من الأحاديث الواردة في الصلاة على النبي عند الصباح والمساء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فلم يصح حديث عن النبي (ص) في تخصيص الصلاة عليه عند الصباح وعند المساء، ومن الأحاديث الضعيفة التي وقفت عليها ما يأتي:
الحديث الأول:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص): (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِيْنَ يُصْبِح عَشْرَاً وَحِيْنَ يُمْسِي عَشْرَاً أَدْرَكَته شَفَاعَتِي يَوم الْقِيَامَةِ )).
أحكام العلماء على هذا الحديث:
1- قال الحافظ العراقي في "المغني" (1/338): [وفيه انقطاع].
2- وقال الإمام السخاوي في "القول البديع" (ص179): [رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد، لكن فيه انقطاع لأنَّ خالداً لم يسمع من أبي الدرداء، وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً وفيه ضعف].
3- وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (5788)، وفي "ضعيف الترغيب والترهيب" (396): [ضعيف].
(تنبيهان):
التنبيه الأول: لقد حَسَّن هذا الحديث الشيخ الألباني "صحيح الجامع" (6357)، ثم تراجع عن ذلك وضعفه كما سبق بيانه، وذكر الشيخ أنَّ سبب تحسينه للحديث هو وجود تحريف في نسخة "جلاء الأفهام" التي اعتمد عليها.
التنبيه الثاني: لقد ذكر مؤلف كتاب "حصن المسلم" هذا الحديث في أذكار الصباح والمساء (ص40/رقم98-ط5.وزارة الشؤون الإسلامية)، واعتمد في تصحيحه على الهيثمي وتحسين الألباني له، وقد تقدم أن الحديثَ مُعَلٌّ بالانقطاع، وتبين أيضاً تراجع الألباني عن تحسينه.
الحديث الثاني:
قَالَ رَسُولُ الله (ص): (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مساءً غُفِرَ لَهُ قبلَ أنْ يُصْبِحَ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَبَاحَاً غُفِرَ لَهُ قَبلَ أنْ يُمْسِيَ )).
لم أجد له إسناداً: قال الإمام السخاوي في "القول البديع" (ص313): [لَم أقِف عَلَى أَصْلِهِ].
الحديث الثالث:
عن بكر بن عبد الله الْمُزَنِيّ، عن النبي (ص)، قال: (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَاً مِنْ أولِ النهارِ، وعشراً مِن آخره، نالته شفاعتي يوم القيامة )).
إسناده ضعيف: قال الإمام السخاوي في "القول البديع" (ص180): [أخرجه أبو سعد في "شرف المصطفى"].
وهذا إسناد ضعيف؛ لأنه مرسل، وبكر بن عبد الله المزني تابعي. ولم ينقل لنا الإمام السخاوي الإسناد بتمامه، فإنْ صَحَّ الإسناد إلى المزني فتنحصر العلة في الإرسال فقط، والله أعلم.
رد: من الأحاديث الواردة في الصلاة على النبي عند الصباح والمساء