-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
696 - " لا بأس بقضاء شهر رمضان مفرقا " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
رواه الماليني في " الأربعين " ( 11 / 1 ) عن أبي عبيد البسري محمد بن حسان الزاهد : أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمرمرفوعا .قلت : وهذا إسناد ضعيف ، يحيى بن سليم الطائفي ضعيف لسوء حفظه . وبقية رجاله ثقات غير محمد بن حسان الزاهد ، فهو غير معروف الحال . قال السمعاني : " من مشاهير الصوفية " . وقال ياقوت في " معجمه " :" له كلام في الطريقة وكرامات " . وقد حدث عن جمع ، وعنه آخرون سماهم ياقوت ، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا ، وقد خالفه الحافظ ابن أبي شيبة فقال في " المصنف " ( 3 / 32 ) ، وعنه الدارقطني ( ص 244 ) . والبيهقي في " سننه الكبرى " ( 4 / 259 ) :
حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء رمضان ؟ فقال : فذكره نحوه . وهذا عن الطائفي أصح ، وهو مرسل أو معضل قال البيهقي : " وقد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم ، ولا يثبت متصلا " .
وكأنه يشير إلى هذه الطريق ثم قال : " وقد روي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا ، وقد روي في مقابلته عن أبي هريرة في النهي عن القطع مرفوعا ، وكيف يكون ذلك صحيحا ومذهب أبي هريرة جواز التفريق ، ومذهب ابن عمر المتابعة ؟! " .
وأما الوجه الآخر فلعله ما عند الدارقطني أيضا عن سفيان بن بشر : حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه . وقال : " لم يسنده غير سفيان بن بشر " .
قلت : وهو في عداد المجهولين فإني لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب الرجال ، وكأنه لذلك ضعفه البيهقي كما سبق ، وأشار إلى ذلك الحافظ في " التلخيص " حيث قال بعد أن ذكره من طريق الدارقطني : " قال : ورواه عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا . قلت : وإسناده ضعيف أيضا " .
وأما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 98 ) : " وقد صحح الحديث ابن الجوزي وقال : ما علمنا أحدا طعن في سفيان بن بشر " ! فهو تصحيح قائم على حجة لا تساوي سماعها ! فإن كل راومجهول عند المحدثين يصح أن يقال فيه : " ما علمنا أحدا طعن فيه " ! فهل يلزم من ذلك تصحيح حديث المجهول !؟
اللهم لا ، وإنها لزلة من عالم يجب اجتنابها . وأما حديث أبي هريرة المقابل لهذا فلفظه : " من كان عليه من رمضان شيء فليسرده ولا يقطعه " . ولكنه حسن الإسناد عندي تبعا لابن القطان وابن التركماني ، ولذلك أوردته في " الأحاديث الصحيحة " .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
831 - " رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان ، وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل .
رواه الطبراني ( 1 / 111 / 2 ) وابن عساكر ( 8 / 510 / 2 ) عن عبد الله بن أيوب المخرمي : أخبرنا عبد الله بن كثير بن جعفر عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث مرفوعا . قلت : وهذا سند واه ، عبد الله هذا أورده الذهبي في " الميزان " وساق له هذا الحديث وقال : " لا يدرى من ذا ؟ وهذا باطل ، والإسناد مظلم ، تفرد به عنه عبد الله بن أيوب المخرمي ، لم يحسن ضياء الدين بإخراجه في ( المختارة ) " .
وأقره الحافظ في " اللسان " . وعبد الله بن أيوب المخرمي هو عبد الله بن محمد بن أيوب وهو صدوق ، وله ترجمة في تاريخ بغداد ( 10 / 81 - 82 ) . والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني والضياء عن بلال . وتعقبه المناوي بأن الهيثمي قال : ( 3 / 145 ، 301 ) : " فيه عبد الله بن كثير وهو ضعيف " .
وبكلام الذهبي المذكور . وقد وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 337 - 338 ) عن الهيثم بن بشر بن حماد : حدثنا عمرو بن عثمان : حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر العمري عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعا . قلت : وهذا سند ضعيف ، عاصم بن عمر العمري ضعيف . بل قال ابن حبان ( 2 / 123 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات " . وعبد الله بن نافع هو الصائغ ، قال الحافظ : " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين من كبار العاشرة " . وعمرو بن عثمان إن كان الحمصي فصدوق ، وإن كان الرقي فضعيف . والهيثم بن بشر بن حماد لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا ، ولعله آفة هذه الطريق .
ووجدت له طريق آخر عن ابن عمر . أخرجه ابن عساكر ( 12 / 349 / 1 ) عن عمر بن أبي بكر الموصلي (1) عن القاسم بن عبد الله العمري عن كثير المزني عن نافع عنه مرفوعا به . وفيه زيادة صحيحة في أوله وهي : " صلاة في مسجدي كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " الحديث . أورده في ترجمة الموصلي هذا وروى عن أبي حاتم أنه قال فيه : " ذاهب الحديث متروك الحديث " .
وعن أبي زرعة أنه قرنه بابن زبالة والواقدي في الضعف في الحديث وعن الحافظ سعيد بن أبي عمر البردعي أنه قال : " هو آفة من الآفات " . قلت : والقاسم بن عبد الله العمري مثله أو شر منه ، فقد قال الإمام أحمد : " كان يكذب ويضع الحديث " .
وكثير المزني هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف متهم أيضا بالكذب . وبهذا التمام أورده السيوطي أيضا في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، وتعقبه المناوي بقوله : " ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه ، والأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في سنده فقال : هذا إسناد ضعيف بمرة انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء الصنيع " .
قلت : وعليه فمن حسن الصنيع أن لا يورده السيوطي في كتابه أصلا ، ولوساق القدح المذكور فيه ! هذا ، ورواه البزار مختصرا عن ابن عمر بلفظ : " رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة " . أورده السيوطي أيضا . وأعله الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 145 ) بعاصم بن عمر ، وهو ضعيف كما سبق . قلت : وإسناده عند البزار ( ص 102 - زوائده ) هكذا : حدثنا عمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة : حدثنا عبد الله بن نافع : حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به . وقال :" تفرد به عاصم بن عمر ، لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، وعاصم متفق على ضعفه " . قلت : وعبد الله بن نافع هو الصائغ المدني قال الحافظ : " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين " . وعمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة لم أجد له الآن ترجمة . وروي الحديث عن ابن عباس بلفظ : " ... مائة ألف " ، وإليك لفظه بتمامه معه بيان حاله :
__________
(1) الأصل : ( المؤملي ) والتصويب من " الجرح " ( 3 / 1 / 100 ) . اهـ .
832 - " من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها ، وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة ، وكل ليلة عتق رقبة ، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله ، وفي كل يوم حسنة ، وفي كل ليلة حسنة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن ماجة ( رقم 3117 ) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا . قلت : وهذا موضوع ، ولوائح الوضع عليه ظاهرة ، وآفته عبد الرحيم هذا ، فقد قال ابن معين فيه : " كذاب خبيث " . وقال النسائي : " ليس بثقة ولا مأمون " . وقال ابن حبان ( 2 / 152 ) : " يروي عن أبيه العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . ثم رأيت الحديث في " العلل " لابن أبي حاتم ، وقال ( 1 / 250 ) : " هذا حديث منكر، وعبد الرحيم بن زيد متروك الحديث " .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
836 - " لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أعظم أجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها ، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا - أراه قال - من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها ، فإن رده الله إلى أهله سالما لم تكتب عليه سيئة ألف سنة ، وتكتب له الحسنات ، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن ماجة ( 2 / 175 ) عن محمد بن يعلى السلمي : حدثنا عمر بن صبيح عن عبد الرحمن بن عمرو عن مكحول عن أبي بن كعب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، والمتهم به ابن صبيح هذا ، قال الذهبي : " ليس بثقة ولا مأمون ، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث ، وقال الأزدي : كذاب " . والراوي عنه محمد بن يعلى السلمي ضعيف جدا .
ثم هو منقطع بين مكحول وأبي ، وقد قال الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 2 / 151 ) بعد أن عزاه لابن ماجه : " وآثار الوضع ظاهرة عليه ، ولا عجب فراويه عمر بن صبيح الخراساني ، ولولا أنه في الأصول لما ذكرته " .ونقل أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " عن الحافظ ابن كثير أنه قال : " أخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعا ، لما فيه من المجازفة ، ولأنه من رواية عمر بن صبيح أحد الكذابين المعروفين بوضع الحديث " .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
981 - " من كانت له حمولة تأو ي إلى شبع ( وري ) ، فليصم رمضان حيث أدركه " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 1 / 378 ) وأحمد ( 3 / 476 و5 / 7 ) والعقيلي في " الضعفاء ( ص 259 ) من طرق عن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي : حدثني حبيب بن عبد الله قال : سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي يحدث عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، وقال العقيلي - والزيادة له - : " لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به " . يعني عبد الصمد هذا ، وقد أورده البخاري في " الضعفاء " أيضا وقال ( ص 24 ) : " لين الحديث ، ضعفه أحمد " .
وقال المنذري في " مختصر السنن " ( 3 / 290 ) : " قال ابن معين : ليس به بأس ، وقال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ، وليس بالمتروك ، وقال : يحول من : " كتاب الضعفاء " - ثم ذكر ما نقلناه عن البخاري ثم قال - وقال البخاري أيضا : منكر الحديث ، ذاهب الحديث ، ولم يعد البخاري هذا الحديث شيئا ".
قلت : وفيه علة أخرى ، وهي جهالة ابنه حبيب بن عبد الله ، قال الذهبي في " الميزان " والعسقلاني في " التقريب " : " مجهول " . والحديث أورده الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي في رسالته " الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( ق 217 / 2 ) في جملة أحاديث من " ما يذكره بعض الفقهاء والأصوليين أو المحدثين محتجا به أو غير محتج به مما ليس له إسناد ، أوله إسناد ولا يحتج بمثله النقاد من أهل العلم " . ثم ساق أحاديث كثيرة هذا أحدها .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
1325 - " إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول ليلة من
رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة عن الحور العين، فقلن يا رب اجعل
لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 6943 ) وتمام في " الفوائد " ( ج1
رقم 34 ) وابن عساكر في " فضل رمضان " ( ق /171 - 2 ) من طريق الوليد بن
الوليد : نا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره وقال الطبراني :
" لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد ".
قلت : وهو القلانسي واه. قال الذهبي في " الميزان " :
" قال أبو حاتم : صدوق. وقال الدارقطني وغيره : متروك. وروى له نصر
المقدسي في " أربعينه " حديثا منكرا، وقال : تركوه ".
قلت : يعني هذا الحديث، فقد رواه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " من هذا الوجه ثم
قال ( 3/88 ) : قال نصر المقدسي : تفرد به الوليد بن الوليد القلانسي، وقد تركوه. قلت :
وهاه الدارقطني وقواه أبو حاتم ".
ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/46 ) من رواية الدارقطني في "
الأفراد " وقال الدارقطني :
" إنه تفرد به وهو منكر الحديث ".
وأخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1886 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( ق 179/2
) من حديث جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري
مرفوعا به وزاد :
" قال : فما من عبد يصوم يوما في رمضان إلا زوج زوجة من الجور العين، في خيمة
من درة مما نعت الله " حور مقصورات في الخيام " على كل امرأة سبعون حلة ليس
منها حلة على لون الأخرى، تعطي سبعين لونا من الطيب، ليس منه لون على ريح
الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها.. " إلخ الحديث.
وفيه من مثل هذه المبالغات ما يدل على نكارته ووضعه ولذلك لم يسلم به ابن
خزيمة فإنه قال : " إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي ".
وعقب عليه الحافظ المنذري بقوله ( 2/72 ) :
" جرير بن أيوب البجلي واه، ولوائح الوضع عليه. والله أعلم ".
قلت : ومع هذا الحكم الصريح بالوضع على هذا الحديث فقد صدره بصيغة ( عن )
المشعرة عنده بأنه فوق الضعيف كما نص عليه في المقدمة، وهذا من تناقضه الذي
أوضحته في مقدمة كتابي " صحيح الترغيب والترهيب " فراجعها فإنها مهمة جدا.
وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/188 - 189 ) وقال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به جرير بن أيوب
. قال يحيى : ليس بشيء، وقال الفضل بن دكين : يضع الحديث. وقال النسائي
والدارقطني : متروك ".
وعقب عليه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/100 ) بما لا طائل تحته. وذهل عنه ابن
عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " لا في الفصل الأول، ولا في الفصل الثاني
. والقولفيه قول ابن الجوزي والمنذري.
ثم إن من الممكن ربط علة الحديث بنافع بن بردة ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما
عندي من المصادر. وشيخه أبو مسعود الغفاري أورده في " الإصابة " في ( الكنى )
وقال يأتي في ( المبهمات ) وليس عنده ( المبهمات )، ووقع في " الموضوعات "
( عبد الله بن مسعود ) وفي " ترغيب الأصبهاني " و" اللآلىء " : ( ابن مسعود )
، وهذا لا ينافي أنه الغفاري لأنه أبو مسعود بن مسعود الغفاري كما في "
الإصابة ". والله أعلم.
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
1556 - " إذا نزل أحدكم منزلا ، فقال فيه ، فلا يرتحل حتى يصلي الظهر ، وإذا أراد أحدكم أن يسافر يوم الجمعة ، وزالت الشمس ، فلا يسافر حتى يجمع ، إلا أن يكون له عذر ، وإذا هجم على أحدكم شهر رمضان فلا يمجد مثله إلا أن يكون له عذر " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 161 / 1 ) من طريق سليمان بن عيسى : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : وهو موضوع ، آفته سليمان هذا ، قال فيه ابن عدي وغيره : " يضع الحديث " . كما تقدم مرارا ، أقربها في الحديث ( 1550 ) .
والحديث أورد السيوطي في " جامعيه " طرفه الأول منه بلفظ : " ركعتين " ! بدل " الظهر " . ودون ما بعده ، وتابعه على ذلك المناوي في " الفيض " وبيض لإسناده ! وأما في " التيسير " فقال :" وهو ضعيف " . والله أعلم . ( تنبيه ) : قوله : ( تمجد ) كذا بإهمال أوله وقع في مخطوطة " الكامل " في الظاهرية ، ولم أفهمها ، وفي المطبوعة ( يمجد ) بإعجام الأول منه بالمثناة ، والمعنى غير ظاهر .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
1569 - " أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 172 ) وابن عدي ( 165 / 1 ) والخطيب في " الموضح " ( 2 / 77 ) والديلمي ( 1 / 1 / 10 - 11 ) وابن عساكر ( 8 / 506 / 1 ) عن سلام بن سوار عن مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال العقيلي : " لا أصل له من حديث الزهري " . قلت : وقال ابن عدي : " وسلام ( ابن سليمان بن سوار ) هو عندي منكر الحديث ، ومسلمة ليس بالمعروف " . وكذا قال الذهبي .
ومسلمة قد قال فيه أبو حاتم : " متروك الحديث " كما في ترجمته من " الميزان " ، ويأتي له حديث آخر برقم ( 1580 ) .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
2346 - " كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره ، ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/310/3624 ) من طريق عمرو، عن المطلب بن (
الأصل : عن ) عبد الله ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات ، غير أن عبد المطلب بن عبد الله ، كان
كثير التدليس والإرسال ، كما في " التقريب " .
والشطر الأول منه صحيح بلفظ :
" كان إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله " .
رواه الشيخان . وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( برقم 1246 ) .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
2560 - ( إذا دخل أحدكم على أخيه فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه ذلك رمضان ، أو قضاء رمضان ، أو نذرا ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه أبو الحسين الكلابي في " حديثه " ( 247 - 248 ) : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا السكوني - سميته - : حدثني محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
كذا في الأصل : " سميته " وكذا هو في نسخة أخرى ( 178/1 ) لكن عليها إشارة ( صـ ) يعني كذا الأصل ، وعل هامشها : " حدثنا بقية " كأنه تصحيح ، وهو بخط مغاير للأصل . ويؤيد هذا التصحيح ، أن الطبراني أخرجه في " المعجم الكبير " ( 3/200/2 ) من طريق أبي تقي الحمصي : أخبرنا بقية بن الوليد : حدثني محمد الكوفي عن عبيد الله بن عمر به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن عبد الرحمن الظاهر أنه ابن أبي ليلى القاضي ، ويؤيده أن في رواية الطبراني " محمد الكوفي " فإن ابن أبي ليلى كوفي ؛ وهو ضعيف ، قال الحافظ :" صدوق سيىء الحفظ جدا " .
هذه هي علة الحديث ، وقد غفل عنها بعضهم ، وذهب يعله بما لا يقدح فقال الهيثمي في " المجمع " ( 3/201 ) وتبعه المناوي في " الفيض " :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس " .
قلت : إنما يضر في حديثه إذا ما رواه معنعنا ، أما وهو قد صرح بالتحديث في الطريقين ؛ فلا يجوز إعلاله بالتدليس ؛ كما هو مقرر في علم الحديث ، فلعل الهيثمي شت بصره عن التحديث . والله أعلم . وللحديث شاهد ، ولكنه واه جدا ، فإنه يرويه محمد بن الفضل عن عبد الكريم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه محمد بن الحسن الطبري في " الأمالي " ( 6/1 ) .
وابن الفضل هذا متهم بالكذب ، وقد تقدم مرارا .
وعبد الكريم ؛ إن كان ابن مالك الجزري فهو ثقة ، وإن كان ابن أبي المخارق أبا أمية البصري فهو ضعيف ، وكلاهما يروي عن مجاهد .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
2565 - ( إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام ، وإذا سلم رمضان سلمت السنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه المخلص في " المجلس السابع " ( 51/2 ) ، وعنه علي بن أبي طالب المكي في " حديثه عنه " ( 1/1 ) ، وأبو طاهر الأنباري في " مشيخته " ( 146/2 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/140 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 5/288 ) ومن طريقه البيهقي في " الشعب " ( 3/340/3708/2 ) ، والخطيب في " الموضح " ( 2/121 ) ، والحاكم أبو أحمد في " الكنى " ( ق 132/1 ) من طريق عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . وقال أبو أحمد الحاكم :
" هذا حديث منكر شبيه بالموضوع " . وقال ابن عدي :
" هذا الحديث عن الثوري باطل ليس له أصل " . وأقره البيهقي .
ومن هذا الوجه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني ثم قال :
" تفرد به عبد العزيز وهو كذاب " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/104 ) بأن البيهقي أخرجه في " الشعب " من طريقه ، وأن أبا نعيم أخرجه أيضا من طريق أحمد بن جمهور القرقساني : حدثنا علي بن المديني عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري به دون الجملة الثانية وزاد :
" وما من سهل ولا جبل ولا شيىء إلا ويستعيذ بالله من يوم الجمعة " . وقال :
" غريب من حديث الثوري ، لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جمهور " .
قال السيوطي عقبه :
" وأحمد بن جمهور متهم بالكذب . وقال البيهقي أيضا : أنبأنا ... : حدثنا أبو مطيع : حدثنا سفيان الثوري به . قال البيهقي :
هذا الحديث لا يصح عن هشام ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ضعيف ، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي ، وهو أيضا ضعيف بمرة . والله أعلم " .
قلت : وبالجملة ، فالحديث رواه ثلاثة من الضعفاء عن الثوري ، وهم : عبد العزيز بن أبان ، وأحمد بن جمهور ، وأبو مطيع البلخي ، والأولان كذابان كما سبق ، والأخير ضعف اتفاقا ، ويبدو من مجموع ما قيل فيه أنه شديد الضعف ، وفي كلام البيهقي السابق ما يشير إلى ذلك ، وفيه أيضا تصريحه ببطلان الحديث ، ولكن السيوطي اختصره ، فقد قال عقب قوله : " ضعيف بمرة " :
" وهو عن الثوري باطلا لا أصل له " .
كذا ذكره المناوي عنه في " الفيض " . ثم تعقب السيوطي بقوله :
" ولما أورده ابن الجوزي في الموضوع ، تعقبه المؤلف بوروده من طرق ، ولا تخلو كلها عن كذاب أو متهم " .
ومنه يبدو أن تعقب السيوطي لا طائل تحته .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3015 - (كان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير ، وأعطى كل سائل ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 377) ، والبزار (968- الكشف) : أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، عن أبي بكر الهذلي ،عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وعائشة قالا : ... فذكره .
ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 123) .قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، أبو بكر الهذلي متروك الحديث ؛ كما قال الحافظ . والحماني ضعيف .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3583 - ( خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلاً من حج ، أو مفطراً من رمضان ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الديلمي (2/ 114) من طريق أبي نعيم ، عن سلمة بن سواية ، عن ابن حدر الكلبي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وسلمة بن سواية . لم أعرفه .
ومثله ابن حدر الكلبي .
لكن ذكر المناوي أن في إسناد الديلمي "أبو جناب الكلبي ، ضعفه النسائي والدارقطني" . فالظاهر أنه تحرف على الناسخ ، فكتب "ابن حدر" ، وإنما هو "أبو جناب" .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3621 - ( ذاكر الله في رمضان مغفور له ، وسائل الله فيه لا يخيب ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 97/ 2 من الجمع بين المعجمين) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق182/ 1) عن عبد الرحمن بن قيس الضبي : حدثنا هلال بن عبد الرحمن ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً ، وقال :
"لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ، وتفرد به عبد الرحمن بن قيس" .
قلت : وهو متروك ، كذبه أبو زرعة وغيره ؛ كما في "التقريب" .
ومن طريقه : أخرجه ابن لال في "حديثه" (ق114/ 2-115/ 1) ، وابن عدي (ق232/ 1) ، وقال :
"وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" .
قلت : وشيخه هلال بن عبد الرحمن - وهو الحنفي - قريب منه ؛ فقد قال العقيلي في ترجمته :
"منكر الحديث" . ثم ساق له ثلاثة أحاديث ، وقال :
"كل هذا مناكير لا أصول لها ، ولا يتابع عليها" .
وبه وحده أعله الهيثمي في "المجمع" (3/ 143) ، فقصر . وعزاه المنذري في "الترغيب" (2/ 73) للبيهقي أيضاً والأصبهاني ؛ وأشار إلى تضعيفه .
3622 - (............................. ..................) (1) .
__________
(1) الحديث ( 3622 ) " ذمة المسلمين واحدة . . . " . نقل إلى الصحيحة ( 3948 ).
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3727 - ( سيد الشهور رمضان ، وأعظمها حرمة ذو الحجة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (40/ 1) ، والبزار (960-كشف) ، والديلمي (2/ 203) وابن عساكر في "التاريخ" (8/ 483/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (14/ 145/ 1) عن يزيد بن عبد الملك ، عن صفوان ابن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عبد الملك - وهو النوفلي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .وروي من حديث ابن مسعود مرفوعاً به ؛ دون الشطر الثاني ، وزاد :
"وسيد الأيام يوم الجمعة" .
أخرجه عبد الغني المقدسي في "فضائل رمضان" (ق 53/ 2) عن عيسى الأصم ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن هبيرة بن يريم عنه .
وعيسى الأصم ؛ لم أعرفه . وقد خولف في إسناده ؛ فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (2/ 8/ 2 و 9/ 1) من طريقين آخرين ، عن أبي إسحاق به موقوفاً على ابن مسعود .
وكذلك أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 21/ 2) من طريق المسعودي ؛ عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : ... فذكره موقوفاً عليه .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3789 - ( الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه الديلمي (2/ 258) عن بقية : حدثني أبو مسكين الجزري : حدثنا إسماعيل بن نشيط ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إسماعيل بن نشيط - وهو العامري - ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بالقوي" . وضعفه الأزدي . وقال البخاري :
"في إسناده نظر" .
وأبو مسكين الجزري ؛ قال أبو حاتم (4/ 2/ 447) :
"مجهول ، والحديث الذي رواه كأنه موضوع" . وقال محمود بن غيلان :
"ضرب أحمد وابن مغيرة وأبو خيثمة على حديثه ، وأسقطوه" .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3790 - ( الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي ، إذا قام قام ، وإذا صلى صلى ، وإذا نام نام ، وإذا أحدث أحدث : ما لم يغتب ، فإذا اغتاب خرق صومه ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الديلمي (2/ 257-258) عن عمر بن مدرك : حدثنا محمد بن إبراهيم ، عن مقاتل ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته مقاتل - وهو ابن سليمان البلخي المفسر - ؛ فإنه كذاب . أو عمر بن مدرك ؛ فإنه كذاب أيضاً ؛ كما قال ابن معين.
ومحمد بن إبراهيم ؛ لم أعرفه ، ويغلب على الظن أنه محرف من "مكي بن إبراهيم" ؛ فقد ذكروه في شيوخ ابن مدرك ، وهو ثقة .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
4003 - ( فضل الجمعة في رمضان على سائر أيامه ؛ كفضل رمضان على سائر الشهور ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
وله طريقان :الأول : عن عبيد بن واقد قال : حدثنا بشر بن عبد الله القيسي قال : حدثنا أبو داود ، عن البراء بن عازب مرفوعاً.
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (215/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (12/ 147/ 2) وقال :
"أظن أن أبا داود هذا نفيع الأعمى" .
قلت : هو كذلك ؛ فقد أخرجه من هذا الوجه ابن عدي (255/ 1) فقال : "عن أبي داود الدارمي" . وكذلك في رواية الأصبهاني .
والدارمي : هو نفيع بن الحارث - كما في "تهذيب التهذيب" - ، وهو كذاب .
والآخر : يرويه هارون بن زياد الحنائي : حدثنا سعد بن عبد الرحمن : حدثنا عمر بن موسى ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً به .
أخرجه الديلمي (5/ 329) .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمر بن موسى - وهو الوجيهي - ؛ قال ابن عدي وغيره :
"يضع الحديث" . قال المناوي :
"وفيه هارون بن زياد ؛ قال الذهبي : قال أبو حاتم : له حديث باطل . وقال ابن حبان : كان ممن يضع" .
قلت : هذا الوضاع ليس هو راوي هذا الحديث ؛ لأن هذا متقدم الطبقة ، يروي عن الأعمش ، وأما الراوي له ؛ فهو متأخر عنه كما ترى ، وهو الحنائي ، والوضاع لم ينسب هذه النسبة ، وقد فرق بينهما الحافظ ، فذكر هذا بعد الوضاع وقال :
"أبو موسى من أهل المصيصة ... ذكره ابن حبان في (الثقات)" .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
4557 - ( من أفطر يوماً من رمضان ، فمات قبل أن يقضيه ؛ فعليه بكل يوم مد لمسكين ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 246) من طريق الطبراني وغيره عن عبثر بن القاسم عن أشعث بن سوار عن محمد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال :
"قال الطبراني : لم يروه عن أشعث إلا عبثر" .
قلت : وهو ثقة .
لكن أشعث ضعيف ، ولذلك أخرج له مسلم متابعة .
وقد تابعه شريك عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن نافع به ؛ إلا أنه قال :
"نصف صاع من بر" .
أخرجه البيهقي (4/ 254) . وقال :
"هذا خطأ من وجهين :
أحدهما : رفعه الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما هو من قول ابن عمر .والآخر : قوله : "نصف صاع" ، وإنما قال ابن عمر : "مداً من حنطة" .
وروي من وجه آخر عن ابن أبي ليلى ؛ ليس فيه ذكر الصاع" .
قلت : ثم ساقه من طريق أخرى عن عبثر به نحوه ، بلفظ :
"يطعم عنه كل يوم مسكين" ، لم يذكر المد .
وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ أيضاً .
فقد قال : إن الحديث يتقوى بمتابعته لأشعث بن سوار ؟!
والجواب : أن مدار روايتهما على محمد بن أبي ليلى ، وهو ضعيف أيضاً ؛ لسوء حفظه . وقول أبي نعيم عقب كلامه السابق :
"ومحمد الذي يروي عنه أشعث هذا الحديث : محمد بن سيرين . وقيل : محمد بن أبي ليلى" .
فهذا التمريض ليس في محله ؛ لتصريح شريك في روايته بأنه ابن أبي ليلى ؛ مع عدم وجود ما ينافيه . فتنبه !
وقد روى البيهقي من طريق جويرية بن أسماء عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول :
من أفطر في رمضان أياماً وهو مريض ثم مات قبل أن يقضي ؛ فليطعم عنه مكان كل يوم أفطره من تلك الأيام مسكيناً مداً من حنطة ، فإن أدركه رمضان عام قابل قبل أن يصومه ، فأطاق صوم الذي أدرك ؛ فليطعم عما مضى كل يوم مسكيناً مداً من حنطة ، وليصم الذي استقبل .
قلت : وسنده صحيح . وقال البيهقي :"هذا هو الصحيح ، موقوف على ابن عمر . وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن نافع ؛ فأخطأ فيه" .
ثم ساقه من طريقه كما تقدم .
ثم روى (4/ 253) عن أبي هريرة موقوفاً نحو حديث ابن عمر الموقوف ، ثم قال :
"وروى هذا الحديث إبراهيم بن نافع الجلاب عن عمر بن موسى بن وجيه عن الحكم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً . وليس بشيء ؛ إبراهيم وعمر متروكان" .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
4665 - ( من وافق موته عند انقضاء رمضان ؛ دخل الجنة ، ومن وافق موته عند انقضاء عرفة ؛ دخل الجنة ، ومن وافق موته عند انقضاء صدقة ؛ دخل الجنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 23) ، والقاسم بن عساكر في "التعزية" (2/ 223/ 2) عن نضر بن حماد : حدثنا همام : حدثنا محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف قال : سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يحدث عن ابن مسعود مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"غريب من حديث طلحة ، لم نكتبه إلا من حديث نضر" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5081 - ( أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً ، لم يعطهن نبي قبلي :
أما واحدة ؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إليهم ، ومن نظر الله إليه ؛ لم يعذبه أبداً .
وأما الثانية ؛ فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك .
وأما الثالثة ؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم .
وأما الرابعة ؛ فإن الله يأمر جنته : أن استعدي وتزيني لعبادي ، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ، ويصيرون إلى رحمتي وكرامتي .
وأما الخامسة ؛ فإذا كان آخر ليلة ؛ غفر الله لهم جميعاً .
فقال قائل : هي ليلة القدر يا رسول الله ؟ قال : لا ، ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم ؟! ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (ق 70/ 1) ، وكذا عبدالخالق الشحامي في "أربعينه" (ق 31/ 2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 65/ 1) عن الهيثم بن أبي الحواري عن زيد العمي عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زيد العمي - وهو ابن الحواري أبو الحواري ، العمي - ضعيف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . وقال ابن عدي :
"عامة ما يرويه ضعيف ، على أن شعبة قد روى عنه ، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه" . واتهمه ابن حبان ، فقال :
"يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها ، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها ، وكان يحيى يمرض القول فيه ، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ، ولا أكتبه إلا للاعتبار" .
قلت : والهيثم بن أبي الحواري ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي .
والحديث ؛ قال المنذري (2/ 65-66) :
"رواه البيهقي ، وإسناده مقارب ، أصلح مما قبله" !
قلت : ويشير إلى ما ذكره من رواية أحمد ، والبزار ، والبيهقي ، وأبي الشيخ في "كتاب الثواب" عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه ؛ ولم يذكر الخصلة الأولى ، وذكر بديلها :
"وتصفد فيه مردة الشياطين ، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره" .
قلت : وأشار المنذري إلى تضعيفه بتصديره إياه بقوله : "روي" . وعلته : أنه من رواية هشام بن أبي هشام عن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة .
هكذا أخرجه أحمد (2/ 292) ، والبزار (963 - كشف) ، وكذا ابن نصر في "قيام الليل" (ص 187 - هند - المكتبة الأثرية) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 142) ، والباطرقاني في "أماليه" (رقم 8 - نسختي) ، وأبو نعيم في "حديث محمد بن يونس الكديمي" (ق 27/ 1) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (4/ 176) ، والدينوري كما في "المنتقى من المجالسة" (ق 260/ 1-2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، وأبو اليمن ابن عساكر في "أحاديث رمضان" (ق 37/ 1) .
وكتب الحافظ محمد بن عبد الله بن المحب على هامش "فضل رمضان" :
"هو في تاسع "أمالي زرقويه" ، والثالث من "مسند الحارث بن أبي أسامة" ..." .
قلت : هو في "زوائده" (ق 40/ 1) .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا - وهو ابن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام - ضعفوه ، واتهمه ابن حبان ، وقال الحافظ :
"متروك" .
ومحمد بن الأسود : هو محمد بن محمد بن الأسود ؛ كذلك وقع عند بعض مخرجي الحديث ، وهو من بني زهرة ، وأمه من ولد سعد ، قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 87) :"روى عن خاله عامر بن سعد ، روى عنه عبد الله بن عون" .
قلت : فهو عندي مجهول . وقال الحافظ :
"مستور" .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
قال العلامة المحدث الألباني - رحمه الله تعالى - في ( الضعيفة ) :
5083 - (من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) .
شاذ بزيادة: "وما تأخر"
https://majles.alukah.net/t39508-2/
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5400 - ( شهر رمضان شهر أمتي ، ترمض فيه ذنوبهم ، فإذا صامه عبد مسلم ، ولم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ص 228) عن الحاكم معلقاً عليه بسنده إلى عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :الأولى : أبو هارون العبدي متروك ، وتقدم مراراً .
والأخرى : عصام بن طليق ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقال ابن معين :
"ليس بشيء" .
والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" من رواية أبي الشيخ ، وأشار إلى تضعيفه ، ولفظه :
"إن شهر رمضان شهر أمتي ، يمرض مريضهم فيعودونه ، فإذا صام مسلم لم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ، سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها" .
وتعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" (124/ 1) بما خلاصته : أن عزوه لأبي الشيخ وهم ، وإنما هو في "مسند الفردوس" وغيره .
قلت : قد سقت الحديث بلفظ "المسند" . وبمقابلته باللفظ المعزو لأبي الشيخ ؛ يظهر أن بينهما فرقاً جلياً ؛ فإن في كل منهما من الزيادة ما ليس في الآخر ، فإن ثبت الوهم - وهذا ما أستبعده - ؛ فهو وهم في المتن أيضاً . والله أعلم .
ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ يرويه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي : حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي عن عمرو بن محمد الأصبهاني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به . وقال : ... الحديث بطوله.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 28) في ترجمة (عمرو بن محمد الأصبهاني) ، وقال :"يروي عن زيد بن أسلم ، وأراه صحفه بعض الرواة ، وهو عندي (عمر بن محمد بن صبهان)" .
قلت : وهذا ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"ساقط . قال أبو زرعة : واه" .
والآفة : من الراوي عنه (محمد بن إبراهيم الشامي) ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال الدارقطني ، ولعله الذي صحف اسم شيخ شيخه عمداً ! وقال الحاكم :
"روى عن الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز أحاديث موضوعة" . وقال ابن حبان :
"يضع الحديث على الشاميين" .
ورأيت الحديث في "الدر المنثور" (1/ 188) برواية أبي الشيخ مثل لفظ "الترغيب" ؛ ومن الظاهر أنه نقله منه !
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5468 - ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إلى خلقه ، وإذا نظر الله إلى عبد ؛ لم يعذبه أبداً ، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين ؛ أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله ، فإذا كانت ليلة الفطر ؛ ارتجت الملائكة ، وتجلى الجبار بنوره - مع أنه لا يصفه الواصفون - ؛ فيقول للملائكة - وهم في عيدهم من الغد - : يا معشر الملائكة - يوحي إليهم - ! ما جزاء الأجير إذا أوفى عمله ؟ فتقول الملائكة : يوفى أجره . فيقول الله تعالى : أشهدكم أني قد غفرت لهم ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 189-190) من طريق حماد بن مدرك : حدثنا عثمان ابن عبد الله الشامي : حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن الجوزي عقبه :
"هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه مجاهيل ، والمتهم به عثمان ابن عبد الله ؛ قال ابن عدي : حدث بمناكير عن الثقات ، وله أحاديث موضوعة . وقال ابن حبان : يضع على الثقات" .
قلت : وحماد بن مدرك ؛ لم أجد له ترجمة ، والظاهر أنه من المجاهيل الذين أشار إليهم ابن الجوزي ، وقد أقره السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 100-101) .
ومع هذا كله ؛ أورد المنذري هذا الحديث في "ترغيبه" (2/ 68-69) من رواية الأصبهاني هذه ! وذلك من تساهله الذي حملني على جعل كتابه إلىقسمين : "صحيح الترغيب" و "ضعيف الترغيب" ؛ وقد شرحت تساهله هذا في مقدمة "الصحيح" بما لا تجده في غيره ، وقد تم طبع المجلد الأول منه ، يسر الله لنا طبع سائرها مع "الضعيف" (1) .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5469 - ( إذا كان أول ليلة من رمضان ؛ فتحت أبواب السماء ؛ فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان .
فليس من عبد مؤمن يصلي ليلة ؛ إلا كتب الله له ألفاً وخمس مئة حسنة بكل سجدة ، ويبنى له بيت في الجنة من ياقوتة حمراء ، لها ستون ألف باب [لكل باب] منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء .
فإذا صام أول يوم من رمضان ؛ غفر له ما تقدم إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان .
ويستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب ، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمس مئة عام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 314/ 3635) ، والأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) من طريق محمد بن مروان السدي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة العبدي وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : والسدي هذا - وهو الصغير - متهم بالكذب .
ولست أدري لماذا لم يورد ابن الجوزي حديثه هذا في "الموضوعات" ؟! وقد أورد له حديثاً في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ وقال فيه :
"كذاب" ؛ كما تقدم برقم (203) ؛ فلعله لم يقف عليه .
وقد أساء المنذري بإيراده إياه في "الترغيب" (2/ 66-67) دون أن يبين حال راويه ؛ فإنه لم يزد على قوله :
"رواه البيهقي ، وقال : "قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا ، أو لبعض معناه" . كذا قال رحمه الله" !!
وكأن المنذري أشار إلى نقد كلام البيهقي ؛ فإنه ليس في الأحاديث المعروفة ما في هذا إلا الفقرة الأولى ؛ فإنها في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة نحوه .
وقنع المنذري بالإشارة إلى تضعيفه فقط !
وقلده المعلقون الثلاثة ، فصرحوا بأنه "ضعيف" ؛ مع أنهم عزوه للبيهقي والأصبهاني بالأرقام ! ولا يحسنون إلا هذا :
كالعيس في البيداء يقتلها الظما * * * والماء فوق ظهورها محمول .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5803 - ( لو أذن الله للسماوات والأرض أن يتكلما ، لبشرتا صائمي رمضان بالجنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
ذكره السيوطي في (( الجامع الكبير )) من رواية الخطيب في (( المتفق ))عن أبي هدبة عن أنس .قلت : وسكت عنه ! فأساء ؛ لأن أبا هدبة مشهور بأنه كذاب وضاع ، وبخاصة أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات من ثلاثة طرق - هذه أولها - ، وقال :
(( هذا حديث لا يصح ، والمتهم به إبراهيم بن هدبة ، قال ابن عدي : حدث عن أنس بالبواطيل . وقال ابن حبان : دجال من الدجالين ، يضع على أنس . . . )) .
وأقره السيوطي في (( اللآلي )) ( 2 / 103 ) ، وقال :
(( ابن هدبة كذاب )) .
والطريق الثاني : عن عبد السلام بن عبد الله المذحجي : حدثنا أبو عمروعن أنس به .
أخرجه العقيلي في (( الضعفاء )) ( 3 / 68 ) ، ومن طريقه ابن الجوزي . وقال العقيلي - وأقره ابن الجوزي - :
(( إسناد مجهول ، [ وحديث ] غير محفوظ )) . وقال الذهبي في ( الميزان )) :
(( عبد السلام ؛ لا يدرى من هو ، ولا شيخه )) .
وسقطت هذه الترجمة من (( اللسان )) ، وليس لها ذكر في (( التهذيب )) .
وأما الطريق الثالث : فهو من رواية نافع بن عبد الله عن أنس به .
أخرجه ابن عدي في ترجمة نافع السلمي أبي هرمز ( 7 / 2513 ) بسند صحيح عنه . فهو آفته ، وقد عرفت أنه متروك متهم من الحديث الذي قبله ، وقال ابن الجوزي - ووافقه السيوطي - :(( والظاهر أنه سرقه من إبراهيم )) .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5994 - ( كان لا يرى بَأْساً بِقَضَاء رمضان . في عشر ذي الحجة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه الطبرانيّ في " المعجم الأوسط " ( 2 / 42 / 1 - 2 / 5729 ) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : نا إبراهيم بن إسحاق الصيني قال : ثَنَا قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر مَرْفُوعًا . وقال الطبرانيّ :
" لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به إبراهيم بن إسحاق " .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال الدارقطنيّ .
وشيخه قيس بن الربيع ؛ ضعيف من قبل حفظه ، فالحمل فيه على الصيني أولى ، وفي ترجمته أورده الذهبي في " الميزان " ، وقال :
" لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : رواه مرة بلفظ :
" كان إذا فاته شيء من رمضان ؛ قضاه في عشر ذي الحجة " .
أخرجه الطبرانيّ في " الصغير " : ثَنَا محمد بن أحمد بن نصر أبو جعفرالترمذي الفقيه : ثَنَا إبراهيم بن إسحاق الصيني به .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
5997 - ( كان إذا دَخَلَ العشر الأواخر من رمضان ؛ طوى فراشه ، [ وشد مِئْزَره ] ، واعتزل النساء ، وَجَعَلَ عشاءه سحوراً ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر بهذا التمام .
أخرجه الطبرانيّ في " المعجم الأوسط " ( 2 / 4 / 5783 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 2 / 800 ) - والزيادة له - مِنْ طريق حفص ابن واقد البصري عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس مَرْفُوعاً . وقالا :
" لم يروه عن هشام إلا حفص بن واقد " . وقال ابن عدي :
" وبعض متنه قد شورك فيه حفص ، وبعض المتن لا يرويه غيره ، ولم أر له أنكر من هذا الحديث واللذين قبله ، وليس له من الحديث إلا شيء يسير " . وأورده الذهبي في " الضعفاء " ، وقال :
" قال ابن عدي : له أحاديث منكرة " .
وبهذا أعله اَلْهَيْثَميّ في " المجمع " ( 3 / 174 ) .
قلت : وأصل الحديث صحيح ، وهو الذي أشار إليه ابن عدي ، وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل اَلْعَشْر ؛ شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله " .
أخرجه الشيخان - واللفظ للبخاري ( رقم 991 / مختصره ) - .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6178 - ( تكون هدَّةٌ في شهر رمضان ، توقِظُ النائم ، وتُفزع اليقظان ،
ثم تظهر عصابة في شوال ، ثم تكون معمعة في ذي القعدة ، ثم يُسلب
الحاج في ذي الحجة ، ثم تنتهك المحارم في المُحرم ، ثم يكون موت في
صَفَرٍ ، ثم تتنازع القبائل في الربيع ،ثم العجب كل العجب ، بين
جمادى ورجب ، ثم ناقة مُقْتَبَة خير من دَسْكَرةٍ ، تُقِلُّ مائة ألف ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (ق 160/1) ، ومن طريقه أبو
عبد الله الحاكم (4/517 - 518) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/199) قال :
حدثنا ابن وهب عن مسلمة بن علي عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة ...
مرفوعاً . وقال الحاكم :
"حديث غريب المتن ، ومسلمة ظن لا تقوم به الحجة" . وقال الذهبي :
"قلت : ذا موضوع ، ومسلمة ساقط متروك" . وقال في ترجمة مسلمة من
"الميزان " :
"هذا منكر ، ومسلمة لم يدرك قتادة" .
قلت : وابن حماد نفسه ضعيف ، واتهمه بعضهم ، وقد روي هذا الحديث
بأسانيد أخرى ، لكن النسخة المصورة التي عندي سيئة جداً لا يمكن قراءتها في
النصف الأول منها إلا بصعوبة .
وقد ساقها السيوطي في "اللآلي " (2/387 - 388) ، وكلها معلولة ، بعضها مطول ، وبعضها مختصر ، وأطولها من حديث ابن مسعود ، وقد سكت عنه - مع
أنه لم يسق سنده لننظر فيه -! وعزاه في "كنز العمال " (14/569/39627) لـ
(نعيم ، ك) ، وعزوه لـ (ك) أظنه وهماً لعله من الناسخ أو الطابع . والله أعلم .
وقد روي من طريقين آخرين عن أبي هريرة :
الأولى : عن علي بن الحسين الموصلي قال : حدثنا عنبسة بن أبي صغيرة
الهمداني عن الأوزاعي قال : حدثني عبد الواحد بن قيس قال : سمعت أبا
هريرة قال : ... فذكره بنحوه ، دون قوله : "ثم يكون موت في صفر" ، وزاد :
"وهو عند انقطاع ملك هؤلاء" . قالوا : يا رسول الله! من هم ؟ قال :
"الذين يكونون في ذلك الزمان " .
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/2) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات "
(3/ 190 - 191) ، وقال العقيلي :
"ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت " .
قلت : أورده في ترجمة عبدالواحد بن قيس هذا ، وروى عن يحيى بن سعيد
أنه قال فيه :
"كان شبه لا شيء" .
قلت : هو مختلف فيه ؛ فقد وثقه ابن معين وغيره ، وضعفه آخرون ، ولذا قال
الحافظ في "التقريب" :
"صدوق له أوهام ومراسيل " .
وأما الذهبي فقد جزم بضعفه ؛ فإنه أورده في "المغني في الضعفاء" ، واعتمد فيه على قول يحيى بن سعيد المتقدم ، وقال في "الكاشف " :
"منكر الحديث " .
ومع ذلك كله فقد انتقد في "ميزانه" العقيلي ؛ لأنه ساق في ترجمته هذا
الحديث فقال :
"قلت : هذا كذب على الأوزاعي ، فأساء العقيلي في كونه ساق هذا في ترجمة
عبدالواحد ، وهو بريء منه ، وهو لم يلق أبا هريرة ؛ إنما روايته عنه مرسلة ... " . ثم
حكى الخلاف فيه .
وبه أعل ابن الجوزي الحديث ، فقال :
"هذا ، موضوع على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " .
ثم ذكر قول يحيى في عبدالواحد ، وقول العقيلي في الحديث ، وأنه لا أصل
له ، ولم يُبد له علة أخرى ، وقد عرفت من كلام الذهبي المتقدم أنه منقطع بين
عبدالواحد وأبي هريرة . وهو الذي جزم به غير واحد من المتقدمين ، مع أنه قد
صرح بسماعه منه في هذا الحديث - كما رأيت -! وفي ذلك دليل واضح على
عدم اعتمادهم عليه في ذلك ، وذلك يعود إما إلى عبدالواحد نفسه " لأنه لا يوثق
بحفظه ، وإما إلى وهم أحد رجال إسناده عليه - وهذا محتمل - ، فإن اللذين دون
الأوزاعي لم أجد لهما ترجمة .
والطريق الأخرى : عن نوح بن قيس قال : نا البختري بن عبدالحميد عن
شهر بن حوشب عن أبي هريرة ... مرفوعاً ؛ مختصراً بلفظ :
"في شهر رمضان الصوت ، وفي ذي القعدة تميز القبائل ، وفي ذي الحجة
يسلب الحاج" .قلت : وسلمة هذا : لا بأس به - كما قال ابن أبي حاتم (1/2/1/164) عن
أبيه - .
وخالد بن سلام : ذكره ابن أبي حاتم (1/2/336) برواية اثنين آخرين عنه ،
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأما عنبسة القرشي : فيغلب على ظني أنه عنبسة بن عبد الرحمن بن سعيد
ابن العاص القرشي الأموي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، واللائق به هذا الحديث
المنكر ، وهو متفق على ضعفه ؛ بل قال أبو حاتم :
"متروك الحديث ، كان يضع الحديث " .
ولخالد بن سلام إسناد آخر بزيادة في المتن طويلة منكرة ، لا بد لي من سياقه
والكلام على إسناده في الحديث التالي :
6179 - ( يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ , قَالُوا: فِي أَوَّلِهِ أَو فِي وَسَطِهِ أَو
فِي آخِرِهِ؟ قَالَ:
لا ؛ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ ، إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛
يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفاً.
وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُصِمُّ سَبْعُونَ أَلْفاً . قَالُوا: فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟
قَالَ: مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ .
ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ . وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ ، وَالثَّانِي
صَوْتُ الشَّيْطَانِ .
فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ ، وَالمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ ، وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَيُغَارُ عَلَى الْحُجَّاجِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، وَفِي الْمُحْرِمِ ، وَمَا الْمُحْرَّمُ؟
أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي ، وَآخِرُهُ فَرَحٌ لأُمَّتِي ، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
بِقَتَبِهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/332/853) ، ومن طريقه
ابن الجوزي في "الموضوعات ، (3/ 191) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : ثنا
إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن فيروز الديلمي ...
مرفوعاً . وقال ابن الجوزي :
"هذا حديث لا يصح ، قال العقيلي : عبد الوهاب ليس بشيء . وقال ابن حبان :
كان يسرق الحديث ؛ لا يحل الاحتجاج به . وقال الدارقطني : منكر الحديث . وأما
إسماعيل : فضعيف . وعبدة لم ير فيروزاً ، وفيروز لم ير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وقد روى
هذا الحديث غلام خليل عن محمد بن إبراهيم البياضي عن يحيى بن سعيد
العطار عن أبي المهاجر عن الأوزاعي ، وكلهم ضعاف في الغاية ، وغلام خليل
كان يضع الحديث " .
وأقول : إسماعيل بن عياش بريء الذمة من هذا الحديث ؛ لأنه ثقة في نفسه ،
وصحيح الحديث في روايته عن الشاميين ، وهذه منها ؛ لأن الأوزاعي هو إمام أهل
الشام في زمانه ، وإنما العهدة فيه على ابن الضحاك ؛ فقد كان يضع الحديث - كما
قال أبو داود - ، وقد أشار إلى ما ذكرت الإمام الدارقطني فقال :
"له عن إسماعيل بن عياش وغيره مقلوبات وبواطيل " . وقال الهيثمي في
" المجمع " (7/ 310) :
"رواه الطبراني ، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك ، وهو متروك " . قلت : لكن قد روي من غيرطريقه ؛ فرواء علي بن معبد : حدثنا خالد بن
سلام عن يحيى الدُّهني عن أبي المهاجر عن عبد الرحمن بن عمر عن عبدة بن
أبي لبابة عن ابن الديلمي قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن " (ق 83/2 - 84/ 1) .
قلت : وهذا إسناد لا تقوم به حجة ؛ خالد بن سلام مجهول ، لم يرو عنه غير
اثنين - كما تقدم في الحديث الذي قبله - .
ويحيى الدهني : لم أعرفه بهذه النسبة ، وأخشى أن تكون خطأ من الناسخ ؛
ولا أستبعد أن يكون يحيى هو ابن سعيد العطار المتقدم في كلام ابن الجوزي ؛
لأنه هنا من روايته عن أبي المهاجر كما هناك .
فإن كان كذلك ؛ فالسند ضعيف جداً ، لأن يحيى بن سعيد هذا قد ضعفه
الجمهور ؛ بل قال ابن حبان في "الضعفاء (3/123) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، والمعضلات عن الثقات " .
ثم قال علي بن معبد : حدثنا خالد بن سلام عن يحيى الدهني عن حجاج
عن الأحوص عن كثير بن مرة عن كعب قال : تكون في رمضان ... الحديث
نحوه .
أخرجه الداني أيضاً (ق 9/2) .
قلت : إسناد مقطوع موقوف على كعب ، وخالد ويحيى عرفت حالهما ،
وحجاج يحتمل أنه ابن أرطاة ، وهو مدلس ، والأحوص كثير ، ولم يتبين لي
أيهم هو .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6188 - ( خيرة الله من الشهور شهر رجب، وهو شهر الله ، مَن عظّم
شهر الله رجب ؛ عظم أمر الله ، ومن عظم أمر الله ؛ أدخله جنات النعيم ،
وأوجب له رضوانه الأكبر .
وشعبان شهري ، فمن عظم شعبان ؛ فقد عظم أمري ، ومن عظم
أمري ؛ كنت له فرطاً وذخراً يوم القيامة .
وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ،
ولم ينتهكه ، وصام نهاره ، وقام ليله ، وحفظ جوارحه ؛ خرج من
رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه البيهقي (3/374/3813) من طريق نوح بن أبي مريم عن
زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره ،
وقال :
"هذا إسناد منكر بمرة ، وقد روي عن أنس غير هذا ، تركته ؛ فقلبي نافر عن رواية المناكير التي أتوهمها ، لا ؛ بل أعلمها موضوعة " .
وبهذا الإسناد أخرجه البيهقي أيضاً في "فضائل الأوقات " (10/ 94) ، وقال :
"هذا منكر بمرة" .
وتعقبه الحافظ في "تبيين العجب " (ص 37 - طبع المكتبة الحديثية) :
"قلت : بل هو موضوع ظاهر الوضع ؛ بل هو من وضع نوح الجامع " .
قلت : كلام البيهقي في "الشعب " لا ينافي حكم الحافظ بالوضع ؛ بل هو
ظاهر فيه . والله أعلم .
ثم إن في الإسناد ثلاثة ضعفاء : يزيد الرقاشي ، وزيد العمي ، ونوح بن أبي
مريم ، وهذا أشدهم ضعفاً ؛ فإنه كذاب وضاع مشهور بذلك - كما تقدم مراراً - ،
وتقدمت له أحاديث .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" من رواية البيهقي في "الشعب " ،
وقال :
"وقال : إسناده منكر"!
وكان عليه أن يذكر كلامه بتمامه ؛ فإنه أدل على حال إسناده . وعزاه إلى
البيهقي في "الدر" (3/226) ولم يقل في "الشعب " ، وقال :
"وقال : إنه منكر بمرة" .
وهذا أقرب إلى الصواب مما ذكر في "الجامع " . والله أعلم .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
- ( من كان عليه من رمضانَ شيءٌ ، فأدركَه رمضانُ ، فلم
يَقْضِهِ ، لم يُقْبَلْ منه ، وإن صلى تطوعاً وعليه مكتوبةٌ ، لم تُقْبَل منه ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (2/519) من طريق عبد الله بن واقد :
حدثنا حيوة بن شريح عن أبى الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبى هريرة مرفوعاً .
أورده في ترجمة ابن واقد هذا - وهو أبو قتادة الحراني - وقال :
"كان من عباد أهل الجزيرة وقرائهم ، غلب عليه الصلاح ، حتى غفل عن
الاتقان ، فكان يحدث على التوهم ، فيرفع المنا كير والمقلوبات فيما يروي عن
الثقات ، لا يجوز الا حتجاج بخبره " .
وقال الذهبي في "المغني":
"مشهور بالحديث والزهد ، قال أبو حاتم : ذهب حديثه . وقال الدارقطني وغيره :
ضيعف . وأما أحمد فقال : ما به بأس ، وربما أخطأ . وقال البخاري : تركوه" .
ولذلك أورده ابن طاهر المقدسي في "تذكرة الموضوعات" (ص 94) .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6471 - ( إِذَا كَانَتْ صَيْحَةٌ فِي رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّهُ يَكُونُ مَعْمَعَةٌ فِي
شَوَّالٍ ، وَتَمْيِيزُ الْقَبَائِلِ فِي ذِيِ الْقَعْدَةِ ، وَتُسْفَكُ الدِّمَاءُ فِي ذِيِ الْحِجَّةِ .
وَالْمُحَرَّمِ وَمَا الْمُحَرَّمُ ؟ ( يَقُولُهَا ثَلَاثاً ) ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، يُقْتَلُ النَّاسُ فِيهَا
هَرْجاً هَرْجاً .
قُلْنَا : وَمَا الصَّيْحَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
هَدَّةٌ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ ؛ فَتَكُونُ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ ،
وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ ، وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهِنَّ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ، فِي سَنَةٍ
كَثِيرَةِ الزَّلَازِلِ.
فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؛ فَادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ ، وَاغْلِقُوا
أَبْوَابَكُمْ ، وَسُدُّوا كُوَاكُمْ ، وَدِثِّرُوا أَنْفُسَكُمْ ، وَسُدُّوا آذَانَكُمْ ، فَإِذَا
أحسَسْتُمْ بِالصَّيْحَةِ فَخِرُّوا لِلَّهِ سُجَّداً ، وَقُولُوا : سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، رَبُّنَا الْقُدُّوسُ ؛ فَإِنَّه مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ؛ نَجَا ، وَمَنْ لَمْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ ؛ هَلَكَ ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه نعيم بن حماد في كتابه "الفتن" (1/228/738) : حَدَّثَنَا
أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ... فذكره .
قلت : وهذا متن موضوع ، وإسناده واهٍ مسلسل بالعلل :
الاولى / المؤلف نفسه ؛ نعيم بن حماد ، فإنه مع كونه من أئمة السنة والمدافعين
عنها ، فليس بحجة فيما يرويه ، فقال النسائي :
"ليس بثقة " .
واتهمه بعضهم بالوضع . والحافظ الذهبي مع صراحته المعهودة ، لم يستطع أن
يقول فيه - بعد أن ذكر الخلاف حوله - إلا :
"قلت : ما أظنه يضع " !
الثانية : شيخه أبو عمر - وهو : الصفار : كما وقع له في غير هذا الحديث - ،
واسمه : حماد بن واقد ، وهو ضعيف ، بل قال البخاري :
"منكر الحديث ".
الثالثة : ابن لهيعة ، وهومعروف بالضعف بعد احتراق كتبه .
الرابعة : عبد الوهاب بن حسين : لا يعرف إلا بهذا الإسناد الواهي ، وقد ذكر
له الحاكم حديثاً آخر من طريق نعيم بن حماد : ثنا ابن لهيعة عنه بإسناده المتقدم
عن ابن مسعود مرفوعاً في خروج الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها ، فإذا خرجت ؛ لطمت إبليس وهو ساجد ... الحديث ، وفيه مناكير كثيرة ، حتى قال
الحاكم نفسه :
"أخرجته تعجباً إذ هو قريب مما نحن فيه ".
والشاهد أنه قال عقبه (4/522) :
"محمد بن ثابت بن أسلم البناني من أعز البصريين وأولاد التابعين ؛ إلا أن
عبد الوهاب بن حسين مجهول " . وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : ذا موضوع ، والسلام ".
وقد ترجم الحافظ في "اللسان" لعبد الوهاب هذا بقول الحاكم المذكور ، وتعقب
الذهبي إياه ، وأقرّه .
الخامسة : محمد بن ثابت البناني : ضعيف اتفاقاً ؛ فلا أدري كيف مشَّاه الحاكم ؟!
السادسة : الحارث الهمداني - وهو : الأعور - : ضعيف أيضاً ، وقد اتهمه بعضهم
بالكذب .
وبالجملة ؛ فهذا الإسناد بهذه البلايا والعلل الست إسنادٌ هالك ، والمتن مركب
موضوع بلا شك ، ليس عليه حلاوة وكلام النبوة ؛ بل إن يد الصنع والتكلف عليه
ظاهرة . وقد تداوله لعض الرواة الضعفاء قديماً ، يزيدون في متنه وينقصون منه
حسب أهوائهم ، وركبوا أسانيد عن أبي هريرة وغيره ، وقد خرجتهما فيما تقدم
(6178 و 3179) .
هذا . ولقد كان الداعي إلى تخريج هذا الحديث ، والكشف عن علله أنه كثر
سؤال الناس عنه في أول أسبوع من شهر رمضان المبارك الحالي لسنة (1414) ، ولما
سألت عن السبب ؟ قيل : بأن أحد الخطباء الصوفيين خطب الناس به ، وأنذرهم بوقوع ما جاء فيه ليلة الجمعة (15) من الشهر الجاري ، أي بعد أربعة أيام من
تحريره ، وسيعلم الناس قريباً - إن شاء الله - كذبه ؛ ليأخذوا منه درساً ، ويعرفوا أنه
ليس كل من خطب فهو عالم ، وأنه ليس كل من حدث بحديث أو أكثر فهو
محدث ! ولله في خلقه شؤون .
وها نحن الآن في يوم السبت التالي ليوم الجمعة المشار إليه ، ولم يقع فيه
أي شيء مما ذكر الحديث : صيحة أو هدة توقظ النائم ، ولا خرجت العواتق
من الخدور ،ولا أحد من المصلين سدوا كواهم ، ودثروا أنفسهم ، وسدوا آذانهم .
ما أحد فعل شيئاً من ذلك ، حتى ولا ذاك الكذاب الكبير الذي أذاع هذا
الحديث والجهلة الذين تلقوه عنه وساعدوه على إذاعته ، حتى هؤلاء ما أظن أن
أحداً فعل ذلك .
نعم . لقد وقعت مصيبة كبيرة على المصلين في (مسجد الخليل) في الضفة
الغربية ؛ فقد هاجم جماعة مسلحون بالرشاشات (الأتوماتيكية) من اليهود ،
الشاجدين في صبيحة يوم الجمعة ؛ فقتلوا منهم العشرات ، وجرحوا المئات .
ثم لا شيء بعد ذلك سوى الخطب الحماسية ، والاحتجاجات السياسية لدى
الأمم المتحدة ، من الدول الإسلامية ، والتظاهرت من بعض شعوبها . ولا حول ولا
قوة إلا بالله .
ولا أدري إذا كان لنشر هذا الحديث عن يوم الجمعة ، وفتنة اليهود فيه أية
علاقة بينهما .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأنباء من لم تزود
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6599 - ( انبسطُوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان " ( 52/ 24 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن صخرة بن حبيب وراشد بن سعد مرفوعاً.
قلت: وهذا مع إرساله ضعيف، لحال أبي بكر بن أبي مريم، فإنه كان اختلط، ولذلك ضعفوه، بل قال الدارقطني:
"متروك".
وساق له الذهبي في "الميزان " بعض المنكرات.
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6636 - ( كان إذا دخل رمضان ؛ تغير لونه، وكثرت صلاته، وابتهل في الدعاء، وأشفق منه (1)).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/ 310/ 3625 ) من طريق عبد الباقي بن قانع: ثنا أحمد بن علي الخراز: ثنا محمد بن عبد الحميد التميمي:
ثنا أبو داود: ثنا قرة بن خالد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ إلا من دون ( أبي داود ) - وهو: الطيالسي - ؛ فإن محمد بن عبد الحميد التميمي لم أجد له ترجمة ؛ غير أن الراوي عنه ( أحمد ابن علي الخراز ) - ووقع في الأصل: ( الجرار ) ؛ خطأ، وهو ثقة - ؛ كما قال الدارقطني، والخطيب في "التاريخ " ( 4/ 303 ).
وأما ( عبد الباقي بن قانع ) ؛ فقال الذهبي في " المغني ":
"... الحافظ. قال الدارقطني: كان يحفظ ؛ لكن كان يخطئ ويصر. وقال البرقاني: هو عندي ضعيف، ورأيت البغداديين يوثقونه. وقال أبو الحسن بن الفرات: حَدَث به اختلاط قبل موته بسنتين ".
قلت: وبه أعله المناوي.
__________
(1) كذا الأصل: وفي " الجامع الصغير ": " وأشفق لونه ". وشرحه المناوي بقوله: " أي: تغير حتى يصير كلون الشفق. وهذا لولا غرض الإطناب ؛ كان يغني عنه قوله: ( تغير لونه )،. والله أعلم.
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6768 - ( لا تقولوا: ( رمضان ) ؛ فإن ( رمضان ) اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 7/ 53 )، والبيهقي في " السنن الكبرى " ( 4/ 201 )، والديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/ 159 ) من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال البيهقي:
" وأبو معشر هو نجيح السندي، ضعفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، والله أعلم، وقد قيل: عن أبي معشرعن محمد بن كعب من قوله، وهو أشبه ".
ثم ساق إسناده إلى أبي معشر به، وقال:
" وروي ذاك عن مجاهد والحسن البصري، والطريق إليهما ضعيف ".
وأقول: كل ذلك منكر جداً ؛ لأن أسماء الله توقيفية، وهؤلاء الأئمة أجل من أن يقولوا ذلك ؛ ولهذا فإني أشك في ثبوت مثله عن أحد من السلف، فقول ابن أبي حاتم عن أبيه في كتابه " العلل " ( 1/ 250 ):
" هذا خطأ، إنما هو قول أبي هريرة"! ففيه شيء لا أدري ما هو؟
ثم رأيت ما كشف لي عن العلة، وهي أن مدار الموقوف على أبي هريرة على أبي معشر أيضاً، فقال ابن أبي حاتم في " تفسير سورة البقرة " ( 1/ 118/ 1 ):
حدثنا أبي: ثنا محمد بن بكار بن الريان: ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب وسعيد عن أبي هريرة: قالا لا تقولوا... الحديث، هكذا ذكره موقوفاً. وكذلك ذكره ابن كثير في" التفسير " ( 1/ 216 ) من رواية ابن أبي حاتم. وهذا مما يؤكد نكارته وعدم حفظ أبي معشر إياه، فتارة يرويه عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً، وتارة موقوفاً عليه، وأخرى يجعله من قول محمد بن كعب.
والمقصود ؛ أن رواية ابن أبي حاتم هذه قد كشفت لي ما كان خافياً، وهو أن قول أبي حاتم المتقدم:
" إنما هو من قول أبي هريرة " تساهل منه غير معروف عنه، ما دام أن راويه هو أبو معشر نفسه، وهو مما اتفقوا على ضعفه، وقد عقب عليه ابن كثير بقوله:
" هو نجيح بن عبد الرحمن المدني إمام المغازي والسير، ولكن فيه ضعف، وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي، وهو جدير بالإنكار ؛ فإنه متروك، وقد وهم في رفع الحديث ( ! )، وقد انتصر البخاري رحمه الله في كتابه لهذا، فقال: " باب يقال:
رمضان " وساق أحاديث في ذلك منها: من صام رمضان إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. ونحو ذلك ".
قلت: وقد أنكره أيضاً الذهبي، فذكره في جملة ما أنكر على أبي معشر، وصرح الحافظ في " الفتح " ( 4/ 113 ) بأنه:
" حديث ضعيف ". والصواب قول ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/187 ):
" هذا حديث موضوع لا أصل له، وأبو معشر: كان يحيى بن سعيد يضعفه ولا يحدث عنه، ويضحك، إذا ذكره، وقال يحيى بن معين:" إسناده ليس بشيء".
قلت: ولم يذكرأحد في أسماء الله ( رمضان )، ولا يجوز أن يسمى به إجماعاً، وفي" الصحيحين " من حديث أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: إذا دخل رمضان ؛ فتحت أبواب الجنة ".
وقد روى ناشب بن عمرو بإسناد له عن ابن عمر مرفوعاً نحوه.
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 2/ 162/ 551 - الروض البسام ) بإسناده عنه.وهو منكر الحديث - كما قال البخاري -.
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6920 - ( من أصابه جهد في رمضان فلم يفطر، فمات ؛ دخل النار ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 10/ 270 ) من طريق عبد الرحمن ابن يونس السراج: حدثنا بقية بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات ؛ غير بقية بن الوليد، وهو مدلس، وقد عنعنه، فالظاهر أنه تلقاه من بعض شيوخه المجهولين، ثم دلسه.
وعبد الرحمن بن يونس: قال الذهبي، في " الميزان ":
" صدوق معمر... قال الدارقطني وغيره: لا بأس به. وقال الأزدي: لم يصح حديثه. ثم ساق له عن بقية... ".قلت: فكان الأولى بالذهبي أن يذكره في منكرات بقية، ما دام أن الراوي عنه صدوق لا بأس به.
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2/ 747 ) للديلمي أيضاً.
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6988 - ( إِذَا رَأَيْتُمْ عَمُودًا أَحْمَرَ قِبَلَ الْمَشْرِقِ فِي رَمَضَانَ ؛ فَادَّخِرُوا طَعَامَ سَنَتِكُمْ ؛ فَإِنَّهَا سَنَةُ جُوعُ ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1/ 119/ 371 ): [حدثنا ] أحمد بن رشدين قال: نا زيد بن بشر الحضرمي قال: نا بشر بن بكر قال: حدثتني أم عبد الله ابنة خالد بن معدان عن أبيها عن عبادة بن الصامت
مرفوعاً. وقال: " لم يروه عن أم عبد الله ابنة خالد إلا بشر بن بكر، تفرد به زيد بن بشر".
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة ( أم عبد الله ) هذه، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/ 35 ):
" رواه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط "، وفيه ( أم عبد الله ابنة خالد بن معدان )، ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: أحمد بن رشدين - وهو: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري -: ليس منهم ؛ فقد أورده الذهبي في "المغني " وقال:
" قال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه"!
فلعله في " كبير الطبراني" من غير طريقه، والقسم الذي فيه أحاديث ( عبادة ) غير مطبوع منه فيما علمت. والله سبحانه وتعالى أعلم.
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
6580 - ( إن الله يوحي إلى الحفظة: لا تكتبوا على صُوَّام عبادي بعد العصر سيئة ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل.
أخرجه الخطيب في "التاريخ" ( 6/124 )، والديلمي في "مسند الفردوس" ( 1/128/2 - الغرائب الملتقطة ) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب المخزمي بسنده عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعاً. وقال الخطيب:
"قال الدارقطني: وهذا باطل، والإسناد كلهم ثقات، - يعني: غير - المخزمي:
ليس بثقة، حدث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة".
ولخص هذا الحافظ، فقال في "الغرائب":
"هذا الحديث باطل، وإبراهيم ليس بثقة".
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
7105 - ( إِنَّ الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ جَمَعَ كَعْبَيْهِ
بوتادِ شَهْرٍ صيَامَهُ وَقَيامَهُ ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4/ 42/ 4294 ) من طريق جميع بن ثوب الرحبي عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعاً.
قلت: قال الذهبي في "المغني ":
" منكر الحديث. قاله البخاري ".
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3811 - (الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن ماجه (1/ 531) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 292/ 3577 و 3578) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) عن موسى بن عبيدة، عن جمهان، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل موسى بن عبيدة؛ وهو متفق على تضعيفه.
والجملة الأولى رويت من طريق أخرى، عن رجل من بني سليم، عند الترمذي (3514) . فانظر "المشكاة" (296) .
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
981 - حديث أبي ذر أنّ جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ الله قد قبل وصالك ولا يحل لأحد بعدك.
قال الحافظ: وأما ما رواه الطبراني في "الأوسط": فذكره، فليس إسناده بصحيح فلا حجة فيه" (1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3162) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة ثني ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة عن عبد الملك عن أبي ذر أَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد قبل وصالك، ولا يحل لأحد بعدك، وذلك بأنّ الله تبارك وتعالى يقول {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البَقَرَة: 187] ولا صيام بعد الليل، وأمرنى بالوتر بعد الفجر.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن عبد الملك عن أبي ذر ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158 وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن حمزة عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن علي عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين فأتاه جبريل فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد قبل وصالك، الحديث وقد روى هذا الحديث الوليد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن من لا يتهم عن عبد الملك عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأيهما أصح؟ قالا: حديث الوليد أصح" العلل 1/ 252
قلت: اختلف فيه على ثور بن يزيد، فرواه الهيثم بن حميد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين وليلة
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1692) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 139)
__________
(1) 5/ 108 (كتاب الصوم- باب الوصال)
الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
1199 - حديث أبي سعيد الخير "إنّ الله لم يكتب الصيام بالليل، فمن صام فقد تَعَنَّى ولا أجر له"
قال الحافظ: ذكره الترمذي في "الجامع" ووصله في "العلل المفرد" وأخرجه ابن السكن وغيره في "الصحابة" والدولابي وغيره في "الكنى" كلهم من طريق أبي فروة الرُّهاوي عن معقل الكندي عن عُبادة بن نُسِي عنه ولفظ المتن مرفوعا: فذكره، قال ابنمنده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: ما أرى عبادة سمع من أبي سعيد الخير" (1)
ضعيف
قال الحافظ في "الإصابة" (11/ 161): أبو سعد الخير ويقال: أبو سعيد الخير قال ابن السكن: له صحبة، ويقال: اسمه عمرو. وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري وليس كذلك فإنّ لهذا حديثين غير الحديث الذي اختلف فيه في الأنماري بل هو أبو سعد أو أبو سعيد فأخرج الترمذي في "العلل المفردة" (1/ 338 - 339) وابن أبي داود في "الصحابة" وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي عن معقل الكندي (2) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد مرفوعا: فذكر الحديث (3)، قال: وأخرجه الدولابي (4) في "الكنى" (1/ 35) من وجه آخر عن أبي فروة فقال: عن أبي سعد الخير الأنصاري، وفي رواية الحاكم أبي أحمد (5): عن أبي سعد الخير، وأخرجه ابن منده وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عنه فقال: ما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير" (6)
قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ومعقل الكناني ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا يزيد بن سنان فهو مجهول.
__________
(1) 5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال)
(2) في "علل الترمذي" الكناني.
(3) لفظ الترمذي "إنّ الله لم يكتب على الليل الصيام، فمن صام فليتعن ولا أجر له".
ولفظ الدولابي "لم يكتب علينا في الليل صيام، فمن شاء فليتعن ولا أجر له"
(4) وكذا ابن عدي (7/ 2725)
(5) وكذا ابن قانع في "الصحابة" (1/ 100) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2725)
(6) قال البخاري قبل ذلك: أرى هذا الحديث مرسلا"
الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
3216 - "ليس في الصيام رياء"
قال الحافظ: قال أبو عبيد في "غريبه": حدثنيه شَبابة عن عُقيل عن الزهري: فذكره، يعني مرسلا.
وقد روى الحديث المذكور البيهقي في "الشعب" من طريق عقيل، وأورده من وجه آخر عن الزهري موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، ولفظه "الصيام لا رياء فيه، قال الله -عز وجل-: "هو لي وأنا أجزي به" (1) أخرجه أبو عبيد كما في "الشعب" للبيهقي (7/ 190)
عن الليث بن سعد
وهناد في "الزهد" (680)
عن حيوة بن شريح المصري
والبيهقي في "الشعب" (3321)
عن الليث بن سعد وحيوة بن شريح وجابر بن إسماعيل المصري
ثلاثتهم عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب به مرفوعا.
ورواه سهل مولى المغيرة بن أبي الصلت عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "الصيام لا رياء فيه. قال الله: هو لي وأنا أجزي به. يدع طعامه وشرابه من أجلي"
أخرجه البيهقي في "الشعب" (3322)
وسهل مولى المغيرة ضعفه ابن حبان وابن عدي، ومنصور بن عمار أظنه أبو السري قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يقيم الحديث.
مرسل
__________
(1) 5/ 8 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم)
الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة
-
رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام