-
وأثناء مراجعتي لما جمعه المستشرق شولتس في مقاله لاحظتُ فروقًا بينه وبين هذا المجموع في ضبط الأبيات. وبعض هذه الفروق كان التوفيق فيها إلى جانب شولتس. ومن ذلك:
** في القطعة (37) (ص46):
لَيْسَ مِنْ (الـهَرْمَى) ولا الـجُزَّاعِ
- في مقال "شولتس": "ولا الْـجِذَاعِ". ولعلّه الأشبه بالصواب.
-
** في القطعة (37) (ص47):
مِثْلَ أَتِيِّ السَّيْلِ ذِي الدّفَاعِ
- في مقال "شولتس": " ذِي الدُّفَّاعِ ". وهو الصواب.
** في القطعة (37) (ص47):
فِي حَلَبَاتِ الْـمَجْدِ والْـجِمَـاعِ
- وفي مقال "شولتس":
فِي جَلَبَاتِ الْـمَجْدِ والْـجُمَّـاعِ
- والصواب بينهمـا:
فِي حَلَبَاتِ الْـمَجْدِ والْـجُمَّـاعِ
** في القطعة (2) (ص26):
مَا بَالُهُ إذ أفْتَرَى وحَابَـى
- وفي مقال "شولتس":
مَا بَالُهُ إذِ افْتَرَى وحَابَـا
وهو الصواب.
-
* في القطعة (2) (ص26):
بين (10) و(11) سقط ما يلي:
إذ تهجُوان شاعرًا عَضَّابَا
لِلشّعراء واترًا غَلَّابَا
- والاستدراك من مقال "شولتس". وأشار إلى "غَضَّابَا" في اختلاف النّسخ.
-
** في القطعة (15) (البيت 13، ص35):
جَمَعْتُ صَبْرًا جَرَامِيزِي...
- وفي مقال "شولتس":
جَمَعْتُ ضَبْرًا جَرَامِيزِي...
-
وفات أصحابَ هذا المجموع جملةٌ غيرُ هَيّنة من أشعار النجاشي، سيأتي ذكرها لاحقًا، بإذن الله تعالى.
ومنها هذه القطعة، أذكرها لأنها مِن أجمل ما قيل في الحنين. وقد أوردها صاحب "الزهرة" (ص345). وهي قول النجاشي:
1- رَأَتْ نَاقَتِي مَاءَ الْفُرَاتِ وَذَوقَهُ *** أَمَرَّ (1) مِن السُّمِّ الذُّعَافِ وَأَمْقَرَا
2- وَرِيعَتْ مِنَ الْعَاقُولِ لَـمَّـا رَأَتْ بِهِ *** صِيَاحَ النَّبِيطِ والسَّفِينَ الْـمُقَيَّرَا
3- وَحَنَّتْ حَنِينًا مُوجِعًا هَيَّجَتْ بِهِ *** فُؤَادًا إِلَى أَنْ يُدْرِكَ الرَّبْوَ أَصْوَرَا
4- فَقُلْتُ لَـهَا: بَعْضَ الْـحَنِينِ! فَإنَّ بِي *** كَوَجْدِكِ إِلَّا أنَّنِي كُنْتُ أَصْبَرَا
وهي لعمري من مطرب الشعر! ولعلَّها جزء من القطعة (18) المذكورة في هذا المجموع.
وأوْرَدَ منها ياقوت في "معجم البلدان" الأبيات (1، و3، و4) غير منسوبة. وفيه:
رَأَتْ نَاقَتِي مَاءَ الْفُرَاتِ وَطِيبَهُ *** أَمَرَّ مِن الدِّفْلَـى الذُّعَافِ وَأَمْقَرَا
وعبارة "وطِيبَه" أوقع في القلب وأكثر مناسبة للغة الشعر من "وذوقه". ولو لم يقلها النجاشيُّ لكان أحرى أن تنسَبَ إليه...
وفيه أيضًا:
وَحَنَّتْ إلى الْخَابُورِ لَمَّا رَأَتْ بِه *** صِيَاحَ النَّبِيطِ والسَّفِينَ الْـمُقَيَّرَا
(1) ضبطها محقِّق "الزهرة" (الدكتور إبراهيم السامرائي) بالرفع: "وَذَوْقُهُ أَمَرُّ"، وهو ضبط لا يستقيم لأنّ "أمْقَر" منصوب، وهو معطوف على "أَمَرّ". والله أعلم.