البصريون يجوّزون إضمار (لا) في جواب القسم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
نرى في بعض الكتب أنّ البصريين يتشددون في إثبات تقدير حرف مضمر .
بخلاف الكوفيين .
لكنهم يجوّزون حذف (لا) في جواب القسم .
إعراب القرآن للنحاس ج2/ص343
وزعم الخليل وسيبويه أن (لا) تضمر في القسم ؛ لأنه ليس فيه إشكال ، ولو كان موجبا لكان باللام والنون .
الخصائص ج2/ص284
فأما عذر حذف هذه الحروف ؛ فلقوّة المعرفة بالموضع
ألا ترى إلى قول امرئ القيس :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
لأنه لو أراد الواجب لما جاز ؛ لأنّ (أبرح) هذه لا تستعمل في الواجب فلا بد من أن يكون أراد (لا أبرح)
ويكفي من هذا قولهم رب إشارة أبلغ من عبارة .
رد: البصريون يجوّزون إضمار (لا) في جواب القسم
إضافة من ناحية بيانية :
... أو يقال : بأنّ المقصود واضح ، فلا يُحتاج إلى إضمار أصلاً .
بل العرب تستعمل هذا الأسلوب بدون استحضار نية الإضمار .
رد: البصريون يجوّزون إضمار (لا) في جواب القسم
الفعل المضارع إذا وقع في جواب قسم وكان مثبتاً مستقبلاً متصلاً بلام القسم يجب توكيده بالنون ، وفيما عدا هذا الموضع يتردد توكيد المضارع بين المنع ،والقرب من الواجب ،والكثرة ،والقلة ،والأقل.
فيمتنع توكيده إذا فقد شرطاً من شروط الوجوب .
ويكون قريباً من الواجب بعد (إن ) الشرطية المدغمة في ( ما ) الزائدة قال تعالى " فإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم ... "
ويكون توكيده كثيراً إذا وقع بعد نوع من أنواع الطلب كالأمر والنهي والدعاء ....
ويكون توكيده قليلاً بعد ( لا ) النافية قال تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ...
ويكون توكيده أقل بعد ( لم ) الجازمة وبعد أدوات الشرط غير ( إن ) المدغمة في ( ما ) الزائدة .
وأما أن عنى النفي واضح في ( أبرح ) فلأن هذا الفعل من أخوات ( كان ) وهو لا يعمل في الإثبات بل يعمل في النفي وشبهه وهو النهي والاستفهام . علماً بأن المضارع المنفي الواقع في جواب القسم يمتنع توكيده بالنون ؛ لفقده شرط الإثبات . والله أعلم