رد: لا يغني كتاب عن كتاب (1)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي
جاء في مخطوطة كتاب "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس للديلمي" لابن حجر - النسخة التركية:
(قال ¹: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن محمد بن حميد المقرىء، حدثنا نصر بن الصامت، حدثنا داود بن سليمان، عن إسماعيل بن عمر ، عن مسعر ، عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أفضل الاعمال الكسب من الحلال") اه*. ²
" الأحاديث الخركوشية في التصوف"، وقد بلغت أحاديثه: ثمانية وسبعين (78) حديثاً ⁴. وكان ضمنها حديثنا هذا؛ قال رحمه الله:
(أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الصّفّار الهروي، قال: حدثنا أبو الفضل الشهيد قال حدثني أحمد بن محمد بن أحمد المُقـري، قال: حدثنا نصر بن حريش، قال: حدثنا داود بن سليمان، عن إسماعيل بن يحي التيمي، عن مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأعمال الكسب من الحلال". ) ⁵ اه*
بارك الله فيكم، ونفع بكم، فضيلة الشيخ.
لو تسمح لي فضيلتكم، فإنه يلاحظ في رواية الخركوشي، يروي عن أبي عبد الله الصفار الهروي.
وهو الشماخي، قال عنه البرقاني: كتبت عنه حديثا كثيرا، ثم بان لِي فِي آخر أمره أَنَّهُ ليس بحجة.وحكى البرقاني حكاية عنه في كذبه في الرواية عن ابن منيع، وقال: وكان قد خرج كتابا عَلَى صحيح مسلم ولا أخرج عنه فِي الصحيح حرفا واحدا.
وقال الحاكم النيسابوري: انتقينا عليه، وكتبنا عنه العجائب، وروى عن ابن أبي ذهل أنه أفحش القول فيه، وقال: وحدث بالمناكير عَنْ أهل هراة، والعراق، والشام، ومصر. اهـ.
انظر تاريخ بغداد (8/515/3996) ت بشار.
وقال الحاكم مرة: كذّاب، لا يُشتَغَل به. اهـ. انظر: تاريخ الإسلام (52).
ومن علامة ضعفه أنه في روايته هنا قد تصحف جد أحمد المقرئ إلى أحمد.
وليس في هذه الطبقة من اسمه أحمد بن محمد بن أحمد المقرئ، إنما هو أحمد بن محمد بن حميد المقرئ كما جاء في رواية ابن لال، عن الزعفراني وهو ثقة، عنه.
وهو المخضوب، أبو جَعْفَر الملقب بالفيل لعظم خَلْقه، وهو "ليس بالقوي"، كذا قال الدارقطني، انظر: تاريخ بغداد (6/125/2608) ت بشار.
وشيخه نصر بن حريش بن الصامت كذلك "ضعيف"، كذا قال الدارقطني، انظر التاريخ (7202).
وليس مشهورا بالحديث، وكذلك شيخه داود بن سليمان الذي لا يعرف.
وقد ذكره الذهبي في المقتنى ٦٩٣، فقال: داود بن سليمان الكوفي، عن زكريا بن منظور. اهـ.
ولا أدري من أين أتى ذلك، إنما يروي عنه داود بن الرشيد البغدادي، لكن يقع اسمه مهملا في جزء يرويه البغوي عنه.
وقد روي عن إسماعيل بن عمرو البجلي بهذا الإسناد حديثا آخر.
فيما أخرج القضاعي في مسند الشهاب (174)، من طريق عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، قال:
ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، ثنا مِسْعَرٌ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ". اهـ.
ولكن الطريق إلى الأصبهاني فيه نظر، وحديث مسعر مشهور من حديث يحيى بن هاشم السمسار عنه، وهو شيخ أحمد بن محمد بن حميد المقرئ المذكور آنفا.
وقال الطبراني في الأوسط (8567) : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مِسْعَرٍ، إلا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ. اهـ.
قلتُ: وإسماعيل بن إبراهيم الكوفي وهو أبو يحيى الأحول وهو متقدم في الطبقة، فتعيينه بأنه ابن إبراهيم الكوفي فيه نظر.
ولعل الطبراني وقع إليه الاسم مهملا، باسم أبي يحيى التيمي، كما يقع كثيرا في الإسناد.
لكن ليس هو أبا يحيى الأحول هذه المرة، إنما هو إسماعيل بن يحيى بن طلحة وهو أبو يحيى التيمي أيضا.
والله أعلم.
رد: لا يغني كتاب عن كتاب (1)
بارك الله فيك أخي الكريم على تعليقك على موضوعي هذا، والذي كتبتُه خصيصا لبيان أن إسماعيل بن عمر الواقع في كتاب ابن حجر ليس هو إسماعيل بن عمرو البجلي الضعيف كما ذهب إليه الشيخ الألباني ومن تبعه، إنما هو إسماعيل بن يحيى التيمي المتهم بالكذب والوضع!! كما جاء في كتاب الخركوشي.. ولم أستطرد فيه للكلام على رجال إسناده في الكتابين المذكورين؛ لأنه ليس من متعلقات موضوعي.
وأما وقد فعلتَ ذلك وقرأتُ ما سقـتَه في ترجمة شيخ الخركوشي: الحسين بن أحمد الصفار فأقول:
"لا يثبت بما ذُكر تعمده للكذب المُسقط وهو على ما اقتضاه كلام البرقاني ممن يكتب حديثه ويروى عنه للاعتبار" كما بينه الشيخ المعلمي في ترجمته في التنكيل (447/1)فليُرجع إليها..
والتصحيف المذكور ليس منه ضرورة لأننا إنما نقلناه كما جاء في النسخة المطبوعة فالظاهر أنه من تصحيف الناسخ أو الطابع، وعلى كل حال كان يجب التنبيه عليه في هوامش موضوعي، فأشكرك كثيرا على إفادتك به.