر وغفران الذنوب وغيرها فصرفها لغيرالله شرك أكبر فى كل حال وان لم يعتقد فيه أنه شريك لله فى بعض خصائصه.
والله أعلم
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وهذا ءاخر الرد عليك ان شاء الله تعالى حتى تأتي بضابط صحيح للدعاء الشركي.
فإن هذا هو الفيصل فى المسألة.
وما ناقشت أحدا فى هذه المسألة إلا عجز عن الاتيان به، ممايدل دلالة واضحة على أنهم ينطلقون من غير أصل.
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
اولا: أخى محمد يبدو أنك خالفتنى فى الضابط ولم تأتنى أنت بضابط صحيح ولاسقيم، فهل تقول: إن الدعاء الشركي ليس له ضابط شرعي نرجع إليه فى فهمه بل هو سماعي، فماسمعناه عن الشرع أنه شرك اعتبرناه شركا، ومالا فلا ، فهل تقول بهذا؟
ثانيا: إن الضابط الذى أنكرته هو الضابط المنضبط الصحيح عنداهل العلم.
قال ابن تيمية فى الفتاوى:
وأما من يأتى إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، (يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات:
إحداها: أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك( مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل)، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل....)
وقال الشيخ محمد بشير السهسواني (المتوفى: 1326هـ) : "المانعون لنداء الميت والجماد ، وكذا الغائب ، إنما يمنعونه بشرطين:
الأول : أن يكون النداء حقيقياً ، لا مجازياً.
والثاني : أن يقصد ويطلب به من المنادَى ما لا يقدر عليه إلا الله ، من جلب النفع وكشف الضر. مثلاً يقال: يا سيدي فلان ؛ اشف مريضي وارزقني ولداً، ولا مرية أن هذا النداء هو الدعاء، والدعاء هو العبادة، فكيف يشك مسلم في كونه كفراً وإشراكاً وعبادة لغير الله؟ ".
ثم قال : " وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد".
انتهى من "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" (ص: 366).
وقال السهسوانى فى صيانة الانسان:( وإن كان المدعو حيا غير حاضر، أو ميتا وينادى من مكان بعيد من القبر، فهذا أيضا شرك، فإن فيه إثبات علم الغيب لغير الله تعالى وهو من الصفات المختصة به تعالى، وإن كان ذلك المدعو ميتا وينادى عند قبره، فهذا ليس بشرك ولكنه بدعة،)اه
وحتى الشيخ صالح آل الشيخ الذى أكثرت النقل عنه فى شركية هذه المسألة يقر أن الضابط الذى ذكرتُهُ هو الضابط الصحيح، مع أنه عند التطبيق يدخل صورة الخلاف فى الضابط مع أنها أجنبية عنه ، قال في شرح كتاب التوحيد مبينا ضابط الاستغاثة الشركية: ( قول من قال من أهل العلم: إن الاستغاثة شرك أكبر إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه، فإن هذا يَرِد عليه: أن ثمت أشياء قد يكون المخلوق في ظاهر الأمر قادرا عليها، ولكنه في الحقيقة لا يقدر عليها، لكن هذا الضابط غير منضبط؛ لأن من وقع في شدة - كغرق مثلا - وتوجه لرجل يراه بأن يغيثه فقال مخاطبا إياه: أستغيث بك، أستغيث بك، أستغيث بك، وذاك لا يحسن السباحة، ولا يحسن الإنجاء من الغرق، فهذا يكون قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق، فهل يكون شركا أكبر؟ لا يكون منه؟ لأن الإغاثة من الغرق ونحوه، يصلح - في الغالب - أن يكون المخلوق قادرا عليها، فيكون الضابط الثاني هو الصحيح، وهو أن يقال: الاستغاثة بغير الله شرك أكبر إذا كان قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما إذا استغاث به فيما يقدر عليه غير الله من المخلوقين، لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء المعيّن: فإنه لا يكون شركا؛ لأنه ما اعتقد في المخلوق شيئا لا يصلح إلا لله - جل جلاله - فالاستغاثة بغير الله إذا كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهي: شرك أكبر، وإذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق، فهي جائزة؛ كما حصل من صاحب موسى، إذ استغاث بموسى عليه السلام. اهـ
لكن قصدالشيخ هنا بالجواز فى الحي فقط.
فالمرجو منك أخى أن تأتى للمسألة بضابط صحيح لأناقشك عليه
*******
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
يبدو أنك خالفتنى فى الضابط ولم تأتنى أنت بضابط صحيح ولاسقيم، فهل تقول: إن الدعاء الشركي ليس له ضابط شرعي نرجع إليه فى فهمه بل هو سماعي،
هذه المشاركة فيها مغالطات كثير سأفند بعضها
ما يبدو من كلامى أننى لم أنكر تعريفك للدعاء الشركى فارجع الى المشاركات تجد أننى قلت تعريفك للدعاء الشركى صحيح ولكنه غير شامل وجامع لأنواع الدعاء الشركى فالتعريف لابد أن يكون جامع فاذا أخرجت بعض الصور لا يصبح جامعا والمسألة المطروحة فيها خلاف بين أهل العلم فى دخول هذه الصورة من الدعاء فى الشرك الاكبر وأنا ابين أحد وجهى الخلاف فى أن هذه الصورة شرك أكبر
اقتباس:
ثانيا: إن الضابط الذى أنكرته هو الضابط المنضبط الصحيح عنداهل العلم.
الضابط غير شامل وجامع لأنواع الدعاء الشركى وقد بينت ذلك ولا يمكن التكرار لابد أن تتخطى كل دليل ظهرت صحة البراهين عليه
اقتباس:
أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك( مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل)، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل....)
انظر المحذوف من كلام شيخ الاسلام باللون الاحمر
قال رحمه الله أيضاً في (27/72: (وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك
ويسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا) : مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (الزمر آية 3. اهـ
وقال أيضا كما"الجواب الصحيح" (5 / 187): وما يفعلونه من دعاء المخلوقين كالملائكة أو كالأنبياء والصالحين الذين ماتوا مثل دعائهم مريم وغيرها وطلبهم من الأموات الشفاعة لهم عند الله لم يبعث به أحد من الأنبياء " اهـ
اقتباس:
قال الشيخ محمد بشير السهسواني (المتوفى: 1326هـ) : "المانعون لنداء الميت والجماد ، وكذا الغائب ، إنما يمنعونه بشرطين:
الأول : أن يكون النداء حقيقياً ، لا مجازياً.
والثاني : أن يقصد ويطلب به من المنادَى ما لا يقدر عليه إلا الله ، من جلب النفع وكشف الضر. مثلاً يقال: يا سيدي فلان ؛ اشف مريضي وارزقني ولداً، ولا مرية أن هذا النداء هو الدعاء، والدعاء هو العبادة، فكيف يشك مسلم في كونه كفراً وإشراكاً وعبادة لغير الله؟ ".
ثم قال : " وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد".
انتهى من "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" (ص: 366).
هذا الكلام من الشيخ السهسواني غلط
فسؤال الميت نداء حقيقى وليس مجازى
اقتباس:
" وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد"
هل معنى ذلك جواز سؤال الميت أن يدعوا له او سؤاله الاعانة على دلالة الطريق وندخله فى باب النداء المجازى كل هذا باطل لا دليل عليه
فسؤال الميت أن يسأل الله ما لا يقدر عليه الا الله أو سؤال الميت الشفاعة وهو مما لا يقدر عليه الميت او سؤاله بان يدعوا له أو سوال الميت بأن يعينه على حمل دابته او يدله على الطريق كل هذا باب واحد وهو طلب وسؤال للاموات وكل هذا شرك أكبر وقد بينت الادلة على ذلك بما فيه الكفاية وعدم الاقتناع بالادلة ليس شرط فى فهم الحجة لان المنازع عنده موانع تمنعه من فهم الحجة
ولايصح أبدا أن تقاس الأمور بعد الممات على الأمور حال الحياة ، فيقال أن ما جاز طلبه من الأحياء جاز طلبه منهم وهم أموات، فإن هذا الطلب الذى يطلبه الحى لو طلبه من حى مثله لجاز كأن يقول ( ادعوا الله أن يغفر لى ) ، أو ( حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة ) كما قد قيل للنبى صلى الله عليه وسلم فى حياته ،ولكن عندما يطلبه من الأموات أو الغائبين يصبح شركا بالله و ذلك لأن طلب الدعاء من الأحياء الموجودين غير طلب الدعاء من الأموات أو الغائبين
ولا يستويان فى الحكم
إذ أن الثانى هو أصل الشرك بخلاف الأول ،
يقول شيخ الاسلام ابن ابن تيمية فى كتابه
- قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق صـ 71: 74
مبينا وموضحا الفرق بين طلب الدعاء من الأحياء الحاضرين وطلبه من الأموات أو الغائبين :
( كان الصحابة إذا أرادوا أن يدعوا، دعوا في المسجد، واستقبلوا القبلة، ودعوا الله في بيته، لا يستقبل أحدهم القبر ويدعو، هذا وهم يدعون الله تعالى وحده، وأما دعاء الرسول، أو طلب الحوائج منه،
فهذا لم تكن الصحابة تعرفه البتة، وقد أصابهم ضرورات في الدين والدنيا، مثل الجدب الذي أصابهم عام الرمادة، وغيره، ومثل الخوف الذي كان يصيبهم في قتال الكفار،
فيخافون أن ينتصر الكفار على المؤمنين، ومثل الذُّنوب التي يصيبها من يصيبها منهم . ولا يُعرف عن أحدٍ من الصحابة أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته حاجة، لا زوال الجدب، ولا النصر على العدو، ولا غفران الذنوب، لا يطلبه منه، ولا يشكيه إليه، ولا يقول: ادع الله لنا،بل قد ثبت في الصحيح: أنهم عام الرمادة لما أجدبوا استسقى عمر بالعباس وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا. فيسقون. وكانوا في حياته إذا أجدبوا؛ توسلوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم، توسلوا بدعائه، وطلبوا منه أن يستسقي لهم فكانوا في حياته يتوسلون بدعائه، ويستسقون به،
فلما مات توسلوا بدعاء العبّاس، واستسقوا به؛ لكونه عمّه وكذلك الحديث الذي رواه الترمذي، والنّسائي، وابن ماجه، وغيرهم، عن عثمان بن حنيف: أَنَّ رَجُلًا أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَرِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: فَادْعُهُ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَحْمَةِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ» قال الترمذي: حديث حسن صحيح. فهذا طلب من النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، ليرد الله عليه بصره، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو هو أيضًا ويسأل أن يقبل الله شفاعة نبيه فيه، وقوله: «أتوجه إليك بنبيك» أي: شفاعة نبيك بدعائه، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم شافعًا له،
وهو سائل قبول شفاعة الرسول، فهذا كان توسل الصحابة به في حياته،
فلما مات توسلوا بدعاء غيره، كدعاء العبّاس، وكما استسقى معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي.ولم يكونوا في الاستسقاء وغيره بعد موته يقولون: اللهم إنا نستشفع، أو نتوسل، أو نتوجه؛ لأنه لن يشفع لهم في ذلك، وإنما يتوسل، ويستشفع ويتوجه به، فيما كان شفيعًا فيه صلى الله عليه وسلم، ولا طلبوا منه بعد موته أن يشفع لهم، ويدعو لهم، كما تفعله النّصارى، فيطلبون الشفاعة من الموتى، الأنبياء وغيرهم،
فإن الميت قد انقطع عنه التكليف، ليس هو كالحي الذي يطلب منه ما هو مأمور به من عبادة وطاعة ونفع الغير، فإن الحي إذا طلب منه أن يعين غيره بدعاء، أو شفاعة، أو نفع، أو صدقة، فقد طلب منه ما يأمره الله به من الإحسان، والميت ليس مأمورًا بشيء أمر تكليف؛ لانقطاع التكليف بالموت،
بل هو بمنزلة أهل الجنة، والملائكة، يفعل ما أريد منه،
فما أراده الله منه حصل، سواء طلب ذلك منه الحي أو لم يطلبه، وما لم يرده منه لم يحصل، فليس في سؤال الحي للميت فائدة للحي و لا للميت ، بل فيه شرك بالميت وإيذاء له ، فإن دعاءه يؤذيه وليس فيه فائدة للحي، بل فيه ظلمه لنفسه ، وشركه بربه ، وإيذاؤه للميت ،
ففيه أنواع الظلم الثلاثة .) ففرق بين طلب الدعاء من الحى و طلبه من الميت
لأن الأول قدأذنالله فيه وأمر به
بخلاف الثانى الذى لم يأذن الله فيه فلا يكون ميتا من الأموات شافعا فيه،
ويقول أيضا صـ 122:120 مؤكدا على أن طلب الدعاء من الأموات والغائبين
هو أصل الشرك وفاعله مشرك
لأنه جعل من الشافع شريك للمشفوع إليه :
( فلو شرع أن يطلب من الميت الدعاء، والشفاعة، كما كان يطلب منه في حياته؛ كان ذلك مشروعًا في حق الأنبياء، والصالحين،
فكان يسنّ أن يأتي الرجل قبر الرجل الصالح، نبيًّا كان، أو غيره،فيقول ادع لي بالمغفرة، والنصر، والهدى، والرزق، اشفع لي إلى ربك، فيتخذ الرجل الصالح شفيعًا بعد الموت ،
كما يفعل ذلك النصارى ، و كما تفعل كثير من مبتدعة المسلمين ، وإذا جاز طلب هذا منه، جاز أن يطلب ذلك من الملائكة، فيقال: يا جبريل، يا ميكائيل، اشفع لنا إلى ربك، ادع لنا .
ومعلوم أن هذا ليس من دين المسلمين، ولا دين أحد من الرسل،
لم يسنّ أحد من الأنبياء للخلق أن يطلبوا من الصالحين الموتى، والغائبين، والملائكة، دعاء، ولا شفاعة،بل هذا أصل الشرك، فإن المشركين إنما اتخذوهم شفعاء ،
قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} [يونس: 18] .
وقال: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْوَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام: 94] .
وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] .
وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ • وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 22-23] . وقال: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} [الأنعام: 51] .
وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ} [السجدة: 4] .
وقال: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس: 3] .
فهذه الشفاعة التي كان المشركون يثبتونها أبطلها القرآن في غير موضع،
وهي كشفاعة المخلوق عند المخلوق بغير إذنه،
فإن هذا الشافع شريك للمشفوع إليه، فإنه طلب منه ما لم يكن يريد أن يفعله،
فيحتاج لقضاء حق الشفيع أن يفعله،فالشفيع بغير إذن المشفوع إليه شريك له، والله تعالى لا شريك له،
ولهذا قال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] .فلو شفع أحد بغير إذنه شفاعة نافعة مقبولة كان شريكًا له،
وهو سبحانه لا يشفع عنده أحدإلا بإذنه ،وهذا من وجهين:أحدهما: أنه هو الذي يخلق أفعال العباد، فلا يفعل أحد شيئًا إلا بمشيئته.والثاني:
وهو المقصود:
أن الملائكة، والأنبياء، لا يشفعون عنده إلا بإذنه،
فلا تكون شفاعتهم مقبولة نافعة إلا إذا كانت بإذنه، وما وقع بغير إذنه لم يقبل، ولم ينفع، وإن كان الشفيع عظيمًا .)
إذن فاتخاذ الشفعاء المقطوع بكونه شركا بالله يقع بمجرد طلب الأحياء من الأموات والغائبين الدعاء لهم ،واستخدام شيخ الاسلام كلمة ( مبتدعة المسلمين )
لا يُفهم منه أنهم مسلمون ولكن ابتدعوا بدعة غير مكفرة – كما قد يُتوهم – ولكن لتمييزهم هم وأهل الكتاب عن المشركين الذين لا ينتسبون إلى دين سماوى فى الحديث وإن كان يجمعهم حكم واحد وهو الكفر لاشتراكهم فى وصف هو للشرك أصل ،
ولذلك قال بعدها (ومعلوم أن هذا ليس من دين المسلمين، ولا دين أحد من الرسل، لم يسنّ أحد من الأنبياء للخلق أن يطلبوا من الصالحين الموتى، والغائبين، والملائكة، دعاء، ولا شفاعة،بل هذا أصل الشرك، فإن المشركين إنما اتخذوهم شفعاء ،قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} ) .
الوجه الثانى: وأما قولهم أندعاء الأموات الذى هو شرك لابد وأن صاحبه أمر آخر جعل منه شركا كأن يُطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ، وهذا بخلاف دعاء الأموات الذى ليس بشرك و هو أن يُطلب منهم ما يجوز أن يُطلب منهم وهم أحياء كطلب الدعاء بالمغفرة والرزق.
وقد سبق أن أوضحنا بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الشرك إنما يقع بمجرد اتخاذ الأحياء الأموات أو الغائبين شفعاء كاتخاذهم شفعاء فيما بينهم فى الحياة وهي أن يشفع المخلوق عند المخلوق ابتداء و بغير إذنه فهو شريك له فى حصول المطلوب ، والله تعالى لا شريك له ،و بشفاعة المخلوق يصير المشفوع إليه فاعلا للمطلوب فقد شفع الطالب و المطلوب ، والله تعالى لا يشفعه أحد فلا يشفع عنده أحد إلا باذنه فالأمر كله إليه وحده ، فلا شريك له بوجه .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وأما النداء المجازي
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: " المستغاث به عندهم هو الذي يُدعى ويُسأل ويُطلب منه الغوث ، والمنادي هو داعي المنادَى .
لكن فرقوا بين دعاء المستغاث به وغيره ، كما فرقوا بين دعاء الندبة وغيره ، كقوله : يا حسرتا على ما فرطت ، وقولهم : يا أبتاه ، يا عمراه ، ونحو ذلك مما يلحقون في آخره ألفاً لأجل مد الصوت ، إذ النادب الحزين يمد صوته وهو يندب ما قد فات ، فيمد الصوت في آخر دعائه كقوله: يا أسداه ، يا ركناه ، يا أبتاه ، حتى قالوا يا أمير المؤمنيناه ، يا عبد الملكاه ، إذ نداء الندبة يقوله الإنسان عند حدوث أمر عظيم، ويقوله للتوجع، كقول سارة حين بشرت بإسحق: يا ويلتا.
بخلاف المستغيث فإنه يدعو المستغاث به كما يدعو غيره ، فيقول: يا لزيد ، كقوله يا زيد ، لكن دل بهذه الصيغة أنه يطلب منه الإعانة على ما يهمه من أموره مطلقاً ، بخلاف النداء المجرد فإنه لا يدل على ذلك .
فالمستغيث بالشيء : داعيه ، مع زيادة طلب الإغاثة" .
انتهى من "التوضيح عن توحيد الخلاق" (ص: 304) .
***
قول وامعتصماه هذه لها احتمالات ،
احتمال أن تكون ندبة ، واحتمال أن تكون نداء واستغاثة . وعلى كل إذا كان هذا الغائب لا يسمع الكلام ، أو لا يعتقد أن الكلام سيصل إليه ، فإنه يكون شركاَ ، لأنه استغاث بغير الله جل وعلا ، فإن كان من باب الندبة فإن باب الندبة فيه شئ من السعة ، والأصل أن الندبة تكون لسامع ، كذلك الاستغاثة لما يقدر على الاستغاثة فيه تكون لحي حاضر سامع يقدر أن يغيث ، وهذا كان على القصة هذه لو كانت المرأة قالتها المعتصم لا يسمعها وليس قريبا منها ، فيحتمل إن كان مرادها أنه يمكن أن يسمعها ، يقوم بقلبها أنه يمكن أن يسمعها دون واسطة طبيعية ودون كرامة خاصة لها من الله جل وعلا ، هذا شرك من جنس أفعال المشركين ، إن كان مقصودها أن يوصل ويصل إلى المعتصم طلبها واستغاثتها بواسطة من سمعها كما حصل فعلاَ فهذا ليس بشرك أكبر مخرج من الملة .
فتلخص أن هذه الكلمة محتملة ، والأصل القاعدة في مثل هذه الكلمات المحتملة لا يجوز استعمالها ـ المحتملة لشرك ـ لا يجوز استعمالها ، لأن استعمالها يخشى أن يوقع في الشرك أو يفتح باب الشرك .
للشيخ صالح ال الشيخ
قال الشيخ صالح الفوزان
لا يجوز نداء الغائب، ولا نداء الميت، ولا يستغاث بالغائب، وإنما يستغاث بالإنسان الحاضر الحي الذي يقدر على النجدة والإغاثة {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} ، كالحاضر يقدر،
اقتباس:
قال السهسوانى فى صيانة الانسان:( وإن كان المدعو حيا غير حاضر، أو ميتا وينادى من مكان بعيد من القبر، فهذا أيضا شرك، فإن فيه إثبات علم الغيب لغير الله تعالى وهو من الصفات المختصة به تعالى، وإن كان ذلك المدعو ميتا وينادى عند قبره، فهذا ليس بشرك ولكنه بدعة،)اه
التفريق كما ذكرنا مضاد للدليل وكله باب واحد ولا فرق بين ان يدعوا الميت القريب والبعيد
والميت الذى يظن أنه قريب لأنه اما م قبره هو بعيد لأن الداعى الطالب فى عالم الاحياء والميت المطلوب منه فى دار البرزخ
والقياس على القرب والبعد الحسى باطل لاختلاف العوالم وعدم السماع سمع اجابة
فسمع الاجابة مقطوع بنفيه
اقتباس:
أو ميتا وينادى من مكان بعيد من القبر، فهذا أيضا شرك، فإن فيه إثبات علم الغيب لغير الله تعالى وهو من الصفات المختصة به تعالى،
وهل الاموات من عالم الشهادة أم من عالم الغيب
وهذا السؤال موجه للمعيصفى الذى شكرك على ما اقتبسه
اقتباس:
وحتى الشيخ صالح آل الشيخ الذى أكثرت النقل عنه فى شركية هذه المسألة يقر أن الضابط الذى ذكرتُهُ هو الضابط الصحيح، مع أنه عند التطبيق يدخل صورة الخلاف فى الضابط مع أنها أجنبية عنه
لقد تعلمنا توحيد العبادة جيدا والاستعانة بالميت غير مذكوة فى كلام الشيخ صالح من قريب او بعيد- وأى اعانة يقدر عليها الميت وهو لا اراده له ولا اختيار ولا قدرة حتى يعيت قال بعض السلف أول من قاس ابليس وما عبدت الشمس والقمر الا بالمقاييس
واستدلالك بكلام الشيخ صالح فيه مغالطة كبيرة فهو يتكلم عن الحى الحاض وليس عن الاموات فكيف تقيس الحى بالميت انظر كلام الشيخ صالح قال
اقتباس:
أن ثمت أشياء قد يكون المخلوق في ظاهر الأمر قادرا عليها، ولكنه في الحقيقة لا يقدر عليها
فما هو الذى يقدر عليه الميت حتى يدعى وقد انقطع عمله ولا أراده له ولا أجابة بدلالة الكتاب والسنة
وكلام الشيخ صالح ضرب له مثال حتى لا يتوهم متوهم قال
اقتباس:
لأن من وقع في شدة - كغرق مثلا - وتوجه لرجل يراه بأن يغيثه فقال مخاطبا إياه: أستغيث بك، أستغيث بك، أستغيث بك، وذاك لا يحسن السباحة، ولا يحسن الإنجاء من الغرق، فهذا يكون قد استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق
كلامه فى الحى الحاضر ولكنه لا يحسن السباحة فهل نقيس الحى الحاضر بالميت هل اذا كان امام الغريق ميت هل تراه يمكن ان يستغيث به او يسأله للظنون التى يدعيها المشركون
سؤال الميت او الاستغاثة به او الاستعانه به من الشرك الاكبر لأنه لا يملك اغاثة او اعانة أو اجابة سؤال الداعى الطالب
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وهذا ءاخر الرد عليك ان شاء الله تعالى حتى تأتي بضابط صحيح للدعاء الشركي.
لقد بينته لك مرارا وتكرارا ولكن لا أدرى ما المانع عندك من فهمه
انظر
اقتباس:
طلب الدعاء من الميت، طلب المغفرة من الميت، أو طلب الدعاء من الميت أن يدعو الله أن يغفر، أو طلب الإغاثة من الميت أو طلب الإعانة أو نحو ذلك
كلها باب واحد هي طلب،
والطلب دعاء فداخلة في قوله تعالى {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
وفي قوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ،
وفي قوله {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} ، ونحو ذلك من الآيات،
فدعاء الأموات عبادة مصروفة لغير الله
هل يكفيك بيان الله تعالى فى معنى الدعاء الشركى
قال الله تعالى:
{وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ . وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ* فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ- وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي
انظر هداك الله إلى ماتركبه من عدم الأمانة فى النقل للافتراء على العلماء والتلبيس على المتابعين!!!!
جزاك الله خيرا
سبحان الله
أتحداك أن تأتى بتركيبه افتريتها على شيخ الاسلام أو العلماء بل وضحت كلام شيخ الاسلام
حتى قلت أنت بنفسك بعد أن اعياك الرد فى الصفحة الثانية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
أما كلام ابن تيمية هذا فقد يكون قولا رجع عنه فإنه بشر ليس بمعصوم،
وإن لم يرجع عنه فهو مردود عليه فالحق أحق أن يتبع.
هذا دائما رد من لا يستطيع اقامة البرهان بعد وضوح الادلة على معنى كلام شيخ الاسلام او غيره من العلماء حجته قد يكون قولا رجع عنه من الذى قال انه قولا رجع عنه
بل الحق الواضح المبين ان كلام شيخ الاسلام يوضح بعضه بعضا فما اجمل واشتبه فى موضع يوضح ويبين ويزيل الشبهه فى موضع آخر
وكما قال الامام محمد ابن عبد الوهاب ان شيخ الاسلام ابن تيمية لا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال
فاذا أزلنا الاشكال لم تبقى الا حجة ان الامام رجع عنه -وإن لم يرجع عنه فهو مردود- نعم بكل حال هو مردود
مع ان الاصل المقطوع به عند الاختلاف ان دعاء الاموات شرك وهو من الشفاعة الشركية ويدخل فيه الصورة المتنازع عليها فالكل باب واحد وهو طلب الشفاعة من الاموات فما البرهان الواضح على اخراج هذه الصورة من الشفاعة
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
قال ابن تيمية:( والذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء
قال الامام ابن باز
الوسيلة الأخرى التي لا تجوز: فهي التوسل إليه بدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، فهذه الوسيلة شركية، يسميها المشركون: وسيلة، وهي شرك أكبر، وهي المراد في قوله سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] ويقول -جل وعلا-: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] يعني: يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا زلفى، فاتخذوهم وسيلة بهذا المعنى، يعني: بدعائهم، وسؤالهم، وطلب الشفاعة منهم، والنصر على الأعداء، وشفاء المرضى، ونحو ذلك، وزعموا أنهم بهذا يكونون لهم وسيلة، وهذا هو الشرك الأكبر، وهذا هو دين المشركين
هذا ما يتعلق بموضوعنا
أما الوسيلة المحرمة فقال الامام ابن باز
وسائل الشرك محرمة لكن لا تكون الوسائل شركًا، الشرك غير، والوسائل غير، فاتخاذ القبور مساجد والصلاة عندها من وسائل الشرك، والشرك عبادتها من دون الله.
وهكذا الصلاة بعد العصر وبعد الفجر من وسائل الشرك، وليست شركًا، فالشرك أن تعبد الشمس من دون الله، أما كونك تصلي بعد العصر أو عند الغروب أو عند طلوع الشمس وأن تقصد الله؛ هذا لا يجوز، هذا من وسائل الشرك، والشرك أن تعبد الشمس مع الله جل وعلا. وهكذا الصلاة عند القبور وسيلة، والشرك أن تعبد أصحاب القبور
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قولك:( هذه المشاركة فيها مغالطات كثير سأفند بعضها
ما يبدو من كلامى أننى لم أنكر تعريفك للدعاء الشركى فارجع الى المشاركات تجد أننى قلت تعريفك للدعاء الشركى صحيح ولكنه غير شامل وجامع لأنواع الدعاء الشركى فالتعريف لابد أن يكون جامع فاذا أخرجت بعض الصور لا يصبح جامعا والمسألة المطروحة فيها خلاف بين أهل العلم فى دخول هذه الصورة من الدعاء فى الشرك الاكبر وأنا ابين أحد وجهى الخلاف فى أن هذه الصورة شرك أكبر)
أقول: قولك هذا متناقض، لأنك تقول:تعريفك صحيح ولكنه غيرشامل.
وشرط التعريف كماهو معلوم عند الأصوليين والفقهاء أن يكون جامعا مانعا.
فإذا فقد هذا الشرط لم يكن صحيحا، مع أنك لم تقل لى في مشاركاتك الأولى تعريفك صحيح لكنك قلت لى تعريفك غير شامل.
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قولك:(وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا : مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (الزمر آية 3. اهـ)
هذه هي الواسطة الشركية التى أخبرتك أننى أوافقك عليها فلماذا تخرج عن محل النزاع وتُدْخِلُ موضوعا متفقا عليه؟ ومناط شركية هذه تشبيه الخالق بالمخلوق لأنهم يشبهون الله بالسلاطين
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قول الشيخ السهسوانى " وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد".
انتهى من "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" (ص: 366).
وقولك: (هذا الكلام من الشيخ السهسواني*غلط
فسؤال الميت نداء حقيقى وليس مجازى)
اذا على اطلاقك هذا هل تقول كل سؤال للميت شرك أكبر من غير تفصيل؟
وقولك: (هل معنى ذلك جواز سؤال الميت أن يدعوا له او سؤاله الاعانة على دلالة الطريق وندخله فى باب النداء المجازى كل هذا باطل لا دليل عليه.)
أقول: النداء مجازى وحقيقي ،والنداء المجازى كقول الشاعر: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
ومقصود الشيخ السهسوانى هذا، ولايجيز طلب الدعاء من الأموات بل يراه بدعة وذريعة إلى الشرك الأكبر.
قال ابن تيمية : " وقوله : ( يا محمد يا نبي الله هذا وأمثاله نداء يُطلب به استحضار المنادَى في القلب ، فيخاطب المشهود بالقلب ، كما يقول المصلي : (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا ، يخاطب من يتصوره في نفسه ، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب" انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/319).
وهذا الكلام للشيخ السهسوانى ادخلته هنا لاتصاله بالكلام الذى هو محل الشاهد وليس هو محل نزاعنا
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
وهناك فتوى لبعض أهل العلم فى هذا المجلس فانظرها لعلك تفهم المقصود وهذا رابط الفتوى
https://majles.alukah.net/t181362/
-
رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف
قولك:(وهل الاموات من عالم الشهادة أم من عالم الغيب
وهذا السؤال موجه للمعيصفى الذى شكرك على ما اقتبسه)
ما اقتبس الأخ المعيصفى ليس هذا فهل سألته عما اقتبسه؟
وأما جواب قولك: فالموتى من عالم الغيب لكن خطابهم عن قرب ليس شركا كماتتوهمه فقد شرع لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نسلم عليهم كما نسلم على الأحياء وقد خاطبهم الر سول صلى الله عليه وسلم كالأحياء وسألهم كمايسأل الحي، كما ثبت خطابه لأهل القليب.