حذف واو العطف وما شابهها من التلاوة (فائدة للمحققين من كلام الإمام النووي)

قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:
وأما قولها: (أوَلم تسمع أن الله تعالى يقول: ما كان لبشر)، فهكذا هو في معظم الأصول: (ما كان) بحذف الواو، والتلاوة: {وما كان} بإثبات الواو؛ ولكن لا يضر هذا في الرواية والاستدلال؛ لأن المستدل ليس مقصودُه التلاوةَ على وجهها؛ وإنما مقصوده بيان موضع الدلالة، ولا يؤثِّر حذف الواو في ذلك، وقد جاء لهذا نظائرُ كثيرةٌ في الحديث، منها: قوله: "فأنزل الله تعالى: (أقم الصلاة طرفي النهار)، وقوله تعالى: (أقم الصلاة لذكري)، هكذا هو في روايات الحديثين في الصحيحين، والتلاوة بالواو فيهما، والله أعلم.

جزاك الله خيرا أبا معاذ على هذا النقل النفيس، وما هي بأول بركاتك، ولا بأول بركات النووي التعلامة اللوذعي رحمه الله، وهذه الملاحظة لعلها غابت عن العلَّامة أحمد شاكر حين قال في تعليقه على "الرسالة":«الشاف� �يُّ كثيرًا ما يَتْرُكُ حرفَ العطفِ؛ اكتفاءً بموضعِ الاستدلالِ مِنَ الآية، وليس بصنيعِهِ هذا بأسٌ». انظر: "الرسالة" للشافعيِّ (ص231، 361)، وكذا عندما نقلها عنه العلامة الطناحي في كتابه الجد نفيس "في اللغة والأَدَب دراساتٌ وبحوث" للدكتور الطَّنَاحِيِّ (1/263، 264)، وهي من براهين صحة منهج أحمد شاكر - ومن حذا حذوه قبله وبعده - في الإبقاء على المخطوط الأصل كما ورد وإن لم نعلم وجهه، والله المستعان!

جزيتما خير الجزاء.
وعليها أيضا:
الأستاذ عبد السلام هارون
- كتاب الحيوان 4 / 57 وما به من إحالات.
- مجالس ثعلب 1 / 62 .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي

جزيتما خير الجزاء.
وعليها أيضا:
الأستاذ عبد السلام هارون
- كتاب الحيوان 4 / 57 وما به من إحالات.
- مجالس ثعلب 1 / 62 .

---

جزاك الله خيرا، والأستاذ عبد السلام هارون -تلميذ الشيخ أحمد شاكر وقريبه - قد عمل معه في أكثر من عمل؛ ولا يبعد أن يكون لاحظها كذلك وحده أو استفادها كذلك من الشيخ شاكر، وفي المصدر المذكور للدكتور الطناحي أحال كذلك على أعمال هارون؛ وأظن الدكتور الطناحي لو وقف على نقل النووي أو تذكره أحدهم حين الكتابة لأحال إليه، وجزاكم الله خيرا!

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث النحوي

والأستاذ عبد السلام هارون -تلميذ الشيخ أحمد شاكر وابن خالته - قد عمل معه في أكثر من عمل؛ ولا يبعد أن يكون لاحظها كذلك وحده أو استفادها كذلك من الشيخ شاكر،

---

ولماذا الظن وبين أيدينا العلم يا سيدي؟!
قد قال الأستاذ عبد السلام في حاشيته في كتاب الحيوان:
وقد كتبَ إليَّ حضرة المحدث الكبير الأستاذ أحمد محمد شاكر، أن الشافعي جرى على هذا النحو في ثلاثة مواضع..... ... إلى آخر ما قال.

جزاكما الله خيرًا على هذه المشاركات الماتعة، والإحالات النافعة، ولم يكن غرضي إلا إفادة أهل العلم واللغة.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث النحوي

والأستاذ عبد السلام هارون -تلميذ الشيخ أحمد شاكر وابن خالته -

---

أستاذنا النحوي.
لعلك تراجع هذه القرابة؛ فهما ليسا ابني خالة.

قارئ مليج الكريم
الحمد لله الذي جعل ظني على يدك يقينا؛ إذ لم أقف على النقل قبلُ!
وأما القرابة فعهدي بمصدرها بعيد، لعله مقالات الطناحي، فإن وقفت عليها تثبتُّ وأخبرتك؛ ولو كان عندك منها شيء فأفدنا مأجورا بإذن الله!

الشيخ محمد هارون هو خال أبناء الشيخ محمد شاكر *: أحمد ومحمود وعلي ومحمد وأختهم

فالأستاذ عبد السلام محمد هارون ابن خال أحمد شاكر وإخوته

وهذا ما سمعناه وعرفناه من رجال بيت شاكر أنفسهم .
_____________________________
* انظر مقالات أحمد شاكر

جزاكم الله خيرا!

جزاكم الله خيرا جميعًا من أهل وإخوان وعشيرة وطلاَّب عِلم وباحثين، وقد أحسنتم المدارسة، وأنعمتم بالإفادة أيما إنعام، وإني لأتذكر الآن أبياتًا تعلمناها في آداب الطلب عن المدارسة وكيف يحيا بها العلم ويحفظ وينشر؛ يقول الشاعر الحكيم:
ذاكر الناس بالعلوم لتحيا = لا تكن من أولى النهى ببعيد
إن كتمت العلوم أنسيت حتى = لا ترى غير جاهل وبليد
ثم ألجمت في القيامة نارا = وتلهبت في العذاب الشديد
نسأل الله السلامة والعافية.
وإني لأحسب هذه المواطن من أجمل مواطن المدارسة، ويا يليتني كنت - أكون - معهم فأفوز فوزًا عظيمًا!

فوائد جليلةٌ ـ أمتعتمونا بها ـ متعكم اللهُ بطاعتهِ وكريمِ إحسانه.