-
عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى إخواني في الملتقى أنا أخوكم مجاهد بن رزين من سريلنكا .وعلم الحديث ما تعلمته إلا من الكتب الحديثية وليست عندنا أفواه لنسمع من ألسنتها مثلكم.فهذا البحث كان قبل أن نعرف برنامج المكتبة الشاملة وكتبته وأنا تلميذ في دار التوحيد السلفية بسريلنكا فلا بد من الأخطاء و ليس في سريلنكا من شاخ في الحديث حتى أعرضه عليه حينذاك وحتى الآن كذلك ومن الذين شاخوا من العلماء –الأمر عجيب-الشيخ أجود غفر الله لي له وكانت له علاقة بالشيخ الألباني حتى كانت بينهم مراسلة ودية ولكنه كان من الصوفية فلم يستفد منه شيئا.وموضوع البحث "عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل" أسجله هنا شيئا فشيئا راجيا منكم مراجعته ولتبينوا لي مما فيه من أخطاء لغوية -لأني لست من العرب –ومن أخطاء علمية وحديثية.
تنبيه:- البحث موجه إلى أهل سريلنكا فلذا أكثرت من التمهيد و طولت أسماء المشايخ وعرفتهم ببعض كتبهم المشهورة وفيه ألفاظ لا تنابكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل
تأليف طالب العلم أبي عبد الله مجاهد بن رزين
)مقـــــــدمـة (
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد
فان أهمية علم الحديث لا تخفى على كل من كان له أدنى اهتمام بالدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح . إنه العلم الذي يمهدنا إلى تمييز الحديث الصحيح من الحديث السقيم بقسمه الهام علم الجرح والتعديل . وأما الذين لايهتمون به أو بأقوال من اهتموا به يخشى عليهم سوء العاقبة التي حذر منها النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه المشهور " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخاري ومسلم.
فالدعوة الاسلامية لا يستقيم وزنها الا اذا كانت موافقة للكتاب والسنة الصحيحة لا على آراء مصطنعة تعتمد على الشهوات الطارئة ولهذا قال الامام علي بن المديني " التفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم ( المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 32) ولمعرفة أهمية هذا الفن وعلم الجرح والتعديل لا بأس بي – ان شاء الله – ان اسوق بعض اقوال الائمة النقاد في أهمية الأسانيد فأقول :-
قال الامام محمدبن سيرين في مرضه (ت 110هـ ) " اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عما تأخذوا هذه الاحاديث فانها دينكم" (الضعفاء والمتروكين للامام ابن حبان 1/23) جاءت روايات نحو قول ابن سيرين عن جمع من الأئمة منهم علي بن ابي طالب(ت40هـ)وأبو هريرة(ت58هـ) وشعبةبن الحجاج (ت160هـ)وزائدةبن قدامة(ت161هـ) ومالك بن أنس(ت179هـ) واحمدبن محمدبن حنبل(ت241هـ) وغيرهم ( الإسناد من الدين للدكتور القريوتي ص 18) وقال مطر بن طهمان الوراق(ت 125هـ)في قوله تعالى"أو أثرة من علم"(سورة الأحقاف 40) "إسناد الحديث" ( تدريب الراوى للأمام السيوطي3/160(
وكان محمدبن مسلم بن شهاب (ت 124هـ)اذا حدث أتي بالاسناد ويقول لا يصلح ان يرقى السطح الا بدرجة "
وقال محمد بن ادريس أبو حاتم الرازي (ت 277هـ ") لم يكن في أمة من الامم منذ خلق الله آدم أمة يحفظون آثار نبيهم وأنساب سلفهم مثل هذه الامة" )فتح المغيث3/3(
وقال يزيد بن زريع(ت 182هـ) "لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد" (طبقات شافعية الكبرى للسبكي 1/167)
وقال الامام محمد بن ادريس الشافعي (ت204هـ)" مثل الدي يطلب الحديث بلا اسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعي وهو لا يدري" ( الاسناد من الدين للقريوتي ص 22) وقال الامام شعبة بن الحجاج (ت 160هـ)"كل شيئ ليس في الحديث سمعت فهو خل أو بقل " ( الكامل في الضعفاء 1/48)
وقال الامام سفيان بن سعيد الثوري (ت 161هـ) "الاسناد ســلاح المؤمن فاذا لم يكن معه سلاح فبأي شيئ يقاتل" ( فتح المغيث 3/3)
وغير ذلك من الآثار كثيرة لا تحصى فأكتفي بهذ القدر فهي كافية للقارء اللبيب . هذه الكلمات كلها من كلام أئمتنا الكرام الذين أفنوا أعمارهم في إحياء دين الله على الارض رحمهم الله رحمة واسعة لما قدموا لهذا الدين من الخدمات الجليلة . ولكن من المؤسف جدا ان من قام بهذه المهمة في سريلنكا قليل جـــدا ولا أحد منهم الا من رحم ربي يفهمون قاعدةحديثية على الوجه الصحيح فيستعملونها في غير موضعها فيحرفون الجرح تعديلا وبالعكس سواء هذا كله مع علمي بما قدموا لهذا الدين من الخدمات الغزيرة وارشاد الناس الى التوحيد الخالص من شوائب الشرك المؤبد في النار وتأسيسهم أسسا قوية لدعوة التوحيد رحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم الله خيرا .
ان من المعلوم ان أكثر كلام الأئمة في أكثر الرواة مؤتلفة متقاربة جرحا كان أو تعديلا ولكن بالنسبة الى بعض الرواة تختلف كلامهم وتتباين أقوالهم وقد تشتد حتى يضعفه بعضهم تضعيفا كليا ويوثقه الباقون توثيقا كليا . ولكن هذه بالمقارنة بجانبه الآخر قليلة – الحمد لله – ومن الرواة المختلف فيهم الامام عبد الله بن لهيعة بن عقبة المصرى . وقد تربيت منذ علاقتي بهذ العلم من كتب الشيخ ناصر الدين الألباني على أنه من المختلطين وما رواه العبادلة عنه – ستأتي أسمائهم – أعدل من رواية غيرهم لأنهم سمعوا منه قبل الاختلاط . ورأينا الشيخ ناصر الدين الألباني يصحح أحاديثه على هذه القاعدة ويضعفه ولا يلتفت الى طعنات أخرى وجهت نحو ابن لهيعة حتى وقفت على تصحيح الشيخ – رحمه الله - رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة مستدلا بما ذكره الامام أحمد بن حنبل عنه وذكره الذهبي في (السير) وحتى وقفت على تصحيح الشيخ رواية اسحاق بن عيسى الطباع مستدلا بما ذكره الامام عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه ( العلل) وتصحيح الشيخ رواية يحي بن اسحاق السيلحيني عنه وحتى وقفت في كتاب ( اتحاف النيل) للشيخ مصطفى بن اسماعيل فانه ذكر الاختلاف في ابن لهيعة ملخصا ومما ذكره فيه مسألة " التدليس" فاضطربت فاشتد الحاجة لدي للقيام ببحث مستقل في ترجمته ودراسة رواياته . وقد ذكر الشيخ علي حسن علي عبد الحميد الحلبي تلميذ الشيخ الألباني في كتابه ( زهر الروض في حكم صيام السبت في غير الفرض) بأن له كتابا بعنوان " الدلائل الرفيعة فيمن صحت روايتهم عن ابن لهيعة " وكذا ذكر الشيخ ابو الحسن مصطفي ابن اسماعيل في كتابه المذكور آنفا ان الشيخ عقيل بن محمد المقطري قد كتب في دراسة رواياته رسالة مستقلة . أظن أنهما لم تطبعا بعد
. وكذا رأيت الشيخ صالح بن حامد الرفاعي ذكر في رسالته للماجستير كتابين ألفا في المختلطين وهما :
1. الاغتباط بمعرفةمن رمي بالاختلاط للامام برهان الدين ابراهيم محمد سبط بن العجمي .
2. الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الروات الثقات لابي البركات محمد بن أحمد .
وهذان الكتابان لم أحصل عليها حينما شرعت في البحث.) أول شروعي فيه كان في معهد دار التوحيد السلفية وعلقت حلقات في لوحة مجمع الافكار) وتلك لوحة تعلق بالجدار وفيها مقالات للطلبة أسبوعيا ولم تعلق حلقتان من البحث الا وقد بادرت اسرة اللوحة بمنعها وكانت الاسرة مشتملة على ثلاث من الاساتذة - بتبريرات لايعلم مقصودها الا الله – )ثم حصلت عليهما فوجدتهما في مكتبة الشيخ يحيي سلمي بن نوبار –هداني الله وإياه- وهي ان شاء الله حافلة بكتب الجرح والتعديل وغير ذلك من الكتب التي يحتاج اليها العلماء فضلا عن طلبة العلم فقررت ان أقوم ببحث عن عبد الله بن لهيعة قدر استطاعتي وأجمع كلام الأئمة واوفق بين مختلفها على الوجه الصحيح ان بدا لي – ان شاء الله
وقد قسمته الى مقدمة وثلاثة مباحث
المبحث الاول :- ترجمة مختصرة عن الامام ابن لهيعة
المبحث الثاني :- يبحث فيه عن الاسباب التي طعن بها الامام ابن لهيعة وتحقيق الكلام فيها وفيه ثلاثة فصول
الفصل الاول :- الاختلاط
الباب الاول :- التعريف عن الاختلاط
الباب الثاني :- حادثة احتراق داره وكتبه
الفصل الثاني :- سوء الحفظ
الباب الاول :- التعريف عن سوء الحفظ
الباب الثاني:- متابعة مدلس على سيئ الحفظ هل تقوي روايته ؟
الباب الثالث :- بيان وجه من جرح ابن لهيعة مطلقا والجواب عليه
الفصل الثالث:- التدليس
الباب الأول:- التعريف عن التدليس وأنواعه
الباب الثاني:- تفصيل كلام ابن حبان في ابن لهيعة
الباب الثالث:- المدلس اذا روى من كتبه هل يدلس ؟
المبحث الثالث :- سيكون البحث فيه عن الرواة الذين رووا عنه قبل احتراق الكتب . وفيه فصلان
الفصل الاول :- تحقيق الكلام في قبول رواية العبادلة عن ابن لهيعة
الفصل الثاني :- تحقيق الكلام في رواة آخرين صحت روايتهم عن ابن لهيعة وفيه بابان
الباب الاول :- الكلام فيمن تصح روايتهم عنه بلا نزاع عند من ضعفه بالاختلاط
الباب الثاني :- الكلام فيمن وقع الكلام والنزاع في روايتهم عنه
هذا وأشكر أساتذنا وشيخنا أبا بكر الصديق – حفظه الله مدير معهد دار التوحيد السلفية وأجزم أنني من أكثرالتلاميذ دعاءله . والشيخ كان يحثني على طلب العلم الشرعي بدعائه لي دائما في كل مجلس بالبركة وزيادة العلم وأشهد بأنه من الشيوخ السلفيين. وما أكثر ما قيل فيه من قيل وقال فانه من داءالعضال . ولا حول ولا قوة الا بالله . واما ماكان في هذا البحث من الصواب فمن عند الله والى الله. واما ما يكون فيه من خطأ فمني– والله الموفق .
وكتبه يوم الثلثاء في شهر رجب 1424هـ أبو عبد الله مجاهد بن زرين
أخوكم السريلنكي
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فأنا في انتظار بحثك إن شاء الله، ولكني أقترح أن تبدأ بذكر المراجع التي رجعت إليها، لأن الكلام في عبد الله بن لهيعة يطول، جدا في الحقيقة، وقد كتب في ذلك أبحاث كثيرة، فإن وجدت نقصا في كتب الجرح والتعديل، فانظر هنا، لعلك تجدها إن شاء الله
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
إلى أخي أبي مريم جزاك الله خيرا
المبحث الاول
) ترجمة مختصرة عن الامام ابن لهيعة(
قد ترجم له الامام ابن سعد في (الطبقات الكبرى 7/358) والامام العقيلي في ( الضعفاء ص 294 ) وابن أبي حاتم الرازي في ( كتاب الجرح والتعديل 2/146) وابن عدي في (الكامل في الضعفاء 4/144) والامام ابن حبان في ( كتاب الضعفاء المجروحين 2/ 11) وابن خلكان في (وفيات الاعيان 1/237) وشمس الدين الذهبي في ( تذكرة الحفاظ 1/237) وفي (سير أعلام النبلاء 7/359) وفي ميزان الاعتدال 2/475) وابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب 5/327) والسيوطي في(حسن المحاضرة 1/301) وغير ذلك من الأئمة .
) اسمه ونسبه ومولده(
هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي الأعدولي أبو عبد الرحمن المصرى القاضي . ولد بمصر سنة ست وتسعين قاله يحي بن بكير وقال ابن سعد وابن يونس سنة سبعين وأبوه لهيعة بن عقبة يكني ابا عكرمة روى عن سفيان بن وهب الخولاني وله صحبة وغيرهم وعنه يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد وهو ضعيف ذكره ابن حبات في ( الثقات) قاله ابن حجر وقال أيضا "......... وقال الازدي حديثه ليس بالقائم وقال ابن القطان" مجهول الحال "( تهذيب التهذيب 8/411) وقال الامام الذهبي في ( الكاشف 3/12)" وثق" مات سنةمائة وقال ابن حجر العسقلاني في (التقريب ص 287) "مستور" وضعفه الالباني في (الضعيفة 3/499)
(جده في طلب العلم )
قال الامام ابن حبان باسناده الى بشر بن المنذر قال كان ابن لهيعة يكني أبا خريطة ذاك أنه كانت له خريطة معلقة في عنقه فكان يدور بمصر فكلما قدم قوم كان يدور عليهم فكان اذارأى شيخا له سأله من لقيت وعمن كتبت فاذا وجد عنده شيئا كتب عنه فلذلك كان يكنى به . وقال باسناده الى قتيبة بن سعيد يقول حضرت موت ابن لهيعة فدمعت الليث يقول ما خلف مثله . وقال باسناده الي مالك "........ فجعل يقول (يعني مالكا) فان ابن لهيعة ليس يذكر الحج فيسبق الى قلبي أنه يريد مشافهة والسماع منه وقد روى عن اثنين وسبعين تابعيا . ولذا أثنى عليه الامامالذهبي في ( السير) بما يلي :- " لا ريب ان ابن لهيعة كان علم الديار المصرية هو والليث معا كما كان الامام مالك في ذلك العصر عالم المدينة والاوزاعي عالم الشام"……..
) الشيوخ الذين روى عنهم ابن لهيعة ومن رووا عنه كما ذكرهم الامام ابن الحجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب)
روى عن الاعرج وأبي الزبير ويزيد بن ابي حبيب ومشرح بن هاعان وابي قبيل المعافري وابي وهب الجيشاني وجعفر بن ربيعة وحي بن عبد الله المعافري وعبيد الله بن أبي جعفر وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن دينار وكعب بن علقمة وأبي الاسود محمدبن عبد الرحمن بن نوفل وابن المنكدر وموسى بن ورهان وابي يونس مولي ابي هريرة وعبد الله ابن هبيرة وعبد الرحمن بن حيويل وعقيل بن خالد وخلق .
وعنه ابن ابنه أحمدبن عيسي وابن أخيه لهيعة بن عيسي بن لهيعة والثوري وشعبة والاوزاعي وعمروبن الحارث وماتوا قبله والليث بن سعد وهو من أقرانه وابن المبارك وربما نسبه الي جده وابن وهب والوليد بن مسلم وعبد الله بن يزيد المقرئي وأسد بن موسي وأشهب بن عبد العزيز وزيد بن الخباب وأبو الاسود النضر ابن عبد الجبار وبشر بن عمر الزهراني وعيسي بن اسحاق ويحي بن اسحاق السيلحيني وسعيد بن ابي مريم وأبو صالح كاتب الليث وعثمان بن صالح السهمي ويحي بن عبد الله بن بكير وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح بن المهاجر وجماعة "
ومن قرأ مقدمة التهذيب علم أن الامام ابن حجر العسقلانب لم يلتزم استيعاب جميع الرواة ويري الحافظ أن ذلك شيئ خارج عن مقصود كتب " الجرح والتعديل " ولذا نري أنه كلما ينهي شيوخ راو يقول " وخلق " و"جماعة" و "آخرين" وكذا في التلاميذ وكذا فعل في ابن لهيعة كما تري وأثني عليه كثير من العلماء لسعة علمه وجده في طلبه وتوفي سنة أربع وسبعين ومائة علي الراجح
.
وأكتفي بهذا القدر خشية الاطالة في هذه العجالة
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
المبحث الثاني
( البحث عن الاسباب التي طعن بها ابن لهيعة وتحقيق الكلام فيها )
اتفق الائمة على عدالة الامام القاضي عبد الله بن لهيعة وسلامة عقيدته وكان امام عصره بمصر . وكان طلابا للعلم جماعا له وكان من الأئمة الفضلاء . ولكن العدالة وسلامة العقيدة ان لم يقترن بها الضبط التام لاتقبل روايته بل ان اشتدت الاوهام وفحشت تترك عنه الرواية . وكثير من الأئمة الذين شهد لهم الأئمة النقاد بالعلم والفضل وعلو المنزلة ضعفوا من جهة الحفظ كالامام ابي حنيفة النعمان بن ثابت واتفقت الأئمة على سوء حفظه الامن شذ من المتعصبة المتأخرين كالكوثري وقد رد عليه الامام المعلمي ردا شافيا في كتابه ( التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ) وكذا امامنا المترجم له قد جرح بثلاثة أوجه :-
الأول :- سوء الحفظ ضعفه به بعض الأئمة معللين له بأنه كان سيئ الحفظ من صغر سنه وأنه لم يعرض له بعد الاحتراق .
الثاني :- التدليس طعن به الامام ابن حبان في كتابه ( الضعفاء) بعد سير رواياته وغيرهم من الأئمة المتأخرين .
الثالث :- الاختلاط . في هذه المسألة ثلاث طوائف. طائفة من العلماء قالوا باحتراق كتبه كلها ولم يستثنوا منها شيئا .وطائفة منهم نفوا احتراق كتبه . وطائفة قالوا باحتراق بعض أصوله . وهنا طائفة من العلماء اضطربت أقوالهم تارة قالوا بالاحتراق وتارة نفوه
ومنهم من جرحه بسوء الحفظ والتدليس جميعا . والذين قالوا بتضعيفه باختلاطه اختلفوا في قبول رواية القدامى عنه . منهم من وقف عند العبادلة فقط. ومنهم من توسع وزاد عليهم . فالمسألة اذا شديدة الخلاف . فالترجيح من مثل هذا التلميذ الضعيف صعب ولكني سأجتهد ما استطعت . وما لم يترجح لي أذكر فيه الخلاف فقط وأترك الترجبح لأهله وما توفيقي الا بالله
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
الفصل الأول
(الاختلاط)
الباب الاول :- التعريف عن الاختلاط
الاختلاط لغة :- قال ابن منظور " اختلط فلان أي فسد عقله ورجل خلط بين الخلاطة :- أحمق مخالط العقل . ويقال خولط الرجل فهو مخالط واختلط عقله فهو مختلط اذا تغير عقله " ( لسان العرب 7/294,295 )
الاختلاط اصطلاحا :- قال الامام السخاوى تلميذ الحافظ " وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الاقوال والافعال اما بخرف أو ضرر أو مرض أو عرض من موت ابن وسرقة مال كتب كابن لهيعة أو احتراقها كابن الملقن " ( فتح المغيث 3/ 366 )
وقد ذكر الامام ابن الصلاح الشهرزوري في كتابه ( علوم الحديث)المشهور بمقدمة ابن الصلاح ستة عشر راويا اختلطوا باسباب شتي وذكر في بعضهم بعض من سمع منهم قبل الاختلاط وفي بعضهم بعض من سمع منهم بعد الاختلاط وذكر في آخر هذاالباب:- " ان ما كان من هذا النوع محتجا بروايته في الصحيحين أو احدهما فانا نعرف على الجملة ان ذلك مما تميز وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط والله أعلم " وقد شرح قوله الامام عبد الرحيم بن حسين العراقي شيخ الحافظ فأطال ( التقييد والايضاح شرح المقدمة ص 412) وللزيادة من المعلومات إليكم ثلاثة كتب مشهورة
1- الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث للامام ابن كثير شرحه الامام أحمد محمد شاكر ( ص 229)
2- فتح المغيث شرح ألفية العرافي في الحديث " 3/365) للامام السخاوى
3- تنقيح الانظار مع شرحه توضيح الافكار " (2/502) للامام الضعاني
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
الباب الثاني :- حادثة احتراق الكتب
قد أشرت في تمهيدي لهذا المبحث الى اختلاف أقوال الأئمة في هذه المسألة والآن سأنقل كلامهم وأقوالهم فيها ثم أذكر القول الراجح الذي يبدو لي بالمقارنة – ان شاء الله
(1) العلماء الذين قالوا باحتراق كتبه كلها.
(1) قال الامام البخارى عن يحي بن بكير " احترقت كتب ابن لهيعة سنة سبعين ومائة "(سير أعلام النبلاء7/360 و تهذيب التهذيب 5/329(
(2) قال الامام سعيد بن أبي مريم" ما أقربه قبل الاحتراق ولا بعده " (كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 21/146)
(3) قال الامام قتيبة بن سعيد " لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث اليه الليث بن سعد من الغد ألف دينار " ( سير أعلام النبلاء 7/ 368)
(4) قال الامام أحمد بن حنبل " احترقت كتب ابن لهيعة ....."(سوءالات أبي داود السجستاني للامام أحمد رقم256)
(5) قال الامام يحي بن معين " هو ضعيف قبل ان تحترق كتبه وبعد احتراقها "( ميزان الاعتدال للامام الذهبي 2/ 477(
وقال أيضا يكتب عن ا بن لهيعة ماكان قبل احتراق كتبه ) سير أعلام النبلاء 7/370 (
(6)قال الامام عبد الرحمن بن يوسف بن خراش " كان يكتب حديثه احترقت كتبه فكان من جاء بشيئ قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثا وجاء به اليه قرأه عليه" ( تهذيب التهذيب 5/ 331)
(7)قال الامام ابن حبان"..........ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه فيها مما ليس من حدبثه"(كتاب الضعفاء والمجروحين له (2/13 )
(8) قال الامام ابن حبان " كان أصحابنا يقول " ان سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة فسماعهم صحيح" ............ ( كتاب الضعفاء والمجروحين له (2/11(
(9) عمرو بن علي الفلاس " احترقت كتبه فمن كتب عنه قبل ذلك ........أصح "( كتاب الجرح والتعديل 2/147)
(10)قال الامام أبو جعفر الطبري في ( تهذيب الآثار " اختلط عقله في آخر عمره "( تهذيب التهذيب5/331) يفهم
منه أنه يعني بقوله هذا احتراقه كما هو السبب المشهور . الله أعلم .
(11) قال مسعود عن الحاكم " لم يقصد الكذب وانما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ " ( تهذيب التهذيب (5/331)
(12)أورده الامام برهان الدين محمد سبط ابن العجمي في كتابه الذي أفرده للمختلطين ( نهاية الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط لعللاء الدين علي رضا رقم 58 )
(13) وقال الامام ابن حجر العسقلاني " اختلط بعد احتراق كتبه " ( تقريب التهذيب( 188
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
(2) العلماء الذين نفوا احتراق كتبه أو لم يؤثر عنهم قول فيه
(1) قال الامام سعيد بن أبي مريم " لم تحترق " قاله أبوداود (تهذيب التهذيب 5/329(
(2) قال الامام يحي بن معين " ليس بشيئ " قيل ليحي " فهذا الذي يحكي الناس أنه احترقت كتبه " قال ليس لهذا أصل سألت عنها بمصر "( كلام يحي بن معين ص 97 رواية أبي خالد الدقاق يزيد بن الهيثم طهان البادي (
وقال أيضا " ابن لهيعة ليس بشيئ تغير او لم يتغير " ( ص 108(
(3)قال الامام أحمد بن صالح لما ذكره يعقوب سماع القديم والحديث " كان ابن لهيعةطلابا للعلم صحيح الكتاب" وقال أيضا ليس من هذا شيئ)"...…ميزان الاعتدال 2/ 477 وتهذيب التهذيب 5/330(
(4) قال يحي بن حسان سمعت ابي يقول " ما رأيت احفظ من ابن لهيعة بعد هشيم قلت له " ان الناس يقولون احترقت كتب ابن لهيعة فقال " ماغاب له كتاب"(كتاب الجرح والتعديل 2/148)
(5) قال الامام ابو زرعة " سماع الاوائل والاواخر منه سواء الا ان ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله وليس ممن يحتج به " ( ميزان الاعتدال 2/477)
(6) وقال الامام عبد الرحمن بن ابي حاتم الرازي قلت لأبي " اذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج به ؟ قال لا " (كتاب الجرح والتعديل 2/148)
(7) قال الامام ابن سعد " أما اهل مصر فيذكرونه انه لم يختلط لكنه كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه "( الطبقات الكبري 7/358 له )
(8) أورد الامام عمر بن أحمد بن شاهين قول يحي بن معين بنفي الاحتراق ساكتا عليه (تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين رقم 332)
جميع من نفوا احتراق كتبه ضعفوه الا الامام أحمد بن صالح وابو يحي حسان فانهما وثقاه مطلقا كما يبدو من أقوالهما ولكنهما ضعفاه من جهة أخرى فسيأتي في مكانه - ان شاء الله وابن شاهين ضعفه مطلقا كما هنا حيث أورده في كتابه الخاص للضعفاء ولكنه وثقه مطلقا في كتاب آخر - فسيأتي في مكانه ان شاء الله
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
(3) العلماء الذين قالوا باحتراق بعض كتبه
(1) قال عثمان بن صالح " ما احترقت كتبه ما كتبت من كتاب عمارةبن غزية الا من أصل ابن لهيعة بعد احتراق داره غير ان بعض ما كان يقرأ منه احترق ولا أعلم أحدا بسبب علة ابن لهيعة مني . أقبلت انا وعثمان بن عتيق بعد الجمعة فوافينا ابن لهيعة أمامنا على حمار فأفلج وسقط فبدر ابن عتيق اليه فأجلسه وصرنا به الى منزله وكان ذلك أول سبب علته " (رواها العقيلي عن ابنه يحي بن عثمان في الضعفاء 2/695)
(2) قال اسحاق بن عيسى الطباع " ما احترقت أصوله انما احترق بعض ما كان يقرأ منه يريد ما نسخ منها " ( سير أعلام النبلاء 7/367)
(3) قال الامام الذهبي " والظاهر أنه لم يحترق الا بعض أصوله " ( سير أعلام النبلاء 7/368)
يتبين من قول يحي بن بكير واسحاق بن عيسى الطباع أن حادثة احتراق الدار قد وقع في سنة تسع وستين او سبعين – على تقدير وقوعه– الآن بعد سرد هذه الاقوال تتبين المسألة بأجوبة على أربعةأسئلة آتية
1. هل قصة احتراق دارابن لهيعة صحيحة ؟
2. اذا كانت صحيحة هل تعرضت له كتبه ؟
3. اذا كانت تعرضت للاحتراق هل احترقت كله أو البعض منها احترقت ؟
4. هل من الصحيح قول من قال " لم تحترق أصوله انما احترقت بعض ما كان يقرأ عليه ؟
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
والذى يترجح عندى – والله أعلم – أن حادثة احتراق الدار صحيحة . لأن يحي بن بكير والليث بن سعد وعثمان بن صالح سعيد بن ابي مريم وقتيبة بن سعيد وهم معاصروه وبلديوه ورووا عنه قد أثبتوا احتراق الدار في الجملة . وسعيد بن ابي مريم قال بنفيه أيضا ولكن حين نجمع بين قوليه يمكن ان يقال " انه قال باثباته بعد ان كان لم يعرفه فنفاه " وكذا اثبت احتراق الدار اسحاق بن عيسى الطباع وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش ويحي بن معين وعمرو بن علي الفلاس وهم وان لم يكونوا بلدييه ولكنهم عاصروه واسحاق قد روى عنه قد أثبتوا الحادثة فلا شك في صحة الحادثة . ويحي بن معين قال بنفيه أيضا كسعيد بن ابي مريم فيقال فيه ماقيل في سعيد هؤلاء تسعة من الائمة. واما الذين نفوه من أهل بلده في قائمتنا التي قدمناها آنفا فهم أحمد بن صالح وهو بلديه ومعاصره وابو يحي حسان بصري عاصره ولقيه وقد يكون آخرون كما يقول الامام ابن سعد ويحي بن معين في أحد قوليه المتقدمين . وجوابنا على ذلك أن تسعة من الأئمة ومنهم خمسة بلديوه قد أثبتوا حادثة الاحتراق في الجملة والمثبت ممقدم علي النافي ومن علم حجة على من لم يعلم واذا تحرر لنا هذا فلنعد الي السؤال الثاني ولنجب عليه فأقول ان الأئمة يحي بن بكير والليث بن سعد وسعيد بن ابي مريم وقتيبة بن سعيد صرحوا باحتراق كتب ابن لهيعة وهم بلديوه معاصروه الذين رووا عنده وعثمان بن صالح وهو بلديه وروى عنه كما تقدم نفي احتراق الاصول وقال باحتراق بعض ماكان يقرء عليه وأثبته بقوله " ما كتبت من كتاب عبارة بن غزية الا من اصل ابن لهيعة بعد احتراق داره غير ان بعض ما كان يقرأ منه احترق ....." وفي(الضعفاء) للعقيلي قال " معاذ الله أن يكون شيئ من ذلك....." والراجح أن معظم كتب ابن لهيعة أصولا كانت او فروعا احترقت وقد يكون بعض الاصول لم تتعرض للاحتراق مثل ما قال عثمان بن صالح . وبه نوفق بين الاقوال ولا ندعه بين الاشكال ونسلم من الاعتراض – ان شاء الله - وبه كنا قد أجبنا علي جميع الاسئلة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وأما أحمد بن صالح فيرى الاضطرابات والاوهام التي انتقد بها الامام ابن لهيعة من قبل الرواة عنه فقال "كنت أكتب حديث أبي الاسود في الرق ما أحسن حديثه عن ابن لهيعة قال ( هو يعقوب بن سفيان الراوى عنه) فقلت له " ويقولون سماع قدسم وحديث فقال ليس من هذا شيئ ابن لهيعة صحيح الكتاب وانما كان أخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه املاء فمن ضبط كان حديثه حسنا الا أنه كان يحضر من لا يحسن ولا يضبط ولا يصحح ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ولم ير له كتاب وكان من اراد السماع منه استنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه فمن كتب من نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير وكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فانه سمع من عطاءوروى عن رجل عن عطاء وعن رجلين عن عطاء وعن ثلاثة عن عطاء فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء " (تهذيب التهذيب5/330)
اذا فقبول رواية ابن لهيعة وردها عنده باعتبار الرواة عنه ولذا استحسن حديث أبي الاسود النضربن عبد الجبار عنه لانه كان يتثبت في روايته عنه - كما سيأتي – ان شاء الله في موضعه فلا تعارض اذابين من قال بالاختلاط وبين أحمد بن صالح وكل ذلك راجع في قبول الرواية وردها اإلى اعتبار الرواة عنه والحمد لله
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
الفصل الأول
(الاختلاط)
الباب الاول :- التعريف عن الاختلاط
الاختلاط لغة :- قال ابن منظور " اختلط فلان أي فسد عقله ورجل خلط بين الخلاطة :- أحمق مخالط العقل . ويقال خولط الرجل فهو مخالط واختلط عقله فهو مختلط اذا تغير عقله " ( لسان العرب 7/294,295 )
الاختلاط اصطلاحا :- قال الامام السخاوى تلميذ الحافظ " وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الاقوال والافعال اما بخرف أو ضرر أو مرض أو عرض من موت ابن وسرقة مال كتب كابن لهيعة أو احتراقها كابن الملقن " ( فتح المغيث 3/ 366 )
وقد ذكر الامام ابن الصلاح الشهرزوري في كتابه ( علوم الحديث)المشهور بمقدمة ابن الصلاح ستة عشر راويا اختلطوا باسباب شتي وذكر في بعضهم بعض من سمع منهم قبل الاختلاط وفي بعضهم بعض من سمع منهم بعد الاختلاط وذكر في آخر هذاالباب:- " ان ما كان من هذا النوع محتجا بروايته في الصحيحين أو احدهما فانا نعرف على الجملة ان ذلك مما تميز وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط والله أعلم " وقد شرح قوله الامام عبد الرحيم بن حسين العراقي شيخ الحافظ فأطال ( التقييد والايضاح شرح المقدمة ص 412) وللزيادة من المعلومات إليكم ثلاثة كتب مشهورة
1- الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث للامام ابن كثير شرحه الامام أحمد محمد شاكر ( ص 229)
2- فتح المغيث شرح ألفية العرافي في الحديث " 3/365) للامام السخاوى
3- تنقيح الانظار مع شرحه توضيح الافكار " (2/502) للامام الضعاني
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
جزاك الله خيرا وأين أنت يا أخي أبا مريم
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى كل خير، ولعل للخلاف في حادثة الاحتراق تفسير آخر.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجاهد بن رزين
والذى يترجح عندى – والله أعلم – أن حادثة احتراق الدار صحيحة . لأن يحي بن بكير والليث بن سعد وعثمان بن صالح سعيد بن ابي مريم وقتيبة بن سعيد وهم معاصروه وبلديوه ورووا عنه قد أثبتوا احتراق الدار في الجملة . وسعيد بن ابي مريم قال بنفيه أيضا ولكن حين نجمع بين قوليه يمكن ان يقال " انه قال باثباته بعد ان كان لم يعرفه فنفاه " وكذا اثبت احتراق الدار اسحاق بن عيسى الطباع وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش ويحي بن معين وعمرو بن علي الفلاس وهم وان لم يكونوا بلدييه ولكنهم عاصروه واسحاق قد روى عنه قد أثبتوا الحادثة فلا شك في صحة الحادثة . ويحي بن معين قال بنفيه أيضا كسعيد بن ابي مريم فيقال فيه ماقيل في سعيد هؤلاء تسعة من الائمة. واما الذين نفوه من أهل بلده في قائمتنا التي قدمناها آنفا فهم أحمد بن صالح وهو بلديه ومعاصره وابو يحي حسان بصري عاصره ولقيه وقد يكون آخرون كما يقول الامام ابن سعد ويحي بن معين في أحد قوليه المتقدمين . وجوابنا على ذلك أن تسعة من الأئمة ومنهم خمسة بلديوه قد أثبتوا حادثة الاحتراق في الجملة والمثبت ممقدم علي النافي ومن علم حجة على من لم يعلم واذا تحرر لنا هذا فلنعد الي السؤال الثاني
فأما حادثة الاحتراق، فالله تعالى أعلم أتصح أم لا،
قال البرذعي (سؤالات البرذعي لأبي زرعة، ج2/ص479، 1426هـ ط الجامعة الإسلامية)
وقال لي أبو زرعة: قال يحيى - يعني ابن بكير - احترق حصن لابن لهيعة، فبعث إليه الليث بمائة دينار، وأنكر يحيى أن يكون احترق كتب لابن لهيعة.
قال أبو زرعة: لم تحترق كتبه، ولكن كان رديء الحفظ
وقال الآجري:
1512- سمعت أبا داود يقول: قال ابن أبي مريم: لم تحترق كتب ابن لهيعة، ولا كتاب، إنما أرادوا أن يرققوا عليه أمير مصر، فأرسل إليه أمير مصر بخمسمائة دينار (ج2، بتحقيق البستوي)
(سؤالات الآجري أبا داود، )
فالظاهر أن أمرا ما حدث، فأحاط قوم بحقيقته ولم يحط به آخرون، فهذا تفسير آخر للاختلاف في حادثة الاحتراق، ومن الممكن أن يكون احترق الحصن دون الكتب، فلعلها كانت في مكان آخر،
وعلى كل حال، بالنظر إلى ما يلي:
المعرفة والتاريخ للفسوي
(2/184 و2/185، و2/435، و2/436)
(2/192 و 2/434 و)
يبدو أن ابن لهيعة كان يحدث من كتابه أول أمره، ثم لم يخرج كتبه بعد، فسواء احترقت كتبه أو لم تحترق، فالظاهر أنه لا يعتد ولا يعتبر، إلا بحديث من سمعه يحدث من كتابه، أو صحح كتابه على كتبهم،
وهؤلاء هم العبادلة الثلاثة،
والله تعالى أعلم،
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله كل خيرا على ما قدمت وأرجو منك المواصلة والتعليق بارك الله في وفيك
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
واصل يا أخي بارك الله فيك .
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
السلام عليكم
كيف تقول: "اتفق الائمة على عدالة الامام القاضي عبد الله بن لهيعة وسلامة عقيدته "؟ كان ابن لهيعة غاليا في التشيع ضعيف العقل. راجع ترجمته في الكامل وفقك الله.
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهلا أتيتم بالنص المصرح لتشيعه من الكامل بارك الله فيكم وقد قرأت فلم تقع عيني على شيئ يدلني عليه
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
جزاكم الله خيرًا أخي الكريم / مجاهد ، وبارك الله فيك على هذا البحث النافع .
وهناك رسالةٌ للشيخ عصام بن مرعي - رحمه الله - بعنوان : " النُّكَتُ الرفيعةُ في الفَصْل في ابنِ لَهِيعةَ " ، وقد ذهب إلى أنه لم تحترق كتبه ، وأنَّ ضعفه مُرتكِزٌ فيه بدايةً ، وليس بسبب اختلاط أو احتراق ، أو غير ذلك .
والله أعلم .
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
أخي رمضان:أين أجد هذه الرسالة النافعة .
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
.
الفصل الثانــي
( ســـوء الحفظ (
قد تقدم أن ابن لهيعة ساء حفظه بعد احتراق كتبه . وهذا الفصل أفرده لاثبات شيئ من الاضطراب اليسير الذي كان بعتريه في بعض الاحيان وانحط به عن رتبة الصحة ونزل الى درجة الحسن وللرد على من قال بتضعيفه مطلقا .
الباب الاول :- التعريف عن سيئ الحفظ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني " وهي عبارة عن الا يكون غلطه أقل من اصابته " وقال في تعريف سيئ الحفظ " والمراد به من لم يرجح جانب اصابته علي جانب خطئه ( نزهة النظر ص 68 )
ثم قال الحافظ : - وهو علي قسمين
(1 ) ان كان لازما للراوى في جميع حالاته فهو الشاذ على رأي بعض أهل الحديث
(2) أو ان كان سوء الحفظ طارئا علي الراوي اما لكبره او لذهاب بصره او لاحتراق كتبه اوعدمها بأن كان يعتمدها فرجع الي حفظه فساء فهذا هو المختلط . (نزهة النظر ص 85)
فسوء الحفظ لازم وطارء وذو اللازم هو الذى يقال له سيئ الحفظ في الاصطلاح وذوالطارئ هو الذى يقال له في الاصطلاح مختلط قال بكليهما بعض من العلماء في ابن لهيعة وبعض أهل مصر من تلاميذه أثبت لاختلاطه ولاضطرابه أسبابا أخرى غير احتراق كتبه كما تقدم
.
الباب الثاني :متابعة مدلس علي سيئ الحفظ هل تقوي روايته ؟ قال الحافظ: ومتى توبع السيئ الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لادونه وكذا المختلط الذي لم يعتبر والمستور والاسناد المرسل وكذا المدلس اذا لم يعرف المحذوف منه صار حديثهم حسنا لالذاته بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابع والمتابع لان كل واحد منهم احتمال كون روايته صوابا او غير صواب علي حد سواء "
قوله وكذا المدلس اذالم يعرف المحذوف منه يدل علي بصيرته في النقد . لان معناه أما اذاعرف مخرجه أو احتمل فلا يقبل ولا يرتقي الي درجة الحسن . ونذكر لها مثالا من الامام ابن حجر نفسه . قال تخت حديث " أيما رجل نكح امرئة فدخل بهافلا يحل له نكاح ابنتها ان لم بكن دخل بها فلينكح ابنتها ......" الحديث الذى أورده الزمخشرى في تفسيره ( الكشاف ) فقال : " وأخرجه أبو يعلي والبيهقي من طريق ابن المبارك عن المثني عن عمروبن شعيب عن أبيه عن جده رفعه والمثني ضعيف لكن رواه الترمذى والبيهقي أيضا من طريق ابن لهيعة عن عمروبه قال : لا يصح وانما يرويه المثني وابن لهيعة وهما ضعيفان . انتهي ويشبه ان يكون ابن لهيعة أخذه عن المثني ثم أسقطه لأن ابا حاتم قال لم يسمع ابن لهيعة من عمروبن شعيب شيئا فلهذا لم يرتق هذا الحديث الي درجة الحسن " ( الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف الذى طبع بذيل تفسير الكشاف 1/495 له
فابن لهيعة أسقطه لأنه مدلس علي رأي بعض العلماء . سيأتي البحث عن ذلك في الفصل الآتي . أوسقط منه لاختلاطه وسوء حفظه . الله أعلم . فيقول الشيخ أبو الحسن مصطفي بن اسماعيل لما سئل عما نحن في صدده فأجاب :- " فرق بين كون الحديث روي من طريقين مختلفين في أحدهما رجل سيئ الحفظ وفي الآخر عنعنة مدلس . وبين كون الضعيف هذا والمدلس روياه عن شيخ واحد ففي الحالة الاولي يحسن الحديث بخلاف الحالة الثانية لأننا نخاف من المدلس فلربما أنه أخذه عن هذاالضعيف ثم أسقط الضعيف ودلسه فتكون الروايتان من طريق هذاالضعيف فلا يحسن الحديث الا اذا علمنا أن هذا المدلس لم يروقط عن هذا الضعيف فحينذاك يستشهد به وقد صرح بذلك الشيخ الالباني . حفظه الله . كما في( تمام المنة ص 82) و (الضعيفة3/145) ولم أستفد هذه الفائدة النفيسة الا منه حفظه الله تعالي " ( اتحاف النبيل 1/177 له) فظهر بهذا التحرير أن متابعة المدلس علي سيئ الحفظ لاتقبل الا اذا كان الاسناد من طريقين مختلفين . الله أعلم .
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
الباب الثالث :- وجه من ضعف ابن لهيعة مطلقا والجواب عليه .
قبل ان أشرع في تحرير الموضوع أقول ان توجيه أقوال العلماء المختلفة الي وجه يوافق عليه لازم ان يكون مجردا عن الهوى والعصبية وان يكون رائده طلب الحق وتحرير الحق فلا يذهب مع الهوى ملقيا أصول الأئمة التي رسموها لمثل هذه المتعارضات وراء ظهره فيقول ممن قال فيهم النبي صلي الله عليه وسلم " تنحارى بهم الاهواء كما تتجارى الكلب علي صاحبها " أو كما قال صلي الله عليه وسلم اللهم اهدنا صراطك السوى المستقيم .
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
انا اذا تاملناأقوال العلماء وموقفهم من اضطراب ابن لهيعة في روايته نراهم طائفتين
الطائفة الاولي :- ضعفوه مطلقا ولم يفرقوا بين القديم والحديث لما رأوا من اضطراب ابن لهيعة من اول أمره ومنهم من أثبت احتراق الكتب ومنهم من نفوه .
الطائفة الثانية ضعفوه بعد اختلاطه وقبلوا ما كان قبل اختلاطه. منهم من راى احتراق كتبه سببا لاختلاطه ومنهم من راى أسبابا أخرى . سأورد الآن أقوالهم ثم أرجح ما اراه صوابا . ان شاء الله –
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
(1) العلماء الذين ضعفوه مطلقا:-
(1)قال الامام البخارى عن الحميدي " كان يحي ابن سعيد لايراه شيئا)" الضعفاء الصغير رقم 190(
(2)قال الامام يحي ابن معين " ليس بشيئ " قيل ليحي " فهذ الذى يحكي الناس أنه احترقت كتبه قال " ليس لهذا أصل سألت عنها بمصر "( كلام يحي ابن معين في الجرح والتعديل رواية أبي خالد الدقاق يزيدبن الهيثم طهمان البادى ص 97)
وقال أيضا " ابن لهيعة ضعيف الحديث " ( تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن يحي ابن معين ص 153)
وقال ايضا " أنكر أهل مصر احتراق كتبه والسماع منه وأخذ القديم والحديث وهو ضعيف قبل احتراق كتبه وبعد احتراقها " ( كتاب الضعفاء والمتروكين للامام ابن الجوزى 3/136,137)
(3)وقال الامام سعيد بن ابي مريم " لا أقربه قبل الاحتراق ولا بعده "( الجرح والتعديل 5/146)
(4) وقال الامام أبو زرعة الرازى " سماع الاوائل والاواخر منه سواء الا ان ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله وليس ممن يحتج به " ( ميزان الاعتدال 2/477)
(5) وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم قلت لأبي " اذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج به ؟ قال : لا (كتاب الجرح والتعديل لابن ابي حاتم 5/ 148)
(6) وقال الامام ابن عدى بعد ان ذكر جزء من أحاديثه " وهذا الذى ذكرت لابن لهيعة من حديثه وبينت جزءا من أجزاء كثيرة مما يرويه ابن لهيعة عن مشايخه وحديثه حسن كأنه يستبان عن من روى عنه وهو ممن يكتب حديثه " (الكامل في الضعفاء لابن عدىة 4/ 154)
(7)وقال الامام مسلم " تركه ابن مهدى ويحي ابن سعيد ووكيع " ( تهذيب التهذيب 5/331(
(8) وقال الامام الجوزجاني " لا يوقف علي حديثه ولا ينبغي ان يحتج به ولا يغتر بروايته " ( أحوال الرجال للجوزجاني رقم 274(
(9) وأورد الامام ابن الجوزى في كتابه الخاص للضعفاء ( كتاب الضعفاء والمتروكين 2/227(
(10) الامام الدار قطني قال " يعتبر بما يروى عنه العبادلة ابن المبارك والمقرئ وابن وهب " ( كتاب الضعفاء والمتروكين له رقم 322)
(11)وقال الامام النسائي " ضعيف " ( كتاب الضعفاء للامام النسائي والمتروكين رقم346)
(12) وقال الامام برهان الدين محمد سبط ابن العجمي " والعمل علي تضعيف حديثه والله أعلم " ( نهاية الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط رقم 58 لعلاء الدين علي رضا )
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
(2) العلماء الذين فرقوا بين قديم سماعه وبين حديثه:-
(1) قال الامام أحمد بن حنبل" من سمع من ابن لهيعة قديما فسماعه صحيح )" المجروحين لابن حبان 2/ 13)
(2) قال عمروبن علي الفلاس " من كتب عنه قبل احتراق كتبه مثل الامام ابن المبارك والمقرئ فسماعه أصـــح " ( كتاب الجرح والتعديل 5-147)
(3) قال الامام ابن حبان كان أصحابنا يقولون " ان سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبارلة فسماعهم صحيح ومن سمع منه بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيئ " ( كتاب الضعفاء 1/11)
(4) قال الامام نعيم بن حماد " سمعت ابن مهدى يقول لا أعتد بشيئ سمعته من حديث ابن لهيعة الا سماع ابن المبارك ونحوه " ( تهذيب التهذيب 5/328 ميزان الاعتدال 2/476 )
(5) قال الامام ابن حبان " فوجب التنكب عن رواية المتقدمين ........ورحب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه مما ليس من حديثه " ( كتاب الضعفاء 2/ 13)
(6) عثمان بن صالح وقد تقدم النقل عنه ( ميزان الاعتدال 2/ 476)
(7) وقال قتيبة بن سعيد " كان رشدين وابن لهيعة لايباليان ما دفع اليهما فيقرآنه" ( التاريخ الاوسط للامام البخارى 2/ 175) وقال أيضا " كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة الا من كتب ابن أخيه أو كتب ابن وهب الا حديث الاعرج " (تهذيب التهذيب 5/329)
(8) قال الامام الذهبي " أعرض أصحاب الصحاح عن رواياته وأخرج له أبوداوود والترمذى والقزريني وما رواه عنه ابن وهب والمقرئ والقدماء أجود " ( سير أعلام النبلاء 7/360)
(9)وقال الامام ابن حجر العسقلاني " خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيئ مقرون مات سنة أربع وسبعين وقد كان على الثمانين" ( تقريب التهذيب ص 186)
وغيرهم من الائمة ذهبوا الي التفريق بين روايته فالصواب قبول ما كان قبل الاختلاط وترك الاحتجاج بما كان بعده . فالجواب علي الذين ذهبوا الي تضعيفه مطلقا : - أرى – الله أعلم – ان السبب الذى أتى بهؤلاء الائمة الي تضعيفه مطلقا سواء كان الي حد الترك او الي مرتبة الاستشهاد. الاضطراب الذي كان يعتري ابن لهيعة في بعض الاحيان لأنه قد وجد شيئ من ذلك حتى في رواية العبادلة عنه مثلا :- قال الشيخ الالباني في ( سلسلة الاحاديث الضعيفة رقم 838) تحت الحديث المشار اليه بالرقم الذي اختلف فيه الرواة عن ابن لهيعة علي وجوه :- بعضهم روى عنه مسمين تابعي الحديث بعبد الله بن أبي رافع
وبعضهم روى عنه مسمين تابعي الحديث بعبد الله بن رافع فسموا أباه هكذا . وبعضهم روى عنه وسموه بعبد الله ولم يذكر أباه وتارة رفعوه عنه وتارة أوقفوه
ومن الرواة عنه عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وهما من العبادلة فقال الشيخ " ولعل هذا الاضطراب من الرواة عن ابن لهيعة لا منه لأننا نقول هذا مردود لأنهم جميعا ثقات وفيهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وهما ممن سمعا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه فذلك يدل علي ان الاضطراب منه وأنه قديم لم يعرض له بعد احتراق الكتب "
وقد كنت كتبت تحت قول الشيخ هذا قبل ثلاث سنوات أثناء قرائتي لهابما يلي " ففي نفسي سؤال أليس من الممكن أن يقال " انما الاضطراب في هذه الروايات اذا جمعناها أما اذا جردنا رواية عبد الله بن وهب وابن المبارك عن الاخرى عن ابن لهيعة فليس فيها اضطراب لأن الاول نسب والآخر لم ينسب وليس الا هو فذلك لا يدل على الاضطراب ان شاء الله ان كان كذلك فمن الامكان ترجيح روايتهما علي رواية الاخرين لأنهم سمعوا منه بعد اختلاطه . فبهذا فلا يكون هذا دليلا على قدم اضطرابه . وكذلك لم يظهر لي مراد الشيخ الالباني بقوله " أنه قديم لم يعرض له بعد احتراق الكتب " هل يعني به قديم ضعفه أم هو أمر آخر ؟ " فان كان الاول فما قيمة تصحيح أحاديثه التي روتها العبادلة الذين سمعوا منه قبل الاختلاط . وهذا لاأظن بالشيخ . وان كان غير ذلك فلا أعلم ما هو ؟ وان كان هذا السؤال واردا من قلة علمي وجهلي بهذا العلم وحداثتي أسأل الله ان يغفرلي وان يهديني الي طريق الحق الله أعلم " انتهي
ولكني لما وقفت علي بعض الاضطرابات الاخرى الواقعة في رواية العبادلة تيقنت أنه كان شيئ من ذلك قبل احتراق كتبه ولكنها تنغمر في سعة ما روى ولا يسقطه عن درجة الاحنجاج به ولو في رتبة الحسن لأن الامام أحمد بن حنبل قال فيه " من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثير حديثه وضبطه واتقانه " ( كتاب بحر الدم فيمن تكلم فيه الامام أحمد بمدح أوذم رقم 550)
وقال فيه أحمد بن صالح " كان صحيح الكتاب طلابا للعلم" (تقدم) وقال زيد بن الحباب سمعت سفيان يقول " كان عند ابن لهيعة الاصول وعندنا الفروع " وقال أبو يحي حسان " ما رأيت أحفظ من ابن لهيعة بعد هشيم " فلا ينبغي اهداره وياترى فانظر كيف جمع الامام ابن حجر بين أقوال الأئمة المختلفة رحمه الله فقال :- " صــــدوق من السابعة خلطه بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما " ( تقريب ص186(
فلم يرفعه الي حيز التصحيح ولم يحطه حتي يسقطه عن الاحتجاج به فقال صدوق فصرح بأن رواية العبادلة عنه حسنة . الله أعلم
ونحن الآن قد حصلنا على نتيجتين الاولى:- أن معظم أصول ابن لهيعة قد احترقت الثانية :- أن ما كان من أحاديثه قبل اختلاطه يحسن ولا يصحح والآن بقي مسألة التدليس واذا ثبت التدليس فيه فلا يحسن حديثه حتي يصرح بالتحديث ولنبحث عنه في الفصل الآتي :-
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
فسوء الحفظ لازم وطارء وذو اللازم هو الذى يقال له سيئ الحفظ في الاصطلاح .
كلام غير دقيق .
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
السلام عليكم
أي خطأ فيها من ناحية القواعد النحوية أم ماذا تعني؟
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل
لقد قمت بتأليف كتاب عن عبد الله بن لهيعة والموازنة بين مروياته نشر في مكتبة الجيل ببيروت عام 1995. وقد درست المحدث المذكور وفق معايير الجرح والتعديل ثم أردفتها بدراسة نقدية لمروياته...
يمكنكم مراجعة الكتاب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجاهد بن رزين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهلا أتيتم بالنص المصرح لتشيعه من الكامل بارك الله فيكم وقد قرأت فلم تقع عيني على شيئ يدلني عليه
الكامل في ضعفاء الرجال - (ج 2 / ص 450)
قال بن عدي وهذا هو حديث منكر ولعل البلاء فيه من بن لهيعة فإنه شديد الإفراط في التشيع وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
ارجو منكم توضيح حكم هذا الراوي هل هو ساقط الحديث فلا يقبل ما رواه مطلقا أم ضعيف فقط
-
رد: عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل للعرض على أهل العلم
بارك الله فيكم أخي السريلنكي
و واصل الاجتهاد في هذا العلم النافع.
وابن لهيعة ـ رحمه الله ـ (أطروحة) في علم الرجال...
وقد كتب في شأنه بعض الباحثين أيضا:
*منهم الشيخ عصام بن مرعي في جزئه "النكت الرفيعة فيمن صحت روايتهم عن ابن لهيعة"
* والشيخ أحمد معبد عبد الكريم له مبحث فيه في تحقيق كتاب "النفح الشذي شرخ جامع الترمذي"
*والشيخ طارق عوض الله له مبحث قيم في كتابه "النقد البناء".
وغيرهم ...
والذي يظهر من خلال كلام الأئمة ـ والله أعلم ـ:
أن ابن لهيعة ضعيف مطلقا، إلا أن حديثه القديم أحسن حالا من حديثه بأخرة، فقد بلغ من التخليط أن يحدث بما ليس من حديثه أصلا !
وعليه فما رواه عنه القدماء كابن وهب وغيره = هو من حديثه،
وهذا معنى قول الحفاظ أن حديث هؤلاء عنه صحيح ، يقصدون أنه فعلا من حديثه ، ولا يقصدون به الصحة المعروفة .
فما رواه عنه هؤلاء = يصلح في الشواهد والمتابعات ، بخلاف ما رواه غيرهم عنه ، فقد يكون مدخولا عليه ،
والله أعلم .
وهذا ما انتهى إليه الشيخ طارق ، والله أعلم .
وجمع "مسند ابن لهيعة" ، و مقارنته بمرويات الثقات نافع في مثل هذا.
ولعل الله يقيض من يقوم به.